رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

2604

فاطمة بنت يوسف الغزال

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

26 مارس 2025 , 02:00ص

* ‏ قبل أيام قليلة مر علينا يوم الأم، 21 مارس الجاري، لنقف معًا في هذه الأيام الكريمة من الشهر الكريم لتكريم أعظم نعمة وهبها الله للإنسان وهي الأم، ورغم أن الاحتفال بها في هذا اليوم يحمل طابعًا خاصًا، فإن حب الأم والبر بها لا يقتصر على يوم واحد، فهذا اليوم مجرد تذكير جميل يلفت انتباهنا إلى أهمية دورها العظيم وفضلها الذي لا يُحصى، الأم هي الملاذ الآمن في الأوقات العصيبة، وهي اليد الحانية التي تمسح الدموع وتمنح القوة عندما يعصف بنا الزمن، ديننا الحنيف علمنا الإحسان إليها، ورفع مكانتها حتى جعل الجنة تحت أقدامها، وكرس البر بها كواجب ديني وأخلاقي لا ينتهي، فهي العطاء المستمر والحب غير المشروط، وهي التي تبني أجيالاً وتسهم في صناعة مستقبل مشرق.

كيف نشكر أمهاتنا

وفي عصرنا اليوم، وبين ضغوط الحياة اليومية، قد ينسى البعض تقديم الشكر للأمهات على جهودهن وتضحياتهن، لذا يأتي (يوم الأم كتذكير) مؤثر لنقف لحظة تأمل وامتنان، نعبر فيها عن مشاعر الحب والتقدير، ليس فقط بالكلمات والهدايا، بل عبر أفعالنا اليومية تجاهها، إلى كل أم في هذا العالم، شكرا على حبك وحنانك الذي لا يُقدر بثمن، وإلى كل ابن وابنة، ليكن الاحتفال بالأم عملاً ممتدًا طوال العام، فلا يكفي يوم واحد لتقدير ما تقدمه الأم لنا من عطاء بلا حدود، فالأم ليست فقط مصدر الحياة، بل مصدر الأمل أيضا، وركيزة أساسية لكل ما هو جميل في حياتنا، فلنتذكر دائمًا أن الأم تستحق الأفضل في كل الأوقات.

الأم مدرسة

صدق الشاعر حافظ إبراهيم الذي جسد المعنى الحقيقي للأم في قوله:

الأم مدرسة إذا أعددتها                       أعددت شعبا طيب الأعراق

هذا البيت من قصيدته التي تحتفي بدور الأم العظيم في تربية الأجيال وغرس القيم والمبادئ التي تؤثر في نهضة المجتمعات، إن عظمة هذا المعنى تجسد أهمية دور الأم في بناء مستقبل أفضل، فالأم بحق هي المدرسة الأولى والأساس في بناء الفرد والمجتمع، إن دور الأم لا يقتصر على التربية فقط، بل يمتد إلى غرس القيم والمبادئ التي تشكل شخصية الأبناء، وتؤثر بشكل مباشر على تكوين أجيال تسهم في رفعة الوطن ورقيّه.

كيف نعد أماً تسهم في رفعة الوطن ورقيه؟

الأم هي النواة التي تبدأ منها كل بذرة صالحة، وهي التي تُعد شعبًا طيب الأعراق بالعلم، والأخلاق، والإيمان، فهي التي تحكي للأطفال قصص الأجداد، وترسخ لديهم حب الوطن، وتعلمهم أن يكونوا أعمدة المستقبل المشرقة، تُعد الأسرة المدرسة الأولى في تأصيل معاني الوطنية وحب الوطن وغرس القيم في نفوس الأطفال منذ الصغر والأم هي (مديرة مدرسة الأسرة) ليأتي بعدها دور المؤسسات التعليمية والاجتماعية الأخرى في مواصلة ما أسسته الأسرة، فإن للوالدين دورا هاما في تربية الطفل لا يستطيع المعلم أو أي شخص آخر أن يحل محلهما، فالمعلم قد يستطيع أن يزود الطفل بحصيلة من المعلومات تجعل منه دائرة معارف ولكنه يفتقد ما للوالدين من تأثير على اتجاهات الطفل نحو الحياة، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق الأم مسؤولية كبيرة في غرس حب الوطن في أطفالها فأطفال اليوم هم أجيال المستقبل، لذا لابد ان يعتني المجتمع بإعداد أمهات لتقوم بهذا الدور العظيم، وذلك بتوجيههن نحو زرع القيم الأساسية في أبنائها مثل الصدق والإخلاص والاحترام والتعاون، وتشجيع الأمهات على المشاركة الفاعلة في المجتمع عبر الأنشطة التطوعية والتعليمية مع توفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي لتعزيز قدرتها على أداء دورها في بناء الأسرة.

اهتمام دولة قطر لتمكين الأمهات

دولة قطر تولي اهتمامًا كبيرًا لدعم الأمهات وتمكينهن من خلال إنشاء مؤسسات وبرامج تهدف إلى تعزيز دورهن في المجتمع، من بين هذه المؤسسات: مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي تقدم برامج تعليمية وتدريبية للأمهات، والمؤسسات الخيرية مثل مؤسسة الشيخ عيد الخيرية والجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز الأمومة والطفولة، كل هذه المؤسسات تهتم بتقديم الدعم للأسر بما في ذلك الأمهات من خلال برامج تنموية واجتماعية تهدف الى تحسين جودة الحياة، وتوفير خدمات صحية وتثقيفية للأمهات بالإضافة الى برامج التوعوية حول التربية السليمة، كما أن هذه المؤسسات تعكس التزام دولة قطر بدعم الأمهات وتمكينهن ليكن ركيزة أساسية في بناء المجتمع.

كسرة أخيرة

بر الأم والإحسان إليها واجب على الأبناء وذلك بتقديم الاحترام والتقدير لها في حديثنا وتصرفاتنا، ونمتثل لقول المولى عز في قوله «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما»، ونساعدها في أعمال المنزل والأعباء اليومية، ونعبر دائما عن امتناننا لكل ما تقدمه الأمر بالكلمات والأفعال، وأن نجعل حديثنا عن أمهاتنا امام الآخرين مليئا بالاعتزاز ونُظهر دورها في نجاحنا وحياتنا مما يعزز مكانتها في المجتمع، وندعو لأمهاتنا بالخير والبركة في حياتهن ومماتهن، وهذا جزءا من إحساننا إليها، حفظ الله كل أم ومنحها الصحة والسعادة.

 

مساحة إعلانية