رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف نصنع الإرهابيين؟!!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بحسب تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) فإن مايقارب (2,7) مليون طفل سوري في أنحاء المنطقة غير ملتحقين بالمدارس ، الجزء الأكبر منهم داخل سوريا نفسها! وأعربت هذه المنظمة الأممية في تقرير لها تم نشره يوم الخميس الماضي عن بالغ قلقها تجاه عدم تلقي هذا العدد الكبير من الأطفال مايناسبهم من التعليم . وقال السيد جستن فورسيث نائب المدير التنفيذي لليونيسف إنه «ما لم يتوافر المزيد من الموارد، فإن هناك خطر حقيقي لظهور(جيل ضائع) من الأطفال السوريين، محروم من المهارات التي سيحتاجها لإعادة بناء بلده».وليس معروفاً بالضبط الأعداد الحقيقية للاجئين والمشردين من سوريا ، فمنهم من فُتح له الجوار التركي والأردني ، ومنهم من هو ( عالق ) في الفيافي والصحاري ، ومنهم من استطاع العبور إلى دول أوروبا ، ومنهم من ابتلعتهم مياه البحر في رحلات ( الموت) عبر البحار والمحيطات . غير أن المؤكد أن حوالي نصف سكان سوريا ليسوا في وطنهم ؛ لكنهم موزعون بين لاجئين ومشردين ومفقودين ، ومنهم بالطبع شهداء فاضت أرواحهم إلى بارئها في قائمة عجزت – لضخامتها -المستشفيات والمقابرعن إحصائها وتوقف التاريخ عن توثيقها حتى أصبحت رائحة الموت وجثثه هي الهواء الذي يتنفسه الشعب السوري . على مدار مايقارب الست السنوات ؛ أصبح الشعب السوري عرضة للمذابح والمجازر في أي وقت ، في شرق البلاد كما في غربها وشمالها وجنوبها ، ومشاهد الذبح وصور الفتك ألفتها الفضائيات وأخبار القتل مادة ثابتة لوكالات الأنباء ، أطفال تنتزعهم القذائف من أحضان والديهم ورجال تغتالهم الطائرات بين أهلهم وأحبابهم ، بيوت ومساجد تدمرها القنابل والبراميل المتفجرة على من فيها. ليست سوريا هي المختصة بذلك فقط ؛ كما أن قصص الاعتقال وحوادث الخطف وجرائم القتل ومجازر الذبح ، والحصار والمنع من الغذاء والعلاج وماشابهها من صور الظلم ومظاهر القمع هي حياة الناس الآن في العراق وفلسطين وبورما وأفغانستان ومثلها مما تتنادى دول العالم لمحاربة الإرهاب فيها وتنفق مئات الملايين للقضاء عليه بينما واقع الأمر أنهم ينسون أو يتجاهلون بذورا وجذورا لايمكنها بحسب منطق الأشياء إلا أن تكون عاقبتها ومستقبلها أشدّ مما يحاربونه الآن. فمن يزرع الموت لن يحصد الورود .◄ سانحة: لا أحد يؤيد الإرهاب ؛ لكنه نتيجة لأسباب ، ومن كان يريد استئصال الإرهاب فعليه بالأسباب ، أسباب صناعته بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في محاربة النتيجة أو إعادة إنتاجها .

588

| 23 يناير 2017

كتاب أفول أهل السنَّة في العراق

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ربما أهم مافي هذا الكتاب أن مؤلفته غير مسلمة ، أي ليست سنيّة وليست شيعية حتى لايُصار إلى اتهامها بالطائفية أو الانحياز إلى هؤلاء أو التعصب لأولئك رغم أن المشهد في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في العراق قد تجاوز إثبات جدلية ( هل هي حرب على السنة أم لا ؟) وأصبح الأمر من الوضوح كما الشمس في رابعة النهار . مؤلفة هذا الكتاب التوثيقي القيّم هي الصحافية الأمريكية ديبورا آموس التي تعمل لصالح (إن.بي.سي) ولها اتصالات وعلاقات مع العراقيين امتدت لأكثر من عشرين عاماً. وصدر كتابها في العام 2014م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر حيث قام بترجمته محمد فاضل .يحتوي الكتاب على معلومات جمعتها صاحبة الكتاب بنفسها من خلال زيارات ميدانية ولقاءات ركزت فيها على الست سنوات التي أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق وعرضت في كتابها هذه المقابلات لكن بأسماء غير حقيقية حتى تبعد أصحابها عن الانتقام منهم حيث لايحكم مسائل القتل أو الخطف أي قانون .يقع الكتاب في (239) صفحة موزعة على (12) فصلاً بالإضافة إلى مقدّمة قالت فيها ديبوراآموس "أصبح العراق موجوداً لكن خارج حدوده" في إشارة لهول مصيبة التهجير من الوطن مؤكدة أن السنّة يشكلون (60%) من اللاجئين العراقيين غالبهم من الخبراء والمهنيين . وذكرت أن من هاجر من العراق خلال أقل من خمس سنوات مثل الذين هاجروا خلال ثلاثة عقود من حكم صدام!ورغم أن الكتاب بمثابة جولة ميدانية في ربوع العراق إلاّ أن مؤلفته وثقت بزوغ الهلال الشيعي فوسّعت من نطاق كتابها ليشمل في أجزاء منه مايحدث في سوريا ولبنان ورصدا حصيفا للدور الإيراني والأمريكي والإسرائيلي - تحالف - في هذه التغييرات الإقليمية التي تهز المنطقة . وبدأت فصول هذا الكتاب الذي يحكي واقعا مفزعا وأليما –لايخص العراق وحده- بفصل هام حمل عنوان "انباع الوطن" وهو عنوان مسلسل تليفزيوني أنتجه عدد من الممثلين العراقيين اللاجئين في دمشق وتم عرضه في العام 2007 يتضمن انتقاداً موجهاً لحكومة نوري المالكي من خلال تأديتهم أدوار مسؤولين حكوميين فاسدين في مشاهد كوميدية عبروا فيها عن ضياع وطنهم بطريقة أشبه ببيعه!ثم توالت بقية فصول كتاب " أهل السنة في العراق " تلقي الضوء على محنة تغيير هوية العراق وانتمائه بوسائل القتل والتهجير وطردهم من مساكنهم والاستحواذ على ممتلكاتهم بحجج واهية ظاهرها ( اجتثاث البعث ) بينما واقعها أقرب إلى اجتثاث أهل السّنة والجماعة .ولعل الفصل السادس من الكتاب هو الأكثر إيلاماً ؛ إذ تصدّره عنوان " أكثر الزوجات أمانة في العالم " تطرّقت فيه إلى حال اللاجئات ، منهن الأرامل ومنهن من فقدن العائل، ومنهن من استبيحت أعراضهن وتم اغتصابهن وأشبع الأوغاد غرائزهم في هؤلاء الحرائر ولكن لم يغضب لهن أحد كغضبة المعتصم بالله .العراق الذي كان في يوم من الأيام أحد أهم الحصون المنيعة للأمة العربية والإسلامية ، برجالاته وثرواته وقدراته وموقعه ؛ محنته اليوم فاقت كل التصوّرات ، تآمر على عزله عن محيطه وتفريغه من هويّته السنيّة الصفويون والصليبيون حتى أصبح بهذه الحالة البائسة التي صورتها الكاتبة الأمريكية ديبورا آموس في كتابها الذي يستحق أن يقرأه القادة والزعماء العرب قبل شعوبهم حتى يتعرفوا على حجم الكارثة التي تم التخطيط لها في العراق ، وهم ليسوا بعيدين عنها.

1435

| 16 يناير 2017

النائحات المستأجرات الجدد

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فيما مضى من الزمان ، كان للعرب عادات غريبة ، فيها شيء من الحُمْق أو الجاهلية ، أنشأتها الحاجة أو تطوّر حياتهم ، وكانت لأغراض التكسب والارتزاق أو حتى لأجل المكر والخديعة . ثم مضت هذه العادات كما العرف لديهم واستمروا عليها واعتبروها - ربما - من لوازم مجتمعاتهم وممارساتهم لشؤون تصريف حياتهم ، بل مضت معهم حتى بعد اكتشافهم خطأ مسارها أو سوء استغلالها حيث أن بعض العادات تتمكن في المجتمعات ويصعب انفكاكها عنه وتبقى ملازمة لهم إلى أن يثور على مثل تلك الأعراف الأسوياء من الناس الذين أرادوا احترام العقول وإنزال تلك الأعراف والعادات مكانتها الصحيحة في وعي الناس وتفكيرهم الجمعي. من تلك العادات البالية - مثلاً- استدعاء امرأة في مناسبات أو مآتم العزاء ، يكون عملها فقط النياحة ، أي البكاء و( الولولة ) وتهييج الأحزان ، بأن تعدّد مناقب الفقيد وتذكر مآثره وتندب فقده ، وتُسقط من الدموع غزيرها لتضفي جواً من الحزن والأسى ، ثم في نهاية (الردح) تأخذ على ذلك مالاً وأجرا !!وربما أفضل من عبر عن هذا التزييف هو الشاعر مالك بن الريب الذي أصابه مرض شديد أحسّ معه باقتراب موته فنظّم قصيدة يرثي فيها نفسه أصبحت فيما بعد من أروع قصائد الرثاء ، وعرفت ب ( بكائية مالك بن الريب ) . ومما جاء فيها إشارته إلى هذه الوظيفة القبيحة ( النياحة ) المدفوعة الثمن ، وذلك عندما قال في مرثيته الرائعة : فمنهن أمي وابنتاها وخالتي وباكية أخرى تهيج البواكياولذلك نشأ عند العرب في أمثالهم " ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة " ؛ فالنائحة المستأجرة هو اللقب الذي تُسمى به النساء العاملات في هذا المجال ، مجال سكب دموع ( العيارة ) والتكسّب في أحوال الحزن . وذلك على عكس النائحة الثكلى التي يموت لها عزيز فيكون بكاؤها حقيقياً صادقاً ودموعها ساخنة فيها مرارة الحزن والحسرة ولديها القدرة الفطرية على التأثير لالشيء سوى قيمة الصدق والإخلاص التي تنفرد بها عن النائحة المستأجرة. أي أن الفرق بين النائحتين (المستأجرة والثكلى ) إنما يظهر في القدرة على التأثير الحقيقي ؛ بالضبط كما في حال الخطباء وأصحاب الأقلام وماشابههم من الوسائل والشخصيات الإعلامية والعامة التي تلقي خطبا أو تخط كلمات أو تدبج تصريحات في غاية الروعة وفي منتهى البلاغة و( متعوب عليها) لكنها تكون فاقدة القيمة والمتابعة عند عموم المتلقين بخلاف آخرين أقلّ بلاغة وتنقصهم الفصاحة ، لكنهم في دنيا الناس لهم مكانة ويلتف حولهم جماهير وتتأثر بهم جموع من المتابعين . وقد نُقل عن بعض السلف الصالح أنه كان إذا وعظ أبكى الناس حتى تختلط الأصوات ويعلو النحيب وقد يتكلم في المجلس من هو أغزر منه علما وأجود منه عبارة فلا تتحرك القلوب ولا يبكى أحد فسأله ابنه ذات يوم عن هذا ؟ فقال : يابني لا تستوي النائحة الثكلى بالنائحة المستأجرة ،إن الكلمة يابني إذا خرجت من القلب وقعت في القلب وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان ".للأسف الشديد أن هذه الوظيفة القبيحة ( النائحة المستأجرة التي لفظها العرب في قديم الأزمان عادت إلينا في زماننا الحاضر بأثواب متنوعة ، وأشكال متطورة ، لم تقتصر فقط على وظيفة البكاء والنياحة على الأموات وإنما امتدت لتشمل نفاق الأحياء وتملّقهم والتطبيل لهم ، وتوسعت لتأخذ مهام التدليس والفبركة وماشابهها من مهمات وتكليفات تزوير الحقائق بحيث أنها أصبحت مهنة لها أصولها ، وحرفة ذات اشتراطات ومتطلبات ، يزيد ثمنها وينقص بحسب ( النياحة ) المقدمة وقدرها ونوعها ، وتضاعفت أسعارها ، واحتوتها مؤسسات وفضائيات ودور نشر وصحافة وحسابات في التواصل الاجتماعي ومثلهم ممن رأوا فيها مرعى خصبا لشراء الذمم وبيع الكذب وترويج القذارة ، بوصلتهم مايتحصلون عليه من أموال وأثمان تضيع لأجلها مهنية الصدق وقيمة الإخلاص.

6494

| 09 يناير 2017

السنوات الجديدة في حياتنا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يوم السبت الماضي 31 ديسمبر ، أي اليوم الأخير من العام الماضي 2016م ؛ ودّعنا في المقبرة إثنين اختارهما المولى عز وجل إلى جواره ، الأول : الأستاذ أحمد عبدالله بوقحوص ، وهو مرب فاضل قضى جلّ سني حياته التي جاوزت الثمانين عاماً في التعليم والدعوة إلى الله وأعمال الخير وله بصمات وأيادٍ بيضاء في ذلك ، والثاني محسن محمد عبدالقادر البلوشي . وهوشاب في العشرين من عمره ، لم تمهله مصيبة الموت التي لاتقدّم الشيوخ على الشباب ولا الصغار على الكبار ، ولا المرضى على الأصحّاء ، بل من جاء أجله رحل وغادر . اثنان ؛ الأول في الثمانين والآخر في العشرين ، شاءت إرادة المولى عز وجل أن يموتا في نفس اليوم الأخير من العام 2016 فتنقضي حياتهما ( الكبير والصغير ) مع انقضاء العام ذاته . يا الله .. يجدر بنا أن نعتبر بذلك ونحن ندخل الأيام الأولى من العام الجديد 2017 أعمارنا تتقدّم دون أن نشعر بها وتمضي بنا السنون ونكبر ونظن أن الآخرين من حولنا يظلّون صغاراً ، ونضيف إلى حياتنا أعواماً وأعواماً من غير أن ننتبه لوقفات أو مراجعات تجعل لكل عام قيمته وجدّته . ننشغل في دنيانا فلا يطرأ علينا طارىء الموت ، ولا ذكرى الراحلين رغم تشييعنا لجنائز من الأهل والأحباب ورؤيتنا لمشهد هذه القبور التي تملأ الرحب . نعيش كالمخلّدين الذين لا يتوقعون الرحيل ، نلهث ونركض لأجل الكسب والثراء ، ولأجل المال والجاه ، وقد لانعبأ بالحلال أو الحرام . لانكترث بمن حولنا ، أصلحنا أم خاصمنا ، أحسنّا لهم أو أسأنا . وقد نحصد الشّر ، وقد نكذب ونسيء ، وقد ننافق ونسرق ونرتشي ونظلم ونتخاصم ونأنس للحرام ونألف الغش والخداع و ... إلخ . يمكننا أن نعمل كل شيء من أجل أنفسنا في هذه الدنيا دون أن نعبأ بهذه السنوات التي تبدأ إحداهن ثم سرعان ما تنتهي وتضيف إلى سني أعمارنا رقماً جديداً ، ثم تتواصل الأرقام الجديدة إلى أن يحين ارتقاؤنا إلى بارئنا في ساعة لانعلم أوانها ، لكننا نعلم إنها إن حانت ؛ انتهى معها كل شيء ، كل شيء ، ماعدا أعمال أخرى ربما يضعف أو يخبت الاهتمام بها أو لا يكون لها إلاّ السنون المتقدّمة من أعمارنا أو المراكز المتأخرة من سلّم اهتماماتنا وطاحونة سعينا في هذه الحياة ، رغم يقيننا ومعرفتنا بأنها أفضل ما يمكننا حمله معنا من هذه الدنيا الفانية . السنوات الجديدة في حياتنا ؛ إنما هي محطات ينبغي لها ألاّ تمرّ مرور الكرام ، ومناسبات تحتاج إلى أن نستغلّها من غير أن نقصرها على مجرّد تبادل التهاني والتبريكات بينما الإضافات والأرقام الجديدة في أعمارنا لابد وأن تكون لها مدلولات ووقفات يجب ألانغفل عنها ولانهملها . كل عام وأنتم بخير .. سانحة : من الحِكَم الجميلة ، يُروى أن أحد دهاة العرب قال : ماغلبتني إلاّ جارية ، كانت تحمل طبقاً مغطى فسألتها : ماذا يوجد في الطبق ؟ فقالت : ولِمَ غطيناه إذن !! فأحرجتني .. أي شيء مستور لاتحاول أن تكشفه .

1194

| 02 يناير 2017

انتهى الدرس ياغبي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هوعنوان مسرحية كوميدية مشهورة أضحكت الآلاف الذين شاهدوا فصولها ، تربّع على بطولتها الفنان محمد صبحي وتم إنتاجها عام 1975 من تاليف لينين الرملي وإخراج السيد راضي . لكن قصتها أو فكرتها مأخوذة عن رواية للكاتب الأمريكى "دانيلكييز" وتحكي قصة شاب "أبله" يتعرض لتجربة جراحية فى المخ لكى يصبح عبقرياً . فى البداية يصبح البطل عبقرياً فعلاً ، لكن سرعان ما تصيبه انتكاسة كبيرة فيصبح في حالة أصعب مما كان عليها .سيناريو هذه المسرحية الكوميدية اتخذ لبطل المسرحية مسمّى " سطوحي " كدليل على منتهى الغباء والسذاجة والتخلف حيث اختاره دكتور فريد (محمود المليجي) بعد اكتشافه جزءا في مخ الإنسان يساعد على الذكاء إذا أجريت فيه عملية من خلال القفا . وبالفعل تُجرى العملية لـ ( سطوحي ) ليتحوّل (درامايتكيا ) من شخص متخلف شديد الغباء إلى شخص آخر ، نابغة يجيد العلوم ويتقن الحساب ويبدع في الإتيكيت ، بل ويتفوق في ذكائه حتى على دكتوره!غير أن ذلك لم يستمرّ طويلاً قبل أن يعود ( سطوحي ) إلى حالته القديمة من الغباء والتخلف في دلالة على أن الذكاء أو الغباء إنما هي قدرات ومواهب لادخل للعمليات الجراحية في تعديلها أو تغيير مساقاتها في مخ الإنسان .على أن شخصية ( سطوحي ) وعنوان مسرحيته الكوميدية ( انتهى الدرس ياغبي ) مضت مقولة مستخدمة أو مشاعة تجاه كثير من حالات الفشل والخيبة ، تُلقى تجاه شخصيات طبيعية أو اعتبارية يُراد أن يُقال لها " أنكم كنتم أغبياء " أو " أنكم خُدعتم وكُذّب وضحكوا عليكم " .لا أدري كيف قفزت مجدّدا إلى ذهني هذه المسرحية وأنا أبحث عن إجابة سؤال ربما غفِل عنه كثيرون في خضم مجريات الأحداث المأساوية التي جرت في حلب الشهباء ، وهو : أين الدواعش في حلب ؟! وبالطبع الإجابة على هذا السؤال تجرّنا للسؤال عنهم في الموصل ؟ وفي المستقبل القريب سنسأل عنهم في تدمر !!أنه سيناريو واحد ومتكرر ، لعبته ( داعش ) بكل مهنية واحتراف ؛ فجأة تغزو الدواعش المدن ذات الكثافة والأغلبية السنية ، وتقوم قوات النظام العراقي أو السوري بعملية انسحاب أقرب ماتكون إلى مسرحية منظمة ، فتقطع - بتدخلها -الطريق على تحرير تلك المدن في أيدي الثوار والمعارضة ، وتقوم بتقديم تسهيلات وتخريب انتصارات وتنفذ بعض فصول بهلوانية و( عنترية ) حتى إذا ما استجمع النظام السوري أو العراقي جيشه أو حشده ، ودخل هذه المدن ؛ تبخّر – فجأة – الدواعش وغاب أي حسّ لهم فترتكب أشد المجازر وأفظع المذابح وأسوأ أنواع تهجير أهالي تلك المدن .لاداعي إلى التفصيل في هذا السيناريو ؛ فقد حدث في الفلوجة والموصل والآن في حلب ، وعما قريب سيكون في أدلب وتدمر ، وذلك بما يثبت أن ( داعش ) وأمثاله إنما هي صنائع مخابراتية وأداة غدْر تم زرعها للمساعدة في تطهير المدن ذات الكثافة السنية من أهلها وتنفيذ مشروع لاعلاقة له بما يرفعونه من شعارات رنانة . ومع ذلك لايزال أقوامنا ينظرون إلى ( داعش ) بأنها بطل المسرحية المذكورة ( سطوحي ) ولم يكتشفوا أن هذا الـ ( سطوحي ) كان مجرّد أداة اختارها ( المليجي ) وأجرى له عملية جراحية من القفا لتحقيق اكتشاف علمي يستفيد منه ( المليجي ) .سانحة :في مسرحية ( داعش ) ؛ من هو الغبي الذي يجدر بنا أن نقول له : " انتهى الدرس" ؟ هل هم الذين انضموا لها مخدوعين بشعاراتها ودعواتها ؟ أم الذين صدّقوا وجودها وانطلت عليهم حيلة إرهابها واستفرغوا جهودهم وأموالهم لحربها والتحالف ضدّها ؟ أم أولئك الذين استخدموها ( فزّاعة ) لإلهاء الأنظمة والشعوب بها وحرْفهم عن مقارعة العدو الحقيقي الذي هو مؤلف مسرحية ( داعش ) !!

