رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تلقيت بكل لوعة وأسى نبأ وفاة أستاذي الجليل، ومعلم الأجيال سليمان محمد الستاوي (أبو براء) ومن حق الأجيال أن تعرف شيئاً عمن ساهموا في مسيرة البلاد التعليمية والتربوية وتركوا بصمات واضحة في ميدان التعليم، ونجد لزاماً علينا أن نذكر بكل التقدير أولئك النخبة وما أدوه وقاموا به عرفاناً بدورهم وهذا ما دأبت عليه قيادتنا الحكيمة وشعبنا الكريم، سليمان الستاوي الذي رحل عنا بعد حياة حافلة أمضى جل عمره الذي امتد قرابة 86 عاماً في قطر واستحق بمكرمة التجنيس أن يكون مواطناً قطرياً تقديراً من قيادتنا المباركة بدور هذا الرجل في تربية الأجيال. وكل من درس على يد هذا الأستاذ يعي تماماً أنه أستاذ الفلسفة المتميز الذي حبب الطلبة إلى هذه المادة التي كان الكثير من الطلاب يدركون صعوبتها ويتوجسون خيفة منها، فأصبحت لهم سهلة ميسرة بفضل هذا الأستاذ المتميز في طريقة شرحه وتوصيله للمعلومات عنها، سليمان الستاوي حطت به الرحال في قطر عام 1962، ومنذ انضمامه إلى أسرة التعليم بوزارة التربية وهو يقوم بتدريس مادة الفلسفة وعلم النفس والأخلاق وكذلك المجتمع القطري وعلم الاجتماع والمجتمع العربي ومناهج البحث للمرحلة الثانوية والمعهد الديني، عشق الطلاب حصصه التي يمضي وقتها سريعاً دون ملل وكذلك تعلقوا بأسلوبه في الشرح والكتابة، وهو دليل على تمكنه من هذه المواد وخصوصاً الفلسفة، حتى ارتقى فيها إلى درجة أستاذ الجامعة كما هي آراء كل من وقف على شرحه.لم يستخدم فقيدنا الضرب أو حمل العصى، وإنما كانت شخصيته المهيبة وحديثه الشيق المحبب، تفرض نفسها على الطلبة في الفصل فتجد الطلبة في حصته يسودهم الهدوء والسكينة على غير ما يعهدونه مع غيره، ففي حصته لا تسمع إلا همساً.وكان إذا أملى علينا كتابة الموضوع تخرج من ذاكرته العبارات التي يجيد إخراجها، ببراعة وتدبيج.سليمان الستاوي درس على يديه كوكبه من طلاب قطر، فجيل الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي لا زالوا يذكرونه، ويشيدون بما أتاه الله من التميز في طريقة الشرح، فقد تفوق على من سبق ومن جاء من بعده دون التقليل من مكانة أحد، فالكل ساهم بقدر ما أوتي وما حصل.ربطتني شخصياً بالفقيد علاقة متميزة، استمرت منذ أن دخل علينا في الصف الأول الثانوي بالمدرسة الثانوية عام 1963 لتدريس مادة المجتمع القطري واستمرت حتى التخرج في الثانوية العامة عام 1965 وامتدت منذ ذلك اليوم وحتى وفاته لم تنقطع الصلة بيننا سواء عبر الزيارات أو الهاتف، وكنت أسعد باتصاله وسماع صوته، وقد عرفته صادقاً صدوقاً، استفدت من علمه كثيراً وتأثرت كثيراً بكتاباته وأسلوبه التي لازالت ذاكرتي تحتفظ بها وتخزل الكثير منها وعشقت مادة الفلسفة وعلم النفس والأخلاق التي درسناها على يده في مرحلة التوجيهي، وأذكر أنني عندما ظهرت نتيجة الثانوية العامة، التي كانت تصحح في القاهرة، وكان ترتيبي الأول على القطريين في القسم الأدبي، حصلت على علامة كامله في مادة الفلسفة، وقابلته يومئذٍ في المدرسة حين ذهبنا لاستلام استمارات النجاح فقال لي كلمة لازلت أذكرها، وأذكره بها كلما التقينا، قال لي: تعرف يا يوسف علامتك (نمرتك) التي حصلت عليها في الفلسفة لو امتحنت أنا مدرسها لن أحصل عليها، قالها بكل صدق وبكل فخر لطلابه، فرددت عليه بأن الفضل يعود لله أولاً ثم للأستاذ المتميز سليمان الستاوي أطال الله عمره.وعندما ذهبت للقاهرة للدراسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية استمرت المراسلات بيننا نظراً لتلهفي وشوقي له ولكتاباته، وكنت قد سألته في إحدى خطاباتي له عن أحوال طلبه الصف الثالث الثانوي الذين جاءوا من بعدنا، بعد أن تقرر تدريسهم مادة الرياضيات، التي لم ندرسها في خطتنا الدراسية، كما قام بتدريسهم اللغة الانجليزية مدرس إنجليزي يدعى (هايدوك) فقال لي مداعباً وبأسلوب رقيق وعظيم " أما إخوانكم طلبه الصف الثالث الثانوي فهم بخير ويسيرون في دراستهم سيراً حسناً ولا يشكون سوى من الإنجليزي ومسترها، والرياضيات التي أعفاكم الله منها".ساهم الستاوي مساهمة فعالة في تأليف كتب المواد الاجتماعية خاصة الفلسفة وعلم النفس والأخلاق حيث عرضها بصورة مبسطة كما هي العادة من أسلوب تدريسه، وكذلك ألف في المجتمع القطري، الذي عكس انتماءه بصدق لقطر وابراز خصائص مجتمعنا القطري وتقديمه لأبناء قطر وغيرهم من الطلبة العرب والمسلمين في مدارسنا بصورة تبرز عراقة المجتمع القطري.هذه خواطر جالت في نفسي ولم يطاوعني القلم سوى بهذه الكلمات التي أعتقد أنها لن توفيه حقه، كأستاذ عظيم له علينا كطلبة حق، لأننا مدينون بالفضل لمن علمنا. أردت أن تتعرف الأجيال على من خلف وراءه سيرة عطرة أثرى بها مسيرة التعليم عندنا، وظلّ حتى الرمق الأخير من حياته وحتى تقاعده عن العمل في التوجيه التربوي مهموماً بالتعليم ومنشغلاً بمشاكلة وطرح الحلول لإصلاحه.واليوم يرحل عنا أستاذ الفلسفة المتميز، بعد أن دعاه ربه إليه، ولعّل الله طيب له الموت فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وسوف تستذكر تلك الأجيال التي نهلت من علمه دوره وإسهاماته كعلم من أعلام الفلسفة خصوصاً وأنه تفاعل مع اخوانه وطلابه من قطر، فبادلهم الحب فأحبهم وأحبوه وربطته علاقات أخوة وصداقة مع الكثير منهم لا نملك إزاء ما قضى الله، إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يشمله برحمته ورضوانه ويجمعنا به في جناته، ولنا في الابنين الكريمين (براء وأبي) وأخواتهما والأسرة الكريمة خير الخلف، ولله ما أخذ وأعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، رحم الله أستاذنا أبا براء وأفسح له في قبره، وعوضنا في فقده خيراً، "وإنا لله وإنا إليه راجعون".
5089
| 29 يوليو 2016
1538
| 25 يناير 2016
1997
| 29 ديسمبر 2014
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); برحيل الوالد خالد بن عبدالله العطية، فقدت بلادنا أحد أبرز رجالاتها المخلصين الأوفياء الذين تفانوا في خدمة وطنهم وأخلصوا لحكامها الأماجد وشعبها الكريم، وبموته تنطفئ شمعة كانت تضئ الدرب في مسيرة هذا الوطن بما اتصفت به شخصيته من سجايا ارتقت به إلى مصاف الحكماء من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولا غرو في ذلك لأن الشيء من معدنه لا يستغرب، فالحديث عنه يطول ويطول فهو سليل أسرة كريمة وعريقة قدمت الشهيدين والده وجده رحمهما الله اللذين وهبا روحهما فداءً لتراب الوطن وكرامته وسال دمهما الزكي لذلك الهدف، وبوفاة خالد بن عبدالله كذلك تطوى صفحة ناصعة من صفحات القيم النبيلة والأخلاق السامية التي توجب علينا الوقوف وقفة تأمل وإجلال أمام السيرة العطرة التي تحلى بها في حياته التي امتدت قرابة الثمانية والثمانين عاماً لتستذكر الأجيال تلو الأجيال مآثر الأسلاف وتستلهم الدروس المفيدة والناصعة لترسيخ الولاء للوطن وقيادته. اختير خالد بن عبدالله لوزارة الأشغال العامة في أول تشكيل وزاري في قطر عام 1970 وقد شرف به المنصب، لكنه رغم ذلك لم يلق بالاً بما يضيفه المنصب الوزاري، وظل على بساطته المعهودة فيه وتواضعه الجم كما يشهد له بذلك كل من عرفه حتى أسموه الوزير الشعبي، وبالرغم مما لهذه الوزارة من طبيعة خاصة لها مشاكلها وعقدها، إلا أنه لم يجعل بينه وبين المواطنين من المراجعين وأصحاب الحاجات وما أكثرهم حجاباً، فازدحام مكتبه بالمراجعين من غير موعد رسمي يدل دلالة كبيرة على رقي هذا الإنسان ومعدنه الكريم في تعامله مع الناس ومن لم يجد فرصة للقائه في المكتب، فالمجلس العامر مفتوح لكل صاحب حاجة، وهي عادة كانت يمتاز بها الفقيد حتى قبل توليه الوزارة واستمرت في أثناء الوظيفة وبعد خروجه منها، وكنت عندما أزوره أشفق عليه من كثرة أصحاب الطلبات وأعجب من صبره وتحمله، حيث يستمع إلى الطلبات برحابة صدر وبشاشة وجه وكذلك الحال حين أسندت إليه في فترة من الفترات إلى جانب وزارته وزارة الشؤون البلدية فزادت الأعباء عليه، لكنه بما أوتي من حكمة الرأي ونفاذ البصيرة كان التوفيق حليفه فيما يهدف إليه، ومن أخلص عمله لله كان الله معه معيناً وميسراً.خالد بن عبدالله لم تمنعه أعباء الوظيفة الوزارية والتزاماتها من التفاعل مع إخوانه من أبناء وطنه والتواصل معهم وتفقد أحوالهم، وكانت وجهته في الكثير من الأحيان إلى السوق يفاجئ الأهالي في محلاتهم ويسلم عليهم ويتذكر معهم الماضي وما كان يحمله من عبق وما كان يتميز به أهل قطر من محبة وتضامن وتعاون في السراء والضراء منذ الأزل، وقد ساهم هذا كثيراً في تعميق الحب والتقدير لشخصه، وعندما خلا السوق من أصحابه بموت معظمهم الواحد تلوا الآخر، وذهبت ذات مرة لزيارته وسألني عن السوق ومن يرتاده الآن، فقلت له يا أبا عبدالله الجميع مشتاق لك ويترقبون مجيئك إليهم فأنت حين تأتي يفرح بك الجميع ويعتبرون مرورك عليهم شرفا كبيرا، فبادرني بالإجابة ولمن أدخل السوق الآن وقد خلا من أهله من الرجال الأوفياء المخلصين الذين طوتهم المنية وبقيت ذكراهم التي لا تغيب عن مخيلتنا ولم يبق فيه إلا القليل والكثير من الوافدين.خالد بن عبدالله كان له دور بارز في إصلاح ذات البين والتراضي بين الأهالي عند الخصام ما وجد إلى ذلك سبيلا حكى له رحمه الله مشكلة حدثت وقد سمعت بها، ولكني اطلعت منه على تفاصيلها، تجلت فيها حكمة هذا الرجل وكشفت عن معدنه الأصيل وصدق محبته لإخوانه، فقد روى لي أن أطفالاً من عائلتين قطريتين معروفتين يلعبون معاً وكانوا أصدقاء، ويبدو أنهم يصطادون في البر، فثارت رصاصة بطريق الخطا وأثناء اللعب في أحدهم، وأصابت زميله فأردته قتيلاً، ولما علمت بذلك – والكلام له – وخوفاً من استفحال الخلاف والرغبة في تطويقه وقطع الطريق على من يريد استغلال الحادث تحركت على الفور ومعي أخي المغفور له بإذن الله خليفة بن عبدالله، وكان رجلاً شهماً ومقداماً وصاحب مواقف عظيمة وذهبنا لحل المشكلة قبل أن يتدخل أحد وقبل وصولها إلى القضاء وانتهت برضا العائلتين والصلح بينهما وقمنا بإكرامهم بما يسره الله تطييباً للخاطر وهذا موقف عظيم يسجل لخالد بن عبدالله وشقيقه وينبئ عن مواقف كريمة لهذه العائلة القطرية العريقة.وهو في فعلته هذه إنما يجسد روح الإخاء والمحبة والمودة التي تجمع بين القطريين كأسرة واحدة، كذلك عندما علم من بعض معارفه أن رجلاً من أهالي قطر ممن عملوا في خدمة الحكام لفترة طويلة قد تضرر من جراء اقتطاع بيته في السبعينيات من القرن الماضي سارع فوراً إلى سمو الأب الشيخ خليفة بن حمد حفظه الله (أمير البلاد آنذاك) وشرح له الموضوع وذكره بمكانة هذا الرجل في قطر فعمل على إنصافه دون أن يعلم ذلك الرجل، وهذا لأنه اتخذ من منصبه وسيلة لخدمة مواطنيه وإيصال مطالبهم إلى المسؤولين.إن السيرة العطرة للفقيد كذلك تنبئ عن بصمات واضحة في المجالات الخيرية ابتغاء رضوان الله دون منّ ولا أذى، فمن مساجد كثيرة في بلدان متعددة إلى حفر آبار وإنشاء مراكز لتحفيظ القرآن الكريم وطباعة مصاحف وكتب دينية بغية نشر تعاليم الإسلام خصوصاً في المناطق النائية في مجاهيل بعض القارات، ناهيك عن تقديمه مساعدات مادية تعينهم على أداء رسالتهم وتبلسم جراح المحتاجين والبؤساء منهم.وكان رحمه الله يتميز بشخصية المسلم الوسطي المتسامح المتمسك بدينه وسنة نبيه، ومع ذلك لم ير بأساً في الانفتاح على باقي الديانات والمذاهب، معتبراً أن هذا ربما يؤدي بهم إلى الاقتناع بالإسلام والدخول فيه، ولهذا وجدنا مجلسه في عاليه في لبنان يغص بالعديد من الشخصيات من مختلف الديانات والمذاهب يحاورهم بالحسنى ويظهر لهم انفتاح الإسلام وسماحته.كنت شخصياً أسعد كما يسعد غيري حين أزوره رحمه الله في مجلسه العامر ونتبادل معه الحديث في التاريخ القطري ورجالات قطر ومواقفهم وما يمتازون به من صفات، وقد أذهلني ما تحمله ذاكرته من معلومات كثيرة، وأعترف بأنني ارتكبت خطأ في أنني لم أسجل منه ما حفلت به تلك الذاكرة وغاب عن ذهني تدوينها، خصوصاً وأنني من المهتمين بسبر أغوار تاريخ بلادنا، لأن مكتبتنا القطرية مازالت تعاني قصوراً في المؤلفات حول قطر، ولهذا السبب كنت أوصي الباحثين القطريين من طلبتنا حين يعدون رسائلهم للماجستير والدكتوراه ممن أشرف عليهم أو اشترك في مناقشاتهم أن يهتموا باللقاءات والمقابلات الشخصية مع الشخصيات التي لها باع طويل في الميدان وممن عاصروا الأحداث والوقائع وتتبعوا المسيرة أن يلجأوا إليهم لطلب المعلومات حتى يمكن تلافي القصور في المعلومات التي لم تدون في الملفات، وخالد بن عبدالله واحد ممن يشار إليهم بالبنان للحديث عن كل شيء وتكون مذكراته بمثابة مرجع يلجأ إليه الدارسون والباحثون ومن مداعباته اللطيفة معي أني كلما زرته في مجلسه أو التقيت به في مكان ما، يبادرني بالسؤال: يابو عبيدان ما هي أخبار الديمقراطية في العالم باعتباري أحد أعضاء لجنة إعداد الدستور القطري وبمثل ما نخوض معه في التاريخ نخوض في السياسة والعلاقات بين الدول، ووقفت بنفسي على شخصية تعرف كيف تحلل مجريات الأحداث، وكيف تتنبأ بما سيحصل، ودائماً نتفق في الرأي على أننا ولله الحمد نعيش في قطر ديمقراطية حقة لا تعرف التكلف ولا المظاهر، فحكامنا حفظهم الله يفتحون قلوبهم ومجالسهم لاستقبال المواطنين، فليس بينهم وبين الشعب حجاب ونتمتع بأسباب العيش الكريم في وضع نحسد عليه.وكان قلبه الكبير يمتلئ بالمحبة الصادقة، واتضح لي ذلك عندما كنت أتأخر عليه في الزيارة، فيقول للحاضرين: يا جماعة اشهدوا أن بيننا وبين العبيدان أخوة وعلاقة راسخة بناها الآباء والأجداد، واشهدوا إذا تأخروا علي في الزيارة وأنا أحبهم، فسوف أطلب معهم الاحتكام لشرع الله لمعرفة السبب والحكم عليهم، فأي مشاعر أعظم من هذه التي يحملها قلبه النقي الذي يفيض محبة وعطفاً وحناناً، قال لي العم سلطان بن يوسف العبيدان رحمه الله ذات مرة، يا ولدي إن خالد بن عبدالله يخجلنا في حبه لنا بأخلاقه وتواضعه وسؤاله ولا أدري كيف نرد له الجميل والواحد منا يريد فداءه بالروح وهو ابن الكريم، ولم تقتصر علاقات خالد بن عبدالله على محيط القطري فقط، وإنما تجاوزت الحدود، فارتبط بعلاقات صداقة حميمة مع حكام المنطقة ومع رؤساء الدول العربية والإسلامية، وقد روى لي شهود عيان كيف كانت منزلته عند هؤلاء وما يحظى به لديهم من إجلال وتقدير.هذا هو خالد بن عبدالله، وهذه أخلاقه ومناقبه ولا نزكي على الله أحدا، والحديث عنه يطول ويطول، لكن عزاءنا أن الفارس ترجل ليلحق بإخوانه القطريين البررة ممن سبقوه، يرحل ليترك في النفس حسرة وفي القلب لوعة في وقت نحن أشد ما نكون في حاجة إلى أمثاله حكمة ورأياً وستخلده أعماله العظيمة كما قال الشاعر:درب الخلود وإن أودى بصاحبهيبقى على الدهر ذكر الصيّد والصيدففقد "أبو عبدالله" رزء كبير، لكن عزاءنا أن سيرته ستظل ماثلة في الأذهان بما انطوت عليه من مثل وقيم ستذكرها الأجيال محفورة في الذاكرة.نعم خالد بن عبدالله نموذجاً للمؤمن الصالح الذي استوعب فلسفة الحياة فلم يعبأ بمظاهرها، ولم ينخدع بزخارفها فقدم لنفسه في حياته من الأعمال الصالحة والصدقات ما تنفعه في الحياة ويرجى ثوابها بعد الوفاة، فليهنأ فقيدنا الغالي بما أعد الله للصالحين من أمثاله، ولا نزكي على الله أحداً، وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة.وبعد فإن الموت هو النهاية ولن يفر منه أحد والآجال مكتوبة ومحدودة، ولكل أجل كتاب، ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها، وكما قال الشاعر:نهاية العيش موت سوف ندركهفنحن من ذين في رسل وفي وخدعمر الحياة مسافات محددةوالعمر للقيم المثلى إلى الأبدنحسب أن خالد بن عبدالله قد طيب الله له الموت، فأحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، ولله ما أخذ وأعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، ونسأل الله أن يجبر مصيبتنا جميعاً ويعوضنا في فقده خيراً وإنا لفراقك يا أبا عبدالله لمحزونون.ولا يسعني وقد نفذت مشيئة الله إلا أن ندعو الله أن يرفع مقامه ويضاعف حسناته ويجزيه خير الجزاء على ما قدم لدينه ووطنه وإخوانه، وأن يجعل الموت راحة له من كل شر وأن يجمعنا به في واسع جنانه.ونتوجه بصادق العزاء والمواساة لإخوانه وأنجاله وكافة العائلة الكريمة في فقيدنا جميعاً سائلين الله أن يحفظهم من كل سوء ولا مكروه."إنا لله وإنا إليه راجعون".
4241
| 12 مايو 2014
مساحة إعلانية
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1818
| 21 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...
1524
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...
1494
| 25 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
1269
| 25 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1092
| 23 نوفمبر 2025
في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...
837
| 25 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
798
| 21 نوفمبر 2025
الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...
747
| 24 نوفمبر 2025
عَبِقٌ هُو الياسمين. لطالما داعب شذاه العذب روحها،...
546
| 21 نوفمبر 2025
حين ينضج الوعي؛ يخفت الجدل، لا لأنه يفقد...
510
| 23 نوفمبر 2025
* يقولون هناك مدير لا يحب تعيين المواطن...
507
| 24 نوفمبر 2025
منذ فجر الحضارات الفرعونية والرومانية وبلاد ما وراء...
468
| 24 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية