رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يمتطي خيله منطلقاً بسؤدد وشموخ، يهز الأرض والأرصفة الرمادية بذلك الخيل، " خشمه " مرتفع إلى السماء ، وفي يده الأخرى " دلة قهوة " وبينما أكتافه ترتفع وتنزل مع حركة الخيل الأمر الذي يُخيّل إليك أنها تتراقص مع أغنية : " بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل" ! ، التفت إلى مجموعة من الأفراد واقفين ينظرون إليه بنظرة مَبْهُوتة فقال لهم:" اشلونكم "؟ ثم أكمل المسير ، تتدلى رجلاه الطويلتان للأسفل، مرتدياً ثوباً ناصع البياض وتفوح منه رائحة العود والعنبر … متحزماً … وعلى رأسه يرتدي غترةً وعقالاً " من النوع الزين"، يُداهم الطرق فيرى في نفسه بأنه أًشْوَسٌ .. بَاسِلٌ .. جَسُورٌ …" الخيل والهيل والبيزات تعرفني" …شعار وضعه صاحب الخيل والهيل لكي يُعلم الجميع بأنه هنا ! منفوخ الصدر … نَفّاج .. نَفَّاش ! " أنا قدها " ! يثق في نفسه بطريقة لا توصف فيُبين لك بأنه القادر على منحك ما تريد وفقاً لرؤيته الشخصية ، وتحت ما يُسمى بــ " مستر مزاج "، وانتبه عندما تنفعل " العنزة " التي بداخله فضربات يده على الطاولة لا تُطاق … وأحباله الصوتية قد تتحول إلى مكبرات صوت بترددات راديوية عالية قد تُفجّر طبلة أذنك … ومع ذلك " هو قدها " …يصل ابن الأشاوس إلى باب إحدى المجالس، فيرتفع الحصان إلى الأعلى مصدراً صوته الصهيل وفوقه فارسه الصنديد فترجل بعد أن تطاير غبار أقدام الخيل وسط أرجاء المكان …ترجل مُفاخِراً من حوله بما يملكه … ولأنه البطل "زحموا له ! " دخل وإذا بالحضور يقفون احتراماً لهيبته … نظارته الطبية على أنفه الطويل ليعلن بها الملأ فهمه وثقافته تمويهاً ، " وعليكم السلام ورحمة الله " ! يرد أصحاب المجلس السلام عليه !تتقارع فناجين القهوة … فتهتز بها الأيادي التي لا ترغب المزيد منها ، وصاحب الخيل والهيل متربعاً وأمامه دلة القهوة واقفة تنظر إليه بذهول، يشتم رائحتها ويتذوق مرارتها وهو غارق في الحديث عن طرق الإدارة والعمل الصحيحين … فيقول : " إذا أردت أن تعمل بطريقة سليمة قم بتشغيل هذا ! " وأشار بسبابته نحو رأسه ، ثم أشار إلى قلبه مقطباً حاجبيه : " أما هذا أنساه في الشغل " ! يُطنب في الحديث عن التواضع ويوهم الجميع بأنه يتسم بالحنكة والحصافة …تكاد تتكسر عضلات صدره عندما يخبطها بيده ويقول: "أنا قدها " ! في ذات المجلس كان هناك رجل ما ذكر بأن فلاناً سرق ! نصب ! مكْر ! ووضع يده الخبيثة على ما ليس له به حق … ومدّ ذلك الرجل صاحب الخيل والهيل بالبراهين ! وقال له :" ما ظنك نحن بفاعلين "؟ رد صاحبنا وقال :" خلوه علي ! لأقاتلنه ولأحاربنه ولأوقفنّ راتبه و" لأُفنشنّه " حتى يكون عبرةً لمن لا يعتبر! "، فإذا به يقوم من المجلس حانقاً من سوء ما بُشر به، مُسابقاً خطواته لتوقيع العقاب على من سرق ونصب، خاتماً كلامه بـــ " راح أعاقبه ولا يهمني هو من ولده ! " … فذهب مسرعاً تُسابقه خطواته وبيده دلته ، فامتطى خيله بغتةً ، وصدح المكان بصوت الصهيل، وعادت أكتافه إلى التراقص ثانيةً على أغنية :" بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل ! ". وصل صاحبنا إلى قعر داره متمتماً بكلمات التذمر ! فإذا بأحدهم يأتي من مكانٍ بعيد ، ملوحاً له بيده، يقترب ويقترب حتى انبلجت ملامحه، وما أن رأه مقترباً .. مسروراً … مستبشراً … فإذا بوجنتيه تنفرجُ، فتنازعوا متشابكين أياً منهما يُقبّل أنف الآخر أولاً ، " مرحبا و مسهلا ! " ، وامتدت السجادة الحمراء خاضعةً تحت قدمي الضيف متوجهاً إلى مجلس " الخيل والهيل "، فترّبع على الأرض وترّبع معه صاحبنا وهمّ في الحديث قائلاً: " هل تعرف " فلاناً " ؟ قال صاحبنا مندهشاً: " نعم " ، فقال الضيف: " فلان الذي سرق ونصب ومكر ووضع يده الخبيثة على ماليس له به حق ؟ " فرد صاحب الخيل والهيل: " نعم ! " فأخرج الضيف ولد الحمولة مسبحته الفخمة ذات اللون الداكن من جيبه قائلاً: " سامحه ! "، فرد ابن الأشاوس … البطل المغوار … صاحب الخيل والهيل بتوجس مذعور: " أبشر عمي ! ولو هي ذبيحه ما عشتك " …وهكذا تم حل مشكلة السارق بــ " حب الخشوم " بأن عاد إلى مكانته ومنزلته السابقة … وهكذا أصبح النّصاب بريئاً عندما " يتقلقص " ولد الحمولة " للدفاع عنه … والقانون يقف مذهولاً … مبهوتاً … مُحتاراً أمام ذلك الموقف … بعدها ذهبت دلة القهوة كسيرةً إلى مكتب الخدم طالبةً العودة إلى بلدها ناثرةً قليلاً من الهيل في منزل صاحبنا … وهرب الخيل إلى الصناعية تاركاً ملاحظة كتبها على حائط المنزل مضمونها: "هناك أفراد كلامهم أسطورة وأفعالهم " خربوطة " ! ".
