رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

384

فاطمة بنت يوسف الغزال

أفعالنا.. مرآة لمبادئنا

12 مارس 2025 , 02:00ص

أحد المسلمين الغربيين سأله المذيع: كيف أسلمت؟ فأجاب قائلاً انه كان في رحلة سياحية مع زوجته إلى تركيا عام 1993، وأثناء تجولهما في إحدى القرى، ضلا الطريق، سأل الرجل أحد المارة عن عنوان الفندق، فأجابه القروي ببساطة: "لا يوجد هنا فندق، لكن يمكنكما المبيت عندي. "اصطحبهما الرجل إلى منزله، وعند دخولهما وجدا غرفة صغيرة في ظلام الليل فيها خمسة أطفال وشيخان مسنان، بعد قليل، قدم لهما عشاءً بسيطًا، ثم قال: "يمكنكما النوم هنا، أما أنا وعائلتي فسننام في الغرفة الأخرى، وفي الصباح أراد السائح شكر مضيفه، لكنه تفاجأ بأن البيت ليس فيه سوى تلك الغرفة الوحيدة!".

بحث عن الرجل، فوجده نائمًا مع أسرته تحت شجرة في البرد القارس، صُدم السائح وسأله: "لماذا فعلت هذا؟ هل أنت مجنون؟"، أجابه الرجل "لست مجنونًا، بل أنا مسلم، والإسلام علّمني أن أكرم الضيف بما أملك، تأثرت زوجة السائح وبكت من الموقف، وقال الرجل في نفسه: "إذا كان هذا هو الإسلام الحقيقي وليس ما يُشاع عنه، فلا بد أن أتعرف عليه أكثر".

أخذ نصيحة مضيفه واشترى ترجمة للقرآن والسنة، فظل يقرأ شهرين حتى اقتنع وأعلن إسلامه، ثم قرر أن ينشر هذا الدين العظيم، فأسلم على يديه أكثر من ألف شخص، وأصبح يعمل على بناء مركز إسلامي في رومانيا، حاملًا رسالة الأخلاق الإسلامية للعالم.

* الأخلاق الرفيعة أبلغ من أي دعوة، وقد يكون تصرف واحد بصدق، خيرًا من ألف كلمة، وما تفعله حركة حماس مع الأسرى الإسرائيليين تعكس التزام الحركة بالقيم الإنسانية والمبادئ الإسلامية، هذه المعاملة اثرت بشكل إيجابي على الأسرى وتعاطفهم وما القبلة التي طبعها الجندي الإسرائيلي الأسير على جبهة احد ابطال المقاومة أمام وسائل الاعلام المختلفة الا دليل على امتنانه لهؤلاء الأبطال على المعاملة الإنسانية التي وجدها هو ومن معه بالرغم من طول مدة الأسر والحرمان طوال هذه المدة، وروى الشيخ عبدالله بن منصور لما بدأنا نسأل بعض الشباب في أوروبا لماذا أقبلتم على الإسلام؟، قالوا بسبب أحداث غزة وقالوا انهم رأوا أناسا لهم اله يعبدونه في غزة حق العبادة، فأحببنا الاله الذي أنزل القرآن، وتذكر احدى الفتيات للشيخ وعمرها اثنتا عشرة سنة سبب اسلامها وتقول لما رأيت صبر اهل غزة والأطفال وهم دائما في اطمئنان والأم يموت لها خمسة أطفال وتقول الحمد لله ذهبوا الى الجنة، قلت لابد أن اعرف أي دين وراء هؤلاء فبدأت ابحث، تقول هذه الفتاة سبحان الله اول ما امسكت ترجمة القرآن للبحث فيه، وقرأت في تفاسير الآيات حتى بكيت من كل قلبي وعلمت ان هذا هو الاله الحق جل وعلا له حكمة في كل ما يحدث وما قد نراه شرا ربما يكون في طياته الخير ونحن لا نعلم.

ادعوا إلى الله وأنتم صامتون

يُروى أن قائدًا عظيمًا اشتهر بعدله وحكمته، وصل إلى أرض تسكنها قبائل بدائية لا يعرفون القراءة أو الزراعة ولا يحسنون صناعة الملابس أو بناء البيوت فاتخذوا الجحور مأوى لهم، رأى القائد حالهم فأشفق عليهم وعزم على تغيير واقعهم، بدأ بتعليمهم أسس الزراعة وكيفية بناء البيوت وصناعة الملابس حتى تغيرت حياتهم تمامًا وصاروا مجتمعًا متحضرًا يعرف الاستقرار والعمل، وأثناء ذلك اقترب منه أحد رفاقه وكان رجلًا صالحًا فقال: "ألا ندعوهم أولًا لعبادة الله الواحد قبل أن ننشغل بأمور الدنيا؟"، فابتسم القائد بحكمة وقال: "لنستر عورتهم أولًا ونُطعم جائعهم ونُعلمهم كيف يعيشون بكرامة وعندها ستنفتح عقولهم وقلوبهم لما هو أعظم"، مرت الأيام، وازدهرت حياة القوم، وحين حان وقت رحيل القائد جاءه أهل تلك الأرض يسألونه عن دينه ومعبوده فقد رأوا فيه وفي رجاله مثالًا للنبل والأخلاق، فحدثهم عن الإيمان بالله الواحد فلم يكد يُنهي كلامه حتى آمنوا جميعًا، عندها التفت القائد إلى صاحبه وقال: "دع أعمالك وأخلاقك تتحدث عن إيمانك فالقدوة الحسنة هي أعظم دعوة إلى الحق"، وهكذا انتشرت دعوته لا بالكلام وحده بل بالعمل الصالح والسلوك الطيب، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون"، الدعوة إلى الله لا تكون فقط بالقول بل بالسلوك والمعاملة الحسنة، فالناس يتأثرون بالأفعال أكثر من الأقوال.

كسرة أخيرة

"رأينا كيف أن الايمان لدى المسلمين يلعب دورا رئيسيا في منح سكان غزة القدرة على الصمود" هذه عبارة نطق بها شاب امريكي عبر مقطع فيديو تم نشره اعلن فيه اعتناقه الإسلام بعد ان شاهد مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وبدأ الشاب كغيره متأثرا من صمود أناء غزة على ما اصابهم من فقدان عائلاتهم ومنازلهم ولا تتردد على السنتهم سوى كلمات تدل على ايمانهم بالقضاء والقدر (الحمد لله، حسبي الله ونعم الوكيل، انا لله وانا اليه راجعون) ووثق الفيديو انبهار الشاب بأهل غزة وشرح كيف أثروا على تفكيره وجعلوه يفكر في اعتناق الإسلام بسبب قوة ايمانهم، وبهذه المواقف تنتشر مبادئنا الإسلامية واخلاقنا وتكون مرآتنا للعالم حتى يتغير المفهوم المغلوط الذي بثه الغرب عن ديننا.

مساحة إعلانية