رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الوجود والملل

يقول الكاتب " أنيس منصور " في كتابه وداعاً أيها الملل " إن اللغة مربوطة بسلاسل اسمها المنطق " ثم إنه يسترسل في شرح أن هذه السلاسل لا تربط اللغة بل تخنقها، إذاً فالعقل خانق اللغة وعلى ذلك أيضًا فإن لغة عقلية هي لغة مجنونة، وأي معنىً تنقله هو جثة معنى، إذاً فالإنسان الحي يستخدم وسائل اتصال ميتة، ثم إنه يتوصل بظهور الاتجاهات الأدبية والفنية التي تُثبت حقيقة أن كل شيء ممل، سخيف لا معنىً له. لعل الكاتب كان يريد إثبات أن الملل هو الحاكم الذي تسيّد على سؤدد النفس البشرية، وأنه بشكل أو بآخر، هو المحرك للإبداع، للنهضة، أو للقمة ربما. ولكن، لعلّي أؤمن بشكل عميق، أن الملل هو المعنى الحقيقي لزحف العدم إلى أجسادنا، إلى صدورنا نحن البشر، أو العقل الوحيد الموجود على ساحة الوجود. وزحف العدم إلى الوجود هو نسف واضح، وتدمير للثابت والمتحرك، فالثابت منا هي أرواحنا أو علّها الذات، أما المتحرك فهي عقولنا، بجميع ما تحويه من أمل وحلم وأمنية وعلم ومعرفة، وكل شيء قابل للتهيئة والتنشئة والتطوير، كنسخة متقدمة، أو أنه المتحرك المتأخر، كالانحدار والتدمير. إن الملل كمرحلة انتقالية، قد تكون طبيعة بشرية لا بد منها، ولحظات دورية تمر مع ذرات الهواء، تصطدم بنا بشكل عفوي، ثم إننا ندخل في جوها. ولكن النقطة الأهم، أن كيف نحرّك أقدامنا في محاولة للخروج من هذه الهالة التي أحاطت بنا فجأة، كيف نتحيّن لحظة خرقها، قبل وصول العدم إلينا، الغيمة الملوثة باليأس، تلك التي تقتل كل ذرة أمل، الأمل: العدو اللدود، وصديق الحياة. أما نحن كعقول مكلفة، نَعي أن بنا من القوة ما يُنجينا من الغرق كموجودات في العدم المؤقت، إن الملل الذي يبتلع الجمال من حولنا، لن يبتلعنا نحن العين التي تنظر الجمال، لن نصل إلى مرحلة من الجنون باختفاء كل شيء، نحن بالأمل لن نتغلغل كما صورة منصور عندما " الملل ليس هو الاختفاء نفسه، ولكنه شعورنا باختفاء شيء "، تلك اللحظة التي تفتك بالعقل، فيتفشى فيها الوجل، والشك ومن ثم الجنون والهاوية. إننا بوجودنا نود أن نتبرأ من العتمة لنتقمّص النور، نُريد حياة وضاءة تظل تبزغ لا تنطفئ مُذ ساعة الوجود إلى العدم، صدقَا نريد الحالة التي قالت عنها الكاتبة كوليت خوري " سأموت يوماً ما دون إرادتي، كما وجدت دون إرادتي، فلماذا، وقد وجدت، لا أعطي معنى لهذا الوجود؟ لماذا لا أدع هذه الفترة من الزمن التي تفرّق بين ولادتي وموتي تشع بالحرارة؟ "

761

| 11 مارس 2013

صرعة إلحاد

يقول الإمام الغزالي رحمه الله "إن اختلاف الخلق في الأديان والملل، ثم اختلاف الأئمة في المذاهب، على كثرة الفرق وتباين الطرق، بحر عميق غرق فيه الأكثرون، وما نجا منه إلا الأقلون، وكل فريق يزعم أنه الناجي" أ.هـ. مما لا "شك" فيه أن الإلحاد مصيبة بحد ذاتها، ومرض ما وصل إليه العقل إلا بعد مراحل من التيه المعتم والضلال الأعمى، ولكن لعل المصيبة الحقيقية تكمن في أن يكون الفكر اللاديني صرعة، وعامل جذب لفئة عمرية حساسة، غضة ربما، شدها ذلك بشكل أو بآخر، قد يكون دون اقتناع تام، وعقل متشرب لهذه الآفة، ولكن كتقليدٍ لرمزٍ ربما، أو حتى كلمة. وعندما أقول "كلمة" فإنني أعني هنا، اختلاط الفكر الإلحادي بالأدب، أكان شعرًا أو نثرًا، ولأن الأدب سحر للألباب، فإن ذلك يعتبر مؤثراً أساسياً وهاماً على المتلقي كفئة متضررة، خاصة إن كان توجه ذلك العمل الأدبي "لا دينيا". فمن جانب الإعجاب بالكاتب الفلاني، ينتهج "سين" من الناس الطريق ذاته، دون الوعي أنه الطريق الخطأ، الذي لا نهاية له سوى الجحيم، وبتزمت فكري قبيح، نرى ذات القلم في عناد ودفاع مستميت لفكرة ملتهبة، صنعها إبليس في رأس التابع المسكين، ما فطن لحظتها أن الفكرة نفسها ودت لو أنها ما خُلقت يوماً، يقول الإمام الغزالي "لعل وراء إدراك العقل حاكماً آخر، إذا تجلى كذب العقل في حكمه كما تجلى حاكم العقل فكذب الحس في حكمه، وعدم تجلي ذلك الأمر لا يدل على استحالته". إن التحرر من الدين، هو تحرر من الفكر والخُلق والفطرة والصواب، بمعنى أو بآخر هو اللبنة الأولى للانحلال والعيش في حياة خالية من الضوابط والأحكام الشرعية أو حتى الأعراف والتقاليد. فإذا جاءنا محمد عليه الصلاة والسلام بدينٍ يتمم مكارم الأخلاق، فكيف نحيا الأيام والسنوات ننبذ العقيدة والأخلاق، لنختار النقص البائن، والقصور المريع..! كيف نرتضي الإلحاد وهو الخلل في العقيدة، لنرتضي بعده أي خلل يتبعه في الخُلق، كالشذوذ والسُكر وغيره من الانهيار في القاعدة الرئيسية للمجتمع وأفراده.. ثم إذا كان هذا الانصياع الشائن للإلحاد في ظل عدم وجود فتن كقطع الليل المظلم كان قد تكلم عنها النبي صلى الله عليه والسلم، كيف إذن سيكون الانصياع للفتنة الأعظم، وأعني فتنة الدجال..!؟ (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا).. إن العيش في الحياة دون إطار ديني، هي حياة بائسة، لا سعادة تتخللها ولا رضا أو ارتياح، لعل ذلك الفكر المختل سيكون مطرقة من وجل وشك، تنتهي بصاحبها إلى الضياع، ومن الضياع إلى الموت التراجيدي. اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.

349

| 29 يناير 2013

بندقية طفل

أي نزعة إنسانية، لا يمكن لها أن تتخذ منحنىً سلبيا، أياً كانت الطريقة أو حتى الوسيلة التي تم انتهاجها إلى هذه الغاية، والعكس صحيح تمامًا. ولأن العالم بحروبه، وأسلحته، وتصادم توجهاته، وتعدد طوائفه، واختلاف مذاهبه، غدى يلتحف مداراً حزيناً، ووجهًا قد يكون مرعبًا، نرى ويرى الجميع، أنه بات بطبيعته أضعف إنسانيةً، وأقل احتراماً للإنسان، من قِبل الإنسان نفسه. و إذا قلت " أقل احتراماً للإنسان "، فأنا أعنيه بجميع مراحله العمرية، ابتداءً من الطفولة وحتى المشيب، والأدهى والأمر، أن يكون كذلك في ظل ضياع حقوق الطفل، الذي سيكون يوماً شيخاً، فيما لو كان حياً. حق الطفل، هو حق على الجميع، حتى العابرين من البشر في الوجود، الذين قد لا تكون لهم علاقة مباشرة بالأطفال، كاعتبارهم أشخاص بلغ بهم الرشد، ما أخرجهم من دائرة سفه السن والإدراك الطفولي. ولأن العبور ما كان إلا من خصائص الطريق، ولأن الطريق مكان يمر عليه الأبناء، فهو بطبيعة الحال تُعتبر بيئة عابرة، يُلتقط منها نوعية الحديث، والكلمات، وحتى نوع الحياة الحالية القائمة في البيئة المحيطة، والجو العام. ولعلي أقول ذلك بعد أن صادفني مقطع فيديو لأطفال " سورية "، يسألهم الصوت الراشد أنه وقد مرت للتو " قذيفة هاون "، فيتم تصحيح المعلومة من قبل أحد الأطفال، ان الذي مر للتو "صاروخ واثنين"..! كنت أتساءل أي انتهاك للطفولة ذاك، وثقافتهم في الحديث "صاروخ " وألاعبهم البندقية، أي انتهاك للطفولة وهوايات الأطفال تبدلت، وخيالاتهم تغيرت، كيف يُجهض الحلم، وتُغتال الأمنية. كيف سلّم قلب الأم أمره، وقد تركت أطفالها في طريق الثلج يلعبون، هذا إن كانت الأم لا تطل عليهم من غيمة في السماء، بعد أن اغتالتها رصاصة الأرض. في وقت كهذا، أنا لا أُبصر إلا الكون بالوجه الحزين، العاجز من أن يقوّم من إنسانية الإنسان ذاته، يُحيط به البؤس من الجهات كلها. فإذا كنا من العجز ما لم نستطع أن نكون جداراً آمناً للأطفال، وما حلنا دون ترويعهم وخوفهم وجوعهم، وتهشم مستقبلهم، فإننا ونحن نبصرهم، أشد بؤساً، وأحرق قلباً، وأعظم أسىً، من أي فرحة علّها تعبر. يقول محمود درويش: " الزمن هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولکنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو". لعل الأعظم هو يقيننا بأن في كُنه الألم حكمة، وفي باطن الشر خيراً، ونؤمن بتقدير العزيز العليم، فاللهم ارحم ضعفهم وقلة حيلتنا، اللهم اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.

340

| 22 يناير 2013

حسد

لله در الحسد ما أعدله / بدأ بصاحبه فقتله.. المرض الصاخب، المزعج بلا صوت، القاتل بلا سيف، السلطان السيئ الذي يستحوذ القلب بلا جاه أو مال أو سلطة، بل بالمشاعر فقط، والعاطفة ذات المسار الخاطئ، والطريق السلبي، ناهيك في أنه الذنب الأول على الأرض، به عصى الإنسان الله، عندما قتل قابيل هابيل. إن الحسد في تعريفه الصحيح: هو تمني زوال نعمة المحسود، إن لم يصر للحاسد مثلها، ولعلي لا أتحدث هنا عن الغبطة، وهي التي قد تتخذ طابعًا إيجابيًا، كفطرة وطبيعة في النفس البشرية، ولكن أتحدث عما يعاكس ذلك بشعور مضاد وسلبي، ضار ليس بالنافع. ولعل هذه الصفة البغيضة، هي اللبنة الأولى في خلق جو من التشاحن، وقاعدة ثابتة من الكراهية والحقد، حتى يغرق القلب في الظلام والعدم من الحب، وهي أيضًا العتبة الأولى في سلم الضغينة، التي لا تصل بنا إلا إلى دركات مظلمة، وتيه مطلق، تتنازع الشياطين فيها دقات القلوب، ونظرات الأبصار وحتى الكلمات على حواشي الألسن. ثم إن الذي حسدك في نعمة لا ينفك من الالتفاف حولك، والتطقس عن أخبارك، فالشيء الذي يشعر به أقوى من أن يكون بمنأى عنك، وأعظم من أن لا تتراءى له أيامك وما يحدث فيها. ولأنني أؤمن بأن الحسد لا يأتي من المدارات البعيدة، غير المبصرة لنا ولمحيطنا، فإن الحاسد ما حسد إلا بعد ما اقترب، بعد ما رأى النعمة والحلم والأمنية وكل ما حاك في الصدر فاطلع عليه وأبصره، ولنقص يعانيه، ومرض يلم به، انقلب القرب إلى بغض، كان دافعه الرئيسي وعصاه التي وكزه به، الحسد. وقد يكون حب الظهور، والطمع في الوجاهة، كأن يود في أن يكون في الواجهة والصدارة، وإن نازعه أحد على ذلك، يطغى الشر على الخير، والكره على كل عاطفة أخرى، قد كانت في يومٍ مشاعر جميلة. أو قد يكون الكِبر وهي الخطيئة الأولى التي ارتكبت منذ نشأة الخليقة، أو هو حب الدنيا، أو الحقد.. الخ. وإذا كان لا علاج للحاسد من سقمه، فيبقى العلاج مُتاحا للمحسود، والهدف الذي رُمي بقلب الحاسد وعينه، فلو قلنا ان كل ذي نعمة محسود، فإن ذلك يُعتبر حلاً، أن لا يتم الإفصاح عن كل نعمة نتنعم بها هبة من الله، وأن لا نقرّب كل شخصٍ يحوم في مدارنا، والأهم من ذلك، وهي النقطة الجوهرية، التزام الذكر والورد اليومي، فلا حافظ إلا الله، واستحضار واستشعار الحديث الشريف أن " لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام " وأيضًا: " لا يجتمع في جوف عبد مؤمن الإيمان والحسد ". اللهم إنا استودعناك أنفسنا وأحلامنا وأمنياتنا وأبناءنا وأهلنا فإنها لا تضيع لديك الودائع، اللهم احفظنا من الحسد وكل شر وسوء ما علمناه وما لم نعلمه.

502

| 14 يناير 2013

يمنى ما تشل

26 ديسمبر..ليلة توّجت المعرفة بنات قطر، الخريجات منهن، من جامعة قطر، ذلك المكان العظيم بما يقدمه في شتى العلوم والآداب، الساعي حيث ركب الحضارة والازدهار، حيث النور، إذ أن العلم نور. و حيث هناك، كنت ضمن الضيوف، أرقب باقة المشاعر، عُقدت بشريط من فخر، في عين كل من تواجد، يُهدونها إلى الجمال المطلق، إلى الوطن، كما حدث وأهديت ذات الباقة إلى ذات الوطن قبل سنواتٍ ست. إن ميلادنا الأول، كنا قد وهبناه إلى قطر، إذ أننا خرجنا من رحم الحياة، نُقدم أنفسنا أبناء الأرض التي عليها خُلقنا، وفيها نود أن نبقى ونموت. و لكن، لعل هذا الفارق بين الميلاد والموت، هو الذي يعنينا بشكل خاص وحساس، إن هذه الفترة، لم نشأ أن تمر منطفئة في بلد وضاء، بل إن تكون هذه الفترة تشع بالنور والحرارة، بالعلم والمعرفة، بالتطور والتقدم. و لأن قطر، أصبحت بحدودها المشعة، شديدة الضوء كالشمس تماماً بين الأكوان الأخرى، فقد أولت اهتماماً خاصاً بالتعليم، فكانت أن حملت صاحبة السمو الشيخة موزا، لواء كُتب في كبده "إن الحياة علم وتعلّم" ومن هنا تبدأ نقطة الانطلاق للفرد القطري. في قاعة حفل التخريج.. يرفع سمو الأمير معيار الفرح بحضوره، حتى تلامس النشوة القلوب، وتكون السعادة، سعادتين، الأولى سببها الجهد، والثانية سببها وجود حضرة صاحب السمو. ثم ينتهي الحفل، بعاطفتي الحب والفخر، اللتان كانتا تحفانا، ليرفع الأمير كفه مودعاً، ليودعه الحضور بذات العاطفة والمحبة، كنا جميعاً ندعو الله أن يرفع شأن هذا الوطن، وحكامه وشعبه، وأن لا يُرينا فيه بأساً ولا غماً، وأن نُبصر قطر في أمان مطلق، وتطور مستمر.. كنا نردد ونحن نرى كف الأمير مودعاً "يمنى ما تشل يا بو مشعل "..

379

| 31 ديسمبر 2012

يبكي القلب من كمدٍ

يقول أبو البقاء الرندي، في رثائه الحزين للأندلس "هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ / مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ".. حدث ذلك عندما أبصر الشاعر بداية انهيار الثقافة العربية والإسلامية بالأندلس، وتلاشي الهوية التي كان لابد لها أن تختفي مع مرور الدهر، وتتابع الأجيال، خاصة إذا فُقد ما يعزز البقاء والثبات. فعصر كالعصر الأندلسي، يُعتبر من أقوى العصور وأصلبها من جميع النواحي الحضارية والمعمارية والأدبية والتاريخية، ويمكن ملاحظة ذلك في الزمن الذي امتد إلى ما يقارب ثمانمائة سنة، كانت قرونا سمانا، جاءت لنا بأجمل الإرث الثقافي والأدبي، كالشعر، والموشحات والأغاني الجميلة، ويشهد العقد الفريد على ذلك. و لعل الأغنية على وجه خاص، تتضمن رسائل عميقة، إذ هي تعكس بوجهٍ أو بآخر، ثقافة أمة كاملة، بجميع همومها، وأفكارها، وأحزانها، وحتى طموحاتها وتطلعاتها، فهي ككتلة متكاملة، كلمة ولحنا وأداء، رسالة صريحة المحتوى، من فكر مجتمع معين، إلى المجتمعات الأخرى المحيطة. ولكن، كيف لو درجت أغان مضمحلة المستوى على حاشية الألسن، كأن يردد الجيل "وتحول برشلوني، وترك مدريد لأجلي"..!! هل يعقل هذا الانحدار السحيق في الاهتمامات العربية، إذا كانت تلك الأغاني تتكلم ذات اللغة؟ هل أصبح هم الإنسان العربي، نادي برشلونه وإنجازاته ومدريد ونجاحاته، هل هكذا نتعامل مع إرثنا الذي ضاع منا؟؟ بل وكيف للأغنية التي تخلد أصالة الجيل، وجزالة كلمته، ورصانة اللغة التي ينطق بها، وهي التي غالباً ما تكون فئتها المستهدفة، الشباب، إذ كنا نقول سالفاً: "غارت الشُهبُ بنا أو ربما / أثّرت فينا عيونُ النرجسِ" وأصبحنا نقول ما لا يمت لهويتنا بصلة، فنردد "حبيبي برشلوني"..!! إن الاطلاع على الثقافات الأخرى مطلب بحد ذاته، وأيضاً الاهتمام بالرياضة أمر محمود وجيد، ولكن كل ذلك، بدون أدنى فعل في تضييع الهوية العربية، إذ ان مفهوم الثقافة والهوية ارتبط بمصير واحد، فالثقافة أساس الحضارة، والهوية العنوان الذي تُعرف به بين الأمم، فإذا اضمحلت ثقافاتنا حتى أبصرنا ذوبانها في الثقافات الأخرى، نحن سنفقد هويتنا بلا شك، حتى نكاد ننسى التاريخ المشرف، الذي هو الآن، الأساس المتين لما نحن عليه. لعلنا في جيل أوعى من أن يتقبل مثل تلك الأغاني الهابطة، وبشخصيات أصلب من أن تؤثر عليها نتائج المباريات، حتى لا يكون لنا هم إلا أنه "ترك مدريد وتحول برشلوني"..

441

| 24 ديسمبر 2012

معرض وكتاب

كل جو ثقافي، هو في النهاية جو صحي، للعقل والفكر والمنطق أيضاً. فالقراءة على سبيل المثال، وأبسط التشبيهات، تُخرجنا من دهليز، لنلج بها إلى أفق، ثم إلى آخر وآخر وهكذا دواليك. فكيف لو كانت الأجواء تضم آلاف الأفكار، وملايين الكتب، أي اصطدام خلّاق سينشأ فيه؟ و لأنني من بيئة جُبلت على حب القراءة، فإنني أرى أنّ أجمل ما يمكن أنْ يحدث من المعارض في أرض المعارض، هو معرض الكتاب. إنّ الداخل لأرض المعارض الآن، له أنْ يسمع الدوي الذي تضج به الزاويا، الضجيج الذي يردد " اقرأ ". " اقرأ " أول القرآن، وأول المعرفة، وأول النهضة للأمم والحضارات، إنّ كل كتاب نمر عليه يصيح بنا، بذات الكلمة وذات اللغة أنْ " اقرأ ". القراءة بأهميتها الممتدة، لا يمكن في يومٍ أنْ تقل أو تتناقص، حتى في وجود الأجهزة الإلكترونية، فلا زال للكتاب قدسيته، وتاريخه الجميل العظيم. الكتاب الذي عرف يد السلاطين والعامة، هو الذي بات بجانب الشرفات الفخمة، ونام تحت الوسائد البالية، متيقناً بأنه يدخل الفكر بغض النظر عن قصر أو جدار منقض. لعل المعرض من كل عام، يملؤني بالشجن القديم، ما يجعلني أجمع الكتب على صدري خوفًا من أمرين: الجهل، أو الموت على جهل، إنّ الشجن الذي يضج به العالم الذي لا يسكن داخلي، يُرجعني حيث الأزمنة العريقة، حيث بضائع سوق عكاظ الأدبية، وشعر أبي فراس الحمداني، وجرير والفرزدق. حيث مجالس ولاّدة بنت المستكفي، وحب ابن زيدون وشعره، والموشحات وغيرها. شكرًا للمعرض والكتاب.. شكرًا للعلم والمعرفة، إننا بذلك نرتقي ونرتاد حيث المجرات الفكرية، بالقراءة والقراءة والقراءة.

304

| 17 ديسمبر 2012

خلل في العقيدة الجادل

الإلحاد خلل في العقيدة، وفي اللغة، يعرّف بأنه الميل عن القصد، فيُقال لحد إليه بلسانه، أي: مال وعَدَلَ عنه. على كل، هو فكر مستقل، شاذ بطبعه، عفن بتكوينه، خرج عن الإيمان، ليزج بأصحابه إلى الكفر وتوابعه. وقد يرتبط هذا الموضوع بالفلسفة، التي تتعمق في المسائل الوجودية وما وراء الطبيعة، التي تبحث بصورة عقيمة عن التحليلات المنطقية والاستنتاجات العلمية. ويمكن علاج مشكلة كهذه، بنبذ الكتب التي تدور في هذه الدائرة المفرغة، إذا ما كان المرء على استعداد على الخوض ومن ثم العودة بقلب سليم. ولكن، لعلي أتحدث هنا، عن علاقة الإلحاد بالأدب، وكتبه المتاحة في كل مكتبة ورف.. إن الملحد، يملك طبيعة فكرية حرة، لا حد لها ولا قيد، كل شيء مباح ومحلل، فهو بعدما تحرر من القيود الدينية بإنكار الإله، تحرر أيضاً من القيود الاجتماعية، بإنكار الأعراف والتقاليد، فهو يسيح بقلبه وهواه حيث الماء واليابسة، الظلام والنور، الغث والسمين، حيث اللاشيء واللاهدف. فكيف لو كان شخصاً يملك قلمًا، يوظفه حسب آراءه ومنطقه، كيفما كان من غير أية ضوابط، لانعدامها في النفس، وتلاشيها من وجوده. إن الأدب دائرة مستقلة، والإلحاد دائرة مستقلة أيضاً، قام بعضهم بتقريب الدائرتين حتى اتحدت منطقة صغيرة، الجزء المشترك الذي يحمل من صفات الأولى والثانية، وهنا يكمن الشر المطلق. لعلي أعني تماما هذه الجزئية المشتركة، التي يجب أن تبقى كما هي، ببؤسها وشكها وحريتها غير المقبولة أبداً. فلو أنها لا تتضاءل، فلا يجب أن تكبر، ففي اتساعها ضياع للفكر الغض، وتغرير بالعقل البشري، مهما كان ثباته وصلابة إيمانه، فالثغرة الصغيرة، يلجها الشر لا محالة، فما بعد التحرر الفكري، إلا التحرر الخُلقي والانحلال الاجتماعي، ومن ثم ضياع أمة بأكملها. القراءة عظيمة بما تحمله من علوم ومعرفة، وما تخلّفه أيضاً من ثقافة وكتابة ومنطق، ولكن اجتناب السيء أبقى، ولفظ كل ما بُطّن بالإلحاد في مزبلة التاريخ أولى، ثم إن مكاتبنا غنية بما يكفي لتُغنينا عن ما يزعزع إيماننا على غفلة منا، في ساعة نحتاج فيها الهداية أكثر من الحياة ذاتها. أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يا مقلب القلوب والأبصار، ثبّت قلبي على دينك.

940

| 10 ديسمبر 2012

الفن السابع

السينما ثقافة بحد ذاتها، وخزانة للتاريخ بجميع أضوائها وأصواتها وحكاياتها وكواليسها، وقد تكون الجسر الحي، الذي يصل الأجيال ببعضها، ويصل أفراد الجيل نفسه أيضًا. ولعلّي من الناس القلة الذين لا يرددون عبارة تصف الأفلام، كأن يُقال "أغرب من الخيال"، فإنني أرى ألا أغرب من الخيال إلا الواقع، فإذا كان الخيال هو صنيعة العقل البشري ذو السقف القصير والأفق المحدود، فالواقع هو صنيعة الله، وليس كمثله شيء سبحانه وتعالى. ولأن هذه الأيام، يسودها الجو الثقافي، بإقامة مهرجان الدوحة ترايبكيا، كنتُ قد دُعيتُ لحضور فلم المخرج "يوسف جبر" الذي كان بعنوان "هيستوريا"، الفيلم الذي شد انتباهي إلى حد الحزن، والبؤس على الواقع، الواقع الذي نعيشه تمامًا. قبل حضوري، كنت أقف في الطابور لتسليم التذكرة التي تمكنني من الدخول، شيءٌ من الأسى كان يمر من فوق رأسي، وثلاث فتيات قطريات، كهوية في اللبس، ولكن بثقافة أعجمية، ولغة ليست التي تسود البلاد، اللغة التي عرفها "ابن جني" انها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " فأي أغراض اختلفت عن مظهرهم، لتطابق أصوات لغة أخرى؟ بأي قلب لا مبالٍ يحدث ذلك..؟ كلمة عربية، وبقية الجملة انجليزية. ثم حدث أن جلست للمشاهدة، التي كانت تعيد المأساة ذاتها، فبينما تصرخ شاشة التلفاز في الفيلم" الشعب يريد إسقاط النظام " كان المشاهد يُمسك كتاباً بلغة مختلفة، وكأن الهوة العميقة بين الواقعين منقطعة بشكل عمودي بشع، بدون أدنى رغبة في بناء جسر، يربط العالمين بعضهم ببعض، على الرغم من القرب المروع أحياناً، ينتهي الصوت، بأن يقطع الرجل الصوت نهائياً، بكبسة زر، ينتهي الألم وتتلاشى الفوضى. رمزية الفيلم كانت دقيقة، عميقة، وجميلة أيضًا، " كالدم مثلا "، لعل التناقض كان مؤلمًا إلى حد بلع الريق بصمت ودمع جاف فقد طبيعته الرطبة، إذ أن نهر الدم الذي كانت تعرضه الأخبار، لم يُقابله أدنى تحرك للعاطفة الميتة ربما، بينما الدم الذي سببته " ذبابة " استدعى الوقوف، الالتفاف، والغسيل على الأغلب..!! يكمن الوجع في التناقض أحياناً، وفي الغرابة التي بالاعتياد تُصبح أمرًا عادياً إلى حد اللاشيء، وباللامبالاة، والهوية الضائعة في اندماج الثقافات بطريقة غير سوية، ولعلها الحياة على الأغلب، والأيام التي نعيشها. ولكن، يحدث في النهاية، ننهض من لحظة التفكير العميق، ننفض الأوجاع، ونشكر الأشخاص الذين وضعونا على تلك النقاط الوضاءة، ولعلي أشكر الصديقة " مي توما " التي دعتني للحضور، والجميل بعمله " يوسف جبر " مخرج شرارة التفكير بفيلمه "هيستوريا ".

364

| 26 نوفمبر 2012

تدرجي يا معلمتي

تقول عائشة رضي الله عنها: "إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر، لقالوا لا ندع الخمر أبداً".. كانت التربية النبوية هي التربية النموذجية، والتي تنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام إلهاماً ووحياً، فكما قال الله تعالى في محكم التنزيل: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى". إن الله سبحانه وتعالى خلقنا، وهو الأعلم بالأصلح لأذهاننا وفكرنا ونفسياتنا، فكانت تلك الطريقة التربوية، درساً للأجيال عبر النبي عليه الصلاة والسلام، وقاعدة للتعليم، لجميع أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم وعقلياتهم وقدراتهم. فعلى سبيل المثال، نرى أن النهي في الخمر جاء بصورة تدريجية، ولم يأتِ التحريم القاطع، فكان في البداية لفت نظر الناس إلى مضاره ومساوئه، ثم ذكر تلك الأضرار على الإنسان، وبعد ذلك نُهي عنه أثناء أداء الصلاة، حتى جاء في الأخير تحريمه، والتحذير من أنه عمل من أعمال الشيطان.. وذلك كله، ينطبق علينا نحن.. وفي الوقت الراهن بالتحديد، وفي مسألة مهمة وحساسة، كالتعليم.. إن التعليم قبل أن يتمكن من العقل يحتاج إلى تهيئة، والاستعداد الذي يمهد لكتل المعرفة أن تبقى وتستوطن، ما أمكن لها أن تبقى، خاصة في المرحلة الإبتدائية. لعل سنةً كالسنة الأولى من مرحلة الطفولة المبكرة، تحتاج وبالشكل الدقيق إلى التهيئة في التعليم، وعدم التكثيف في المناهج على اختلاف موادها، ذلك إن كنا نبغي جيلاً مثقفاً واعياً، يختزل الأفكار ولا يضيعها لكثرتها أو حتى لتضخمها. و قد لا يشعر بكل ذلك العبء إلا الأطراف الثلاثة، المتورطة فعلاً في ذلك النهج الخاطئ في التكديس، لكمية غير قليلة البتة في ضخ المعلومات في الذهن الصغير، ألا وهي: المعلم والطالب وولي الأمر، فهذه الخطة في القفز الماراثوني، تضر الطالب أولاً، وتضغط على المعلم ثانياً، وأخيراً، تتلف أعصاب ولي الأمر.. نحن لا نريد جيلاً ينخله التعب، فلا يُبقي من علمه شيئاً ولا يذر، نحن لا نريد سباقاً بين السنة الدراسية والمعرفة، لنعرف النتيجة النهائية، من انتهى أولاً.. نحن نريد جيلاً تشرّب العلم، تعجز السنين أن تمحو ما استقاه، نريد أطفالاً تمرّسوا مهارة الكتابة مع القراءة والتحدث، كما هي طبيعة اللغات الأخرى، لا نريدهم انطلقوا في مهارة وتعطلوا في أخرى، لا نريد الجهل بأي صورة وشكل.. إن أبناءنا لا يرون أمامهم سوى معلماتهم، هم لا يعلمون إن كان وراء الأنظمة المجلس الأعلى أم غيره، لذا، يصيح لسان حالهم: "تدرجي يا معلمتي"، ونصيح نحن من ورائهم "تدرجوا أيها المجلس الأعلى للتعليم".

769

| 19 نوفمبر 2012

لحظة ذكية

كيف نبدو أمام الهواتف الذكية؟ وكيف تبدو علاقاتنا ولقاءاتنا وتجمعاتنا؟ ماذا لو مر على مجلسنا أحد من الزمن القديم؟ كيف سيرانا وجسور الأحاديث مهترئة، وحميمية الحوار مفقودة. ولا يقتصر ذلك على الكبار، بل على الأطفال أيضاً، إذ ضاعت حركتهم وألعابهم وجنونهم أمام الأجهزة الحديثة، تلك التي تعتمد بشكل كامل على العقل، كيف هو اللاذكاء الذي ننغمس به أمام ذكاء الأجهزة.. لعل تلك الأجهزة الذكية صُنعت لتوثق علاقتنا بالعالم الخارجي، وبجهلٍ منا نراها وقد قطعت علاقاتنا الداخلية، علاقاتنا بالمحيط الذي نعيش فيه، والذي يعنينا بشكل أكبر، ونهتم لأمره بصورة أعمق، نحن باللاوعي منا نفرط في جمال الاجتماع الحميمي، والأحاديث التي قد لا تتكرر مرة أخرى في زمن نحن نعيشه، مع بشر قد لا يجمعنا معهم القدر مرة أخرى. إن الأوقات التي ربما تكون جميلة، نحن نشوّهها بألا نعيشها بوجهها الكامل، فقط لأننا نريد توثيقها لزمنٍ مستقبلي بالتصوير، لاحقاً، ندرك أن لحظاتنا انفلتت من بين أيدينا ونحن لم نشعر بذلك، والسبب التقاطه. لعل من الصعب ألا نواكب العصر بتطوره، والركب بانطلاقته، فذلك بحد ذاته قد يعتبر بشكل أو بآخر - جهلا الكترونيا - لا يناسب هذا الوقت السريع في طبيعته، ولكن هذا العلم يحتاج منا إلى فطنة وكياسة، تناسب تماماً ذكاءه، حتى لا يتغلب علينا، ثم نصبح أمام العقل الالكتروني "أغبياء". المعرفة جميلة، ومحاربة الجهل بجميع أشكاله انتصار للإنسان والبشرية، وتعزيز لعقله ومداركه، ولكن، الأجمل أن تكون بأيدينا الهيمنة التامة التي تقوم بموازنة الأمور، واغتنام اللحظة الذكية، وإدراك أن العمر بجميع أوقاته والمحيط الذي حولنا، أغلى وأعظم من الأجهزة التي تربطنا بالعالم الخارجي، الافتراضي في طبيعته، إذ قد لا نقابله في حياتنا مطلقاً.

356

| 05 نوفمبر 2012

للعرب الصغار

" وأبحرت من شرق اوروبا مع الصباح سفينة تلعنها الرياح وجهتها الجنوب تغص بالجرذان والطاعون واليهود " نزار قباني.. قرأت عنها كما لم أقرأ من قبل، وبكيت عليها كما لم أبكِ من قبل. الآن وقد اعتدت أن أكتب ملخصاً بعد قراءتي لكلّ كتاب، فيه أسكب رؤيتي، أراني أتعدّى ذلك لأكتب مقالاً، يعبّر عني، كعربية أوّلاً، وكامرأة ثانياً، وأخيراً ككاتبة. "بينما ينام العالم" رواية للكاتبة سوزان أبو الهوى، قامت بنشرها دار "بلومز بيري - مؤسّسة قطر للنشر، وترجمتها سامية شنان تميمي، تقول عنها حنان عشراوي"تجربة أدبية فريدة من نوعها لا ينبغي تفويتها" وهي فعلاً كذلك..! عندما وضعتني الرواية على فوهة البكاء، فلا سبيل إلا للألم والدمع، ولم أكن لأفعل ذلك متجردةً من القلم، فحدث. لعل ما شدّني فيها، اللغة الجميلة التي استخدمتها الكاتبة، ناهيك عن الصور الفريدة، التي لا تزيد من الوجع إلا وجعاً متزايداً، ومن المهانة الشيء العظيم. رواية لا يعرف قارئها الملل، أو الرتابة، فثمّة رابط يشدّنا من القلب حيث السطور، حيث ما بين السطور، فلا فتور.. النكبة 1941، كانت هي البداية التي افتتحت بها الروائية ألمها وألمنا أيضاً، حيث فلسطين المراعي والخضرة ومواعيد قطف الزيتون، إلى أن يُفسد الجمال القبح، كما هي عادة الحياة، عندما تَهجر الشعب الذي قرّر "شعب بلا أرض وأرض بلا شعب" ثم الخبر الذي لم يحتاج إلى تفسير "إسرائيل لن تسمح بالعودة". ومنذ ذلك الحين، تسترسل الكاتبة في الحكايات الصغيرة الأشد ألماً، لالتصاقها القوي بالإنسانية، حكايات جيل انتُهكت أرضه ورجاله ونساؤه وأطفاله على السواء، كالموقف الذي لفّه الأسى عندما حُشرت آمال في حفرة البيت مع صديقتها وطفلة في مهدها، تُقصف الأرض التي فوقهم وأهلها معهم. كالموقف الذي يكتشف "يوسف الفلسطيني" أن الضابط الإسرائيلي اليهودي "دافيد إبرام"، ليس إلا شقيقه "إسماعيل"، قبل أعوامٍ عندما خطفه الجندي اليهودي من أمه الفلسطينية، ليقدّمه كعربون حب وعطف لرحمها المهشّم من قبل النازية. أو جمال الذي اغتيل ليكون "عبرة"، أو سطر شباب فلسطين، الذي أُجبروا على المشي عُراة، ثم تقبيل أحذية الجنود إن هم أرادوا الحرية، أمام أهلهم ثم بعد ذلك، تسري الخيانة اليهودية المعهودة بطلقة. "واشتعلت في والدي كرامة التراب فصاح فيهم، اذهبوا إلى الجحيم لن تسلبوا أرضي يا سلالة الكلاب.. ومات والدي الرحيم.. بطلقة سدّدها كلب من الكلاب عليه.. ومات والدي العظيم في الموطن العظيم.. وكفه مشدودة شداً إلى التراب.." هو أكثر من كتاب، وأعظم من تجربة، كتبتُ ذلك وأنا مؤمنة ألا معرفة يمكننا أن نستقيها أشدّ توثيقاً وأقرب للصدق مثل الكتب، لذلك كنت أنصح فيه من يقرأ ومَن لا يقرأ، فتلك السطور كانت: "للعرب الصغار، لأعينٍ يركض في أحداقها النهار".

489

| 22 أكتوبر 2012

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3774

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2664

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1695

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1563

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1401

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1155

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1146

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

864

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

696

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

645

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

630

| 30 نوفمبر 2025

أخبار محلية