2258
| 06 أبريل 2014
ثلاث مرايا متراصة بجانب بعضها البعض تزيّن حوافها نقوش ذات خشب محروق … الهدوء يعم المكان فلا تسمع سوى صوت أنفاس بشرية مرتسمة على تلك المرايا الصامتة، البرودة أثلجت أطراف الغرفة، ارتجافات الحائط تكاد تشرخه من الصقيع، الحزن فى هذا المكان يصفع شبابيك السكوت فيترجم خلجات أفراد ثلاثة، متقابلين لمراياهم المتماسكة المتراصة كالجنود فى وقفتهم.المرآة الأولى:رجل وجهه مبعثر وكليل من شدة الحزن، علامات الكدر ارتسمت على ملامحه التى ظل يتأملها أمام مرآته، متحيّرا.. متحسّرا..يقرع سنّه ندما أمامها … أيامه سوداء كظلمة الغراب … وكانطفاء نور الغرفة التى يقف وسطها فلا توجد سوى شمعة صغيرة يلمح بها وجهه المتعب أمام المرآة، وشظاياها المتناثرة كتناثر ذنوبه التى أرهقته … سنون مرّت … يمارس بها معنى اللؤم والخداع … فهو خلاّب … غاو … ماكر.. كذّاب … اختصار حياته … مكيدة.. مكْر.. مخاتلة … مخادعة … مداهنة … لم يرّق قلبه يوما على فقير … ولم يحض على طعام المسكين … لم يداو جرحا موجعا … بل داعبه بحد سكينه … عمّق ألما … كسر قلبا … ومزّق ورقة طموحة أبت أن تقبل من الظلم مهجة … ها هو ينظر لنفسه الأمّارة بالسوء … يتأمل ما بداخله من مثلبة ونقيصة … فضاقت عليه الأرض بما رحبت … انقباض روحه التى تتصعد فى السماء من شدة الندم قد شكلّت على مرآته، فها هى تحاسبه … تأنبه … توبخه … على مافعل، فأصبح وحيدا … منعزلا … منفردا بعد أن خسر من حوله وأضاع نفسه …المرآة الثانية:وجه باسم … هش … متهلّل ينظر بتمعن إلى ملامحه السمحة، يقف صاحبه مقابلا لمرآته وكأنما ينظر إليها وتنظر إليه بتحد، ماسكا زجاجا مكسورا قطعّ راحة يديه فتقاطر دمه على الأرض، رابط الجأش … فهو صبور … متجلد ولهمه محتسب … وضع الضاغن يوما لصاحب المرآة شوكا منتثرا فى طريقه … ليعوقه عن المسير إلى وجهته … باب مفتوح ويلّوح له أحدهم بيديه من بعيد وتحديدا من ذلك الباب المؤدى إلى طريق الحياة القويم … لم يكترث لذلك الشوك، فاصْطبر وتجالد وتجشّم واحتمل غرس الشوك تحت رجليه، فلم يدع للبؤس مكانا فى نفسه … يزرعون له الشوك فيباغتهم مسرعا بنثر الورد، يكسرون فيه طموحا فيسهر الليل من أجل ترميمه.. يقاسى من سهامهم التى يرمونها من أقواسهم، وشر نفوسهم المجبلة على حفر الحفر فى طريقه، لم ييأس بعد! ينظر إلى تلك المرآة … ويسأل نفسه: لماذا أنا؟ ابتسامة خاطفة يرتسمها على شفتيه فلقد باغتته الإجابة مسرعة من مرآته بأنه: لا تُرمى إلا الشجرة المثمرة!المرآة الثالثة:لبس هندامه الجديد يرى نفسه بغرور فى مرآته المستندة بشموخ، تقف مثلما يقف صاحبها فتبادله الغرور كما يريد اعتباطا، يمرّر يديه على ذقنه ويحاور وسامته برقة متناهية بجّاج … فهو متعال … بخْتير … يرى الناس صغارا فهو متباه، متغطْرس، متكبّر.. رافعا أنفه وكأنما يود أن يبلغ الجبال طولا … يستمع لنفسه فقط يحاورها بلطف… وشاطط فى حكمه على الآخرين …يرى رأيه صوابا ورأى غيره خطأ … يقف كل صباح أمام مرآته مختالا فخورا … لكى يسير بين الناس … هاضما … باغيا … جائرا … مسْتخفا بفئات الناس، ينازع رب العالمين فى الكبر، متناسيا بأن الكبر رداءه تعالى والعظمة إزاره فمن نازعه فى ذلك قذف فى النار … مسك بشته الفخم بغتة فارتداه … ونثر العطور على ثوبه ذى البياض الناصع، يقارع حبيبات مسباحه بعضها البعض باختيال مشتما رائحتها العطرة، مستعدا ليمشى بين الناس منقادا بغروره متعاليا بكرسييه الذاهب يوما إلى زوال!نهاية القول:وجوه مختلفة … وأرواح غريبة … وخلجات النفس تجتمع لنصبح أعداء أنفسنا … حديث النفس أمام المرآة هو الأصدق … فالمرايا ماهى إلا انعكاسات ما نكبته فى قلوبنا الصغيرة … هناك ملائكة تقف على أكتافنا ترى ما نفعل … تسجلّ إصرارنا على المعاصى … وظلمنا لبعضنا البعض …لأننا تاركون ضمائرنا فى سباتها العميق للأسف….
1595
| 30 مارس 2014
على ذلك الرف يقف ساكناً … يستمع إلى أحاديثهم … همساتهم … تارةً يشعر بفرحهم وتارةً أخرى يُذيب أطرافه حزنهم … يوم مر و يوم حلو … فيبقى صامتاً للأبد … رغم خدش الكلمات لصدره وظهره … لقد جرّحت الحروف جوانبه ، وعلى هوامش وريقاته ذبلت بعض الجُمل بفعل مرور الزمن.. مرّت سنوات على بقائه ساكناً … أبهماً… صامداً … مؤمناً بأنه لن يمسكه ويُلامس أطرافه إلا ذو عقلٍ نيّر مؤمناً بوجود القلم … مؤيداً للحروف الغائرة التي لا يمنعها اقتحام الورق والسيطرة على الصفحات البريئة … هائجةً بعض الجُمل كهيجان البحر وعلى سطحه سفينةً فقدت طريقها … فالصبر أحياناً يكون صعباً على القلم عند مواجهة المحن … الظلم…الاضطهاد … ولا يعرف معنى تأجيل التعبير عن الحزن … فمشاعره الحسّاسة جُبلت على الحديث والتعبير بإطناب ، وليس هناك من يمنعه من ذلك الإطناب سوى البشر عند الكتابة في صفحات الجرائد القليلة … وأما الكتاب فيملكه من كتبه ، يتفنن به لوحده … يجعله عند رأسه ليلاً ، يُلامس وريقاته لوحده فيحتضن حروفه إلى أن يشعر بأنينها … كرائحة القهوة هي الكتابة ، تأسرك عند تذوق مرارتها، خاصةً عند ارتشافها في الصباح الباكر، فتكون أشعة الشمس ساطعة على الكلمات فيصمت الصمت في حضرتها، وريقات الشجر تتساقط على الأرض، هكذا هي الحروف ، تختبئ في أعشاش العصافير الرمادية إلى أن تتطاير في الأفق بفعل نسمات الهواء.يجلس ذلك الكاتب في المقهى كل صباح يقلّب الوريقات الصغيرة … يُعابث فنجان القهوة بإصبعه على الحواف الرقيقة … ويُصدر خلالها رنيناً بخبطات قليلة على تلك الحواف بقلمه مندمجاً بالتفكير فيما سيكتب … يستمع لأصوات الأكواب وهي تتقارع في ذلك المقهى الصغير مختلطةً بسمفونيات موسيقية عذبة منقوشة بعبرات النفوس تُراقص أفكاره وخلجاته، رائحة البن تخترق المكان كما اخترقت رئتيه، يتأمل وجوه مرتادي المقهى علّه يستقي منها حروفاً تتجمع ذات يوم لخلق جملة. خربشات قليلة قد تخرجه من عالم مُفعم بالكآبة إلى عالم آخر ليس به بشر، مجرد حروف تعيش تحت سقف واحد، لا نزاع ولا حروب تصطف معاً لبناء كلمة، فقرة، مقالة، قصة قصيرة، رواية، حروف تتحدث عن كائنات غريبة اسمها بشر، لا تعرف عنهم سوى أنهم في هرْج مستمر، بجانبه كتابٌ لأحدهم بين اللحظة والأخرى يشتم رائحة وريقاته لطالما أدمن رائحة الكتب، يضع رأس القلم على بداية سطور دفتره لتنمو على يديه شجرة ضخمة من الكلمات عند هطول الأفكار من عقله كالمطر. يرتشف قليلاً من قهوته بعد كتابة دفعات قليلة من السطور، وكأنها فواصل قصيرة تجعله يأخذ بها نفساً عميقاً يُعيد بها انتعاش ذاكرته وأفكاره المتواضعة، فتنتشر أبخرة القهوة على عدسة نظارته، باب زجاجي يطل خارج المقهى، شجيرات تتراقص أغصانها مع حركة الهواء، تهدأ قليلاً وكأنها أرواح طافية، يسمع ذلك الكاتب بعض العصافير وهي تُغرد خارج السرب، يتأمل لوحات مُعلقة على جدران المقهى، ملونة بعضها، وأخرى قد اجتاح أعماقها لوني الأبيض والأسود، ذكرّته بحياته التي سيطرت عليها الكتابة، أجواء تُحيط به فيُترجمها إلى عالم كتابي مُترع بشخبطات القلم وسيلان الحروف، إلى أن تتحد وتصبح في صورة كتاب يسكن على ذلك الرف ، صفحته الأولى قد نُقشت عليها آية مُنزلة على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم : “اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “ . صدق الله العظيم .
3685
| 23 مارس 2014
وقفت في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً عند ذلك المصعد الصغير، أنتظر قدومه كمن ينتظر مسافراً قادماً على جمل من مكان بعيد، فمن شدة التعب والإرهاق شعرت بأني كنت أنتعل الأرصفة إلى أن وصلت إلى جهة عملي، ظللت أتأمل أرقام المصعد الحمراء وهي تضيء بين الفينة والفينة متحركة بتحرك المصعد من طابق إلى آخر . فُتح ذلك المصعد الصغير الذي يحتوي على ثلاثة عشر زراً، وقد غطته المرايا، وعلى جوانب تلك المرايا خشب فخم يفصل ما بين المرآة والأخرى، وفي أعلى السقف هناك “ لمبة محروقة “ مرت عليها سنوات وما زالت محروقة . دخلت المصعد وبه ثلاثة أشخاص متفاوتي الهم وأنا رابعتهم، أحمل بين يدي جهاز لاب توب أكتب به آخر مغامراتي … فكثيراً ما أضع أصابعي على لوحة المفاتيح دون أن أكتب كلمة واحدة، أشعر أحياناً بالنسيان الذي يعتري روحي، بل الضيق عندما لا أجد ما أكتبه، لطالما كنت أنا والكتابة كياناً واحداً، أشعر بها وهي تشعر بي، نعيش تحت قلم واحد ويساورنا الحنين معاً لرائحة الورق. لم أجد صديقاً كالكتابة … حروف تحيط بي … تُمسك بيدي أينما رحلت … فهي لم تخني وأنا لم أخنها ،،، ظللت أتأمل لوهلة بعض الوجوه المختلفة تقف وسط هذا المصعد، أحدهم قد اعتراه النعاس، فلا يعلم وجهته الحقيقية سوى أنه يحضر إلى عمله من أجل قراءة بعض الجرائد، وتتبع سطورها وقراءة كل تفاصيلها والتركيز على الصور التي تتضمنها تلك الجرائد .. لا يعرف سوى احتساء فنجان من القهوة المرة وهو يتنقل ما بين الصفحة والأخرى .. ليس لديه عمل سوى ذلك … فهو يحمل طاقة كبرى ولكنها غير مُفعلة بفعل فاعل … فقد تزاحم من لا يستحق عند طابور المناصب … فحظي بها الآخرون وهو بقي على حاله يُزاحم نفسه بنفسه عندما يجد على طاولته مجموعة من الجرائد ،، انتظر لوهلة وها هو يصل إلى طابقه … فسار مسرعاً وتسابقه خطواته ليلاحق جرائد اليوم ويطلب قهوته المفضلة ... بينما أنا في ذلك المصعد …. تذكرت حياتي المتنقلة ما بين كتاب وآخر … فأنسى في أي صفحة تركت روحي، فأبحث عنها طويلاً ثم أجدها مُعلقة بين سطور مرصعة بكلمات الأنين والنسيان، أحياناً وأنا أقرأ على شرفة منزلي تمر الساعات وإذا بي أغرق في أعماق الكتاب، إلى أن أدرك بأنه لم يعد أحداً يسمعني فينقذني ويعيدني إلى واقعي الحقيقي . عامل يقف بجانبي .. قلبه ينبض بسرعة خوفاً من المسؤول … يتصبب عرقاً … حنجرته جفت … نشيج بداخله …يُحدّق في الأرض خشية أن يُخطئ عندما يأمره المسؤول بفعل أمرٍ ما … يساورهالرعب عندما يتذكر صرخته … خاصةً عندما يقول له : “ يا غبي ! “، لا يستطيعالعودة إلى وطنه في الوقت الراهن فصورة أطفاله الثلاثة لا تُفارق خياله … لقمة عيش … ألفين ريال في الهند تسد الجوع … وبدون تلك الصرخة الحنونة المزلزلةلعروق جسده النحيل قد تحرمه من ذلك المبلغ الزهيد ! وأجد مشكلة يا رفيق … والمشكلة الكبرى عندما يتم نسيان ما قاله سيدنا عمر بنالخطاب رضي الله عنه حينما قال حروفاً تزن قنطارا من ذهب: “ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً “ … ولذلك لا تحزن يا رفيق وإن كان ذلك مشكلة … لأن المشكلة الحقيقية تكمن عندما لا يسمع همك أحد لأنك فقير … لأنك مسكين … لأنك لست بصاحب منصب حتى تُحترم .. أو تُرحم من قبل البعض … خرج العامل من المصعد دون أن أنتبه في أي طابق نزل … وكل ما عرفته أنه يعمل عند مسؤول قلبه حجر … وأخيراً بقيت في ذلك المصعد برفقة إحداهن وهي تنظر إلي بنظرة غضب لا سلام ولا حديث يُذكر مع ارتباك ملامحها بشدة وسطوة عينيها الناتئة، مجرد همسات تُسمع “ حسبي الله ونعم الوكيل“ تتردد هذه الجملة على شفاهها… لقد أثرت ذات يوم غضبها وغيظها .. بعد أن خطت يداي كلمات في إحدى المقالات سممت جسدها … حكيت حكايات قد أيقظتها من غفلتها … فحركت ما هو ساكن .. فيُخيل إليّ أني نثرت شيئاً من الأحجار متفاوتة الحجم في الماء العكر … متفاوتة كتفاوت الكلمات والفقرات التي كتبتها فاستشاطت ساخطةً .. وظنّت أن ما كتبته موجه حرفياً لها … إلى أن آمنت بالمثل القائل: “ اللي على راسه بطحة يحسس عليها “ … وذهبت ذات يوم إلى أحدهم تجادله فيما كتبت وتشتكي إليه…. وانتحبت باكيةً من فعلتي وظلمي وجوري لها عندما قلت كلمة حق وسط زمن جائر … فقول الحق هو ظلم من وجهة نظرها … وفي نهاية الأمر وُضعت في موضع الخطأ وهي في موضع الصواب … فتهانينا يا عزيزتي فقد نجحتي في “ العيارة “ بامتياز … واعذريني ثم اعذريني فقد تحملت وزراً لم أرتكبه وتم إنصافك بلؤمك …. بعدها وصلت إلى طابقها الموقر صاحبة المنصب والجاه “ بنت الحمولة “، تسير ببطء شديد وتجرُ خلفها ذيلها. أخيراً حان دوري للوصول إلى الطابق الذي يقطن فيه مكتبي … قلمي الآن مُسدل للقاع فليس لدي سوى تأمل شاشة الكمبيوتر من الصباح الباكر وحتى الثانية ظهراً دون أن أحرك ساكناً، وقلبي يُرتل آيات الصبر والسكينة بعد أن ابتلاني الله بمدير جائر ليس لديه من يردعه ووزير طيب ونقاوة قلبه قد تأخذنا في رحلة حول العالم ! مجموعة ورق متناثرة على طاولتي … منها أوراق متعلقة بعملي تتجاذبها وريقات صغيرة نثر عليها قلمي بقايا حروفي … وورقة أخرى وجدتها جانباً مكتوب عليها كلمات للراحل غازي القصيبي رحمه الله مضمونها : “ لا جدوى من الحوار مع أصحاب نظرية المؤامرة … أو قصيدة النثر “ . مشهد من وحي الخيال … قامت بتأليفه حروفي الثائرة المشاكسة المتهورة … ومن إخراج أوراقي التي تطايرت في مهب الريح …
1973
| 16 مارس 2014
صدرت الهياكل التنظيمية ونحن نعيش أجواءها، نترقب في كل لحظة ما الذي سيحدث بعدها؟ لقد صدرت الهياكل التنظيمية بأمر أميري، ولقد "وفّى وكفّى" سمو أمير البلاد المفدى، إيماناً من سموه بضرورة تغيير عمل الوزارات والجهات الحكومية للأفضل، ولكن تبقى شيئ آخر ….. وهو يقع على عاتق أصحاب السعادة الوزراء …. ألا وهو الهيكل الوظيفي … اختيار القادة …. وهي من المهام الصعبة ….وها هي الوزارات تعمل الآن على ذلك … فاختيار القائد أو المدير لشغل المناصب المتاحة أمور تحتاج إلى توافر شروط معينة يتحلى بها القائد.كمبدأ عام "الشخص المناسب في المكان المناسب" وليس المقصود بذلك تعيين "سوبر مان" أو "عبقرينو" إنما قائد على قدر كافٍ من الدراية في أمور "الكرسي" الذي سيجلس عليه مستقبلاً، هذا بالإضافة إلى الصفات الشخصية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها، فللأسف هناك مدراء لازالوا على مناصبهم فظلموا العباد … وتعسفوا في استعمال الحق … فأجحفوا في حقوق الآخرين بحجة "أنا المدير ولي فلسفة"! "امحق فلسفة"!اختيار القائد المناسب يتمثل فـي (اختيار صاحب الخلق الحسن)، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالقائد الناجحلديه رسالة وهي أن يحملها في سبيل تطوير العمل وخدمة الوطن فيتطلب ذلك في حاملها الخُلق الحسن وحسن العشرة، فللأسف هناك مدراء نسأل الله العافية من أخلاقهم وسوء تصرفاتهم، كمسؤول يُعاكس موظفاته وكلامه يندرج تحت مسمى "عسل أسود "، "حبيبتي"، "قلبي" …. وحدّث فلا حرج.اختيار القائد صاحب الخُلق والتصرف الحسن أمور تُكسر بها الحواجز ما بين الرئيس والمرؤوس في حدود الأدب، فقدرة الموظف على التفاهم مع مديره في أمور العمل وتقبّل المدير ذلك هي احدى النعم التي لا يتمتع بها بعض الموظفين، يُحدثني أحدهم بأن مديره "ماد البوز" طوال أوقات العمل الرسمية، وعند الدخول عليه يبدأ مهرجان التذمر و"التأفف"، بمعنى كما يقولون "عيايزنا": "منتفخ جنه البيت العظيم"، فلا يقبل التفاهم معه على أي موضوع كان، وليس لديه صبر وهذه مشكلة عظمى في كون المدير ليس لديه صبر على الموظفين. العمل بلا شك ملئ بالمشكلات والشكاوى من فئات بنفسيات مختلفة من الموظفين فلا بد أن يتحلى المسؤول بالحلم والصبر، فإذا كانت جميع الأمور تؤخذ بكلمة "أووووف" فلن يسير العمل على الوجهة المطلوبة، ناهيك عن كره الموظف لعمله بسبب ابتلائه بمدير لا يتفاهم!عند حدوث مشكلة ما بين الموظف والرئيس، أو إذا كانت لدى الأخير ملاحظة على الموظف يُفترض أن يتم حل الإشكالية في ذات القسم مابين الرئيس والمرؤوس وعدم اللجوء للمدير إلا في "الشديد القوي"، تُحدثني إحدى الأخوات بأن رئيسها المباشر في العمل، قد قام باللجوء لمدير الإدارة وذلك لإبداء ملاحظاته عليها بقوله إنها نشيطة في عملها ولكنها شديدة وصعبة في التعامل دون سابق انذار! ودون التفاهم معها! لاسيما أنها بطريقة مغرضه فقط لزرع الشوك في طريق مستقبلها الوظيفي …. ولكن هذا الفعل إن دل فإنه يدل على ضعف شخصية الرئيس، وعلى فرض أن ملاحظة الرئيس صحيحة فلم لايتم التفاهم مع الموظف وإبداء ملاحظته على ذلك دون اللجوء للمدير؟ لذا الشخصية القوية والتحكم في تصرفات المسؤول في العمل هي من الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد الناجح.الأمر الآخر الذي يجب أن يتحلى به القائد الناجح احترام آراء الأعضاء والتدرج الإداري في العمل والإيمان بروح الفريق، فكثيراً ما نرى العجب من بعض المسؤولين كمن يخبط بآراء الأعضاء عرض الحائط في موضوعات لابد أن يتم التصويتعليها وفي نهاية الأمر يرفع الموضوع برأيه هو دون الاكتراث بما توصل إليه أعضاء اللجنة من آراء، بحجة أنه هو المدير! وهو الذي يفهم تحليله! الأمر الذي يستتبع معه ضياع الكثير من الحقوق بسبب هذه الأخطاء.والمشكلة الكبرى عندما يتعسف المدير في استعمال الحق، فيقوم بنقل موظف من قسم إلى آخر دون أخذ رأي الموظف فقط من باب التحكم، فما بالكم عندما لا تكون له صفة، كمن يتخذ مثل هذه القرارات وقت إلغاء الإدارة التي يمسك زمام أمرها بعد صدور الهياكل التنظيمية، فتصبح قراراته منعدمه وكأن لم تكن، ولكنه مع ذلك مستمر … لذا من الضروري سرعة إعداد الهياكل الوظيفية للوزارات وإلغاء بعض المسميات الوظيفية التي لا فائدة منها بعد صدور الهياكل التنظيمية، وضرورة حسن اختيار القادة لشغل مثل هذه المناصب، وتذكروا جيداً أن المنصب قبل أن يكون عملاً فهو أخلاق وتعامل، وباختيار القادة المناسبين فإنه سيتم اصلاح ما دمره بعض المسؤولين في السابق، والذي ينطبق عليهم المثل القائل: "خربها وقعد على تلها"وللحديث بقية..نقطة فاصلة:قال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله: قٌــــمْ لـلـمـديـر ووفــــه التـبـجـيـــلا كـــاد الـمـديـر أن يــكــون الــغــولاأرأيـت أفظـع أو أشــد مــن الــذي(لطع) المراجع حيـن جـاء طويــلاعـجـبـاً لــــه لا تـنـتـهـي كـذبـاتـــهكـــم يـحـسـن التـبـريـر والـتـأويـلاقـال: الوزيـر بلجنـة (فتسهـلـوا)يــا ربـعـنـا لاتشـغـلـوا المـشـغـــولامن (لجنة) (لزيارة) (لصخونة)أعـــذاره تـــدع الـسـلـيـم عـلـيـــلاوسلامتكم
2921
| 09 مارس 2014
قد تجد نفسك محاطاً بمن يُسمون "خفافيش الظلام".. يملأون سماءك بمكرهم..بخداعهم.. فينثرون حولك الحقد والكراهية عندما تضع أولى خطواتك على سلم النجاح..يقومون بالتخطيط في الظلام الدامس وعندما تشرق شمس الصباح يعودون إلى جحورهم.. يرسمون خططاً نكراء ليعرقلوا مسيرك، يحملون عقولاً خواء.. كأرض أصابها الجفاف.. فيتجرعون المر عندما يشتمون رائحة نجاحك،،، وتصيبهم الحمى عند وصولك إلى قمة هرم النجاح..بشر متخفون كالخفافيش..لا يخرجون من جحورهم إلا بنية تنفيذ المخطط المظلم والنظر إليك بنظرة سوداء..ولربما جُبلت أعينهم على توجيه النظر إليك مباشرةً، ومراقبتك جيداً.. في جميع حركاتك! ولا يغرنك تقلبهم بوجوه طلقة.. فما تخفيه صدورهم أشد وطأة عليك.. فهم يستخدمون سياسة "خالتي قماشة" ولكن بصورة أكثر خباثة..يحليلهم.. يظنون بأنهم أذكياء..وقد وصل بهم الدهاء ماوصل..يمارسون حقدهم في الخفاء..وفي حضورك يعتبرونك بطل..سياستهم تندرج تحت مسمى "التصرف بغباء".. وهم في ظنهم أن من حولهم مساكين..ما يفهمون.. وكما يقولون " على ويهم ".. يظنون بأنهم أذكياء فيكيدون لك المكائد ويجتمعون ومن هم على شاكلتهم من أجل الإطاحة بك فلم يدركوا أنَّالْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ. وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ " فاستعن بالله وحده.. وتوكل عليه وحده.. فإنه معينك ووكيلك وهو حسبك ونعم الوكيل..تذكر بأن من أراد أن يضرك فإنه لابد أن يجد يوماً ما من يضره..ومن أراد الإطاحة بك فإنه سيجد من يحفر له الحفر من حيث لا يعلم..تذكر أن يوسف عليه السلام قد حقد عليه أخوته وأرادوا الكيد به ولكن نصره الله عز وجل وجعله على خزائن الأرض.. فكيد الكائدين طال الزمن أم قصر بإذن الله سيكون في نحورهم..الله عز وجل لا يرضى بالظلم.. فالظلم ظلمات يوم القيامة.. والظالم له يوم..مهما ظلمك أحدهم لا بد أن يقتص الله منه حقك وينصرك ولو بعد حين..تناسى جميع الأمور مهما عصفت بك الحياة.. وانظر إلى السماء وتأمل صفاءها فهي صافية لعدم وجود البشر بها.. ضع خططاً لمستقبلك.. وليكن لديك هدف.. ولا تبالِ بمن يحقد عليك.. امش عدل يحتار عدوك فيك..تقل بأن هناك من "يتكلم عنك بسوء"؟ لا تبالِ واجعل إنجازك يتحدث عنك ويخرس من يعاديك..بل ابتسم ورحب بالحسنات التي تأتيك من حيث لا تحتسب!نم مواهبك.. شارك في ورش عمل ودورات تصقل من مهاراتك.. تطوّع في عمل خيري..فكل هذه الأمور تشغلك وترفعك عن التفكر فيما لا يُفيد..وأخيراً هناك طريقان ولك الخيار أيهما تسلك؟ طريق السعادة أو طريق التعاسة.. فاختر ما شئت.. *نقطة فاصلة*"الإحساس بالعامة هو أهم شيء، فبوجوده لا يمكن أن يفشل أي أمر، وبدونه لا يمكن أن ينجح أي شيء".- إبراهام لينكولن-
1303
| 02 مارس 2014
ولا زلنا نعيش في أجواء الهياكل التنظيمية … وموضوعها المتوسع … لاسيَّما أهميتها المطلقة وذلك لكونها تترجم توجه الدولة وتوجه سمو أمير البلاد المفدى من حيث إعادة تنظيم عمل الوزارات والجهات الحكومية المختلفة بما يتفق مع الإمكانات المطلقة التي تتمتع بها دولة قطر.لقد توفقت هذه الهياكل من حيث ضرورة وجود إدارة معنية بالتخطيط الاستراتيجي الأمر الذي يستتبع معه بأنه يتوجب على جميع الوزارات أن تُقدّم خططا مؤسسية بموجبها أن ترفع من مكانة كل وزارة وكل جهة … خطط تتناسب مع آخر التطورات والتقدم في الدول المتحضرة، فتُسهم في إنعاش طرق العمل، وتسهل تسييره بطرق ترفع من مستوى الجهات والموظفين العاملين بها بصورة أكثر تطويراً.التكنولوجيا تُساهم بلا شك في تسهيل أمور العمل في الجهات كافة، وتوفر الوقت والجهد بنسبة كبيرة، أقرب مثال استخدام تلك التكنولوجيا في المجال القانوني كالبوابة القانونية القطرية (الميزان) والتي تُقدّم المعلومة القانونية والتشريعية بصورة سريعة ومتطورة قد وفرّت على رجال القانون والعاملين في هذا المجال ستون بالمائة من أوقاتهم والأمثلة كثيرة على العديد من المواقع والبرامج التي تُسهّل مثل تلك الأعمال وغيرها، أما الذين لازالوا يعيشون على الطريقة البدائية (نزّل الكتاب من على الرف) وتناول النظارة … ضع إصبعك محاذٍ للنقاط المتناثرة في الفهرس وتتبع الكلمة … ثم افتح صفحة كذا … الخ الخ الخ، فهم يحتاجون إلى وقت أكثر … وجهد أكبر، ولكن عندما تُستخدم بوابة إلكترونية كالميزان بكلمة واحدة بعدها ضغطة زر تجد ماتريده من معلومات … فعذراً الحياة تغيرت … والتطوير مطلوب … تعزيزاً لقوله تعالى: "وعلّم الإنسان مالم يعلم " … فتعلموا كل ما هو جديد …إعداد الكوادر البشرية وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا هو أمر مهم … هناك مسؤولين لا يعرفون أين يقع زر تشغيل الكمبيوتر (صباحكم فُل)، والمطلوب تدريبهم وتشجيعهم على ذلك مما يُفيد العمل وترك " الكسل " جانباً، فالتعليم أمر ضروري ولو بلغ الإنسان من العمر ما بلغ، تذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم "، والحكمة القائلة: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " … وفي هذا الجانب فقد تم تطبيق نظام المسار الوظيفي في الوزارات وذلك بتدريب من هو بصدد الحصول على ترقية في مراكز التدريب المُعتمدة … والأفضل أن يتم فتح باب التدريب والدورات وورش العمل بصورة مطلقة، لاسيَّما بأنها تكسر الروتين اليومي في العمل، مع ضرورة توفير كافة الطرق التدريبية على سبيل المثال: التدريب / التعليم عن بُعد، سواء لغات أو تقنية المعلومات أو موارد بشرية وغيرها من المجالات الأخرى، لصقل مهارات الموظف، كما أن إنشاء قسم للتدريب والتطوير في الوزارات أيضاً من الأمور التي تُساعد في تسهيل عملية تدريب الموظفين، إذا ما توافر فيه خبراء مختصين في هذا المجال وفريق عمل متكامل، وتهيئة المكان المناسب للتدريب والتطوير، لاسيَّما بأن هذا من صميم مسؤولية إدارات الموارد البشرية في الجهات المختلفة.كما أنه نظراً للتطور الكبير الذي طرأ على مفهوم خدمة الجمهور عالمياً يقتضي من المسؤولين تطوير الإدارات الخدمية التي تتعامل مع الجمهور كالتي تقوم بتسجيل التصرفات القانونية وتوثيق المحررات في وزارة العدل، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تُقدّم خدمات للجمهور، بحيث يأخذ شكلاً مؤسسياً منظماً على أسس علمية وإدارية مدروسة.وأخيراً اختيار القائد المناسب لشغل المناصب الشاغرة…. المطلوب اختيار أصحاب الكفاءة والخبرة وتفضيلهم على أهل الثقة، بمعنى أنه ليس كل من نثق بهم بالضرورة لديهم خبرة في مجال العمل الذين يمسكون زمام أمره، وإن توافرت الخبرة والثقة معاً في قائد يُطبّق مبدأ العدالة في العمل وإعطاء كل ذي حقٍ حقه فإنه يُعد أمراً من الأمور المطلوبة، وفي جميع الأحوال وبشكل أساس: يجب أن تتوافر في القائد أولاً الأخلاق والتعامل الحسن ومن ثم العمل وما يتبعه من أمور أخرى فيما يتعلق بالتطوير والدرجات العلمية، وقوة الشخصية القيادية ومسك العصا من المنتصف، وتعلم حل المشكلات دون اللجوء بشكل مستمر إلى سعادة الوزير لحلها، فهناك مديرون للأسف يستخدمون أسلوب الشكوى المستمرة، وذرف الدموع أمام سعادته، وتطبيق مبدأ " أنا المسيجينة أنا …أنا المظيليمة أنا " يمه منكم! ونحمد الله تعالى أولاً وأخيراً أن هناك مسؤولين مهتمين ويستجيبون لأية ملاحظة تُذكر في مجال العمل، ويتقبلّون النقد البنّاء بصدر رحب ويحاولون بقدر الإمكان إصلاح الأمور وجعلها في المسار الصحيح، وأما الآخرون نوم العوافي إن شاء الله. نقطة فاصلة: " لو دامت لغيرك … ما وصلت إليك " بس أقول.
1164
| 26 فبراير 2014
وأخيراً تم صدور الهياكل التنظيمية للوزارات بقرار من سمو أمير البلاد المفدى، هذه الهياكل التي يُفترض بموجبها أن توضع النقاط على الحروف .. وكلن يعرف اللي له واللي عليه ... وبعد أن كانت هذه الهياكل حديث الكافة في السابق الآن تم ترجمتها على الواقع ... وعرفت كل جهة وكل وزارة ما تحمله من مسؤوليات بعد صدور القرار، ووضعت الإدارات والوحدات المختلفة نصب عينيها ... الموضوع ليس بهذه السهولة ... والهياكل ليست مجرد ديكور ! إنما مسؤولية كبيرة ... وبموجبها نعرف ما الذي يُفترض أن يتم بعد تلك الهياكل التي حولتنا إلى هياكل عظمية من شدة انتظارها !بعد صدور الهياكل التنظيمية نأمل أن يتم تجديد الدماء فهو أمر ضروري .... خاصة إذا كانت هناك دماء فاسدة يتوجب على أصحاب القرار تطهير المكان من المسؤولين الذين لا ينتمون إلى العقلانية والأسلوب الحسن بصلة ! المدراء الذين أصابهم مرض الحمى النرجسية منذ جلوسهم على الكرسي وكأنه حصري لهم ! لاسيما المدراء المتشبثون بالكرسي بلا إنجاز وبلا تطوير يُذكر …والمسؤولون يقومون بأعمالهم من أجل مصالحهم الشخصية بمعنى " اللي من تحت لي تحت " ... الأمر الآخر إرساء مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب، ففي كثير من الأحيان نجد أن هناك مدراء تم تعيينهم في مناصب أكبر منهم بكثير، أي ليست لديهم القدرة على إدارة المكان الذين يمسكون زمام أمره، ومن أساسيات الإدارة الناجحة وضع القائد الذي يؤمن بمبدأ روح الفريق، فبعض المدراء للأسف لديهم أنانية ولا يرغبون في إبراز الموظف المتميز وحرمانه من التشجيع، ولماذا؟ فقط خوفاً من أن ذلك الموظف " يأخذ مكانهم"، فيسعى المدير إلى تهميشه نهائياً فيصيبه الإحباط ! وتصيبه حالة " أبجي على البمبره وأبجي على التينة ! "، وهو لا يعلم أيبكي على حاله أو يبكيعلى المسؤول " اللي مايدري وين الله حاطه " ولا يستطيع ردع أمثال هؤلاء المدراء .. التطوير ... التطوير ... التطوير ... هناك وزارات ما زالت تُدير عملها بأساليب وأدوات عفا عليها الزمن ... وما زال البريد الصادر والوارد يتطاير بين أيدي العاملين من طابق إلى طابق ... ومن موظف إلى موظف ... وما زالت الملفات " اللي ريحتها بيض " تسير بين ممرات الوزارة والتي تكاد تصرخ من شدة التخلف ! وتترجى المسؤولين أن يتم إعدامها! هناك تكنولوجيا حديثة ... لاب توب .. آيباد … برامج خاصة تم إعدادها للتخلص من الورق ولتسهيل المعاملات ... احذوا حذو المؤسسات التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة في جميع المعاملات...إلى أن وصلت إلى أعلى درجات التطوير … يكفي تخلف! الكفاءات المدفونة نأمل أن يتم إخراجها من تحتالأنقاض هناك كفاءات شابة مدفونة بفعل فاعل على أيد خبيثة ... فقط من باب الغيرة والحسد وخوفاً على كراسيهم! حركوا الشباب المبدع ... أعطوهم الفرصة لتقديم ما يملكونه من أفكار تطويرية ... امنحوهم الثقة عند تكليفهم بعمل المشاريع التي تنهض بالدولة ... يكفي تهميش ... لقد دفنهم السابقون ... تعرضوا للظلم بسبب ما يُسمى بالمحسوبية... وفي نهاية الحديث أتمنى لجميع الجهات الحكومية والوزارات التوفيق بعد صدور الهياكل التنظيمية ... وهذا الميدان يا حميدان... نقطة فاصلة : ◄ قال تعالى: " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الَْماكِرِينَ "صدق الله العظيم .
1270
| 24 فبراير 2014
غربة روح لم تجد لها مأوى يطل صاحبها من نافذته السرية، ظل يتأمل من تلك النافذة وجوه المارة، كل فرد منهم له همه وحزنه.. غمه وجرحه.. يعاني من غربة روحه التي لم يجد لها دواء سوى التأمل في تلك الوجوه.. فيقيس مدى قوة معاناته فتهون عليه عندما يرى معاناة غيره.. وبعدها يرمي همومه من أعلى نافذته السرية.. أحدهم تناول نظارته الطبية محاولاً رؤية ما يدور حوله بوضوح، ولكن هناك سلاحاً موجهاً خلف ظهره، يحول دون تحقيقه للعدالة.. نفذ! نفذ! نفذ! استسلم للظلم! اجحف حق غيرك تكن من المقربين.. وإن كان هناك شخص تحت إمرتك فاهضم حقه.. وعندما تتم محاسبتك على ذلك، صير أمينة رزق! وسيتم تصديقك حتماً.. احلف كذبا.. فكما يقولون "قالوا للحرامي احلف قال جاني الفرج".. وهكذا تسير الدنيا (بالمقلوب).. القلب قطعة صغيرة في جسد كل انسان.. ينبض في معظم الأحيان بصورة منتظمة، ولكن سرعان ما يعتري تلك النبضات خوف.. وقلق.. فتتسارع نبضاته.. إلى أن يجد محراباً يخفف جميع آلامه.. فالخوف الذي قد يقع وسط جوف ذلك القلب كمن يحذف أحدهم حجراً وسط نهراً ساكناً.. فيثير ازعاجه.. هناك جرح لم يندمل.. لا يوجد جرح لا يندمل يا " حضرت! " نعم ولكن قد يتعمد أحدهم وضع سكينه على جرح شخص آخر غدراً، وبها لن يندمل.. والبشر.. كقاعدة عامة أزلية أبدية: لن يُرضيهم شيئاً.. فمهما فعلت من أجلهم.. وسهرت الليل من أجل راحتهم.. فرضاهم غاية لا تُدرك.. ولن تُدرك.. فإن أرضيت أحدهم غضب عليك الآخر.. والحل الجميل والمريح هو: أنك تفعل ما يُمليه عليك ضميرك وأن تسير في طريق الصواب، ولن تُضيرك لومة لائم، مؤمناً بأن رأيهم ليس بمهم.. فاتركهم جانباً وألق ببقايا خيالاتهم المظلمة من نافذتك السرية.. أحدهم لديه مكتبة.. ملئت رفوفها مجموعة متنوعة من الكتب.. فينتقل من كتاب إلى آخر مندمجاً في كل سطر يقرأه، فتارةً يقرأ كتاباً عن مساعدة الذات، وتارةً أخرى عن كيفية التعامل مع الآخرين.. وبينما هو يغوص في عالم القراءة والبحث بين تلك السطور تجده يهز رأسه ايجاباً فيقول "نعم.. نعم.. ايوه.. هوه أنا كده واد حليوة "، وعندما ينتقل إلى عالمه الواقعي يعود إلى طبيعته الشرسة وكأنما لم يقرأ سطراً من تلك الكتب.. فلا تعامل.. ولا عمل.. ولذلك فإن هناك بشرا لا يقرأون.. وإذا قرأوا فإنهم لا يفقهون! بينما أنت تسير في طريقك.. ستسمع كلابا تنبح وراءك.. أو قطّاع طرق يودون لو أن يحولوا دون تحقيق هدفك وحلمك.. يحاولون بقدر حقدهم أن يدمروا طموحك.. لا تلتفت إليهم واستمر في السير بطريق الإيمان.. الحياة.. النجاح.. حافظاً ربك في نفسك.. حاملاً معك ذلك الطموح لكي تحققه.. وتاركاً وراءك تلك الكلاب تنبح.. وقاهراً قطّاع الطرق بقوة إيمانك.. ولا تنسى أن تصل إلى نافذتك السرية لكي تلقي همومك من أعلاها.. نقطة فاصلة: إن غبتُ فشرُّ النـاس يشتمنـــــي وإن مرضت فخير الناس لم يــعد وإن رأوني بخير ساءهم فرحـي وإن رأوني بشر سرّهـم نكــــدي من قصائد الشافعي — رحمه الله —
794
| 17 فبراير 2014
أتذكر عندما كنت في كلية القانون درست مادة القانون الدستوري في السنة الدراسية الثالثة، أتذكر حينها من كان يُدرسني هذه المادة، فقد كان مسترسلاً ومندمجاً فيها، وفي إحدى المحاضرات قام بتدريسنا أحد الحقوق التي قررتها الدساتير وهي: حرية الرأي والتعبيرفكان يقول: قولوا معايا بئه: حرية الرأي والتعبير ونحن نردد: حرية الرأي والتعبير قولوها كمان: حرية الرأي والتعبير فنرددها مراراً وتكراراً، وأنا أتذكر تلك السنوات أتت في مخيلتي تلك الحرية التي قررها الدستور الدائم لدولة قطروظللت أتساءل.. حرية رأي؟ قلم؟ كتابة؟ دستور؟ وقد ارتأيت أن أكتب مقالاً في هذا الموضوع، لاسيَّما أنني أتعرض في بعض الأحيان إلى استهجان من قبل أشخاص لبعض مقالاتي "اللي معورة قلوبهم"، فما هي حرية الرأي والتعبير إذاً؟ حرية الرأي والتعبير يمكن تعريفها بالحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني من دون رقابة أو قيود حكومية بشرط ألا تمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير وتصاحب حرية الرأي والتعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق والحدود، مثل حرية الصحافة.فهل حرية الرأي مسموح بها؟نعم، فقد نصت المادة (19) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على ما يلي:1. لكل إنسان الحق في اعتناق آراء دون مضايقة.2. لكل إنسان الحق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأي وسيلة أخرى يختارها.3. تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية:(أ) لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم.(ب) لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة. وقد أقر القرآن الكريم ما يسمى بتعددية الآراء وتنوعها، فقال تعالى: ((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)).والجدير بالذكر أن هذه الحرية لا بد أن تكون مندرجة تحت الصالح العام دون المساس بالدين والنظام العام والآداب العامة، ودون قصد الإساءة إلى أحدٍ ما بالتشهير به، وبذلك نص الدستور الدائم لدولة قطر في المادة (٤٧) منه على أن: "حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، وفقاً للشروط والأحوال التي يحددها القانون"، ونصت المادة (٤٨) منه على أن: "حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة، وفقاً للقانون"، ومع ذلك هناك من "يتفلسف على راسي"... كما أنه استجابة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي تكفل المادة (19) منه المشار إليها أعلاه لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون التقيد بالحدود الجغرافية، فقد تم إنشاء مركز الدوحة لحرية الإعلام، وهو مؤسسة خاصة ذات نفع عام.وحرية اعتناق الرأي هي حق مطلق لكل إنسان ولا يجوز تقييده في أي ظرف من الظروف، كما يشمل حق تغيير الآراء أيضاً، وفيما يتعلق بتمييز هذا الحق ومدى السماح بتقييده فإنه لا يُسمح التمييز ضد شخص بسبب ممارسته لحرية الرأي والتعبير ولا يجوز الانتقاص من حقوقه بسبب تلك الآراء التي أبداها، وبالتالي فإن هذه الحريات تُعد حقاً أساسياً من حقوق الإنسان وقد كفلت حمايتها جميع المواثيق والمعاهدات والإعلانات الدولية، وقد أصبحت جزءًا من قواعد القانون الدولي.كما أن حرية النشر والطباعة لها ارتباط جوهري وأصيل بحرية الرأي والتعبير، حيث إن الكتابة هي أولى الوسائل التي عرفتها البشرية في نشر الآراء وتوصيل المعلومة التي يُعبر عنها الإنسان، إلى أن ظهر الحاسب الآلي والإنترنت وسهلت تلك التقنيات على البشر نشر آرائهم ومعرفتهم بصورة سريعة إلى جميع أرجاء العالم وفي الفضاء الإلكتروني بيسر وسهولة، وعالم تويتر والفيس بوك وكافة مواقع التواصل الاجتماعي، تُعد جميعها جزءًا لا يتجزأ من حرية الرأي والتعبير، لاسيَّما أنها تُعد منبراً حُرا. هذا هو كلام الدستور...القانون...المواثيق والمعاهدات الدولية...وجميعها تُقر حق الإنسان في التعبير وإبداء آرائه … حلو الكلام؟ ولكن في معظم الأحيان عندما أكتب بعض المقالات التي تتعلق بالمسؤولين، وذلك بشكل عام، لا أذكر اسم جهة ولا أشخاص، ومع ذلك "يستغرب" البعض من الكلام الذي أذكره ويعتبرونه كلاما ممنوعا ولا يجوز ويُعد من باب التشهير، وكأنهم قد تم تعيينهم أوصياء على "نيتي"، بمعنى أنهم هم من يضعون لي السيناريو والحوار والإخراج… (١ ٢ ٣ أكشن!) من تقصد في هذه المقالات؟ وغيرها من الاستفسارات، ولكن فلنتساءل، لو كتب أحدهم رأياً عاماً كما أفعل أنا دون ذكر أسماء، فهل يُعد ذلك تشهيراً بأحدهم ممن يتصفون بصفات أذكرها، كالتعجرف في التعامل مثلاً؟الجواب باختصار: هناك مبدأ قانوني ينص على أنه "لا عقاب على النيات".فإذا كان قانون العقوبات لا يُعاقب على نية ارتكاب الجُرم ما لم يقترنه فعل، فما بال القارئ بكتابة مقال عام لا يحتوي ما بين سطوره على أحد الأسماء، والمضحك في الأمر عندما يقول لي أحدهم: "لا لا واضح إنج تقصدين فلانـ / ة "!! ختام الحديث: هناك عقول مليئة بالشوائب، مهما حاولت تنظيفها فإنها مستعصية على التنظيف.
3196
| 09 فبراير 2014
مجبور..أحياناً تكن مجبوراً على تقبّل أمر ما..إما لأنك لا تقوى على رفض هذا الأمر لمكانة أحدهم ..أو لزاماً عليك تقبله..تقوم بعملاً ما مجبر..تشعر بثقله على كاهلك ..تود التخلص منه … فلا تستطيع ..تود تقبّله … نعم ستتقبله مجبراً..غصبن عنك ..ولكن من وراء قلبك ..تكن خاضعاً رغماً عنك ..وليس بيدك حيلة ...لا تملك سوى بث همومك في قصاصات من ورق ...وتتركها تتطاير في الهواء باب الكريم ...هناك شخص ومثله كُثر يظن أن الناس في حاجته..."واذا طلبت التحدث معه يظن أنك في حالة " طرارة ماذا يريد ؟ فلوس ؟ أرض ؟ قرض ؟ بيت ؟...يؤجل الحديث معك...أياماً ...لا يقابلك ..لا يريدك الآن ...انتظر ...فقط انتظر...هكذا هم البعض ...لو طلبتهم في أمرٍ ما ينفش ريشهم ...مثل الطاووس...وبعدها يترفعون عنك غروراً وتكبراً ...وتحاول الاتصال بهم دون جدوى ..ولكن هيهات … هيهات ...من أراد العزة فلا يقف إلا عند باب الكريم سبحانه ..وأما الناس المتكبرون… فهم تحصيل حاصل كنترول . "يقول الدكتور واين داير: من ينتظر الثناء من الآخرين كمن يقول لهم: " رأيكم فيّ أهم بكثير من رأيي في نفسي..ولكن البعض يتمادون في " اللقافة " فيظنون أن رأيهم فيك جداً ضروري "فعندما يرونك من مكان بعيد يدق في أدمغتهم جرس المنبه " تررررررررن ...فيُرفع ستار الرأي والرأي الآخر كلامك … أسلوبك …. هندامك …. القهوة التي تُفضلّها لا تليق بهم فهم يُحبّذون اللاتيه وأنت الفرابتشينو " ليش ؟ "… مستقبلك في خطر …. صوتك مب حلو … الخ الخ الخ الخ …وهناك من يرغبون في تفصيل أمورك وأهدافك ومستقبلك كيفما يرون، فعلى سبيل المثال: لو قلت لرجل غربي أن تخصصك في الجامعة هو " كيف يخر الماي من السقف " لقال لك: وااااااااااو، وأما في مجتمعاتنا لو رغبت في دراسة علوم الفضاء لقالوا: تحمل ماله مستقبلوأحياناً يحاول هؤلاء التحكم في ذاتك أيضاً وتحليلها وفقاً لتصنيفات غريبة ويظنون أن رأيهم فيك ضروري، ولكن بيدك أن تجعلهم أن يكفوا عن ذلك، عندما تؤمن بحقيقة أنك لست في حاجة إلى استحسان الآخرين من باب العقاب ..لأنه أخطئ فإنه يُعاقب للأبد ..لأنه ارتكب هفوة بسيطة فإنه يُعاقب للأبد...لأن لسانه زل بصورة غير مقصودة فإنه يُعاقب للأبد ...لأنه أخطئ فإن الغضب سيحل عليه منهم ...وكأني أراهم يضعون حول رقبته حبل المشنقة ...فقط لأنه أخطئ ...ولأنه أخطئ فإنهم يُعاقبونه للأبد ...فقط لأنه دون قصد أخطئ...فإن العقاب مصيره … وجزاءه...ولكن … للأبد … وضعوا تحت للأبد ألف خط ...فليتهم يُدركون بأن الله جل شأنه هو الغفور الرحيم ...ويقبل من عباده التوبة ...فمن أنا ومن أنت حتى نُعاقب للأبد : نقطة فاصلة :إذا سمعت شخصاً يقول كلاماً سيئاً عنك، فلا تحاول أن تدافع عن نفسك، وإنما قل. " من الواضح أنه لا يعرفني جيداً، لأن هناك الكثير من الأخطاء الأخرى التي يمكن أن يذكرها " إيبكتاتوس — فيلسوف
1425
| 02 فبراير 2014
تعدد الوزراء والكرسي واحد … قرارات تعقبها قرارات أخرى …منها ما يفيد موظفي الوزارات المختلفة وأخرى مجحفة في حقهم …والمصيبة كل المصيبة فيما يسمى ب " حاشية سعادته " …فإذا أردت أن تقيس مستوى عمل سعادة الوزير فانظر لمن هم حوله!هناك أوراق ومعاملات تحذف في " القمامة " …وأوراق ومعاملات أخرى على طاولة سعادته لأن " ولد فلان " صاحبها وهي غير قابلةللتأخير …وكل ذلك " من تحت راس حاشيته " …العدالة والانصاف في هذا الزمان قد كُسرت أجنحتها في بعض الجهات ومن قبل بعضالمسؤولين المتعجرفين …كفاءات قطرية أصبحت في عداد الموتــى لأن بعض المسؤولين سعوا إلى دفنها!لحظة يا سعادة الوزير " خلني أكمّل "!هناك طاقة شبابية تنتظر تفعيلها …ولا زالت قابعة في مكانها ليس من تلقاء نفسها بل من الظلم الواقع عليها …أحدهم يقول لي: اجتهدنا في عملنا أم لم نجتهد … أنجزنا أم لم ننجز … نحن ومنيجلس في مكتبه ويستغل وقته في قراءة الصحف فقط أو تصفح الانترنت سواء …الامتياز الذي يُمنح لهم وهم لا يستحقونه يُمنح لنا ….فلماذا نجتهد؟ هكذا هم محبطون …في بعض الجهات يُعيّن من لا يستحق في مناصب عليا …مطبقةً مبدأ " إن حبتك عيني ما ضامك الدهر " …تناول نظارتك يا سعادة الوزير وانظر حولك ….هل تحاول حاشيتك وضع غمامة على عينيك أم أن نظرك قاصر على من تُحب؟هرمنا … تعبنا … ملينا … زهقنا ونحن نكتب ونقول " لا تنسوا الكفاءات "!جددوا الدماء ….ضعوا من يستحق … اعطوا الفرصة لمن يمتلك طاقة ايجابية لينتج ويحصل علىالتشجيع والثناء من قبلكم…هناك من يُحبّط … ويتفنن في " كسر المجاديف " …وهناك من يطمع في الحصول على منصب " للشووو " فقط … فيتأمر ويتجبر …ويهرول وراء المهمات الرسمية … وعندما تبحث عن انجازاته تجدها " زيرووو " …نود لو نُقدم كل شيء جميل لهذا الوطن … فهو يستحق أن نبدع ونبتكر من أجله …ولكن متى يحصل هذا؟يحصل عندما نضع الشخص المناسب في المكان المناسب …بلا محسوبيات …متخلصين ممن ينتمون إلى فئة الــ " سمانديغه " الذين لا يُحرّكون ساكناً طوالوجودهم في المنصب …سعادة الوزير هناك من ينتظر وراء الباب …وبيده ملفات عدة …بها طموح … بها أمل … بها نور أبى الحاقدون أن يظهر …ولكنها لا زالت مغلقة ….يخشى صاحبها أن تُهمّش ومن ثم يُحطّم ذلك الطموح الذي تحمله تلك الملفات…فتُكسر " مجاديفه " كما كُسرت " مجاديف " زملائه …تمر الشهور ولا زال ينتظر ويتأمل الباب الذي لم يُفتح بعد …لأن شباك المواعيد مزدحم …والوقت هو الوقت لا ينتظر أحداً …يسير بحركة منتظمة … لا شيء يعوقه … وأما ذلك الشخص فقد أعاقه كل شيء …ولكن …لدينا أمل بالتغيير … بالتطوير … بزرع بذرة الانجاز … لكي تنمو وتعيش …لكي يُفتح ذلك الباب المغلق لهذا الشخص الطموح …ليُمنح المكان المناسب لمن يستحقه فعلاً … ليُستخدم الأسلوب الحديث في التقدموالتطوير وبناء المجتمع …لــــ ….ألو؟ سعادة الوزير أنت معاي؟ ألو؟ ألو؟ ألو؟طووط … طووط …طووط..احم …المهم يقول الشاعر الفلاني:*أمس الضحى تالي الليل ونّيت** ونّة جريح مابه إلا العوافــــــي*
1642
| 26 يناير 2014
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5058
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3690
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
2787
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2361
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1503
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
936
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
930
| 23 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
825
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية