رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تختلف العقول البشرية في أهدافها المرسومة، وجميع تلك العقول هدفها الأول هو شق الطريق إلى أسباب الرزق، وهذا من المنطق الطبيعي، ولكن هُناك من يحيا لأجل هذا الهدف فقط فيصبح المال هو من يصنع صاحبه!. فالاهتمام بجمع المال بكل السُبل المُتاحة أصبحنا نراه بشكل واضح في تفاصيل حياتنا اليومية، وقد توهم الكثير بأن المال يخلد صاحبه في الحياة الدُنيا، وهذا ما يظنه الكثير من أصحاب الأموال، فهم يتلذذون بالأعين التي تنظر إليهم وهم يتنعمون بتلك وإظهارها للعامة وتلذذهم بمطاردة تلك الأنظار لهم حين يسيرون في الأرجاء لدرجة أن البعض وصل إلى مرحلة الوصف الذي وصفه القرآن الكريم "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا"، فهذا الإعجاب مُدمر ومخادع لصاحبه فيجعله يتمادى في رفاهيته دون وعي. وتمنى الكثير أن يكونوا في موقع صاحب المال لما تراه الأعين من نِعَم شُغل بها القاصي والداني وكأني أرى الآية الكريمة أمام عيناي حاضرة (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ* وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ* فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)، فالآية الكريمة حذرت من الغرور الذي يصاحب المال أو تملُك ذلك المال من صاحبه، كما أن زوال المال هو أول طريق الانتهاء من الإعجاب بتلك الشخصيات. وغالباً عند انهيار هذه المنظومة المالية يسقط صاحبها معها فلا ذكر له بعد ذلك، وذلك بسبب بسيط وهو أن المال هو المكون لصاحبه. هُناك من قام التاريخ بتخليدهم وإنصافهم، بتلك العقول التي صنعت لنفسها مكانة ثابتة لا تسقط مع رحيل صاحبها دون النظر إلى نسب أو مكانة أو دين. فالعالم المسلم أبوبكر الرازي أسس علوم الطب وما زال الفضل له بعد الله في تطور علوم الطب وهو مرجع هام لهذا. والعالم من خارج العالم الإسلامي أديسون جعل الإنسان في نعيم الإضاءات والتطور من اختراعه للمصباح الكهربائي. وهُناك الدكتور عبدالرحمن السميط رائد العمل الخيري في عصرنا الحديث. وكالأفعال التي يشاد بها إلى يومنا هذا في الكرم والتي ارتبطت باسم حاتم الطائي. وكم من شاعرٍ يُشاد بشعره الذي لا يكاد يخلو من حكم ومواعظ وكرم وشجاعة منشودة بأبياته وتؤخذ أبياتهم في الأدب وفي النصح. كما غرس الكثير من أجدادنا وآبائنا أثرهم في مجتمعاتنا وهو ما زلنا نراه اليوم من الوفاء في طلابهم، فكثير ما نسمع من رجالات الدولة وهم يشيدون بمعلميهم وذكر الفضل لهم إلى يومهم هذا في تفوقهم وتقدمهم العلمي والوظيفي والإشادة بما غرسه هؤلاء المعلمون الأفاضل من حكم فأصحبوا لهم قدوة حسنة. فوالله لهو هذا الفخر المنشود. فقد خلد التاريخ تلك الشخصيات لعقولها وعملها وفائدتها المقدمة للبشرية ولم يتطرق التاريخ إلى أجساد بلت وكانت تشتهر بالمال فقط إلا للموعظة. أخيراً: ما زلنا نرى اليوم بيننا مخترعين وكُتاباً ومُصلحين يجودون بأنفسهم وأوقاتهم وأعمالهم وأفكارهم ويطوعونها لخدمة الإنسانية علمياً وفكرياً واجتماعياً وما زالوا على هذا النهج على الرغم من التهميش الإعلامي والمجتمعي لهم إلا أنهم ما زالوا في ذات العطاء وما زالوا على ذلك المبدأ، وبلا شك سينصفهم التاريخ لا محالة فهؤلاء من يجب الاقتداء بهم فعلاً. فـالسؤال الذي يطرح نفسه كيف تُريد أن تصنع نفسك؟. bosuodaa@
1682
| 29 سبتمبر 2020
عبدالعزيز العبدالله إن الإنسان لفي نِعَم من الله تغمره ليل نهار، وذلك منذ بدء حياته وإلى آخر لحظة له في هذه الدنيا. ًوإن مما يحبه الله عز وجل رؤية أثر نعمته على عبده، ونعني هُنا النعم الملموسة التي تُظهر نعمته سبحانه على عبده في الظاهر من حسن الملبس والمسكن المناسب، وما يمتلكه من آلة سُخرت له للمواصلات دون المُبالغة في الأمر. فالإنسان في إنفاقه ما بين أن يصبح بين شعرة الإنفاق المُتزن والإسراف المنهي عنه!. فلا يظن البعض أن نعمة الله عليه بالمال الوفير هي له صك الإسراف والانفلات وعدم المحاسبة. فكُل نعمةٍ زوالة إن لم يُشكر الله عز وجل عليها، وكُل نعمة نقمة إن أُسيء استخدامها، فمن الإسراف والسفه إن صح التعبير ما يحدُث فيما يُسمى بالمزادات فيُعرض مُنتج قيمته الواقعية بـ ٣٠ ألف، ولعدم وجوده في الأسواق في الوقت الحالي فيصبح الهوس حاضراً لتصل القيمة إلى ٧٠ ألفا وأكثر للأنفُس الراغبة بها، وينطبق هذا أيضاً على سلع كثيرة تباع على ذات النهج. وبالأمس القريب سمعنا عن مُنتج قيمته وصلت إلى ٤٠ ضعف سعر المُنتج ذاته ولكن ما يميز هذا الإصدار أنه مطلي بالذهب. فمن حق البائع أن يبتكر وأن يُسوق لمنتجه للربحية، ولكن هُنا أصبح الأمر لمن يرغب بشراء هذا المُنتج من الحلال المباح في الشراء إلى مسألة الإسراف إلى المحرم والعلم عند الله. وتحضرني مقولة أحد الإخوة في هذا الأمر "فهل الأهمية في شراء هذا المُنتج أو التملك في أهميته بمسألة حياة أو موت؟ أم هو نوع من الرغبة في إظهار تملكك لهذا المُنتج للناس؟!". وقد صدق فيما ذكر، فهل هذا الفعل لضرورة مُلحة فيها مصير الشخص؟. فأي سفه هذا؟ وأي عجبٍ هذا من تملك تلك النفس البشرية من أصحابها؟ فأصبحوا يُقادون دون وعي منهم، وهذا قد يكون - والله أعلم - سبب سخط على صاحبها وسبباً في زوال النعمة. فالإسراف بهذا الشكل نوع من الكُفر بالنعم وعدم تقدير هذه النعمة، وقد تدخل في ازدراء هذا المال الذي يرى صاحبه أنه بلا قيمة بالنسبة له. فمن يُعاني من هذا الأمر فهو بلاشك ليس في سعادة فنفسه البشرية إن لم تُلجم منه فستظل تُطالب إلى ما لا نهاية. وهذا ما يجعل من يُحب الامتلاك لا ينعم براحة، بل كُلما حصل على مراده تفتح له النفس بابًا لأمر آخر. ولا ضير في تملك الإنسان لما يُحب في حدود المعقول وترفيه النفس بما تُحب، ولكن وفق ميزان يجعله ما دون البخل والإسراف. فكم من بخيل لم يهنأ بماله!، وأصبح تحت التراب مُحاسباً، وأبناؤه بالمال ينعمون، وكم من مُسرفٍ بعد الغنى أصبح ما بين سجنٍ وطالب قضاء حاجة معيشته من الناس!. فالقناعة وضبط النفس من الاعتدال، وهي نعمة أعانك الله عليها، وهي ما تجعلك في راحة وسعادة، فاشكروا الله سبحانه على نعمه التي لا تُحصى، وعيشوا في سعادة فيما وهبكم إياه وباعتدال حتى لا تصبحوا وقد زالت تلك النعم!. أخيراً: نحن لا ندعو إلى البخل، فهذا أمر منبوذ، ولكن ندعو إلى الاعتدال وضبط النفس بقيادتها لا الانقياد لها، والتنعم بنعم الله وفق أوامر الله عز وجل.
3602
| 22 سبتمبر 2020
بعد إتمامنا لصلاة العشاء بعد توفيق من الله ومنّه.. كان هناك صّبي يقف بجوار والده بالصف الأمامي قد لا يتجاوز من العمر سبع سنوات، أو ما يقاربها من العمر، أدى هذا الصّبي الصلاة المفروضة معنا بتمامها. "صلاة النافلة" قالها الإمام " الله أكبر " صلى معنا الصّبي وقبل انتهاء الركعة الأولى بدأ الصّبي بمناداة والده بجملة " ابي الحمام " مع تكرارها !. انتهينا من الركعة الأولى فأتينا إلى الركعة الثانية والصّبي مازال يتحدث مع والده ومع انشغال الأب في الصلاة بدأ في قبض لباس الأب، ويعيد الحديث معه " أبي الحمام " !. والأب خاشعٌ في صلاته. " يُريد الأب أن يصلي النافلة ويتممها"!. فشهدتُ بما لم أتوقعه، عند الانتهاء من الركعة الثانية " السلام عليكم ورحمة الله " قالها الإمام. الأب ينهر ابنه " اشفيك " فأجاب الصّبي " ابي الحمام " الأب لم يعره أي اهتمام !!!. فقام ليكمل صلاة النافلة ! " الله أكبر " قالها الإمام فبدأ الصّبي في الركعة الأولى بضرب رجله في الأرض والقيام بتشبيك رجليه من الألم ببعضهما !!. الركعة الثانية الصّبي ينظر لأبيه. وبدأت دموع الصّبي تنزل من الألم، نعم بكى. ونظر لأبيه ودموعه تملأ عينيه، ويبدو أن الألم اشتد فخرج صوت الصّبي المكتوم بأنفاس البكاء. " السلام عليكم ورحمة الله " قالها الإمام الأب يقول للصّبي بغضب " اشفيك " فكررها الصّبي ابي الحمام ! الحمد لله هنا استجاب الأب ! وإن لم يستحب فقد كُنت متهيئاً للتدخل. يظن البعض أن شعيرة الإسلام وأداء واجباتها أهم من الإنسان وأداء حقوقه وإزاحة الأذى عن طريقه. فأصل الصلاة بعد أداء الطاعة لله عز وجل هي تهذيب للنفس وخضوعها للحق وتعليمها الخُلق الحسن والانصياع إلى أوامر الله عز وجل بطاعاته ونواهيه. فالدين لا يطالبنا بأن نؤخر مصالح البشر أو إزاحة خطر قد يصيب أحد الأشخاص بحجة اللحاق بأداء الشعيرة. فللأسف إلى اليوم نرى بعض المصلين عند سقوط مصلٍ يشاركهم الصف في الصلاة لسبب ما قد يكون لهبوط في السكر أو تفاقم مرض معين فإن أغلب المصلين يكون حرصهم في إتمام الصلاة وإن كانت في بدايتها!. وقد يكون هُناك حجر في الطريق قد يسبب خطرا على سائقي الطريق او المارة ويؤجل إزاحة الأذى بعد أن يتم صلاته ويعود. إن بعض الأحداث عند تركها قد تسبب أذى دائما على صاحبها، فهذا الصّبي قد يصاب بمرض مُعين من الاحتباس، الذي كان يُعاني منه، والأخطر ماذا لو لم يستطع هذا الصّبي الاستمرار في الاحتباس وقضى حاجته وهو بين المصلين ؟. لا أتحدث عن نجاسة المكان فيمكن تطهير المكان ولكن اتحدث عن الخلل النفسي الذي سيصيب هذا الصبي والتي قد لا تفارقة وتبقى عقدة له طول حياته!. فلنجعل كُل طاعة هي درس لنا في أخلاقنا وبيان تأثيرها علينا ودمجها في صفاتنا وتعاملاتنا. " أسأل الله أن يتقبل منا الصلاة، وإن كُنت في غالبها مُنشغلاً مع ألم هذا الصبي الذي صلى أمامي " أخيراً قال أصدق الخلق عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ( أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ). رواه الطبراني bosuodaa@
1293
| 15 سبتمبر 2020
قصة وقعت في سالف الزمان في بلاد الشام تحمل في طياتها العبرة وتدعو إلى التفكر والتأمل. كانت هُناك فتاة تسكن مع والدها العجوز وأخيها الشاب، وكان يتردد على منزلهم بين فترة وأُخرى رجلٌ يُسمى بالسقاي وهو من يحمل الماء إلى المنازل بناءً على حاجة كل منزل، رغب الأخ الشاب في توسيع تجارته وتطلب ذلك قيامه بالسفر إلى بلاد أُخرى، فأوصاه الأب بمخافة الله عز وجل في ترحاله وفي تجارته، فمضى الشاب في رحلته وبتوفيق من الله نجح في تجارته؛ وبهذه المناسبة قامت المرأة التي شاركته تجارته بدعوته إلى العشاء للاحتفال، فأغوى الشيطان ذلك الشاب وسولت له نفسه أن يتقرب من المرأة فتهجم عليها وتمكن من الحصول على بعض القبلات قبل أن يفر هارباً من مقاومة المرأة واستنجادها !. عاد الشاب إلى وطنه، فاستقبله الأب وسأله مباشرة هل عملت بالوصية التي أوصيتك بها ! فأجاب الشاب: نعم. فكرر الأب السؤال هل عملت بما أوصيتك به بترحالك ! ومع إصرار الأب اعترف الشاب لأبيه بفعلته وحكى له ما حدث ! فحدثه الأب بما حدث مع الساقي الذي يأتي إليهم بالماء والذي هو على معرفةٍ به مُنذُ زمن بعيد. فقال أتى الساقي ليسقي الماء وأختك كعادتها تأخذ منه الماء من خلف الباب، ولكن في أحد الأيام هجم الساقي عليها وحاول تقبيلها فعندما قاومته واستنجدت هرب الساقي ! فهذه فعلتك التي فعلت ! فقال الأب للابن هذه المقولة القاسية والمرعبة ! " دَقَةٌ بِدقة، لئن زِدت َ، لزاد السقا " أي إذا كنت تمكنت من المرأة وفعلت المزيد لكان الساقي تمكن من أختك واستطاع أن يفعل أكثر مما فعل !. إن ما نراه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي من قذف المُحصنات لشىء تقشعر منه الأبدان ! من التجرؤ على شرع الله في التمادي والتعدي بكلمات القذف والتشكيك بالسمعة لمُجرد الخلاف !. وأصبح الكثير ممن لا ينتهجون منهج الرأي والرأي الآخر يملأون تلك المواقع ! والخطر في هذا الأمر شيوعه وتكراره، مما قد يصبح مع الوقت عادة وشيئاً لا يتم إنكاره من الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل قد ينتهج هذا النهج المراهقون ومن لديه ضعف الحجة في النقاش، ويتوغل هذا الأمر تدريجياً إلى مجتمعاتنا !. ومُتحدثو الأعراض يظنون أنهم يحسنون عملاً! وأن الربح في زيادة عدد المُتابعين وإرضاء من يدعمونهم واسكات المُخالف بهذه الطريقة نجاحٌ وانتصار لهم! ولا يعلم قاذف العرض عاقبة أمره، بل قد يأخذ ذلك العبث مأخذ لهو الحديث ! وظن أن التخفي خلف شاشة هاتفه تجعله في مأمن من العقوبة وانه يُعتبر شخصا مجهول الهوية !. فكم يعترينا الخجل والأسف بما نراه من بعض شبابنا المسلم الذي لا يمنعه دينه ولا تمنعه مروءته من التعرض للنساء والخوض " تسلية " في أعراضهن ! وكم يؤسفنا أن هُناك بعض المُستمعين من تقع تلك الكلمات على مسامعهم ويطبق الصمت المُطلق أفواههم !. فهؤلاء في غفلة وفي مصيبة عظمى، ومنهم من يصل إلى مرحلة يصلون بها إلى أن تأخُذهم العزة بالأثم لدى النصح، بل الأدهى قد يُسيئون لك؛ لأنك قمت بنصحهم ! فوجب على أولياء الأمور تحذير أبنائهم وتوعيتهم لخطورة هذا الأمر والانجراف خلف هذا الفعل المُخجل والعظيم، كما لا يجب منع الأبناء من المناقشات التي تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي والحياة عامة والآراء التي تُطرح حتى مع مُخالفيهم وأن أساءوا الأدب وتطاولوا والعمل على تربيتهم على ثقافة مناقشة مخالفيهم واسكاتهم بأدب الحوار !. كما يجب علينا نحن جميعاً رجالاً ونساءً عدم الاستهانة وعدم تقبُل الانصات لقاذفي الأعراض، والسماح لهم في الخوض في هذه الأمور عند مجالستنا، فاما النصح فإن لم ينفع فالإسكات فإن لم ينفع وجب مغادرة مجالسة هذا الشخص ! وليعلم قاذفو الأعراض أن الكلمات التي تُكتب هي كالفعل الذي يُفعل وأن ما تكتبه أيديهم وما تتحدث به ألسنتهم ليست مُجرد حروف عبثية بل هو أمرٌ عظيم ووقعه عليهم سيكون أعظم !. أخيراً نختم بحديث الصادق الأمين نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «يا مَعشرَ مَن أسلمَ بلِسانِهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قَلبِهِ، لاَ تؤذوا المسلِمينَ ولاَ تعيِّروهم ولاَ تتَّبعوا عَوراتِهِم، فإنَّهُ مَن يتبِّعُ عورةَ أخيهِ المسلمِ تَتبَّعَ اللَّهُ عورتَهُ، ومَن يتبِّعِ اللَّهُ عورتَهُ يفضَحْهُ ولَو في جَوفِ رَحلِهِ» (صحيح الترمذي:2032). bosuodaa@
5087
| 08 سبتمبر 2020
في كُل سنة دراسية نرى تسابقاً شريفاً بين الطلاب بكافة المراحل التعليمية للظفر بجائزة التميز العلمي ليتوج هؤلاء الطلبة بحفل تكريم في لفتة جميلة ومشجعة تُظهر للطلاب أن مجهودهم الدراسي والعلمي محل احترام وتقدير ودعم من القيادة الأعلى في الدولة. ولكن ماذا بعد حفل التكريم؟ هل فعلاً هذا التكريم هو جسر لهؤلاء الشباب المتفوقين لانخراطهم غداً في سوق العمل دون انتظار، ولتمييزهم عند التعيين وإزالة العوائق من أمامهم لكي يتهيأوا ويساهموا في خدمة هذا الوطن؟، أم أن هذا التكريم يظفر به مُدراء المدارس والمدرسة المتخرج منها الطالب بشكل غير مباشر لكي يُقال تلك المدرسة تخرج منها طلاب مُتميزون؟!. رأينا كثيراً من الجهات التعليمية تنشر في الصحف صور مدير المدرسة أكثر من صور الطالب المتفوق نفسه !، وقد تحصل المدرسة على جوائز ويرتفع تصنيفها المجتمعي ويزداد الطلب من الآباء على تسجيل أبنائهم بها!، وأما الطالب فتكريمه ينتهي بعد استلامه لشهادة التكريم!. لستُ هنا بصدد التشكيك في كُل المدراء والمدارس وأن الجميع لا يعمل إلا لمصلحة المدرسة فقط دون طلابها، ولكن هدفي ورسالتي تكمُن في القصة القادمة. طالبة قطرية تتفوق في الثانوية العامة وثمار هذا التفوق أنها تحصلت على المرتبة الثانية على مستوى الدولة، وتُكرم هي ومجموعة من زملائها من الطالبات المتميزات أيضاً، فتأتي هذه الطالبة المُتميزة لتُكمل مشوارها التعليمي بالانضمام إلى الجامعة الوطنية ويستمر معها هذا التفوق ليتوج بوضع اسمها في قائمة العميد في جميع سنوات دراستها في الجامعة، وعند التخرج تفقد درجات قليلة حالت بينها وبين التخرج بتميز من الجامعة. قصة جميلة لمثابرة واجتهاد مواطنة، لتُكمل القصة بتسلسلات غير مُفرحة، تقدمت للتوظيف في تخصصها ولكن جهة العمل التي تناسب تخصصها لم توظفها! أخوات لها بمعدل أقل بكثير من معدلها تم توظيفهن "طبعاً" بواسطة!، بحثت عن عمل وأستغرق بحثها قرابة السنتين، ليتوج تعبها بالتعيين أخيراً "بواسطة" وفي مجال لا علاقة له بتخصصها!، اليوم هذه المتميزة تعمل بوظيفة إدارية بعيدة كُل البعد عن تخصصها، هل هذا هو التميز العلمي، وهل هذه هي الصورة التي سيتناقلها الطلاب ويتحدثون عن قصص تخرجهم بعد حفل التميُز؟، فكم من هؤلاء الخريجين ستكون حالهم كحال هذه المتميزة؟. وجب على الجهة التي تخرج منها الطالب تتبُع المتميزين والاهتمام بهم بعد انتهاء فترة الدراسة والتخرج بالتنسيق والتنظيم مع وزارة التنمية وهيئة التعليم العالي أو الجهات المسؤولة وذلك لسرعة تعيين هؤلاء المتميزين وفي تخصصاتهم، ويجب أن يعلموا أن الاحتفال والتكريم من قبل كبار المسؤولين بالدولة ليس لمجرد الحضور فقط بل رسالة لمؤسسات الدولة والقائمين عليها مفادُها أن هؤلاء هم بذرة المجتمع الجديدة فضعوا كل بذرة في مكانها الصحيح لتنبت في هذا المجتمع وترمي بظلال الفائدة على هذا الوطن ليزيد العطاء، وإلا فما الفرق بين طالب تخرج بمعدل متوسط وطالب تخرج بمعدل سُمي بتميز في حين لا يُميز الخريج هذا لا في التعيين ولا في التوظيف، وقد يكون الخريج المتوسط أوفر حظاً بالتعيين من المتميز، للأسف هذا واقع نراه ونعايشه والأسماء تتحدث. كما أننا لسنا هُنا بصدد الدفاع عن المتميزين فقط، وإن كنا نجعلهم في المقام الأول، بل هذا منطلقنا للحديث عن الخريجين الذين ظنوا أن سنوات دراستهم الجامعية تلك هي الكرت الرابح ليتم تعيينهم مباشرة بعد التخرج "دون واسطة"، ولكن للأسف وجدوا أنفسهم في طوابير الانتظار والمُدهش أن هُناك من تغرب من طلابنا في الخارج وعند عودتهم بعد التخرج لم يجدوا حق التوظيف حتى بعد انقضاء سنة من وقت التخرج. ويقع هذا الأمر وأسبابه بالدرجة الأولى على إدارات الموارد البشرية في وزارات الدولة، والتي يكون فيها التعيين "غالباً " للمعارف والأصحاب وركن طلبات هؤلاء الخريجين إلى ذيل القوائم أو لوقت الحاجة. لا نريد أن يصل أبناؤنا الطلاب إلى الفكر السلبي، فيكون الهدف من الدراسة هو التخرج وبأي مُعدل لمجرد الحصول على الشهادة الورقية وأن يقتصر دور الشهادة على تأمين ترقياته المُستقبلية ومساعدته في الحصول على المناصب الإدارية الإشرافية فقط دون علم يُقدم. أخيراً: القصة المسرودة في المقال هي لحالة رأيتها عن قرب وأفتخر بها كما أني أفتخر بزميلاتها من المتميزات اللاتي اجتهدن لينلن ثمن جهودهن الدراسية وتطلعهن بتطويع هذا العلم في مجال العمل وما زلن يتطلعن للتقدير. bosuodaa@
3243
| 01 سبتمبر 2020
يفضل كثير من الأشخاص احتساء فنجان من القهوة للاسترخاء، أو احتساءها في حال رغبتهم بقراءة كتاب أو الكتابة، وذلك لتأثيرها السحري على الحالة المزاجية للقارئ والكاتب. فمن قواعد احتساء القهوة التي أراها احتساؤها بتأن وروية وفي أجواء تليق بها، وهذه هي المتعة التي يفتقدها الكثير. ففي ليلة شتاء متساقطة الثلوج بعاصمة الأضواء، بذلك الكرسي الخشبي في أحد المقاهي الباريسية القديمة في الأزقة ذات الإضاءات الخافتة، وتلك اللوحة التي ترسمها أبخرت القهوة السمراء الخارجة من الفنجان وتمتع العينين بالمناظر القديمة، وتلك العربة التي تجُرها مجموعة من الخيول، وصوت صهيلها الذي يملأ المكان والمُلقى إلى مسامعنا، يعكس منظرا خياليا نعيشه ونعشقه وتستمتع به الروح وتضفي إلينا شعوراً يفوق التصور والخيال. حان وقت دفع الحساب، قليل من الفرنكات الفرنسية، ولكن لحظة!. قد تكون قيمة تلك اللحظات وبتلك الأجواء الخيالية تساوي 100 ريال فقط! فهذا السعر هو ما قد يُكلفك في تلك اللحظات والتي قد تمتد إلى ساعة أو أكثر بقليل!. ولكن لو علمت أنك تستطيع أن تعيش شعوراً جميلاً مضافا إلى تلك الأجواء الخيالية!. فالأكيد أننا نرغب بذلك بلا شك! وهو في ثمن فنجان القهوة السمراء والتي يمكنك بها كفالة يتيم!. فكفالة اليتيم تبدأ قيمتها بـ 100 ريال فقط!. وليست تلك القيمة لتغطية ساعة أو لحظات للمتعة!. بل هذه القيمة تغطي شهراً كاملاً لكفالة اليتيم، فقيمة فنجانك اليومي تبني مستقبلاً، وتفتح أُفق الأمل والحياة لمن ستتم كفالتهم، وترسم الفرح على أفواههم الصغيرة، كما أن الربح الأكبر يقع للكافل، حيث قال الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) وهل هُناك مكسب أعلى من ذلك؟!. فلنساهم في هذا الفضل الكبير ولتحضر أنفسنا الإنسانية، ولنفرح الأيتام ولنجعلهم يعيشون أحلامهم في واقع الحياة وليس بالخيال، كما أننا سنظل نتنعم ونسعد بأجوائنا الخاصة بفنجان القهوة وسحرها الهادئ دون نقصان. [email protected] تويتر bosuod@
2152
| 18 أغسطس 2020
يبدو أن مشاهير برامج التواصل الاجتماعي أصبحوا مادة إعلامية مؤثرة في المجتمع، بنواحيهم السلبية والإيجابية، ولكن للأسف ما نراه أن نسبة ظهور الفئة التي تقدم الجانب السلبي هي المنتشرة في جميع برامج السوشيال ميديا، وهذا بمثابة دق ناقوس الخطر على المجتمع بتأثيراته على البالغين والمراهقين بشكل خاص!. فقد أصبح الكثير من المراهقين لا يرون المستقبل كما هو في سالف العهود، بالسعي إلى الشهادة العلمية والشهادات العليا والمستقبل الوظيفي المرموق، ولكن تحول هذا الأمر الى التطلع إلى مستقبل مختلف، وهو الرغبة في أن يكونوا مشاهير سوشيال ميديا ظناً منهم بأن هذه "الوظيفة" الوهمية هي وظيفة دائمة!. والسبب لذلك واضح وهو ما يرونه من تصوير المشاهير لحياتهم الفارهة والتجوال ما بين مُدن العالم والسعادة التي يرسمونها أمام شاشات الهاتف وسهولة جني الأموال!. وإن أتينا الى الواقع فسنجد أن كثيراً من هؤلاء المشاهير هم على غير واقعهم الذي يمثلونه! وكثير من الخطابات المشاهيرية الرنانة ليست إلا مجرد أوهام وتمثيل على غير واقع!. فهذه المشهورة تدعي التربية السليمة والديمقراطية أمام الشاشة لأبنائها، وتبين عكس ذلك بعد فيديو مُسرب وكمية الشتم الذي تواجد به!. أخرى قامت بإعلان لمنتج وتبين لاحقاً الغش في هذا المنتج وعدم جدواه!. وهناك من تبتاع قطعة من موقع بقيمة وتبيعها على موقعها كمنتج خاص بها بأضعاف سعرها الأصلي!. وتلك تبتاع مُنتجا من أُخرى وتقوم بنزع الشعار وتضع شعارها عليه!. وكثير منهم روجوا لمستحضرات طبية للتخسيس وبأنهم استفادوا من هذا المنتج شخصياً وتبين لاحقاً بطلان ما ذكروه!. وتم التحذير من منظمة الصحة العالمية وبعض وزارات الصحة من هذه المنتجات وتأثيرها على صحة الإنسان!. وتبين ان الكثير من المشاهير مما يرتدون ما غلى ثمنه ما هو إلا ماركات مُقلدة!. وكثير مما يمتلكونه من سيارات فارهة ما هي إلا استئجار للتصوير والتباهي أمام الشاشة!. فهنا يتبين أن هذه الشخصيات هي شخصيات مُخادعة وهدفها يكمُن في زيادة عدد المتابعين فيترتب عليه زيادة في تحصيل الإعلانات والنتيجة تضخم أرصدتهم البنكية!. وبالمقابل نرى هُناك الجانب الإيجابي وهم من يستحقون أن يُلقبوا بمشاهير السوشيال ميديا، لما يقدمونه للمجتمعات من فائدة علمية وطبية ودينية الى الثقافة العامة، وهم في الوقت ذاته أصحاب شهادات ووظائف مرموقة، فدمجوا التحصيل العلمي والإسهام في خدمة مجتمعاتهم وظيفياً وإعلامياً على مواقع التواصل الاجتماعي. فرأينا كثيراً منهم شاركوا في حملات لمساعدة الفقراء خارج الدولة، ومنهم من ساهم في الدعوة الى الخدمة المجتمعية كتنظيف الشواطئ وغيرها. فما يجب على العائلات هو الحرص على أبنائهم، والقيام بدور الناصحين لأبنائهم، لكي لا يقعوا في مصيدة الحياة الكمالية التي يقوم المشاهير باختلاقها!. ودورنا لا يجب أن يكون من خلال المنع، ولكن التوجيه والوعي، وتشجيع الأبناء على مواصلة دراستهم العلمية وتحقيق أحلامهم التي تخدمهم وتخدم مجتمعاتهم، ومن ثم لا ضير أن نشجعهم بأن يصبحوا مشاهير سوشيال ميديا مؤثرين، وتقديمهم النصح لمجتمعاتهم والتحدث عن تجاربهم لكي يستفيد الجميع منهم. وأيضاً يجب علينا نشر الوعي للفئة العمرية الأكبر، في عدم ترك أثر ما يشاهدونه من مشاهد المشاهير من الفئة السلبية، وسيطرة الرغبة في التشبه بهم، مما يؤدي إلى ضغوط مادية على الأسرة، وحدوث الخلل فيها، ويجب تقديم النصح لمتابعة كل ما هو مفيد، وكل ما هو مساعد في بناء مجتمعات صحية، والعمل على زيادة الترابط الأسري والتوجيهات التي تساعد على تربية الأبناء في حياة أسرية مستقرة. فالسعادة الحقيقية ليست كما نراها في الظاهر، ولكنها تكمن في الحقيقة بداخل الأشخاص، وذلك بالقبول والرضا بما قسمه الله عز وجل له، والقناعة بتلك القسمة، وبها تكون اغنى الناس وأسعدهم. وكُن معطاء فالعطاء يجلب السعادة ولا تكن متملكاً فالتملك ليس طريقاً للسعادة. وأخيراً عالم السوشيال ميديا عالم خفي وليس كُل ما يُعرض على شاشته هو واقع!. فلنجعل الوعي حاضراً، ولنعمل على أخذ الفائدة، وحث الأبناء على أن يكونوا أصحاب قمم، وأن يعمروا الأرض بعلمهم، وأن يكون شعارهم نحن في القمة ننشر الفائدة والعطاء. تويتر bosuod@
5925
| 04 أغسطس 2020
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
4593
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4326
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4185
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1569
| 26 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1296
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1293
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1185
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1050
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1050
| 29 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
933
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
813
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية