رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
جميلكم محفور في وجداني، فخلال 498 يومًا عشتها بينكم، تعلمت معنى الرجولة الحقّة، والبطولة الخالصة، واحترام الإنسانية والقيم، رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام. كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم على صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر. لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار، مهما أوتيت من فصاحة وبلاغة، فلن أجد من الكلمات ما يفيكم قدركم، وما يعبر عن دهشتي وإعجابي بسموّ أخلاقكم. أهكذا يعلّمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟ أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء! لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في أحلك الظروف. صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة. هذه الكلمات نطق بها الأسير الكندر تروبانوف الذي تم اطلاق سراحه ضمن المجموعة الأخيرة في اطار صفقة تبادل الأسرى ضمن اتفاق المرحلة الأولى مع حركة حماس، وهذه الكلمات تلقي الضوء على الجوانب الإنسانية والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التعامل الإنساني حتى في أصعب الظروف، وبما أن إطلاق سراح الأسرى وتحقيق العدالة الإنسانية يمثلان لحظات مؤثرة تعبر عن قوة المبادئ والقيم التي يسعى الأفراد والجماعات لتحقيقها، وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تحقق هذه المبادئ وتتصرف كدولة والتي يعجز عن تحقيقها دول كبيرة مع مواطنيها فما بالك مع عدو اغتصب وقتل وشرد وهدم، إن المعاملة الحسنة والقيم الإنسانية يمكن أن تترك أثراً عميقاً في نفوس الأسرى وتجعلهم يدركون أهمية القضية التي يدافعون عنها، وهذا ما ارادت حماس ان تظهره للعالم، ودون ان تقصد فهي قد أظهرت للعالم كله سماحة ديننا الحنيف وتعاليمه السمحة. التاريخ يعيد نفسه ويزداد المقاوم صلابة الخبر يقول: وصول الجنرال ديل إلى فلسطين الذي هدد بسحق الثورة الفلسسطينية في الثلاثينيات، وكانت النتيجة تمّ سحق الجنرال وقواته التي تعدّ بالآلاف على يد مئات الثوّار، الخبر يقول: بدء تفريغ قطاع غـزة من سكانه سنة 1970 أي قبل 50 سنة والذين بلغ عددهم في ذلك الوقت 300 ألف فقط، وكانت النتيجة قطاع غزة اليوم فيه 2.5 مليون متشبّثون بأرضهم، الخبر يقول: رابين يريد أن يرى غزة ابتلعها البحر، وكانت النتيجة بعد 20 سنة غزة تسلّم أسرى حربها على شط البحر، الخبر يقول: شارون يهدد بالقضاء على المـقاومة في غـزة، وكانت النتيجة: شارون فكّك مستوطناته وخرج من غـزة، الخبر يقول: ترامب يحضّر لتهجيرأهل غزة، فلن تختلف النتيجة عن الفشل السابق، فالتاريخ يتكرّر ونفس المـقاوم يزداد صلابة والمرجفون في المدينة لن يفلحوا. كسرة أخيرة المعاملة الحسنة التي تلقاها الأسرى على يد حركة المقاومة الإسلامية حماس تعكس التزام الحركة بالقيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية. هذه المعاملة أثرت بشكل إيجابي على الأسرى، مما أدى إلى تعاطفهم وتقديرهم لما وجدوه من كرامة واحترام، وفي المقابل فإن الأسرى الفلسطينيين الذين يعانون في السجون الإسرائيلية يواجهون ظروفًا قاسية وانتهاكات لحقوق الإنسان. هذه المعاملة تؤكد الفروقات الكبيرة في كيفية تعامل كل طرف مع الأسرى، وأثبتت حماس من خلال معاملتها الحسنة، تعزز قوتها وانتصارها ليس فقط في ميدان المعركة، ولكن أيضًا في القلوب والعقول، بينما تظل معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مثالًا على الروح الانهزامية والأساليب القمعية التي تُمارس ضدهم.
909
| 20 فبراير 2025
أثبتت جميع الدراسات الطبية أهمية الرياضة وقدرتها في المساعدة على الوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز الثقة في النفس، والتقارب مع الاخرين، لان الرياضة مشاركة، ولها أثرها في كل الجوانب الحياتية والاقتصادية، حيث تقلل من فاتورة الذهاب الى المستشفيات، وإسعاد ممارسيها، وهذا ما أكده العلم، وهذا يؤكد ان مبادرة دولتنا الحبيبة قطر لنشر ثقافة الرياضة كأسلوب حياة نابعة من رؤية القيادة الحكيمة لتحقيق مجتمع سليم معافى يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتطوير الدولة في جميع مناحي الحياة. قيادة واعية نحو مجتمع واع خصصت دولة قطر يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام ليكون يوماً رياضياً رسمياً للدولة، بموجب القرار الأميري رقم (80) لسنة 2011، وذلك إدراكًا منها لأهمية الرياضة في بناء الإنسان وتطوير المجتمع، ويهدف اليوم الرياضي إلى زيادة الوعي بأهمية النشاط البدني وتشجيع جميع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ليكون أسلوب حياة متكاملاً. ويعد اليوم الرياضي للدولة فرصة لتعزيز مفهوم الرياضة للجميع وتحقيق توازن شامل بين الجسم والعقل، كما يعكس التزام بلادنا في نشر الوعي حول أهمية الرياضة في تعزيز الصحة البدنية. تنظيم ناجح وبنية تحتية متميزة منذ انطلاقته في 2012، وتلاقى فعاليات اليوم الرياضي للدولة نجاحًا كبيرًا عاما بعد عام، ويشارك في تنظيم فعاليات رياضية متنوعة مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ما يعكس التزام الجميع بتحقيق الوعي بالرياضة وأثرها الإيجابي على حياة الأفراد والمجتمعات، ويتميز اليوم الرياضي لهذا العام بتنظيم فعاليات رياضية تشمل كرة القدم، كرة السلة، ركوب الدراجات الهوائية، السباحة، إضافة إلى العديد من الأنشطة التي تناسب كافة الفئات العمرية، كما يتم فتح المنشآت الرياضية والمتنزهات العامة لتنظيم فعاليات تشجع أفراد المجتمع على المشاركة، وكان لاسهام البنية التحتية المتميزة في قطر من خلال مسارات المشاة وركوب الدراجات والمنشآت الرياضية، أثر كبير في تحفيز ممارسة النشاط الرياضي لكل فئات المجتمع، وتعمل لجنة اليوم الرياضي بوزارة الرياضة والشباب على وضع معايير وشروط للفعاليات لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للمشاركين، وتهدف جميع هذه الفعاليات إلى توعية المواطنين والمقيمين بأهمية استبدال أسلوب الحياة غير الصحي بأسلوب أكثر نشاطًا، في سبيل الحفاظ على الصحة وتقليل المخاطر الصحية. اليوم الرياضي يعزز أهداف رؤية قطر 2030 اليوم الرياضي يعبر عن حرص قطر على تحقيق رؤيتها الوطنية عام 2030، وأن تكون عاصمة للرياضة في العالم، والكل كان سعيدا وهو يشارك في اليوم الرياضي الذي جعل من الرياضة أسلوب حياة وثقافة لدى جموع القطريين والمقيمين دون تفرقة مما يصب في اتجاه بناء مجتمع منتج وقادر على الإبداع، ومشاركة الدولة شعبا وحكومة وقيادة يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المشاركة في اليوم الرياضي مما دفع جموع الشعب إلى الالتحام مع القيادة الحكيمة في هذه المناسبة المتفردة التي سبقنا بها جميع دول العالم وأصبحت بعد هذه السنين تساهم في تعزيز احد أهم ركائز رؤية قطر 2030 وهي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتي من شأنها رفع دولة قطر إلى مصاف الدول المتقدمة وتعزيز دورها الكبير في المجتمع الدولي. اليوم الرياضى فرصة لتغيير نمط الحياة إلى الأفضل اليوم الرياضى للدولة أصبح بعد مرور كل هذه الأعوام فرصة عظيمة لتغير نمط الحياة إلى الأفضل، ومبادرة رائدة لبناء مجتمع متقدم ومزدهر، من خلال تشجيع الافراد على ممارسة النشاط البدني وأنماط الحياة الصحية. كما أنه دليل حي على تشجيع الدولة لممارسة الرياضة، وما تنطوي عليه من فوائد تعود على صحة الإنسان، فالرسالة التي ترسلها الدولة في هذا اليوم الا تكون الرياضة في هذا اليوم وحسب، بل تتعدى لتثبت ضرورة الممارسة المستمرة لتعود بالنفع على كافة سكان قطر. كسرة أخيرة تحولت قطر بالأمس إلى ملعب رياضي كبير ومفتوح للجميع، وهذا التجاوب الكبير يؤكد مدى النجاح الذي تحقق من أجل جعل الرياضة جزءا من النشاط اليومي للفرد وثقافة لديه، وليست مجرد نشاط ترفيهي، مما جعل الدولة تحقق انجازات كبيرة فى المجال الرياضى وآخر تلك الانجازات الفوز بكأس الامم الاسيوية بعد تنظيم أكبر مونديال عالمي في قطر 2022م وفوزها بتنظيم بطولة العالم لكرة السلة عام 2027، وكذلك بتنظيم بطولة الألعاب الآسيوية عام 2030م، وبذلك تصبح قطر عاصمة الرياضة العربية.
999
| 12 فبراير 2025
لن يفعلها أهل غزة يا أيها العالم، لم يتركوها وقد صب عليهم العالم جام غضبه وحقده، لم يتركوها وقد خذلهم الأهل قبل الأعداء. لم يتركوها وقد ألقيت عليهم قرابة ست قنابل نووية. لم يتركوها وقد فقدوا المال والبيت والولد، اقتنع يا أيها العالم أنهم لن يتركوها للأعداء والقتلة والإرهابيين. لن يتركوها ويعيشوا عالة على دول ستضع عليهم ألف رقيب وحسيب وتنغص عليهم عيشهم. لن يتركوها وقد جُبلت بدماء أبنائهم وآبائهم وفيها عبق الشهداء. لن يتركوها حتى ولو كانت حطامًا. استشهاد القادة لا يعني سقوط راية الجهاد لا تعلن ولن تعلن حماس عن استشهاد مجموعة من قادتها العسكريين بهذا الوزن والحجم، إلا إذا كانت الحركة في موقف قوي بمعنى أنها تجاوزت المحنة وتجاوزت لحظة الارتباك وفقدان التوازن، الاداء العسكري البطولي للقسام في شمال غزة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت الهدنة، منظومة القسام تعمل بشكل طبيعي وأنها لم تتأثر فنيا وعملياتياً بفقدان القادة الكبار كما أن استشهاد القادة لا يعني سقوط الراية كل قائد يرتقي شهيداً، يخلفه قادة أشد بأساً وقوة على العدو هذا ما أثبتته أحداث التاريخ وما سيثبته قادم الأيام، معركة المقاومة مع الكيان الغاصب مستمرة حتى اقتلاعه، من البشائر ان الشهيد الضيف استشهد منذ ستة أشهر وكانت المعركة بعده تسير بدونه وانتصرت حماس بدون القائد محمد الضيف يعني هناك ضيف وضيف، كل المجاهدين كأنهم محمد الضيف، وكل المجاهدين سنوار وهنية وصلاح شحادة والرنتيسي وأحمد ياسين وكل شهدائنا الأبرار الاطهار، إنه حقاً لجهاد نصر او استشهاد. إسرائيل تفاوض دولة غزة أعلنت إسرائيل في بداية حربها أهدافا رئيسية تريد تحقيقها من حرب غزة، منها القضاء على المقاومة وتحرير أسراها والقضاء على حركة حماس كقوة حاكمة في قطاع غزة، ولكنها فشلت في تحقيق أي هدف من هذه الأهداف من خلال الحرب، وكان الانتصار الأوحد والذي ظهر للعالم كله هو انتصار المقاومة وحركة حماس، المهزوم هو الذي لم يحقق أهدافه والمنتصر هو الذي حقق أهدافه، حركة حماس هي التي حققت ما تريده من هذه الحرب، حررت أسراها المحكومين لدى العدو الإسرائيلي بعشرات السنوات وادخلت الإغاثة الإنسانية لمواطنيها رغما عن إسرائيل التي رأت انتصارها في هدم الجدران وقتل النساء والأطفال، المقاومة أظهرت للعالم كله أنها دولة تفاوض الدول العظمى أمريكا وإسرائيل بعد أن كانوا يصفونها بأنهم عصابة تختبئ تحت الأرض، وأظهرت المقاومة للعالم كله أنها دولة حقيقية في طريقة تنفيذ الاتفاق الدولي وأسلوب تسليمهم للأسرى واستلام أسراهم وهم يستعرضون عتادهم الحربي وأسلحتهم وسياراتهم، وكانت المعجزة التي ابهرت العالم أن هذه المساحة الصغيرة التي القي عليها ما يعادل سبع مرات بحجم قنبلة هيروشيما النووية ثم يخرجون من مخابئهم بهذه القوة، وبدأت تظهر بوادر الهزيمة في إسرائيل وأصبح قاداتها العسكريون يرمون اللوم في بعضهم البعض. كسرة أخيرة جميع دول العالم وخاصة دول الجوار الإقليمي كانت تعتقد اختفاء حركة حماس والمقاومة من وجه الأرض بعد أن دكت إسرائيل كل قطاع غزة، وكانت المفاجأة لهم جميعا بأن ظهرت المقاومة في أوج قوتها وعظمتها وجيشها وعتادها، وقادت أنجح اتفاقية دولية تحدث في العصر الحديث لصالح القضية الفلسطينية تستطيع ان تلزم إسرائيل لتنفيذ بنودها دون أي تلكؤ أو نقض للعهود كما عودتنا إسرائيل في مختلف الازمان، وبكل فخر نعتز بأن دولة قطر بفضل قيادتها الحكيمة وحكمائها وعقلائها كان لها القدح المعلى في ابرام هذه الاتفاقية، وحين تنتهي الحرب نهائيا قريبا وتبدأ الوفود بالقدوم فليكتب على معبر رفح، اخلعوا أحذيتكم على أبوابها.. فترابها مروي بدماء طاهرة.
