رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اليمن.. فوضى وطن!

لا أخفيكم.. فأنا حينما أكتب أتمنى أن يفهمني من يقرأ لي ولكني على ثقة في نفس الوقت بأنني لست عبقرية لتتحقق هذه الأمنية باعتبار ان زمن عباقرة القلم والفكر قد مضى وانقضى!.. فحينما كتبت عن ثورات تونس ومصر وليبيا بلغة الإنسانة الفخورة بما صنعت هذه الشعوب في دولها واستثنيت اليمن والبحرين من دائرة هذا الفخر واعتبرت ان ما يجري فيهما استنساخاً مشوهاً لما شهدناه في تونس والقاهرة فقد كانت لي من الأسباب والمبررات الوجيهة التي تعفيني من قراءة ما يصلني من تقديح وتجريح من بعض القراء الذين يرون في قلمي الباطل الذي أريد من مداده الحق فما جرى في مصر بالذات كان على أسس وثوابت وقواعد وخطط مرسومة قادها شباب وضع لنفسه منهاجاً قويماً استقى منه بنود الثورة وتكوين لجان شعبية منظمة وممثلين لانتفاضته المباركة التي أطاحت برؤوس وزارية كبرى أولاً ولتنتهي بإقصاء مبارك وزمرته عن سدة الحكم ومتابعة تشكيل حكومة ترتفع لآمال الشعب وليس على الشعب الارتقاء لها فقد كانت الخطوات مرسومة مدروسة حتى إلى ما بعد مبارك لكن في اليمن أين هذه النظرة الثاقبة التي ترسم مستقبل اليمن الجديد لما بعد إسقاط الحكومة وأين تلك العقول الحكيمة التي يستنير بها الشعب في تلمس الجانب المضيء من وراء ما يعدونها ثورة وأعدها أنا شخصياً فوضى؟!.. فالصراخ الذي يعلو الآن هو (إرحل يا علي) ولكن ماذا بعد الرحيل فلا يستطيع أي يمني بسيط كان من الذين يغرر بهم للتظاهر ضد الحكومة أو من الذين انشقوا عنها وأعني الرأس المخرب (حميد الأحمر) الذي يقود هذه الغوغائية غير الموجهة لأجل مصالحه الشخصية، أن يرسم مستقبل اليمن الذي من المفترض أن يكون زاهراً واعداً بعد الحكومة الحالية؟!..هذا هو الفرق الذي وضحته ولا أزال بين ثورتي تونس ومصر وبين ما يحدث في اليمن بالإضافة الى إن شعب اليمن يتداول السلاح كما نتداول نحن الريال في حياتنا اليومية، ولذا من الجنون أن ندعوه إلى ثورة تؤدي بطبيعة الحال إلى حرب أهلية بين موالين ومناوئين ويضيع الدم اليمني هدراً رغم ان اليمن بلد ثورات وبطولات ويعرف أهلها ان للثورة أسساً وخططاً وليست كما الحاصل الآن في عشوائية الاعتصامات التي للأسف اختارت لها أماكن مأهولة بالسكان والعائلات التي فقدت حريتها وأمانها لوجود هؤلاء الذين لا حياء لديهم ولا أخلاق أمام أبواب منازلها والتربص بالنساء والأطفال وإزعاجهم في الليل بينما يقضون النهار في (تخزين القات) والتمدد والاسترخاء وكأن واجهات هذه المنازل مستباحة لهم دون رادع أو حسيب أو حتى أخلاق تمنعهم من كشف عورات من حللوا لأنفسهم المكوث أمام بيوتهم وحاراتهم!.. كانت هذه هي الفروق التي تمنع اليمن أن تكون تونس أو مصر أخرى في جنوب شبه الجزيرة العربية، ناهيكم عن ان اليمن بطبيعتها وتكتلاتها وأحزابها وطوائفها وسياسة القبلية والسلاح التي تحكمها تجرها قسراً إلى لغة الحوار وطاولات النقاش وليس إلى ما نراه اليوم من فوضى وتخريب وتدمير بممتلكات الشعب فهل كانت ثورة مصر بهذا الشكل أم ان المصريين أنفسهم كانوا يحترمون مبادئ ثورتهم فلم يعتدوا على ممتلكات وموروثات دولتهم وإنما وقفوا وقفة الرجل المصري (الحمش) الذي يخاف على أرضه وعرضه وتاريخه، ورأينا ما فعل المصريون آنذاك وما هو حاصل الآن من بعض اليمنيين الذين ينظرون إلى ما يفعلونه على انه ثورة وهو في الحقيقة فوضى وهذا رأي أكرره للمرة الثانية دون تردد!..فهل بعد هذا يمكن أن نغذي ما يحصل في أرض بلقيس تحت مسمى الثورة وندعو لإشعالها والمضي بها؟!..وحده فاقد العقل والضمير من يمكن أن يفعل ذلك كما يفعل (حميد الأحمر) الذي ظل والده الشيخ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب — رحمه الله — معارضاً للحكومة لكنه كان داعياً في الوقت ذاته للغة العقل وإلى الحوار والنقاش وعدم التعرض للأرواح والممتلكات العامة التي تأخذ في إعادة إعمارها من قوت الشعب نفسه فهل تعمل الثورة بنظر صانعيها اليوم على تخلف الوطن أم تطوره بربكم؟!.. فأين الولد من الوالد وأين العقل في تثوير شعب يعمل بعض رؤوس الفتنة فيه على (شراء الذمم) الفقيرة والوسيعة منه بوجبة غداء وحزمة قات ومبلغ يسير من المال لأجل الهتاف بما لا يفقه منه شيئاً ولا يؤمن بكلماته حرفاً؟!.. وعليه فإن هدوء اليمن يجب أن يعود إلى نصابه وأن تتحرر الأسر العالقة في ساحة الجامعة المحتلة من قبل هؤلاء الذين نعلم بحقيقة مجيئهم وسياستهم الجاهلة في مبادئ الثورة المنظمة التي يجب أن يرتقي أصحابها إلى احترام الغير.. ولعل هذا هو السبب الذي جعل من يوم الجمعة الماضي مذبحة راح ضحيتها أربعون شخصاً في حرب بين أصحاب البيوت وهؤلاء الذين وسعوا من نطاق اعتصامهم إلى داخل الحارات والساحات على غير رغبة من ساكنيها وفرضوا سياسة للدخول إليها والخروج منها.. وللأسف إن الدم اليمني يهدره اليمني نفسه لأن من صاغ هذه الفوضى لم يعمل لهذا الأمر حساباً مادام يسكن بيته آمناً ويحرك بيادق الشطرنج من منزله دون التفكير بالأرواح التي تذهب لأجل ماذا رحلت ومن أجل من غادرت الدنيا..هذا ما يجب أن نفهمه حينما نطالب ببساطة أن يزيد اليمنيون في اعتصاماتهم (غير السلمية) باعتبار ان الجميع مسلح ولا يعرف الجاني من المجني عليه ولا من يهاجم ومن يدافع وعليه فإن على دول الخليج الذين فزعوا فزعة الرجل الواحد للبحرين الغالية من مخربين أرادوا أن يدخلوا هذا البلد الصغير في حرب طائفية مهلكة وشتتوا شملهم وخيامهم أن يهبوا لنجدة الشقيقة اليمن الحامية لجنوب شبه جزيرتهم وأن يفتحوا قنوات فاعلة لرأب الصدع في الجدار اليمني وقطع رؤوس الفتنة التي نهبت مجدها وسلطانها من ظهر الحكومة وحينما اشتد عودها انشقت فكانت التي تنخر في عضد المجتمع لإحداث ما تراها ثورة وأعدها أنا فوضى.. الثالثة ثابتة! فاصلة أخيرة: "إن كنت عربياً فأنت الأحق بأن ترفع رأسك فقد حظاك الله بالعروبة.. وإن كنت يمنياً فاسجد لله شكراً فإن العرب يعودون بأصلهم إليك"!.. أفتخر انني صغت هذه الكلمات حباً لأهل اليمن وليس لمن يتأهل ليكون من أهلها!!.

413

| 20 مارس 2011

الجزيرة.. الرابح الأكبر

على شدة الإعجاب الذي كان.. يكون العتاب الآن!.. وعلى كثر الانبهار الذي مضى وانقضى يتمثل اليوم عدم الرضا!.. فأنا اعترف بأنني (كنتُ) مهووسة بالخط الإعلامي الذي انتهجته الجزيرة الإخبارية في بداية مسيرتها ورضيت أن تحمل شعار (الرأي والرأي الآخر) لها رغم ثقله ومسؤوليته التي أطالب الجزيرة اليوم بأن تجيبني -إن كانت قادرة- على تحمل تبعات هذه الكلمات القوية التي تجبر من تسوقه لا من يسوقها على تنفيذ تعليماتها التي تقوم على توضيح رأيي ورأي من يخالفني.. رأيي ورأي من يعارضني.. رأيي ورأي من يوافقني ومن ينكر عليّ كلامي!.. ففي هذه الفترة التي واكبت الجزيرة فيها انتفاضة الشعوب العربية ظهر بوضوح أن القناة تبحث عن الإثارة والتشويق وتحاول أن تتميز بالأخبار الحصرية التي يمكن أن تتحمل أن تكون أخباراً صحيحة أو مفبركة.. تلقائية أو مدبرة.. كما أن الشعار الصريح الذي تنادي به ليس عليها أن تظهره في فواصلها الإخبارية باعتبار أن كاميرات الجزيرة لا تغطي سوى ما تراه يخدم أهدافها وهو ما يمكن أن تخسر فيه قيمتها الإعلامية، وهذا ما لا أرجوه لها ولعل ما يزيد الأمر وضوحاً هو ما تنتهجه الجزيرة اليوم في تناول أحداث اليمن والبحرين بكل انحيازية صريحة للشوارع المنتفضة المعارضة للحكومة تاركة الشوارع التي تغلي استنكاراً على تقويض أمنها وترويع آمنيها في الظل ولا تعمل — كما أرى — على تسليط كاميراتها عليها باعتبار أن ذلك سيحقق شعارها القوي والمستمرة على الترويج له رغم تأكيد العالم بأسره على ان ما جرى في مصر وتونس ويجري بليبيا لا يمكن قياسه بنفس الأطر على البحرين واليمن لاختلاف هاتين الأخيرتين على من سبقهما من ثورات شعبية جارفة التحمت فيها كل فئات وأحزاب الشعب ضد الحكومات، أما في اليمن والبحرين فالذين يناوئون الحكم يجدون موالين له وبنفس العدد وربما أكثر فأين الجزيرة من عرض المناوئين (الرأي) وكشف الموالين (الرأي الآخر) في شاشتها التي باتت الاختيار الأخير لي في قائمة القنوات الإخبارية المفضلة لدي؟!..فكل ما نراه هو دوار اللؤلؤة البحريني وهو يضج بالمخربين وخططهم القائمة على السقوط والتمثيل على الكاميرات في صعوبة التقاط الأنفاس من جراء الغازات المسيلة للدموع و(القمع) الذي يتعرضون له، بينما صيحات الشعب البحريني الأصيل واستغاثته للعالم بأن ينجده من التخريب والاعتداءات الدامية التي لحقت بالصغير والكبير إلى بيوتهم وبسيوف وسكاكين حملها هؤلاء المجرمون لم يكن لها محل في شاشة الجزيرة ولم تجد من يسمعها باعتبار أن القناة تعمل على إظهار من يكونون ضد الحكومة وليس من يدافعون عنها من باب إن ذلك إعلامياً يمكن أن يقلل من قيمة الخبر أو مركز أي قناة إعلامية بدأت عملاقة وتصر على أن تبقى كذلك!!.. أين الذين يوالون الحكومة اليمنية ويصرون على بقائها ويقفون بحكمة إلى جانب لغة العقل في ان بلادهم تحتاج إلى الحوار والنقاش وتغليب هذه اللغة على ما نشهده في ساحة الجامعة من قمع للبيوت المحيطة بالساحة ومنع ساكنيها من الخروج والدخول إلا بتفتيش وإجبارهم على موالاة المعارضين ومناوءة الحكومة على غير رغبة منهم؟!..أين هو (الرأي الآخر) في الاعتراف بأن اليمن لا يمكن أن يستنسخ شعبها منها تونس أو مصر أخرى أو أن تدخل حرب استنزاف فظيعة مثل الحرب التي تحدث بين الثوار والقذافي في ليبيا وإن على الجزيرة أن تكشف الحلقات المنظمة التي يرتب لها المعارضون في إظهار الوحشية التي تقدم عليها قوات الأمن الحكومية بينما في الحقيقة هناك غرف تنسيق لكل ذلك والقناة قادرة على كشف كل ذلك بمهنيتها المحترفة؟!..هذا ببساطة ما يجب أن يكون في عمق الشاشة لنصدق بأن (الرأي والرأي الآخر) ليست كلمات تعبئة وحشو وتزويق وتذويق بل كلمات كلما انطلقت حروفها تجد صداها لا يرسم شبيهاتها وإنما يعكسها لتكون رأياً ضد رأي وما نجحت به الجزيرة في ثورة الياسمين التونسية وثورة الخامس والعشرين من يناير المصرية وتحاول النجاح في ثورة السابع عشر من فبراير الليبية ليس بالضرورة أو المهم أن تستفرد بهذا النجاح في البحرين واليمن، فربما يكون السقوط في هاتين الأخيرتين باعتبار ان الحفر لا تسبقها عادة لافتة احذر أمامك حفرة!. فاصلة أخيرة: من تناول قلمي بالنقد الذي يناقش آرائي فأنا بحاجة إليه دائماً، ومن يتناول شخصي وشخصيتي بالسب والشتم فالحائط أولى به!، ومن يراني صغيرة على الكتابة فالنملة أصغر من حبة القمح!، ومن ينظر الى أنني كبيرة بقلمي وأسلوبي، فالكبر والكبير هو الله وحده!

378

| 17 مارس 2011

اللهم آنس وحشة "علي"

رحل الرجل.. اختطفته يد الغدر القذافية وهو آمن يعطي للطاغوت ظهره، ويحضّر كاميرته لاصطياد جرائم كتائب القذافي الإرهابية التي تتربص بمدينة بنغازي، المحررة من يد القذافي الآثمة.. ثلاث رصاصات قاتلة استقرت في ظهر الشهيد علي حسن الجابر الزميل الإعلامي الذي أصر على الذهاب إلى ليبيا في بداية انتفاضة شعبها، رغم نصائح الكثيرين له بأن يبقى!! ولكن أصر رحمه الله على السفر، وقال: إن الكاميرا هي من تسوقه لا العكس!.. وهناك كانت المنية التي كتبها الله له حيث الشهادة التي يتمناها الملايين وبرصاص آثم جبان لم يجرؤ على مواجهة (علي) من الأمام، لأنه كان يجد شجاعة كاذبة وهو يوجه نيرانه الحارقة إلى ظهره، وليسقط (علي) شهيداً مضرجاً بدمائه، ومعلناً الثورة فوق الثورة، وإن الكمين الذي رتبت له كتائب خميس القذافي ما هو إلا محاولة يائسة لحجب نور الشمس!! وكيف لغربال مهترئ قديم أن يفعل ذلك؟!.. والحقيقة أننا صدمنا لهذه الحادثة المفجعة التي هزت قطر والأوساط الإعلامية الحرة التي يثبت لها القذافي وأتباعه ومناصروه أن أيامهم بإذن الله صارت معدودة، وأن كل ما يفعله هذا المخبول هو من تأثير (التحشيش) الذي يلحس بما بقي له من مخ في حال وجوده من الأساس.. إنه بات كافياً ما فعله ويفعله بليبيا وشعبها الذي لا تزال ثورته قائمة حتى دحر هذا المُهَلوِس وأبنائه وكل من يناصره، ويتلقى ثمناً بخساً لقاء ذلك!.. اليوم على العالم أن يتحرك ضد هذا المجنون الذي يتصرف وكأنه يلعب الشطرنج.. يضحي بالجنود لأجل أمنه واستقراره ويعتبر دماء الليبيين كبش فداء له ولأسرته، التي استبد بأفرادها الغرور والكبر ويظنون بأن الشعب خدم لهم، يمكن لرصاصهم أن يصطادهم بعشوائية، وكأن المسألة باتت لعبة في أيديهم الملوثة!.. فقد بات من المخجل حقاً أن يفكر السيد عمرو موسى برئاسة مصر ورسم خطط ما بعد قيادة مصر، والتأكيد على مواقفه الثابتة من اتفاقيات مصر الدولية مع إسرائيل، وتأمين الحدود المحاذية لهذا الكيان العدو، وهو لا يزال يترأس أمانة الجامعة العربية التي فقدت أي مصداقية لها وسط الشعوب في كل الثورات، التي عمت أرجاء الوطن العربي، فلم تعد قادرة حتى على الاستنكار أو الشجب.. ومواقفها موقف الطفل في مهده لا يقوى إلا على البكاء حتى يتعب وينام، فأين عمرو موسى اليوم من ليبيا، وأين دم الشعب الليبي.. فلينظر أين قطر من دم القطري الشهيد علي حسن الجابر؟!.. فليست الجزيرة مَن عليها أن تثأر لدمه، فهذه القناة يهمها ويؤلمها أن يسقط منها ضحايا، ولكن ذلك يعطيها مصداقية أكبر لرسالتها الإعلامية، بينما في الحقيقة قد يكون ذلك إثباتاً للعكس وليس بالضرورة أن تشعر الجزيرة بتفردها ونزاهتها في مهمتها في حال وقوع قتلى من صفوفها، فحتى الظالمون يخسرون من الأرواح الكثير وتبقى صفة الظلم والترويج الزائف سمة لهم!.. هي ستنسى (علي) وستضيف ذكراه إلى سجل التمييز الذي يزكي بحسب وجهة نظرها رسالتها، التي أكد عليها (وضاح خنفر) المدير بالوكالة لهذه القناة التي باتت طرفاً ثالثاً في إشعال الثورات ومكتب عمليات للتنسيق مع الثوار والمنتفضين على كراسي الحكم في دولهم!.. ولكن من عليه أن يبقى متذكراً هذا الشيخ الوقور بلحيته الكثة البيضاء وجسمه المكتنز الذي لم يمنعه ذات يوم من تغطية أحداث صعدة اليمنية إبان القتال الذي دار حينها بين الحوثيين وقوات الأمن الحكومي، وصمم على نقل الصورة من هناك، ويعود محملاً بالذكريات الأليمة ليرحل ثانية إلى ليبيا، ويصبح هو من الذكريات المحزنة؟!..من عليه أن يثأر لدمه بعيداً عن القنوات المملة والباهتة التي تدور في أروقة الجزيرة من أنها ستفتح تحقيقاً دولياً في قضية مقتل علي الجابر، وإن الحق سيعود لنصابه مع تأكيدي الشخصي بأن الحق سيعلق على المشانق، وسيذهب دم (علي الجابر) كما ذهب دم (طارق أيوب) حينما نالته يد الغدر الأمريكية في فندق فلسطين ميرديان ببغداد أثناء الغزو الأمريكي وقوات التحالف للعراق، واعتبرت واشنطن استهداف مكتب الجزيرة آنذاك والمخصص في الفندق بأنه هدف عسكري استخباراتي، ولتضيع الحكاية حينها، وستضيع اليوم بعد مقتل (علي ) وتستمر الحكاية!.. على القذافي أن يرجع لصوابه اختياراً منه أو إجباراً، فلم تعد القصة مضحكة كما كانت، ولم يعد حضوره يمثل لنا فكاهة باعتبار أنه من المستحيل أن يكون فاكهة لنا، ولكن السؤال هو من يستطيع أن يمثل له وجه القذافي هدفاً يستفزه للانقضاض عليه والاقتصاص منه، ومن عليه أن يثأر لدم كل ليبي شهيد ومن يملك القدرة على الانتقام لدم علي حسن الجابر رحمه الله؟!.. ثلاثة أسئلة من يجب عنها قادر بإذن الله على تحرير القدس!!.. تحلمين يا فتاة!! فاصلة أخيرة: اللهم ارحم (علي حسن الجابر) واغفر له واعفُ عنه وأكرمه ووسع مدخله وأدخله الجنة واغسله بالماء والثلج والماء والبرد، ويمن كتابه وهون حسابه ولين ترابه، وثبت أقدامه وألهمه حسن الجواب، وطيبْ ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مستقره ومأواه، وعطر مشهده وطيب مضجعه، وآنس وحشته، وارحم غربته، وقِه عذاب القبر وعذاب النار، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأفسح له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، وانقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين.. اللهم آمين.

439

| 14 مارس 2011

أمي..لا عيد لكِ عندي

بعد أيام سنعيش عيداً!..لا تنظروا إلي باستغراب وتقولون في سرائركم ما بالها صاحبة الرمال تحلم في يقظتها!.. نعم عيد وأكررها لكم مرة ثانية لتتأكدوا بأنني في كامل قواي العقلية ولم أفقدها بعد!..عيــد الأم..حيث سيتوجه الأبناء اليوم لأمهاتهم بهدايا وورد وأمنيات طيبة بطول العمر وزاد وفير من المشاعر يكفيها حتى السنة القادمة في تاريخ الواحد والعشرين من مارس المقبل!..هكذا تضج ساعات هذا اليوم من كل عام باستقبال عيد يحرص الكثيرون على تذكره وشراء هدايا مناسبة له باعتبار إنه عيد وله واجبه الذي يجب ان يؤديه الجميع دون كلل أو ملل!.. في ذلك اليوم سيتوجه (العاقون) إلى دار المسنين (للبحث) عن غرف أمهاتهم و(التعرف) عليهم بعد زمن لم يتذكر هؤلاء فيه إن لهم (حلوات اللبن) يقبعن مثل السجينات في دار العجزة!!..ذاك اليوم سيقول مثل هؤلاء إن لنا أمهات ينتظرن رؤيتنا وحق لهن في هذا اليوم (العالمي لحب الأم) أن نؤدي الواجب كما تقتضيه التعاليم الغربية و(البرستيج) الذي يؤكد في كل مرة إننا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!..وحينها سيتعالى صوت (المسجات) بكل عام وأنت بخير يا أمي!..ويتذكر الجميع أفضال الأم وميزاتها وسهرها وحبها وحنانها ليأتي الثاني والعشرون من مارس فيسلب منها ما أعطاها لها الواحد والعشرون من مارس نفسه!!..بالله عليكم خفوا علينا.. أمي وأمهاتكم أغلى من هذا كله..أغلى من أن يكون لها يوم واحد من 365 يوماً أعطيها فيه ما (أنكره) عليها في اليوم الذي يليه!..أغلى وأحلى من (عيد سخيف) لا طعم له ولا رائحة ولا نكهة تجبرني على القيام بفصوله التافهة فقط ليقال إنني متحضرة وأتبع سنناً لم يأت الله بها من سلطان!!.. فماذا يعني أن أقول (كل عام وأنت بخير يا أمي) وأنا أتمنى لها كل ساعة وكل لحظة أن تنعم بوافر الصحة والعافية وأن يجنبها الله متقلب الدهر وصنوفه؟!..ماذا يعني أن أحتفل بعيد أعلم تماماً إنه ليس من الفرض أو السنة ولا من الجائز او المستحب في ديني ومع ذلك أقوم به وأنا أشعر بأنه يجب أن أقوم به كاملاً؟!..لماذا أصبحنا نعيش بحسب ما تنبثق عنه الثقافة الغربية وليس ما يجب أن نعود فيه لآداب القرآن والسنة؟!. لا أخفيكم فأنا على وشك الجنون!..ففي الوقت الذي أشعر بأننا نعود لحضن إسلامنا يهاودنا الغرب بأسلوب إغراء جديد يدفعنا نحوه بكل سلبية ولهفة لتكثر أعيادهم بيننا بلا هوادة!..وتنتشر ثقافاتهم المنحلة في وسطنا وكأنها هي التي يجب أن تسود وليس تعاليم ديننا العظيم!..اسمحوا لي فأنا أكتب وفكري يبدو شارداً ونظري يسبح في المشاهد التي سأراها أمام واجهات محلات تغليف الهدايا والورود والكل صغيرا وكبيرا يقدم هديته وبطاقة رقيقة بأمنيات لوالدته بالسعادة والعافية إلى من يستغلون مثل هذه المناسبات التافهة فرصة لتسويق بضائعهم وترويجها بأي صورة كانت!..أسفي لكل هؤلاء.. أسفي لكل من يرى في هذا العيد عيداً وقد كان للأم منذ أن وعينا على رؤيتها كل يوم هو عيد لها بالحب والاحترام والود والوصال والدعاء بأن يرحمها ويحشرها مع الأنبياء والشهداء والصديقين في جنة الخلد بإذن الله...أسفي على العاقين الذين يرون من هذا اليوم فرصة للبر وباقي أيام السنة للصعلكة وسوء الوصال والقطيعة!.. أسفي على آباء ومسؤولين لم يعلموا أولادهم ماذا يعني (وبالوالدين إحساناً) و(أمك ثم أمك ثم أمك)!..أسفي على مناهجنا الدراسية التي تسعى وراء تمكين الطالب من إجادة اللغة الإنجليزية والفرنسية وحتى الفارسية بينما علوم الشريعة مغيبة قسراً وراء الخشية من أن يعد الالتزام بالدين اجحافاً بحرية الفرد الفكرية ويؤدي بطبيعة الحال إلى تمكين التهمة الملتصقة بنا وهي الإرهاب ولا شئ غيره!!..أسفي على المعلم الذي يحصي أتعاب يومه وكم سينال من راتب وامتيازات ولا يكلف خاطره عند قرب مثل هذه (الأعياد الوثنية) أن يقتطع جزءاً من حصته لينصح ويذكر بالبدع التي تتكالب علينا وإن تابعها ومتبوعها في النار وبئس المصير.. فصدقوني المسألة ليست في إنني أرفض أن تشعر الأم بفرحة تعلو ثغرها الباسم لكني أدعو لأن تظل الابتسامة على محياها الطاهر كل يوم وكل لحظة وليس في يوم واحد أو جزء منه!..هذه هي حكايتي اليوم لكم..أما أمي فلها القبلة التي تعودت يومياً أن أحظى بملمس جبينها الغالي على صفحة شفتي اللتين تتمتمان برفق.. أحبك يا أمي كل يوم.. ومسكين من يحب أمه يوماً ويصاب بالزهايمر بعدها!!. فاصلة أخيرة: قصيدتي زاد بعيوني جمالها ** وأخذت انقي بالمعاني جزالها واكتب معانيها من الشـوق والغلا لأمي وأنا اصغر شاعر من عيالها كتبتها في غربتي يوم رحـلتي ** لما طرالي في السفر ماطرا لها أمي وأنا بوصف لها زود حبها ** وان ماحكيت لها قصدي حكي لها أمي لها بالجوف والقلب منزلة ** مكانة ماكل محبوب نالهـا اقرب من ظلالي وأنا وسط غربتي ** وأنا تراي أقرب لها من ظلالها ماشافت عيوني من الناس غيرها ** ولا خلق رب الخلايق مثالها أغلى بشر في جملة النــاس كلهم ** وأكرم من ايدين المزون وهمّالها "المبدع حامد زيد"

