رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الأمة المسلمة – كغيرها من أمم الأرض – تقلّبت بها صروف الحياة، نصرا وهزيمة، وقوة وضعفا، وصعودا وهبوطا.. ذلك لأن سنة الله في خلقه ماضية، ونواميسه في هذا الكون غلّابة لا تحابي أحدا؛ ومن قرأ نهضات الأمم، وطالع أسرارها يدرك أن التغيير الذي على أساسه تنهض أمة وتسقط أخرى، يبدأ أول ما يبدأ في عالم الأرواح والنفوس والمشاعر: (ذلك أن الله لم يكن مغيّرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)..الآيات، ومن هنا كانت هزيمة الروح أضر بمسيرة الجماعات والأمم من الهزيمة في ميدان المعركة، فالمغلوب إذا ملك روحا طموحة، ونفسا لا تقنع بالدُّون، استطاع أن ينهض بعد قعود ويجعل من الهزيمة نصرا، ومن الضعف قوة وفتحا.لقد شنّ القرآن الكريم غارة شعواء على الانهزام النفسي الذي يصيب مغلوبا ويشل حركته ويفرق هَمّه، وذلك بعد انهزام المسلمين يوم أُحُد وخاطب القرآن الجماعة المسلمة خطابا يكشف لها أن الجراحات التي أصابتها يمكن أن تتداركها متى ما تحررت من وهن النفوس: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)، ولما أشرف أبو سفيان قائد جيش الكفر يوم أحد وصاح بأعلى صوته: أعلُ هبل.. أجابه المسلمون بقولهم: الله أعلى وأجل، ولما قال لنا العُزَّى ولا عزى لكم قالوا: الله مولانا ولا مولى لكم، ولمّا قال: يومٌ بيومِ بدر، قالو: لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.إن هزيمة الأمة في ميدان المعركة أمر وارد، والإنسان يُعذر إذا استفرغ وُسْعَه في مواجهة عدوه وانهزم.وما مات حتى مات مضرب سيفه ***من الضرب واعتلت عليه القنا السمرولكن الهزيمة التي لا عذر فيها لأحد أن تنهزم الأمة داخليا في أقطارِ نفسِها ومشاعِرها، فتصبح أمةً خائرةَ العزم، عامرةَ اليأس، راضيةً بواقع حالها، وهذا هو الميدان الذي ما فتئ الماكرون يعملون فيه بجدٍّ ونشاط، حتى صدَّروا لنا أن التاريخ قد قال حكمته الأخيرة وحسم الصراع لصالح الغرب المُنْتَصِر، فخير لنا أن نبحث عن صيغة للتعايش معه، بل خير لنا أن نحذُو حِذْوَه في كل صغيرٍ وكبير، ونتخلّى عن أوهامنا التي تشعرنا بالتميز وتربطنا بأمجاد مندرسة وتراث ماضوي!وممّا يزيد حسرتنا حسرة، أن الذين يروّجون لهذه المقولات المنهزمة فئات من المثقفين تخرّجوا في مناهج الغرب، ليقوموا بهذا الدور الوظيفي، ولا نعلم أمة على وجه الأرض كَبَا بها مثقّفوها وأشاعوا فيها روحا من الاستسلام المزري لعدوها، مثل ما فعل مثقفو هذه الأمّة المسكينة.. أعاذك الله أن تكون منهم
639
| 22 يونيو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التعايش بين الثقافات والحضارات والأديان قضية رائجة في عصرنا، كتب فيها كثير من المفكرين العالميين كتابات مشهورة متداولة، وأهل الإسلام أسعد الناس بأي مشروع (صادق) يبسُط السلام، ويعزز القيم الإنسانية المشتركة، ويجعل من الحوار سبيلا لتمحيص الحقائق، وحل المشكلات.لأننا واثقون بإذن الله أن التعايش مع الآخر –الثقافي- لن يكون خصما على ديننا، بل سيزيدنا قوة إلى قوتنا، وقد تواترت الشواهد على أن الأجواء السلمية التي يشيع فيها الأمن، وتحفظ الحقوق، هي أفضل الأجواء لانتشار الإسلام، فنحن نعلم من السيرة المباركة أن عدد الذين دخلوا في الإسلام بعد صلح الحديبية أضعاف عدد الذين كانوا فيه من قبل ولذلك سماه الله فتحا.والواقع المعاصر يشهد أيضا أن الإسلام ينتشر في أوروبا وأميركا انتشارا واسعا، أربك خصوم الإسلام هناك وأفسد عليهم عيشهم، وما الحملات المستعرّة التي تؤلبها الدوائر الصهيونية في بلاد الغرب إلا شاهد على قوة الإسلام وحيويته.وهذه الحقيقة نثبتها هنا لنقول لبعض إخواننا الدعاة: إن العزلة عن الناس بحجة فساد الزمن أمر لا يستند إلى معرفة صحيحة بالواقع الذي يشهد –بفضل الله- إقبالا على الإسلام في كل مكان، والأصل أن يكون لهذا الإقبال أثر منعش على الأمة ، يجدد حيويتها، ويدفعها لمزيد من الثقة في النفس، ولمزيد من الانفتاح على العالم، فالذي يعلم أنه يملك التصور الصحيح والفكرة الصائبة والدين الحق لا ينبغي له أن ينغلق في حَوْزات تحول بينه وبين الناس.إن التعايش مع الآخرين بالحسنى، أمر مطلوب لتبليغ الدعوة ولصلاح الحياة وعمرانها، وقد لمست من خلال تتبّعي لبعض مقالات الإسلاميين وخطبهم ومحاضراتهم توجسا من دعوات التعايش هذه، لأنهم وجدوا أن الذين انبروا لهذه الدعوة وأكثروا من الحديث عنها ينطلقون في غالب الأحيان من رؤية علمانية خالصة، أو إسلامية مشوَّهة، فهم يريدون لنا أن نتعايش مع الآخر تعايشا نتنازل فيه عن محكمات ديننا، فقد كتب أحدهم(فهمي جدعان) يدعونا إذا أردنا أن نتعايش مع فضاء العصر العولمي ومذاهبه أن نحدث خروقات اجتهادية في منظومة الإسلام العقدية والفقهية، وذلك بتبني رؤى أو مواقف غير مألوفة أو منكرة –على حد تعبيره-لم يجر عليها العمل عند المسلمين مثلما فعلت أمينة عبدالودود بإمامتها للصلاة في الولايات المتحدة، وهذه الخروقات الاجتهادية أو تفكيك الإسلام-بتعبير آخرين- دعوة خلاصتها أن نترك الإسلام إلا نَزْرا يسيرا منه يتصل ببعض القيم الأخلاقية،وأن نتقبل كل ما انتهت إليه الحضارة الغربية من قيم وأفكار ومناهج، وهذا ما لا يمكن أن تتبناه امة تقرأ قول الله (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) فنحن المسلمين مع التعايش الذي يقر التعددية الدينية (لكم دينكم ولي دين) ويتيح حرية الحوار(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) ويصون كرامة الإنسان ودمه وعرضه.هذا هو التعايش الذي نطالب الدعاة والمفكرين الإسلاميين أن يشرحوه للناس، وأن يكتبوا فيه، وأن يُجْرُوا حوله حوارات ومؤتمرات تناقش كل ما يتصل به من تحديات ومشكلات، وإذا تراخى الإسلاميون الجادّون عن هذا الواجب، فسيملأ الفراغ قوم آخرون.. تحركهم مطامع قريبة أو أفكار شاذة.
460
| 21 يونيو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); المعركة بين الإسلام وخصومه معركة طويلة الأمد، كثيرة العوالم، وقد شهد التاريخ أن الإسلام لم يكن في يوم من الأيام داعيا إلى أن تكون معركته مع الناس والحضارات معركة خصومة وعداء، بل كانت - في جميع أوضاعها الطبيعية- معركة هداية وحجج وبراهين، ولذلك فلا عجب أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه وقد أعطاه الراية يوم خيبر:(أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم) وأمر الله موسى أن يرفق بفرعون وأن يقدم له دعوته في سماحة ويسر لعله يتذكر أو يخشى(اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى.)ومن هنا نعلم أن سلاح الإسلام الذي يصول به ويجول ما هو إلا فكرة نيّرة، ينتصب لها رجال يحسنون عرضها، ويستبسلون في الدفاع عنها، وقد كتب الله على هذه الأمة في عصرها الحاضر أن تخوض معركة فكرية شرسة مع تيارات وحضارات ودول مزودة بكل وسائل التأثير والقهر، وهذا الوضع الجديد يتطلب من الأمة أو قل من طليعتها التي تخوض المعركة نيابة عنها أن تكون على قدر كبير من الرشد، وأقول الرشد لأن القرآن أخبرنا أن الحرية الفكرية التي منحها الله للناس أساسها وضوح الرشد الذي لا يرفضه إلا سفيه (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغَي) فحتى يقع التمايز الكامل بين الأمة المسلمة وبين غيرها من الأمم لا بد من أن تتميز الأمة برشدها في المنهج والتصورات، وفي السلوك والاهتمامات، وبذلك وحده يتجسد النموذج الإسلامي الذي يقيم الحجة على العباد، ويحقق الشهادة لهذا الدين.إن الرشد صفة أساسية من صفات الذين يريدون أن ينتصروا للدين ويجادلوا عنه، وقد أخبرنا الله جل وعلا أنه امْتَنّ على أبينا إبراهيم بالرشد (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين)، والخاطر الذي جاءني في هذا هو أن إبراهيم عليه السلام قد جادل أصنافا من الناس.. جادل أباه وقومه وجادل النمرود الذي آتاه الله الملك، وساق في مجادلاته كلها حججا عقلية، وأدلة منطقية أفحمت المعاند والجهول، وهذا من كمال الرشد، فالدعاة إلى الله بحاجة إلى أن يُحسنوا قوة المنطق والحجة وهم يخوضون غمار معركة الفكر التي كتبت عليهم.ومن معالم الرشد في معركة الإسلام المعاصر أن لا يَنْجَرّ الدعاة إلى القضايا الجانبية التي تصرفهم عن الاهتمام بتحدياتهم الكبرى في مجالات النهوض بالحياة، فلا يكترثوا كثيرا بتتبع الشواغل الإنصرافية، وقد لا حظ أستاذنا الدكتور بسطامي محمد سعيد وهو يعرض كتاب (الإسلام السياسي) للباحث جرهام فللر الذي شغل منصب نائب رئيس المخابرات الأميركية (سي آي إيه) لاحظ أن الكاتب ينصح الإسلاميين أن لا ينشغلوا بردود الأفعال الوقتية التي تبعدهم عن غاياتهم الكبرى، ومشاريعهم الرئيسة، وقال إن هذا النصح فيه توجيه ماكر وإيحاء لدوائر صنع القرار بأن تتقن فنون إشغال الإسلاميين بالقضايا الجانبية التي تبدد الوقت والجهد، فهل يعي الإسلاميون ذلك؟قلت في المقال السابق إن المعركة الفكرية الشرسة التي تخوضها الأمة الإسلامية اليوم، تحتاج منها إلى رشد كامل تتميز به في فكرها وسلوكها، وقد بين الله لنا في كتابه الكريم أن أبرز معالم هذا الرشد أن تكون الاستجابة لله تامة -لا تعارض برأي ولا هوى متّبع - وبغير هذه الاستجابة لا يتحقق الرشد في واقع الجماعة المسلمة، وإنما هو التخليط والعماية.. قال تعالى:(فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).ولا شك أن المتتبّع لتاريخ الهزائم الفكرية التي أصابت المسلمين أو طوائف منهم يدرك أن مردّها الأخير راجِعٌ إلى التخليط الذي أريد له أن يجمع بين المتنافضات، وأن يؤلف بين الإسلام وغيره من الفلسفات، حتى جاء علينا زمان أصبحنا نسمع فيه بمصطلحات (العلمانية المؤمنة) و(الديمقراطية الدينية)! وكأن واجبنا نحن المسلمين أن يكون غاية سعينا المقاربة بين الإسلام وغيره، والحرص على التعايش مع الثقافات المهيمنة، ولو أدى ذلك إلى مصادرة حقوقنا الطبيعية في الاختلاف معها!، وهل من فتنة أعظم من أن تتعرض ثوابت ديننا إلى ما يخلخلها لأن نفرا من المسلمين يطمع أن يقول للحضارة السائدة اليوم لا خلاف أصيلا بيننا وبينكم، فالمواطنة هي أساس الحقوق عندنا كما هي عندكم، والديمقراطية التي انتهيتم إليها هي النظام المُرْضي الذي يمكن أن يظلَّنا، وكل ما قررتموه من حقوق للإنسان والطفل المرأة لا تعارض بينها وبين شريعتنا، مع اعتراف كامل لكم بفضل تقنين هذه الحقوق وتفصيلها؟وهذا النوع من الانهزام النفسي والفكري مضر بمستقبل الإسلام والأمة التي تمثله لأنه سيؤدي في نهاية المطاف إلى مسخ هوية الأمة وضياع رشدها بل وضياع كيانها.وإنكارنا على هؤلاء المنهزمين في معركة الأفكار لن يحملنا يوما على مهادنة طائفة أخرى من المنتسبين للدعوة، الذين يقدمون الإسلام للعالم وكأنه دين يؤيد استبداد السلطان، ويضيق ذرعا بالحوار، ولا يحترم حق الإنسان في الاختيار، وهذا الصنف من الدعاة ربما لا تنقصهم الحماسة الإيمانية ولكن ينقصهم - بلا شك- الوعي بطبيعة هذه المعركة التي يوظف فيها الإعلام كل كلمة تقال لخدمة المخطط الكبير الرامي إلى محاصرة الإسلام وتشويه صورته.وإذا كان العدو يروّج لمعركته معنا على أنها معركة أفكار وقيم ويعلن على رؤوس الأشهاد أنه يقاتل باسم المبادئ الأخلاقية الإنسانية العامة، فإن من واجبنا نحن الدعاة أن نخوض هذه المعركة بفكر نيّر، ينتصر لقضايانا بحجج عقلية، وشواهد تاريخية وواقعية، لاسيَّما فيما يتصل بقضايا العدالة، وصون الحريات العامة، والانفتاح العقلي في تقبل الحكمة الإنسانية، دون مساس بثوابت الدين أو تقليد للآخرين.وإن تعجب فعجب لعجزنا نحن المسلمين عن إدانة قيم الغرب الذي انتهك حقوق الإنسان كأسوأ ما يكون الانتهاك، والأدلة التاريخية القاطعة تحتفظ له بأقبح سجلات دموية في تاريخ الإنسان بداء من قتل 80 مليونا من سكان أميركا الأصليين، مرورا بكارثة القنابل النووية على هيروشيما ونجازاكي، وانتهاء بشلالات الدماء في أفغانستان وعراق اليوم، فلماذا لا يستثمر الدعاة إلى الله هذه الجرائم الأخلاقية بمهارة وذكاء لكشف القناع عن الوجه القبيح الذي يحاربنا باسم الكرامة الإنسانية، ونشر مبادئ الديمقراطية؟
856
| 20 يونيو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); للقيادة في كل عمل من الأعمال دور رائد، وحظ عظيم، ومكانة عليَّة، ولولا القيادة وما تحيط به أعمالها من جهود لما غدا بيننا إنجاز ولا راح!والعمل الإسلامي - بمختلف ضروبه وأشكاله- ليس بدعا في افتقاره إلى القيادات التي تنطلق به، وتمهد له السبيل. وإن من فضل الله علينا وعلى الناس أن حفلت مسيرة الدعوة الإسلامية بقيادات موهوبة جددت شباب الإسلام، وأحيت معالم الدين، وضحت في سبيل هذه الغاية بالغالي والرخيص. وهذا الثناء الذي نشهد به على دور تلك القيادات الإسلامية المباركة ليس منّة نتفضّل بها عليهم، ولكنه دَيْن مُستحق، وإقرار بواقع مشهود. ولا شك أنّ الاعتراف بدور القيادات الإسلامية وفضلها في الدعوة، والانتصار للدين، لا يعني بحال أن ما تحقق على يد هذه القيادات من أعمال مشهودة كان بفضل جهودها وذكائها وحدها، - كما يحاول بعض الناس أن يصور لنا- والحقيقة أن كل إنجاز نسبه الناس إلى فلان وفلان من الأعلام المعروفين، والقادة البارزين، كان خلفه رجال من أغمار الناس، إذا غابوا لم يُفْقَدوا، وإذا حضروا لم يُذْكَروا، ومع ذلك كله ما انقطع لهم عطاء، ولا كلّت لهم عزائم، وقد عرفتهمالساحات بجهادهم المبرور، وبذلهم المشكور، وما ضرهم أن لا يذكرهم الناس إذا كانوا عند الله من المذكورين!لقد اعتاد موثِّقو التجارب أن يثبتوا جهود الشخصيات اللامعة، ويحتكروا فيها كافة الإنجازات صغيرها وكبيرها، وهذا سلوك لا يمُتّ إلى الحقيقة أو العلمية بصلة، وكان حقا على كُتّاب التاريخ والسِّيَر أن يُولوا الفئات التي لا يذكرها الناس فضل عنايتهم، وأن ينقبوا عن الباذلين الذين يعيشون في كهوف الجهاد الصامت ليعرِّفوا بفضلهم الناس. وشهادة القيادات التي تنسب إليها الإنجازات مطلوبة في هذا الشأن،لأن هذه القيادات تعلم قبل غيرها أنها لم تصنع نفسها، ولم تنهض وحدها، فلماذا لا تتواضع القيادات فتكتب عن سيرة رجال كثيرين كانوا حولها، ووقفوا معها في زمان عزّ فيه النصير؟جاء في كتب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر معركة من المعارك فلما انتهت بالنصر قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه هل تفقدون من أحد فقالوا نعم نفقد فلانا وفلانا وفلانا، ثم قال صلى الله عليه وسلم هل من أحد قالوا نعم نفقد فلانا وفلانا وفلانا، ثم قال صلى الله عليه وسلم هل تفقدون من أحد قالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أفقد جليبيبا. وجليبيب هذا كان رجلا من عامة الناس وفقرائهم ولكنه فارس من فرسان الإسلام العظام.فهل يعي أبناء العمل الإسلامي هذا الدرس النبوي البليغ فيبحثوا عن أمثال جليبيب الذين يعيش كثير منهم اليوم في ظروف قاسية دون أن يصلهم بمعروف من صعد إلى المجد على أكتافهم، ومن المعروف الاعتراف بالفضل والثناء على من عُرِف به.
367
| 19 يونيو 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نشر موقع الـ(بي بي سي) على شبكة الإنترنت خبرا مطوّلا مفاده أن مجموعة من الباحثين الكنديين(من جامعة بريتش كولومبيا) قاموا بدراسة علمية حول أثر الإحسان على تعزيز الشعور بالسعادة، وخلص الباحثون بعد دراسات استعانوا فيها بمناهج البحث العلمي وآلياته الحديثة إلى أن الإنفاق والتبرع في أوجه الخير يبعث السعادة في النفس بغض النظر عن قيمة ما يتبرع به الإنسان.قرأتُ هذا الخبر وتملكني إحساس غريب اختلط فيه الفرح بالحزن، أمّا الفرح فلأن هؤلاء الباحثين الغربيين قد توصلوا بعد دراسات إحصائية ومقارنات نفسية -أخذت حظها من الجهد والوقت والمال- إلى حقيقة قررتها الشريعة الإسلامية ونطقت بها النصوص، ودلت عليها التجارب وتناولها العلماء من قديم، فقد حدثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عن أثر الإحسان وما يتركه في الصدر من انشراح وانبساط، فقال بأبي هو وأمي (مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق، فلا ينفق نفقة إلا سبغت أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل، فلا ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها فلا تتسع) رواه الشيخان. علق الإمام ابن القيم رحمه الله على هذا الحديث الكريم بقوله:(إن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا وأنكدهم عيشا وأعظمهم غما، ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض ولا بضيق صدر هذا لعارض فإن العوارض تزول بزوال أسبابها وإنما المعول على الصفة التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه فهي الميزان).وأما الشعور بالحزن الذي انتابني وأنا أقرأ خبر هذه الدراسة فمرده إلى أننا ما زلنا حتى اللحظة عالة على دراسات الغرب وأبحاثه سواء في مجال العلوم التطبيقية أو العلوم الإنسانية والفلسفية، نهرع إليها وتحظى منّا بحفاوة بالغة وتقدير جم، ولا تعجب إذا وجدت باحثا مسلما في علم النفس أو الاجتماع يستشهد منذ اليوم على أثر الأعمال الخيرية بما خرجت به الدراسة المشار إليها وبما قاله أحد أعضاء مجموعة الباحثين (جورج فيلدمان) اختصاصي علم النفس، ولكنه -أعني الباحث المسلم- يتحرّج ويتردد ألف مرة أن يورد في دراسته نصا لأبي حامد الغزالي أو لابن قيم الجوزية، وإن كان كلام هؤلاء الأئمة أسبق وأصدق وأعمق لا لسبب إلا الشعور بالنقص، والاحتفاء بأسماء الأوروبيين وأعمالهم مهما كانت قيمتها.إن الافتتان بما يكتبه الغربيون مشكلة لا مخرج منها إلا إذا عززنا في نفوسنا ونفوس أبنائنا الشعور بالقدرة على التفوق، وقضينا من ثَمَّ قضاءً مبرما على عقدة النقص التي تتملكنا منذ عقود. فنحن –يا قومنا- أمة لا تنقصها العقول المفكرة، ولا الطاقات المبدعة، ولكن الذي ينقصها هو الإرادة الجازمة على استثمار هذه العقول وفتح آفاق الإبداع أمامها لتسهم في مسيرة التمكين الحضاري لأمتنا حتى لا تضطر هذه الكفاءات إلى الهجرة خارج أوطانها، فتحرم الأمة من نجبائها وتفرغ من كفاءتها القادرة، ولعل المشروع الذي طرحه اتحاد الجامعات العربي (مشروع حصر الكفاءات العربية خارج الوطن العربي) يمكن أن يكون خطوة أولى في هذا السبيل إذا قدر لأكثر من 4150 عالما مسلما يعملون الآن في مراكز البحوث الغربية أن يعودوا لأوطانهم المسلمة
387
| 18 يونيو 2015
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6429
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6390
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3840
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2955
| 23 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1854
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1650
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1575
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
993
| 24 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
987
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية