رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بالأمثال ربونا

ما من شيء أقوى من الميراث، إذا كانت للخلود يد فإن الميراث يده التي ينقل بها الكائنات، من زمان إلى زمان. (توفيق الحكيم). جيل فصيح بعاميته، بليغ في كلامه، فعندما أدّب اختار الشعر لغةً، والأمثال رسائل، تطير من التجربة إلى الذهن، قد لا نفهمها بصورتها الكاملة حين نسمعها لأول مرة، ولكن كان الزمن كفيلا جداً، بأن يعلمنا إياها بجوهرها الصافي، ومعناها الصحيح. إن أمثالنا التي بها تربينا تكاد أن تندثر، وقد ماتت على حواشي ألسن من رحلوا، أو أنها كادت أن تصدأ في مسامعنا، لا نسمعها ولكن الصدى هو الموجود فقط، الصدى بأصواتهم، قبل أن يرحلوا عنا وعن الأمثال والحياة. لعل أشد الأصداء تأثيراً في نفسي، صدى لصوت جدتي، تردد في حكمة، لا أذكر أنني أبصرتها يوماً "أدّب وليدك كان تبغيه يشفيك / لا زعلت أمه لا تخليه يولاك ". لا أظن حينها أنني فقهت حرفاً أو معنىً أو حتى السبب الذي دعاها إلى ترديده، ولكن لأنه ظل في خزانة الذاكرة، استطعت أن أسترجعه يوماً ولكن بصورته الكاملة، الحرف، والمعنى، والمناسبة أيضاً. أيضاً صوت أبي الوقور وهو يردد لنا وللدهر، بيت الشعر الذي أظنه للشاعر "ابن لحدان"، يقول لنا أبي في رجاء المتكلم " ولا تزدري الطيبين بلبسهم / كم جوهرٍ غادي وفي غمده صدى". إن وصية تحمل في قلبها الشِعر كتلك التي كان أبي يكررها على مسامعنا بقصد التثقيف في ما يخص البشر، ما كانت لتغيب عن خاطري لحظة، أحملها في ذهني بنصف معنى، لتكمل الأيام النصف الآخر. "أنا ثريّا.. عَنْك عليّا.. وين تلحقني يا مسكين" كانت تردده أمي وهي قريبة جداً من أذني، كأنها كانت تشدد في نُصحي، أن الإنسان يتعلّى عن الثرى بالثريّا، في الطبع والخُلق والتعامل، والمسكين هو من حاول أن يجره إلى الزلات في محاولة بائسة لاستفزازه، ولكن تبقى السماء موطناً للنجوم، وصدرها أوسع من أن تضيّقه الرياح. والآن، وبعد عمر ما بين الصوت الذي سمعته، والصدى الذي يتكرر في كل موقف مشابه تمر لتلك الأمثال والأشعار، أؤمن أن منهجهم في التربية كان الألطف والأجمل والأنقى والأفصح، ارتقوا حتى في مفردة التأديب، فارتقينا بحرفهم وحديثهم ونيتهم النقية، اللهم ارحم من توفيّته منهم، وأمد في عمر الأحياء منهم، وألهمنا منهجاً صحيحاً بليغاً نربي عليه الأجيال القادمة.

1752

| 15 أكتوبر 2012

حلمي يتبلور

أنا أحلم إذن أنا أفكر.. أنا أفكر إذن أنا موجود! ثمة أحلام لا تموت، قد تموت بعض السُبل التي نظن أنها ستساعدنا، أو قد تتلاشى الأضواء التي نُبصرها تدلنا كآثارٍ وضاءة مرسومة، حيث أمانينا، ثم تُقطع كل الطرق من قلب الحلم، إلى غاية تحقيقه، ولكنها تبقى، في القلب إصرار، وفي الواقع تحقيق. قال لي أحدهم، إن الأحلام كالراحلة، يركب معنا أشخاص إلى محطة معينة، فينزلون، ويركب غيرهم، وهكذا دواليك، منهم نستفيد ونتبادل الثقافات، منهم نُبصر أصناف الناس وأطباعهم، حتى نصل النهاية نحن وخبراتنا، من أولئك الذين ارتحلوا معنا، ومنا نحن والقوة التي تسكننا، أما الحلم فكان أن اكتسب خبرة وتبلور كيفما أراد الله له، أن يقع حقيقة، ويصبح واقعاً. لعل الأماني مفقودة الجهد والتعب والضنك، لا معنى لها، ولا لون، ولا طعم، بل هي كما يقول المثل الانجليزي "الشيء الذي يأتي بسرعة، يذهب بسرعة"، كذلك الطموح، فلولا أنه قائم على أساس من عزيمة، وتخطيط استهلك أعصابنا، ما كان أن يكون بلذة المنتصر، وفوز الناجح. أحلامنا، تلك التي خلقتها مواهبنا وقلوبنا ومدامعنا، لا يمكنها أن تفنى، أو أن تموت، ولكن كل ذلك يحدث بسبيل واحد، به تبدأ الحياة بألوانها. الإيمان.. بالإيمان تُزهر الأراضي التي لا تعرف المطر.. وتضيء العتمة التي تجهل النور، بالإيمان فقط، يتحول الحلم حقيقة.. الإيمان بالله، أنه القادر الذي لا يُضيع أجر عامل، فعلى قدر الجهد ستجد النتيجة، هذه الثقة كافية جداً أن يهبك الواهب ما تتمناه وتسعى له. ومن ثم الإيمان بحلمك، وإصرارك وعملك، بأن تلك القوة التي بداخلك، كمجرى سيل لا يتوقف ولا يهدأ، ستوصلك في الختام إلى هدفك ومبتغاك، بكل ما أوتيت من عقل ومنطق وإلهام. فقط، لا تتخلى عن التفكير، بكل أهدافك وطموحك وأحلامك وأمنياتك، إن ذلك بحد ذاته جهد إيجابي، يموج بك من محطتك الجامدة، حيث محطات أخرى، أكثر معرفة، وأجمل علم، وأعظم خبرة، هكذا تتبلور الأحلام، وتبدو لنا أبهى، حتى من تصوّرنا لها حينما كانت "فكرة".

520

| 08 أكتوبر 2012

ثقافة النقد

نَعي ويَعي الجميع، أن النقد علم مستقل، منفصل عن كل العلوم الأخرى، وإن كان يسير في ذات الخط الموازي، فالنَقد هو النور الذي يسلط على أي عمل إبداعي، فيُسفر عن ذلك الضوء المنبثق، جمالية النص أو اللوحة، أو أي من العلوم الأخرى. ولعل أهمية النقد تكمن في نقطتين أساسيتين، الأولى تخص تلك الكتلة الأدبية: بأن يتم تحليلها وتفكيكها ومعالجتها من زوايا قد تكون خافية عن الكاتب نفسه، في ذات الوقت، يفهم المتلقي النص بصورة أكبر وأوضح وربما أجمل. أما النقطة الأخرى، فهي بمثابة الرقابة التي يستشعرها الكاتب أو الشاعر أو الفنان، فيحرص بجهده وفكره على ألا يُلقي أي عمل في بحر الفن، ما لم يكن واثقاً في عمقه، وافياً في معناه، فهذا النقد في النهاية، كشف وتجلّ وإسفار عن الفكر والعمل وحقيقة تمكن الفنان من جوّه. وعلى المستوى الأدبي، فهناك مناهج نقدية يسير بها النقاد في رؤيتهم للنصوص الأدبية، كما المنهج التقليدي وقد مثّله الشيخ المرصفي في نقد الشعر العربي في العصر الحديث، ثم جاء فوق النقد نقد، بعدما ظهرت دعوى الدكتور مندور في أنه منهج بالٍ، ولكن كل ذلك كان في إطار أدبي. ومن المناهج الأخرى، فهناك المنهج التجديدي ويمثله عباس محمود العقاد وابراهيم المازني بكتابهما "الديوان"، وأيضاً المنهج النفسي، والمنهج الاجتماعي، والتأثري، إلى أن يصل الأدب إلى المنهج الأحدث وهو "المنهج البنيوي أو الموضوعية البنيوية". كل ذلك فهو في قالب الثقافة والأدب وعدم التعدي من النص إلى الكاتب، ولكن ماذا لو كلّت العين عن الأدب، لتُبدي مساوئ الكاتب أو الشاعر أو صاحب العمل الإبداعي؟ والأنكى، أن تُستخدم اللغة الركيكة في النقد غير البناء، لمواجهة نص بلغة رفيعة غناء، وإحساسا شاعريا عاليا.. إن تلك الشاكلة ممن تدّعي النقد، هم دخلاء على اللغة والأدب والجمال بشكل عام، فأشهر القوانين تقول إن لكل فعل ردة فعل مساوية في القوة ومعاكسة في الاتجاه، أما الأسلوب الركيك أمام قوة نص، فلا نسبة ولا تناسب ولا تكافؤ حتى، فكيف يسمى في الأخير نقداً..؟ إن النقد خُلق للارتقاء بالأدب والأدباء، فإذا حدث وإن ظهر مرتزقة للعلوم والفنون، يجري على لسانهم السباب والشتم والتشكيك، وكل ما هو دون الخُلق والأدب، فإن ذلك في النهاية تأثير سلبي على فن هذا العصر من أدب وشعر ونثر. ولكن، لعل العزاء في أن القمم لا تتأثر بالوحول عادة، فمن تمدد في آفاق الأدب واستلهم الجمال لا يكترث عادة بالغوغاء، ومن جانب آخر، من عكف في عمى وإصرار في تثبيت نفسه دخيل على كل ما هو جميل، سيظل أينما أراد أن يبقى، ولكل وجهة هو موليها.

729

| 01 أكتوبر 2012

عروس الكلام

يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبيين: " والدليل على أن العرب أنطق، وأن لفظها أدلّ، وأن أقسام تأليف كلامها أكثر، والأمثال التي ضُربت أجود وأيسر. والدليل أن البديهة مقصورة عليها، وأن الارتجال والاقتضاب خاصٌ فيها. و ما الفرق بين أشعارهم وبين الكلام الذي تسميه الفرس والروم شعراً؟ ". نحن عندما نتحدث عن اللغة العربية، فإننا بصدد الحديث عن إرث حضاري وثقافي ضخم في مختلف الآداب وشتى الفنون، نحن نتحدث عن صلة وثيقة ربطت العربية بدين عظيم، إذ يقول الله تعالى " إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون "، فلو أنها لم تكمل لما اختارها الله لغة لكتابه الحكيم. إن افتخارنا باللغة العربية، افتخار الأبناء بالأم العريقة النسب، الأصيلة الأعراق، الصافية التي لا يشوبها شائب، الكاملة التي لا يعتريها نقص، فقد قال القلقشندي: " هي اللغة التامة الحروف الكاملة الألفاظ، إذ لم ينقص عنها شيء من الحروف فيشينها نقصانه، ولم يزد فيها شيءٌ فيعيبها زيادته، وإن كان لها فروع أخرى من الحروف فهي راجعةٌ إلى الحروف الأصلية، وسائر اللغات فيها حروف مولّدة وينقص حروفٌ أصلية ". إن لغة ثرية بمفرداتها، قوية ببلاغتها، فصيحة بقواعدها ونحوها، تستوجب ألسنة تتباهى بكل ما تحويه من قياس واشتقاق ونحت، فإذا كانت هي اللغة الأقدر على التعبير، فلماذا وقد نرى من تخلى عنها ليتشدق يومه كله باللغات الأعجمية الأخرى..؟ وقد لا ننكره أمراً أن من الدهاء والفطنة والحنكة ; تعلم اللغات الأخرى، خاصة الحية منها، ولكن علينا أن نعي أن ذلك لا يُلغي هويتنا وهوية ألسنتنا، فلا أظن أبهى من أن نعرّف عن أنفسنا في جميع وسائل الاتصال والبرامج الاجتماعية، كتويتر والفيس بوك وغيره، بملف تعريفي عربي، اعتزازاً وافتخاراً بحروفنا ذات الرسمة الأصيلة، فلتكن إذاً عودتنا إلى أصالتنا وقوميتنا، بعودتنا إلى عربيتنا. إن لغتنا العربية بجلبابها الواسع والفضفاض، المزينة بمفرداتها وتراكيبها وعباراتها وأساليبها، هي الأجدر بأن يكون تمسكنا بها، وافتخارنا بأصالتها بالتحدث بها، والتعمق في خباياها والإبحار في مياهها العذبة، ومن وجهة نظر خاصة، وعلى الرغم من تخرجي من قسم الأدب الانجليزي واتقاني للانجليزية، بالإضافة إلى أنني أدرس الآن اللغة الفرنسية، إلا أنني لا زلت أرى في عربيتي ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هكذا هي وستبقى " عروس اللغات وثريا الكلام "..

680

| 24 سبتمبر 2012

فسد يفسد فساداً

أنا المسؤول.. عن ما أقول.. عن النماء وعن الذبول.. عن حرق أمتار وألف.. من الأفكار.. ومن الحقول.. الفساد في اللغة هو البطلان، ضد الصلح، فيُقال: فسد الشيء أي بطل، يقول الله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس..) صدق الله العظيم. لكن ماذا لو ظهر الفساد في الإدارة، لنُبصر بقلوبنا المعنى الحقيقي والبشع لما يسمى "بالفساد الإداري"؟. ماذا لو استشعرناه وقد اتسعت دائرته فأصبح يشمل نحر الإبداع بسكين المزاجية..؟ لعلي أتساءل كغيري، ما بال الأحلام تموت في مهدها..؟ إن طاقات من الإبداع تمر كل يوم من شارع يضم المؤسسات التعليمية الضخمة، يستصرخون كفوفاً تحتويهم، ولكن صمّت آذان الجدران عن السمع، فماتت في الدروب الأصوات.. أن يبتكر أحدهم فكرة خلاّقة "كبرنامج حواري أدبي إذاعي" ثم يرسم الهيكلة بإتقان فيتم قبوله في البداية، وبكل جدٍ ينتقي الضيوف بدقة، ويرتب أموره مع أهل اللغة والتخصص، حتى إذا قارب البرنامج بثه، يتم رفضه لأسباب لم يُفصح عنها بعد، فيذهب جهد عام كامل هباءً منثورا..! أن يكتب أحدهم فيلماً قصيراً أشاد بفكرته أهل التخصص من الدراما من الدول العربية، ثم يتم تقديمه للجان المختصة، على أمل أن يبزغ الوطن في جميع المجالات، ولكن يؤجله إلى أجل غير مسمى من هو قائم على تلك الإدارة، لأسبابٍ لا تليق أن يقبلها العقل الكامل، ثم إنهم يتبجحون في وسائل الإعلام أو التويتر بأنهم حلفاء النجاح..! وأنهم يشجعون الإبداع الوطني، وكأنهم التناقض الذي يمشي في الطريق يرفع كفه للمارة يحييهم. إنني أتساءل هنا، أين الجهة التي تتبنى الإبداع دون الإذلال..؟ دون المحاباة..؟ دون أن يُصعق أحدهم بأن يُلغى كل عمله، ولا يتم تقدير جهده ووقته..؟ كل ذلك ضد الصلح، أي أن كل ذلك فساد.. أدرك أن ذلك يحدث غالباً، إذا كان المدير ليس كفئا للحيّز الذي يشغله، كأن يعاني من نقص الكفاءة في التعليم، فلا يكون حاصلا حتى على الشهادة الجامعية. أو قد يكون نقص الكفاءة المهنية، أي أنه ليس الشخص المناسب لمسؤوليته وتنظيمه ونظامه وحسن تصرفه وتقديره لكل الأمور المواجهة له. أو نقص الكفاءة في الأخلاق، وهو الأدهى والأنكى، أو بالأحرى هو نقطة الشرر، بجميع ما يحتويه من كِبر، وتجاهل الجمهور، والتهرب من الوعود أو حتى نقضها.. يا وطني.. الأرض تعج بالمبدعين، ولكن المسؤول الذي اقترن بالـ "لا"، مقتهم فأبعدهم بقصد الإبادة.. يا وطني.. نحن نرى أننا تحت القائد الكفء "حمد"، والسيدة الرائدة "موزا"، منهم تعلمنا أن الإنسان بعمله وجهده وعلمه يُثبت نفسه وفكره ووطنه، يسيّر الركب حيث التطور والإبداع والابتكار، فماذا لو حذا أهل الإدارة حذوهم.. يا وطني إن أولئك القوم المُفسدين في إداراتهم، لسان حالهم يقول: أنا المسؤول ولا عزاء.. للناجحين.. للعقل والحلم الثمين.. أبلّغ من يخرج مني.. لا لا ولا.. لا للتمني.. أنا ولا غيري سيصعد.. وراء بابي كم سجين..

675

| 18 سبتمبر 2012

الربيع القطري

عفواً سأكتب اليوم لسمو الأمير، سأخيلُ أنني أناديك أبي، فبعد أبي.. يا أبي.. إن الربيع بين فصوله، هو الأزهى والأبهى، هو الجمال المطلق للبصر في كل اتجاه ومدى، هي أرض خصبة وسماء تجود، أفق لا يسأم ناظره، ولا يكل ساكنه.. أبي، كيف لو كانت الأرض قطر، وأنت السماء بجودك، فكان أن عشنا الربيع المطلق في الوطن، والرخاء وأجمل العصور الذهبية كانت أم الملوّنة.. نعم يا أبي.. نحن نعيش ربيعاً في كنفك، تغبطنا عليه الفصول الأخرى، إن الناظر لقطر الآن ليفخر بعمرانها، وازدهار مبانيها، إن كورنيش الدوحة يشهد وهو الخط الفاصل بين الماضي والحاضر على عبقرية التطور، فما بين الأبراج والسوق تتغير الأزمنة والفارق لحظة.. نعم يا أبي.. نحن نعيش ربيعاً في حكمتك وحنكتك وبُعد نظرك، لعلّي أفخر يا سمو الأمير بحضور وطني في جميع المحافل، أتفاخر بقطر حمامة سلام تجوب الكون، في ذات الوقت الذي تضع أمن شعبها نصب عينيها، فلا نجوع فيها ولا نعرى.. نعم يا أبي.. نحن بفضلٍ من الله ونعمته، ثم برؤية سمو الشيخة موزا، نعيش ربيعاً في التعليم، حملت بجدٍ لواء العلم والمعرفة، ولكأنها ترفع من شأن عبارة " إن الحياة علم وتعلم "، فكان أن جعلت التعليم إحدى أولويات الحياة، أو حتى أوكسجينها. فعلى الرغم من وجود ما لا يقلّ عن 796 مليون شخص أميّ في العالم اليوم، إلا أن قطر سجلت نسبة أقل أميين في العالم العربي بنسبة لم تتجاوز 4.5 % من المواطنين القطريين أو أبناء القطريات، أو أبناء مجلس التعاون الخليجي، وهذه النسبة حسب معايير "اليونسكو" تظهر أن الدولة لا تُعاني من الأميّة. ناهيك عن تطور التعليم، وحضور أكبر الجامعات العالمية في قطر، وعلى أرض قطر. وإذا كان الربيع يحيا بالماء، فنحن نتباهى بين العالم بمجانية الكهرباء والماء، وكذلك نتصدر قائمة أعلى دخل للفرد، وأيضاً على صعيد السياحة، فعلى مدار السنة، وأرض الجود تستقبل السياح من جميع أقطار العالم.. نحن نعيش ربيع المحبة يا حضرة صاحب السمو، أكاد أقسم بالله العظيم أنك زرعت الود في القلوب، نحن نفخر بك أميراً وأباً وقائداً، أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ قطر، ويحفظ ولي أمرنا وفخرنا وأميرنا، اللهم احفظ شعب قطر، وارفع من شأنه، وآخر دعوانا أن الحمدلله أننا نعيش في كنف " عبقرية رجل "، ولا عزاء للحاقدين.. تعيش دوحة قطر ويعيش حاكم قطر دام الفخـر صفحـة التـاريـخ يـقـرا بـهـا

378

| 10 سبتمبر 2012

عين البحر

كان الليل هادئاً مطمئناً على شاطئ البحر، ثمّة سكون يلف المكان فلا يذر من الوجل شيئاً في النفس، ثم إن ضوءاً في عرض البحر تحرّك، شق السواد من منتصفه، غدى وعاد، فما لبث أن سكن الليل تارة أخرى، إلا من صوت نداء الموج وصياحه. أخبروني بأن لا أرتاب ولا أجزع، إذ أن هذا الضوء هو حماية الماء بعد الله وأمانه، أشعة الوطن الوضاءة في العتمة، وعينها التي تسهر حين نوم. هم رجال قطر، أشداء لا يهابون الخطر، اختاروا عرض البحر لهم مستقرّاً، بقلوب لا تخشى، وأعين لا ترى إلا أمن الوطن وأمان الشعب، لا يكترثون للظلمة وما يلج البحر من أهوال وأخطار، فأبوا إلا مجابهتها بأضوائهم المهيبة، تلك التي يراها أهل اليابسة كما تُرى النجوم من السماء. جنود مجهولون خاضوا البحر بهدف سامٍ ونبيل، كحفظ المياه الإقليمية للدولة وحمايتها من التهريب غير الشرعي والقرصنة والإجرام والإرهاب، ففي يدهم اليمنى حياتهم، وفي الأخرى حتفهم، وفي قلوبهم يحملون موطنهم، ثم إنهم بشجاعة وجلد ينطلقون لمواجهة أي كيد من عدو ولا عزاء للحاقدين. لعلّ وقوفي في وجه الموقف هو ما دعاني لهذه الوقفة، وإن كان كل بعمله يقوم على وجه التمام ليستتب الأمن والسلام. إن الأمن يعني السلامة والاستمرارية والتنمية، هو الخط السليم لموكب التطوّر للحضارات ونهضتها، وهو أساس في رخاء الشعوب واستقرارهم. وهنا في قطر، نرى ويرى الكون من حولنا، تلك الهالة العظيمة المشعّة التي خلقها رجال الأمن براً وجواً وبحراً وعلى رأسهم سمو الأمير، هالة من اطمئنان ورخاء، يُحيطوننا بها بكل اجتهاد وعتاد، لعلنا لا نعلم بالأخطار التي تواجههم، ونجهل أن حتفهم ملتصق بظهورهم، لعلنا لا ندرك أننا بشجاعتهم ننام الليل، وببسالتهم نخرج في النهار، كلّ ذلك يعد نعمة إلهية أسبغها علينا الله تعالى. تكاتفت أيديكم، فتكونت حلقة عظيمة، داخلها أحب الأراضي وأغلى شعب، أعين على السماء وأخرى في الماء، ونحن معكم نشد بأيدينا ويد الله فوقنا، نعمل لقطر، وننجز للرفعة، ونربي أبناءنا رجالاً للمستقبل، ونساءً رائدات. ومن إيوان اللغة، تقف الحروف إجلالاً واحتراماً لرجال الوطن وحماته، نحن نفخر بكم فرداً فرداً، وندعو الله ونبتهل أن يحفظكم بعينه التي لا تنام، فقد سهرت أعينكم لراحتنا لا تنام. اللهم احفظ قطر برها وبحرها وجوها، اللهم احفظ سمو الأمير وولي عهده، وشعب قطر كافة، فلا أمن إلا أمنك ولا نعم إلا نعمتك، فاللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وارزق أهله من الثمرات.

606

| 04 سبتمبر 2012

الثلاثيات فى زمن الـ140 حرفا

القراءة زاد الكتابة، فنحن عندما نقرأ، بقوة العلاقة الطردية نكتب، ثم اننا نكتب لنُقرأ، ليقرأنا المجتمع والكون ومن ثم الأجيال من بعدنا، ان حروفنا هى ميراثنا للأزمنة المُقبلة، أو كما قال توفيق الحكيم " ما من شئ أقوى من الميراث، اذا كان للخلود يد فان الميراث يده التى ينقل بها الكائنات، من زمان الى زمان ". و لكن كيف هو حال الكتاب فى زمن ثورة الهواتف الذكية، والقراءة التويترية السريعة..؟ اننى حقاً أتساءل عن حال الثلاثيات فى هذا الوقت الخاطف..؟ وأعنى بالثلاثيات هنا هى الروايات التى تتألف من أجزاء ثلاثة، لكلٍ جزء منها زمنها وظروفها، وان كانت لها صلة وثيقة بعضها ببعض، وتُعرف أيضاً برواية الأجيال، حيثُ يعمَدُ الأديب على الاستعانة بالامتداد الزمنى الذى يؤدى الى التوّسع فى التصوير، وبالتالى الى اتساع حجم الرواية، التى تُعد أطول الأشكال القصصية حجماً.. وقد يميل بعض كُتاب الرواية أحياناً الى أن يستعيضوا لتطويل المرحلة الزمنية المُتخيلة الى تطويل عرض القضية مع رصد التأثير النفسى والفكرى والعاطفى والاجتماعى فى أكثر من شخصية، وقد يكون الامتداد اما امتداداً طولياً عن طريق اتساع المدة الزمنية، أو امتداداً عرضياً عن طريق التعمق والتفصيل فى تطوير الحدث. ولعلّ أشهر ثلاثية فى الأدب الحديث هى ثلاثية نجيب محفوظ التى ابتدأها ب" بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية " وأيضاً ثلاثية أحلام مستغانمى التى تتألف من " ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، ومن ثم عابر سرير "و كذلك لا نغفل عن ثلاثية تركى الحمد ألا وهى " العدامة، الشميسي، والكراديب ". فاذا كان كل كتاب يحتوى على 300 صفحة، فأين نجد المتلقى الذى يتميز بالتجلد والصمود حتى يتمّها دون أن تكبله قيود الرتابة، أو أن يتورط الملل فى منتصف رحلة المعرفة.. ان اقبال الناس الى عالم التدوين المصغر بعد أن تخلوا عن التدوين الذى هو أعمق فى العلم، وأعظم فى الفائدة، هو ذات التوجه فى ترك القراءة المطولة، والاتجاه الى القراءة ذات ال 140 حرفاً.. لعلّى بتُ أتيقن أن بعضاً من البرامج التى ابتُكرت لمواكبة العصر بسرعته، والناس بطبعهم، قد يفتك بالابداع، ويقتل حب الاطلاع والقراءة. فالكاتب، يختصر فكرته بجذورها وفروعها وأوراقها وثمارها فى القالب المسموح من الحروف، وكذلك القارئ، لا تعدو قراءته أكثر من ذلك. ولكن لعل الحل، فى تعويد النفس على قراءة الكتاب، فهو أساس المعرفة، وبحر العلم والاطلاع، كذلك، من يجد فى نفسه هوىً للحرف، فليلجأ الى التدوين المطوّل والكتابة باسهاب، لأن ذلك هو الطريق للتطوير والمحاولة لخلق صور بلاغية وخيالات ابداعية، ولتكن برامج التدوين المصغر هى مجرد مصدر للمعرفة وتبادل الثقافات والاطلاع على ثقافات وابداعات الغير..

1581

| 28 أغسطس 2012

آفاق الجمال

للجمال مدى لا نهاية له، أفق مفتوح من القلب إلى نهاية الكون، تُبصره العين والجوارح، فتكسر الروتين العادي، حيث الجميل البارع ذلك ينطبق على الحياة بشكل عام، بجميع ما تحويه، من بشر وطبيعة وحرف وموسيقى.. الخ. في عالم الشعر والأدب باتت عبارة (لم يُبقِ السابقون للاحقين شيئا) مسيطرة على أذهان الكتاب والشعراء، إذ هم يؤمنون أن السابقين من الأدباء استحوذوا على جمال الحرف، حتى انتهت بذلك الصور البلاغية والأوصاف الإبداعية، فلم يعد اللاحقون إلا أن يرددوا مكررا، ولكأن الجمال زواية ضيقة من زوايا الحياة. إن آفاق الجمال أكثر اتساعا وأعظم شساعة من أن تنتهي بقصائد وروايات، وأوصاف وصور بلاغية، إذ إنني أؤمن أن ثمة جمالا لم يتكشف بعد، هناك آفاق لم يأذن لها خالقها أن تتبيّن وتتجلى، آفاق لم يُبصرها أحد قط، ولا السابقون الذين لم تتحين لهم الفرص لأن يتطرقوا لوصفها، ربما لجهلهم بها، أو أنها لم تخطر على قلوبهم، ليأتي المبدعون بعطائهم بما لم يُقل وما لم يخطر على البال. كذلك يجب ألا نغفل عن التجديد، فقد تكون الصورة واردة ولكن قد تختلف طريقة صياغتها، وقد قال الجاحظ: "ان المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي، والعربي، والبدوي، والقروي، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير الألفاظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وفي صحة الطبع وجودة السبك، وإنما الشعر صياغة وضربٌ من التصوير" فالتجديد سمة من سمات الحياة، وتحول طبيعي في الوظيفة أياً كانت ; عرف، فكرة، أو حتى صورة، أما التجديد الذي قد يحدث في الصور البلاغية، هي أن تكون واردة في الشعر أو النثر، ليأتي المجدد ويبلورها بما يناسب الزمن والمكان والجيل الذي يُعاصره، فتولد لنا فكرة مبتكرة مع لمحة تقليدية، كانت هي الأساس، فكان الاعتماد على الصياغة. إن كلمات الله لا تنفد، لا تنفد أبداً، بكل ما تحويه من جمال وخيال وتجديد وجديد، فلا زلت متيقنة أن ما ظهر لنا من روعة الحرف والموسيقى وكل الفنون، هي آفاق محددة، أمرها ربها أن تتكشف لنا فتُبهرنا لنُبدع فيها وصفاً وابتكاراً، وفي المقابل، هناك من الجمال المُخبأ ما لم تره أعيننا، ولم تسمعه اذاننا، ولم يخطر على قلوبنا أبداً، ذلك الذي لو تجلّى يوماً، فقد يكتب الشعراء الحرف بصورته المبتكرة، ووصفه الإبداعي المتفرد، فقط لو أننا نُدرك قوله تعالى " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ".

427

| 14 أغسطس 2012

ثقافة السحر

"فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ" صدق الله العظيم. كنا أطفالاً، وكانت تلك الأحاديث لا تعدو أن تكون أساطير، حكايات يرسمها البعض فلا تخرج إلى أرض الواقع، ولكنها تبقى حيث رؤوسنا الصغيرة، خيال بقرنين وعصا إبليس الشرير كما نتخيله دائماً، كنا نؤمن أنه لا صلة بين البشر والشياطين، ذلك كون، ونحن كون آخر. كبرنا، وتغيرت مفاهيمنا، إن الشر هنا يسري في الأرض التي نعيش فيها، بل هو لا يكاد يفارق الخير، يسير في ذات الخط المتوازي، صرنا نرى الأساطير القديمة تحدث لهذا، وتلك وذاك، لصديقتنا التي تحدثنا وتضحك ذات زوال طفولي، لتلك الجارة الهادئة..! ولكأن الحياة تُسقط وجهاً وترتدي آخر، أين الخير المطلق الذي كنا نخيله في البشر..؟ كيف يطرأ على إنسانٍ أن يضر آخر بأبشع الطرق..؟ كم ظل من وقت حتى ينسلخ من إنسانيته حتى يصل إلى هذه المرحلة من الشيطانية..؟ ألا يستيقظ ضمير نائم فيقض مضجعه..؟ يُبكي مآقيه..؟ يحرق جوفه ندماً، يُذكره بعقاب الله العسير..؟ ألم يعلم أن حق الله يسقط ولكن حق العباد لا يسقط..!؟ ألم يفكر في أخيه المتضرر، أي همٍ يهبط عليه كما يهبط الليل على الكون؟ كم زوجةٍ افترقت عن زوجها؟ كم أم غاب عقلها وجنّت، كل أولئك حرموا أن يعيشوا الحياة كما ينبغي لأي إنسانٍ أن يعيشها؟؟ والسبب غير مبرر البتة! لعل "السحر" لا يقتصر على بلدٍ معين، بقدر ما هو ثقافة، ثقافة بشعة موردها الحقد والحسد، منبعها شيطاني بحت، أناس ماتت أفئدتهم ودُفنت في مقابر الشر، يحرسها إبليس الذي سيتبرأ يوماً فيقول خاسئاً "إني بريء منكم إني أخاف الله رب العالمين". إن الطرق لأولئك السحرة مبتورة، إلا طريق التوبة، توبة نصوحا قبل أن يُقلب السحر على الساحر، فيكون عذاب الله الشديد، طريق الندم إلى الله الخالق، فهو الخالق وهو الضار النافع، ولا يجرؤ مخلوق أن ينازعه ذاك الحكم وحاشاه.. أما طريقنا نحن، فهو بيّن جليّ، طريق الإيمان أن لا إله إلا الله، فهو المعطي والنافع، هو المنتقم والنافع والضار، هو الذي يقول كن فيكون، ويسير كل العالمين بمشيئته وقدرته، سبحانه. كل ذلك، مع الحرص على الأذكار في الصباح والمساء، ودوام الوضوء فهو سلاح المؤمن، والتمسك بالقرآن الكريم. اللهم احفظنا بحفظك، اللهم ارفع عن كل المتضررين من السحر والمس والعين، اللهم رب الناس أذهب البأس، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.

905

| 07 أغسطس 2012

جدتي

أقبل رمضان وفي جعبته الخير الوفير، يحمل تحت ردائه وصفات لطرقٍ مختصرة توصلنا إلى الجنة، فقط لو أننا ننتبه لوجودها، مُتجاهلين كل ما يمكن له أن يشوش أذهاننا، ويشتت أعمالنا.. هو الشهر الفضيل لم يتغير ولن يتغير، فهو ومنذ أن تفتحت مداركنا، ونحن نعي أنه شهر القرآن، والعتق من النيران، هو شهر التعبد في الأسحار، ولكن لعل ما تغير هو تربية النفوس للطاعات والاستعداد له حق استعداد.. ذلك كله يذكرني بها، المرأة الفاضلة في الزمن غير الفاضل، العظيمة التي ربتنا بالأمثال والحكم، كانت صلبة في أوامرها، قوية في توجيهاتها، ولكن كنا على يقين أنها الخير المطلق، ودربها هو الدرب الصحيح الذي لا يزل. يأتي رمضان من كل سنة، ليرسم علامة استفهام في ذهني، أتساءل) في أي تلةٍ من تلال الجنة تتكئين يا جدتي وهذا الشهر يحكي لنا عن طوافكِ الملائكي في الدار، تصوتين بسكينة) من صام ولا صلى طاح في النار يتقلى (تستغفرين وتسبحين بمسبحةٍ من نور، ثم تتوثبين ثانية، تمرين علينا بسلام) من صلى ولا صام طاح في النار صخام". كان ذلك نهجها في التربية، النهج التي يُزرع في النفس، ويُنسخ في الذاكرة فلا يجرؤ النسيان على محوه، كان التوجيه الذي يحوي الترغيب والترهيب، ما بين حلاوة الكلام ورقة أسلوبه، وما بين معناه وفحواه. ولا أقول ان ذلك غدا معدوماً الآن، لأن وكما يردد المثل) لو أنها خُليت لخُربت (ولكن لعلي أقول انه بات من النادر أن نسمع مثل ذلك، صوتاً من الزمن القديم، ولمحة من التراث اللفظي. إن التربية لهذا الشهر الفضيل اقتصرت على التلفاز، فأصبح المربي الأعظم والملاذ الآمن، الشاشة التي تأخذ وقتاً ونادراً ما تُعطي فائدة، هو وكما يقول أحدهم تحوّل من ثلاثين ليلةٍ إلى ثلاثين حلقة.. إن الفرص التي تُعطى في هذا الوقت، باهظة الثمن للكيس، نفيسة غالية لمن أنار الله عقله، وألهمه دربه، فلنبدأ بتربية أنفسنا وأبنائنا، التربية التي لا تضيع بها الفرص، ولا تذهب بها الغنائم، ولا نسمح بأن يأخذ منا التلفاز حق التربية في ذلك، فنحن أولى بأهلنا وأولادنا ومجتمعنا وأمتنا. ولنوجه بقلبٍ سليمٍ وبطيبٍ حرفٍ ومنطق، لعل الأجيال القادمة تتذكر ما كان منا، كما نتذكر الآن أجدادنا، ولعلهم يومئذٍ يتساءلون في أي تلةٍ من تلال الجنة تتكئون يا أهلنا.

615

| 24 يوليو 2012

رئة طفل عند الباب

كانت أمامي، تحمل رضيعها على عجل، تغطي رأسه تحت خمارها لئلا تُهاجم رئته الغضة سحابةً مثقلة بالسموم، دخلت المجمع، فأطل الطفل برأسه، نظرته البريئة كانت تقول كنت مختنقاً، أما لسان حالها فقال من له حيلة فليحتال. كانت تحاول أن تحميه من سحب النيكوتين المتكدسة عند أبواب المجمعات التجارية، بينما يقف المدخنون كحراس على رئات الناس، لا يلجون السوق إلا بعد إتلافها، وبث الخبائث فيها، ولكأن الأرض ضاقت عليهم بما رحبت..‍‍ ولعلي هنا لست بصدد ذكر مساوئ التدخين ومضارها، إذ أنها تعتبر حرية شخصية إذا كان الضرر الواقع لا يتعدى دائرة الشخص المدخن. ولكن أن تتسع الدائرة، لتدخل ضمن التدخين السلبي، فيضر القريب والبعيد، الطفل والكهل، المريض والمتعافي، فذلك غير مقبول البتة. إن بوابات المجمعات التجارية، هي ليست واجهة السوق فقط، بل هي واجهة البلد بثقافتها وتطورها، هي ثقافة احترام الإنسانية ذاتها، وعدم المساس بها، إذ أن جزءا من الإنسانية هي العافية، بيدَ أن سحابة النيكوتين هي أول عدو للعافية. إن أطفالنا أمانة في أعناقنا، ولعل أغلب الأطفال يعانون من أمراض حساسية الصدر والربو، ولا شك أن تلك اللحظات في حال دخولهم وخروجهم أو حتى انتظارهم للسيارات عند الأبواب تضرهم وتتلف رئاتهم، وتضعف أكسجين أجسادهم، والمقابل، سيجارة عابثة.. ولأنني أرى في ذلك إشكالاً ومنغصاً، للبلد وثقافتها وحضارتها، معكراً لجوها وصفائها وهدوئها، مؤذياً لأطفالها، وشبابها، وكهولها، فكان لزاماً على الحروف استنكار ورفض ما يبث من سموم وإتلاف الرئات والعافية. ولعلي أقترح تخصيص غرف خاصة بالمدخنين، بعيداً عن البوابات والمخارج، يمارس فيها المدخن رغبته الكاملة بدون أي أذى لغيره، كذلك منعهم من إشعال سيجارةً واحدة في تلك الأماكن، ومعاقبتهم في حال المخالفة. أعلم أننا لسنا في المدينة الفاضلة، وأن كل بقعة على الأرض تحوي من النقص والقصور الشيء المهول العظيم، ولكن فليُدرج مقالي هذا تحت بند { إماطة الأذى عن الطريق صدقة }

400

| 17 يوليو 2012

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4533

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3387

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1350

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1095

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

843

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

684

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

669

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

612

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية