رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أثبتت جميع الدراسات الطبية أهمية الرياضة وقدرتها في المساعدة على الوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز الثقة في النفس، والتقارب مع الاخرين، لان الرياضة مشاركة، ولها أثرها في كل الجوانب الحياتية والاقتصادية، حيث تقلل من فاتورة الذهاب الى المستشفيات، وإسعاد ممارسيها، وهذا ما أكده العلم، وهذا يؤكد ان مبادرة دولتنا الحبيبة قطر لنشر ثقافة الرياضة كأسلوب حياة نابعة من رؤية القيادة الحكيمة لتحقيق مجتمع سليم معافى يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتطوير الدولة في جميع مناحي الحياة.
قيادة واعية نحو مجتمع واع
خصصت دولة قطر يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام ليكون يوماً رياضياً رسمياً للدولة، بموجب القرار الأميري رقم (80) لسنة 2011، وذلك إدراكًا منها لأهمية الرياضة في بناء الإنسان وتطوير المجتمع، ويهدف اليوم الرياضي إلى زيادة الوعي بأهمية النشاط البدني وتشجيع جميع أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ليكون أسلوب حياة متكاملاً.
ويعد اليوم الرياضي للدولة فرصة لتعزيز مفهوم الرياضة للجميع وتحقيق توازن شامل بين الجسم والعقل، كما يعكس التزام بلادنا في نشر الوعي حول أهمية الرياضة في تعزيز الصحة البدنية.
تنظيم ناجح وبنية تحتية متميزة
منذ انطلاقته في 2012، وتلاقى فعاليات اليوم الرياضي للدولة نجاحًا كبيرًا عاما بعد عام، ويشارك في تنظيم فعاليات رياضية متنوعة مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ما يعكس التزام الجميع بتحقيق الوعي بالرياضة وأثرها الإيجابي على حياة الأفراد والمجتمعات، ويتميز اليوم الرياضي لهذا العام بتنظيم فعاليات رياضية تشمل كرة القدم، كرة السلة، ركوب الدراجات الهوائية، السباحة، إضافة إلى العديد من الأنشطة التي تناسب كافة الفئات العمرية، كما يتم فتح المنشآت الرياضية والمتنزهات العامة لتنظيم فعاليات تشجع أفراد المجتمع على المشاركة، وكان لاسهام البنية التحتية المتميزة في قطر من خلال مسارات المشاة وركوب الدراجات والمنشآت الرياضية، أثر كبير في تحفيز ممارسة النشاط الرياضي لكل فئات المجتمع، وتعمل لجنة اليوم الرياضي بوزارة الرياضة والشباب على وضع معايير وشروط للفعاليات لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للمشاركين، وتهدف جميع هذه الفعاليات إلى توعية المواطنين والمقيمين بأهمية استبدال أسلوب الحياة غير الصحي بأسلوب أكثر نشاطًا، في سبيل الحفاظ على الصحة وتقليل المخاطر الصحية.
اليوم الرياضي يعزز أهداف رؤية قطر 2030
اليوم الرياضي يعبر عن حرص قطر على تحقيق رؤيتها الوطنية عام 2030، وأن تكون عاصمة للرياضة في العالم، والكل كان سعيدا وهو يشارك في اليوم الرياضي الذي جعل من الرياضة أسلوب حياة وثقافة لدى جموع القطريين والمقيمين دون تفرقة مما يصب في اتجاه بناء مجتمع منتج وقادر على الإبداع، ومشاركة الدولة شعبا وحكومة وقيادة يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المشاركة في اليوم الرياضي مما دفع جموع الشعب إلى الالتحام مع القيادة الحكيمة في هذه المناسبة المتفردة التي سبقنا بها جميع دول العالم وأصبحت بعد هذه السنين تساهم في تعزيز احد أهم ركائز رؤية قطر 2030 وهي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتي من شأنها رفع دولة قطر إلى مصاف الدول المتقدمة وتعزيز دورها الكبير في المجتمع الدولي.
اليوم الرياضى فرصة لتغيير نمط الحياة إلى الأفضل
اليوم الرياضى للدولة أصبح بعد مرور كل هذه الأعوام فرصة عظيمة لتغير نمط الحياة إلى الأفضل، ومبادرة رائدة لبناء مجتمع متقدم ومزدهر، من خلال تشجيع الافراد على ممارسة النشاط البدني وأنماط الحياة الصحية.
كما أنه دليل حي على تشجيع الدولة لممارسة الرياضة، وما تنطوي عليه من فوائد تعود على صحة الإنسان، فالرسالة التي ترسلها الدولة في هذا اليوم الا تكون الرياضة في هذا اليوم وحسب، بل تتعدى لتثبت ضرورة الممارسة المستمرة لتعود بالنفع على كافة سكان قطر.
كسرة أخيرة
تحولت قطر بالأمس إلى ملعب رياضي كبير ومفتوح للجميع، وهذا التجاوب الكبير يؤكد مدى النجاح الذي تحقق من أجل جعل الرياضة جزءا من النشاط اليومي للفرد وثقافة لديه، وليست مجرد نشاط ترفيهي، مما جعل الدولة تحقق انجازات كبيرة فى المجال الرياضى وآخر تلك الانجازات الفوز بكأس الامم الاسيوية بعد تنظيم أكبر مونديال عالمي في قطر 2022م وفوزها بتنظيم بطولة العالم لكرة السلة عام 2027، وكذلك بتنظيم بطولة الألعاب الآسيوية عام 2030م، وبذلك تصبح قطر عاصمة الرياضة العربية.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم خارج إطار العطاء، بل نراهم ذاكرة الوطن الحية، وامتداد مسيرة بنائه منذ عقود. هم الجيل الذي زرع، وأسّس، وساهم في تشكيل الملامح الأولى لمؤسسات الدولة الحديثة. ولأن قطر لم تكن يومًا دولة تنسى أبناءها، فقد كانت من أوائل الدول التي خصّت المتقاعدين برعاية استثنائية، وعلاوات تحفيزية، ومكافآت تليق بتاريخ عطائهم، في نهج إنساني رسخته القيادة الحكيمة منذ أعوام. لكن أبناء الوطن هؤلاء «المتقاعدون» لا يزالون ينظرون بعين الفخر والمحبة إلى كل خطوة تُتخذ اليوم، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله – فهم يرون في كل قرار جديد نبض الوطن يتجدد. ويقولون من قلوبهم: نحن أيضًا أبناؤك يا صاحب السمو، ما زلنا نعيش على عهدك، ننتظر لمستك الحانية التي تعودناها، ونثق أن كرمك لا يفرق بين من لا يزال في الميدان، ومن تقاعد بعد رحلة شرف وخدمة. وفي هذا الإطار، جاء اعتماد القانون الجديد للموارد البشرية ليؤكد من جديد أن التحفيز في قطر لا يقف عند حد، ولا يُوجّه لفئة دون أخرى. فالقانون ليس مجرد تحديث إداري أو تعديل في اللوائح، بل هو رؤية وطنية متكاملة تستهدف الإنسان قبل المنصب، والعطاء قبل العنوان الوظيفي. وقد حمل القانون في طياته علاوات متعددة، من بدل الزواج إلى بدل العمل الإضافي، وحوافز الأداء، وتشجيع التطوير المهني، في خطوة تُكرس العدالة، وتُعزز ثقافة التحفيز والاستقرار الأسري والمهني. هذا القانون يُعد امتدادًا طبيعيًا لنهج القيادة القطرية في تمكين الإنسان، سواء كان موظفًا أو متقاعدًا، فالجميع في عين الوطن سواء، وكل من خدم قطر سيبقى جزءًا من نسيجها وذاكرتها. إنه نهج يُترجم رؤية القيادة التي تؤمن بأن الوفاء ليس مجرد قيمة اجتماعية، بل سياسة دولة تُكرم العطاء وتزرع في الأجيال حب الخدمة العامة. في النهاية، يثبت هذا القانون أن قطر ماضية في تعزيز العدالة الوظيفية والتحفيز الإنساني، وأن الاستثمار في الإنسان – في كل مراحله – هو الاستثمار الأجدر والأبقى. فالموظف في مكتبه، والمتقاعد في بيته، كلاهما يسهم في كتابة الحكاية نفسها: حكاية وطن لا ينسى أبناءه.
8823
| 09 أكتوبر 2025
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا صحفيًا لا وجود فيه للصحافة؟ منصة أنيقة، شعارات لامعة، كاميرات معلّقة على الحائط، لكن لا قلم يكتب، ولا ميكروفون يحمل شعار صحيفة، ولا حتى سؤال واحد يوقظ الوعي! تتحدث الجهة المنظمة، تصفق لنفسها، وتغادر القاعة وكأنها أقنعت العالم بينما لم يسمعها أحد أصلًا! لماذا إذن يُسمّى «مؤتمرًا صحفيًا»؟ هل لأنهم اعتادوا أن يضعوا الكلمة فقط في الدعوة دون أن يدركوا معناها؟ أم لأن المواجهة الحقيقية مع الصحفيين باتت تزعج من تعودوا على الكلام الآمن، والتصفيق المضمون؟ أين الصحافة من المشهد؟ الصحافة الحقيقية ليست ديكورًا خلف المنصّة. الصحافة سؤالٌ، وجرأة، وضمير يسائل، لا يصفّق. فحين تغيب الأسئلة، يغيب العقل الجمعي، ويغيب معها جوهر المؤتمر ذاته. ما معنى أن تُقصى الميكروفونات ويُستبدل الحوار ببيانٍ مكتوب؟ منذ متى تحوّل «المؤتمر الصحفي» إلى إعلان تجاري مغلّف بالكلمات؟ ومنذ متى أصبحت الصورة أهم من المضمون؟ الخوف من السؤال. أزمة ثقة أم غياب وعي؟ الخوف من السؤال هو أول مظاهر الضعف في أي مؤسسة. المسؤول الذي يتهرب من الإجابة يعلن – دون أن يدري – فقره في الفكرة، وضعفه في الإقناع. في السياسة والإعلام، الشفافية لا تُمنح، بل تُختبر أمام الميكروفون، لا خلف العدسة. لماذا نخشى الصحفي؟ هل لأننا لا نملك إجابة؟ أم لأننا نخشى أن يكتشف الناس غيابها؟ الحقيقة الغائبة خلف العدسة ما يجري اليوم من «مؤتمرات بلا صحافة» هو تشويه للمفهوم ذاته. فالمؤتمر الصحفي لم يُخلق لتلميع الصورة، بل لكشف الحقيقة. هو مساحة مواجهة بين الكلمة والمسؤول، بين الفعل والتبرير. حين تتحول المنصّة إلى monologue - حديث ذاتي- تفقد الرسالة معناها. فما قيمة خطاب بلا جمهور؟ وما معنى شفافية لا تُختبر؟ في الختام.. المؤتمر بلا صحفيين، كالوطن بلا مواطنين، والصوت بلا صدى. من أراد الظهور، فليجرب الوقوف أمام سؤال صادق. ومن أراد الاحترام فليتحدث أمام من يملك الجرأة على أن يسأله: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟
4830
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت الطائرات عن التحليق، وصمت هدير المدافع، لكن المدينة لم تنم. فمن تحت الركام خرج الناس كأنهم يوقظون الحياة التي خُيّل إلى العالم أنها ماتت. عادوا أفراداً وجماعات، يحملون المكان في قلوبهم قبل أن يحملوا أمتعتهم. رأى العالم مشهدًا لم يتوقعه: رجال يكنسون الغبار عن العتبات، نساء يغسلن الحجارة بماء بحر غزة، وأطفال يركضون بين الخراب يبحثون عن كرة ضائعة أو بين الركام عن كتاب لم يحترق بعد. خلال ساعات معدودة، تحول الخراب إلى حركة، والموت إلى عمل، والدمار إلى إرادة. كان المشهد إعجازًا إنسانيًا بكل المقاييس، كأن غزة بأسرها خرجت من القبر وقالت: «ها أنا عدتُ إلى الحياة». تجاوز عدد الشهداء ستين ألفًا، والجراح تزيد على مائة وأربعين ألفًا، والبيوت المدمرة بالآلاف، لكن من نجا لم ينتظر المعونات، ولم ينتظر أعذار من خذلوه وتخاذلوا عنه، ولم يرفع راية الاستسلام. عاد الناس إلى بقايا منازلهم يرممونها بأيديهم العارية، وكأن الحجارة تُقبّل أيديهم وتقول: أنتم الحجارة بصمودكم لا أنا. عادوا يزرعون في قلب الخراب بذور الأمل والحياة. ذلك الزحف نحو النهوض أدهش العالم، كما أذهله من قبل صمودهم تحت دمار شارك فيه العالم كله ضدهم. ما رآه الآخرون “عودة”، رآه أهل غزة انتصارًا واسترجاعًا للحق السليب. في اللغة العربية، التي تُحسن التفريق بين المعاني، الفوز غير النصر. الفوز هو النجاة، أن تخرج من النار سليم الروح وإن احترق الجسد، أن تُنقذ كرامتك ولو فقدت بيتك. أما الانتصار فهو الغلبة، أن تتفوق على خصمك وتفرض عليه إرادتك. الفوز خلاص للنفس، والانتصار قهر للعدو. وغزة، بميزان اللغة والحق، (فازت لأنها نجت، وانتصرت لأنها ثبتت). لم تملك الطائرات ولا الدبابات، ولا الإمدادات ولا التحالفات، بل لم تملك شيئًا البتة سوى الإيمان بأن الأرض لا تموت ما دام فيها قلب ينبض. فمن ترابها خُلِقوا، وهم الأرض، وهم الركام، وهم الحطام، وها هم عادوا كأمواج تتلاطم يسابقون الزمن لغد أفضل. غزة لم ترفع سلاحًا أقوى من الصبر، ولا راية أعلى من الأمل. قال الله تعالى: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ”. فانتصارها كان بالله فقط، لا بعتاد البشر. لقد خسر العدو كثيرًا مما ظنّه نصرًا. خسر صورته أمام العالم، فصار علم فلسطين ودبكة غزة يلفّان الأرض شرقًا وغربًا. صار كلُّ حر في العالم غزاويًّا؛ مهما اختلف لونه ودينه ومذهبه أو لغته. وصار لغزة جوازُ سفرٍ لا تصدره حكومة ولا سلطة، اسمه الانتصار. يحمله كل حر وشريف لايلزم حمله إذنٌ رسمي ولا طلبٌ دبلوماسي. أصبحت غزة موجودة تنبض في شوارع أشهر المدن، وفي أكبر الملاعب والمحافل، وفي اشهر المنصات الإعلامية تأثيرًا. خسر العدو قدرته على تبرير المشهد، وذهل من تبدل الأدوار وانقلاب الموازين التي خسرها عليها عقوداً من السردية وامولاً لا حد لها ؛ فالدفة لم تعد بيده، والسفينة يقودها أحرار العالم. وذلك نصر الله، حين يشاء أن ينصر، فلله جنود السماوات والأرض. أما غزة، ففازت لأنها عادت، والعود ذاته فوز. فازت لأن الصمود فيها أرغم السياسة، ولأن الناس فيها اختاروا البناء على البكاء، والعمل على العويل، والأمل على اليأس. والله إنه لمشهدُ نصر وفتح مبين. من فاز؟ ومن انتصر؟ والله إنهم فازوا حين لم يستسلموا، وانتصروا حين لم يخضعوا رغم خذلان العالم لهم، حُرموا حتى من الماء، فلم يهاجروا، أُريد تهجيرهم، فلم يغادروا، أُحرقت بيوتهم، فلم ينكسروا، حوصرت مقاومتهم، فلم يتراجعوا، أرادوا إسكاتهم، فلم يصمتوا. لم… ولم… ولم… إلى ما لا نهاية من الثبات والعزيمة. فهل ما زلت تسأل من فاز ومن انتصر؟
4521
| 14 أكتوبر 2025