رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أوباما.. إلى حيث ألقتْ

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عنوان المقالة من وحي عجُز البيت العربي الشهير «إِلى حيثُ أَلقتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ»، فيُضرب للشيءِ الذاهبِ، ولا تُرجى عودَتُه، بما جاء في كتب الأدب والمعاجم، وهو دعاءٌ على من يسوؤك ليذهب عنك إلى غير رجعة. وأم قشعم :المَنِيَّةَ، وأَجراها الظرفاءُ على الحذفِ، يقولونها لِمَن يودّعون وجهَه ويستقبلون قفاه. أزعم أنه لم يطعننا رئيس أمريكي كهذا الذي ذهب بغير رجعة، وكل ما نراه من فوضى في منطقتنا التي نعيش؛ إنما من سوء تدبير ذلك الأوباما، وضعفه وخوره، وسوء رأيه فينا، وسياسته الجبانة التي ظنت بأن النأي ببلاده، وقد تسلمها من سلفه زعيمة للعالم، عن مناطق الحروب؛ ستكون ضمانة لاستقرار بلاده الاقتصادي، وحفظا لشباب أمريكا أن يقضوا في مناطق لا دخل لبلاده فيها، ونسي هذا الضعيف القاعدة الأساسية للسيادة والهيمنة على العالم: استخدم قوتك أو أنك ستخسر هذه الهيمنة، ولقد نسف أوباما باقتدار هذه القاعدة، وساهم باشتعال منطقتنا في حروب، لمّا تزل أوارها للآن.. أوباما -في عهده المخزي- أراد أن يجعل من إيران شرطيا للمنطقة، على حساب حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين في الخليج، وسعى في ذلك، وأعطاها باتفاقه النووي الأخرق الحق في امتلاك القوة النووية، وهو يعلم بأنها العدوة الأولى اليوم لدول الخليج، بل وفكّ الحظر الاقتصادي عنها، ويأتينا بعدها في زيارات باردة يوزع علينا ابتساماته الصفراء، ويقدم لنا التطمينات والوعود تلو الوعود، فيما هو يطلق يد الملالي وتنظيماتهم المتطرفة تعيث في أرض العراق وسوريا، قتلا وسحلا وتشريدا في أهل السنة، ويغض الطرف عن كل تلك المذابح التي تجري تحت سمع استخباراته وبصرها، بحجة أنهم يحاربون داعش، وهو يدري قبل غيره، أن تلكم التنظيمات الشيعية المتطرفة لا تختلف أبدا عن داعش، إن لم تفقهم وحشية وأدلجة سوداء.ما زلت مؤمنا بأن سياسة أوباما الضعيفة هذه، كانت أحد أهم أسباب خسارة الحزب الديموقراطي ومجيء الرئيس الأمريكي الصاخب ترامب، فقد كانت سياسة ظهرت فيها الولايات المتحدة -محنة سوريا كمثال- بمظهر التابع ضعيف الشخصية والذي لا رأي له ولا يد، تاركا الدبّ الروسي يصول ويجول، ويقتل ويبيد كيفما يريد، ويأمر وينهى بلا أي احتجاج فعلي عليه، وانسحبت هذه السياسة في معظم مناطق العالم وطبقت فيها، ما صدم الشعب الأمريكي الذي اعتاد على أن بلاده سيدة العالم، ولم يعتد أبدا أن يرى بلاده ثانوية تابعة بلا رأي.بعد مشاهدتي لحفل تنصيب ترامب رئيسا، قلت لأصدقاء بأنني متفائل جدا به، رغم كل جعجعته التي أفزع بها العالم إبان حملاته الانتخابية، فالرجل سيبتلع معظمها مرغما وقد فعل، فحكاية الحظر الذي قال به على المسلمين من دخول أمريكا، حذفها من حسابه، وصححها وزير العدل في حكومته السيد سيشنز، الذي قال قبل أيام: «لا أدعم فكرة أن المسلمين كمجموعة دينية يجب أن يُحرموا من دخول الولايات المتحدة. لدينا مواطنون مسلمون عظماء ساهموا في نواح كثيرة. الأميركيون يؤمنون بشدة بالحرية الدينية والحق في ممارسة معتقداتهم الدينية». ترامب لو حقق ما قاله في خطابه حيال الحرب على التنظيمات المتطرفة، لكنا نحن هنا في السعودية والخليج أول الرابحين. داعش وباء فكري، وفصيل متطرف، وتنظيم مخترق من قبل استخبارات، جعلتهم يحولون فوهات رشاشاتهم وأحزمتهم الناسفة تجاهنا، يجب علينا جميعا التعاون لاجتثاثهم. من أسباب تفاؤلي بترامب، أن الرجل لديه موقف من إيران عكس سلفه، متمنيا –في هذه فقط- أن يحقق بعض رؤيته ووعوده حيالها، ويبطل الاتفاق النووي ويعيدها لحظيرتها التي كانت فيها، فذلك خير للمنطقة والعالم.رحل أوباما غير مأسوف عليه، تاركا صفحة سوداء، سواد ما فعل بمنطقتنا، وأتى ترامب بكل صخبه، ولا نملك إلا أن نتفاءل بعهده، فلن يصل ضرره أبدا ضرر سلفه.