6646

| 13 مارس 2011

رباه.. إنها قطر

كفوا أنظاركم عن قطر وارفعوا (تلسكوباتكم المكبرة) عن هذه الأرض.. فنحن نعاني أيضاً!.. ففي وسط المظاهرات التي يشتعل بها الوطن العربي من المحيط للخليج تنشط الشعوب في مقارنة نفسها بغيرها، وقطر كانت ومازالت محط أنظار الشعوب الخليجية والعربية في مدى الرفاهية التي يعيشها شعب قطر وسط مجانية الخدمات والمرافق المقدمة من قبل الدولة والرواتب المرتفعة نوعاً ما، على عكس ماهو موجود في باقي الدول لاسيما دول المنطقة.. ولذا أحببت أن أكتب اليوم وكلي أمل أن تغض الأبصار المحدقة، وكأن شعب قطر مخلوقات فضائية خارقة تملك من مصابيح علاء الدين مليوناً وتنام على تلال من الذهب وتقطف من ثمار الرخاء وهي فوق المفارش الوثيرة ولا ترى على جباهها حبة عرق واحدة!.. فبعد إذنكم نحن نعاني مثلكم وربما أكثر!.. نعم لدينا مجانية التعليم والعلاج والكهرباء والماء والرواتب تزداد، لكننا نعاني غلاء فاحشاً يأكل من الراتب نصفه وربما أكثر.. لدينا ديون تساوي ميزانية دول عربية كبرى!.. نعاني جبالاً من الديون يتحمل سدادها ثامن أو عاشر جيل منا!!..لا ياهؤلاء.. القطريون محاصرون من الديون وتكاليف العيش التي تنال من سمعتهم المرفهة ما يمكن أن يغيب عن بال الذين يرون شعب قطر وكأنه شعب لا يعاني!.. فالذي يقع على الغير يقع علينا.. وما تشكو منه الجيوب الفارغة تنوح منه (مخابي) القطريين من ذوي الدخل المحدود.. فالقصة ليست سحراً.. كل القصة ان القطريين يشكون من نقص المادة لديهم وديونهم تفوق الـ (36) مليار ريال وقروضهم البنكية تفوق ميزانية دول كبرى وأقساطها تكسر الظهور وترفع الضغط وتذل عزيز قوم بينهم!.. كفوا أنظاركم أو لنقل انشغلوا بمصائبكم بعيداً عن قطر وأهلها..انظروا لضيق حالكم ودعوا ضيق اليد لنا.. فليست الدوحة بمنأى عن كل المشاكل الاقتصادية التي تحتدم بها دول المنطقة وما يحيط بالحكومات الخليجية والعربية من (بطانات) فاسدة يمكن أن نبتلى بها في حكومتنا التي يرأسها سمو أميرنا الحنون الشيخ حمد بن خليفة، فالأمر لا يخلو من هؤلاء الذين يزينون الأمور وكأنها كاملة لا غبار عليها بينما الواقع هو شيء آخر يطل وجهه المتوجع باستحياء لعل أحد يلمحه ويلقي حلاً سريعاً يسكت الأنين ويعالج الجرح الغائر.. هؤلاء الذين يحيطون بحكوماتنا ويجمّلون الحال وهذا الأمر هو الذي لم يلتفت إليه الرؤساء الذين علق الشعب مشانقهم، وهو الشيء المهم الذي يجب أن يتنبه له اي حاكم يرى في بطانته من يقدم له الوجه الحسن لدولته ويتجاهل الوجه المحزن لها، فنحن بشر والكل يخطئ ويصيب، واحسن الرعية من نصح ولي الأمر، فهذا من المحبة لا من عكسها، ونحن في قطر نحب أميرنا ونحب ولي عهده ولا نرتضي غير الوالد حمد حاكماً الذي غدا بقطر نحو الرفعة والتطور وجعل من واجهتنا ما يحسدنا عليه العالم اليوم، ولهذا كان الطلب الصريح بأن تكف الشعوب الخليجية والعربية أنظارها عن قطر التي وإن كانت أفضل بكثير من الكثير من الدول، إلا إنها ايضاً مليئة بهموم المواطن فيها، ولعل برنامج وطني الحبيب صباح الخير يكشف ذلك الوجه البائس الذي يعيشه القطري في بلاده من غلاء فاحش في قوت يومه وتراكم الديون والفوائد البنكية التي تقتص من راتبه وتنهبه بحيث لا يبقى له شيئاً، وهذا ما لا يمكن إنكاره وهنا تكمن الديمقراطية الحرة التي تعطي لهذا الوطن صورته الحقيقية من حيث الميزة والعيوب.. كما ان الجمعيات الخيرية تكشف هي الأخرى ان قطر مثلها مثل باقي الدول تجد فيها الفقير والغني والميسور والمتعفف ومن يعاني الكرب ومن يفاخر بالنسب، فليس كل ما يلمع ذهباً لكننا بالفعل نحتاج لكف النظر وذكر الله، لأن الحسد هو ما يؤذينا أكثر من أحوال بعضنا المؤسفة التي أشد ما تشكو منه هو الديون الضخمة التي كلما طل بارق خير على سماء الدولة، تأمل المواطنون ان الخطوة القادمة ستكون بتفريج الهموم وإزالة الديون، وأن الفرج قادم لا محاله ويعود الأمل إلى وكره سريعاً يشكو ضيق المكان وطول الزمان.. ارفعوا مجاهركم عن قطر وشعبها.. فنحن حقاً ننعم بالأمان أدامه الله علينا، لكننا بحاجة أيضاً لمن يصدق بأن جنة الله في ملكوته وليست على الأرض!. فاصلة أخيرة: اللهم اجعل قطر دولة آمنة مستقرة تنعم بالطمأنينة والرفاهية وسائر دول الخليج والوطن العربي وأزل الأحقاد والحُساد عنها.. رباه.. إنها قطر!

423

| 09 مارس 2011

اليمن.. وللحديث بقية

بعض (المتسلقين) واسمحوا لي أن أدرج هذه المفردة في مستهل مقالي الذي أعلم بأنه سينال من هذه الفئة قليلا من النقد والكثير من السب باعتبار إن الأول لا يستخدمه سوى الفاهم العاقل الذي يستقرأ ما بين السطور ويقرأ ما يجب فهمه واستدراكه بينما السب يستخدمه فاقد الحجة والمبررات ويغطي جهله بألفاظ نمت معه فلا يتعب في تعلمها!، فهؤلاء قد دأبوا منذ فترة طويلة على تناول مقالاتي بتناول شخصي ونسبي وليس مناقشة أفكاري وللأسف إنني أضحك ولا أملك سوى القول إن الله يهدي من يشاء مع تحفظي واحتفاظي بهذه الدعوة لمَن يهمني أمرهم أما (المتسلقون) فهناك من يساويهم فكراً وجهلاً يمكن أن يدعي لهم!.. فأنا وحينما تناولت مسألة التظاهرات في اليمن الداعي بعضها إلى إسقاط النظام وأخرى تسعى لإبقائه وضحت بما لا يدع مجالاً للشك إن ثورتي تونس ومصر تختلفان عما يحاول اليوم أبناء اليمن أن (يستنسخوه) في بلادهم وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان يعلمان بأن المظاهرات في اليمن قامت بعشوائية كانت نتيجتها تخريب مرافق الدولة وحرق السيارات الخاصة وتدمير المحال التجارية وكأن المظاهرات لا يمكن تسميتها مظاهرات إلا بهذه الأفعال المشينة التي تقتص من سمعة الشعب ويكون إصلاح كل ذلك من قوت المواطن نفسه فهل بالفعل تكون صور الاحتجاج بهذا الشكل وتسمى في النهاية احتجاجات سلمية لا تستحق الضرب بيد من حديد على هؤلاء المخربين؟!.. من المؤسف إن اليمنيين يجهلون إن مظاهراتهم الداعية لإسقاط الحكم الحالي في بلادهم يجب أن تكون وفق أسس وبرامج وليس حسب أهواء شخصية ونزوات عارضة للذين يجهلون الحروف الأبجدية ويسهل جرهم وسحبهم وراء المغرضين باليمن وأهلها لاسيما وإن هذا البلد يموج بالأحزاب والتكتلات وتحكمه القبلية ولغة السلاح الذي لا يخلو بيت منه ومن الكارثة أن تقوم تظاهرات بهذا الشكل وتقع اصطدامات دامية تخلف وراءها ضحايا وقتلى واللوم كله بعد هذا على الحكومة وحدها!!.. لا.. فثورة مصر قادها شباب متعلم مستنير وضم خلفه الملايين وسط أسس ولجان شعبية دافعت عن موروثات البلد التجارية والتاريخية وحفظت للبيوت أعراضها وأموالها وشكلت بنوداً للثورة كانت نتيجتها دحر مبارك وأسرته ونظامه وإسقاطه من على عرش الجمهورية أما اليمن فإن الذئاب الخارجية تتكالب عليه أكثر من الثعالب التي تمكر به من الداخل وللأسف أن نرى علماء دين وحياة يوجهون لتعطيل اليمن وكأن هذا الوطن هو ملك لعلي عبدالله صالح وليس وطن الجميع من أفراد الشعب اليمني بأسره ويجهلون بأن اليمن هي الأرض الطيبة لتفريخ علماء ووجهاء في أمور الدنيا والدين ولا تحتاج لمن يوجه أولادها من الخارج للثورة وتدمير المرافق الحيوية الموجودة لخدمة الشعب وليس الرئيس كما فعل الشيخ طارق سويدان والذي كنت أحترم عقليته وأفكاره ويسره في كلامه حينما دعا وبكل استهانة لتعطيل اليمن من قبل أبنائه وأيد الشيعة في البحرين على مظاهراتهم وقلقلة الأمن وكأن ما دعا إليه يمكن أن يتجرأ ويدعو إليه في بلاده الكويت!.. فكيف يمكن لأي أحد أن يدعو لتدمير وطن وهو يعلم أن ذلك يكلف الشعب قوته وماله وروحه وهويته ويظهر أبناءه وكأن لا دين يعلمهم ولا علم يهذب سلوكياتهم ويتناسى أنهم في الحقيقة يتبعون دولة تحكمها الأحزاب ومجلس نواب وزعماء قبائل ومخازن أسلحة وعتاد إذا هاج الشعب فيها بعشوائية وتخبيص غرقت في حروب أهلية وحزبية وتفرعت الأهداف الرئيسية إلى مصالح خاصة لحزب ما أو جهة ما وتضيع البلاد ويهلك العباد؟!.. فهل يتقي هؤلاء العلماء وغيرهم الله في اليمن؟!.. ذلك الوطن الذي تمخر الأمية في عباب سمائه مما يجعلنا نجهل أسس الثورة القائمة في اليمن اليوم!.. ومن المؤسف أكثر وأكثر أن تدخل قنوات إخبارية، وأعني الجزيرة، طرفاً ثالثاً يغذي قناة العصيان ويكسر عصا الطاعة في اليمن خشية أن تنال هي الأخرى السقوط من عرش الإعلام العربي حتى ولو كان ذلك على حساب شعب يجهل ألف باء الحوار الجاد الذي يمكن بسهولة أن يجدي في اليمن ولا يجدي في غيره من الدول العربية لأنه يملك من الرؤوس الكثير التي تتساوى مع رأس علي عبدالله صالح وتغلبه في فرض إصلاحات سياسية وشعبية على عكس ما نراه في ليبيا مثلاً الذي لا نرى فيها غير رأس القذافي البشع يطل منها بجبروت معدماً في بلاده كل الرؤوس وكل لغة حوار منذ أن تولى فيها رئاسة ليبيا وحتى دعوته الغبية المضحكة لمحققين دوليين من الأمم المتحدة للحضور والتحقيق مع (الموتى للتعرف على أسباب موتهم)، فهذا حتى وإن لم تشهد بلاده الثورة الدامية الحالية وجب على الأمة إقالته وإسقاطه وكانت تنحيته فرض عين لا فرض كفاية لما تبين للعالم سذاجته وسفاهته!.. ولذا ما نجح في تونس ومصر وسينجح بإذن الله في ليبيا ليس بالضرورة أن نلقى شبيهه في اليمن الشاسع الواسع الممتد جبالاً وهضاباً وأودية ومحافظات ومدن وقرى والذي يحتاج لمن يخفف عنه نزفه وليس نرفزته بالدعوات المغرضة التي تتفاوت فيها الأهداف ما بين دعوات جنوبية بالانفصال وشمالية بالإسقاط ليختلط حابل الأولى بنابل الثانية فلا تغدو ثورة لتغيير الحكم ولا تظاهرات لتفكيك اليمنيين وإنما ثورة مزاجية تقوم على أمزجة وعقول أصحابها بحسب ما تتطلبه مصالحهم، أما الوطن فيأتي في آخر اللستة في حال وجود قوائم منظمة لأشباه الثورة التي يستقونها ذريعة للإخلال بالنظام والعبث بمرافقه والكل يعلم أن حزمة قات يانعة تعطي الرضا للمواطن اليمني البسيط وتشبع قناعته ومَن ينكر ذلك فكأنما ينكر للماء انعدامه من اللون والرائحة والطعم وفائدته للظمآن الذي يشبه حالتي الآن!.. عن إذنكم!. فاصلة أخيرة: ((إن كنت عربياً فأنت الأحق بأن ترفع رأسك فقد حظاك الله بالعروبة.. وإن كنت يمنياً فاسجد لله شكراً فإن العرب يعودون بأصلهم إليك))!.. أفتخر إنني صغت هذه الكلمات حباً لأهل اليمن وليس لمن يتأهل ليكون من أهلها!!.

392

| 07 مارس 2011

الصحوة قبل البلوة

عندما قرأت عن تحرك أسطول بحري أمريكي من الشواطئ الليبية، تذكرت على الفور ما حدث في العراق بعد أن بدأت الجيوش الأمريكية آنذاك بالزحف على بلد الرشيد براً وبحراً وجواً وتركته بعد أكثر من ثماني سنين على الحال التي نراه عليها اليوم من حرب طائفية وفتن داخلية، وتنازع حكومي على السلطة، وأعمال تخريبية وشظف في العيش وقسوة في الحياة لتعود العراق إلى عشرين سنة إلى الوراء، وسط حاضر تعيس ومستقبل مجهول.. وربما قيل: إن ليبيا تختلف عن العراق في أمور كثيرة، لكنها تبدو أمامي متشابهة في امتلاكها لأقوى عنصر جذب في العالم يمكن لأمريكا أن تخسر لأجله في ترسانتها الحربية الملايين لحصد المليارات بعد ذلك من وراء آبار البترول الغنية التي تمتلكها حقول النفط الليبية، ولكني أخشى حقيقة من التدخل الأمريكي الذي لم يتحرك فعلياً إلا بعد ثمانية أيام من الإرهاب الذي مارسه القذافي على الشعب والمجازر التي شهدتها الشوارع والمستشفيات والبيوت الآمنة من خلال التصريح المقتضب الذي أدلى به أوباما على استحياء دون أن يطالب القذافي المخبول بالتنحي فعلياً وترك الشعب لتحديد مصيره بحسب ما يشاء، فلماذا تنشط واشنطن اليوم بالتدخل الفعلي في ليبيا رغم الصمت المطبق الذي مارسته الحكومة الأمريكية في الأسبوع الأول من ثورة السابع عشر من فبراير في مدن ومحافظات ليبيا، رغم علو صوتها المشجع الذي سمعناه مع أول صيحات ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، ودعوتها الصريحة لحسني مبارك آنذاك بالتخلي عن السلطة؟!.. ما الأهداف الدنيئة التي تركض وراءها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية من وراء صولاتها وجولاتها وتقويضها لمجلس الأمن في اتخاذ قرارات قوية ضد القذافي وأبنائه الذين يشابهونه هلوسة وجنوناً وغروراً وترنحاً في القرارات والتهديدات؟!.. وأنا أقول: إنها أهداف دنيئة لأنه لا يمكن لأمريكا أن تشن ردود فعل قوية ضد أي حكومة عربية إلا بعد أن تكون قد وضعت دراسات مطولة لإنجاح كفة الأقوى الشعب أم النظام!.. واليوم نشهد ما دعونا الله ألا نعيشه ثانية في ليبيا بعد أن عاشت العراق وتعيش مأساة وطن تشتت في نفوس مواطنيه.. ولذا يتعملق السؤال الذي يجبره أصحابه على التقازم أكثر فأكثر، وهو أين جامعة الخزي العربية من كل ما يجري، والتطورات الخطيرة التي تحدث على مقربة من مقرها؟..أين عمرو موسى الذي نشط في الحديث عن نظام مصر وأخرج قهراً دفيناً في قلبه ضد مبارك الذي لم يقبل ترشح موسى في يوم من الأيام لانتخابات الرئاسة المصرية، فنقله لمنصب أمين عام الجامعة العربية، لتموت سيرة الفارس عمرو وسط السلبية التي تنتهجها هذه الجامعة المخزية قولاً وفعلاً؟!.. أين موسى اليوم وهو الأمين لهذا المقر الذي من المفترض أن يحمي حمى العرب، ويكون غرفة عمليات كبرى للتصدي لأي محاولة خارجية لتقويض أرض وعرض أي دولة عربية، حتى وإن كانت دولة رأسها للأسف مخبول يسمى القذافي؟!.. أين الدول العربية التي يجب أن يكون لها موقف موحد إزاء السيناريو الأمريكي الجديد ضد ليبيا والمحاولة الغربية الصريحة بأن النفط الليبي هو المستهدف، حتى وإن ظهر الأمر على عكس ذلك، فلا يمكن أن تكون قلوب أعضاء الاتحاد الأوروبي أشد رحمة وليونة وعطفاً منا نحن العرب البارعين حقاً في صناعة المناشف الورقية الماسحة للدموع والشهقات الموجوعة؟!!.. ما الذي ينتظر هذه الأمة من مخططات بدأت أمريكا وحلفاؤها في إظهارها علناً أمامنا، ومن يقف وراء ثورات الشعوب التي نعتبرها نحن يقظة متأخرة، ويراها الأمريكيون رقصة الموت الأخيرة لنا؟!.. الأمر ليس باليسير ولكنه العسير لنا.. وربما كان علينا أن نحفظ شكل خريطة الوطن العربي للمرة الأخيرة، قبل أن ينالها التشكيل الأمريكي الجديد ويضيع مفهوم الوطن الواحد!.. سحقاً لأمريكا فقد زادتني كرهاً لها، وتعلقاً بعروبتي، رغم سعيها للعكس! فاصلة أخيرة: في الأرض مخلوقان إنسٌ وأمريكان!! صديقي (مطر)

386

| 03 مارس 2011

كِش مَلك

حينما فكرنا مرة بتغيير أنفسنا أقلنا حكومة وشكلنا أخرى، دون أن يجرؤ أحدنا على المساس بالكراسي الحاكمة التي تلعب بنا مثل بيادق الشطرنج، تطيح بالجنود تباعاً.. ووحده الملك يقف شامخاً بينهم.. وحدها (تونس الوديعة) في ليلة وضحاها قررت أن تكون ذئباً يتصيد الملوك فأطاحت بالملك مهدور الدم والكرامة ليلحقه وزيره الذي أعلن استقالته أمس الأول معلناً وهو يرتشف قطرات من الماء البارد لعلها تسهل عليه مصيبته، أن تنحيه عن رئاسة الحكومة المؤقتة كانت تقف وراءها ضغوطات كبيرة ورغبة أكبر في حقن دماء التونسيين!! واسمحوا لي أن أتشكك بهذه الرغبة باعتبار أن محمد الغنوشي كان من أذيال نظام "شين الفاسقين" بن علي، ولم يكن مؤهلاً للاستمرار، وتذكير هذا الشعب العظيم بهذه الحقبة الزمنية التعيسة.. لتتوالى الثورات بعد ذلك في مصر ثانية، وأدت إلى اندحار وانحسار نظام حسني غير المبارك، ولتقام الأفراح والليالي الملاح في شوارع ومدن ومحافظات مصر المحروسة.. وفي ليبيا اليوم على الشكل المأساوي الذي نشهده على يد المعتوه المختل عقلياً وفكرياً القذافي، الذي يظن أن شعبه عُبّاد له وعبيد لمزاجه المهلوس بعظمة الشهرة والمناصب، وتتزامن ثورة طرابلس الشامخة مع ثورات في اليمن والبحرين بالشكل الذي نشهده اليوم وشبيهات لها في الجزائر وعمان والعراق، باعتبار أن الإخيرة تموج بالثورات المنددة منذ احتلالها ولا فرق بين سقوط حكومة وتشكيل أخرى، فقد مضى زمن الرجال في بغداد وبقيت الأماكن والمناصب في أيدي أشباه الرجال وأنصافهم!.. نعم.. هذا هو وطننا العربي الكبير.. يشتعل من محيطه الواسع إلى خليجه الصغير، والعالم الغربي يرى بعين المتفرج الذي يتسلى وبنظرة الطامع الذي يتمنى، ونحن من علينا أن نؤيد أو نرفض.. أن ننضم للثورات أو ندعو لإخمادها.. قلتها بالأمس وأقولها اليوم: رحم هذه الأمة لا يتحمل تكرار الولادت العسيرة التي نشهدها اليوم على شعور صريح منا بأن زمن الصحوة قد أتى وزمن الغيبوبة قد ولى، وأخشى من يوم تتعود هذه الشعوب على الانتفاضة فلا تعود تميز في حكامها الصالح منهم والطالح، لمجرد أن (يسقط النظام) وتُستنسخ الثورات وسجل يا تاريخ!!.. أخشى أن يرى أعداؤنا فينا القنوات السرية لقلقلة الأمن في بيوتنا وعلى أراضينا كما تفعل واشنطن اليوم، التي تحشر أنفها الكبير في ثوراتنا بحسب مصالحها كما فعلت في ثورة ليبيا التي ظل أوباما صامتاً حتى اليوم الثامن من وقوع المجازر القذافية ـ قاتله الله ـ ليعلن أن لجنة من البيت الأبيض ستعمل على إمداد الرئيس بكل أحداث طرابلس وبنغازي ليكون رده بعد سقوط الآلاف من الأبرياء (إنه يحترم خيار الشعب الليبي في تحديد مصيره)، وساعدت أمريكا على إقرار عقوبات صارمة بحق القذافي وأبنائه!! والسؤال هنا يكبر ويكبر: ما الذي تريده أمريكا من ثورات الشعوب والنقمة على أصدقاء الأمس كما كان الحال مع حسني مبارك الذي ظل خادماً للمصالح الأمريكية وحارساً أميناً للوجود الإسرائيلي في قلب الأمة العربية وعلى حساب الشعب الفلسطيني الذي لم يجد في حكومة مصر الفانية سنداً له، على عكس شعوره تجاه الشعب المصري الفخور بنفسه اليوم، وتعطيله للمصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية التي احتضنتها القاهرة بعد سحبها من أراضي مكة الطاهرة؟!.. ما هي مصلحة واشنطن اليوم في الاتصال مع قوى المعارضة الليبية في شرق البلاد، وقلب الطاولة على القذافي الذي يعد صديقاً كريماً مستجداً لأمريكا بعد دفعه الملايين لضحايا لوكيربي، وإعادة التعاون بينهما بما يزيد على مليارات الدولارات؟!.. هل أصبحت ثوراتنا مصلحة لنا أم لأعدائنا؟!..هذا هو السؤال الذي يجب أن يجيب عنه أهل الثورات اليوم، لا سيما في الدول غير ليبيا.. باعتبار أن ثورة ليبيا جاءت متأخرة جداً ضد هذا المخبول الذي أستغرب حتى هذه اللحظة كيف حكم دولة بحجم ليبيا وهو لا يملك دستوراً ولا ميثاقاً، ويحكم بحسب أفكاره التي ضمنها كتابه الأخضر المعوج الذي استحال بمزاج هذا المعتوه إلى كتاب أحمر بدم أبرياء، أرادوا الحرية وسينالونها بإذن الله؟!.. علينا أن نفكر ونفكر ونفكر.. قبل أن نستبيح جسد هذه الأمة بالثورات والهتافات، رغم الشعور بالفخر لتساقط بيادق الملوك عند أقدام الجنود!. فاصلة أخيرة: صعب أن تتكرر ثورة تونس.. والأصعب أن يستنسخ البعض ثورة مصر! ومن المستحيل أن تشابه ثورة مثل ثورة ليبيا! فكلهم كانت دروساً مجانية في الوطنية والحرية وما تلاهم.. دروس خصوصية!

650

| 01 مارس 2011

أبشر يا شيخنا القرضاوي

إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك.. إن لم تخش على حياتك فنحن أولى بأن نخشى عليها.. فليس أنت بالإنسان الذي نحب فراقه ولست بالشخصية التي إن غابت شمسها استعضنا بنور القمر وقلنا شيء يعوض شيئاً!.. ولكنك تمثل لنا كوناً بكامل قواه وفحواه من الأقمار والنجوم والشموس والكواكب والمجرات والنيازك والشهب والألسنة الملتهبة وكيف لا وأنت من نهتدي به بعد كتاب الله وسنة رسوله الكريم إلى طريق يسير معبد إلى الجنة بإذن الله.. وأقولها لك مرة ثانية وثالثة وألفاً إن لم تخف على نفسك فنحن نخاف عليك ومن لا يخشى على روحك الجليلة من أن يطولها ضرر ما، فابشر فلديك مليار ونصف مليار مسلم يخشون عليك من نسمة الهواء أن تجرح صفحة وجهك المنيرة، وأحمد الله إنني ضمن هذا الجيش الضخم الذي سيستل سيفه وسيستبسل للدفاع عنك دون أن يتردد ولو جزء من الثانية من الذود عنك والدفاع عن نعمة وجودك بيننا..ابشر يا سيدي الجليل إن لم تأتك الأجساد تزحف لنصرتك فإن الأرواح تسابق نفسها جنوداً لك فليس القذافي وأشباهه من الطواغيت من يستطيع أن يسلب روحك الطيبة من وسطنا وليس القذافي وأنصاف زبانيته المضللة من يقدر على أن يمس شعرة من رأسك الطيب ورب العالمين يحفك بنصرة من عنده ثم بالتفافنا حولك.. شيخنا القرضاوي ربما أكون من الآلاف الذين تتلمذوا على يديك ونهلوا من فكرك وبحر علمك لكني أعد نفسي — واسمح لي أن أعطي نفسي هذا التمييز — من أشد التلاميذ غيرة على أستاذهم وأكثر حباً له.. فوالله لو أتتني فرصة التعبير عن هذه الغيرة لكنت مرابطة أمام منزلك خشية أن يأمن العدو مسلكه صوبك فلست بالتي تأبه للخطر إن كانت من تهتم له قد يواجهه ولو باليسير اليسير منه فكيف إذا كان من تحيطه التهديدات وتتربص به المقل الحاقدة هو من على الأمة الإسلامية جمعاء أن توحد نصرتها ودفاعها عنه وهو أنت أطال الله في عمرك وجعلك شوكة لا تحيد في أعناق من حادوا عن الحق واجتنبوا طريقه.. وقد تابعت وبكل شغف ومحبة ونصرة واندفاع مواقفك التي سايرت ثورة الياسمين في تونس وثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر المحروسة والآن تقف كالجبل الصامد في ثورة السابع عشر من فبراير لشعب ليبيا الأبي أمام الطاغية القذافي الذي يبيد شعبه بدموية ووقاحة تدل على ان هذا الرجل يبدو فاقداً لعقله وانه ضحية لحبوب الهلوسة التي يتعاطاها ورغم ذلك فهو على رأس دولة عربية مسلمة تلقى اليوم ما لا تتحمله عين ترى ولا قلب يشعر وقد استمددت من موقفك ما يغذي قلمي للكتابة والتعبير عما يجول بخاطر فتاة مسلمة تملك من الإحساس تجاه شعوب هذه الدول ما يجعل من مقالاتها جريحة، السطور نازفة الحبر، وهل تملك التلميذة سوى أن تتعلم من معلمها ما تدين له بالفضل حين تبكي ألماً وتستنزف قلمها لعرض مأساتها المندمجة تلقائياً مع آلام التونسيين والمصريين والليبيين في ثورات كنت فيها أيها الشيخ الكريم رمحاً مغروساً في قلوب من ظنوا ان عالم الكراسي حي لا يموت. ولذا حق لك وواجب علينا أن تجد اليوم قيمتك بيننا حينما كثرت الدعوات الغاشمة لحجبك عن الشاشات الفضائية ومنعك من استباحة دماء هؤلاء ممن استباحوا البلاد والعباد وخصوصاً هذا المختل القذافي الذي استبحت دمه ودعوت وبكل شجاعة لقتله وجعلت كل ذلك في رقبتك حتى يوم الدين وأنا والله معك فلم أكن يوماً طالبة ثأر ولا طالبة دم من أحد لكنني أجد نفسي اليوم وأنا أشاهد شوارع ومستشفيات ليبيا وقد غدت أنهاراً من سيل الدماء البريئة التي يقصفها القذافي بطائراته الحربية وجثث الشهداء ينتشلها هؤلاء المختلون من أتباعه ويحرقونها لكي لا يعرف أحد هويتها أول المطالبين برأس هذا المعتوه وأن يبادر من الذين يستطيعون الاقتراب منه أن يفك ليبيا والعالم من شره وجبروته وغروره الذي فاق فرعون عتياً وظلماً وطوبى لمن يفعلها والله.. ولكن إن لم تخف على نفسك فأنا أخاف عليك وأخشى من يد غادرة تحاول أن تستل أظفارها المسمومة من الظلام وتنتشلك من بيننا ونحن في غمرة الحزن على ما يجري الآن في ليبيا العظيمة رغم انك القوي وهو الضعيف وأنت المؤمن وهو الضال العابد للكرسي والسلطة رغم مرور ما يزيد على أربعة عقود كان القذافي فيها المتسلط الظالم المعتدي الذي ولاه الله زعامة بلد غني بالثروات النفطية فطغى وفرق الأموال الطائلة عليه وعلى أبنائه الذين لا يختلفون عنه في الغرور والهلوسة والتكبر والجبروت وما أشد جهنم شوقاً لهم ولأمثالهم بإذن الله.. وعليه فإنني أعلنها وأرجو أن يشاركني غيري هذه الرغبة في أن توفر الدولة للشيخ القرضاوي الحماية الكافية التي تؤمن له حياته أينما شد رحاله أو وطئ بلداً وشرف مكاناً فهذه من مسؤولية من يحب هذا الرجل الفاضل الذي قضى عمره في خدمة الإسلام والمسلمين وعايش آلام هذه الأمة التي تمخر المصائب عباب سمائها المصيبة تلو الأخرى.. احموا شيخنا ودعونا نشارككم هذه المسؤولية التي سأتشرف بحملها لو أُتيحت لي الفرصة لذلك ولن أتأخر فلست بالفتاة العاصية ولا الناكرة لفضل الأب فكيف بهذا الرجل الكريم الفضيل الذي أشهد أنه أبي رغم اختلاف الأسماء وإنكار شهادة الميلاد لتوثيق هذه القرابة ولكني تلميذة صغيرة لا تملك سوى الاقتداء بمعلمها وما المعلم سوى أب حنون في النهاية. فاصلة اخيرة: يا أمتي، صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح صدقت يا أبي.

533

| 27 فبراير 2011

ببساطة.. أكرهك

وقف مترنحاً.. لا تبدو عليه سمة الوقار ولا صفة الإبهار.. يلبس ستائر أظنها برعاية (سيدار)..ويتحدث بلغة (المحششين) الذين تختلط حروف كلماتهم بمخارجها فلا يبدو حديثهم إلا همهمة المجنون الذي نرثى لحاله.. وقف يقول "شعبي ثلة من المهلوسين المتعاطين وهم ليسوا سوى أطفال يلعبون بالشارع ولم نستخدم بعد القوة المطلوبة ولو أدت الضرورة سنستخدمها لاحقاً)!..ليكمل حديثه بلغة المحششين نفسها والتي تثبت إنه مختل.. معتوه.. سفيه.. مجرم حرب ملتف بستائر مهلهلة في قوله (على المتظاهرين أن يبدأوا مغادرتهم من الشوارع الليلة بدءاً من بكرة)!!.. الليلة بدءاً من بكرة؟!!.. ألم أقل لكم إنه مهلوس أيضاً وإنه في عموم حديثه كان يتكلم عن نفسه!..فكيف يغادر المتظاهرون الشارع الليلة بدءاً من بكرة يا هذا؟!.. كيف وصلت بك الجرأة لأن تقف وتخطب في الناس وأدعو الله أن تكون خطبة السقوط كما فعلها من سبقاك، دخل الأول غياهب العالم الآخر في غيبوبته المحمودة ويعيش الثاني سكراتها القريبة بإذن الله!..من أنت؟!..نعم..من أنت لتقرر مصير ثورة الشعب؟!.. من أنت لتأمر اليوم وتقول لهؤلاء عودوا إلى دياركم؟!..أنت يا أيها النكرة لم تعد ضمن الخريطة المستقبلية للجماهيرية الليبية وإن كنت للأسف ستكون من ضمن التاريخ الأسود الذي سيعمل الليبيون على تضمينه كتب الدراسة ضمن خانة ما يجب معرفته وإسقاطه من الذاكرة فوراً!..كيف وصلت وقاحة الكلمات إلى درجة وصف الشعب بأنه يتعاطى حبوب الهلوسة وان كل ما يجري في الشوارع هو حرب ميليشيات وقوات الأمن الليبي قادرة على لجمها ومنعها؟!.. كيف يمكن لهؤلاء الشهداء الذين تساقطوا أمام فوهات البنادق والقاذفات والطائرات والمرتزقة وصيادي الأسود أن يكونوا في نظرك مجرد ضريبة لاختلال الأمن والاستقرار في بلاد وصفتها ببلادك وأكرم عليها أن تكون متبوعة لك ولأمثالك المهووسين المهلوسين؟!.. فمن المؤسف انك مازلت على الرغم من جرائم الإبادة الوحشية التي تقوم بها فصائلك المرتزقة تجد فوهات الكاميرات مفتوحة لاستقبال الهذيان المضحك الذي تبرر به وحشيتك والأحق أن تكون فوهات البنادق مسلطة على صدرك!..من المؤسف حقاً انك لاتزال محاطاً ببعض الذين يفتقدون النخوة والوطنية والأمانة والرحمة والعدل ويلحقون ستائرك المضحكة مثل الأذناب المطيعة!..ومن المضحك المبكي أيضاً انك أثبت للعالم بأسره انك تملك من موهبة (الأراجوزات) الكثير وما ثرثرت به ما هو إلا ثرثرة المنولوجست الذي يظن نفسه يقدم فناً راقياً وهو في الحقيقة التافه الفارغ الذي لا يستطيع حتى أن يملأ حنايا ثيابه ولذا يستعيض عنها بتلك الستائر التي يلتف بها ببلاهة!..ثم ما هي حكاية الشكر الجزيل لقطر والسؤال المهم الذي وجهته لنا في "أقول شكراً للقطريين واسألهم هل هكذا تكون الأخوة)؟!!.. نعم هذه اخوتنا للشعب وليس لك..هذه اخوتنا لمن نشاركهم الدم العربي والديانة والنسب..نعم هذه هي اخوتنا التي أثبتنا فيها اننا غير وتعملقنا في الوقت الذي تقازمت فيه باقي الدول العربية التي لاتزال حتى هذه اللحظة تلتزم الصمت وكأن عليها نذراً تخشى تنفيذه فيما لو أدانوا وشجبوا واستنكروا وعارضوا ورفضوا وأسفوا على الجرائم التي يرتكبها القذافي بحق شعب أعزل واجه حديثه بالأحذية القديمة وليتها طالته في الواقع.. فمن الغريب ان العالم العربي والدولي قد أعلن صراحة في ثورتي تونس ومصر إدانته لقمع المتظاهرين واحترامه لإرادة الشعبين التونسي والمصري وإنه مع الخيار الشعبي لكن مع لييبا فالكل صامت وكأن هناك وحشاً خفياً يبلع الألسنة ويسلب الإرادة من أن تنفجر بقول (تباً لك ايها القذافي فيما تفعل وما تقول)!!.. هذه كانت اخوتنا لا تربطها أطماع بىبار البترول الليبي الذي يخشى العالم أن يدينوا إرهاب القذافي فيجدون شركاتهم وممثليها خارج خطوط الطول والعرض للأرض الليبية ويخسرون السائل الأسود الذي يمتع النظر والفؤاد وليس مهما أن يؤذي السائل الأحمر المنهمر على طرقات وأرصفة الشوارع القلب والروح!..نعم أيها البائس اليائس الذي لم تتعلم كيف تنطق الكلمات وتُرتـَب كما قلت عن الفيس بوك إنه (البوك فيس) منتهى التفاهة والله.. اقتربت نهايتك بإذن الله.. وسيكتب التاريخ لقطر وقفتها هذه حين تنكس الرؤوس خجلاً وعيباً.. أما أنت فوالله ما كرهت شخصاً مثل شعوري نحوك الآن ولم يعرف قلبي البغض إلا حين يطل وجهك الموسوم الموشوم على الشاشات فيلوثها وباءً لم يعرف تاريخ الطب له لقاحاً أو علاجاً..ماذا أقول غير دعوتك يارب عجل بفرحتي وانصر أحبتي فاصلة أخيرة: أكرهك ولا أود هذه اللحظة سوى أن يصل كرهي لك فيضيف إلى قائمة الكارهين لك مليارا وواحدا.. ويشرفني أن أكون أنا الرقم واحد بعد المليار.

896

| 24 فبراير 2011

يارب..عجِّل بخسْفه وخفـْسه

أنقذوا ليبيا.. بحق الله أنقذوا هذا البلد من يد معتوه مختل متعطش للدماء أصابه خرفُ الهرم والكبر.. بحق الإنسانية التي تجمع العالم أنقذوا شعب ليبيا.. بحق الإسلام والعروبة والرحمة والعطف والشفقة واللين والتراحم والأخوة وكل من له شأن لينقذ الشعب الليبي الذي يتعرض لأقوى وأشرس عملية إبادة من قبل من عليه أن يحميه ويحقن دماءه... أرجوكم أنقذوا هؤلاء الناس من بطش وخسة القذافي وزبانيته الذين يفتقرون لأقل شعور الآدمية فليس يجب أن تعلو مصالح موارد البترول في آبار ليبيا على حياة شعب بأسره.. واعذروني إن كنت قد بدأت مقالي بهذا النداء الحار فالأمر أكبر من التحليل والتأويل..أكبر من أن يقال فيه كلام منسق منمق ولكنه بالتأكيد احتاج للعاطفة الإنسانية التي تجتاح قلوبنا ونحن نشاهد الجثث محترقة في الطرق والأرصفة جراء القصف العشوائي من الطائرات الحربية التي تمخر سماء طرابلس لممارسة جرائم بشرية يظن أصحابها ان المسألة لا تتعدى لعبة بلاي ستيشن في التصويب على الأهداف!!..ما الذي يفعله هذا المعتوه بشعب ليبيا وأرفض أن أقول شعبه لأن الشعوب لا تتبع الحكومات وإنما هي عباد الله وخلقه؟!.. ما الذي يفعله هذا بناس عزل أرادوا أن يكسروا حكماً يعد الأطول مدة في العالم ويزيد على الأربعين عاماً تغير فيه ستة رؤساء أمريكيين وخمسة رؤساء فرنسيين إلى جانب الرئيس الحالي ساركوزي ومات الآلاف في العالم وولد الآلاف ولايزال هذا المختل يسكن خيمة الرئاسة التي رحل بها إلى جميع الدول العربية وحتى مدن نيويورك وباريس محاطاً بهالة أمنية تثير الريبة والضحك في آن واحد؟!.. ما الذي يريد أن يفعله هذا موشوم بالقسوة والغلظة بشعب يخرج في مظاهرات سلمية بصدر عار ويتلقى القذائف الإرهابية ويستمر بالاحتجاج الذي تحول إلى ثورة شهداء مباركة بإذن الله؟!.. ثم ما هي حكاية سيف الجاهلية المتغطرس المغرور الذي يخرج لنا على غفلة ويهدد ويتوعد وكأن الشعب حشرات تحت قدميه؟!.. خسئت والله وخسئ أبوك واشقائك الذين يملكون البلاد لكنهم وأنَّى لهم أن يملكوا العباد.. من تظن نفسك أيها المعتوه الصغير لتخرج ملوحاً بيديك الملوثتين بدماء الشهداء تتوعد الناس بأن المستقبل سيحكمه السلاح وحرب العشائر والقبائل وان ضخ البترول سيتوقف وتتوقف معه عافية ليبيا إذا سقط نظام القذافي وزبانيته وكأن ليبيا العظيمة مملوكة لك ولأهلك؟!.. لا يا أيها الطفل المتكبر.. ليبيا أكبر من أن تئد ثورتها بخطاب غبي وأيد تلكم الهواء ونظرة متغطرسة تافهة ولعلك شاهدت كيف قابل الشعب صورتك وأنت تخطب.. نعم بالأحذية القديمة!..واليوم يجب أن تنتهي أسطورة القذافي الذي أرهقنا وقرفنا بحديث الديمقراطية والرخاء اللذين يعيشهما الشعب إلى جانب خرافاته التي تضمنها كتابه "الكتاب الأخضر" وسمحنا لأنفسنا أن نستمع لشخص مثلك يتغنى بالحرية وهو أفقر من أن يعرف معناها..شخص مثلك ظل طوال أربعين عاماً يسكن الخيام وشخصيته أقرب إلى الجنون مارس علينا خفة دم ثقيلة وكنا نقول الرجل له عذره كبر وخرَّف وما أجمل الكبار حين يعودون صغاراً!.. يجب أن يقضى على القذافي ليس بالهروب إلى الخارج وإمكانية أن تؤويه أي دولة خليجية أوعربية أو أوروبية كما يفعل الرؤساء الهاربون من بطش الشعوب ويجدون من أراضينا الخليجية قصوراً ومنتجعات فاخرة تنتظر وصولهم وكأنها ديار ترقب أهلها لتؤنس وحشتها التي سكنتها طويلاً لالالا نريد قصاصه على أرض ليبيا..لا نريده فاراً أو مطلوباً بل مقبوضاً عليه ويلقى جزاء ما فعله بالأبرياء وكيف أتته الجرأة لتأجير مرتزقة وصيادي الحيوانات المفترسة في غابات غينيا ونيجيريا وتنزانيا لقتل الليبيين مقابل 2000 دولار أمريكي لكل قاتل مأجور وربما تضاعفت المكافأة الدنيئة بعدد الضحايا والقتلى.. هذا ما أريده شخصياً وأعلم بأن الملايين يشاركونني هذه الأمنية التي أعدها اليوم أمنية حياتي فقد زهقنا من كل رئيس عربي يفر ويجد له الترحيب على أراضينا وكأنه بطل مخلوع بينما في الحقيقة هو جرذ يحمل من الأوبئة والأمراض ما يستلزم إعدامه وشنقه!.. تعبنا من مشاهدة الترحيب الخليجي والعربي لكل مجرم قتل ونهب وسلب واعتدى على الأرض والعرض في دولة لم تكن دولته بقدر ما كانت أمانة في عنقه وبإذن الله تصبح حبلاً يلتف حول هذا العنق الذي خان العهد والوعد.. اليوم نريد للقذافي وسيف الجاهلية وخميس ومعتصم ومحمد وغيرهم من أبناء وأقارب هذا الذي جثم على القلوب أن يلقوا قصاص الشعب العادل الذي يجيز له أي عاقل أن يختار من أشكاله ما يمكن أن يناسب هؤلاء الذين تكبروا وعتوا في البلاد غياً وغواية وظلماً وظلاماً.. وكم ستكون سعادتي حينها فليس للسطور آنذاك قدرة على تمثيل فرحتي وبهجتي وسروري وامتناني لهذه اللحظة..نعم لا نريده هارباً فبعد أن تسامحت مع نفسي في فرار شين الفاسقين بن علي وخلع حسني غير المبارك أجد هذه النفس تواقة لأن ترى قذائف القذافي وقد رُدت إلى صدره بإذن الله.. من حقي أن أشعر بالحقد والاقتصاص فإنني بعد إذن الليبيين ليبية موجوعة بعد أن تعددت جنسياتي ما بين تونسية منتشية ومصرية فخورة.. يارب عجل بفرحتي! فاصلة أخيرة: ليبيا.. أنت ِ في القلب وسامحيني على ضيق اليد وقلة السؤال والذاكرة السيئة التي لم تذكر سجنك أربعين عاماً!!

474

| 23 فبراير 2011

سلامات يا حج معمَّر

القذافي.. وما أدراك ما القذافي!..فحين يطل هذا "الرجل" تعلم أنك قد تضحك أو تمد يدك إلى جبينك مروراً بأنفك وتتمتم "الحمدلله والشكر"!!..اليوم يقوم هذا "الرئيس" الذي عاش معظم حياته متوسطاً خيامه الرحالة وجيش المجندات الكوبيات حوله "بقتل" شعبه رغم مزاعمه بأن لا مانع لديه للمتظاهرين أن يطالبوا بإسقاط حكومته بل وزاد به "التنكيت" أن يعلن نزوله شخصياً مع شعبه لنفس المطلب وهو إسقاط حكومته!!..حسناً لا يبدو ان الموقف يتحمل من ظرافة فخامته أكثر مما هو حاصل الآن فقتل ما يزيد على ثمانين شخصاً في ثلاثة أيام هي عمر انتفاضة مدينة بنغازي الليبية وباقي المدن هو الجريمة التي لا تغتفر "لكتائب القذافي الخاصة" التي تعمل على قتل المتظاهرين والتنكيل بهم رغم الخروج السلمي الذي يطالب "بالحرية" التي كان القذافي يتغنى بها على أرضه وإن بساطته في سكن الخيام هي في الحقيقة معايشة واقعية لمعاناة المواطن الليبي الذي يمكن أن يكون مفترشاً العراء بينما شعوره بأن حاكمه يسكن القصور المذهبة!!..ما قصة هذا الرجل؟!..ففي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ألقاها باللغة العربية أراد أن يعزز ثقافته بإدراج قول " إن ما يحدث يزيد الطين بله" ليتوقف فجأة ويحمل جهاز الترجمة الفورية ليتأكد من قدرة المترجم على ترجمة كلمات " يزيد الطين بله" وكأنه يحاضر في روضة أطفال ويبدو حريصاً على إيصال ما يقول بحرفية واحترافية!!.. والآن تسقط الأقنعة ويظهر ان من سكن الخيام قد تطبع بطباع أهل البادية الخشنة وان القلوب يمكن أن تقسى حينما تكون هذه الخيام قصوراً من قماش تحيطها قوات أمن خاصة وسرب غريب من النساء الغليظات يحمين الرئيس الذي يبدو مثل شهريار عصره تحيطه الجواري والحسان ويأمن لوجودهن حوله!.. اليوم يثبت القذافي إنه كان يمثل الفراغ بين أبناء شعبه وإن خطبه التي كانت تمثل ديمقراطيته ما هي إلا ساتر شفاف لم يستطع يوماً أن يجمل هذه الديمقراطية المزعومة وإن الدم الليبي يبدو هيناً وسهلاً ومستباحاً مادام سكن الخيام الفاخرة سيكون المطلب الأول والأكبر للزعيم!.. اليوم تظهر ليبيا بأنها بلد يرزح تحت جمرات الويل والظلم والكبت والقمع وإن كلمات القذافي التي كانت تطلق قذائفها في القمم العربية في تصوير باقي الحكومات على إنها حكومات متخلفة وإنه - حفظه الله - يحمل فكراً نيراً لا سيما بعد سقوط بغداد وإظهار ديكتاتورية صدام حسين على إنها الوبال الذي جره صدام على نفسه وإنه لو اتخذ من شخص القذافي قدوة لكان الرئيس العراقي على رأس سلطته ولما كان للوجود الأميركي أي وجود يذكر ولما حدث ما حدث في بلد الرشيد فأين القذافي اليوم مما "صدع به رؤوسنا" آنذاك وأمام كم الشهداء الذين تقتلهم قوات الأمن الحكومية بإيعاز وإشراف من حكومة القذافي نفسه؟!.. أين هو من الرحمة التي كان يدعو لها في خطبه ويدغدغ بها مشاعر الملايين من الشعوب العربية التي تمنت لو خلقها الله ليبية تنعم بحكم هذا الرجل؟!.. لِمَ الاستغراب وقد مارس المخلوع حسني مبارك نفس اللعبة وبنفس السيناريو وكان الناصح الأمين لصدام حسين في أن يستقيل ويتنحى حقناً لدماء شعبه قبل دخول الأميركان وثورة شعبه ليلقى نفس الظروف ويعاند ويرفض أن يتخلى عن سلطة مصر المحروسة حتى أسقطته الملايين ولم تتذكر له حسنة واحدة فعلها الرئيس لها وليدفن التاريخ هذه الحقبة المؤلمة لشعب مصر الجبار؟!.. لِمَ الاستغراب وعلامات التعجب إن كانت القصة بدأت من صدام حسين ومرت بشائرها على حسني مبارك وتهز نخل القذافي المستظل تحته وتنذر باقي الرؤساء العرب في اليمن والمغرب والجزائر والبحرين بأنها لن تقف ولن تمنعها جدران القصور ولا ثقوب الخيام من مواصلة رحلتها الناجحة في قلب كراسي الحكم فلم يتعلم أحد من درس صدام وكان مدعياً للحكمة فاقداً للذكاء؟!.. ولكني مصممة على القول إن "القذافي" لم يضاهِ حكمته أحد لكنه تفوق في مهارة البلادة على أي أحد!. فاصلة أخيرة: سأعيش.. من قال إنه لا يمكن أن أعيش حتى أرى القمة العربية القادمة وقد باتت قمة تعارف لا تخالف؟!.. وحده سبحانه وتعالى يعلم بأنني سأشهد هذه القمة أو شهيدة لها!.

761

| 21 فبراير 2011

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4335

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2241

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2238

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

981

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

747

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

681

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

648

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

630

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الرقمنة والتحول الرقمي في قطر.. إنجازات وتحديات

تعود بي الذكريات الى أواسط التسعينيات وكنت في...

483

| 05 ديسمبر 2025

أخبار محلية