708
| 05 فبراير 2025
قد يزهد الكثير من الزواج بالقريبات، محتجا أن ذلك يورث أمراضا وراثية فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟، أغلب الفتاوى تفيد بأن هذا الاعتقاد من الغرب، ليس من الشرع – الشرع يجيز زواج الأقارب بدون أي ضرر والرسول -صلى الله عليه وسلم - تزوج من قريباته، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم النبي تزوج من السيدة فاطمة كما تزوج الصحابة من أقاربهم ولم يمنعهم الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما الاعتقاد السائد هي فكرة دخيلة وتعتبر إحدى المعوقات عن الزواج. إيجابيات زواج الأقارب وسلبياته من إيجابيات زواج الأقارب أن الزوجة تكون أكثر حرصا على زوجها وعلى أسرته مما يدعو إلى الاستقرار الأسري، كما أنه يزيد الروابط بين أبناء العائلة الواحدة، كما أن وجود صلة القرابة والصلة الزوجية تجعل الروابط وثيقة للغاية بين الشريكين والتغاضي عن الصغائر التي قد تستدعي الانفصال في التجارب الزوجية الأخرى من غير الأقارب، وزيادة القدرة على نقل السمات المتوارثة إلى النسل، والمحافظة على نوعية السلالة العائلية وصفاتها. ومن أصحاب الجانب الآخر من يعتقد أن بعض الإيجابيات من زواج الأقارب هي سلبيات، منها انخفاض نسبة الخصوبة وإمكانية ظهور عيوب خلقية في المواليد وإمكانية نمو أبطأ للأطفال وزيادة الوفيات الوراثية وإمكانية نقل الأمراض الوراثية للأبناء بصورة سريعة، وكل هذه السلبيات علميا لم تثبت صحتها ومطابقتها للواقع، وطالما الإيجابيات أغلب من السلبيات وأن الشرع أجاز هذا النوع من الزواج يتوجه أكثر العوائل إلى الزواج من الأقارب للمحافظة على نسل العائلة وعدم شيوع الموروثات والمحافظة على ممتلكات العائلة في إطار محدد. زواج الأقارب من الناحية الشرعية* زواج الأقارب كأبناء العمومة والخؤولة ونحوهم مما أباحه الله تعالى في قوله: (وأحل لكم ما وراء ذلكم) [النساء: 24]، وقوله تعالى: (إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) [الأحزاب: 50]. فجواز نكاح هؤلاء مما لا خلاف فيه بين المسلمين، ولكن العلماء اختلفوا في توصيف هذا الجواز على ثلاثة أقوال: القول الأول: الكراهة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة. القول الثاني: الإباحة، وهو مذهب المالكية. القول الثالث: الندب، وهو قول الظاهرية، فالفريق الأول استدلوا بأحاديث ضعيفة بل ساقطة كحديث: لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاويا. قال فيه ابن الصلاح: لم أجد له أصلا معتمدا، واستدلوا من حيث المعنى بأن العداوة لا تؤمن في النكاح، وقد تفضي إلى الطلاق، فإذا كان في القرابة أفضى إلى قطيعة الرحم، أما الفريق الثاني فاستدلوا بعموم قوله تعالى: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ) [النساء: 3]، وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنة عمته زينب، وتزويجه ابنته أم كلثوم ورقية من عتبة وعتيبة ابني عمهما، وتزويجه فاطمة من علي، وتزويجه زينب من ابن خالتها... إلخ.. أما الفريق الثالث: فأدلتهم نفس أدلة الفريق الثاني؛ إلا أنهم حملوا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا على الندب، والراجح من هذه الأقوال هو القول الثاني لقوته وضعف أدلة القولين الآخرين، فهذا ملخص الحكم الشرعي في الزواج من الأقارب. * أهمية الفحص الطبي قبل الزواج* في سياق تعزيز صحة المجتمع القطري تركز دولتنا الحبيبة بشكل كبير على التصدي للاضطرابات الوراثية الشائعة كأولوية صحية وطنية، وتولي الجهات الصحية بالدولة اهتماماً زائداً بالفحوصات الطبية قبل الزواج، والتي تعتمد بشكل أساسي على الطب الدقيق، الذي يعد التوجه المستقبلي العالمي في مجال الرعاية الصحية، والطب الدقيق يعتبر رسماً لخريطة لانتشار الأمراض الوراثية بين سكان قطر ودعم بيانات الفحص لتطوير مبادرات صحية أخرى على كافة المستويات وتنتهج قطر دون كثير من الدول الأخرى نهجًا وقائيًا يهدف إلى حماية صحة الأزواج وأطفالهم في المستقبل. كسرة أخيرة لا خوف من زواج الأقارب وبلادنا تنعم بالخير والمرافق الصحية المتطورة، طالما أن الدولة ألزمت المتزوجين بضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج وسخَّرت جميع إمكانياتها لتأسيس هذا النهج على أسلوب علمي متطور وعلى أثر ذلك أسست الدولة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة منذ أكثر من عشرة أعوام في إطار اهتمامها بالجهود الوقائية من المشكلات الصحية الوراثية وعلاجها بأساليب متخصصة، وفي أحدث إحصائية للزواج من الأقارب في قطر قدر ما نسبته 54 % بين الزيجات القطرية، وإنه يزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية التي قد تكون أكثر شيوعاً بنسبة تصل إلى 20 ضعفاً في هذه الفئة من السكان، هذا ما أدى إلى الجهات المعنية بالدولة الاهتمام الشديد بهذا الجانب لمواكبة الزيادة المتوقعة من هذا النوع من الزواج في المستقبل.
1974
| 29 يناير 2025
بعد مرور ٤٦٧ يوما بالتمام من التدمير الإسرائيلي على قطاع غزة والجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة التي دخلت إلى هذه المساحة الصغيرة من الأرض المحررة من فلسطين المحتلة، والتدمير الممنهج والضرب العشوائي في آن واحد الذي خلف وراءه ما يقارب 40 ألف شهيد وآلاف المباني والبنية التحتية بالكامل، رأينا في هذا الغزو الغزوات وأحداث السيرة بمؤمنيها ومنافقيها ومثبطيها وكفارها رأي العين، وقدم فيها أبطال المقاومة صورة الإسلام الناصعة بدءا من الصبر واحتساب الأجر وحتى المعاملة النبوية للعدو وهو في الأسر، ورأينا كيف أزالت العقيدة الصحيحة في يوم ما منعته الأسوار والحدود في قرن من الزمان. انكسار عزيمة الجنود الغازية رأينا خلال هذه الخمسة أشهر إلا نيف كيف تهشمت الميركافا، وتفرق جنود الاحتلال وتحطمت معنويات دول وأنظمة أمام جندي أعزل إلا من إيمان وبارودة صنعها بنفسه تحت الأرض وهو محاصر منذ عدة سنوات، واكتشف العالم خلال هذه الحرب قسوة اليهود ووضاعة الغرب وخيانة الجار وقوة الإيمان وإن قل أهله، وأيقن معها الكثيرون من أحرار العالم أن المصحف بغير سيف يحميه يُطمع أهل الكفر فيه. حرب غزة أيقظت شبابا وفتيات، وأحيت الأمة من طويل سبات. كان الناس في حرب إبادة غزة على ضربين: صاحب قضية لم يذهب وجعها عن قلبه طرفة عين، وقصير نفس حزن يومين وقاطع أسبوعين ثم انصرف لما كان عليه تاركا أمه في العراء وأخته جريحة بلا دواء، وعاد للقدس والأقصى وفلسطين ألَقُهم، وصدارتهم، ومكانتهم، حتى ولو كان الثمن عشرات الألوف ما بين شهيد وجريح فالأرض المباركة تستحق كل هذه التضحيات، 467 يوماً جعلتنا نعيد ترتيب أولويات حياتنا، ونعيد النظر فيما ينبغي أن نربي عليه أولادنا، وشباب الأمة يبدع في نشر القضية، وبث الأمل، وكبت العدو بسيف الإعلام والأقلام… حتى ييسر الله لهم الجهاد، وتبدلت فيها القدوات والقيادات فها هم الشباب يرسمون الضيف والسنوار وأبا عبيدة على دفاترهم، وجدران قلوبهم بعدما كان التافهون ملهميهم، ولقياهم أقصى أمانيهم. 467 يوماً جعلت العدو يتألم 467 يوماً العدو يتوجع ويتألم لكنه يصبر نفسه علَّ المجاهدين يصرخون أولا، وحاشا لفتية ربتهم المصاحف والمساجد أن يسبقوا بالصراخ، 467 يوماً عادت فيها الكثير من شرائح الأمة إلى ربها ودينها ووعيها مما ضيع على عدونا مائة عام من الكذب والخداع والتضليل، 467 يوماً غيرت الدنيا، وحركت ماء العالم الراكد، وبعد طول هذه المدة الطويلة من الدمار اندهشت وغضب الأوساط الإسرائيلية والحليفة من خروج عدد كبير من الأبطال وهم يحتفلون على العلن مع شعبهم بوقف إطلاق النار والنصر المبين، وغضب هؤلاء وتساءلوا من أين خرجوا ومن أين أتى عددهم هذا وأين كانت كل هذه المركبات وماذا كان يفعل جنودنا منذ أكثر من سنة هناك هذا جنون ولا يستوعبه العقل فحق لهم أن يسموها الطوفان، وإذا لم تكن أحداث غزة طوفانا، فكيف يكون الطوفان؟! كسرة أخيرة بدء إعلان وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بذلت فيه دولة قطر دورا كبيرا بقيادتها الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وأثبتت دولة قطر من جديد أنها وسيط موثوق به ومحايد يحتل مكانة مرموقة في المجتمع الدولي المدني، وأنها مؤهلة في حل النزاعات والصراعات والخلافات الكبيرة، وشكرا لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على توجيهاته المستمرة لفريق الوسيط وحثهم على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وإنقاذ الأرواح وقد كان لدور قطر الحيوي والإنساني والمهنية العالية إلى ضغوط شديدة من عدة أطراف حتى تحقيق هدفها الإنساني وتعزيز السلام والحوار في حل الصراعات والنزاعات المسلحة بشهادة المجتمع الدولي.
561
| 22 يناير 2025
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يمر بوقت عصيب أو ضائقة عاطفية أو مشاكل في الصحة النفسية فإن الخطوة الأولى هي ان تتحدث إلى شخص ما، يتوفر في دولة قطر المهنيون المختصون والخدمات والدعم للصحة النفسية، سواء كان الشخص يعاني من أعراض للمرة الأولى او عانى من نوبات متكررة أو يحتاج إلى دعم إضافي لحالة تشخيصية فإن المساعدة متاحة ويحبذ طلب المساعدة مبكراً للحصول على فرصة أكبر للشفاء، وتقدم الصحة النفسية بمؤسسة حمد الطبية خدمة شاملة ومركزية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة النفسية، وتشمل عدة خدمات منها خدمة الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين، وخدمة الصحة النفسية للبالغين، وخدمة الصحة النفسية لكبار السن، والاستشارات وخدمة الاتصال، حيث توفر المؤسسة فريقا للاستشارات وفريق الاتصال في مواقع متعددة في مؤسسة حمد الطبية، بالإضافة الى الخدمات الأخرى مثل خدمة الصحة النفسية والادمان، وهناك قسم متخصص لخدمة الصحة النفسية لدى النساء، والطب الشرعي للصحة النفسية وخدمات الازمات. وقد نشرت جمعية علم النفس الأمريكية مقالاً عن المفاهيم الخاطئة تجاه جلسات العلاج النفسي، أحببت أن اشاركها مع قرائي الأعزاء لتكون هذه الخدمة المعتمدة لدى الدولة خدمة طبية عادية يلجأ اليها كل شخص محتاج الى هذا النوع من العلاج بدون أي حرج، وتغيير المفاهيم المعتادة لدى المجتمع ليتلقى المرضى المطلوب دون وجود هذا الحرج الذي يفرضه المجتمع بصورة خاطئة، ومنها:- «لا يلجأ للعلاج النفسي إلا المجانين» معتقد خاطئ، يلجأ الفرد للعلاج النفسي لعدة أسباب، قد يكون لأجل علاج القلق والاكتئاب، وقد يكون لأجل منعطفات حياته لم يتأقلم معها، وتغييرات مفاجئة بحياته مثل فقدان الوظيفة، الطلاق، أو فقد عزيز، أو التأقلم مع مرض مزمن، أو مشكلة بالعلاقات وضغوط. الحديث مع العائلة أو الأصدقاء لمشكلاتك هو بنفس فعالية الحديث مع معالج نفسي إن الحديث مع معالج نفسي أمر مختلف Psychotherapist، فلديه سنوات من الخبرة والتدريب لمهارات علاج المشكلات، وإن الوسائل التي يستعملها المعالج تقف وراءها أبحاث لعقود من الزمان، المسألة ليست مجرد فضفضة. «تستطيع أن تستعيد عافيتك بنفسك إذا بذلت المزيد من الجهد» العديد حاولوا حل مشكلاتهم النفسية بأنفسهم واستغرقوا أشهرا بل سنوات حتى قرروا الذهاب لمعالج نفسي، وهذا لا يعني أنك فشلت في حل مشكلتك، مثله مثل مركبتك التي لم تستطع إصلاحها. إن الذهاب بمركبتك لمختص لا يعني أنك فاشل، وكذلك ما تعاني منه، هناك بعض الاضطرابات النفسية من الصعب حلها بنفسك، ذهابك للمعالج النفسي دليل على الشجاعة وخطوة صحيحة نحو الشفاء. «العلاج النفسي يستمر للأبد» إن النتائج لها مسارات متنوعة في العلاج النفسي، هناك دراسات ذكرت أن من يراجع المعالج النفسي قد يتحسن بعد ثماني جلسات، بينما 75% من المراجعين يتحسنون بعد ستة أشهر، إن عدد الجلسات هو أمر يمكنك أنت ومعالجك الحديث عنه في بداية الجلسات ووضع الخطة العلاجية، إن هدف المعالج النفسي ليس إبقاءك معه على الدوام بل جعلك تقود عملية شفائك بنفسك لاحقا. «إن المعالج النفسي فقط للاستماع والفضفضة» إن المعالج النفسي يقوم بسؤال العميل عن المشكلة التي أحضرته للعيادة، لكنها البداية فقط، لكنه يقوم أيضا بجمع المعلومات عن الخلفية التي أتيت منها، وتاريخ المشكلة، والنقاط الساخنة في حياتك، وأيضا يقوم المعالج بالسؤال عن الطريقة التي تنظر بها إلى المشكلة، إن جلسات العلاج النفسية تفاعلية، تعاونية، مبنية على حوار بين طرفي الجلسة المعالج والعميل. كسرة أخيرة الدولة توفر مراكز متخصصة لعلاج الاضطراب النفسي ويمثل (مركز نوفر) الذي يتخذ من الدوحة مقراً له، منتجعا متطورا وفريدا من نوعه لتقديم خدمات الصحة المتكاملة والعلاج والتأهيل من تعاطي المواد الإدمانية والاضطرابات السلوكية المصاحبة لتعاطيها، تضم مرافق نوفر 127 غرفة سكنية بالإضافة إلى أكثر من 50 غرفة للجلسات العلاجية الفردية والجماعية، كما يوفر نوفر الرعاية من خلال خبراء مختصين في مجالات الصحة النفسية والجسدية والمهنية المتعلقة بإدمان المخدرات، وتقوم فرق العمل المتعددة الاختصاصات والتي يشرف عليها الأطباء بمعالجة الأسس البيولوجية العصبية للإدمان، وكل ما يتعلق بالصحة النفسية مثل الاكتئاب، والقلق، والصدمة بالإضافة لبرامج التوعية المجتمعية، فالكثير منا يحتاج الى علاج نفسي ولكن الخجل المجتمعي المنتشر في مجتمعاتنا يحول بينه وبين الاستفادة من هذه الخدمات الصحية الحيوية الهامة.
621
| 15 يناير 2025
يُحكى أن أحد ملوك فرنسا بلغه أن حاخاماً يهودياً يقول: إن اليهود سيحكمون العالم فاستدعاه الملك، وقال له: أنتم مستضعفون في الأرض، ومتفرقون في البلاد، فكيف تحكمون العالم؟ هات برهانك.. أجابه الحاخام: لو سمح لي جلالة الملك، أن أطلب من الوزراء والأمراء في مملكتكم أن يحضّروا لمصارعة الديوك، وأنا بدوري سأحضر ديكي وسأغلبهم جميعاً.. تعجب الملك من هذه الثقة التي يتكلم بها الحاخام اليهودي، لكنه أراد أن يصل معه إلى النهاية، وصار متشوقاً ليرى كيف أن اليهود سيحكمون العالم. استجاب الملك لطلب الحاخام، وأمر جميع الوزراء والأمراء أن يحضّر كل واحد منهم ديكاً قوياً إلى حلبة مصارعة الديوك لتتصارع الديكة، ويتثبت من كلام الحاخام وادعائه.. فعلاً وبعد ثلاثة أيام انعقدت الحلبة، وجاء الوزراء والأمراء بديوكهم، وجاء الحاخام اليهودي بدوره مصحوباً بديك هزيل ضعيف وأدخله الحلبة مع باقي الديوك، وبدأت المصارعة بين الديوك الأقوياء، إلا أنَّ ديك الحاخام تخبأ وبقي بعيداً عن الصراع، تاركاً الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها البعض حتى تغلَّب ديك واحد على جميع الديوك الموجودة في الحلبة ووقف ذاك الديك منتصراً متبختراً على أرض الحلبة وجسمه قد أنهكهُ الصراع، والدماء تتقطر منه الدماء.. وفجأة خرج ديك الحاخام اليهودي الهزيل الضعيف، واقترب من الديك المنتصر المنهك، وقفز على رأسه ونقره نقرة قوية أدت إلى مقتله، فانتصر ديك الحاخام الهزيل.. وقف اليهودي أمام الملك قائلاً له: أرأيت كيف سنحكم العالم. متى نستفيق من سباتنا؟ طبعاً هذه القصه من واقع الخيال، ولكن للأسف هذا واقعنا، في أمتنا العربية وفي كل وطن من أوطاننا واقع مرير، نصنعه بأيدينا، فينتصر الآخرون، نقاتل بعضنا البعض حتى يأتي من ينقضُّ علينا، ويقاتلنا، والنصر سيكون من نصيب هذا العدو.. نقاتل أنفسنا بذاتنا، بطوائفنا وتعنّتنا، وتفرّقنا، وكرهنا لبعضنا البعض.. لم نتعلم من تجارب الماضي ومن الحروب الأليمة التي حلّت بنا، نحن الديوك القوية، الأقوياء على بعضنا فقط، ندمر ذاتنا، ونخرب مؤسساتنا وبنياننا. الصراع العربي انتصارا للعدو وحدتنا في قوتنا هذا الشعار ننادي به في كل ملتقياتنا العربية ولكن لا أحد يعمل من أجل هذه الوحدة، ما تريده الشعوب العربية ليس الوحدة الجغرافية للدول العربية بل هو الوحدة في الرؤى والمبادئ وتوحيد الرأي الواحد ضد عدونا الأول والأخير الذي يحاربنا داخل بلادنا ويستقوى بقوى كبرى مؤثرة في القرار العربي، نحن من نصنع هزيمتنا وهواننا أمام عدونا بخلافاتنا الوهمية التي لا تستند إلى أي حقيقة فقط هو مجرد خلاف وصراع صنعناه بأيدينا، وكل دولة عربية توهم نفسها بأنها تريد أن تكون الأقوى من أختها وفي الحقيقة هي تسير في الطريق الخطأ وتضعف أمام العدو لأنه ينهش من داخلها كالحية الجريحة التي يأكل النمل لحمها حتى تموت ولا تستطيع وتقوى أن تدافع عن نفسها. الحقيقة الغائبة عن العرب حرب غزة كشفت الحقيقة الغائبة عنا بأن الكيان الصهيوني هو أضعف مما كنا نتوقع فالنكسات السياسية والعسكرية التي لحقت بهذا الكيان جعلت المفكرين الغربيين والصهاينة يحولون اهتمامهم إلى عوامل الضعف الداخلية للمجتمع الصهيوني، وبدأت تسود قناعة لدى هؤلاء المفكرين بعدم جدوى الحلول أحادية الجانب التي تسابق الحكومة الصهيونية الزمن من أجل فرضها على أرض الواقع، وبعدم جدوى تجاهل الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الفاعلة وتحديداً حركة حماس، وبأن عمليات التسوية الحالية متهورة ولا أساس لها، وبات واضحاً في أذهان الصهاينة أن جيلهم الحالي لن يكون قادراً على تحقيق التسوية التي يطمح إليها، وأن هذا الجيل لن ينعم بما يسمونه «سلام حقيقي»، وأن على المجتمع الصهيوني أن يحشد قواه الداخلية لمنع خوض حرب جديدة، وأن عليه أن يتحمل نتائج حرب جديدة قد تُفرض عليه، وبعبارة أخرى، فإن الكيان الصهيوني بدأ ينتقل من حالة الهجوم على الغير إلى حالة الدفاع عن النفس، ومن حالة التوسع والانتشار إلى حالة التقوقع والانعزال، ومن حالة الانتصار بالرعب إلى حالة الاستسلام للخوف والرعب، هذه هي الحقيقة التي كانت غائبة عنا. كسرة أخيرة نجحت حركة حماس في المحافظة على التفاف الشعب حولها وتأييده لها، رغم قيام الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وسلطة رام الله بتحريض الشعب الفلسطيني ضد حركة حماس وتأليبه عليها، وذلك من خلال الحصار والتجويع وقطع المرتبات وكل وسائل زيادة معاناة الشعب، وعبر الدعاية المضادة الهادفة إلى تشويه صورة حركة حماس والمقاومة... كما تحولت حركة حماس لدى الشعوب العربية والإسلامية إلى رمز للمقاومة ضد الاحتلال والعدوان والهيمنة الأمريكية، ما جعلها تكتسب ثقة العرب والمسلمين وتأييدهم وتعاطفهم. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
450
| 08 يناير 2025
انطلق الأسبوع الماضي العرس الخليجي وهو تجمع لكل الرياضيين الخليجيين والذي ينتظره اهل الخليج كل عامين بنفس الطعم الذي ينتظرون به بطولة كأس العالم، هذه البطولة لها طابعها الخاص وهي مختلفة في تنافسها وفي علاقات المنتخبات الخليجية مع بعضها البعض، كما أن الأجواء فيها جميلة جدا وذلك لأن جميع دول الخليج وشعوبهم في مكان واحد وهذا ما يضفي على جميع من يحضرها فرحة دائمة، ومنذ أن تأسست هذه البطولة في العام 1970 ووصلت الى نسختها الـ 26 التي تنظمها دولة الكويت هذا العام التي فازت بأول نسخة عندما أقيمت بمملكة البحرين، فهي تُعد بوابة للرياضيين كما أنها أفرزت عدة أسماء رنانة قدمت مستويات كبيرة على مدار تاريخ البطولة ومن الصعب ذكر أسمائهم لأن هناك أساطير محفورة فيها منذ أن انطلقت في نسختها الأولى حتى البطولة الحالية وتظل مكانة هؤلاء اللاعبين الذين سطروا اسمهم في بطولات الخليج راسخة على مر السنين، ولم تقتصر الأسماء فقط على الرياضيين ولكن كذلك في الجانب الإداري والفني والتحكيمي فهي بطولة ساهمت بصورة كبيرة في تطوير حركة كل دول الخليج الرياضية وخصوصا في كرة القدم وتطورات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية. * دول الخليج حريصة على استمرار المشاركة في هذه البطولة لما لها من فوائد كثيرة، ووجودها دائما ما يكون مميزا باعتبارها بطولة حاضنة للمنتخبات الخليجية، وتعزز روح التعاون والتلاحم الخليجي بعيدا عن المنافسة الكروية التي دائما ما يكون الخاسر فيها اول المهنئين للفائز، وتنتعش حركة السياحة في البلد المضيف ويكون أسعد الشعوب بوجود إخوانهم الخليجيين في بلادهم ويبرزون لهم اعلى مشاعر الكرم والضيافة في صورة تنافسية بهيجة تعكس أصالة الانسان الخليجي، كما أنها أصبحت جزءًا من تراث الشعوب الخليجية يتوارثها الأجيال وتعزز من هويتهم الوطنية، وتمثل مناسبة للتجمعات العائلية، حيث تجتمع العائلات لمشاهدة المباريات معًا والاحتفال بالفوز أو مواساة الخسارة، وتعمل البطولة على تعزيز الروابط بين الدول الخليجية من خلال تبادل الثقافات والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب، بالإضافة الى تطور البنية التحتية لدول الخليج سواء في المرافق الرياضية او في الطرق والمعالم السياحية. * مما حدا بالمسؤولين وحماسهم في اهتمامهم الكبير لهذه البطولة الحبيبة لقلوب كل أهل الخليجيين أن يقدموا مقترحات تطويرية لتعزيز فوائد هذا التجمع والتي أعلن عنها في الاجتماع الأخير للاتحاد الخليجي ومن ضمنها إقامة بطولة للمراحل السنية وهذا جانب مهم جدا، ويأتي هذا الاقتراح إيمانا من الاتحاد الخليجي لكرة القدم على أن المراحل السنية عنصر مهم، وإذا ما استحدثت هذه المسابقة ستشكل بلا شك إضافة لمنتخباتنا الخليجية وستساعد بشكل كبير في تطور منظومة كرة القدم في دول الخليج، واكتشاف بعض المواهب الجميلة، كما أنه يوجد مقترح لتنظيم بطولة للأساطير الذين أسهموا في هذه البطولة على مدار تاريخها، ومن المؤكد أن كل هذه الجوانب ستثري وجودها بشكل خاص وتثري كرة القدم الخليجية بشكل عام. ترابط الدول الخليجية الرياضة هي رسالة تحمل المحبة والسلام والتواصل والعلاقات الطيبة، حيث جسدت البطولة عبر سنوات طويلة وسيلة مهمة لتقوية التواصل بين أبناء الخليج، ونلمس هذا الجانب من خلال مشاركة المنتخبات الخليجية وإصرارها على المشاركة في هذا المحفل الخليجي، وفي النهاية لا يوجد فائز أو خاسر في هذه البطولة، فالجميع سعيد ويحس بالفوز بالمشاركة حتى في حال الخسارة، ودائما هذه عادات كأس الخليج بأن المشاركة في العرس الخليجي هو المهم بعيدا عن النتائج، ويأمل اهل الخليج استمرارها في السنوات القادمة وأن تتطور أكثر وأكثر لأنها تعد بوابة لرياضتنا للعبور إلى آسيا والعالم، لما تحمله من إرث عظيم وجميل، كما أن هذه البطولة أصبحت جزءا لا يتجزأ من تراثنا وجزءاً من رياضتنا وجميع الدول الخليجية تنتظر موعد إقامتها بفارغ الصبر فالبطولة ليست داخل الملعب وحسب، وإنما حتى خارجه من خلال العلاقات والتواصل وحضور العائلات من مختلف الدول لمشاركة الدولة المستضيفة فعاليات البطولة. كسرة أخيرة بطولة الخليج لكرة القدم هي أكثر من مجرد بطولة رياضية، إنها رمز للوحدة والتضامن والفخر الوطني لشعوب الخليج، الفوائد المترتبة على تنظيم هذه البطولة تتعدى الملعب لتشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والسياحية، وتستمر البطولة في تعزيز الروابط بين الشعوب الخليجية وجعلها مناسبة لا تنسى في قلوب الجماهير.
951
| 01 يناير 2025
في صباح أحد الأيام، أوقفت أم سيارتها بجوار مدرسة ابنها وظلت بداخلها تراقب الشارع وبوابة المدرسة علّها تجد من يحمل إفطار ابنها الذي نسيه، لم تنتظر طويلاً حتى شاهدت تلميذاً يسارع الخطى نحو المدرسة، نادته بلهفة، وتردد هو في البداية، ولكن تكرارها للنداء جعله يستجيب ويتجه نحوها، تأملته وتأملت فقره البائن من ملابسه وحذائه وحقيبة كتبه القديمة. سألته عن اسمه واكتشفت أنه يدرس في نفس صف ابنها بالصف الثالث المتوسط، ويعرف ابنها جيداً، أعطته إفطار ابنها وهددته بالعقاب إذا تذوقه أو حتى نظر إليه، حمل التلميذ الإفطار وهرول مسرعاً نحو المدرسة. * في فناء المدرسة، كان هناك الأستاذ أحمد الذي يعاقب التلاميذ المتأخرين عن الطابور، ناداه وأخذ منه الإفطار وأخبره أنه سيعطيه للتلميذ المعني بعدما عرفه، ثم عاقبه وسمح له بالدخول، في وقت الفسحة، ذهب التلميذ صاحب الإفطار إلى أحد المعلمين وطلب منه الاتصال بوالدته وأخبرها بأنه ينتظرها لتأتيه بإفطاره، ذهلت الوالدة وأخبرت الأستاذ بالتلميذ الذي كلفته بإيصال الإفطار لابنها، ثم اتصلت بالمدير وأخبرته. استدعى المدير التلميذ وبدأ في توبيخه وتوعده بأشد العقاب، سأله عن الإفطار ولماذا لم يوصله لصاحبه، سأل المدير هذه الأسئلة مراراً والتلميذ صامت لا يجيب إلا بدموع تتسلل من عينيه الصغيرتين، صمت طويلاً لكنه كسر صمته بعد الضغوطات وبعض الضربات التي استحملها كثيراً، ثم قال لهم إنه أكل الإفطار، قال هذا ودموعه انسكبت بغزارة. * لكن لماذا لم يخبرهم أن الأستاذ أحمد أخذ منه الإفطار؟ أتراه كان خائفاً أم نسي من هول الموقف؟ كان الأستاذ أحمد قد وضع الإفطار في مكتبه ثم خرج من المدرسة لشأن يخصه ونسي أمر الإفطار تماماً، عاد الأستاذ أحمد في فسحة الإفطار ودخل مكتب المدير ووجده مكتظاً بالمعلمين ومعهم والدة التلميذ صاحب الإفطار. كان المدير يهم بضرب ومعاقبة التلميذ الذي أكل الإفطار، ذهب الأستاذ أحمد مباشرة إلى المدير واستوقفه، ثم أخبره أن الإفطار معه، ظن الحاضرون أنه يريد معالجة الموقف لكنه أكد كلامه ونادى لأحد التلاميذ وأمره بإحضار الإفطار من درج مكتبه، عندما عاد التلميذ بالإفطار، التفت الأستاذ أحمد إلى التلميذ وسأله: لماذا لم تخبرهم أن الإفطار معي؟ ولماذا قلت لهم إنك أكلته وأنت لم تفعل ذلك؟ * كانت إجابة التلميذ كالصاعقة على الحاضرين وأصابتهم بالدهشة وسال دمع بعضهم، جعلت المدير يبكي بصوت مسموع رغم اجتهاده في إخفاء ذلك، قال التلميذ مجيباً عن أسئلة الأستاذ أحمد: «يا أستاذ، أحسن يقولوا أكلته أنا ولا يقولوا أكله الأستاذ»، فبكى الجميع. هذا التلميذ يعرف قيمة الأستاذ ومكانته لدى الناس ولا يريد أن يشوه هذه الصورة الجميلة، نرجو من جميع الأسر أن تربي أبناءها على حب واحترام وتقدير المعلم، يعتبر المعلم قائماً مقام الوالدين والمجتمع في تربية الأبناء وتوجيههم وإرشادهم في جميع نواحي حياتهم. الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى التي يحيا فيها الإنسان ويتأثر بها كثيراً سواء من حيث تكوينه الجسمي أو العقلي أو من حيث اكتسابه العادات والتقاليد والأفكار والقيم والاتجاهات، لذلك عليها أن ترشده باحترام وتقدير المعلم. كسرة أخيرة تعتبر مهنة التعليم من أكثر المهن قيمة وأهمية في المجتمع، المعلمون هم الأشخاص الذين يفتحون لك أبواب المعرفة والعلم، ويسهمون في بناء مستقبلك وتشكيل شخصيتك، ونوجه أبناءنا بإظهار الاحترام للمعلم تقديرا لجهوده التي يبذلها في تعليم أبنائنا، وتقدير المعلم بتقديم كلمات شكر لطيفة التي يمكن أن يكون لها أثر كبير في نفسه، وحث الأبناء على التعاون مع المعلم والزملاء في الفصل وهذا يساعد على خلق بيئة تعليمية إيجابية ومحفزة، كما أن التزام الطالب بواجباته الدراسية واحترام مواعيد الحصص يعكس جديته ويجعل المعلم يشعر بالاحترام لتعبه وجهده. وللمعلم كذلك دور في خلق بيئة تعليمية محفزة، وهم الذين يلهمون الطلاب من خلال تحفيزهم وتوجيههم نحو الاستكشاف والتعلم ويقدمون لهم الأدوات اللازمة لفهم العالم من حولهم، وتوجيه الطلاب نحو التفكير النقدي والإبداع مما يساعد في بناء شخصيات قوية وواعية، كما أن المعلم عليه أن يقدم الدعم النفسي والمعنوي للطلاب ليساعدهم على تجاوز التحديات والمضي قدما في رحلة تعليمية ناجحة، كما أن المعلم لا يقتصر دوره على التعليم الأكاديمي فقط، بل يشمل أيضا غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الطلاب.
486
| 25 ديسمبر 2024
اليوم الوطني في دولة قطر 18 ديسمبر ليس مجرد احتفال عادي، بل هو مناسبة نجدد فيها العهد والولاء للوطن وللقيادة الحكيمة، إنه يوم يجسد القيم الوطنية والاعتزاز بالهوية القطرية، والذكرى السنوية التي تربط بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر والمستقبل الواعد، هذا اليوم يمثل مناسبة عظيمة تربط بين الماضي والحاضر، فهو يوم يجسد القيم الوطنية والتقاليد العريقة، ويبرز الإنجازات التي تحققت على مر السنين. الماضي في 18 ديسمبر من كل عام، تحتفل قطر بذكرى تأسيس الدولة على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه في العام 1878م، كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، حيث عمل المؤسس والشعب القطري على بناء دولة مستقلة وقوية، لقد كانت روح التضحية والإرادة القوية هي العوامل الرئيسية التي ساعدت في تحقيق الوحدة والاستقرار، التاريخ القديم لقطر يحمل في طياته الكثير من القصص البطولية والإنجازات الكبيرة التي أسست لمرحلة جديدة من التنمية والتطور، وكان لبذرة تضحيات أجدادنا في تلك الفترة ثمار جناها الجيل الحالي ويستمتع بها في حياته التي يعيشها بين الرفاهية والجد في العمل والمثابرة التي غرزها أجدادنا في نفوس أحفادهم. الحاضر اليوم، قطر تقف شامخة بإنجازاتها المذهلة في مختلف المجالات، تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله ورعاه، وشهدت البلاد تطوراً سريعاً في البنية التحتية، التعليم، الصحة، والاقتصاد. قطر اليوم هي دولة عصرية، تسعى لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد قوي ومتنوع، مظاهر الاحتفالات باليوم الوطني تعكس الفخر والاعتزاز بهذه الإنجازات، الشوارع والميادين تتزين بالأعلام الوطنية، وتقام الفعاليات المتنوعة التي تجمع بين الترفيه والتثقيف، مثل المهرجانات الثقافية، الألعاب النارية، والعروض الفنية، عرض التراث القطري في درب الساعي الذي أحبه القطريون في ثوبه الجديد بمنطقة أم صلال لتنوعه وجديده في كل عام، وتزينت قرية الحي الثقافي (كتارا) بزينتها الوطنية وأصبحت ملاذا للأسر القطرية يستذكرون فيها الماضي والحاضر، هذه الفعاليات ليست فقط للاحتفال، بل هي فرصة لتعزيز الهوية الوطنية وإبراز التقدم الذي حققته البلاد. بين الماضي والحاضر بين الماضي والحاضر، يكمن رابط قوي يتمثل في الحب العميق للوطن والالتزام بالقيم الوطنية، اليوم الوطني هو فرصة لتذكير الجيل الجديد بتراثهم العريق وتشجيعهم على مواصلة مسيرة البناء والتطور، إنه يوم يجسد الوحدة الوطنية والتضامن بين القيادة والشعب، ويعزز الروابط الاجتماعية والقيم الثقافية، ويمثل اليوم الوطني فرصة لأبناء قطر لتجديد العهد بالولاء للوطن ولقادته، إنه يوم يعبر فيه المواطنون عن محبتهم ووفائهم للقيادة الرشيدة التي تقود البلاد نحو التقدم والازدهار، وتعزز الفعاليات الثقافية والرياضية في هذا اليوم روح الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع، وتظهر للعالم أجمع مدى التزام الشعب القطري بقيمه وتقاليده. الإنجازات والمستقبل خلال احتفالات اليوم الوطني، يتم تسليط الضوء على الإنجازات الكبيرة التي حققتها قطر في مختلف المجالات، من التعليم والصحة إلى البنية التحتية والتنمية الاقتصادية. كما تُعرض الخطط المستقبلية التي تهدف إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى لجعل قطر دولة متقدمة ومستدامة على كافة الأصعدة، ومنها المشاركة المجتمعية الواسعة من جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال والشباب والكبار، وهذا التلاحم الفريد بين الشعب وقيادته يجسد الفخر الجماعي بإنجازات الوطن، ويعيش الجميع لحظات من الفرح والاعتزاز في هذا اليوم المميز. كسرة أخيرة أنتهز هذه المناسبة العظيمة لقلوبنا لأهنئ قيادتنا الشابة الواعية المتمثلة في أمير الشباب حضرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، وسمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، وكافة أفراد الشعب القطري ولإخواننا المقيمين معنا ونجدد ولاءنا وفخرنا وعزتنا لقيادتنا الرشيدة، ونسأل الله العلي القدير ان يعيد علينا هذه المناسبة في العام القادم وارض فلسطين محررة وجميع بلاد المسلمين والمسجد الأقصى حرا يصلي فيه من يشاء من المسلمين في كافة انحاء العالم، والشقيقة سوريا مستقرة تحت قيادة حكومتها الثورية الحرة لتلحق بركب اقوى الدول اقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا. ودامت قطر بالعز تسمو حرة لجيلنا ولأجيالنا القادمة.
393
| 20 ديسمبر 2024
وقع أمامي كتاب قيّم يتماشى مع ما يدور في مجتمعاتنا خاصة المجتمعات الخليجية ويعالج كثيراً من بعض العادات الضارة الدخيلة على مجتمعاتنا التي استحدثت بعد ظهور البترول وزيادة دخل الفرد في دولنا ومؤلف الكتاب هو الكاتب عمر الجعيدي وهو أستاذ جامعي فلسطيني بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، وقد تناول الكتاب موضوعا هاما يخص كل بيت وأسرة، وما تعانيه من مشاكل بسبب التحكم في الرغبات الاستهلاكية وكيفية بناء عادات مالية ذكية تساهم في تحسين إدارة الأموال والابتعاد عن الشراء العشوائي أو غير الضروري، ويركز الكتاب على تقديم نصائح عملية للتخلص من العادات الاستهلاكية السيئة، واستخلصت بعض النصائح الرئيسية المستفادة من الكتاب، أرجو أن يعيها كل من يقرأها ويرغب في تكوين أسرة معتدلة تعيش في رغد ورفاهية معقولة حسب دخلها المادي لأن بعض الأسر تزداد مشاكلها بسبب البذخ الاجتماعي ومحاكاة الآخرين والتباهي الضار الذي يمحق البركة في ما اكتسبته الأسرة ويبدد ممتلكاتها. التحكم في الرغبات الاستهلاكية لا ندع الإعلانات والتسويق يدفعاننا إلى شراء أشياء لا نحتاجها بدلاً من ذلك، نسأل أنفسنا قبل كل عملية شراء، هل هذا الشيء ضروري بالفعل أم مجرد رغبة عابرة، ونتجنب بقدر الإمكان التسوق العاطفي الذي يعتمد على المزاج مثل الشراء عند الشعور بالتوتر أو السعادة. نضع خطة مالية نقوم بكتابة ميزانية شهرية تتضمن دخلنا ومصاريفنا الأساسية (الطعام، السكن، المواصلات، إلخ)، ونحاول الالتزام بهذه الميزانية بالتعود لنحافظ على استقرارنا المالي، مع تحديد مبلغ معين للإنفاق على الأمور الترفيهية أو غير الأساسية، والتزم بهذا المبلغ دون تجاوزه. نفكر في القيمة وليس السعر عند شراء أي منتج، يجب أن نركز على القيمة التي سيقدمها لنا على المدى الطويل وليس فقط السعر، ومن الأفضل الاستثمار في منتجات ذات جودة عالية تدوم طويلاً بدلًا من المنتجات الرخيصة التي تتلف بسرعة. نتجنب الإغراءات التسويقية لا نقع في فخ العروض الترويجية مثل «اشترِ واحدًا واحصل على الآخر مجانًا» أو التخفيضات الكبرى التي قد تدفعك لشراء أشياء غير ضرورية، ونأخذ الوقت الكافي لاتخاذ قرار الشراء. تأجيل الشراء نحاول تأجيل اتخاذ قرار الشراء لمدة 24 ساعة أو أكثر قبل اتخاذ القرار النهائي لنعطي أنفسنا فرصة أخرى قد نجد من خلالها أننا لا نحتاج إلى هذا المنتج، وهذا يساعدنا كثيرا في تقليل الشراء العاطفي والاندفاعي. الاستثمار في تجارب حياتية وليس في الأشياء بدلاً من إنفاق أموالنا على شراء أشياء مادية، نفكر في الاستثمار في تجارب حياتية مثل السفر أو التعلم، التي تضيف قيمة معنوية أكبر لحياتنا. نتعلم من أخطائنا السابقة نعود أنفسنا بأن نقوم بمراجعة مشترياتنا السابقة وتحديد الأشياء التي كنا قد اشتريناها ولم نكن بحاجة إليها، ونستخدم هذا التعلم لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء مستقبلاً. تبسيط حياتنا نتجنب تكديس الأشياء التي لا نحتاج إليها، ونعمل على تبسيط حياتنا من خلال شراء ما هو ضروري فقط، ذلك لا يحسن وضعنا المالي فحسب، بل يعزز من راحتنا النفسية أيضًا، ونستمتع بما لدينا من مقتنيات اشتريناها سابقاً بدلاً من السعي المستمر للحصول على أشياء جديدة، وهذه العادة قد تساعدنا في تقدير قيمة الأشياء وتقليل الرغبة الجامحة في الشراء. كسرة أخيرة رغم أن مجتمعنا القطري من دون المجتمعات الأخرى بتفرده وتمسكه الشديد بهويته محافظا على الجوهر العام للقيم المجتمعية، واستطاع المجتمع القطري صياغة مواقف متوازنة بين الأصالة والمعاصرة رغم التحولات العصرية وتأثيراتها على الثقافية وبعلاقة الإنسان بمجتمعه ودخول عادات كثيرة دخيلة ناتجة من اختلاطنا بعدد من الثقافات العربية الأخرى، ولا نستطيع أن نقول إن هناك مثالية في مجتمعنا ولكن رغم قوة المتغيرات التي ألقت بظلالها على بعض العادات والتقاليد خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يكثر فيه البذخ وتزداد القوة الشرائية للضروري وغير الضروري، وساهم في ذلك استخدام التكنولوجيا وصفحات التواصل الاجتماعي التي تكثر فيها العروض المغرية شكليا والفارغة في أحيان كثيرة من ناحية القيمة والجودة والأهمية، ولو اتبعنا بعض المعالجات الضرورية في الأسرة سوف نقاوم هذه المتغيرات الدخيلة ونتغلب عليها ونجعل تأثيرها السلبي لا يذكر في حياتنا اليومية.
2736
| 11 ديسمبر 2024
تحتفل دولة قطر والعالم باليوم العالمي لذوي الإعاقة في اليوم الثالث من شهر ديسمبر من كل عام، وتجسدت قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار حركة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة العالمية «لا شيء عنا بدوننا». ويرمز الشعار إلى المتطلبات الأساسية للمشاركة والتمثيل والإدماج ويدعو الأشخاص ذوي الإعاقة إلى تشكيل ظروف حياتهم بشكل نشط، وتولي الأمم المتحدة ومنظماتها اهتماما بتعزيز قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على اتخاذ القرارات والقيادة، وكذلك أولت بلادنا قطر أولوية لهذه الفئة في المبادرات التي أطلقتها ليس فقط لتعزيز حقوقهم ورفاهيتهم، بل وأيضًا لتعزيز التنمية الشاملة على سبيل المثال تمكين الجميع من الوصول الشامل إلى الخدمات الأساسية، وقد مكنت الدولة من خلال دمج ذوي الإعاقة ونهجين مستهدفين وشاملين لإدماجهم من خلال التشاور وجمع البيانات وتحليلها، والدعم من خلال جهود المناصرة والمساءلة، وتقوم جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة بمجهودات كبيرة بالتعاون مع المراكز المتخصصة في هذا المجال لتعزيز دورهم في المجتمع مثل مركز النور للمكفوفين ومركز الشفلح ومركز رعاية كبار القدر التابعين لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة. تعزيز قيادة ذوي الإعاقة لمستقبل شامل ومستدام ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام على خلفية التطورات العالمية المحورية، من قمة المستقبل إلى القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية القادمة، وتستكمل هذه القمم العالمية الرئيسية بعضها البعض في توفير خارطة طريق مستمرة نحو السلام والتنمية الشاملة والمستدامة للأشخاص ذوي الإعاقة، ومن خلال التأكيد على هذا التكامل، يهدف الموضوع المختار للاحتفال في هذا العام إلى التأكيد على أهمية الاستفادة من قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان السلام والتنمية الشاملة والمستدامة للجميع، ونجحت دولتنا في تحقيق العديد من الأهداف في هذا التوجه العالمي. العناية بذوي الاحتياجات الخاصة يعد مركز النور للمكفوفين من أبرز المؤسسات القطرية التي تسعى لتحقيق أهداف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة لمستقبل شامل ومستدام، عبر تقديم البرامج والأنشطة التأهيلية والتعليمية المتخصصة والتدريب المهني، التي تمكن المكفوفين من اكتساب المهارات التي تؤهلهم للاندماج في المجتمع، وفي هذا اليوم، تتوجه الأنظار نحو قصص النجاح والتحديات التي يواجهونها في مختلف المجالات، ويقدم المركز برامج متنوعة وداعمة لذوي الإعاقة البصرية ويعتمد على أحدث طرق التدريس (برايل) بالإضافة إلى أساليب مبتكرة لتطوير مهارات التواصل والإبداع عن طريق خلق بيئة تعليمية متكاملة، وكذلك تقوم المراكز الأخرى بالدولة بإبراز أنشطتها وبرامجها التفاعلية احتفاءً بهذا اليوم العالمي، وإقامة الدورات التدريبية التي تهدف إلى التغلب على التحديات التي تواجه هذه الفئات واستحداث الأدوات المساعدة في الدراسة والعمل. كسرة أخيرة بهذه المناسبة الحبيبة إلى قلوبنا لا يفوتنا أن نتقدم بالشكر لكل الجهات الداعمة لذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بالاحتفاء بهذا اليوم لإبراز دورهم في المجتمع ولفت الانتباه إلى عظم دورهم وفعاليتهم في المجتمع القطري، وهناك شخصيات عديدة لها قصص نجاح في عدة مجالات برزت وأبدعت فيها وتفوقت على الأصحاء من قرنائهم في نفس المجال، من هذه المراكز نتوجه بالشكر والتقدير لمركز النور للمكفوفين الذي قام بعدة أنشطة وبرامج توعوية أبرزت دور ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع القطري، وكذلك الشكر لمركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو أول مركز خاص فتح بدولة قطر، الذي تم تأسيسه عام (2002/ 2003) والافتتاح الرسمي في عام (2004)، وتم إنشاء هذا المركز بعزيمة وإصرار من الدكتورة هلا السعيد والكبير في عطائه لكي يكون شعاع نور لكل معاق ولكي تنقل خبرتها وتجربتها الخاصة لكل أسرة وطفل من ذوي الإعاقة، كما نتقدم بالتحية والتقدير لجمعية قطر للاحتياجات الخاصة التي ترعى كل الأمور المتعلقة بالحياة اليومية لهذه الفئة الفاعلة في المجتمع.
570
| 05 ديسمبر 2024
مساحة إعلانية
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2781
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2466
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
1752
| 03 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1467
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1101
| 29 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
732
| 30 أكتوبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
723
| 02 نوفمبر 2025
من الشيق استرجاع حدث سابق تم تحليل واقعه...
690
| 28 أكتوبر 2025
ليست كل النهايات نهاية، فبعضها بداية في ثوب...
690
| 29 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، أصبحت الأغاني تصدح في كل...
639
| 30 أكتوبر 2025
الحمدُ للذي أنطقَ اللسان، وجعل للكلمةِ سُلطانا وللبيانِ...
582
| 02 نوفمبر 2025
نقف اليوم أمام صروحٍ زجاجية تناطح السحاب، ونمشي...
555
| 29 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل