رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في الثامن والعشرين من فبراير الماضي، أهداني صديق عزيز كتاب (المرحلة الملكية) للكاتب المبدع (خالد بن صالح المنيف)، أول ما لفت انتباهي الإهداء الذي صَدَّر به الكاتب كتابه، قال: (إلى أحب الناس لنفسي، وأقربهم لروحي، إلى خالد بن صالح المنيف)، يهدي كتابه لنفسه؛ لأنها الأقرب والأحب له، وحقيقة لم أقرأ مثل هذا الإهداء قبل ذلك، شعرت بأنها رسالة موجهة لي جاءت في وقتها؛ فدفعني ذلك أن أفتح صفحته الأولى التي أخذتني إلى أختها التي تليها، حتى سلمتني إلى الصفحة الأخيرة، ولم أشعر بالوقت حينها، وهذا أول كتاب أقرأه في جلسة واحدة، وعندما أغلقت الكتاب وجدت لساني يردد: (لن أعيش عمري لإرضاء أحد). وها أنا أوجه لك نفس الرسالة عزيزي القارئ: (لا تعش عمرك لإرضاء أحد)، لماذا؟ لأنك ببساطة لن تستطيع إرضاء أحد؛ فرضا الناس غاية لا تدرك، كلنا نذكر قصة جحا وولده عجيب، كان يمشي بجوار حماره الذي يحمل ولده، عاب الناس عقوق الولد، فلما أخذ جحا مكانه ومشى ولده بجوار الحمار، عاب الناس عليه قسوته على ولده، فلما حملهما الحمار معا اتهمهما الناس بعدم الرفق بالحيوان، فنزلا وحاولا حمل الحمار لكي يسيرا به فاتهمهما الناس بالجنون. رضا الناس غاية لا تدرك؛ لأن علمهم قاصر، وعقولهم محدودة، يتفاوتون في الفهم والإدراك، تتلاعب بهم الأهواء، وتتقاذفهم الظنون. اهتم بنفسك أولا؛ لأنك بدون ذلك لن تستطيع أن تهتم بأحد، ألا ترى في الطائرة إذا لا قدر الله نقص الأوكسجين، وتدلت الكمامة، ترشدك اللافتات أن ترتديها أولا، ثم تقدم المساعدة للآخرين. ألا تلاحظ معي عزيزي أن محاولاتنا لإرضاء الناس أصبحت مرضاً خطيراً أصاب الكبير والصغير، فأصبح الواحد منا لا يهمه في أي عمل يعمله إلا الناس، أيرضون عن هذا العمل أم لا؟ ماذا؟ هل سيعجبهم؟ ماذا سيقولون عنه فيما بينهم؟. وانظر إلى ما أصاب الأفراح والأحزان وكل المناسبات من مظاهر كاذبة، لا فائدة منها إلا إثقال كواهل أصحابها، واستنزاف أموالهم، وما ذلك إلا لإرضاء الناس الذي لن يستطيعوا إليه سبيلا، حتى لقد قرأت أخيرا أن من أهم الأسباب في تأخر سن الزواج عند شبابنا هو تلك المحاولة البائسة لإرضاء الناس، وما أجمل وأصدق ما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ضحكتُ فقالوا ألا تحتشم بكيتُ فقالوا ألا تبتسم بسمتُ فقالوا يُرائي بها عبستُ فقالوا بدا ما كتم صمتّ فقالوا كليلَ اللسان نطقتُ فقالوا كثيرَ الكلم حلمتُ فقالوا صنيعَ الجبان ولو كان مُقتدراً لانتقم بسلتُ فقالوا لطيشٍ به وما كان مُجترئاً لو حكم يقولون شذَّ إذا قلت لا وإمّعةً حين وافقتهم فأيقنتُ أني مهما أُرد رضا الناس لابد من أن أُذم فمهما حاولت إرضاءهم فلن تفلح، بل ستكون مذموماً عندهم، فدعك منهم يا صديقي حتى لا تخسر راحتك وسعادتك، وتلقي بنفسك في دوامة لا نجاة منها، ولعل هذا ما حدا بسارتر أن يقول: (الجحيم هو الآخرون)؛ فالإنسان يعيش في جحيم حقاً إذا كان هدفه إرضاء الآخرين؛ لأنه سيشعر بالإخفاق الدائم في الوصول إلى هذه الغاية. فما الحل إذا يا صديقي؟ الحل: أن تجعل غايتك الأولى والأخيرة، أن ترضي الله تعالى في حياتك كلها، أقوالك وأفعالك، حركاتك وسكناتك، علاقتك بنفسك وأهلك والناس جميعا، في البيت، في العمل، في الشارع، غايتك هي رضا الله تعالى لا رضا الناس، ساعتها فعلا تحقق الوصية وتعيش حياتك لإرضاء الله تعالى ثم نفسك، وليس لإرضاء أحد، وإذا كسبت رضا الله عنك، حزت السعادة في الدنيا والآخرة. واقعياً قيمتك: أكبر من تقييم الناس لك. أكبر من الإنجازات. أكبر من الأهداف. أكبر من قبول الناس لك. أكبر من رضا شخص ما عنك. أكبر من حب شخص ما لك. قيمتك مرتبطة فقط بذاتك التي كرمها ربك. ختاما يا رفيق الكلمات، ضع أمام عينيك دوما أن: (رضا الله غاية لا تترك، ورضا الناس غاية لا تدرك؛ فأدرك ما لا يترك، واترك ما لا يدرك).. وإلى لقاء.
7203
| 30 مارس 2021
إن التراث هو الهوية الثقافية للأمة، وهو مناط التميز بين شعب وآخر، وارتباطنا بتراثنا يجسد مدى انتمائنا لأرضنا ويعكس ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتطلعاتنا للمستقبل. فالحفاظ على التراث لا يقتصر على ضمان استمراريته من جيل إلى جيل، بل يتعدى ذلك إلى مواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية، وبما يحقق التناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة. يجب علينا الأخذ في الاعتبار ما يواجه التراث الشعبي من مخاطر، ولاسيَّما في ظل العولمة والتشبه بالغرب والتخلي عن عاداتنا وقيمنا. والنظر بعين الاعتبار إلى أهمية إدراج التراث الثقافي بين الأجيال وتعزيز هويتهم الوطنية وتزويدهم بالمهارات اللازمة للابتكار والإبداع. الهوية الوطنية أساس قيام واستمرارية المجتمعات والدول الحديثة في عالمنا المعاصر، كما أنها تضفي على المجتمعات والدول خصائصها المتميزة عن غيرها حضاريا، وثقافيا واجتماعيا، وسياسيا، فهي بمثابة البصمة الحضارية التي تشكل كينونة الدول والمجتمعات الحديثة، مشيرا إلى أن المجتمعات والدول الحديثة وإن كانت تتمايز عن بعضها البعض بـ "الهوية الوطنية" فإنه ينبغي أن تنفتح على بعضها البعض متشاركة في أصل وجودها الإنساني والحضاري، أهم عناصر هوية الأمة تتمثل في اللغة والتراث وقيمنا التي تمثل جزءا من هويتنا بصفتها تعبيرا عن نظرتنا للحياة وللعلاقات بين بعضنا البعض وبيننا والأمم الأخرى، فالهوية الوطنية تجسد في معاني الولاء والتكاتف والوحدة الوطنية، فالمجتمع القطري له هوية تميزه، ولديه قيم وطنية راسخة، والجهود التي تقوم بها قطر للحفاظ على الهوية والتراث والطفرة الكبيرة التي تشهدها قطر في مجال الحفاظ على التراث من خلال المتاحف التي تسعى الدولة إلى إنشائها، حيث قامت دولة قطر بأدوار مختلفة منها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية مثال؛ على ذلك احتفال القبائل القطرية في اليوم الوطني والتي أصبحت تحت مسمى واحد ألا وهي "عرضة أهل قطر"، حيث حددت الكل تحت هوية دولة قطر، ألزمت الوزارات والحكومات الخاصة والعامة باستخدام اللغة العربية في التواصل كما تمثل اللغة عنصراً مهما من عناصر هوية الأمة وأيضا من خلال المهرجانات التي تقام كالمحامل التقليدية ومتحف مفتوح للتراث البحري، مهرجان سنيار يعتبر من تراث الدولة وهويتها، والتي تمثل كيف عاش الآباء والأجداد سابقاً، حيث كان اعتمادهم الاقتصادي والثقافي قائماً على رحلة الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك، وذلك سعياً لإحياء التراث البحري، وايضاً مهرجان سوق واقف للفروسية يهتم المهرجان بالتركيز على جودة إنتاج السلالات الموجودة داخل قطر، ويهتم المربون باقتناء أفضل السلالات داخل قطر، والعمل على إنتاج سلالات قوية، وبالتالي جودة الجياد المشاركة بالبطولة تكون من أفضل السلالات، مهرجان الدوحة للموروث الشعبي، يعتمد المهرجان في الأساس على إبراز كافة الفنون الشعبية والألعاب الشعبية لكافة البلدان المشاركة في المهرجان، وأيضا تقديم ما يعبر عن ثقافة البلاد المشاركة مثل الحرف اليدوية الأصيلة، ويهدف المهرجان أيضا إلى التعريف بعادات وتقاليد البلاد التي تشارك في مهرجان الدوحة، ويتم من خلالها تبادل التجارب والهويات والخبرات، وله شهرة واسعة وتسعى عدد كبير من الدول للمشاركة في المهرجان، وأيضا بطولة القلايل للمقناص تعتبر من أهم البطولات والأكثر إثارة وتشويقا لممارسة حقيقة المقناص كواقع والتي تعكس مهارة القناص القطري في طرق الصيد التقليدية الموروثة والمعروفة في الثقافة العربية والقطرية، كذلك مركز نوماس يسهم في تنمية الشباب باستثمار وقت فراغهم في تعلم وممارسة مختلف العديد من الأنشطة ذات الصلة بالتراث والعادات الأصيلة لأهل قطر في الحل والسفر في البر والبحر وشتى نواحي الحياة كل ذلك في إطار من الدين والخلق الرفيع وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم الى الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية. وبالنسبة للجانب الاقتصادي "شركة بلدنا"، حيث قامت الدولة بإبراز منتجاتها من دون الاعتماد على الغير من خلال عرض المنتجات المحلية في مختلف الأسواقأ أما الجانب التعليمي حيث تخصص المدارس يوماً للاحتفال باليوم الوطني وايضاً لكي لا تندثر الهوية الوطنية واللبس الوطني قامت بوضع لوائح تشدد على ارتداء الطلاب للزي القطري في المدرسة وايضاً تم افتتاح أول مدرسة دولية لتعزيز الهوية القطرية مدرسة طارق بن زياد، حيث إن المدرسة محاطة بذكريات الماضي وعراقة التراث من خلال غرس الأخلاق والعادات والتقاليد في الأجيال المستقبلية وتعزيز التراث الثقافي الوطني والمحافظة على القيم والهوية العربية والإسلامية التي تبنتها رؤية قطر 2030.
16069
| 17 ديسمبر 2020
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8412
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5397
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4617
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
2001
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1626
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1485
| 08 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1050
| 05 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
963
| 09 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
909
| 03 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
834
| 05 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
828
| 07 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
825
| 09 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية