رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف لا نحزن على فراقك يا رمضان!

تعتبر العشر الأواخر من رمضان من أفضل الأيام، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على كثرة العبادة فيها تحرياً لليلة القدر واغتنام ثوابها، وقراءة القرآن من أهم الأعمال فى شهر رمضان وخصوصاً فى العشر الأواخر منه، فهو الشهر الذى أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، فينبغي على المسلم الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الأسوة والقدوة الحسنة، وأنَ المرء لا يدري لعله لا يدركها مرة أخرى، غير أن البعض يشغل وقته بمشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات في رمضان خصوصاً في الفترات بين صلاة العشاء والتراويح وبين صلاة القيام، وقد تأخذ هذه المشاهدة جزءا من وقت صلاة القيام في جماعة، فيتكاسل عنها البعض أو يتناساها، والأفضل صلاة قيام الليل مع الإمام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليله) رواه الترمذي، ولنكثر من الدعاء في هذه الأيام ونكرر: (اللهم إنك عفو تحب العفوَ فاعف عنا). وتحضرني عبارات للدكتور مصطفى محمود، حين قال: كانت والدتي تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان عندما كنت طفلاً صغيراً، وتمنعني من مشاهدة الفوازير، فتقول لي: رمضان شهر عبادة يجب ألا نشغل بالنا بأي شيءٍ آخر، كما يقول الشيخ الشنقيطي: إذا هبط عنك الإيمان وتكاسلت عن العبادة، فالزم هذا الدعاء: (اللهم لا تجعلني شقياً ولا محروماً)، والفتور أمر طبيعي في حياة المسلم، ولكن لنحذر أن يكون فتورنا في وقت الغنائم وأزمنة السباق. مضى من عمرنا ما مضى وكل يومٍ يمر علينا فهو جزء من العمر، فإن أحسنت فزد، وإن ابتعدت فعد، وإن فترت عزيمتك فتذكر قوله تعالى: (أياماً معدودات)، فينبغي علينا أن نجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر، اقتداءً بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نجتهد في الدعاء ونتضرع إلى الله، وننفق على المحتاجين وفعل الخير بشتى أنواعه، وهنا يقول ابن القيم: ربما تنام وعشرات الدعوات تُرفَعُ لك من فقير أعنته أو جائع أطعمته أو حزين أسعدته أو مكروب نفست عنه، فلا تستهن بفعل الخير، حينها ستسعد كثيراً، فمن أسباب السعادة أن يكون لدينا عين ترى الأجمل وقلب يغفر الأسوأ وعقل يفكر بالأفضل وروح يملؤها الأمل. لقد اقتربت نهاية شهر رمضان بدخول العشرة الأواخر، ورمضان سيعود، ولكن هل نحن سنعود معه؟ يا رمضان إن أدمعت عيناي فلشوقي لك وإن تألمت روحي فلبعدك عني، بالأمس كنَا نرحب برمضان شهر الرحمة والغفران، والآن نودع رمضان شهر العتق من النيران، سريعاً هذه الأيام تمضي، فنسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام ويكفر عنا جميع السيئات، وأن يهدينا لاستغلال ما بقي فيه من أيام، وأن يبعدنا عن الخصومات والتي لا فائدة فيها، فكم من أناسٍ كانوا معنا في رمضان الماضي غيبهم الموت وأصبحوا تحت الثرى، لا نبكي عليك يا رمضان ونحن نعلم أنك راحلٌ منذ أتيت، ولكن نبكي على أنفسنا، فقد تمر علينا ولا نكون من بين الحاضرين، من أجل هذا نودعك ببكاء الحزن المرير، فأنت باقٍ فينا يا رمضان، أخاً مؤنساً وصديقاً مقرباً وضيفاً كريماً، فأجمل الوداع هو الأمل في اللقاء، وها نحن نودعك يا رمضان من جديد وكلنا أمل أن نكون من المقبولين وأن نلقاك في العام الجديد.

2167

| 29 يونيو 2016

الماء ثروة لا تضيعها

الماء هو حياة النفوس، والإنسان لا يستطيع أن يعيش بدونه، والدليل أنه من أكبر الضرورات لإقامة الحياة بعد الهواء، لهذا السبب كانت حاجة الجسم إلى الماء ضرورية، ويعتقد البعض أن شرب كمية كبيرة من الماء يساعد في إنقاص الوزن، والحقيقة أن الجسم لا يستفيد من كميات الماء الزائدة عن حاجته، والصحيح هو أن نشرب من الماء على قدر حاجتنا حسب وزننا بلا زيادة ولا نقصان، وهذا يقودني إلى ظاهرة لاحظتها بعد صلاة التراويح، حيث يأتي الخيرون بالماء للمصلين بالمساجد بقصد التقرب إلى الله ونيل الحسنات في هذه الأيام المباركات، فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح قلبه وزاد فرحه وعظم سروره، ولكن ما نلاحظه بمجرود وصول كراتين المياه، سرعان ما تختفي وتخلص الكمية، حيث يأخذ كل شخصٍ معه غرشة ماء حتى ولو لم يكن يحتاجها، ويضعها بين قدميه ويصلي، وقد يأتي من يريد الماء لعطشه، فيجد الكراتين فارغة أخذها بعض المصلين، والأغرب من ذلك، قد يفتح البعض زجاجة الماء ويشرب منها قليلاً ويتركها بالمسجد بعد انتهاء الصلاة، فأين تذهب فضلات الماء بالزجاجات؟ إلى براميل الزبالة أو على أرصفة الطريق، ولا يجرؤ أحدٌ من المارة لأخذ ما تبقى منها، إذن هذه الأيام وأثناء صلاة التراويح، نلاحظ فيها أن الماء هو تلك النعمة المهدرة. فلنتعلم تقدير النعمة، فما من أحد يقبل أن يجلس في مجلسٍ لا يُقَدَرُ فيه، وإذا أحس بعدم التقدير غادر المكان، فهل نعتقد أن النعمة حينما تكون في يد أناس لا يقدرونها ستبقى؟ لن تبقى بل عاجلاً أم آجلاً ستذهب، لذلك تقدير النعم سلوك يمارس وليس نظريات تُكتَب، وحتى يصبح هذا السلوك سلوكاً مُعتَقَدَاً به وممارساً من قبل أبنائنا والمحيطين بنا، علينا نحن الآباء والأمهات أن نمارسه أمامهم، لذلك علينا أن ندرب أبناءنا على حفظ الماء خصوصاً عندما يزيد عن حاجتنا، فنحن نطلب أكثر مما نحتاج ونشرب منه قليلاً ويرمي البعض باقي الماء، وهذا شائع في بعض المجتمعات، فلنطلب من الماء في حدود رغبتنا، وإن لم يكن بنا عطش لنترك هذا الماء لمن يستحقه، وبالتالي نكون قد عملنا على حفظ نعمة الماء، وهذا لا يتم إلا إذا كنا نحن معشر الآباء والأمهات القدوة الحسنة للأبناء، الماء هو مورد من الموارد، وهذه الموارد ليست لنا إنما هي ملك للجميع، فهناك مجتمعات محتاجة لهذه الموارد الزائدة عن حاجتنا، ولنعلم أن الإنفاق أفضل ما يكون في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان).لنحافظ على نعمة الماء ونتجنب هدرها وسكبها والعبث بها، والماء ثروة يجب أن نحفظها، كما هي أفضل الصدقات على الإطلاق، ولندعُ لأنفسنا وأهلنا بقبول صيامنا وقيامنا، ولنحذر الفتور في وقت الغنائم وفي أزمنة السباق، مضى من عمرك ما مضى، فإن أحسنت فزد، وإن أبتعدتَ فعد، وإن فترت عزيمتك فتذكر قوله تعالى "أياماً معدودات"، وإذا دعوت الله أن يبلغك رمضان، فلا تنسَ أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه، وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه، اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا في أيامه ولياليه، بلوغاً يغير حالنا إلى أحسنه ويهذب أنفسنا ويطهر قلوبنا. أخيراً بالماء أسقي لك الأشجار وأجمل الأزهار، فيا أخي الصغير لا تهدر الكثير، فماؤنا العليل وجوده قليل.

2597

| 22 يونيو 2016

عندما تكون الموارد ملكاً للجميع

في هذه الأيام المباركات، وهي أيام شهر رمضان الكريم، الناس أحوج للصدقات، والمتصدقون أحوج لنيل الأجر من الله، وصدقة السر تُطفِيء غضب الرب، فالصدقة الخفية أقرب إلى الإخلاص من المعلنة، ففي إخفائها ستر الفقير، وعدم تخجيله بين الناس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان، والصدقة تمحو الخطيئة وتقينا من النار، وهي مطهرة للأموال ودواء للأمراض لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقات)، فما نقص مالٌ من صدقة، فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح قلبه وزاد فرحه وعظم سروره. حتى الاكتئاب والأمراض النفسية والحزن والضيق يمكن أن نعالجهم بالصدقات، والصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار، وهناك الصدقة اليومية بوضع بعض الريالات على سبيل المثال في درج السيارة أو المحفظة لنعطي عمال النظافة وبعض الفقراء والبسطاء وبائعي الصحف اليومية على الشارع، ولا حرج من التبرع للجمعيات والمنظمات الخيرية، ولكن ينبغي أن نخصص بعض أموالنا للمحتاجين الذين نعرفهم بأن نذهب بأنفسنا للأسر الفقيرة ومعنا بعض الأغذية من دجاج وسكر ودقيق وغيره، ويا حبذا لو اصطحبنا معنا أبناءنا الصغار لكي يتعلموا كيف يقدروا النعمة وليعرفوا ثقافة العطاء وفضل الصدقات، وحتى بقايا الطعام والخبز اليابس يجب أن نضعه جانباً حتى لا تدوسه الأقدام، فلنتعلم تقدير النعمة، فما من أحد يقبل أن يجلس في مجلسٍ لا يُقَدَرُ فيه، وإذا أحس بعدم التقدير غادر المكان، فهل نعتقد أن النعمة حينما تكون في يد أناس لا يقدرونها ستبقى؟ لن تبقى بل عاجلاً أم آجلاً ستذهب، لذلك تقدير النعم سلوك يمارس وليس بنظريات تُكتَب، وحتى يصبح هذا السلوك سلوكاً مُعتَقَدَاً به وممارساً من قبل أبنائنا والمحيطين بنا، علينا نحن الآباء والأمهات أن نمارسه أمامهم، لذلك علينا أن ندرب أبناءنا على تقدير نعمة الطعام خصوصاً عندما يزيد عن حاجتنا، فنحن نطلب أكثر من ما نحتاج ونأكل منه قليلاً ويرمي البعض باقي الطعام، وهذا شائع في بعض المجتمعات، فلنطلب من الطعام في حدود رغبتنا، وإذا زاد عن حاجتنا علينا بتوجيه الزيادة إلى مكانها الصحيح، وبالتالي نكون قد عملنا على حفظ النعمة، وهذا لا يتم إلا إذا كنا نحن معشر الآباء والأمهات القدوة الحسنة للأبناء، فالمال صحيح هو مالنا نحن، ولكن الموارد ليست لنا إنما هي ملكاً للجميع، فهناك مجتمعات محتاجة لهذه الموارد الزائدة عن حاجتنا، ولنعلم أن الإنفاق أفضل ما يكون في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان).ما أجمل الصدقات في رمضان، وإذا شعرنا بالكسل والفتور في أن نتصدق، فهذا أمرٌ طبيعي في حياة المسلم، ولكن لنحذر الفتور في وقت الغنائم وفي أزمنة السباق، مضى من عمرك ما مضى، فإن أحسنت فزد، وإن أبتعدتَ فعد، وإن فترت عزيمتك فتذكر قوله تعالى (أياماً معدودات)، وإذا دعوت الله أن يبلغك رمضان، فلا تنسَ أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه، وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه، اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا في أيامه ولياليه، بلوغاً يغير حالنا إلى أحسنه ويهذب أنفسنا ويطهر قلوبنا، بلوغ رحمة ومغفرة وعتق من النار.

354

| 16 يونيو 2016

كيف لا نفرح بشهر رمضان؟

لنحمد الله كثيراً أننا بلغنا رمضان ولنتذكر أُناساً رحلوا عنا فلم يحضروه معنا هذه السنة، فلنغتنم أيام شهر رمضان بالرجوع إلى الله والتوبة إليه إيماناً واحتساباً، حيث رمضان شهر التوبة والغفران، فيه نزل القرآن الكريم، وفيه كانت غزوة بدر في السابع عشر منه ، فيه تكثر تلاوة القرآن والإحسان للفقراء والمساكين، وهو شهر جهاد وعبادة، فمن نعم الله على عباده أن فتح باب التوبة، وقد دعا الله عباده إلى التوبة وإن عظمت الذنوب. لقد أقبل علينا شهر الصيام بفضائله وفوائده ينادي ويقول: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، أقبل علينا الشهر الكريم، والمسلمون يتشوقون بصيام نهاره وقيام ليله، وهو نعمة عظيمة علينا، وكيف لا يكون ذلك وقد جعل الله أجر الصيام بغير حساب، كان فيه فتح مكة، وهو الفتح الذي انبثق فيه نور الإسلام، ونصر الله رسوله، حيث دخل الناس في دين الله أفواجاً، والعمرة فيه تعادل حجة بإذن الله تعالى، فيه صلاة التراويح، وفيه تتضاعف الأعمال، والناس فيه أجود ما يكونون، وهو ركن من أركان الإسلام، يجتمع فيه المسلمون ويتسابقون إلى بيوت الله، كيف لا نفرح بشهر رمضان وهو الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنة و تُغلق فيه أبواب النار وتُضاعف فيه الحسنات، وتكثر فيه المغفرة والرحمة، وينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه ، كما ينبغي علينا أن نحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نكثر من الدعاء في هذا الشهر العظيم ونحن صائمين، حيث نكون أقرب إلى الله، فنحن عباده نرجو رحمته ونخشى عذابه، ولنحرص على أن يكون هذا الشهر الكريم محطة نحاسب فيها أنفسنا ، ونستفيد من كل يوم يمر علينا، فإذا مضى يومٌ لن يعود أبداً، ولنعتزم أن نعتاد على الاستمرار في عمل الخير حتى بعد رمضان، ولنكثر من الذكر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله له بأنه (أيام معدودات)، وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي، وهكذا الأيام الغالية والمواسم الفاضلة سريعة الرحيل، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًا له مستيقظا إليه.إذن رمضان هو الشهر الكريم، تُقبل فيه التوبة من التائبين ببركة رب العالمين، لذا يتوجب علينا أن نؤدي الصلاة في وقتها وأن نتجنب المعاصي والتلفظ بالألفاظ البذيئة والسب والشتم والغيبة والنميمة وغض البصر عن المحرمات، وبمجرد الوقوع في خطأ على المسلم أن يتذكر بأن يقل أني صائم ، لأن الصوم ليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط، أيضاً علينا بالصدقة فإنها تطفئ غضب الرب والدعاء ليلاً ونهاراً، وقيام الليل ومعاودة صلة الأرحام خصوصاً أولئك الذين قطعونا وقطعناهم، والإكثار من قراءة القرآن، والكف عن مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني، وأن نبتعد عن مجالسة أصحاب السوء، ونحرص على مصاحبة الأخيار. وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ، فكم من مستقبلٍ ليوم لا يكمله ، ومؤمل لغدٍ لا يدركه، إذن لنتذكر الموت وحلول الأجل، وانقطاع العمل، ولنتذكر يوم القيامة وظمأ يوم القيامة وعرق يوم القيامة، فالشمس تدنو فوق الرؤوس، فمنهم من يلجمه الله إلجاماً، ومنهم ما دون ذلك، ولنعد العدة إلى يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

1481

| 01 يونيو 2016

تظل المدرسة البيئة الفضلى لتعلم الطالب

جاء الآن إعداد طلابنا للامتحانات، ومع اقتراب اختبارات منتصف الفصل الدراسي الأول تهتم معظم المدارس إن لم تكن جميعها ببرامج رفع الكفاءة للطلاب، وهي حصص مجانية، يتم فيها إرسال استمارة لولي أمر الطالب لاختيار الاحتياجات من المواد الدراسية ليتسنى للمدرسة حصر أعداد الطلاب والتمهيد للبدء بالتنفيذ، وهذه الحصص الإثرائية عبارة عن دروس تقوية عادية في المواد العلمية واللغات، ويتم تقديمها للطلاب الضعاف أو الذين يحتاجون لتحسين مستوياتهم التعليمية في مواد دراسية معينة للمساقين الأدبي والعلمي للصفوف المتقدمة وقد تكون حصص تقوية عادية في مواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية لطلاب المرحلة الإعدادية، حيث كان في الماضي يدفع الطالب مبلغاً معيناً نظير حضوره للمادة الدراسية، غير أن الوضع اختلف الآن في تقديم هذه الدروس، فالدروس الإثرائية الآن تقدم مجاناً للطلاب في المدارس الحكومية القطرية، وهذا الجهد يحسب للمدرسة والمعلم والقائمين على أمر العملية التعليمية من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم العالي، باعتبارها (قيمة مضافة) لدعم طالب المدرسة في تسهيل مهمته التعليمية، والذي يقدم الدرس هو معلم المادة الدراسية نفسها بالمدرسة، وهو الأفضل في متابعة الطالب، لأنه أقرب منه ويعرف مستواه جيداً، ويمكنه أن يقدم المناسب من خطط علاجية تناسب مستوى الطالب، والحصص الإثرائية تعمل على تجهيز الطلاب من خلال التقييمات بنوعيها البنائي والختامي، كما تعدهم أيضاً لأداء الاختبارات الوطنية في نهاية العام الدراسي، كما تقلل من على كاهل ولي الأمر بدلاً من أن يدفع مبالغ كبيرة في الدروس الخصوصية. إذن هذه الحصص المدرسية المسائية توفر أداء قوياً وفعالاً للحد من الدروس الخصوصية، في المقابل قد يكون المدرس الخصوصي بالمنزل غير مؤهل، وقد يكون معلماً لجميع المواد، وهنا بعض أولياء الأمور يظنون الذي يدرس كل المواد هو الأفضل، بينما لا تستوي هذه النظرية خصوصاً لطلاب الصفوف المتقدمة من طلاب الإعدادي والثانوي، والنتيجة ستكون سلبية بالطبع والضحية هو الطالب. لذلك جاءت الحصص الإثرائية لمحاربة الدروس المنزلية بهدف الحد من السلبيات، وقد تكون حصص هذه التقوية لسد فجوات ضعف الطلاب وصفوف تعويض طلاب الدعم والصفوف التحضيرية للاختبارات الداخلية واختبارات التقييم التربوي الشامل والصفوف التحفيزية للطلاب المتميزين وغيرها من الصفوف الإثرائية الأخرى في مختلف الأنشطة والمهارات باستخدام الوسيلة التعليمية المناسبة.هذا كله يعود بالخير الكثير والمنفعة للطالب، فهو يدرس في بيئة مدرسية توفر له كل التسهيلات ومعينات التعليم، فمعلم المدرسة يضع التقييمات والتمارين وعلى ضوئها يتم التشخيص وتصنيف الطلاب على حسب مستوياتهم الأكاديمية ووضع خطة علاجية لمعالجة ضعف الطالب.بشرى للتعليم في دولة قطر وهذه العروض الإثرائية بمدارسها، والتي قل أن توجد في الدول الأخرى، وهناك الأنشطة اللاصفية التي تنمي المهارات وترفع من كفاءة الطالب وتساعده على تنمية مهارة التعلم الذاتي كما تنمي لديه الاستقلالية وحرية التفكير.أخيراً السؤال الذي يطرح نفسه، هل ولي الأمر مقتنعٌ بالحصص الإثرائية بالمدرسة؟ وهل لديه الوعي الكافي بأهمية متابعة معلم المدرسة لابنه بدلاً عن المعلم الخصوصي بالمنزل؟ فمن الملاحظ أن البعض من أولياء الأمور يحبذ حضور المعلم للمنزل نسبة لعدم قدرتهم في توصيل الطالب للمدرسة في ظل زحمة الطرق هذه الأيام، أو قد يعزى سبب امتناعه عنها بسبب ضخامة المنهج ويحسب أن المعلم قد لا يستطيع تغطية ما تم تدريسه خلال أيام بسيطة قبل بدء الاختبارات، وعموماً في تقديري تظل المدرسة هي البيئة الفضلى لتعلم الطالب.

602

| 25 مايو 2016

هل نجاحنا يستوجب السعي لفشل غيرنا؟

النجاح من أهم أسرار السعادة التي يبحث عنها جميع البشر، ومن أسباب السعادة عين ترى الأجمل وقلب يغفر الأسوأ وعقل يفكر بالأفضل وروح يملؤها الأمل، والنجاح يحتاج إلى العمل المستمر والإرادة القوية والصبر، فالناجح يكتسب من خبراته ويحاول مرة أخرى بطريقة مختلفة، وفي ذات السياق يقول نيلسون مانديلا: (أكبر فخر فى الحياة ليس فى عدم السقوط ولكن فى النهوض في كل مرة نسقط فيها)، ولكوننا نبحث عن النجاح هذا يدل على حبنا للتفوق والإنجاز لنصل إلى مراقي التميز والتربع على القمة بدلاً من وصولها والنزول منها بسرعة، والأهم من ذلك كله حين نتنافس مع غيرنا، علينا أن نفكر في فوزنا مع عدم السعي لفشلهم، فنحن في منافسة مستمرة مع أنفسنا من جهة، ومع من حولنا من جهةٍ أخرى، فإذا أردنا أن نحلق مع الصقور في الآفاق، يجب ألا نضيع وقتنا مع الدجاج، ولأن النجاح أحياناً يكون نقيضه الفشل، فقد نفشل حيناً ولكن هذا لا يعني نهاية المطاف، فقد تكون بداية النجاح هي الفشل، فلنستعيد أنفاسنا ونعاود الكرة من جديد لكي ننجح، ولنلعب بحماس، وبعد المباراة ننسى النتيجة لنستعد للمباراة القادمة، هكذا التخطيط للنجاح، فلنفكر بإيجابية لكسب جولة النجاح، ولندع التفكير السلبي جانباً، فكلٌ منا يفكر في النجاح على حساب الآخر، مع أن النجاح متاح للجميع، ولكن للأ‌سف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح، هذه وللأسف حقيقة موجودة في حياتنا الواقعية، فمن الحقائق الثابتة أنك تستطيع أن تنجح وبسرعة وبأفضل طريقة، عندما تساعد الآخرين على النجاح، فإذا كان النجاح يجعلك متكبراً، فأنت لم تنجح حقاً، وإذا كان الفشل يجعلك أكثر تصميماً، فأنت لم تفشل حقاً، الشاهد أن نجاحك لا يستوجب عليك أن تسعى لفشل غيرك، وهنا تحضرني حكمة رجلٍ عجوز حين قال: النجاح متاح ويسع الجميع، فـنجاحك لا يستوجب أن يفشل غيرك، تذكر فقط أن تكسير مجاديف الآخرين لا يزيد من سرعة قاربك.

3730

| 18 مايو 2016

عندما نحول عناد الأطفال إلى تعاون

قد يشتكي أحد من طفله بأنه كثير الحركة ولا يسمع الكلام، وأحيانا يعاند ولا يستجيب للنصائح، هذه الأشياء غالباً ما تظهر للطفل فوق عمر السنتين، لأن الطفل في مرحلة قبل السنتين من عمره يكون مرتبطاً بوالدته ومعتمداً عليها، لأنها هي التي توفر له حاجاته، ولا تظهر عليه مؤشرات العناد في سلوكه في هذه الفترة، والعناد ظاهرة سلوكية في حياة بعض الأطفال، إلا أنها ليست بالخطورة الكبيرة، غير أنَ ذات الظاهرة قد تكون أفضل بكثير من الشخص السلبي الذي لا يستجيب للأشياء، ليكن الطفل معانداً أفضل من أن يكون انفصامياً منعزلاً عن الآخرين. والسؤال المطروح: لماذا يعاند الطفل بعد عمر السنتين إلى الثلاثة؟ فالإجابة لأنه يشعر بالاستقلالية في هذه المرحلة ونتيجة لنمو تصوراته الذهنية، يرتبط العناد بما يجول في رأسه من خيالٍ ورغبات، حيث تزيد هذه الظاهرة أكثر في سن المراهقة، فيأتي العناد تعبيراً للانفصال عن الوالدين، وانفراد المراهق بميوله الخاصة ورغباته التي يريد أن يحققها بنفسه وتصرفاته التي لا يريد أن يتدخل فيها أحدٌ، بل يريد أن يكون المراهق بمفرده أو مع أصحابه المقربين. أما الطفل فيظهر عناده في عدم سماع الكلام، وقد يصر على محاولة شيء وتكراره برغم الفشل، وقد يظهر غضبه مع أمه فيرفض الطعام حتى ولو كان جائعاً، ظناً منه أنه بذلك يحاسب أمه ويعاقبها، كما يجب ألا تعطي الأم أمراً ويأتي الأب ويعطيه أوامر أخرى مخالفةً تماماً لأوامر أمه، وهنا تحضرني عبارة: (صراع الفيلة تدفع ثمنه الأعشاب)، والضحية هنا هو الطفل، فالأوامر أصلاً مرفوضة في التعامل بها كلغة مع الطفل، فالأفضل أن نستخدم معه لغة حبذا لو عملت كذا وكذا أو الأفضل أن تتصرف بكذا وكذا مع انتظار وجهة نظره واحترامها في حدودٍ معقولة، كما أن عدم التوافق نفسه بين الأم والأب في آرائهما مع طفلهما مشكلة، لأنه يرفض الأوامر واللهجة الجافة، كما يرفض الضرب والشتيمة، لأنها تشعره بالمهانة والانكسار، ولكنه يتقبل الرجاء، فالطفل ذكي يعرف كل اللغات والأفكار الصادرة من والديه، وعموماً الوسطية في كل شيء مطلوبة مع التوافق بين الأم والأب في توحيد كيفية توجيه الطفل، حتى يشب على النهج السلوكي السليم.في المقابل إصرار الطفل على رأيه أو عناده أو نشاطه الزائد عن الحد في تقديري يعتبر مؤشراً لاستقلالية الطفل عندما يغدو كبيراً، فيشب معتمداً على ذاته ومكتشفاً لنفسه وقدراته وصاحب قراره مستقبلاً.إذن عندما نواجه ابناً من أبنائنا كثير الحركة ويعاند كثيراً، المطلوب منا كأولياء أمور مجاراته ومتابعته جيداً والصبر عليه والتصرف معه بحكمة، وأن نتقرب منه بقدر الإمكان بالجلوس معه والتحدث إليه، وإذا لم يكن عندنا وقت كافٍ، فليكن ذلك على مائدة الطعام، ولنحرص أن نأكل معهم لأنهم يرفضون بحجة التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية، وعدم محاسبتهم على أخطائهم على شيء مضى، فالأفضل محاسبتهم ومراقبتهم أولا بأول قبل أن ينسى ليكون مواكباً وعارفاً بالحاصل، فضلاً عن أنه يعرف أن هناك عيونا تتابعه فيعمل حسابه ويعتدل. أخيراً لنغرس القيم الجميلة في صغارنا منذ نعومة أظفارهم، فيشبوا مثلنا ويتشبهوا بنا ويقلدونا في كثير من الأمور، فالمفهوم التربوي يشير إلى أنه عندما يمشي الطفل مع أبيه يخاف عليه والده، فيقول له "اعمل حساب خُطاك"، فيقول الطفل الصغير لأبيه"اعمل أنت حساب خُطاك، فأنا أخطو خطواتي وراك".

712

| 11 مايو 2016

عندما تتساقط الأقنعة

يأتي الخريف فتتساقط الأوراق عن الأشجار، ثم تعود لنا الأوراق مرة أخرى وبشكلٍ آخر، في دورة زمنية أخرى بوجهٍ جديد، وهذا يقودني إلى تغير وجوه البشر من شكلٍ إلى آخر، فبعض الناس يتظاهر بأسلوبه الجميل ووجهه المشرق إلى أن ينهل ويأخذ ما يريد، وبعدها يختفي تماماً، وهذا يظهر لنا جلياً في النصب الإلكتروني وأخذ أموال الناس دون وجه حق، والبعض من الأشخاص يتلونون ويبرعون في المثالية والصدق، إلا أنهم في الحقيقة هم كاذبون من الدرجة الأولى ومحتالون في تصرفاتهم، وحين يظهرالشخص بالدور الإيجابي وهو يكذب، سرعان ما تنكشف لنا الحقيقة، بأن هذه الشخصية ترتدي قناعا ظاهره الإحتيال، وفي ذات السياق تحضرني قصة لفارس عربي كان في الصحراء على فرس له، فوجد رجلاً تائهاً يعاني من العطش، فطلب الرجل من الفارس أن يسقيه الماء، فقام بذلك، صمت الرجل قليلاً، فشعر الفارس أنه يخجل بأن يطلب الركوب معه، فقال له الفارس: هل تركب معي أوصلك إلى حيث تُريد؟ فقال الرجل: أنت رجلٌ كريم حقاً، شكراً لك، كنت أود طلب ذلك لكن خجلي منعني، ابتسم الفارس، فحاول الرجل الصعود لكنه تظاهر بأنه لم يستطع وقال: أنا لست بفارس، فأنا فلاح لم أعتد ركوب الفرس فيمكنك أن تساعدني في الركوب، اضطر الفارس الى أن ينزل كي يستطيع مساعدة الرجل على ركوب الفرس، وما أن صعد الرجل على الفرس حتى ضرب الفرس وهرب بها كأنه فارس محترف، أيقن الفارس أنه تعرض لعملية سطو وسرقة، فصرخ بذلك الرجل، اسمعني يا هذا، اسمعني، فقال له من بعيد، ما بك؟ فقال الفارس: لا تخبر أحداً بأنك ضحكت علي، وأخذت فرسي، فقال له اللص: ولماذا؟ أتخاف على سمعتك؟ فرد الفارس: لا، ولكنني أخشى أن ينقطع الخير ويضيع المعروف بين الناس فالخير والنخوة شيمة الفرسان، وأخاف ألا يقدم أحد بمجرد معرفته بهذه القصة. وجوه كثيرة طيبة ربما تظهر لنا أنها رائعة ومتكاملة في الأخلاق، تكاد تظن أنها الملائكة في الأرض، ولكنهم في الداخل غير ذلك، ولكننا عندما نقترب منهم ونكتشفهم، نبكي على غبائنا وعلى الثقة العمياء الممنوحة من قلوبنا بصدقٍ وإخلاص، والآن كثير من هذه الظواهر تمر علينا وتقابلنا في حياتنا، فهي الوجوه المزيفة والتخطيط الكاذب من البعض لكي ينهل من غيره دون وجه حق، فالبعض يتظاهر بأبهى ماعنده كي يظهر نفسه بالصورة الجميلة، هو الجمال الخارجي الذي أصبح كل شئ، ونسي الناس أن القلوب هي المعدن الحقيقي.والسؤال الذي يطرح نفسه، ماهي الأسباب التي تجعل الناس تركض وراء الأقنعة المزيفة؟ ولماذا لا يظهرون أمام الناس بوجوههم الحقيقية، وهل أصبح الناس يخشون الصدق؟ وما الذي تغير، الزمن أم الإنسان؟ وعلى من يقع اللوم؟ على أصحاب القلوب الطيبة أم على أصحاب الوجوه المزيفة؟ ولماذا تكون تلك عاقبة كل من يحسن المعاملة؟ هؤلاء النفر يتقنون التمثيل بجدارة، فلا أدري اين ضمائرهم، ولكن الذي يؤلمني بأن كذبهم يكشف حقائق مؤلمة خصوصاً عندما يكون ذلك من أشخاصٍ لهم في القلب مكانة، فسهلٌ جداً أن يرتدي الإنسان أي قناع يريد، ويظل يتجمل ويتزين به ويخفي كل عيوبه ويدعي المثالية ولكن سيأتي الوقت الذي ينكشف فيه. وعموماً الخير لا يضيع أبداً ما دام هناك ربٌ يحمينا ويحفظ حقوقنا، ولكن في المقابل يجب أن نحذر هذه الوجوه ونتعامل معها بحكمة قبل اتخاذ القرار النهائي.

2612

| 04 مايو 2016

لنفكر قليلاً فستختلف مفاهيمنا

من أسباب السعادة أن يكون لدينا عيناً ترى الأجمل، وقلباً يغفر الأسوأ، وعقلاً يفكر بالأفضل، وروحاً يملؤها الأمل، فكثير منا يتضايق ويغضب لمجرد أنه لم ينجح في عملٍ معين أو مهمة تخصه، ضارباً بالصبر والثقة بالنفس وتكرار المحاولة عُرض الحائط، فيحكى أن ملكاً كان يحكم دولةً واسعةً، فأراد يوماً القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته، وجد أن أقدامه قد تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأيٍ أفضل، وهو عمل قطعة جلدٍ صغيرة فقط تحت قدمي الملك، فكانت هذه بداية نعل الأحذية، والعبرة هنا إذا أردت أن تعيش سعيداً، فلا تحاول تغيير كل العالم، بل أعمل على التغيير في نفسك أولاً، ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره. وفي ذات السياق قرأتُ موضوعاً قصيراً قال فيه شارلي شابلن طُرفةً أمام الجمهور، فضحك الجميع، وأعادها للمرة الثانية، فضحك البعض، وحين أعادها للمرة الثالثة، لم يضحك أحد، بعدها قال عبارات جميلة، اقتطفتُ منها: إذا لم تستطع أن تضحك وتضحك لنفس الطُرفة، فلماذا تبكي وتبكي لنفس الهم؟ لذلك استمتع بكل لحظة في حياتك، لقد ترك شابلن بعض العبارت التي تلامس القلب، فقال: لا يوجد شيءٌ دائم في هذه الحياة ولا حزنٌ دائم ولا سرورُ، وهنا تحضرني قصة لأحد الوزراء الهنود حين سأل حكيماً لينقش عبارة على خاتم له، تجعله حزيناً إن كان فرحاً، وتجعله في نفس الوقت فرحاً إذا كان حزيناً فكتب له: (هذا الوقت سوف يمضي)وصدق الحكيم، فإن أوقات الآلام ما تلبث أن تمضي، وساعات المحن عن قريب تنقضي، والحزن عما قليل يصبح سعادة، وتحضرني أيضاً قصة الشاب الذي جاء إلى حكيم فقال له: إن في نفسي ذئبان يتصارعان، أحدهما يدعوني إلى الخير، والثاني يدعوني إلى الشر، فقال الحكيم: سينتصر الذي تطعمه، فالضوء في آخر النفق موجود، ولكننا ربما نكون نحن في بداية النفق، فلا داعِ لأن نستعجل الأمور.إذن لنتعلم الصبر والحلم عند الغضب والثقة بالنفس، والصمت حين تواجهنا المصائب، والتفكير في الأشياء قبل اتخاذ القرار، ولنمشِ تحت المطر لكي لا يرى أحد دموعنا، ولنبتسم للحياة حتى نعيشها سعيدة، فأكثر يوم نضيعه في هذه الحياة، هو اليوم الذي لا نبتسم فيه، فمن لديه أهداف واضحة، يحقق الكثير وفي وقتٍ أقصر من الذي ليس لديه أي أهداف، وليس مهماً مدى السرعة في التقدم ما دمنا لا نتوقف، فقد يكون على سبيل المثال عندما نبحث عن إبرة في كومة من القش تظل المهمة صعبة، ولكن عندما نقوم بحرق القش، ستبقى الأبرة واضحة أمام أعيننا، فلنفكر قليلاً وستختلف مفاهيمنا، حيث يمكن للإنسان أن يغير حياته اذا استطاع تغيير اتجاهات عقله وتفكيره، ولتثق بقدراتك فالطير على الشجرة لا يخاف أن ينكسر عليه الغصن، لأنه لا يثق بالغصن وإنما يثق بأجنحته، ولنستفيد من العقبات فإنها تزيد من مهاراتنا، وإذا لم نستطع أن نفعل أشياء عظيمة لنفعل أشياء صغيرة بطرق عظيمة.أخيراً علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاضي والتغافل عن الصغائر وهفوات الآخرين، وتزداد انسجاماً بالتراضي، لكنها تمرض بالتدقيق، وتموت وتنتهي بالتحقيق، وبالابتسامة نتجاوز الحزن، وبالصبر نتجاوز الهموم، وبالصمت نتجاوز الحماقات، وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية.

999

| 27 أبريل 2016

من أطاع غضبه أضاع أدبه

البعض منا يغضب بسرعة وقد يستشيط غضباً وضيقاً في أبسط الأشياء، وعموماً سائر الأخطاء التي تكون غالباً في الحق الشخصي، العفو فيها أولى، والصفح عنها أحرى، وقلما ندم الإنسان على حلم تحلى به، بل قد يجد أن توفيقاً من الله رافقه ليبعده عن السقوط في أوحال الغضب، فكم من أسرة تشردت وأرحام تقطعت وحقوق مُنعت بسبب الغضب، وفي التسرع تحضرني قصة جنكيز خان حين كان في الخلاء ومعه صديقه الصقر، أراد جنكيز أن يشرب من الينبوع في أسفل الجبل، وكلما امتلأ الكوب وأراد أن يشرب جاء الصقر وانقض على الكوب وضربه بجناحيه فيطير الكوب وينسكب الماء، تكررت الحالة ثلاث مرات على التوالي، فاستشاط غضباً منه وأخرج سيفه وضربه فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً.ثم صعد فوق الجبل ليرى بركة كبيرة وفيها حيةٌ كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم، أدرك جنكيز خان كيف أن صاحبه كان يريد منفعته، لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف عذل نفسه.أخذ جنكيز صاحبه الصقر ولفه في خرقه، وعاد للحرس وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا، وأمره بصنع صقر من ذهب تمثالاً لصديقه وأن ينقش على جناحيه : (صديقُك يبقى صديقَاً ولو فعل ما لا يعجبك).في المقابل تحضرني قصة أفعى كانت في ورشة، وبينما كانت تتجول داخل الورشة بين الخشب والمسامير، مر جسمها من فوق المنشار مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً، ارتبكت الأفعى وكردة فعل أرادت أن تعض المنشار، وعند لدغ المنشار، سال الدم من فمها، لم تكن تدرك الأفعى ما يحصل، واعتقدت أن المنشار يهاجمها، وحين تيقنت بأنها ستموت لا محالة، قررت أن تقوم بردة فعل قوية ورادعة. فالتفتت بكامل جسمها حول المنشار محاولة عصره وخنقه (حسب اعتقادها) ففقدت حياتها، وهنا الرجل الذي يفكر دوماً في الإنتقام ستبقى جراحة مفتوحة، وأول الغضب جنون وآخره ندم، ويحضرني ايضاً المثل الفرنسي القائل: (عندما تغضب النعاج تصبح أشد إفتراساً من الذئاب).فأحياناً نحاول في لحظة غضب أن نجرح غيرنا، فندرك بعد فوات الأوان أننا لا نجرح إلا أنفسنا والحياة أحيانا تحتاج إلى تجاهل، فليس كل أمر يستحق (ردة فعل) قد تضرك أو ربما تقتلك، وتكفينا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قال: (لا تغضب).إذن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف نتجنب الغضب؟ باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، لأن الشيطان هو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب، وعلى الغاضب أن يكثر من ذكر الله وأن يستغفر، فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب، والتطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه، والإمساك عن الكلام، وأن يغير من هيئته التي عليها ، بأن يقعد إذا كان واقفا، ويضطجع إذا كان جالساً ، والابتعاد عن كل ما يسبب الغضب ، وتدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل في مختلف المجالات.أخيراً جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله علمني علماً يقربني من الجنة ويبعدني عن النار قال: (لا تغضب ولك الجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم : إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خُلِق من النار وإنما يطفىء النار الماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.

5865

| 20 أبريل 2016

لا تحتقرنَ من المعروفِ شيئاً

لنفعل أي معروف نعرفه، فقد يكون من المعروف ما صغر إلا أننا نجهله ولا نوليه اهتماماً، كحديدة في الطريق فنزيلها أو زجاجة مكسورة أو شخص مقطوع عابر طريق نوصله أو إنسان مكروب نفرج عنه، أو آخر محزون يحتاج فقط لابتسامة في وجهه تسعده، فلنفعلها، أو ركعتي الضحى نتكاسل عنها وهي كبيرة عند الله تسهل علينا وتطهرنا وتقربنا إلى الله، ولنتذكر زبيدة زوجة هارون الرشيد حين صنعت مشروعاً لسقي الحجيج في مِنى، فعملت عيناً للماء لكي يشرب الحجيج، وسميت عين زبيدة، فلما ماتت رؤيت في المنام، فقيل لها: ماذا فعل الله بك؟ قالت غفر لي، فقيل لها بالعين التي عملتيها، قالت لا والله إنما بركعتين في جوف الليل، وأحد الدعاة رؤي في المنام، فقيل له ماذا فعل الله بك؟ قال فوق فوق، قيل له أبدعوتك؟ قال أبداً، إنما بريالات تصدقت بها، فسبحان الله لا نعرف أي حسنة تدخلنا الجنة وما هو العمل الذي سيغفر الله لنا به. ولنعتبر من حكاية أم محجن تلك المرأة المسكينة التي ليس لها نسبٌ تتفاخر به، لا تملك شيئًا من زخرف الدنيا ومتاعها، ولا جاه ولا ذرية، قد صغُر أمرُها عند الناس، فلم تكن محط أنظارِهم، ولم يكن اسمُها متداولاً بين المشاهير والأكابر، لكن ذكراها ظلت بعد موتها بسبب عمل صغير في أعيُنِ الكثيرين من الناس، حيث كانت تنظف المسجد دون مقابل، لا ترجو جزاء ولا شكورًا. كم هو صغير هذا العمل في نظر البعض، ولكنه عملٌ قد أهمَ هذه المرأة وظلت تداوم عليه حتى فارقت الدنيا في هدوء دون أن يكون لها صيت أو شهرة بين الناس، بادَر بعضُ الصحابة بتَجهِيزها، ثم الصلاة عليها ودفنها ليلاً.مضَتْ الأيام ولم يراها الرسول صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها، فأخبره الصحابة بوَفاتها، فقال لهم: ((دلوني على قَبرِها؟))، فدلُوه، فوقف على قبرِها، وصلَى عليها، ودعا لها بالمغفرة والرَحمات.والعبرة هنا أن كل مؤمن يَرجُو رحمةَ ربه، لا يحتقِر من العمل شيئًا، فرُب عملٍ صغير، كان سببًا لرضا الله.فحدثنا أبو هريرة رضِي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَم أنَه قال: (بينَما رجلٌ يمشِي بطريقٍ وجَد غُصنَ شوكٍ على الطريق فأخَرَه، فشَكَر الله له فغفَر له)؛ متفق عليه.وحين أتى رجلٌ إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَم وقد امتلأ نشاطًا، وتحرَّكت هِمَته لأبواب الأعمال الصالحة، فسأل النبي صلَى الله عليه وسلَم عن المعروف، فأجابه: (لا تحقِرَنَ من المعروف شيئًا).فعلينا ألا نحتَقِر أو نستصغر شيئًا من صالح العمل، فكل الأعمال مكتوبة ومحسوبة علينا لقوله تعالى: في سورة الزلزلة: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ).ومن المعروف الذي ينبَغِي أنْ يُذكر ويُتواصَى به، هو الكلمةُ الطيِّبة، فالكلمة الطيِّبة تفتح لنا مغاليق القلوب وهي بخور الباطن وسهلةُ المَنال، (اتَّقوا النارَ ولو بشِق تمرةٍ، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيِبة).وبالكلمة الطيِّبة أسلَمَ خالد بن الوليد برسالة غير مباشرة أرسلها له النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: إن خالد رجلٌ عاقل كيف ضل به عقله عن الإسلام؟فكم تمر بنا في حياتنا، وفي أثناء عملنا وفي سيرنا في الطرقات من أعمالٍ صالحات، ميسورات قريبات، فنمر بها ونحن عنها غافلون!أخيراً لنجعل شعارنا في صباحنا ومسائنا (لا تحقرنَ من المعروف شيئًا).

12520

| 13 أبريل 2016

ذهاب مشقة الطاعة وبقاء الثواب

نقول أحياناً: فلان ما يحترمنا أو ما يسلم علينا، وقد يقول آخرون: لي أصدقاء أزورهم ويقطعوني، وأنا الذي علمتهم، فلماذا لا يفعل الناس معي كذا وكذا..؟ والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا نسأل من المقابل ونحن نرجو وجه الله، فالعارف بالله لا يطالب ولا يعاتب الآخرين على الثناء والشكر، ولنتذكر الآية الكريمة في سورة الإنسان (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً)، فإن قالها: هذا بينه وبين الله، وإن لم يقل لنا جزاك الله خيرا، فالله وحده هو العالم، وجدير بالشكر والحمد، فلا ننتظر كلمات الإطراء والتقدير من أحد، فأعطِ من حرمك واعف عمن ظلمك، وصل من قطعك، وسامح من شتمك، وكن معطياً لا آخذاً برغم الصعوبة التي تواجهنا في الحياة وسوء التعامل، الذي نتلقاه من البعض، فيولد العطاء أحياناً من رحم المصائب.. وقد يراك البعض تقياً وقد يراك آخرون مجرماً وما إلى ذلك، لكن الحقيقة أنك أنت أدرى بنفسك، فالسر الوحيد الذي لا يعلمه غيرك هو سر علاقتك بربك، فلا يغرنَّك المادحون ولا يضرنَّك القادحون، لأن الحقيقة تقول: "بل الإنسان على نفسه بصيرة" وخطورة العيش بين الطاعة والمعصية، أنك لا تدري في أي فترة منهما ستكون الخاتمة، فلنفعل الطاعة إخلاصاً لا تخلصاً، ولنحافظ على صلاة النافلة تقرباً لا تكرماً، فنحن إلى طاعة الله أحوجٌ، وربنا سبحانه وتعالى غنيٌ عنها، فلا تجعل همك حب الناس، فقلوبهم متقلبة، قد تحبنا اليوم وتكرهنا غداً، ولكن إن أحبنا الله جعل أفئدة الناس تحبنا، والحرام يبقى حراماً حتى ولو كان الجميع يفعله، وسوف نحاسب وحدنا، فلنستقم كما أمرنا الله لا كما رغبنا، ولنجعل لأنفسنا خبيئة سريرة لا يعلمها إلا الله، فكما أن ذنوب الخلوات مهلكات، كذلك حسنات الخلوات منجيات، قال أحد العلماء: إني أدعو الله في حاجتي، فإذا أعطاني إياها فرحت مرة، وإذا لم يعطني إياها فرحت عشرات المرات، لأن الأولى اختياري، والثانية اختيار الله علام الغيوب، فجميلةٌ هي الثقة برب العباد، وفي كثير من الأحيان نقول لأنفسنا لماذا يحدث ذلك لنا؟ (لأن الله يعلم ونحن لا نعلم)، وخروج بعض الناس من حياتنا أو دخولهم إليها، هي رحمة من ربك قد لا ندركها إلا مع مرور الوقت، فالأعوام تغير الكثير، وتبدل تضاريس الجبال، فكيف لا تبدل شخصيات البشر، ولو علمنا كيف نغرق في الأجر بعد المحن، لما تمنينا سرعة الفرج، فلم يأخذ الله منا إلا ليعطينا، فلنستقبل الأقدار بقول: الحمد لله، حيث كان السلف الصالح يتواصون بثلاث كلمات، لو وزنت بالذهب لرجحت، فالأولى: من أصلح ما بينه وبين الله اصلح الله ما بينه وبين الناس، والثانية: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، والثالثة: من اهتم بأمر آخرته، كفاه الله أمر دنياه وآخرته، فأشد أنواع الخسارة أن تكون الجنة عرضها السموات والأرض، وليس لنا مكان فيها، ولنغتنم الحياة فهي زادنا، سألوا حكيماً: ما هي أجمل حكمة؟ فأجاب: لي سبعون عاماً أقرأ فما وجدت أجمل من أن مشقة الطاعة تذهب، ويبقى ثوابها، وإن لذة المعصية تذهب ويبقى عقابها، وكل إنحناء قد يُؤلم ظهرك، إلا إنحناءات الصلاة، فهي ترتقي بالروح وتسمو بالنفس وتطيب القلب، وحتى نسعد علينا بالعين التي ترى الأجمل، والقلب الذي يغفر الأسوأ، والعقل الذي يفكر بالأفضل، وروحاً يملؤها الأمل.

2085

| 06 أبريل 2016

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2514

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

2160

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2046

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1500

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1113

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

1002

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

831

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

828

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

759

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

741

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
بعد آخر توقيع... تبدأ الحكاية

ليست كل النهايات نهاية، فبعضها بداية في ثوب...

690

| 29 أكتوبر 2025

أخبار محلية