رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الرحمة بين الأصدقاء

إن التراحم بين المؤمنين والمؤمنات في حياتهم اليومية يجب أن ينتشر بينهم وذلك بغية المحافظة على أواصر الأخوّة الإيمانية وتعزيز روح المحبة والتعاطف فيما بينهم، والتأكيد على استمرارية الترابط والتواصل بين المؤمنين والمؤمنات، الكبير والصغير الحاضر والغائب، كل على حد سواء، وإلى جانب ذلك تؤكد الشريعة الإسلامية على تجنب إساءة أو إهانة أو إيذاء المؤمنين بعضهم لبعض، وذلك بغية التخلص من حالات الحسد والكراهية والحقد والتباغض وغيرها من السلوكيّات الخاطئة الّتي تقع بين أفراد المجتمع الإسلامي، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه، ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض، حتى يكونوا رحماء بينهم، فالقلب في حاجة ملحة إلى تدبر القرآن ولا يسدها إلا ذكر الله والتلذذ بكريم خطابه. وإن فيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بكتابه وإن فيه قلقا وخوفا لا يؤمنه إلا السكون إلى ما بشر الله به عباده، وإن فيه فاقة لا يغنيها إلا التزود من حكم القرآن وأحكامه، وإنه لعلى حيرة واضطراب لا ينجيه منها ويهديه إلى سواء الصراط إلا الاهتداء بنور ربه وبرهان كتابه العزيز، ورسوخ القرآن الكريم في القلب الذي يحصل به الانتفاع لا يكون ترديدا باردا باللسان لا يحرك قلبا ولا يغير واقعا، بل رسوخه بأمور مهمة تنفعه في حياته وفي آخرته ويتشرب قلبه نورانيته الصافية وبالأخص في هذه الأيام المفضلة أيام الصيام والقرآن. فالناس أشكال كأشكال الطير فكل يقع على شاكلته وكل إنسان مع شكله ومن طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق، فإن أصدقاء السوء هم أفتك داء يصيب أخلاق وسلوك وعقائد الشباب، لذا فالإسلام يفرض على الإنسان المؤمن أن ينفتح على أخيه المؤمن ليحمل همه وليفرج كربه وليقضي حاجته وليعينه في جميع أموره، وليحفظه في نفسه وماله وعرضه من خلال أخوة الإيمان التي تزيدها علاقات الصداقة قوة، أن يعين أخاه المؤمن في أوقات الشدة والضيق، فالأسرة تقوم مشكورة بدورها المنوط إليها بتوفير كل ما يحتاجونه في هذا الوعاء المجتمعي، وهذا يتوقف على نوعية ما يتأثر به الأبناء من أصدقاء مما يكون له من عاقبة وخيمة على مستقبل الأبناء وبعد وقوع الطامة ونار الأشرار تأكل عقول الأبناء عندها لا ينفع الندم واللوم وعندئذ تتعالى الصيحات ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، وإذا اتضح لنا أن الصلات نشأت بينهم وبين النوعيات الفاضلة يجب أن نصعدها وننميها ونرعاها بكل جهودنا وتفكيرنا، فالإنسان يحتاج لمن يقاسمه همه ويشاركه أفراحه ويستشيره في أمره وهذا ما ينشده في رفيق الدرب، ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك عندما يفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات ومشاركته في الحلوة والمرة، فليعلم الأبناء أنه إذا صادق الإنسان الأخيار انتقل إليه خيرهم وإذا صادق العابثين أصابه كثير من شرهم فالإنسان إذا صادق من يحب مرضاة لله تعالى، فينضح على سلوكه صدقا وأمانة ووفاء ومروءة أما إذا صادق من يسعون لإرضاء أهوائهم وإرواء نزواتهم، والسعي وراء شهواتهم، فإنه يكون في موقف اختيار صعب إما أن يرضي هؤلاء على حساب دينه، وإما أن يخالفهم ويخسر صداقته فإنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار خير لك من أن تأكل الثريد مع الفجار. وفق الله أبناءنا بصحبة صالحة تدلهم على الخير وتعينهم على فعل الطاعة وأن يصرف عنهم أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم، فالصديق يترك تأثيراته السلبية والإيجابية من خلال الجانب الشعوري على صديقه مما يجعل الصداقة من المسائل التي تتصل بالمصير الإنساني.

6773

| 18 يونيو 2016

الرحمة بالكبير

مع أن كبير السن قد ازداد خبرة ودراية وحكمة ومع أنه قد يكون قد ازداد مالا وجاها، إلا أنه لا شك يعاني صورة واضحة من صور الضعف وذلك في صحته وجسمه، وقد يكون في شكل آخر من أشكال الضعف الكثيرة، والله عز وجل بين لنا ذلك فجعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ولهذا الضعف أوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية خاصة لكبار السن ليعظم عند المسلمين قيمة الشيخ الكبير، حتى إنه ليقدمه على حامل القرآن وعلى الحاكم العادل مع عظم قدرهما وسمو مكانتهما، فالمسلم يستروح نسمات الهداية من خلال تلاوة القرآن الكريم في مثل هذه الأيام الطيبة أيام شهر رمضان المبارك فيزداد القلب نورا وهداية، فإن القلب هو وعاء الإيمان وقوام صلاح جسم الإنسان ،فكلما كان منيعا قويا كان صاحبه قويا وكلما هزل وضعف صار صاحبه هزيلا ضعيفا ،فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب)رواه البخاري.فالثقافة الأسرية مسؤولية اجتماعية وذلك لأن المسؤولية التي تمسك بناصية كل فرد منا في المجتمع الإسلامي،مسؤولية عظيمة وجليلة لأن كل إنسان سوف يسأل أمام الخالق عز وجل، فمن أولويات الثقافة الأسرية تعويد الصغير على احترام الكبير، لذا يجب البدء بالكبير في الأمور كلها كأن يتقدم الكبير على الصغير في صلاة الجماعة، وفي التحدث إلى الناس وفي الأخذ والعطاء عند التعامل، والترهيب من استخفاف الصغير بالكبير، فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث لا يستخِف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط)رواه الطبراني، الحياة في نظر الإسلام جد وعمل و بناء وليست هزلا و فراغا و لهوا، كما أن الإسلام أوصى بكيان الأسرة وبنائها على القيم والآداب و أعلى مكانتها، وأمر قائديها أن يعرفوا دورهم في الحياة ،وأن تقف عند الحدود التي رسمتها لها الشريعة ،لتستطيع أن تؤدي رسالتها وتقوم بدورها على النحو الأفضل، لذلك أمرنا الهدي الإسلامي القويم أن توضع الأمور في نصابها الحقيقي وإعطاء كل ذي حق حقه وتنشئة النشء على قيم الإسلام وآدابه وتعويدهم على توقير الكبير وعدم الاستخفاف به كأن يهزأ به ويسخر منه ويوجه كلاما سيئا إليه، ويسيء الأدب في حضرته وينهر ه في وجهه وكم من مناظر يندى لها الجبين نشاهدها في الطرق ووسائل السفر المختلفة ونجبر على سماعها من داخل البيوت على ما يقال فيها تدمى لها القلوب، و وجوب الاستحياء من الكبير لأن الحياء خلق يحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير، فمن عظيم التقدير والاحترام إنزال الكبير منزلته اللائقة به، فإن في شريعتنا الحنفية السمحة أخلاق عالية وأدب عظيم وفضائل عدة، لكن المصيبة هى غفلة كثير من المسلمين عن هذه الأخلاقِ والقيم وتناسيهم لها وعدم عملهم بها، فينشأ النشء من غير أن يقيم لتلك الأخلاق وزنا، وكان المطلوب منا جميعا أن نربي نشأنَا التربيةَ الإسلامية الصحيحة على الأخلاقِ الإسلامية التي يسعد بها الفَرد في حياته وآخرته، فإن توقير الكبير ذي الشيبة المسلم سمة من سمات المجتمع المسلم، فما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه، فالاحترام قيمة رائعة تجعل للحياة روحا ومعنى فهي نظام راقٍ،وهذه القيمة كطبيعة كل القيم وجب أن تكون ثابتة ومستقرة ،ولا تتغير بتغير الزمن أو الظروف والأحوال، بل يجب أن يكون الالتزام بها سلوكا طبيعيا، يحرص الجميع عليه برضا نفس وطيب خاطر وبنية التعبد لله تعالى.

1106

| 17 يونيو 2016

التواصل في شهر الإحسان

إن بناء المجتمع القوي يحتاج أن تقوم أسسه على قواعد متينة مستمدة من كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وقد علمنا الهدي الحنيف مقومات الإنسان الإيجابي التي تعمل على بناء الشخصية المسلمة بناء سليما وأن تبنى على تلك المثل النبيلة التي عمل الإسلام على تكوينها وتنميتها لدى الإنسان الذي يحمل رسالته في الحياة، فقد سلك القرآن الكريم أبرع أسلوب في دفع النفس الإنسانية إلى ذلك المرتقى العالي الصعب إذ بين لنا عبر آياته البينات أهمية التحلي والتزين بأحسن الأخلاق، فعلى قدر رغبة الإنسان في مكارم الأخلاق يكون إيثاره وعطاؤه وذلك بالتعود على الجود، ورعاية الحقوق حق رعايتها والرغبة في الجزاء على الأعمال الطيبة في الآخرة وتعويد النفس على تحمل الشدائد والصعاب، فإن سمة الإيثار متعلقة بسمات كثيرة أخرى مثل سعة الصدر والرأفة بالناس والبعد عن الكبر وترك الغل وصفاء السريرة بدءا من المجتمع الكبير، فإنه لا تتوفر الطمأنينة والأمان والاستقرار إلا في مجتمعات يتوفر فيها الإيثار، "فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين" فهذه معاني قرآنية محكمة من أصول الدين تدل على أخلاقه الإسلامية الأصيلة التي شرعها الإسلام لأبنائه، وحث عليه قبل أن تولد الفلسفة في الفكر الحديث، وهذا هو خلق المؤمن حيث تضافر الهدي النبوي على تأصيله في نفوسهم.فإن المسلم الذي امتلأ قلبه بالإيمان يسير على قيم الإسلام وآدابه كما أمر بها، فهو يصوم شهر رمضان ويقوم لياليه طمعا في رحمة الله -تعالى- التي وسعت كل شيء، فما تجده في هذه الأيام المباركة إلا باحث عن رحمه لوصلها والبر معها، لأنه ويعلم حق العلم أن في صلته لرحمه وفي أدبه مع أقاربه لقربة من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله ويدرك أن هذا البر والصلة يجلب البركة في الرزق وفي العمر، فعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" رواه مسلم، فالنفس البشرية بطبيعتها محبة للخير تعمل على التماس السبل التي تسوق لها السعة في الرزق والبركة في العمر والأجر، والهدي النبوي يخاطب هذه النفس فيرشدها إلى طريق السعة في الرزق وكثرته، ووسيلة بلوغ ذلك كله صلة الرحم، ولاشك أن هذا باب خير عميم فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها، وتمتلئ النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، إذ يبقى المرء دوما بمنجى عن الوحدة والعزلة ويتأكد أن أقاربه يحيطونه بالمودة والرعاية، ويمدونه بالعون عند الحاجة وإن البر والصلة يكونان سببا في محبة الناس والثناء عليه، وبالمقابل تكون قطيعة رحمه شؤما عليه وبلاء ومقتا له من الله ومن الناس وبعدا له عن الجنة في دار القرار، فهدي الإسلام في سماحته وإنسانيته يوصي بالمودة بين الأقارب ويحث على التواصل والتواد والمحبة، لهذا ينبغي على كل عبد واع أن يكون واصلا لرحمه ولا تلهيه الدنيا ولا المال ولا الزوجة والولد عن تفقد ذوي رحمه وقرابته وبرهم وإكرامهم ومعونتهم، فقد حفي بالرحم حفاوة ما عرفتها الإنسانية في غيره من الأديان والنظم والشرائع فأوصى بها ورغب في صلتها وتوعد من قطعها، وليس أدل على حفاوة الإسلام البالغة بالرحم من تلك الصورة الرائعة التي رسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للرحم، تقوم بين يدي الله في الساحة الكبيرة التي خلق الله فيها الخلق فتستعيذ به من قطيعتها ويجيبها الله -عز و جل- إلى سؤلها فيصل من وصلها ويقطع من قطعها ولقد جاءت آيات القرآن الكريم تترا، مؤكدة منزلة الرحم في الإسلام حاضة على الإحسان إليها وإرهاف المشاعر للإحساس بوشائجها وأداء حقوقها وتوقي هضم تلك الحقوق أو خدشها أو مسها بظلم أو أذى محذرة من الإساءة إليها ومن هذه الآيات الكريمة قول الله تعالى: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام" النساء:1 فقد أمر الله بالتقوى وثنى بالأرحام إعظاما لها وتأكيدا على توقيرها ثم يمتد البر من ذوي القرابة ويتسع نطاقه وينصب خيره على المحتاجين جميعا في الأسرة الإنسانية الكبيرة وهذا ما يواءم طبيعة النفس البشرية التي هي تميل إلى البدء ببر الأقربين، ويلائم منهج الإسلام العام في تنظيم المجتمع الإسلامي، إذ جعل التكافل الاجتماعي يبدأ من محيط الأسرة ثم يمتد إلى دائرة الأقربين ثم ينساج في محيط الجماعة في سهولة ويسر وفي تراحم ورضا ومودة، مما يجعل الحياة حلوة جميلة لائقة ببني الإنسان.

398

| 16 يونيو 2016

الرحمة بذوي الأرحام

إننا جميعاً نطلب الرحمة من الله حتى لو كنا مخطئين أو غير ذلك، لأننا نؤمن أن الله هو الذي سوف يرحمنا إذا أراد، ولكي تتحقق الرحمة من الله إلى عباده المؤمنين حقا لا بد أن تتوفر بهم السير على منهج وعلى ما في كتاب الله عز وجل، أي على الإنسان المسلم أن يتذكر الله في كل وقت حتى لا تذهب حياتنا هباء، وليس للإنسان حياة أخرى في الدنيا لكي يعيد ما قد قصر به بجانب الله ،فلكي يحيا المجتمع حياة قوية مستمدة ويكون المجتمع في عزة وسعادة, فقد أمر الله بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، ولقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن قطيعة الأرحام مانعا من دخول الجنة فلا يدخل الجنة قاطع رحم، لذا فقد يخلد المسيئون لأرحامهم في نار الجحيم والصلة واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة وإحسان.فالإسلام دين يربط بين أفراده على أسس الترابط والمحبة والتعاون ،فذكر الله والخوف منه ،فإنه ينعكس من وراء هذا الخوف السلوك الاجتماعي بين الناس والتعامل معهم بالأخلاق والحسنى، والإحسان إليهم فإذا كان الإنسان يستطيع مساعدة غيره فالأقربون أولى بالمعروف أو من يستحقون المساعدة لوجه الله، فإن صلة الرحم كلمة مشتقة من الرحمة التي يتمناها كل إنسان من الله أن يرحمه، ولاشك أن صلة الرحم باب خير عميم فيها تتأكد وحدة المجتمعات وتماسكها وتمتليء النفوس بالشعور بالراحة والاطمئنان، إذ يبقى المرء دوما بمنجى عن الوحدة والعزلة ويتأكد أن أقاربه يحيطونه بالمودة والرعاية، لأن من مجموع المواطنين الصالحين يتكون المجتمع الصالح إن الأسرة هي الأساس الذي يقوم على لبناته بناء المجتمع،وكلما كانت الأسرة متماسكة بأفرادها كان المجتمع مترابطا متضامنا يحقق الرفعة لأبنائه مما يزيده تماسكا ومتانة،فمصلحة الفرد فيه جزء من مصلحة الجماعة التي لا تعرف الانحلال ولا التخاذل ولا القطيعة ولا التواكل، والصلة واجبة ولو كانت بسلام وتحية وهدية ومعاونة ومجالسة وإحسان،فالإسلام دين يربط بين أفراده على أسس الترابط والمحبة والتعاون, فإذا كان الإحسان مطلوبا بين الناس عامة أداءً لحق الإنسانية المشترك ومطلوبا بين المؤمنين على وجه خاص قياما بحق الأخوة الدينية، فإنه بين الأقارب مطلوب على وجه أخص وعلى نحو ألزم قياما بحق الرحم الذي هو محل عناية عظيمة في الوصايا الإلهية، فالمسلم الذي تربى على هدي الإسلام وارتوت نفسه من معينه الطهور حريص كل الحرص على نفع الناس في مجتمعه ودفع الأذى عنهم، فصلة الأرحام سمة النبلاء ذوي الأصل الطيب والعرق الكريم، وقد كان الناس في الماضي وحتى عهد قريب ينتشر بينهم صور متنوعة طيبة لصلة الأرحام بين أفراد الأسرة،وبين مجموع الأهل والأرحام خاصة في المناسبات وفي الأفراح والأتراح و كنا نشعر ونلمس ونرى قوة الترابط بين الأسرة الصغيرة،وكم كانت الاجتماعات الأسرية بمختلف مستويات القربى مظهرا كريما للبر بالأهل وصلة الأرحام، أما في هذه الأيام فقد تغيرت هذه المظاهر النبيلة كثيرا عند بعض من الناس ففي زحام الحياة، وتسلط المصالح الخاصة وانشغال الناس بمطالبهم الذاتية وبعد المسافات بينهم تغاضى البعض عن هذه الصلة العظيمة، ولم يعد الواحد منهم يصل أهله وأقرباءه إلاّ عند الضرورات، فلنتذكر إننا في رمضان شهر البر والصلة والإحسان ولنسعَ جاهدين في صلة الأرحام والإحسان إليهم ،فالمسلم الذي يمتثل الأوامر العامة التي أمر بها الإسلام يعلم حق العلم أن في صلته لرحمه وفي أدبه مع أقاربه ؛ لقربة من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله ,ويدرك أن هذا البر والصلة يجلب البركة في الرزق وفي العمر.

1531

| 16 يونيو 2016

الرحمة بين الزوجين

إن من أعظم مقاصد النكاح في شرع الله المطهر أن تسود المودة والرحمة بين الزوجين ،وعلى هذا الأساس ينبغي أن تبنى الحياة الزوجية يقول الله عز وجل:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)الروم:21، فلا يغيب عن بالك المودة والرحمة اللتين ذكرهما الله تعالى في الآية الكريمة بين الزوجين ،وأن تتأمل في حال الصحابة والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وليجتهد كل منا في إسعاد أسرته وسوف نحصد أثر ذلك خيرا إن شاء الله ،فمن أكبر أسباب كسب القلوب البشاشة ولين القول فإنما البر شيء هين وجه طلق وقول لين ،ومن ثمرات هذا الاتحاد أو الزواج هو إنجاب الأبناء وبذلك تتكون الأسرة وتكون اللبنة الأولى في تكوين المجتمع، فهي المؤسسة التربوية الأولى التي تتلقي المخلوق البشري منذ أن يفتح عينيه على النور وهي الوعاء الذي تشكل داخله شخصية الطفل تشكيلا فرديا واجتماعيا كما أنها المكان الأنسب الذي تطرح فيه أفكار الآباء والكبار ليطبقها الصغار على مر الأيام فينتفعوا بها من خلال تنشئتهم في الحياة. إن الأسرة في حدودها الضيقة لها من الروابط الاجتماعية ما تستطيع به تحقيق رسالتها في الحياة.فإن الله سبحانه وتعالى لم يشأ أن يترك عبده في هذه الدنيا وحيدا ضالا دون أن يضع له منارا يستنير به في علاقته الجنسية وطريقا يسلكه في جهاده المرير الذي تزداد مرارته كلما تذكر الحياة الناعمة الأولى التي كان لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى ،فقد أودع الله عز وجل في الإنسان هذه الضرورة بصفة فطرية ويتحقق ذلك بفضل اجتماع كائنين لا غنى لأحدهما عن الآخر وهما الرجل والمرأة فإن نشأة الأسرة الإسلامية وتكوينها يقوم على مبدأ التضامن والتكافل فهي تقوم على أسس التعاون والرحمة والمودة تحت ظلال كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مستظلة بتشريعات الدين الحنيف ويعد هذا النمط من الأسر القائم على التعاون والمودة والرحمة والترابط هو أفضل أنماط الأسرة، لأن أفرادها يجمعهم الترابط والتماسك القائم على المحبة، فلقد استظلت الأمة الإسلامية بظلال أيام رمضان المباركة يتزودون وخير الزاد التقوى فالمسلمون في بقاع الأرض مشارقها ومغاربها يستقبلون رمضان بقلوب صافية مؤمنة لله تعالى راضية بقضائه تجدُّ في السير نحو رضا الله تعالى ترجو رحمته وتخشى عذابه وتعمل على استثمار فرائض الدين وأركانه في كل خير يوصلنا إلى جنة عرضها السموات والأرض, فإن الله سبحانه وتعالى جعل الأيام بين الناس دولا وجعل لنا في أيام دهرنا نفحات وأمرنا بالتعرض لها لعل المسلم تصيبه نفحة لا يشقى بعدها أبدا، ومن هنا كان الصوم في رمضان عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم، فتصفو نفوسهم ويلتقون على المودة يربط بينهم الإيمان رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار ،فلا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصا من له حق كبير عليك كالزوجين والأقارب والأصحاب ونحوهم إساءة بالقول أو بالفعل فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فصله وإن ظلمك فاعف عنه ،فشهر رمضان هو الشهر الذي شهد بداية مهبط الوحي فهو الذي أنزل فيه القرآن وفرض علينا فيه الصيام وسن لنا نبينا فيه القيام فيه ليلة خير من ألف شهر ينظر الله فيه إلى تنافسكم في الخير، مما يكون له الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي وبعث الحياة والطمأنينة في نفس الإنسان.

4933

| 15 يونيو 2016

الرحمة بالوالدين

لقد أوصانا الله عز وجل وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم على طاعة والدينا والعطف عليهم لأنهم عانوا معنا كثيرا حتى أصبحنا بهذا العمر فلولا تربيتهم لنا وعطفهم علينا لما وصلنا لهذه المرحلة التي نحن بها الآن، فقد جاء دورنا الآن لكي نجزيهم العرفان الذي قدموه لنا منذ صغرنا، فللوالدين مقام وشأن يعجز الإنسان عن إدراكه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصرا منحسرا عن تصوير جلالهما وحقهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وركن البقاء لهم، حيث إنهما بذلا كل ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما، فإن الخالق عز وجل قد فرض علينا العبادات بما فيها الصيام وهي أشبه ما تكون بمحطات يتزود فيها المسلم بطاقات تضمن له قوة تغلب دوافع الخير وهي وسائل لتحقيق الخضوع والعبودية لله تعالى وبناء المسلم ذي السلوك المتميز الذي ينتقل بالعبادة من موقع يعاني الضعف والهبوط البشري إلى موقع صاعد في مجال السمو والارتقاء فهو بعد العبادة إنسان آخر ولقد قال الله تعالى:(يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة183فمن شيمة ديننا الحنيف الوصية بالوالدين وإن بر الوالدين والإقبال عليهما بالقلب النابض بالحب واليد المبسوطة بالبذل وبالكلمة الطيبة المؤنسة والبسمة المفعمة بالود لخليقة أصيلة من خلائق المسلمين وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.لذا اعتبر الإسلام عطاءهما عملا جليلا مقدسا استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل، وأوجب لهما حقوقا على الأبناء لم يوجبها لأحد على أحد إطلاقا، حتى إن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر وما ينبغي للمسلمين أن تغيب فيهم هذه الخليقة مهما تعقدت أمور الحياة ومهما طرأ عليها من تطور مهما تجمع فوقها من ركام العادات المستوردة فهي من الأخلاق التي تحفظهم من تحجر القلب وتقيهم من أنانية السلوك وتردهم إلى أصالتهم وإنسانيتهم ووفائهم ، إذا ما تردى غيرهم في حضيض الأثرة والجحود والكفران وهي فوق ذلك كله تفتح لهم أبواب الجنان,ومن أبرز صفات المسلم الحق البر بالوالدين والإحسان إليهما لقد رفع الإسلام الرحمة بالوالدين إلى مرتبة لم تعرفها الإنسانية في غير هذا الدين , إذ جعل الإحسان إليهما والبر بهما في مرتبة تلي الإيمان بالله والعبودية له ،فقد جاءت آيات الله تترى متضافرة متعاقبة تضع مرضاة الوالدين بعد مرضاة الله ، وتعد الإحسان إليهما فضيلة إنسانية تلي فضيلة الإيمان بالله يقول الله تعالى( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين أحسانا )النساء :36،فالمسلم صاحب القلب السليم و البصيرة المتفتحة، يتلقى دوما مثل الإيقاع الرباني الجميل في عدد من آيات الله البينات ،فيمتثل لأمر ربه ويزداد لوالديه احتراما و بهما برا، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت : ثم أي ؟ قال بر الوالدين ,قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله ) فالابن الصالح الذي صاغه الإسلام بحق إنسان بار بوالديه يحيطهما بأجمل مظاهر الاحترام والتقدير يقوم لهما إذا قدما على مجلسه وينكب على أيديهما لثما وتقبيلا يغض من صوته أمامهما تأدبا وإجلالا لهما ويخفض لهما من جناحه وينتقي العبارات المهذبة اللطيفة في حديثه معهما ،فلا يجري على لسانه معهما لفظ ناب أو عبارة خشنة جارحة ومن هنا كان الابن الحق بارا بوالديه في الأحوال كلها عاملا على إسعادهما وإدخال السرور على قلبيهما ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

10770

| 14 يونيو 2016

رحمة الأم بوليدها

إن الأسرة كلمة تشد كل شخص معتدل يريد أن يبحث عما يستفيد منه في حياته الأسرية ،فتتكون لدى الفرد الثقافة الأسرية التي بها يتحمل المسؤولية الاجتماعية في الحرص على هذا الكيان المهم في بناء المجتمع، فحين قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا في السبي امرأة تطوف وهي في حالة ذهول، تبحث عن فلذة كبدها تبحث عن رضيعها وهذا على مرأى من النبي صلى الله عليه وسلم وبعض من الصحابة الكرام، فما هو إلا أن وجدت ولدها ذاك فالتزمته وألصقته بصدرها وألقمته ثديها تطعمه وتضمه، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عاطفة الأمومة ورحمة الأم وتعجب من ذلك ونظر إلى الصحابة فسألهم: أترون هذه المرأة ملقية ولدها في النار؟ قالوا : لا يا رسول الله فقال:( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) رواه مسلم، فقلب الأم شجرة ذات ورق كثير فما أن تضع مولودا إلا وفيه من أوراق قلبها الكثير والأصل يحن إلى الفرع كثيرا، فقلب الأم قلب ليس لها ولكنها جعلته لغيرها لكل من خلق من لحمها وجرى في جسده دمها وغذي حليبها ،فقلبها رهيف الحس يشعر بكل شيء إلا بنفسه هو إيثار ينبض ورحمة بل رحمات .، فكم من ليلة أبى القلب الكبير الذي حواه صدرك أن يدع الجفون تذوق السهاد ،لأنها تخشى أن يفقد الصغير اليد التي تهدهده ،فما عادت الأم تلذ للطعام وتكبر مشاق تربيته معه ويكبر مع هذا كله قلب الأم ورحمتها، يشاكس فتضربه ثم تعود لتضمه إلى صدرها وتقبله وتكفكف عن عينيه الدمع.إنه يمرض فيمرض قلبها وهي ترى قلبها الآخر عليلا، فلا يطيب لها شيء إلا سلامة ولدها ولو كان الثمن سلامتها هي ،فكيف يعيش من فقد أمه التي خلق في رحمها وعاش ترعاه رحمتها ،فإن فقد الأم فذاك هو كل الألم ،فالأمومة هي عاطفة ركزت في الأم السوية تدفعها إلى بذل المزيد من الرحمة والشفقة والعطف والحنان، لذلك أوصى القرآن الكريم والنبي العظيم بالأم لفضلها ومكانتها التي ميزتها عن الأب بالحمل والرضاع والرعاية، فالأسرة في رمضان يقع على عاتقها مسؤولية عظمى في التوجيه والرعاية والتربية والبناء، لأن النفس البشرية عميقة وتحتاج إلى جهود كبرى لفهمها والتوصل إلى المعاملة المثالية معها ،فإذا ما كانت الأمومة في منظومة الاستقرار والسكن كانت هي الحصن الأقوى في مواجهة التحديات والعقبات المحدقة بها من كل جانب، فكلما كانت الأسرة متماسكة ازداد البناء صلابة وقوة في مواجهة الأخطار والأهوال التي يتعرض لها النشء وازداد المجتمع قوة وأمنا وسيرا في ركب التقدم والرقي، فعلى قدر ثباتها واستقرارها تقاس حضارات الأمم والسيادة والريادة لكل أمة . وحين ندرك أهمية هذه النواة وهذا البناء وندرك بوعي تبعاته وأبعاده في عمارة الأرض سندرك بجلاء معنى حرص الشرع الكريم على سلامة هذه العلاقة،والتأكيد على أهمية صناعة الاستقرار فيها، فعلى كل مسلم أدرك رمضان وهو في صحة وعافية أن يستغله في طاعة الله تعالى ويبحث عن الحوافز الإيمانية التي تبعث في نفس المؤمن الهمة والحماس في عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم,، لأنك ستعرض على الله وتوزن عليك أعمالك فما كان خيرا فهنيئا جنة عرضها السموات والأرض وما كان غير ذلك فنار عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وحيث أن الأسرة كيان مستقل له صفاته الخاصة وميزاته الخاصة إلا إنه كيان ضمن مجموعة كبيرة من الأسر والأفراد، وهذه الأسرة أو تلك ليست وحيدة على الساحة بل تتأثر و تؤثر بما يحصل في خارج محيطها وتتفاعل معه فكان من صميم الدعوة إلى الخير أن تبدأ بمن تعول.

5742

| 13 يونيو 2016

رحمة الأب بأولاده

إن الابن البار الذي ارتوت نفسه من معين أبيه فشرب منه الرحمة وتعلم منه الأدب، فهو الذي عوده أبواه على مكارم الأخلاق فيأخذ مكانه في صفوف الشباب يتحمل العبء وحده ويأمن عليه المربون من الزلل أو الانتكاس، لأن والديه قد اضطلعا بعبء تنشئته في الصغر وآن لهما بعد ذلك أن يستريحا من عناء التفكير في حياته المستقبلية , فقد وضعا قدميه على أول الطريق وعليه أن يشقه بنفسه بما حفظ عن والديه من خطوات في هذا السبيل فيسعد نفسه وتسعد به الأمة، فالحق سبحانه وتعالى أهل علينا رمضان أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والبركات ومزيد من الأمن والأمان ،فجعله لنا موسما للطاعة والقرب من الله تعالى ففرض علينا صيامه وسن لنا قيامه وأمرنا بالصيام والقرآن والإحسان، فطاعة الخالق هي الأصل الذي جاءت به الشرائع السماوية جمعاء ودعت إليه كل الديانات السماوية على لسان الرسل والأنبياء الذين بعثهم الله عزوجل منقذين للبشرية من الظلمات إلى النور، وخير معلم للبشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يعلمنا قوة اليقين في الله فيقول من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ولقد قال الله تعالى:(يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة183 ،فالأسرة في حاجة ماسة إلى قائد حكيم ينفذ القوانين ويحمي مصالحها ويفرض سيطرته عليها ويكون هو المرجعية لها ولا يصلح لهذه المهمة سوى الأب، فالرجل سيد بين أهله والمرأة سيدة في بيتها فالأب هو أفضل ملاذ للطفل وهو الذي يتخذ القرارات ويقوم بالتوجيه والبناء والتنفيذ، إنه ملجأ لأفراد أسرته والمسؤول عن الإنفاق والمشرف على التزامات الأسرة، والعقل المفكر لأسرته وقوتها واقتدارها، وهو الذي يوفر لها الأمن لذلك فإن الأطفال ينظرون إلى الأب نظرة لاشعورية أنه يمثل القانون وأنه سبب اقتدارهم، وذلك دون أن يتدخل الآخرون في تحقيق هذه النظرة كما إنهم ينظرون إليه أيضا على أنه المرشد والحامي والمراقب، وأنه مصدر الخوف والغضب والأمن والحب. فإن صلاح الأسر لهو السبيل الحقيقي الذي يقوم عليه بناء المجتمعات لأن الأسرة هي اللبنات التي يبنى منها المجتمع فكلما صلح أمر الأسرة انصلح حال المجتمع وكلما فسد حال الأسرة فسد حال المجتمع وصلاح الأسر يقوم على عاتق أفرادها وحيث قيادة الأسرة يكون زمامها في أيدي ربان السفينة وهو الأب الذي جعلت له القوامة فكان أقدر وأجدر بهذه القيادة ،لذا فإن حقوق أفرادها توجب عليه أن يكون له دور كبير مع أهله وأسرته وعشيرته وأبنائه وإن هو قصر في رعايتهم وأهمل في إرشادهم فليراجع نفسه في صدق حبه لهم وليحذر غضب الله تعالى ،فدورك أيها الأب القائد مع أهلك وأبنائك واجب عليك، لذا فعليك أن تدرك عظم المسؤولية وخطورتها وأن تتعهد أبناءك بالرعاية والتوجيه والإرشاد القائم على المحبة والتعاون، فإن الهداية والطاعة لله رب العالمين هما سفينة النجاة، فلا تركبها وحدك وكن محترق القلب على ابنك الذي هو منك وأنت منه فأين أنت وهو يأوي إلى رفقاء السوء، ويظن أن معهم النجاة والفلاح و يهمل واجباته ويقصر في أداء فرائض دينه فيكون عرضة لطريق الشيطان ،أين صوتك ليرتفع مدويا بالتوجيه والإرشاد والمتابعة الجادة التي تقوم على الحب والترابط والمودة ،أين أنت قبل أن يقضى الأمر ويضيع طفلك ويتيه في بحار الظلام والظلمات, فالمطلوب من الأب أن يراعى عملية التوازن النفسي وأن يسعى للاهتمام أكثر بأبنائه وأسرته والاهتمام بعلمية التربية لأن الطفل السليم هو الطفل الذي ينشأ في بيئة سليمة وصحية نفسيا.

1126

| 12 يونيو 2016

رحمة الدعاة

إن الإسلام شمس مضيئة أنارت ظلام الجاهلية وهو دين الحب والأمل و الحياة واليسر، وشرائعه هي شرائع الحق والعدل وأحكامه هي أحكام الحياة، والتفكر في آلاء الله تعالى وآياته تجعل الإنسان يقف على حقيقة بديع خلق الكون وأجزائه، و النظرة السليمة التي ينبغي أن نسلكها نحن المسلمين ليست التي تقف بنا عند ظواهر الأشياء، بل التي تحملنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، إنها لصورة قاتمة باهتة مخيفة تلك التي رسمها البعض للإسلام في أذهان الناس حتى صار الناس يخافون من الدين ومن التدين، لأنهم يظنونه شيئا قاسيا لا يرحم وأتباعه غلاظ لا يلينون وأحكامه سيف قاطع على الرؤوس، وقد استثمر البعض هذا الموقف واتهموا الإسلام بالحقد والكراهية وكل أوصاف التجهم والتعصب والعنف، حتى لكأنها صارت حقيقة، وأُسقط في أيدينا وظن بعضنا أن هذا الزيف حقيقة ،ولكن الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم نور يستضاء به في ظلام الجاهلية ومحبة خالصة تؤلف بين القلوب، فالحديث في الدين والفُتيا فيه والعلم بالأحكام لا يقف عند حد وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وتناقل الفتاوَى بغير علم ومعرفة ،فمثل هذه الأمور تمثل خطرا على شريعة الله وأحكام الدين. إن الحديث في مسائل الدين والشرع من المناصب الإسلامية الجليلة و الأعمال الدينية الرفيعة والمهام الشرعية الجسيمة، يقوم فيها من أنعم الله عليه بنعمة العلم وفهم النصوص بالتبليغِ عن رب العالمين، ويؤتمن على شرعه ودينه، وهذا يقتضي حفظَ الأمانة والصدقَ في التبليغ والرحمة بالناس والعامة، لذا وُصِف أهل العلم والإفتاء بأنهم ورثة الأنبياء والمرسلين، والْموقّعين عن رب العالمين والواسطة بين الله وخلقه، فمن خصائص الداعي أن يراعي حال السائل ومناسبة الوقت وهذا باب عظيم يتعاضد مع الأدلة الشرعية ولا يتعارض معها وهذا هو الحال بالنسبة للأمور الشرعية وما ينبغي أن يراعى فيها حال الناس ومناسبة الزمن والوقت ، فإن لم يكن الوقت مناسبا لإظهار أمر دعوي أو رأي خاص فلا يخرجه الداعية ،وهذا مما ينبغي أن يتربى عليه الداعية من خلال قوته العلمية بالإضافة إلى مخالطة الناس والدخول إلى عمق مشكلاتهم والمشاركة في حلها والإصلاح بينهم والقرب من واقعهم، ولكن ما نراه وما نطالعه على صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي حول اختلاف علماء المسلمين وفتاوى جديدة ما أنزل الله بها من سلطان ،وتناسى هؤلاء أن هذا من أخطر الأمور التي تثير الشك عند العامة وتجعل الكثير ينظر إلى ديننا الحنيف بنظرة مختلفة عن حقيقته ،فهل علم كل من يتصدر الحديث في أمر الدين وإظهار الفتاوى والأحكام ما هي شروط المفتي وهل تنطبق عليه هذه الشروط أم لا؟ أم هي شهوة الشهرة وحب السمعة التي أصبحت مرتعا للظهور والرياء وحب الذات بإصدار الفتاوى على الهواء بدون رقيب ولا حسيب، وما يريد بعضهم ألا أنه يظهر بمظهر المتمكن يريد عرَض الحياة الدنيا ونسي مسؤولية ما يقول ،فنسأل المولى أن يقينا شر الليل إذا أظلم وأطبق بعتمته ومن جماعات النمامين الذين يقطعون روابط الألفة وعلاقات المودة بسعيهم ومؤامراتهم ونمائمهم ،ومن شر الحاسدين الذين أكل الحسد قلوبهم فأعماهم عن الالتجاء إلى الله، فشهر رمضان المبارك شهر الصوم وشهرالرحمة والإحسان وشهر الدعاء فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ويتقبل الله من عباده أعمالهم وتفتح أبواب السماء فيجيب الله الدعاء ويعطي لكل سائل سؤله ،لذلك أمرنا المولى عز وجل أن نتضرع إليه ونسأله فقال "ادعوني أستجب لكم " لذا يجب على كل مسلم أن يتحصن بذكر الله ودعائه ويتعلق برحمة ربه خاصة في هذه الأيام المباركة.

302

| 11 يونيو 2016

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

إن نبينا محمدا صلوات الله وسلامه عليه جمع الفضائل كلها والمكارم جميعها والمحامد بأكملها فهو خير قدوة لنا وأفضل أسوة لأمته ؛ من هديه نستقي تعاليم الدين وأحكامه، فإليه ينتهي الخير كله وفيه تأصل البر، وعلى يديه فاض النور وأشرقت الهداية وبه أنقذ الله البشرية فإننا في الأيام المباركة أيام رمضان المبارك شهر الصوم والرحمات والإحسان مما يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات ،فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب ولكنه قبل ذلك امتناع عن الظلم والعدوان والشهوات وميول الشر لأنه يضبط جماح النفس ويخضع الملذات لإرادة الفرد ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال بالذات مع إحساس بالخشوع والاتجاه الصحيح إلى الله، وهو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته، فإن رحمة النبي صلى الله عليه و سلم بعد مهم في شخصيته وفي دعوته، ومن صميم شخصيته رسولا ونبيا ومبلِّغا عن ربه وهاديا للناس يقول الحق سبحانه وتعالى:(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء:107، عندئذ ندرك سعة رحمة هذا النبي الكريم وكيف كان صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله، وإنه لتناسب وتآلف في أرقى مستوياته بين الرسالة والرسول في هذه الرحمة، حتى لا يتصور أن يحمل عبء بلاغ هذه الرحمة إلى العالمين إلا رسول رحيم ذورحمة عامة شاملة فياضة طبع عليها ذوقه ووجدانه وصيغ بها قلبه و فطرته.فالصيام عبادة وقربة لله تعالى فهو يعمق الخشوع والإحساس بالسكينة والتحكم في الشهوات وإنماء الشخصية فلقد علمنا الهدي النبوي أن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لله يجزي به الحسنة بعشرة أمثالها، وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه ونهجع فليس الغرض من الصيام تعذيب النفس وتجويعها وإنما الغرض منه التقوى وتربية النفس المؤمنة وتهذيبها ورفع درجاتها وتعويدها على التحرر من شهواتها وملذاتها وترويض لها على الصبر وتحمل الآلام والبعد عن المحرمات والترفع بها عن مظاهر الحيوانية التي همها الأكل والشرب وإشباع الغريزة، وتقوى الله عز وجل هي فعل أوامره واجتناب نواهيه بل لابد من إمساك الجوارح عن اقتراف الآثام والذنوب والمعاصي فليتنبه الإنسان وليأخذ من هدي النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في انتشار الرحمة، فقد أرسله الله تعالى رحمة للعالمين ،رحمة شاملة للوجود بأجمعه يستطيع المؤمنون الاستفادة من الرحمة التي كان يمثلها النبي صلى الله عليه و سلم ذلك لأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ،ويستطيع الكافرون والمنافقون أيضا إلى جانب المؤمنين الاستفادة من هذه الرحمة كذلك، فعندما قيل له: ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم: إني لم أُبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ،كما إن رحمته شملت أسرته وأمته وأصحابه، فقد كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته، من طيب كلامه وحسن معاشرة زوجاته بالإكرام والاحترام، لذا يعلمنا أن "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، كما أنه في تعامله مع أهله وزوجه كان يحسن إليهم، ويرأف بهم ويتلطّف معهم ويتودد إليهم، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم، كما كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بالجميع ،لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يبتعد عن كل ما ينقص الصوم ويضعف الأجر ويغضب الله عز وجل من سائر الذنوب والمعاصي كالتهاون في الصلاة والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور غير ذلك مما نهى الله عنه، ليتحقق بذلك معنى الصيام من تقوى وإيمان ورحمة وإحسان.

1108

| 10 يونيو 2016

أكثر الخطايا من اللسان

المسلم الحق بحفظ لسانه فلا يتحدث إلا بخير ويبتعد عن قبيح الكلام، وعن الغيبة والنميمة والفحش، لأن كلا منا مسؤول عن كل لفظ يخرج من فمه حيث يسجله الله ويحاسبه عليه، فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، فإذا أصبح ابن آدم فإن الجوارح كلها تخاطب اللسان وتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا، فلا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان، فإننا في شهر رمضان المبارك هو شهر المحاسبة والرجوع إلى الله، وحري أن يقف فيه المسلم ليتفكر في حاله ويحاسب نفسه، فهو شهر القرآن والدعاء والذكر ومن الغبن الفاحش أن لا يجعل العبد لسانه عونا له على طاعة الله، وتحصيل الحسنات، وكسب الأجور، ورفع الدرجات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) رواه البخاري، فأكثر الخطايا من اللسان، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنه ارتقى الصفا فأخذ بلسانه فقال: يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أكثر خطايا ابن آدم في لسانه) رواه الطبراني، فإياك وحصائد الألسن فمن دلائل الفلاح والكمال أن يمتنع الإنسان عن اللغو وعن مجالس السوء خاصة في شهر رمضان فيمتنع عن انتقاص الخلق والسخرية منهم، والكلام في أعراضهم والسعي بينهم بالغيبة والنميمة وفحش القول، فالمسلم في رمضان يصوم وتصوم جوارحه عن فعل كل محرم، يخاف الله، يرجو رحمته، ويخشى عذابه. لذلك يجب على كل مسلم امتلأت نفسه رضا وطمأنينة بروح الإيمان الندية وخالطت نفسه تعاليم الإسلام وهدايته السمحة، أن يعلم أن اللسان له تبعات خطيرة ربما تكون سببا لحتف الإنسان في المهالك خاصة وهو صائم حتى لا يضيع صيامه فهو يحفظ لسانه من كل سوء ومن اللعن والسب والشتم وما يكون سببا للقطيعة بين المسلمين، لذلك فهو عنها بعيد جدا وإنه ليزداد عنها بعدا كلما تبدت له الأسوة الحسنة مجسدة في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم تصدر عنه كلمة واحدة تخدش سمع السامع، أو تجرح شعوره أو تمس كرامته ويبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذروة في اجتثاث عوامل الشر والحقد والعدوان من النفوس حتى يصور للمسلمين المصير الأسود الخاسر لمن أطلق لسانه في أعراض الناس، فإذا بتلك الشتائم الجوفاء والقذف الأرعن والاعتداءات البشعة الرخيصة التي بدرت منه ذات يوم تأتي على كل ما جناه في حياته من حسنات وترده مفلسا خالي الأعمال من كل عاصم يعصمه من النار يوم الحساب الرهيب، فأهل الاعتدال وهم أهل الصراط المستقيم الذين ساروا على هدي الإسلام وتعاليمه فقد كفوا ألسنتهم عن الباطل وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الدنيا والآخرة.

1977

| 09 يونيو 2016

بالمؤمنين رؤوف رحيم

لقد سطعت شمس الهداية الربانية عندما ولد مبعوث العناية الإلهية إيذانا ببدء ثورة شاملة، حررت الإنسانية قاطبة وشمل التغيير الأزمنة والأمكنة، ورفعت عن البشرية إصر العبوديات الباطلة والأغلال الكثيرة التي كانت تعوق انطلاقها جميعا، فأخذ الإنسان حريته بيده وصاغ هوية زمانه ومكانه صياغة جديدة فنمت عناصر الخير في كل شيء، فعندما كان احتجاجا قبليا على كل عناصر الخير، وقف الإنسان على ربوة التاريخ يسدد خطواته نحو الأشرف والأفضل، ووقف المكان يحتضن وينبت الأروع والأنصع ووقف الزمان ليفسح ويتيح للأكمل والأشمل، فإننا في شهر البركات والخيرات شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الصدقات والإحسان، شهر تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ، شهر رمضان فضائله كثيرة فيجب علينا أن نستقبله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات وعن كل ما يؤثر على صيامنا من اللهو واللغو والعبث وارتكاب المحرمات لذلك ينبغي علينا أن نستغل كل دقيقة منه بالإكثار من الأعمال الصالحة، كتلاوة القرآن والذكر والصلاة والصدقة والدعاء وسائر العبادات.لقد شكلت شخصية الحبيب صلى الله عليه وسلم الرجل الذي اكتملت فيه كل الأخلاق الحميدة، وانتفت منه كل الأخلاق الذميمة، ولذلك خاطبنا الله تعالى بقوله: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)الأحزاب:21،والمطلع على سيرته صلى الله عليه وسلم يدرك أنها كانت حقيقة تاريخية لا تجد الإنسانية غيره قدوة حسنة تقتدي بها، فإن التاريخ الإنساني على وجه الأرض لم يعرف عظيما من العظماء ولا زعيما من الزعماء ولا مصلحا من المصلحين استوعب في صفاته الذاتية والعقلية والنفسية والخلقية والدينية والروحية والاجتماعية والإدارية والعسكرية والتربوية ما استوعبته شخصية الحبيب صلى الله عليه وسلم، وما اختصه الله به من الكمالات التي تشرق في كل جانب من جوانبها وتضيء في كل لمحة من لمحاتها، حتى استحق أن يصفه الله عز وجل بالنور في قوله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)المائدة 15،فهو صلوات الله وسلامه عليه جمع الفضائل كلها والمكارم جميعها والمحامد بأكملها،إليه ينتهي الخير وفيه تأصل البر وعلي يديه فاض النور وأشرقت الهداية، و به أنقذ الله البشرية وأخرجها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وهو الطريق الموصل إلى الله تعالى وإلى المقصد والغاية من الدين والحياة في أقرب وقت ، فطريق الله تعالى ونوره يجد فيه المرء بغيته من السعادة والرضا الإلهي ،وكل هذا الفضل والخير جاء على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشكاة السعادة والهدى يقول الله تبارك وتعالى : (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )التوبة :128،فالأمة الإسلامية حينما تقتدى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إنما تقتدى بأعظم البشر رجولة وإنسانية وتقتدي بمن أحب الله سبحانه أن تقتدي به فالرحمة عند النبي تعمل عملها في إيجابية ويتتبع القلب الكبير- قلب محمد صلى الله عليه وسلم - كل الأسباب التي تجعل الرحمة حقيقة واقعة وسابغة ينعم بها كل إنسان ،والنبي صلى الله عليه وسلم على الرغم من أنه رسول مسؤول عن رسالته لا يقف من العصاة موقف المتألي بل موقف الرؤوف الرحيم العزيز عليه عنتهم وعصيانهم الحريص كل الحرص على نجاتهم وسلامتهم ،فهو ليس عليهم بمسيطر ولا هو عليهم بجبار إنه إنسان يحمل تبعات إنسانيته نحو الخير والهدى.

649

| 09 يونيو 2016

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2235

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار والتجارة

عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...

1743

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

1599

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1281

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1062

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

846

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...

639

| 28 نوفمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

537

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
التوافد الجماهيري.. والمحافظة على السلوكيات

كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...

489

| 30 نوفمبر 2025

483

| 27 نوفمبر 2025

alsharq
أيُّ عقل يتسع لكل هذا القهر!؟

للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...

447

| 26 نوفمبر 2025

alsharq
بكم تعلو.. ومنكم تنتظر قطر

استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...

441

| 27 نوفمبر 2025

أخبار محلية