4058

| 19 ديسمبر 2016

حملة ( واتبعوه )

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما رأيتُ من الناس أحداً يحبّ أحداً كحبّ أصحاب محمد محمداً !! هذه مقولة أنطقها الله سبحانه وتعالى على لسان أحد صناديد قريش ، وهو أبوسفيان . في الحادثة المرويّة في تاريخنا الإسلامي المجيد حينما قدّم مشركو قريش الصحابي الجليل زيد بن الدثِنّة ليضربوا عُنقه ؛ وتقدّم إليه أبوسفيان ( وكان حينها مشركاً ) وقال له : أنشدك الله يا زيد أتحبّ أن محمداً الآن في مكانك تُضرب عُنقه ، وأنت في أهلك ؟ فقال زيد : والله ما أحبّ أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تُؤذيه ، وإني جالس في أهلي . فقال أبو سفيان عبارته المشهورة : ما رأيتُ من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً .. ثم قتلوه رضي الله عنه شهيداً .ويُروى أيضاً أنه حينما فرغ الناس لقتلاهم يوم أُحُد ( بعد غزوة أحُد ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ أفي الأحياء أم في الأموات ؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال : يا سعد بن الربيع ، مرة بعد مرة ، فلم يُجبه أحد حتى صاح : يا سعد بن الربيع ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني أنظر ماصنعت ، فأجابه سعد بصوت خافت ضعيف .. فنظر إليه محمد بن مسلمة فوجده جريحاً في القتلى وبه رمق . فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظـر ، أفي الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال سعد : أنا في الأمـوات ، فأَبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنّا خير ماجزى نبياً عن أمته ، وأخبره إني قد طُعنت اثنتي عشرة طعنة ، وإني قد أنفذت مقاتلي . ثم قال سعد بن الربيع لمحمد بن مسلمة : أبلغ قومك عني السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم : إنه لاعذر لكم عند الله ، إن خلُص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف. ثم لم يلبث أن قضى شهيداً رضي الله عنه .ولم يقف هذا الحبّ عند أصحابه صلى الله عليه وسلّم ؛ بل غدا حبّه دين يتعبّد به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى قيام الساعة ، تُخنق العبرات عند ذكره ، و تُذرف الدموع عند زيارة مسجده وقبره عليه الصلاة والسلام ، والمساس بمقامه دونه خرق العتاد. واسمه تربّع على قائمة أكثر الأسماء شيوعاً على مستوى العالم ، بل إن شعوباً بأكملها تسمّت باسمه عليه الصلاة والسلام وصار اسم ( محمد ) يسبق اسم كل شخص فيها . إن حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالنسبة للمسلمين إنما هو عبادة يتقرّبون بها إلى خالقهم ومولاهم سبحانه وتعالى . وقد روى الإمام البخاري ، قال صلى الله عليه وسلّم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" حتى أجمع المؤرخون أن لاشخصية في مشارق الأرض ومغاربها وعلى مرّ الأزمان حتى يومنا هذا اكتسبت هذا الحب والالتفاف حولها والذود عنها وفدائها كما الرسول عليه الصلاة والسلام . وفي عبق ذكرى مولد خير البشرية عليه الصلاة والسلام تختلف الاحتفالات وتتنوع مشاهد إحياء المناسبة لكن يبقى الأمر الحاضر عند الجميع هو الالتفاف حول محبته وإن تنوعت ممارسات التعبير عن هذا الحب . جمعية الإصلاح في البحرين أطلقت مبادرة حية في هذا الصدد ، أسمتها حملة ( واتبعوه ) مستفيدة مما تتيحه وسائل العالم الافتراضي وتحققه في وقتنا الحاضر من انتشار واسع بالإضافة إلى محاضرات ودروس علمية تعرف الناس على حياة النبي صلى الله عليه وسلم . شعار الحملة جاء من قوله تعالى "واتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون" باعتبار أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المسلمين إنما هي مرتبطة بطاعته واتباع سنته والتخلق بأخلاقه وهديه وشمائله صلى الله عليه وسلم. فشكراً لكل من أحيا ذكر مولده وحرص على أن يكون هذا الإحياء يصبّ في المزيد من اتباع سنّته وهديه عليه الصلاة والسلام. سانحة : كان إمام المحدثين، العالم المبجّل، سيدنا مالك رضي الله عنه وأرضاه إذا وصل المدينة المنوّرة ؛ خلع نعليه ومشى حافياً، معللا ذلك بأنه لا يدوس بنعله على تراب فيه جسد الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، وكان الإمام مالك يقول: (عسى أن تمس قدمي حصاة مستها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم).

6519

| 12 ديسمبر 2016

تجزئة الدين في مجتمعاتنا !!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من المفارقات التي نلمسها اليوم في ممارساتنا وعموم حياتنا أن الدين صار يتجزأ، وأن تعاليمه وقيمه تتغير عند البعض وتتأقلم مع رغبـاتهم وفق منطق الاســتخدام، ولا علاقة للقبول به والإذعان إلى أحكامه إلاّ بما يتناسب مع ما يريدون هم وليس ما يريده المولى عز وجل الذي استنكر في محكم التنزيل هذا الاعتقاد السيئ، فقال " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" ولذلك، انتشرت ظواهر وممارسات في مجتمعاتنا جعلت من تجزئة الدين أمرًا عاديًا رغم وضوح مخالفته أكثر من وضوح الشمس نفسها في بارقة النهار وعزّ الظهيرة، بل إنه ما إن ينبري أحد الملتزمين أو الغيورين على الدين ليطالب مؤسسة أو جهة ما بالمحافظة على العادات والقيم المرعية في ديننا الحنيف حتى يأتيه الرد بأننا أشد حرصًا على هذه القيم والأعراف، وأننا ضد التطرف في الدين! قد يفتح أحدهم جريدته أو مجلته التي يملكها أو يديرها على مصراعيها لتتصدر صفحاتها أو أغلفتها بعض صور شبه عارية لممثلات أو راقصات أو عارضات أزياء أو..إلخ بشكل يخدش الذوق العام والآداب المرعية لتعويض بعض نواحي الجذب أو القصور أو الضعف في محتوى تلك الصحيفة أو المجلة، ثم لا يتورع عن الرد على منتقديه بأن سياسة جريدته أو مجلته تسعى لنشر القيم والعادات والدعوة إلى المحافظة عليها، وقد يزيد في ردَه قائلًا: لا نحتاج إلى من يعلمنا ديننا! وقد يدعو أحدهم للفجور وعدم التضييق على ممارسة الرذيلة في الفنادق والشقق و... إلخ، ويلعن في كتاباته (أبو الفضيلة) ويسبّ دعاتها وأصحابها ثم إذا حذّره أحد المخلصين بقوله سبحانه وتعالى "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، جاءه الرد بأن الذي كتبناه هو حرية شخصية لا علاقة لها بالدين، ثم يتبعه بأننا أعلم منكم بالحلال والحرام في شرع الله! وقد تشاهد في التلفاز بعض لقطات لإحدى الأغنيات على طريقة (الفيديو كليب) فيتصبَب منك العرق وتستحي من شدَة المناظر الفاضحة والرقصات الماجنة، وقد تضطر إلى إبعاد أهلك وأبنائك عن هذه القناة أو تشفيرها، ثم تشعر بالغثيان حينما يخرج المسؤول عن عرض هذه الأغنية أو حتى المغني نفسه ليقول أيضًا: إن ما شاهدتموه لم يتعد على العادات والقيم التي نحن نشارككم الحرص في المحافظة عليها! ويمكن أن تُنظم بعض مهرجانات تُعرض فيها بضع صور وأشكال ومضامين لا يستطيع أحد أن يشكك في منافاتها لقيمنا وعاداتنا، ومع ذلك لا يتردد أحدهم عن التأكيد على أن هذه المهرجانات إنما هي للتعرف على الحضارات والمجتمعات الأخرى أو اكتشاف الجمال، ثم لا يفوته أن يردف كلامه بقوله: إننا حريصون جدًا على الإسلام وتعاليمه! وقد يلجأ تاجر إلى الغش في تجارته أو تطفيف الكيل أو تسويق بضاعة فاسدة أو زيادة أسعار بغير حق أو ما شابه من صور الظلم أو الاستغلال والربح الحرام، ومع ذلك ربما تراه في الصفوف الأولى في المساجد، ولا تستطيع محاججته لأنه قد جهّز رده بأنه هذه تجارة و(شطارة) لا يحرمها الدين. تُقام حفلات غنائيـة يختلط فيها الحابل بالنابـل، وتهتز فيها الأكتـاف والأرداف، وتصدح في جنباتها أغاني الغزل والعشق والهيام، وتستمر أنغامها الصاخبة إلى ما بعد أذان الفجر دونما توقف (على الأقل لأداء الصلاة)، ثم لا يستحي منظمو الحفل وداعموهم حينما يخرجون علينا بقولهم إنه تم مراعاة القيم والعادات في هذه الحفلات! تتتابع علينا صور ومشاهد وأحداث عن استشراء أنواع عدة من الفساد القيمي والانسلاخ الأخلاقي بشكل غير معهود وغير مقبول، ويكبر كما كرة الثلج، وتتضخم نواتجه وتعظم آثاره الأسرية وتداعياته المجتمعية دون أن يعترف أحد بمسـاهمته في ذلك، سـواء بالكلمة المرئية أو المكتوبة أو المسموعة. بل على العكس، فإن الجميع مشغولون - رغم ما يقدمونه وما يعرضونه وما يكتبونه - بالمحافظة على تلك القيم والعادات والأعراف (المسكينة). وكان الله في العون.

2171

| 05 ديسمبر 2016

مبادرة طلاب مدرسة الهداية البحرينية 1980

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في سابق الأيام الجميلة ، وما أكثرها ، وما أكثر مانشتاق إليها أو نحنُّّ إلى طيفها بعدما صارت من الذكريات التي غالباً ماندافع الدموع عند حضورها ؛ في تلك الأيام كان لزمالة الدراسة شأن آخر ، لاينافسها في متانة العلاقات أي شيء ، ويصعب مقارنتها بأية علاقات أخرى عند الرجوع إليها . حيوية الالتقاء بهؤلاء الأصحاب تخفف من صعوبة تحمّل الدراسة وتقلل - ربما - من كرهنا لها ، ولايوجد مايشجعنا للانتظام فيها أكثر من حبّنا وشوقنا لصحبة الدراسة وزمالة ( الشقاوة ) ورفقة (البراءة).غير أنه بعد التخرج من المدرسة تتفرق - عادة - تلك الجموع وينشغلون بصروف ومشاغل عدة ، وتشتت استمرار لقاءاتهم أمور مثل الالتحاق بالجامعة أو الانضمام إلى سوق العمل ، ثم الزواج وتكوين أسر ، وربما التقوقع مع الأبناء وتلبية الاحتياجات المعيشية التي قد تتطور إلى حد الانغماس في ملاحقة تلك الاحتياجات وإضعاف أو قطع سائر العلاقات مع الأهل والأقارب وماتبقى من أصدقاء لم تعد تجمعهم حفاوة اللقاء ولهفة الاجتماع بهم ، وصارت المناسبات ؛ والمناسبات فقط هي التي تجمعهم بخلاف ماكان يحدث في السابق من صلة أرحام وجلسات مليئة بالحب والمودة التي تبتهج بها القلوب ويتوقدها الشوق .ثم زاد الطين بلة ظهور وسائل التواصل الاجتماعي (الإلكتروني ) حيث أعدمت - أو كادت - ماتبقى من تواصل بين الناس واختصرت لقاءاتهم إلى بضع دقائق يلتقون فيها من خلف الشاشات ويتبادلون الأحاديث عن طريق (الكيبورد) ، ولم تسلم من هذا النوع المستجد (الكريه) من التواصل حتى تهاني الأعياد والأفراح وكذلك تعازي الأموات . واقعنا الحالي يفضي بكل وضوح إلى أن العلاقات الاجتماعية باتت حلقة مفقودة أو معطلة في حياتنا المثقلة بالهموم والمشاغل ومنكفئة بالأعباء المتزايدة فضلا عن أنها - العلاقات الاجتماعية - صارت مسروقة من قبل أدوات التواصل الإلكترونية .وفي وسط كل هذا التراجع ( المخيف ) في العلاقات الاجتماعية ؛ كان لابد من مبادرات حية من الناس أنفسهم ، تنتبه إلى القيمة الاجتماعية والصلة الروحية التي تم التنازل عنها لصالح المشاغل وتعويضها بتلك الوسائل الإلكترونية . وأحسب أن الانتباه لذلك بدأ يتزايد ، وأن رغبة الإنقاذ عادت إليها الحياة . وفي هذا الصدد يمكنني أن أسجل بكل الشكروالامتنان مبادرة قيمة سجلها عدد من طلاب مدرسة الهداية الثانوية في البحرين ، ممن تخرجوا منها عام ١٩٨٣ . إذ قرّر أحد النابهين والمتحمسين منهم - بمساعدة اثنين أو ثلاثة - إعادة تجميع مايمكن تجميعه من شتاتهم بعد كل هذه العقود من السنوات . بدأوا بإنشاء (جروب واتسب) دعوا للانضمام إليه من استطاعوا الوصول له من خريجي تلك الدفعة ، بعضهم صاروا مسؤولين وآخرون مديرين وآخرون ضباطا وبعضهم متقاعدين وهكذا . في أيام قليلة تجاوز عددهم في هذا ( الجروب) حوالي (٥٠) طالبا ، كانوا فيما مضى من الزمان لايفترقون عن بعضهم إلا ويحدوهم الشوق لانتظار تجدد اللقاء بهم في اليوم التالي .وعلى الفور ؛ تنادوا للقاء حي واجتماع حقيقي وليس في العالم الافتراضي ؛ على وجه السرعة كان العناق وحرارة المصافحة - وربما - دموع تجدد اللقاء بعد كل هذه السنين حاضرة في أحد المطاعم بالعاصمة البحرينية ، ليسجلوا نادرة من المبادرات الاجتماعية جمعت أكثر من أربعين من زملاء الدراسة الثانوية ، فرقتهم عقود من السنوات لكنهم عادوا بذكرياتهم وبصفاء قلوبهم ونقاء حبهم ، وكان لصاحب هذا العمود المتواضع شرف أن يكون من بين هؤلاء الطلاب من مدرسة الهداية الثانوية عام ١٩٨٣ الذين التقوا مجددا حتى الآن لقاءان جمع كل أعدادهم وهم مصرّين على الاستمرار فيها ، إحياء لعلاقاتهم وصداقاتهم واحتجاجا على فقدان العلاقات والروابط الاجتماعية وتضعضعها بسبب غرباء دخلوا على مجتمعنا بمسمى التواصل لكنهم جعلوا من هذا التواصل جمادا ، لاروح فيه ، وليس له قيمة سوى زيادة البعد والتقاطع .إنها مبادرة جديرة بالاحتذاء .سانحة :وكنت أزعم مثل الناس إذ زعموا بأن من غاب عني غاب عن باليواليوم كذبني قلبي وكذبهم فارقتهم وأقاموا بين أوصالي

821

| 28 نوفمبر 2016

نظرة في اليوم العالمي للتسامح

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); احتفل العالم في السادس عشر من الشهر الحالي باليوم العالمي للتسامح، ضمن عدد من المناسبات والمصطلحات بات واضحًا أنه يجري حصرها على المسلمين باعتبار أنهم دائمًا متهمون لوحدهم بالكراهية ونبذ الآخرين وممارسة الإرهاب بحيث إن من كثرة هذه الاتهامات أصبحت واقعًا يؤمن بوجوده الكثير من أبناء العروبة والإسلام أنفسهم – قبل غيرهم - ممن يصدقون أن دينهم مليء بخطاب الكراهية وتبني العنف ويرفض التعايش، فشرعوا في الحذف من مناهجهم وأدبياتهم كل ماله علاقة بالجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، وصاروا يتكلّمون عن التسامح ويدعون إلى التعايش بحيث أصبحت هذه الدعوات حكرًا على المسلمين فقط، حتى صاروا بدون هيبة ومحلاً للتجرؤ عليهم ليس في دينهم ولباسهم فحسب وإنما على بلدانهم وسيادتهم. فهاهي روسيا تعلن منذ بداية تدخلها الغاشم في أرض سوريا الحبيبة، وعلى لسان قساوستها أنها – روسيا – تخوض حربًا مقدّسة هناك. وهاهم البوذ والهندوس يحرقون قرى كاملة عن بكرة أبيها في بورما. واسترخص اليهود الدم الفلسطيني بشكل لم يعرفه التاريخ من قبل وأوغلوا في حصار وتجويع إخواننا في قطاع غزة إلى حدّ الهلاك. وأما في أوروبا فإن ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلام فوبيا) تتزايد ويجري تأسيس أحزاب وجماعات للإضرار بالمسلمين ووقف انتشار الإسلام هناك.وأما عند الأمريكان؛ فإنه يكفي أن رئيسهم القادم دونالد ترامب كان قد أعلن في تصريحات سابقة على انتخابه أنه سيمنع دخول المسلمين الولايات المتحدة. بل إنه في أحد مؤتمراته الانتخابية أوقف خطابه في الجماهير عندما شاهد من بين الحضور امرأة متحجبة وتم طردها في حادثة تبرهن على مقدار العداء للإسلام وحجم خطاب الكراهية الموجه لنا نحن الذين ما فتئ ينبري بعض بني جلدتنا وأقوامنا للكلام عن التسامح ونبذهم للعنف والإرهاب، ويروجون للتعايش السلمي، ويُجهدون أنفسهم لإثبات إننا متسامحون ومتعايشون إلى حدّ النخاع أمام آخرين في الغرب وفي الشرق ليسوا سوى مجرمين وجزارين تلطخت أياديهم بدماء المسلمين، لم يرعوا فيهم رحمة أو إنسانية، يرتكبون من الانتهاكات ما يفوق حدّ الوصف والخيال، مذابح ومجازر، قتل وتشريد، دماء تسيل وأعراض تُنتهك وأراض تُغتصب، وغياهب سجون، كلها تبقى شاهدة على أن هذه الدعوات بشأن التسامح والتعايش ليس لها محل في قواميسهم، وغير قابلة للإعراب في تعاملهم مع قضايانا، ولا يرون فينا إلاّ أعداء يجب القضاء عليهم وبقرة حلوب ينبغي تجفيف ضرعها ونهبها مهما قدّمنا من أنواع التنازلات وصنوف الانهزام المغلفة بدعوات التسامح والتعايش التي يجب التفريق إزاها بين الضعف والاستكانة وبين القوّة والتمكّن. فالمسلمون إبّان قوتهم وبروز سلطانهم وعدم قدرة أحد على التجرّؤ عليهم؛ كان التسامح أحد أهم أسباب إعجاب ذوي الديانات والمعتقدات الأخرى بالإسلام، وهو البضاعة التي حملها تجّار المسلمين إلى مختلف بقاع الدنيا آنذاك، سواء قرب حدود الصين أو في أصقاع أفريقيا، فكان دخولهم إلى الإسلام واعتناقه لما رأوه من حسن تعامل وتسامح المسلمين. ومن أراد أن يستدلّ على تسامح الإسلام وإثبات نظرتهم وفلسفتهم في هذا الشأن فليقرأ (الوثيقة العمرية) التي خطّها الخليفة الراشد، الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد افتتاحه بيت المقدس، وكان مما جاء فيها: "هذا ما أعطى عبدالله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم ... إلى آخرها مما أعطاهم من خلالها الأمان وأكد على حقوقهم وواجباتهم في مبادئ يتغافل كثير من العلمانيين والليبراليين اليوم عن الاستشهاد بها في معرض دعواتهم للتسامح والتعايش وينسون إنها قيم إنسانية رسخها ديننا الحنيف الذي يحتاج من أهله وأصحابه الفخر والاعتزاز به بدلاً من التبرؤ والانكسار أمام الآخرين واعتناق أوهامهم عن الإرهاب والعنف والكراهية في إسلامنا العظيم.

843

| 21 نوفمبر 2016

فوز خارج نطاق الاستطلاعات والتوقعات

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مفاجأة، صدمة، غير معقول، خارج التوقعات، كلها تعبيرات ضجّت بها مختلف وسائل الإعلام والفضائيات طوال الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي بعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة على منافسته هيلاري كلينتون. بل أصابت هذه النتيجة غير المتوقعة السياسيين والمراقبين بحالة من الذهول التي أفضت إلى أن يسطروا تقارير ومقالات غاصوا في تفاصيل وتحليلات هذه النتيجة التي أربكت سائر توقعاتهم وخرجت عنها. وسبب كل ذلك هو أن العالم كان قد حسم أمره، وقرّر نتيجة تلك الانتخابات قبل موعد نهايتها. التحليلات والتفسيرات والتأويلات كانت تتكلم عن فوز هيلاري كلينتون على وجه القطع واليقين ولم تترك مجالاً لغير ذلك.بل الأكثر من ذلك أن مؤسسات وهيئات ومواقع وصحف ومراكز عالمية ذات صيت وشهرة، ولها تاريخ واعتمادية، ويُشار إليها كـ(مسمار في لوح) في مجال قياس الرأي واستطلاعات توجهات الناخبين من مثل : واشنطن بوست، معهد إيبسوس، CNN، فوكس نيوز، إي بي سي نيوز، هافينغتون بوست، نيويورك تايمز وغيرها من كبريات المؤسسات المتخصصة و"الضليعة" في ذلك؛ قد قرّرت كلها – بدون استثناء - في نتائج استطلاعاتها التي بدأتها قبل عدّة أسابيع من موعد الانتخابات واستمرّت حتى قبل بضع ساعات من إجرائها أن كلينتون هي القادم الجديد إلى البيت الأبيض، ولم تُظهر أيّاً من تلك الاستطلاعات – على كثرتها – أي تقدّم عليها لمنافسها ( ترامب ) ! هذه التوقعات والتنبؤات ومعها سائر الاستطلاعات المعروفة بدقتها وموضوعيتها واستقلاليتها فضلاً عن مهنيتها وحرفيتها فشلت في تحديد الفائز – ربما – بالمنصب الأكبر أو الأهم على مستوى العالم بالرغم من توقعاتهم العالية الدقة وحساباتهم الفائقة العناية وأسبابهم ومبرراتهم لا لشيء سوى أن إرادة المولى عز وجل فوق إرادة البشر، وأن تقديراتهم مهما بلغت من الدقّة والحصافة لا تغلب تدبيره سبحانه وتعالى.لا أريد أن أخوض مع الكثيرين الآن في تحليلات عدم فوز كلينتون لكن من المهم أن لا ننسى في زحمة حياتنا المادية واعتمادنا على أسباب ودرجات من الحرص في التخطيط والتنبؤ مهما علا شأنها، أن إرادة الله سبحانه وتعالى هي التي تمضي. ما حصل هو درس رباني بليغ مفاده أن إرادة ربّ العالمين ومشيئته هي فوق إرادتكم وتقديراتكم.سانحة:سواء فاز هذا أو ذاك فإننا في أمثالنا الشعبية نقول: (طلّقها وخذ أختها .. قال : الله يلعن الاثنتين).

4303

| 14 نوفمبر 2016

مثل مواقف أباحسل

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي كنية يتم إطلاقها على (الضبّ) وجاءت في قصة ذكرها كمال الدين الدميري في كتابه الشهير "حياة الحيوان الكبرى" الذي يتناول فيه طرائف وغرائب من قصص الحيوانات وحكاياتهم في عالمهم الذي يعيشون فيه بدقة ونظام قد لانفقه كل تفاصيله لكن حريّ بنا أن نتفكّر في طريقة حياتهم ونتعلّم من تدبيرهم لمعيشتهم، فلعلّنا نستقي منها شيئًا يعدّل من أطباعنا ويهذّب مشاعرنا ونعتبر بها في سلوكنا. القصة التي أعنيها أخذت عنوان "من بيته يؤتي الحكم" حيث يروي المؤلف مما زعمه العرب على ألسنة البهائم قالوا: إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب يا أبا حسل (كنية الضب)، قال سميعًا دعوت، قالت أتيناك لنختصم إليك، قال عادلًا حكَّمتما، قالت فاخرج إلينا، قال في بيته يؤتى الحكم، قالت إني وجدت تمرة، قال حلوة فكليها، قالت فاختلسها الثعلب، قال لنفسه بغى الخير، قالت فلطمته، قال بحقك أخذت، قالت فلطمني، قال حر انتصر لنفسه، قالت فاقض بيننا، قال قضيت.بمعنى أن الضبّ (أباحسل) لم يستطع أن يتخذ موقفًا ولم يقض بحكم فيما عُرض عليه، وإنما حاول أن يرضي كل طرف حسبما شاء الطرفان. بل وصل تقلّبه حالة دوران كاملة أو مثلما يسمونها من الأبيض إلى الأسود وبالعكس.استذكرت هذه القصة من عالم الحيوان هذه الأيام عندما شاهدت مقدارًا كبيرًا من التحوّلات والتغيرات في مواقف بعض الكتّاب والنشطاء ممّن كانوا قد سلّطوا سهام أقلامهم وأسنّة حروفهم في فترة سابقة نحو تركيا ؛ انتقادات لا أوّل ولا آخر لها، هجوم لاذع على رئيسها وحكومته، حالة ترصّد وتتبّع للهفوات والزلاّت تجاوزت في كثير منها حدود المبالغة وانتقلت للتلفيق والفبركة. بعضهم تخصص بشكل شبه يومي في الكتابة عن الشأن التركي على هذا النحو البائس. وبالطبع كانت الأسباب معلومة، وهي تتعلق في مجملها بمعاداة انتماء القيادة التركية الحالية وقربها من جماعة الإخوان المسلمين.غير أن هؤلاء الكتاب والنشطاء الذين كان تخصصهم الرّدح في الشأن التركي، تشويها وتلفيقًا وتحريضًا و... إلخ ؛ قد انقلبوا فجأة هذه الأيام بعدما زادت دول مجلس التعاون الخليجي من تقاربها مع تركيا وتضاعف التأييد لسياستها والوقوف مع شرعيتها ودعم مواقفها بالأخص في سوريا والعراق. وبالتالي أصبح - هؤلاء الكتاب والنشطاء – مثل صاحبنا (أباحسل): من دون مباديء، وبدون مواقف يثبتون عليها.حالة أمثال هؤلاء المنافقين و(الطبّالين) مزرية ومثيرة للاشمئزاز، ليس عن الشأن التركي فحسب وإنما عملية الدوران والتقلّب بحسب أموال أو مزاج المسؤولين وأهوائهم في كثير من القضايا والظواهر التي يمكن مدحها اليوم ثم انتقادها في اليوم التالي. الزعماء والقادة وعموم المسؤولين يحتاجون إلى من يصدقهم القول ويخلص لهم الرأي، ولا يحتاجون إلى أصحاب (أباحسل).◄ سانحة: قال تعالى " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضربَ الله مَثَلا كَلمةً طَيِّبةً كشجرةٍ طَيِّبةٍ أَصْلُها ثَابتٌ وفرْعُها في السَّماءِ، تُؤتي أُكُلَها كلّ حين بإِذنِ ربِّها ويضْرِبُ الله الأمثال للنّاسِ لعلَّهُمْ يتذَكّرون، ومثلُ كلمةٍ خبيثَةٍ كشجرةٍ خبيثَةٍ اجْتُثتْ من فوق الأَرضِ ما لَها من قرار، يُثَبِّتُ الله الَذينَ آَمنوا بالقوْلِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُنيا وفي الآَخرةِ ويُضِلُّ الله الظَّالمينَ ويفْعَلُ الله ما يشاء".

9298

| 07 نوفمبر 2016

إنها يـوتوبـيـا !

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هي كلمة يونانية معناها لا مكان أو المكان الذي لا وجود له . ابتدعها الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون، وأعتبرها هي مدينة الفضيلة ، وألّف فيها كتابه الذي حمل عنوان " الجمهورية " حيث افترض فيه إن سكان يوتوبيا هم من " طين السماء " وهم الصفوة الذين يرهقون ذواتهم لتذوب في الذات الجمعية . ورأى الناس في هذه المدينة سواء في كل ما يكتسـبون ويملكون ويحتاجون إليه ، يتسلمون حقـوقهم ويؤدون واجباتهم ، ويعيشون أحراراً ومتساوين أمام القانون . وقرر أفلاطون في كتابه أن الدولة نظام وضعي يقوم على الاتفاق والتعاقد بين الأفراد بغية الوصول إلى أهدافهم . وهو يحبذ في الدولة مبدأ التخصص وتقسيم العمل ومن أجل ذلك قسّم المواطنين في جمهوريته إلى فئات أو طبقات ثلاث وهي: 1- طبقة المنتجين وينحصر عملها في تأمين ما يحتاجه المواطن .2- طبقة المحاربين وتقوم بعبء الدفاع عن الدولة .3- طبقة الحكام ومهمتها الرئيسية السهر على المصلحة العامة وفي نظر إفلاطون أن هذه الطبقات الثلاث متساوية وإنما قصد أن ينتمي المواطن إلى الطبقة التي تعدّه مؤهلاته إليها وذلك شرط ضروري يمكن جميع مواطني الدولة من التمتع بالخير والسعادة. وسرعان ما استحوذت فكرة المدينة الفاضلة على فكر وأحلام الأدباء والمفكرين والفلاسفة حتى غدت أمنية يرسمون ملامحها في خيالاتهم ويخصصون لها غزير أقلامهم ؛ فجاء الفارابي ورسم دنياه المثالية من خلال كتابه " المدينة الفاضلة " ثم لحق به العديد من العباقرة والفلاسفة ، ومنهم " توماس مور " في كتابه " يوتوبيا " و أعقبه بعد ذلك " توماس كامبانيلا " في كتابه " مدينة الشمس " و بعده " فرنسيس بيكون " في كتابه " اطلنطس الجديدة " و أيضا " إيتين كابي " الذي سمّي مدينته المثالية " إيكاريا " في كتابه "رحلة إلى إيكاريا ". وغير هؤلاء من الحالمين بأنه ثمة عالم آخر يمكن أن تسود فيه الأمانة والصدق وتتحقق فيه العدالة والمساواة حتى أن الشاعرة العراقية نازك الملائكة جادت قريحتها الشعرية بهذه الأبيات : ويوتوبيا حُلمٌ في دمي أموتُ و أحيا على ذكرهتخيّلتُه بلداً منْ عَبير على أفق حرتُ في سرّههنالك عبرَ فضاءٍ بعيد تذوب الكواكب في سحرههنالك حيثُ تذوبُ القيود وينطلق الفكرُ من أسرهوحيثُ تنامُ عُيونُ الحَياة هنالك َتمتدّ يوتوبياويوتوبيا حَيثُ يَبقى الضّياء ولاتغربُ الشّمْسُ أو تَغلَسُوحيثُ تَضيْعُ حُدودُ الزّمان وحيثُ الكَواكبُ لاتنْعَسُهناك الحَياة امتدادُ الشّباب تفورُ بِنشْوتهِ الأنفُسُهناك يَظِلّ الّربيعُ رَبيعا يُظلّلُ سُكّانَ يوتوبيا بقي أن نشير إلى أن أفلاطون قد أوضح في كتابه الذي ألفه قبل مئات السنين عن مدينته الفاضلة أنه يصعب آنذاك إقامتها على الأرض ، وأن مكان تلك المدينة السماء ، وربما كان يقصد سماء المثل والأخلاق والقيم العليا التي ضاعت وتبددت في عالمنا ، فحلّ مكانها الكراهية والظلم والغدر والخبث والخيانة والنفاق وما شابهها من صفات قبيحة دكّت البنية الأساسية لرفعة المجتمعات وحيويتها وجعلت منها مدن صالحة لكل شيء إلا الفضيلة التي قرر إفلاطون منذ ذاك العهد أنها " يوتوبيا " أي المكان الذي لا وجود له .

3309

| 31 أكتوبر 2016

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

6120

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4479

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3342

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1605

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1332

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

987

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

873

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

828

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

654

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
خطاب عربي يكسر الصمت العالمي!

لم تكن كلمة سموّ الأمير تميم بن حمد...

630

| 26 سبتمبر 2025

أخبار محلية