785

| 23 يناير 2017

أيّ أجر يا محمد الفيصل!!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بمجرد سماعي بوفاة الأمير محمد الفيصل آل سعود، استذكرت موقفا لي مع الشيخ صالح كامل في العام 2005، إذ كنت ألقبه بأبّي المصارف الاسلامية ورائد الاقتصاد الإسلامي، إبّان فوران تلك التجربة بالسعودية وازدهارها، وتسابق البنوك التقليدية بإنشاء فروع تطبق الرؤية الشرعية في تعاملاتها المصرفية، بل وتنشىء لجانا شرعية مكونة من علماء لفحص تلكم التعاملات.الشيخ صالح كامل ولا شك طوّر عبر مركزه للاقتصاد الإسلامي، كثيرا من التعاملات عبر جمعه لعلماء الشريعة والاقتصاد طوال سنين ممتدة، حتى خرجوا بفقه الصيرفة الإسلامية التي نعيشها، وإن كان للأمانة غير راض عنها اليوم، ولكن الشاهد في موضوعي أن الرجل صحّح لي، ونشرت رده في ملحق "الرسالة" بصحيفة "المدينة" في ذلك الزمن، حيث أجاب: "قولكم بأن صالح كامل هو رائد الاقتصاد الإسلامي؛ فهذا افتراء على الحقيقة, وللأمانة التاريخية فأول من بدأ فكرة البنوك الإسلامية هو الأمير محمد الفيصل, وكنت أنا صالح كامل في ركابه، وللتاريخ يجب أن تثبت هذه الحقائق... صحيح أنا واصلت المسيرة ببعض الجهود المتعلقة في ذلك المجال، ولكن يظل فضل الريادة للأمير محمد الفيصل".عاش الأمير محمد الفيصل بعيدا عن الأضواء، وهو الذي انطلق في هذا المجال احتسابا لله، وغيرة على دينه، وبرّا لدعوة والده الفيصل العظيم الذي رغب وقتذاك في إنشاء بديل للتعامل الربوي الذي يعمّ العالم، وعلّق على ذلك أحد أساطين فقه الاقتصاد الإسلامي اليوم معالي الشيخ عبدالله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية: "من آثار دعوة الملك فيصل إلى التضامن الإسلامي؛ أن تبنى ابنه البار سمو الأمير محمد الفيصل اتجاهاً جاداً نحو الاستثمار الإسلامي".محمد الفيصل يرحمه الله كانت له فلسفة ورؤية حيال البنوك الإسلامية التي عرّفها بقوله: "البنك الإسلامي هو مؤسسة مالية مصرفية لتجميع الأموال، وتوظيفها في نطاق الشريعة الإسلامية بما يخدم مجتمع التكافل الإسلامي وتحقيق عدالة التوزيع، ووضع المال في المسار الإسلامي".والحقيقة أنه جاهد جهادا كبيرا، وقوبل بمعوقات حادة، واعتراضات بل وسخرية أيضا من الفكرة، وصفها في بعض حواراته: "إنه في الوقت الذي ظهرت فيه فكرة البنوك الإسلامية في نهاية الستينات وبداية السبعينات الميلادية؛ كان هنالك زخم كبير في الاتجاه العلماني التغريبي؛ فاجتمع سوء الغرض والعداء لكل ما هو إسلامي من الأعداء في الداخل والخارج مع الجهل بالإسلام من جانب المسلمين"، وجوبهت فكرته بالرفض التام، بيد أنه كان صاحب رسالة، وورث من أبيه العزيمة والإصرار وقوة الشكيمة، فلم يستسلم، واتجه بمشروعه للسودان ومصر، ونجح نجاحا منقطع النظير.حاول محمد الفيصل تطبيق الفكرة الحقيقية للبنوك الإسلامية التي وضعها هو وغيره من منظري تلك البدايات والتي كانت تتلخص في استبعاد التعامل بالربا، والتوجه نحو التنمية عن طريق الاستثمار، وربط التنمية الاقتصادية بالاجتماعية، وإحياء فريضة الزكاة ووظيفتها الاقتصادية والاجتماعية الصحيحة، وهو ما لم نره -بشكل كامل- في الصيرفة الإسلامية المطبقة اليوم.محمد الفيصل كانت له كلمة في المغرب في العام 2012 في ندوة عن تقويم فكرة البنوك الإسلامية وآفاقها، وقال عنها بأنه يظن " أنها في صالح البشرية"، ومن أجل "إعلاء كلمة الله في الأرض"، في حضور الرسالية لديه، لا الهدف الربحي الذي حاد بفكرة الصيرفة الإسلامية إلى التركيز على المرابحة فقط، التي وقعت على المتعاملين كالسيف، إذ استبدلوا الفائدة الربوية بأختها الأعظم مغلفة بفتوى من اللجان الشرعية بتلكم البنوك، مستغلة تدين المجتمع، كل ذلك كان على حساب رسالتها الحقيقية في تنمية المجتمعات الإسلامية، التي نحن بمسيس الحاجة لها اليوم في ظل هذه الظروف التي تعيشها منطقتنا بعد خفض أسعار البترول، داعيا سدنتها اليوم إلى تقوى الله وإعادة مسيرتها لما أراده منها الرواد الأوائل.ستظل كل المجتمعات الإسلامية التي رفع عنها محمد الفيصل حرج التعامل بالربا مدينة له، وسيصب أجر هذا العمل –إن شاء الله- في ميزانه ليوم القيامة، ويا له من أجر!!

1524

| 16 يناير 2017

"الحشد الشعبي" و عُمان .. والتحالف الإسلامي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); درجت القنوات الفضائية والمجلات السياسية المتخصصة على إفراد تغطياتها في نهاية كل عام ميلادي للسؤال عن أهم الأحداث التي حصلت خلال ذلك العام، في حساب جردة ماتعة تقدمها للمشاهد أو القارئ.لم أتوقع أبدا، أو لم أنتبه -وكثيرون معي- إلى أهمية مناورات "رعد الشمال" والرسائل القوية والعديدة التي تضمنتها حينها، إلا هذه الأيام. تلك المناورات مرت علينا سريعا، وغطت عليها أحداث كبرى ونسيناها، حتى ذكّرنا بها أستاذ العلاقات السياسية الدكتور عمر عبدالستار، الذي جزم -في حوار فضائي أخير- أن تلك المناورات كانت أهم أحداث المنطقة على الإطلاق في العام 2016، بل ذهب هذا المحلل الاستراتيجي العراقي للقول بأن تلك المناورات أول ممارسة لتحالف إسلامي عسكري سيكون له ما بعده، وشبّه قيام هذا التحالف بتأسيس مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الثورة الإيرانية.كانت السعودية مدركة تماما للخطر الآتي من شمال الخليج عبر المنظمات الإرهابية التي تتوالد هناك، إن كانت منظمات سنية أم شيعية، وعرفت أن من بيده خيوط اللعبة يريد تقسيم المنطقة من جديد، وقد اخترق هذه المنظمات الإرهابية بالكامل، وبات يديرها من داخلها، لذلك كان هذا التحالف الذي لم يكن رسالة منطقة مناوراته الأولى "رعد الشمال" في منطقة "حفر الباطن" بالقرب من الحدود العراقية بخافية على أحد.ما أعاد للأذهان اليوم قيمة هذا التحالف حدثان مهمان، أولهما انضمام عُمان بعد عام تقريبا له، وضجّت الصحف والمدونات الإلكترونية ومواقع التواصل بهذا الخبر، وذهبت التحليلات إلى أن عمان غيّرت توجهاتها بالمنطقة بعدما تبين لها عدم جدية أو فائدة التعاون مع الإيرانيين، في ما اعتبرت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن القرار العماني الجديد انتصار للسعودية في خطواتها المناوئة لإيران، ونقلت عن غانم نسيبة، الباحث المختص في شؤون الخليج قوله "من وجهة النظر السياسية إنه انتصار للسعودية أن تعيد عمان إلى دول مجلس التعاون الخليجي، والقرار سوف يعطي السعودية نفوذا إقليميا أكبر، ويزيد من مركزها الجيوسياسي".بالتأكيد أن انضمام الجارة عُمان للتحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية مكسب كبير، وقوة وتماسك لمجلس التعاون الخليجي، ووصلتها رسالة العتب السعودية بعدم زيارة الملك سلمان لها إبان جولته الخليجية الأخيرة، وبانضمامها سيكون عقد هذا التحالف الذي كان وراءه الأمير الجسور محمد بن سلمان 41 دولة .الخبر الثاني الذي أعاد أهمية التحالف الإسلامي العسكري للمنطقة ككل، هو المناورات التي أجراها قبل أسبوع الفصيل المتطرف "الحشد الشعبي" الشيعي التابع لإيران، فقد أجرى مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود السعودية العراقية، في مدينة "النخيب" العراقية شمال مدينة "عرعر" السعودية، في رسالة واضحة من إيران أيضا، بأنها ماضية في هذا الاستفزاز، وإبقاء المنطقة في حالة توتر، وأن هذا الحشد الصفوي المتطرف يمكن أن يكون أداة –كما داعش- لتهديد دول الخليج.عتب بعض المحللين وقتذاك بعدم دعوة إيران وبعض الدول من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لهذا التحالف، وأجاب حينها العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات تحالف "عاصفة الحزم" بقوله: "من يرعى الإرهاب لا يمكن أن يكون شريكاً في محاربته" في إشارة إلى طهران. وقد سبق تلك التصريحات ملاحظة أخرى له أدلى بها مؤخراً من القاهرة قائلاً، "نحن الآن نتحدث عن عمليات لمكافحة الإرهاب، وإذا كانت إيران تنوي الانضمام إلى هذا التحالف فعليها أن تكف عن إيذاء سوريا واليمن، وأن تمتنع كذلك عن الأعمال التي تدعم الإرهاب في لبنان والعراق".التحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية اليوم، درع لدول الخليج، ورسالة قوية للمنظمات الإرهابية والمتطرفة والدول التي تقف خلفها في المنطقة بأن 41 دولة ستصطف ضدكم إن حاولتم المساس بأمن أي دولة خليجية."الحشد الشعبي" وعمان أعادا التذكير بأهمية هذا التحالف الإسلامي، وعبقرية فكرته، من المهم اليوم إعادة تسليط الضوء لأدواره.

966

| 09 يناير 2017

سنّة العراق.. أيدي سبأ

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ما وصل إليه سنة العراق اليوم من هوان وذل وانقسام وضعة، وهم الذين حكموا العراق لقرون ممتدة.. من يتحمله سيادة النائب؟".وجهت هذا السؤال للسيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية السابق، في حديث جانبي أحرص عليه قبل الظهور على الهواء في التلفاز، والرجل قال كلاما كبيرا، وعبّر عن بعضه أثناء اللقاء، وخلاصة حديثه أنه كان يرى المشاركة السياسية إبان الغزو الأمريكي للعراق، وكان يدعو السنة للانخراط والمشاركة، جازما لهم أن الأمريكان سيرحلون، ولن يبقوا في العراق، ولكن السنة –وقتها- انحاز أكثرهم بعدم الانخراط في تلكم الانتخابات التي دخلها الشيعة بدعم إيراني كامل، مشفوعة بالفتاوى من المرجعيات الكبرى، وهيمنت على الحكم.طارق الهاشمي قال بكل ألم أثناء اللقاء: "أتكلم وقلبي مجروح ..ووجهت نداءاتي منذ ٢٠٠٤م بمواجهة المشروع الإيراني ..ولم يلتفت لي أحد".الآخرون من السنة العراقيين يرون أن الفصيل السني الذي دخل العملية السياسية، وتعاون مع المحتل، واقتنع بالوعود الكاذبة لما كان يعدهم به زلماي خليل زادة السفير الأمريكي إبان الاحتلال؛ كانوا على خطأ كبير، وأعطوا الشرعية لكل ما حصل ويحصل اليوم في العراق، وهناك الصحوات التي فتكت بأهل السنة والمقاومة، فضلا عن بعض شيوخ القبائل الذين سملت أعينهم الدولارات الخضراء، فأغمدوا خناجرهم في ظهر أهل السنة بالعراق. بغض النظر اليوم، فليس من الحكمة أن نتقاذف التهم والتقصير، ومن الذي جانبه الصواب، لأن ما يحصل لسنة العراق اليوم أمر مؤلم جدا، وهم في وضع لا يقبل به أي رجل له شرف ومروءة، وليس السنة وحدهم، بل كل العراق بأطيافه ومذاهبه وطوائفه، بما قال الهاشمي؛ أنه تحول من دولة مدنية إلى دولة ولاية الفقيه، يتلقى أوامره من إيران، وتجوب الميليشيات كل أراضي الرافدين.الأخطر في المسألة العراقية اليوم، هو موضوع الحشد الشعبي، أولئك المرتزقة الذين انخرطوا في جماعات قتالية متعصبة، ولا يعرف عنهم سوى السحل والتعذيب والتفنن في أساليب القتل الوحشية، ولا يأتمرون إلا للولي الفقيه، فهؤلاء الخطر القادم على دول الخليج وتركيا تحديدا، وعبرهم ربما سترسم خرائط جديدة بما يريده الغرب للمنطقة.طارق الهاشمي لثلاث مرات أثناء حواري معه الجمعة الماضية في برنامج "ملفات خليجية"، نبه إلى هذا الخطر، وأن العراق والمنطقة سيكونون إزاء مشكلة كبيرة بعد الانتهاء من داعش، فهؤلاء الحشد سينقلبون على الحكومة العراقية التي لا تملك السيطرة عليهم، وينقلب الوحش الذي يكبر اليوم ويطالب بأسلحة متطورة ودبابات وطائرات، وربما سيتجهون بعدها للخارج، فبعض الحشد اليوم يقاتل في سوريا.استشرفت من الصديق د. مجاهد الصواف عن رؤية سنة العراق الذين رفضوا الانخراط مع المحتل، في الكيفية التي يمكن أن تجمع كلمة أهل السنة، وهم الذين باتوا أيدي سبأ للأسف، وذهبت ريحهم، فأجابني: "الحل في قيادة سنية جديدة، نظيفة اليد تتكلم عن العراق كعراق بعيدا عن المذهبية والطائفية، قيادة لم تمد يدها للمحتل، وبها النفس العروبي، وتحيي هذه الروح التي ترفض التدخلات الإيرانية المهيمنة اليوم، ففي جنوب العراق قبائل عربية، هي منا ونحن منهم، ويرفضون هيمنة هؤلاء".لا مناص أن تتدخل الدول المؤثرة في المنطقة اليوم لتوحيد السنة في العراق، وبث روح العروبية في الشيعة الشرفاء هناك، وأن توقف هذا التغول الاقليمي الخارجي الكامل هناك. قتل الوحش في مهده وهو طفل أو حتى فتى؛ أسهل كثيرا قبل أن يكبر ويشتد.

1099

| 02 يناير 2017

رتق ما انفتق في صفوف أهل السنة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); آمنت بعد أحداث عديدة حضرتها وعشتها؛ أن السياسي والعالم الشرعي لديهما من الحكمة والتعقل والمعطيات، أكثر بكثير من المثقفين وطلبة العلم والدعاة وعوام الناس، وأنهما يقومان بعلاج المشكلة بهدوء واتزان والنظر للمصلحة العامة للأمة، بعيدا عن سطوة أولئك المثقفين وزعيق العامة، ولا أدلّ على كلامي من الأزمة الكبرى التي اندلعت بين طوائف أهل السنة وبين السلفيين عقب مؤتمر "جروزني".شهدنا السجالات وردات الفعل العنيفة على ذلك المؤتمر بالشيشان، والمطالبات المتتالية التي تلقاها العلماء والساسة بمواقف حازمة ومفاصلة مع هؤلاء الإقصائيين الذين أخرجوا السلفية من طائفة أهل السنة، ووصلت الأمور إلى ترادحات وهجومات وتفسيرات لم تلتزم بأدب الخلاف مع الطرف المؤيد لذلك المؤتمر، فلم يعدم الأخيرون في صفوفهم متطرفين ومتعصبين للأسف، أشاعوا مناخا من الإقصاء الذي نتهم نحن به.كان أول ردود الأفعال من لدن هيئة كبار العلماء بالسعودية، التي أصدرت بيانا غاية في الحكمة والاعتدال، وطالبت الجميع بحسن الظن، وأبانت أن الخلاف بين العلماء أمر طبيعي، وقالت: "الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعا من البشر؛ فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر".وأسعدني جدا فطنة هيئة كبار العلماء بالسعودية إلى كمون الحزبية والسياسة في صميم الأزمة، وقالت: "ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة، توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح"، متهمة من "لا يريدون لهذه الأمة خيرًا" بالمراهنة على "تحويل أزمات المسلمين إلى صراعات".بيان الهيئة أطفأ قليلا من أوار واحتدام المعركة، ولكن المشكلة لمّا تزل تمور في الساحة، حتى فاجأنا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بحضوره للرياض، وتوضيح المسألة لسمو ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان يعمل بصمت وتؤدة أديا لإنهاء الأزمة بطريقة ذكية، ولم يكتف سموه بذلك، بل أرسل أمين عام رابطة العالم الإسلامي الجديد د. محمد العيسى إلى غروزني ليلتقي بعلماء الشيشان قبل عشرة أيام، ودخل معهم في حوار عميق حول مفاصل النزاع والملاحظات التي تحسّسنا منها، وأصدروا بعد اجتماعهم بيانا توضيحيا لكل ما التبس، وقال علماؤهم أن المؤتمر لم يقصد الإساءة لأي مذهب أو مدرسة علمية، بل كان الحديث عن مدعي السلفية من أولئك المتطرفين الذين شوهوا الإسلام، ولم يقصدونا البتة.كنت أتمنى أن يحظى المؤتمر بالتغطية الإعلامية التي تستحق، ولكن أحداث حلب للأسف طغت، وإلا فما فعله د. العيسى وعلماء الشيشان مما يستحق الدراسة، بل أبعد من ذلك، يمكن أن يكون قاعدة عامة ومنهجا لطوائف أهل السنة، في وقت نحن بمسيس الحاجة للاصطفاف أمام الصفوية المذهبية التي تريد أن تفتك بأهل السنة، ونتمنى على معاليه البناء على ما تحقق والذهاب إلى إيجاد ميثاق شرف عام لأهل السنة، أن تظل الخلافات العلمية في أروقتها بالجامعات والمعاهد الشرعية والمجمعات الفقهية، إذ تباين الرؤى والاختلافات حاضرة كطبيعة بشرية، لكن تحصر في أمكنتها، في مقابل أن يسود حسن الظن وتقبل المذاهب في المجتمعات الإسلامية دون إقصاء أو تكفير.رابطة العالم الإسلامي حققت نجاحا مبهرا في حلّ هذه الأزمة، والتعويل عليها يتأكد أن تبني وتواصل هذا النهج الذي يجمع الأمة.

1452

| 19 ديسمبر 2016

"هرمز" و"الحشد"..في صميم جولة سلمان

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "إن المملكة العربية السعودية هي العمود الأساسي والمظلة الحقيقية لدول مجلس التعاون الخليجي والعربي، وباستقرارها تستقر الدول الخليجية والعربية، فهي أساس الميزان والتوازن". محمد بن زايد.ربما لخص سمو ولي عهد أبو ظبي بكلماته الآنفات التي قالها، وهو يكرّم خادم الحرمين الشريفين في قصر المشرف بأعلى وسام في دولة الإمارات؛ موقف دول الخليج الأربع ونظرتهم للسعودية ومكانتها وقائدها.لم تكن الزيارة عادية، لا في توقيتها ولا في ملفاتها، ولكن بالتأكيد أن استثناء عمان من الزيارة، بها دلالات واضحة من الضيق السعودي تجاه سياسة الجارة الخليجية طيلة الفترة الماضية، على الأقل في موضوعي اليمن وإيران، ما يجعلني أنادي هنا بدراسة جدية من الجارات الأربع لما طرحه بعض سياسيّ الخليج بضرورة تكوين تحالف عربي جديد، أساسه الموقف الواحد الصريح، لا المعارض أو المتميع أو المبتز للأسف، ويضم بالإضافة للدول الخليجية الأربع، الأردن والسودان واليمن والمغرب.التهديدات الإيرانية الأخيرة بإغلاق مضيق هرمز والسيطرة عليه، هو بالتأكيد أحد الملفات التي نوقشت بين القيادات الخليجية، والحديث المصاحب لتلكم التهديدات الذي جاء على لسان العميد الإيراني باقر زادة، من المفترض ألا يمر مرور الكرام، فالعميد الصفوي القميء أكد إن "التواجد في مضيق هرمز والخليج الفارسي يرسخ لروح الاستشهاد، وأن تواجدنا يأتي من مستلزمات القدر وتدابيره" على حسب وصفه. ويفصح أكثر عن معتقده في هذه الحملة قائلا "إن الهدف أيضا هو نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة لدى المقاتلين المتواجدين في هذه الجزر".التلويح بهيمنة إيران على مضيق هرمز، والمواجهة معها تحتاج إلى توحيد رؤيتنا في موضوع إعادة الشرعية في اليمن، وسرعة إنهائها، إذ لا تزال الحرب في اليمن ضد هؤلاء الحوثيين تستنزفنا، وهي حرب كان لابد من خوضها مهما كانت أكلافها التي ندفعها، ومهما طال أمدها أيضا، وليت كل الرؤى تتفق في تفعيل ودعم كل الحركات الفاعلة في اليمن، ومنها الحركة الأقوى على الأرض هناك، جمعية "الإصلاح" التي هي الأقدر على مواجهة الحوثيين، مع ضمانات أكيدة بأنها لن تتجاوز حجمها، بما يتخوف به بعض الأشقاء، وتوضع المحددات التي تطمئن الجارة الخليجية، إذ نحن بحاجة ماسة جدا في إنهاء الحرب في اليمن، للتفرغ لهذه الأفعى الصفوية التي نبت لها ناب خطير وجديد هو: الحشد الشعبي في العراق.إن ظهور الحشد الشعبي الصفوي المتطرف في العراق كقوة موازية للجيش العراقي، أمر خطير جدا، وبالمناسبة الحشد يتساوى الآن في قوته حزب الله اللبناني، ويدعم مباشرة من إيران التي تقوم بتعيين قياداته، وهو يصول ويجول بكل حريته في أراضي العراق، وصرح بعض قياديه بأن الحشد سوف ينتقل إلى سوريا بعد الانتهاء من الموصل، بيد أن الأخطر في الأمر هو ورود أخبار بوجود حشود عسكرية بدعم من الحشد الشعبي المتطرف في الحدود الكويتية العراقية.الحشد الشعبي في العراق هو على تماس مباشر مع حدودنا الشمالية في الخليج، والحوثيون من الجنوب، وهناك حزب الله، فضلا عن الجواسيس والخونة الذين باعوا ولاءهم لإيران من أبناء الخليج.

647

| 12 ديسمبر 2016

حرائق إسرائيل والحقيقة الأهمّ

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتأكد لي يوما بعد يوم أن وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا: "تويتر" و "الفيس بوك" باتا المنبر الديموقراطي الحقيقي للشعوب، بل حتى الدول باتت تغشاه لإبداء آرائها وسياساتها عبره، بما حدث في حرائق الكيان الصهيوني الأسبوع الفارط.فقد شهد محرك البحث الأشهر "جوجل"، ملايين عمليات البحث حول هذه الحرائق، وسبقتها هاشتاج "الكيان الصهيونى يحترق" متصدراً قائمة الأكثر تداولاً على موقع "تويتر"، الأمر الذى أدى إلى إدلاء المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان بتصريحات عبر حسابه على "تويتر": "يزعم الفلسطينيون أن هذه هي أرضهم، ولكنهم يكرهونها ويفرحون بالحرائق التي تلتهمها". بينما ردّ العديد من المغردين العرب أن تلك الحرائق انتقاماً من الله بسبب منع الأذان في مدينة القدس.كثير من المشايخ والدعاة والناشطين الخليجيين والعرب أبدوا فرحا غامرا بهذه الحرائق، لدرجة أن أحد القراء الشهيرين من الكويت، بلغت به الحماسة أن كاد يكفّر الرئيس التركي إردوغان الذي بعث بطائرة للمساعدة في اطفاء تلك الحرائق، لتقوم حرب أخرى بين كارهي أردوغان ومحبيه من الإسلاميين، الذين ردوا عليهم بأن السيسي أعلن وقوفه مع بشار الأسد، وأرسل طيارين مصريين للمشاركة في القتال بسوريا، ولا يزالا لهذه اللحظة يتقاذفان التهم.الكيان الصهيوني دخل في هذا السجال عبر مواقع رئيس وزرائه نتنياهو، وبقية الوزراء في الحكومة الصهيونية، بل ثمة حساب رسمي لهم "اسرائيل بالعربية" الذي ردّ ردّا مفاجئا وطريفا في آن على الشامتين العرب بقوله: "من إسرائيل لكل من يشمت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ .. الحجرات:11". ولم يتوقف ذلك الحساب عن التغريد والرد، بل كتب: "إلى كل من يبدي الشماتة بمنتهى الفظاظة: لا تستعجلوا بالفرحة، باقون رغم أنوفكم وحقدكم وصواريخكم.. إذا عبَرنا رغم فرعون وهامان وهتلر فباستطاعتنا أن نمرَ كل صعوبة ونخرج منها أقوى، ونعدكم أننا بعد بضعة أيام، أن فرحتكم عديمة المعنى لأننا سنستمر في عملية البناء والترميم والتطوير والابتكار، ننصحكم الحرص على بلدانكم المنهارة والعمل على إنقاذها بدلا من سب وشتم الآخرين.. ".ما أود تسجيله هنا حيال هذه الحرائق التي طالت إخوتنا الفلسطينيين المسلمين، وأطفالا ونساء ربما كانوا غير محاربين، وبرأيي أن الفخر إنما يكون في ميادين الشرف والمعارك لا الكوارث الكونية؛ إلا أن ردة الفعل اللافتة للشعوب العربية تنسف ما قاله نتنياهو مؤخرًا بشأن "حدوث تحولات إيجابية في توجهات الرأي العام العربي تجاه اسرائيل"، إذ لا تزال أغلبية الشعوب العربية تكره هذا الدويلة الغاصبة، ولن تهدأ حتى تعود فلسطين لأصحابها، مهما تعرجت السياسة، وتبدل الأعداء.أمر آخر، لطالما صدع رؤوسنا الكثيرون بتفوق الكيان الصهيوني العلمي والتقني والحربي وو.....، وهي اليوم أضعف من أن تواجه لوحدها حريقا، فقد ظهرت لنا دولة هشة عاجزة غير قادرة على احتواء هذه الحرائق، وأكثر من ذلك ظهور العنصرية والتعصب في داخلها، وتشهد صحفها معارك ضارية واتهامات شنيعة حيال الفلسطينيين الذين تمّ اتهامهم بإشعال هذه الحرائق.

962

| 28 نوفمبر 2016

لماذا يصرّ مفتي السعودية على التجنيد الإجباري؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم أستغرب أبدا دعوة سماحة مفتي عام المملكة عبدالعزيز آل الشيخ قبل أسبوعين ل"التجنيد الإجباري" لشباب الخليج، وعالمنا الجليل بات يهتبل أية فرصة لتكرار دعوته هذه، إذ سبق له إطلاق هذه الدعوة في العام الماضي، وما فتئ يكررها على مدى أعوام فارطات، رغم أن مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس الشورى السعودي د. سعود السبيعي علق وقتها بأن السعودية لا تحتاج إلى تطبيق "التجنيد الإجباري" على شبابها. سماحة مفتي السعودية يرى أن "الخليج العربي محسود على ما لديه من مكتسبات وخيرات وعلى ما فيه من اقتصاد وأمن، وكذلك محسود على تجمعه واتحاده، فالعدو يحاول بكل ما يستطيع أن يفرق هذا الاتحاد وأن يحدث الفوضى بين صفوفهم"، وفي خطبة له العام الماضي دعا إلى "الاستعداد والتسلح الدائم لمقاومة أي شيطان، والتجنيد الإجباري لشبابنا أمر مهم ومطلوب؛ لتكون لنا قوة لا تُغلب، مُدرّبة تدريبًا جيدًا".للأسف أنه لم يعد شيطانا واحدا نواجهه اليوم في الخليج، بل تعدّد هذا الشيطان وتشظّى ليكون في خاصرتنا الجنوبية وعلى حدودنا الشمالية والشرقية، ورغم أن التجنيد الإجباري فرضَ في دولتي الإمارات وقطر، ويُبحث اليوم في الكويت، إلا أن التعويل دوما على الأخ الأكبر السعودية، لما تمثله من ثقل بشري ومساحة جغرافية هائلة وإمكانات كبيرة.توقفت عند مبررات عضو الشورى د. السبيعي، وهو يرد الدعوات التترى من نخب دينية وفكرية عديدة طالبت بالتجنيد الاجباري، تحت مسميات عديدة، بيد أنها لم تقنعني كثيرا، فهو يقول بأن "الحروب الحديثة ليست بكثرة الجنود، إنما باتت تعتمد على التقنية الحديثة والأسلحة المتطورة، وباتت الطائرات اليوم بدون طيار".ما قاله بالتأكيد عضو الشورى صحيح، ولكن الأصح منه، وبرهانه في العراق وسوريا واليمن؛ أن المعارك لا يحسمها سوى الأفراد في الأرض، هذه التكنولوجيا والتفوق الجوي والتقني تضعف العدو بالتأكيد، ولكنها لا تحسم المعارك، وانظروا لداعش، كم أطلقت عليها الصواريخ الموجهة الكترونيا على مدى أكثر من عامين، وكم تمّ رصدهم عبر الأقمار الصناعية، ولكن المعركة معهم لم ولن تحسم إلا عبر الجنود في البّر.عدو الخليج الأول إيران، يمتلك جيشًا يقترب في تعداده البشري من ضعف حجم القوات المسلحة في دول الخليج الستّ مجتمعة، ما يدعونا لإعادة النظر في مسألة تأهيل شبابنا عسكريا، فالخبراء المتخصصون يقولون: بسبب عدم امتلاك دول الخليج، نُظمًا إلزامية للتجنيد الإلزامي، فإنها لا تمتلك قوات احتياط احترافية، ومن ثم فهي لا تمتلك نظامًا للتعبئة العامة لقوات الاحتياط؛ وهو الأمر الذي يخل بتوازن القوى التقليدي بينها وبين دول الجوار، لاسيما الدول الكبرى التي لديها طموحات توسعية.حسب مؤسسة «غلوبال فاير باور»، المؤسسة الأمريكية المتخصصة في الدراسات التحليلية المتعلقة بالقطاعات العسكرية حول العالم، فالجيش السعودي هو الثالث عربيًّا بعد مصر والجزائر، والـ 28 على مستوى العالم. كما يبلغ تعداد الجيش السعودي 233 ألفًا و500 جندي.تصوروا لو كان ثمة احتياطي لهم، وقد قدره الخبراء ب2مليون و400 ألف شاب سعودي، ممن تنطبق عليهم شروط التجنيد الاجباري، ألا يشكل ذلك ضمانة وقوة وهيبة، لذلك أدعو أميرنا الشجاع محمد بن سلمان أن يعيد دراسة ملف التجنيد الإجباري، فلا أقدر منه –وهو صاحب المبادرات الجسورة- على اتخاذ مثل هذا القرار المصيري الذي يتعلق بأمة كاملة، ووطن هو في الأحداق منا.مفتي المملكة، صحيح أنه غير متخصص في الشؤون العسكرية، بيد أن مثله أوتي الكثير الكثير من خبرات الحياة والتاريخ، ولم يلحّ ويكرر عبثا.

2704

| 21 نوفمبر 2016

ترامب .. جورباتشوف أمريكا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ذلك البائس الجاهل الخطِر، المهرج بدوام جزئي، والمعادي للمجتمع بدوامٍ كامل، سوف يكون رئيسنا المقبل، دونالد ترامب". مايكل مور هذه النبوءة المشؤومة لأحد أشهر مخرجي هوليود مايكل مور، والتي أطلقها قبل أشهر تحققت، وانقسم العالم حيال هذا الأشقر الأمريكي القحّ، الذي تهلل له وسائل الإعلام أنّى ذهب، بسبب تصريحاته المثيرة التي يعبّر بها، لا كسياسي محترف بل كأزعر متعجرف، غير أن الجميع يتفق على أنه يقول بما يجول في نفسه بلا تزويق، ويعبّر عن معظم الأمريكيين حيال قضايا العالم. غرّدت مباشرة عقب فوزه بالرئاسة بـ"تويتر"، بأن "أمامنا والعالم فصلٌ جديد من التراجيوكوميديا الأمريكية. أوباما أضعف رئيس أمريكي رحل غير مأسوف عليه، وأتى ترامب بكل أفكاره المتطرفة. كنا نفصل بين الشعب الأمريكي الودود والاجتماعي والمنفتح المحارب للعنصرية وبين سياسيّه، والآن نسأل : من أوصل هذا المتطرف العنصري لكرسي الرئاسة؟".أقولها بملء الفم بأن ضربة 11 سبتمبر، وما اتخذه الرؤساء الأمريكيون عقبها من قرارات متشنجة، خصوصا بوش الابن الأخرق، سببٌ كبير في تفشي العنصرية في الشعب الأمريكي، هذا الشعب الذي كان يضرب به المثل في احترام المرأة والعبيد وأصحاب الديانات والثقافات، وللأسف عبر كل الضخ الإعلامي في تشويه الإسلام بالخصوص؛ بات جزء كبير منه معاديا، بسبب نمذجة "إسلام داعش" للعالم عبر الإعلام المقيت، حتى وصلنا اليوم إلى أن يأتي هذا العنصري ترامب لسدة الرئاسة، بعد تصريحاته المعادية التي تناقض كل ما نعرفه عن الشعب الأمريكي.لا تتعجبوا، فانظروا لأحد من كان وراء دعمه وترشيحه، صحيفة الإندبندنت البريطانية ذكرت في تقرير لها بأن منظمة "كو كلوكس كلان" العنصرية دعمت ترامب في انتخابات الحزب الجمهوري لاختياره مرشحًا للرئاسة الأمريكية في ولاية نيفادا. ولفتت الصحيفة إلى أن مرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب اجتذب أعضاء منظمة "كلوكس كلان" التي تؤمن بفكر هيمنة البيض واضطهاد الأفارقة والكاثوليك وتعتمد استخدام العنف المفرط والصلب ضد من يكرهونهم من الأفارقة وغير البيض، ولفتت الصحيفة إلى أن منظمة "كو كلوكس كلان" التي تٌعرف اختصارًا بـ"KKK" في تزايد مستمر، مشيرة إلى أن عدد فروعها النشطة في الولايات المتحدة وصل إلى 150 فرعًا في 2015 مقارنة بـ 28 عام 1990.تأملوا معي بمن رحّب بترامب أيضًا، الأحزاب اليمينية في أوروبا التي تؤمّل أن يشكّل ذلك دفعة قوية لـ«ربيع قومي» يجتاح أوروبا، فالعنصرية الفرنسية الشهيرة «جان ماري لوبان»، زعيمة حزب الجبهة الوطنية قالت فرحة: "اليوم الولايات المتحدة وغدًا فرنسا". في حين وصفت سياسية بارزة في «حزب البديل من أجل ألمانيا» ذلك بأنه "انتصار تاريخي"، أما اليميني الهولندي «خيرت فيلدرز» فقد قال "لقد استعاد الأمريكيون أرضهم"، وأضاف أن أوروبا تشهد "ربيعًا قوميًا".شخصيا متفائل بمثل ترامب الصريح، ليعبّر بكل صراحة عن مشاعره تجاهنا وقضايانا، والرجل قال "نريد إقامة منطقة آمنة في سوريا. سأذهب إلى دول الخليج التي لا تقوم بالكثير، صدقوني. دول الخليج لا تملك شيئًا غير الأموال. سأجعلهم يدفعون. لدينا دين عام يقدّر بـ 19 تريليونًا، ولن ندفع هذه الأموال. لن ندفع…هم من سيدفعون! وهم سيدفعون!"، بمثل هذه الصراحة نستطيع التعامل ونبني موقفنا هنا على أساس واضح، ومتفائل أن العنصرية والتعصب والأنا العمياء هي أدوات سقوط الحضارات، وستلحق الولايات المتحدة بالاتحاد السوفيتي، فترامب هو جورباتشوف أمريكا."ترامب حصيلة مجتمعٍ متداعٍ وماضٍ بقوة نحو الانهيار" المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي.

1309

| 14 نوفمبر 2016

إلى أي مدى سيذهب الأمريكي تجاهنا؟!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت أحد المندهشين بالكامل وأنا أستمع قبل يومين للدكتور صدقة فاضل أستاذ العلوم السياسية، وعضو مجلس الشورى السعودي، وهو يتحدث –في مجلس خاص- بكثير من الشفافية عن العلاقات الأمريكية السعودية، ولأي مدى وصلت، خصوصا بعد قانون "جاستا"، الذي يراه بأنه مقدمة فقط لما سيأتي بعده تجاهنا. أستاذ العلوم السياسية يؤكد بوجود مؤامرة كبرى على الإسلام والعرب، وهناك مخطط أمريكي لتقسيم المنطقة، لا تستثني أحدا من الدول العربية الكبرى، والقوم سائرون على قدم وساق فيها، ومبعث الدهشة بالنسبة لي أن الرجل غير محسوب على التيارات الإسلامية أو القومية التي لطالما رددت بوجود المؤامرة، بل حتى عندما قلنا له بمغالاته في هذا الجزء، أجاب: "أمضيت أكثر من أربعين عاما في هذا الملف، وأقول بملء فمي بوجود مؤامرة علينا، وانظروا للذين يعترضون عليها، إما جاهل أو منحاز أو غافل، فكل الأحداث تؤكدها، هم كساسة لا يعترفون بذلك، ويسمونها بأسماء أخرى كتغيير الإستراتيجية، ولكن كتبتْ كثير من الدوريات والصحف الغربية عنها، وسأذهب لأبعد من ذلك بأن من لا يعترف بالمؤامرة علينا؛ هو جزء من المؤامرة". بتصوري أن أخطر ما يلّوح به الكابوي الأمريكي تجاهنا اليوم هي قضية التقسيم، وإن أعلنت كوندليزا رايس عنه إبان الشرق الأوسط الكبير وقتها، وظننا أن الفكرة وئدت، إلا أن القوم أعادوا طرحها خلال السنتين الماضيتين عقب أحداث الربيع العربي، وإن كانت بشكل عام أيضا، بيد أن الأمور ستأخذ منحى جديا ربما مع قادم الأيام، فمع قانون "جاستا" لم نعد نؤمن غوائل ما يفكر به الساسة في البيت الأبيض، ولا لأي مدى سيصلون في قطع مزمّن لأواصر علاقة وطيدة بين السعودية والولايات المتحدة عمرها ثمانون عاما. لا زلنا نحفظ تاريخ بداية تلك العلاقة مع الولايات المتحدة، مذ أعطى الملك المؤسس عبد العزيز –يرحمه الله- حق التنقيب عن النفط في المملكة إلى شركة أمريكية في العام 1931، وتُؤرَّخ أول زيارة قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة بعام 1943، عندما أرسل الملك عبد العزيز نجليه الأمير فيصل والأمير خالد لبحث مستقبل العلاقات الثنائية، ثم عززت العلاقات بلقاء الملك عبد العزيز بالرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945. مذ ذلك التاريخ كانت علاقتنا بالولايات المتحدة تطّرد صعودا، حتى عندما عوتبت السعودية على قوة هذه العلاقة في مقابل علاقتها مع القوى العظمى وقتذاك، أجاب الشيخ عبد الله بلخير، الذي عمل مع الملك عبد العزيز مترجمًا: "هناك أصدقاء وهناك شركاء، وفي المصالح الوطنية، يتقدم الشريك على الصديق، وأمريكا اليوم أكبر شريك". لا أميل أبدًا إلى أن الأمريكي سيصل في غيّه، ويجرؤ على فكرة التقسيم في السعودية، وإن كانت صحفه ووسائل إعلامه تدندن عليه، فمصالحه في المنطقة تقول بوجود سعودية قوية حليفة، والأمريكي يعلم أن معظم نخبنا في السعودية على اختلاف توجهاتهم، والشعب في أغلبه، متفقون على ثلاث مسلّمات لا نقبل المساس بها: الدين الإسلامي ووحدة الوطن وحكامنا من آل سعود، لأننا نعلم أي خلل سينتج، وأية فوضى سندخل فيها، وأية مقدرات سنفقدها، بل وطن كامل سنخسره، والقضية بالنسبة لنا كالتالي: إن كان الأجداد ضحوا بدمائهم الغالية لوحدة هذا الوطن، فنحن والأحفاد سنبذل ذات الدماء للحفاظ على الوطن ووحدته.

577

| 07 نوفمبر 2016

هل سيوقف أردوغان مذبحة "الموصل"؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "يا قادة داعش في الموصل، ليكن لكم شيء من شرف قائدكم أسامة بن لادن، الذي رفض تماما أن يتضرر الملا عمر أو يموت الأفغان لأجله، رغم عرضهم له بالحماية، وانحاز بمن معه لجبال تورا بورا، كي لا يُقتل أفغاني واحد بسببه. تداعى الصفويون اليوم إلى الموصل، وثمة مذبحة قادمة على أهل المدينة، سيكون أهل السنّة أولى ضحاياها، فانحازوا عنها، وأخرجوا منها لفيافي شمال العراق وجبالها، حقنا لدماء من تدّعون نصرتهم". سألت صديقي الباحث والسياسي محمد زاهد جول، إن كانت رسالة لطيفة مثل هذه، مراعية لأفهام الدواعش، تصل لهم عبر الاستخبارات التركية، هل سيتقبلها أولئك القوم الذين آذونا وشوهوا ديننا، ونكبوا أهل السنّة أنّى ذهبوا؟أجابني مباشرة، ونحن نجوب مضيق البسفور، مع رفقة كريمة معنا: "لا يمكن أن يستجيبوا أبدا، اللعبة انتهت. نحن وأنتم جئنا في الوقت الضائع، لدينا اعتقاد كبير هنا في تركيا، بأن الأمريكان يلعبون بهؤلاء الدواعش ويوجهونهم بطريقة غير مباشرة لتقسيم المنطقة وإعادة ترتيبها، وأنهم سيوجهون هذا التنظيم المتطرف -بعد عام واحد ربما- إليكم في الخليج".في كل زيارة لي في تركيا، أحرص على لقاء هذا الباحث والمحلل السياسي، المجيد للعربية بشكل مذهل، وغيره طبعا من المحللين الأتراك، لأستمزج آراءهم في قضايا المنطقة، وكنت أمينا مع الصديق جول عندما نقلت له ما سمعت، بأن سنّة الموصل اليوم، أملهم في الله ثم في أردوغان، أن ينتصر لهم ويحميهم إن دخل الحشد الشيعي مع الجيش العراقي الموالي لإيران إلى المدينة، بسبب أن القوات التركية تبعد قرابة ساعتين اليوم عن الموصل، وقلت له: "لكنني غير متأكد -بكل صراحة- أن يفعل ذلك، اعتدنا من أردوغان إطلاقه للوعود والتهديدات والخطابات الحماسية فقط، وصحيح أن تركيا قامت بتدريب مجموعة من سنّة الموصل، إلا أن المسألة أكبر بكثير من ذلك. هل برأيك ستتدخل القوات التركية لمنع مذبحة تجاه السنّة تلوح في الأفق بالموصل، بما حدث في حلب؟".الصديق جول بدوره كان أكثر صراحة مني، وأجابني: "بالنسبة للمذبحة التي يقول بها الكثيرون، نستبعد هنا وقوع مذبحة كما في حلب، لأن من يقود المعركة هم الأمريكان، وهؤلاء غير الروس. تركيا لن تكون طرفا في معركة الموصل. برأيي أن المعركة ستكون مسرحية مكشوفة، سيعطي الأمريكان لكثير من هؤلاء الدواعش طريقا، كي يخرجوا منه لمناطق أخرى، فهم بحاجتهم في إحداث الفوضى في المنطقة برمتها، وأكرر لك أن كثيرين هنا يعتقدون أن الأمريكان سيسلطونهم على الخليج قريبا".عدت بذاكرتي لشاه إيران وغيره من أسماء، وكيف ضحى الأمريكان بهم، الكاوبوي الأمريكي اليوم يلعب لعبته، بواسطة شرطيّه الجديد إيران، ولا أمان له ولا عهد، إنما مصالحه فقط، حيثما كانت اتبَعَها، وضحّى بكل أصدقائه وحلفائه، والتاريخ يحدثنا بذلك.هأنذا أستذكر كلام د. عبدالله النفيسي معي في حلقاتي التي أجريتها معه من سنوات ثلاث مضت، والرجل ما فتئ يردد ويصرخ بعينية الكونفدرالية الخليجية، والتكامل مع تركيا، والحقيقة أن زيارتيّ محمد بن نايف ولي العهد السعودي، وعبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي الأخيرتين، أتتا في وقتهما، ولمست صداهما الإيجابي هنا في إسطنبول، فالأتراك يعتقدون بالمؤامرة عليهم أيضا، وبحاجتهم الماسّة لوقفة دول الخليج معهم في هذا الظرف، وكذلك حاجة دولنا بالخليج لتركيا أيضا، فلا يودون التورط وحدهم في أي حرب، يمكن أن ترتقي العلاقة برأيي إلى معاهدات وإقامة قواعد عسكرية.أصطف -بإيمان مطلق- مع من قال بأن تكامل دول الخليج عسكريا واقتصاديا مع تركيا اليوم بات فرض عين.

3102

| 31 أكتوبر 2016

حلقة "الثامنة" والمواطن المَشجب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أدري عن مصدر تلك الدراسة التي تحدث بها معالي الأستاذ خالد العرج وزير الخدمة المدنية بالسعودية، والتي قال: إن إنتاجية الموظف السعودي هي ساعة واحدة فقط في اليوم، ولكن الذي أعرفه بأن مقولته تلك جوبهت بعاصفة "تويترية" من الاحتجاجات التي لا تزال تتوالى لحظة كتابة هذه السطور، ويتابعنا فيها كل دول الخليج والجوار، فما يحدث في السعودية ينعكس عليهم بالتأكيد.كثيرون قالوا بإخفاق الوزارات الثلاث، في حلقة برنامج "الثامنة" وقالوا بالأداء الهزيل غير ،MBC للزميل داود الشريان على قناة المقنع لهم، وعدم تمتعهم بالجرأة الأدبية والثقة بالنفس لتكون الحلقة على الهواء، ومجاملة المقدم لهم؛ إلا أنني أنظر للجانب الإيجابي في ذلك الظهور الذي طالبت به دوما على سنوات، مؤمنا بقدرة الإعلام المحايد على مساعدة ولاة الأمر، وهي فرصة لأطالب الأمير الشاب سمو الأمير محمد بن سلمان بتعميم هذا الظهور للوزراء، وجعلها قاعدة ثابتة بمواجهة الوزير المجتمع، عبر أقنية محايدة وبرامج حوارية صادقة، للدفاع عن أدائه وما قام به.تصوروا مثلا، لو خرج وزير الخدمة المدنية وقال بتصريحه القنبلة هذه قبل عشرين عاما أو حتى عشر سنوات، وجوبه بهاته الاحتجاجات والاستنكارات؛ ألا تضطر الوزارات حينها بوضع معايير تقييم جديدة للموظف؟!، بل وتبادر حينها لتفعيل دوره بدلا من هذا الاستنزاف – إن صحت الدراسة ولم تكن ذرّا للرماد فقط - والفساد الوظيفي. الإعلام هو السلطة الرابعة الذي يساعد ولي الأمر في تقييم ومراقبة الوزارات. مسألة الإفلاس التي تحدث بها نائب وزير الاقتصاد والتخطيط محمد التويجري في ذات الحلقة، وقال: إن بلادنا كانت ستواجه إفلاسا حتميا بعد 3 سنوات في ظل الظروف الحالية وانخفاض أسعار النفط، لولا اتخاذها للإجراءات الأخيرة والمتمثلة في إلغاء بعض البدلات وغير ذلك. ذلك التصريح جعلني أتبسم طويلا، وأنا أستعيد ذكرى مقالة كتبتها بعنوان: "هل نحن على وشك الإفلاس؟" في صحيفة "الوطن" السعودية قبل أكثر من عام، عندما عصفت التقارير الغربية حينها حديثا عن وضع الاقتصاد، وطالبتُ وزارة المالية في تلكم المقالة بالتوضيح للمواطنين، وذكرت بأن الشعب السعودي أثبت على مدى كل السنوات، ولا يزال، ولاؤه الكامل لقيادته، ووقوفه إبان الأزمات مع بلاده، فإن كان ما يروج من تقارير صحيحا، فسنستعد لمثل هذه الأوقات. وإن كانت مغالطات، فعلى الإعلاميين أمثالنا من الذين يظهرون في الفضائيات دحضها بناء على معلومات من وزارات المالية والتخطيط. طبعا كانت آخر مقالة لي في تلك الصحيفة الغالية، والصحف السعودية جميعا، ولهذا الوقت. أسعدتني الشفافية التي قال بها التويجري، ومؤمنون بقدرة ولاة الأمر على تجاوز مجتمعناللأزمة، وكنت بالأمس مع أحد رجال الأعمال المخضرمين، ووقتما سألته عن رأيه في الأوضاع الاقتصادية، وحزمة القرارات الأخيرة حيال الموظفين، أجابني بأنه متفائل بخروجنا من هذه الأزمة.من الضروري اليوم؛ إشراك المجتمع في عملية صنع القرار، وآن الأوان بشطب الجملة الشهيرة: "المجتمع غير مؤهل"، فالتدرج في عملية الانتخابات، عبر تفعيل انتخاب نصف المجالس وتعيين نصفها الآخر، هو خيار حتمي آن تطبيقه في وطننا .

2022

| 24 أكتوبر 2016

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4548

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3387

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1350

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1095

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

762

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

669

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

627

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النعمة في السر والستر

كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...

615

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية