رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

735

فاطمة بنت يوسف الغزال

بالمعلم تُبنى الأمم.. وبغيابه تتهاوى

08 أكتوبر 2025 , 02:29ص

في كل عام يقف العالم أجمع في الخامس من أكتوبر ليُكرِّم صنّاع العقول وبُناة الحضارة (المعلمين) في يومهم العالمي، هذا اليوم الذي يُذكّرنا جميعاً بأن وراء كل طبيب ماهر، ومهندس مبدع، وجندي شجاع، وقاض عادل، معلّماً أميناً حمل أمانة الكلمة، وغرس بذور العلم في عقولٍ صغيرة لتزهر حضارات كبيرة.

إن مكانة المعلم ليست ترفاً اجتماعياً ولا شعاراً احتفالياً، بل هي واجب ديني وأخلاقي وإنساني، فالمعلم هو من يضع اللبنات الأولى في بناء الإنسان، والإنسان هو الذي تبنى به الأوطان، وما من نهضة قامت، ولا حضارة أشرقت، إلا وكان المعلم هو أول من أضاء شمعتها.في اليوم العالمي للمعلمين لهذا العام، أطلقت اليونسكو ومنظمة العمل الدولية واليونيسف والاتحاد الدولي للمعلمين، نداءً للحكومات والشركاء والمجتمع الدولي إلى «الالتزام جماعياً بضمان الاعتراف بالتعاون كقاعدة أساسية في مهنة التدريس، لأن التعاون الفعال على جميع المستويات هو السبيل الوحيد لإقامة أنظمة تعليمية شاملة للجميع ومنصفة وقادرة على الصمود في جميع أرجاء العالم».

المعلم في ميزان الدين

لقد عظّم الإسلام من شأن العلماء والمعلمين أيّما تعظيم، فقال الله تعالى: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” (سورة المجادلة: 11)، كما قال النبي ﷺ: “إن العلماء ورثة الأنبياء” (رواه الترمذي)، فمن الذي يحمل ميراث الأنبياء بعدهم؟ إنه المعلم الذي يعلّم الناس الخير، ويُهذّب النفوس، ويزرع القيم، وينشر النور في العقول.

المعلم أساس كل تنمية 

جميع الكوادر البشرية من الأطباء والمهندسين والضباط والإعلاميين والاقتصاديين مروا يوماً بين يدي معلم صبور حمل على عاتقه مسؤولية تعليمهم وتربيتهم، ولهذا فإن احترام المعلم ليس احترامًا لشخصه فقط، بل احترام لرسالة الأمة كلها.

ومن هنا، يجب أن يكون وضع المعلم المعيشي والاجتماعي هو الأعلى بين موظفي الدولة، لأن مسؤولياته لا تنتهي عند نهاية الدوام، فهو يصنع المستقبل بيده، ويغرس في الأجيال حب الوطن والانتماء له.

حين تُكرم الدولُ معلّميها تنهض الشعوب 

إن الدول التي أدركت قيمة المعلم جعلت منه تاجًا على رؤوس أبنائها، ففي فنلندا، تُعد مهنة التعليم من أكثر المهن احتراماً وهيبة، ولا يُسمح لأحد بدخولها إلا بعد اختبارات صارمة، كما تُمنح للمعلمين رواتب ومزايا تليق بمكانتهم.

وفي اليابان، يُقدَّم المعلم في التحية حتى على الوزراء، لأنهم يرونه من صُنّاع النهضة والتقدم حتى بعد نزوله الى المعاش وأثناء حياته التقاعدية.

وفي ألمانيا، يُروى أن المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، حين أضرب الأطباء يومًا للمطالبة بمساواتهم في الرواتب مع المعلمين، أجابتهم بعبارتها الشهيرة: “كيف أُساويكم بمن علّموكم وأوصلوكم إلى ما أنتم عليه من علم ورفعة؟”، كلمةٌ واحدة اختصرت فلسفة التقدير، وأظهرت أن احترام المعلم هو سرُّ تقدّم الأمم ورفعة الشعوب.

المعلم في قطر صانع المستقبل ورافعة التنمية

إن دولة قطر تسير بخطى ثابتة نحو تطوير التعليم وبناء الإنسان، وهو ما أكدته رؤية قطر الوطنية 2030 التي جعلت من التعليم محور التنمية المستدامة، ومن هنا، فإن تمكين المعلمين القطريين، ورفع شأنهم المادي والمعنوي، وتشجيع الشباب على الالتحاق بكليات التربية، يمثل استثماراً في مستقبل البلاد وأمنها الفكري والعلمي.

ويجب أن تُعزَّز ثقافة احترام المعلم في نفوس الطلاب منذ الصغر، وأن تُدرج فضيلة تقدير المعلم في المناهج التربوية، ليشبّ الجيل على حب هذه المهنة الجليلة التي هي في حقيقتها رسالة لا وظيفة.

واجب المعلم تجاه مهنته ودولته

كما أن المجتمع والدولة مطالبان بتكريم المعلم وتقديره، فإن على المعلم أيضًا واجبات عظيمة: أن يكون قدوة في السلوك والانضباط والخلق، أن يؤدي رسالته بإخلاص بعيدًا عن التهاون والرتابة، أن يُواكب التطور العلمي والتكنولوجي ليبقى مؤثرًا ومواكبًا لعصره، أن يُغرس في طلابه حب الوطن والولاء له، وأن يُربّيهم على القيم النبيلة والإيجابية، فالمعلم الذي يحترم نفسه ومهنته يجبر الجميع على احترامه، مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت الأزمان.

*كسرة أخيرة

إن تكريم المعلم ليس مناسبة تُقام ليومٍ واحد، بل ثقافة تُغرس في المجتمع كل يوم، فبقدر ما نُعلي من شأن المعلم، نرفع من قيمة العلم، ونسمو بالوطن، وإذا أردنا لقطر أن تظل منارة علم وحضارة، فعلينا أن نُكرم معلميها، لأنهم هم الذين يصنعون الأجيال التي تصنع المستقبل. 

وكما قال الشاعر: 

قُمْ للمعلِّمِ وَفِّهِ التبجيلا            كادَ المعلمُ أن يكونَ رسولا

اقرأ المزيد

alsharq هل نحن مستعدون للتقدّم في العمر؟

مع أننا نتقدّم في العمر كل يوم قليلاً، إلا أن أحداً منا لا يرغب في الشيخوخة. فالإنسان بطبيعته... اقرأ المزيد

222

| 13 أكتوبر 2025

alsharq مـــن يتحمــــــل مثــــل أهــــل غـــــزة؟

عامان من الفقد والدمار عامان من الإنهاك والبكاء عامان من القهر والكمد عامان من الحرمان والوجع عامان من... اقرأ المزيد

162

| 13 أكتوبر 2025

alsharq تفاصيل صغيرة

ما أجمل الحياة حين ننظر إليها من زوايا واسعة، فنكتشف ما يُسعدنا فيها، حتى لو كان بسيطًا وصغيرًا.... اقرأ المزيد

117

| 13 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية