رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لمّحت في مقالتي بالأسبوع الماضي بأن أخطر ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديثه الشهير لمجلة "أتلانتيك"، هو رؤيته لحل مشكلة "داعش" – وصف التنظيم بـ"الجوكر" في فيلم "الرجل الوطواط"- والتطرف الإسلامي عموما، حيث نقل الكاتب جولدبرج أن أوباما في أحاديثه الخاصة مع قادة العالم الآخرين، يقول دوما: "إنه لن يكون هناك حل شامل للإرهاب الإسلامي إلى أن يتصالح الإسلام نفسه مع العصرية والحداثة، وإلى أن يمر بإصلاحات مثل تلك التي غيّرت المسيحية".تلقف بعض كبار اللبراليين السعوديين الرسالة، فكتب د. تركي الحمد تغريدة في "تويتر" قال فيها: "أقولها ببساطة..ما لم نعلن القطيعة مع ابن تيمية وجماعته، كما أعلن الغرب قطيعته مع القديس أوغسطين وجماعته، فنحن في بحر الضياع غارقون". وكتب غيره عن الإمام ابن قدامة المقدسي، وأتصور أننا سنشهد في الفترة المقبلة أسماء وكتبا جديدة تنضم لقائمة مطالبات القطيعة، وحرق كتبها.ابتداء سنسأل الرئيس الأمريكي، الذي لا أشك مطلقا بأن رؤيته استقاها من بعض أبناء جلدتنا التي يسوطوننا بذات التهمة في الفضائيات والصحف ومراكز البحوث، هذا السؤال: هل تصحّ مقارنة الإسلام وظروفه التي يعيشها بكُنه وظروف المسيحية في القرون الوسطى. كي يطالب بالإصلاحات والرؤية التجديدية له؟ أي طالب مستجد في الجامعة اليوم، دعك من عتاة الباحثين والمتخصصين، لو يذهب لأي مكتبة ويقدم بحثا عن أسباب المناداة بإصلاح الكنيسة في تلك الأزمنة، ليجد أن معظمها كان محصورا في قضايا، الإسلام كدين بريء منها، بل هو على الضد تماما منها. المصادر التاريخية تذكر أن من أهم أسباب الثورة هو إصدار الكنيسة لصكوك الغفران، وما تبع ذلك من فساد للقساوسة، وديننا الوضيء يرفض تماما ذلك، ويجعل العلاقة مباشرة مع الله جل وعلا.هناك السبب الأهمّ، هو موقف الكنيسة من العلم والعقل، حيث إن كتب التاريخ تذكر مئات القصص عن تعرض علماء ذلك العصر للإعدامات والتعذيب بسبب مخالفتهم لرؤية الكنيسة، وأسوق هنا قصة العالم الشهير (جاليليو جاليلي)، الذي أثبت دورانَ الأرض حول الشمس على خلاف الاعتقاد الكنَسيّ القائم على أنّ الأرض ثابتةٌ لا تتحرك، وأنّها مركز الكون. كما استطاع هذا العالم أن يُثبت أن هنالك كواكبَ سيّارةً تدور حولها، وأنَّ عددها يزيد عن سبعة كواكب على خلاف الاعتقاد الكنسي السائد آنذاك والذي كان يحصرها في سبعة كواكب فقط، فثارت ثائرةُ الكنيسة وأعلنت هرطقة وكفر وإلحاد هذا العالم مُستندةً إلى أنَّ أقواله تخالف ما ورد في الكتاب المقدس. وتمَّ تحويل (جاليليو) إلى محكمة التفتيش في روما، وأعلن أمام البابا "أربان الثامن" تراجعه وتوبته عمَّا قاله. وقال في إعلانه هذا: "أنا جاليليو، وفي السبعين من عمري، سجينٌ جاثٍ على ركبتيَّ، وبحضور فخامتك، وأمامي الكتاب المقدس، الذي ألمسُه الآن بيدي أعلن أني لا أشايع، بل ألعنُ وأحتقرُ خطأ القول وهرطقة الاعتقاد بأن الأرض تدور".قارنوا هذه الممارسة الظالمة بموقف الإسلام من العلم،"يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، بل نفى الله تعالى المساواة بين العالم والجاهل فقال: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، دعكم من منزلة العقل التي زخر القرآن الكريم في آيات كثيرة بالتنويه له، مما جعل المفكر المصري عباس محمود العقاد يقول: "في كتب الأديان الكبرى إشارات صريحة أو مضمونة إلى العقل أو إلى التمييز. ولكنها تأتي عرضًا غير مقصودة. وقد يلمح فيها القارئ بعض الأحايين شيئًا من الزراية بالعقل أو التحذير منه. لأنه مزلّة العقائد. وباب من أبواب الدعوى والإنكار. ولكن القرآن لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم. والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه. ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية. بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها. مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة. وتتكرر في كل موضع من مواضع الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله. أو يلام فيها المنكر على إهمال عقله وقبول الحجر عليه".هناك أسباب أخرى عجلت بالثورة على الكنيسة، منها انحراف رجال الدّين ونسيانهم لدورهم الأخلاقي والدّيني، وابتداع الكنيسة لنظام "محاكم التفتيش"، وأيضا فرض الكنيسة للكتاب المقدَّس باللغة اللاتينية واحتكارها لفهمه وتفسيره، فضلا عن عوامل سياسية وقومية، جلها لا توجد في الإسلام كي يطالبنا أوباما بإسلام متصالح مع الحداثة، ولربما يتبين لكم ملامح هذا الإسلام الذي يرغبه، عندما يدلل –فيما دلل- على أن أندونيسيا تحولت للتشدد، لمجرد أنه رأى النساء الاندونيسيات متحجبات. فالحجاب برؤية الكاوبوي الأسمر زيّ غير متصالح مع العصر والحداثة، ولكم أن تتخيلوا باقي ملامح الإسلام الذي يريد أوباما لنا، كي يحل مشكلة التطرف.قصة تفكيك "الإسلام السنّي" وإعادة قراءته، مهمة مستحيلة وإن كان البعض يتحرق عليها ويتشّوق إليها، واستحالتها شيءٌ لا يفهمه من يفكر بالعقلية الغربية التي تعاملت مع دين مفكك محرّف. ولدينا تاريخ طويل من المحاولات العلمانية في العالم العربي التي حاولت إعادة قراءة الدين الإسلامي (أي تحريفه)، فكانت النتيجة أن فقد أصحاب تلك القراءات شرعيتهم، وصاروا يعيشون فقط في عالم أعمدة الصحافة، أو زوايا المكتبات المهملة.من حاول تبديل شيءٍ من ذلك، فقد أحرق نفسه وأسقطها. وأكبر عالمٍ سنيٍّ، لو حاول تحريك أصلٍ واحدٍ من أصول أهل السنة، لأحرقته أصواتُ أهل السنة.ثق يا سيد أوباما أن أهم وأكبر سبب للتطرف الإسلامي هو سياسة بلادك عبر انحيازها الكامل والأخرق للكيان الصهيوني من نشأته، السبب سياسي بحت في نقمة الشعوب العربية عليكم، وتعاقبت أجيال وأجيال وهم يتوارثون هذا الكره والبغض لانحيازكم الأعمى، وقد سأل قبلك -بكثير من البلاهة- الرئيس بوش الابن: لماذا يكرهوننا؟هيث ليدجر الممثل الاسترالي الذي جسّد شخصية الجوكر في الجزء الثاني لفيلم الرجل الوطواط THE DARK KNIGHT مات بعد تمثيله الفيلم، بتأثير من انعكاس الشخصية عليه، وهو ما نؤمله أن ينعكس لمن خلّق "داعش".
3075
| 28 مارس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم أصدق أبدا عندما انتهيت من قراءتي الأولى لما نشرته مجلة «ذي اتلانتيك» الأمريكية، وكتبه جيفري جولدبرج تحت عنوان: «عقيدة أوباما»، وما قاله الرئيس الأمريكي بكل صراحة –أو بجاحة لا فرق- رأيه في دول الخليج والسعودية، وراسلت مباشرة الزميل الكبير جمال خاشقجي لأتأكد من أن الحوار حقيقي، وأن ما ورد في تلك "الوثيقة" تعبر عن فكر وقناعات الرئيس الأمريكي.ربما كان الأمير تركي الفيصل أول من قام بالرد على ذلك الحديث الذي لم يراع كل هذا التاريخ الطويل بين السعودية وجاراتها من دول الخليج مع الولايات المتحدة الأمريكية، عبر مقالته الشهيرة بالزميلة "الشرق الأوسط" بعنوان "مهلا يا سيد أوباما"، أفصح فيها عن موقف النخب السياسية السعودية التي فوجئت تماما بما قاله أوباما وقال له بصراحة : "نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا"، واتهمه بدعم الإخوان المسلمين، ملمحا من طرف خفي بأن موقفه انعكاس لموقف المملكة من هذا الأمر، وكشف الأمير تركي في مقالته كيف وبّخ مليكنا عبدالله –يرحمه الله- الرئيس الأمريكي اوباما عندما قال له: "لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس".لا أدري أين هي اللياقة الدبلوماسية في تصريحات صفيقة مثل هذه، تضرب بعرض الحائط تاريخا طويلا من العلاقات المتينة بين السعودية ودول الخليج وبين الولايات المتحدة، ولماذا قبل شهور من مغادرته البيت الابيض يفجر الساحة السياسية بهكذا تصريحات، فالسيد أوباما يعتبر بشكل جازم –بما سطره جولدبرج- أن السعودية ودول الخليج العربية هي سبب ومنبع الارهاب ليس في المنطقة فقط, بل في العالم كله، ولهذا –بتعبيره- نجد ان الارهاب بالنسبة له كما عبّر عن ذلك هو «ارهاب اسلامي سني» فقط.سأتوقف شخصيا عند هذه النقطة، لأسوق لأوباما ما قاله المفكر الأمريكي ذائع الصيت فرانسيس فوكوياما في محاضرة له في الدار البيضاء عام 2005م، وفوكوياما وقتذاك كان أحد منظري السياسة الأمريكية مع الرئيس بوش الابن، وحضرت تلك المحاضرة شخصيا، وانتابتني وقتها، ذات نوبة الغضب التي انتابتني بعد تصريحات أوباما، عندما قال فوكوياما بأن:"السعودية هي التي خلّقت السلفية الجهادية بأموال البترودولار"، ومضى في شرح مسهب لموضوعات متعددة. طلبت منه بعد المحاضرة لقاء منفردا، وواجهته في حوار صحفي طويل بقولي: "أليس من المغالطة العلمية، أو أبعد من ذلك (نفاق المثقف)، غضّ الطرف عن الدور الأمركي وجهاز المخابرات الأمريكية في تخليق هذه السلفية الجهادية، التي اتهمت فيها بلادي اليوم في محاضرتك؟".الرجل أطرق برأسه طويلا ثم أجاب موافقا: " كثيرون في الولايات المتحدة يعتقدون بأننا ارتكبنا خطأ كبيرا في أفغانستان، لقد أردنا أن نخرج السوفييت من أفغانستان ولكننا للأسف خلقنا هناك وحشا، وأنا لا أحمّل السعودية المسؤولية لما حصل في أفغانستان، ولا أعتقد أن كثيرين في السعودية يتوقعون هذه النتيجة التي أدت إلى ظهور الايدولوجية المتطرفة الجهادية، ويجب عليّ بكل أمانة أن أعترف بأن ما حصل في أفغانستان خطأ كبير، وتكرر الولايات المتحدة اليوم ذات الخطأ في العراق، وتساهم في خلق ارهابيين جدد". فوكوياما أحد الشاهدين يا سيد أوباما بأن بلادك وجهاز استخباراتك هي من كانت وراء تخليق هذه السلفية الجهادية المتطرفة، ويسرني أن أبعث لك بهذا الحوار الذي طبع في كتاب بعنوان: "نهاية التاريخ تحت مجهر الفكر العربي..حوار فوكوياما بمرأة المثقفين العرب"، وطبعته مشكورة دار العبيكان، وتداخلت في الحوار ثلة من النخب السعودية والعربية بكل أطيافها.البجاحة المؤلمة، عندما يتهم أوباما بأن السعودية ودول الخليج "السنية" يسعون الى استغلال «العضلات» الأمريكية من أجل خدمة اهدافهم الخاصة الضيقة والطائفية، وعودة للتاريخ لنسأله: من الذي استغل الآخر؟، ومن وقف مع سياسة الولايات المتحدة في أفغانستان، وحروب البلقان، والشيشان، بل إن بعض دول الخليج قامت بتمويل ثوار "الكونترا" بأمريكا اللاتينية دعما للموقف الأمريكي، وشواهد وأمثلة عديدة تقول بوقوف دول الخليج أبدا مع سياسات الولايات المتحدة، التزاما بقواعد الصداقة والتحالف الاستراتيجي، وما تقتضيه المصالح لكلا الطرفين، ثم يأتي أوباما ليتحجج –أو يتبجح- أننا نستغل عضلات هذا الكاوبوي، ولكأنه لم يستغل جيوبنا. أما حكاية أن السعودية ودول الخليج ترعى الارهاب والمنظمات التابعة لها، فلربما كان وزير خارجيتنا البارز عادل الجبير ممن رد على هذه النقطة، في مقالة له في"نيوزوويك"، قال فيها: "لطالما أدانت المملكة الإرهاب، واستمرت في ملاحقة الإرهابيين والفكر الذي يغذيه ومصادر تمويله، الإرهاب يتناقض مع قيم المملكة وطبيعتها وقبل ذلك العقيدة التي تقوم عليها، محاربته أولوية وطنية، الإرهاب آفة عالمية ينبغي التصدي لها، ولن ندخر أي جهد في سبيل ذلك". وأتذكر أنني قلت لفرانسيس فوكاياما في ذلك الحوار معه: "أنتم ألمحتم في محاضرتكم إلى علاقة المملكة وظاهرة الارهاب الموجودة اليوم، لا أدري يا سيد فوكوياما كيف تفسرون وجود حركات ارهابية في الداخل السعودي تستهدف السعودية ذاتها، السؤال: هل أنتجت السعودية الظاهرة لتحارب بها نفسها..هل يستقيم هذا التحليل منطقيا؟".ونأتي للفرية التي قال بها أوباما عن حقوق المرأة في السعودية، وأن نصف المجتمع معطل، وأتعجب أن كل هذا الحكم الجائر من قبله والصحافة الغربية التي تروج باضطهاد النساء في السعودية، يقوم على مسألة عدم قيادتها للسيارة، وقد أغضوا الطرف عما أنجز خلال العقد الأخير، ولربما -مرة أخرى- ردّ وزيرنا المفوه الجبير في مؤتمر "ميونيخ العالمي للأمن" قبل أشهر وقتما قال: “لقد كانت المملكة عام 1960 خالية تمامًا من أي مدارس لتعليم البنات، نحن الآن لدينا العديد من الخريجات الجامعيات اللاتي يمثلن 55% من إجمالي الحاصلين على مؤهلات جامعية في المملكة، نحن الآن لدينا العديد من النساء اللاتي يعدهن المجتمع السعودي من خيرة أطباء ومهندسي ومحامي المملكة، بل إن الكثير من النساء السعوديات تفوقن- أيضا- في مجال إدارة الأعمال”. ورد الجبير في حديثه عن مسألة المسائل وقضية القضايا، والتي يقوم الغرب ويقعد لأجلها، إلى أن مسألة قيام المملكة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في الوقت الحالي يعد أمرًا مستبعدًا، وقال: "القضية لا تتعلق بالدين وأحكام الشريعة الإسلامية، ولكن هناك مسائل اجتماعية يجب مراعاتها، الوضع في المملكة ليس مستغربًا فالولايات المتحدة الأمريكية استغرقت 100 عام لإعطاء المرأة حق التصويت، واستغرقت 100 عام أخرى لانتخاب أول متحدثة برلمانية، أنا لا أطالبكم بإعطاء المملكة 200 عام لتغير وضع المرأة ولكني أطالبكم بالصبر".المسائل والموضوعات التي طرقها أوباما في حواره الطويل (20 ألف كلمة) كثيرة، بيد أن الأخطر برأيي، هو رؤية أوباما للحل في مسألة التطرف والارهاب، عندما ذكر الكاتب جولدبرج أن أوباما في أحاديثه الخاصة مع قادة العالم الآخرين، يقول دوما: "أنه لن يكون هناك حل شامل للارهاب الاسلامي إلى أن يتصالح الاسلام نفسه مع العصرية والحداثة، وألى أن يمر باصلاحات مثل تلك التي غيّرت المسيحية"، وهو ما يفسر عدم رضاه عن نموذج الاسلام الأمريكي الذي قدمته تركيا أردوغان، فلأوباما موقف أيضا من الرئيس التركي أردوغان، فيذكر جولدبرج بأن آمالا كانت لدى الرئيس الأميركي في أردوغان، لكنه صار يعتبره منذ فترة حاكماً استبدادياً ذا سياسات فاشلة.سأعود لكلمة هرطقة التي عنونت بها حديث أوباما، فهي ترجمة للكلمة اليونانية (HAIRESIS) ولم يكن لها معنى "الهرطقة" في الكتابات الكلاسيكية، ولكن في بداية العصر المسيحي صار لها هذا المعني، أي أنها تعني: كل ما يتعارض مع الرأي القويم، أو هي كل نكران لحق قويم.اسمح لي سيد أوباما أن ما قلته عن بلادي ودول الخليج هي "هرطقة".
1964
| 20 مارس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أتذكر تماما أن دمعات قهر طفرت من عينيّ وقتما طالعت مقطع الشهيد مدوس العنزي يرحمه الله، وهو يكرر جملته الشهيرة "تكفي يا سعد.. تكفي يا سعد"، وقد بوغت بالغدرة الخسيسة من ابن عمه سعد العنزي، الذي لم تنفع معه كل رجاءاته من أن يضغط زناد "الكلاشنكوف" ويرديه قتيلا، في منظر أبكى كل من طالع ذلك المقطع، وتفجع على المروءة والنخوة التي تميز أبناء الشمال وغابت عنه.لا أسوأ أو أحط من الغدر، خصوصا إن أتى من ذوي القرابة أو الدين والوطن، والغدر خلق من أخلاق المنافقين، وسمة تميز السفلة من البشر، وتأباه النفوس السوية، ويترفع عنه أهل المروءات والخلق، وكل من يتصف بالشجاعة والإقدام والجسارة ينأى بنفسه عن أن يغدر، بل الغدر محّرم في جميع الشرائع السماوية لأنه سمة وضيعة، وكتبتُ وقتها سائلا الله تعالى أن يمكّن رجال الأمن بالسعودية من الثأر للشهيد مدوس، ولم تمض أسابيع قليلة، إلا وقد وتمّ قتلهما في محافظة «الشملي» بمنطقة حائل بعد حصار للشقيقين الشقيين.في يوم الجمعة الفارط، لم يخيب رجال محمد بن نايف آمال الوطن، وأردوا في إنجاز أمني باهر قتلة الشهيد بدر الرشيدي، الذي غدر به ستة من أبناء عمومته، واستدرجوه لموقع ناءٍ وهو أعزل، ثم قتلوه بدم بارد، دلالة على خسة وجبن تسِمُ هؤلاء الخوارج، فلم يستطيعوا النيل من هذا البطل الذي ينتمي إلى قوات الطوارئ الخاصة، إلا بالغدر به وهو أعزل.نبذ الغدر في كل الحضارات القديمة مقياس لنبل وسمو الإنسان، بل هو معيار لمصداقية ما يدعو الرجل ويؤمن به، ونتذكر سؤال هرقل عظيم الروم -وقتما ذهب له أبو سفيان- عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسأله: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ فقال أبو سفيان: لا. فقال هرقل: وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ. رواه البخاري.لا أدري عن هؤلاء الخوارج الذين باتوا يغدرون بقرابتهم وبني عمومتهم، أين هم من الحديث العظيم والمخيف الذي رواه أَبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يومَ القِيَامَةِ، يُرْفَعُ لَهُ بِقَدرِ غَدْرِهِ، ألا وَلا غَادِرَ أعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أمِيرِ عَامَّةٍ. رواه مسلم.بالتأكيد أعرف إجابة هؤلاء الدواعش وقد كفّروا رجال الأمن، واستحلوا دماءهم حتى بالغدر للأسف الشديد، وحسنا فعلت وزارة الداخلية عندما دحرجت رؤوس منظريهم وكبار قادتهم قبل أشهر، فالخطر كل الخطر من أولئك المنظرين الذي يُحلّون لهم كل هذه الموبقات والجرائم الشنيعة بحجة كفر الدول وملوكها، وانتقلوا اليوم لتكفير رجال الأمن واستحلال دمائهم، وسيأتي اليوم الذي سيكفّرون المجتمعات الإسلامية برمتها.سينتهي بحول الله وقوته هؤلاء الدواعش قريبا، ولكن التاريخ سيكتب أنهم كانوا أهل خسة وغدر، وستسِمهم أبدا وتلصق بهم، خصوصا أنهم يستخدمونه مع قرابتهم ودمهم الذين يأمنون لهم، ونحن نقرأ في كتب التاريخ ما حفظه عن أسوأ من مارس الغدر، وسُطرت أسماؤهم القذرة بأحرف شائهة، وبكل صدق، ولا فرق عندي بين هؤلاء الدواعش وبين يهوذا الإسخريوطي -أشهر غادر في التاريخ- الذي كان واحدا من اثني عشر تلميذا من تلامذة سيدنا عيسى عليه السلام، وقام بالاتفاق مع كهنة اليهود على أن يسلم لهم سيدنا المسيح مقابل ثلاثين قطعة من الفضة في مكان خلاء، لأن اليهود كانوا يخشون القبض عليه أمام الجموع لئلا يثوروا ضدهم، وكان يهوذا يعرف الأماكن التي يختلي فيها سيدنا عيسى بتلاميذه.يهوذا ندم ندما شديدا بعد أن أتمّ صفقته الخاسرة مع اليهود بتسليم سيدنا عيسى عليه السلام، وعاد وردّ القطع الثلاثين من الفضة إلى كهنة اليهود قائلا: "لقد أخطأت إذ سلمتكم دما بريئا"، فأجابوه: "ليس هذا من شأننا بل شأنك أنت"، فألقى النقود، ثم ذهب وشنق نفسه.يهوذا خلد في التاريخ، مع صديق هرقل بروتس، كأسوأ ما تكون الخيانة والغدر من أقرب الناس لك، وهو ما سيميز هؤلاء الدواعش الذين يغدرون بقرابتهم اليوم، ولا أدلّ من النظرة الدونية والاحتقار الذي يسربل المجتمع السعودي من أقصاه لأقصاه تجاههم، فتلك الصور لجثث الرشايدة الست التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتلقيناها في جوالاتنا، لم نجد أحدا يتعاطف معها أو يتألم، رغم بشاعة تلك الصور، فالموقف منهم واحد وفاصل: لا مكان أبدا للتطرف والمتطرفين بيننا ولا تعاطف معهم.لا بد من توجيه شكر خاص لرجل الأمن الأول سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، فبرغم الأعباء الجديدة التي أولاها له ملك الحزم، فإن الأمن بفضل الله تعالى أولا ثم بوجود سموه، لم يتأثر أبدا، بل ازددنا ثقة به وحبا واطمئنانا، وبالتأكيد تحية خاصة لرجاله من قادة الأمن الذين يقودون الحرب ضد تنظيمات التطرف بدهاء وحكمة وحنكة.سيدحر الدواعش.. لكن التاريخ سيعنون لهم صفة الغدر لأبد الدهر.
2150
| 14 مارس 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بكل الانبهار والفخر والإعجاب، تابعنا خلال الأيام الماضية مناورات "رعد الشمال" التي قادتها السعودية، وقال عنها المراقبون العسكريون إنها من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات.بوصول سلمان بن عبدالعزيز لسدة الملك في السعودية، أجمع العالم بأن ثمة لغة جديدة في التعامل السعودي مع الأحداث، فلم تعد السعودية -والخليج عموما- تستظل بالمظلة الأمريكية، التي نسفها باراك أوباما بتلك الطعنة الغادرة التي وجهها لحلفائه بالخليج في التحول لإيران الصفوية، ومحاولة جعلها شرطي المنطقة، وهذه المناورات إنما هي امتداد لتلك اللغة الجديدة التي أثبتت نجاعتها، وجعلت العالم كله يحسب ألف حساب للقوة الإسلامية التي تتخلق اليوم عبر سلمان بن عبدالعزيز.أولى رسائل مناورات "رعد الشمال" هي قدرة تحوّل السعودية من القوة الناعمة الاقتصادية أو الدينية إلى قوة عسكرية صلبة، تستطيع قيادة العالم الإسلامي والعربي لمواجهة إيران دون الاعتماد على الراعي الأمريكي الذي انخذل إلى الداخل، وانجفل تاركا المنطقة بأسرها لسيطرة إيران الصفوية وميليشياتها المتطرفة من جهة، وروسيا التي أتت بطائرتها وعتادها في سوريا. قدرة السعودية على حشد 350 ألف عسكري من أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية، وفي زمن قياسي، بمشاركة 2540 طائرة، و20 ألف دبابة في المناورات؛ تعطي الرسالة الأوضح بأن ثمة قوة إسلامية سنية تتشكل اليوم، وأن زمن الاعتماد على النفس حان، ولا أقدر على حماية الوطن من ابن الوطن، وأن الاعتماد على الراعي الأمريكي أو غيره مضى وقته، وأن نهج "أخذ المبادرة" الذي اتبعه سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه الحكم ماض في فرض نفسه، سواء رضي الكابوي الأمريكي أم سخط، فمصلحة الخليج وأمنه خطان أحمران، وأن مركز صنع القرار اليوم هو الرياض، وليست أية عاصمة أخرى في الشرق أو الغرب.موقع مناورات "رعد الشمال" في منطقة "حفر الباطن" التي هي على حدود السعودية مع العراق؛ رسالة صريحة لإيران وربيبتها "داعش"، فنوعية المناورات - بحسب وكالة الأنباء السعودية- تركز على تدريب القوات على كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه تدريب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما تسمى العمليات منخفضة الشدة، مع التركيز على تدريب القوات على العمل على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان.مسألة "داعش"، وبعد أن فكك جنرال الحرب على الإرهاب سمو ولي العهد ووزير الداخلية السعودية محمد بن نايف كثيرا من خلاياها في الداخل السعودي، وسدد عبر رجاله الأبطال الضربات تلو الضربات لذلك التنظيم السرطاني الشرير في الداخل السعودي؛ ربما جاء الوقت للذهاب لاستئصال ذلك السرطان في مهده بالعراق، ولذلك كانت الرسالة في نوعية مناورات "رعد الشمال"، وقد أبدى مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد العسيري استعداد المملكة للتدخل برا ضد "داعش" إذا قرر الائتلاف الدولي القيام بعمليات من هذا النوع.ثمة رسالة مهمة لـ "رعد الشمال" ذكرها الباحث ظافر العجمي، أن تلك المناورات: "تأتي استجابة مرنة لتطور الأحداث في سوريا، وتكمن مرونتها في امتلاكها قابلية عالية للتحول من مناورة عادية إلى حشد، ثم إلى هجوم. كما يمكن اعتبارها بمثابة قوة الدفع المحركة من خلال حشد قرابة 350 ألف جندي من أكثر من 20 دولة، كواحدة من أكبر المناورات في تاريخ المنطقة".ولكن يظل السؤال الحرج يلوب في دوائر النخب السياسية الخليجية، هل ستخطو دول الخليج نحو امتلاك القنبلة النووية برغم تبعات ذلك دوليا؟، فمواجهة إيران النووية تحتم على دول الخليج أن تحمل في يدها ذات القنبلة التي تلوح بها عدوتها التاريخية، كي لا تكون في موقف أضعف من عدوتها. ربما كان أبرز من مثـل حزم سلمان بن عبدالعزيز اليوم هو وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي لوّح في الأسبوع الماضي بإمكان سعي السعودية للحصول على قنبلة نووية "إذا نجحت إيران في الحصول عليها"، وأتى ذلك التصريح بعد توقيع مذكرة تعاون سعودية صينية من أجل إقامة المفاعل النووي ذي الحرارة العالية والمبرد بالغاز في المملكة، مع تحركات سعودية نشطة في اتجاه باكستان النووية.امتلاك القوة النووية بات أمرا محتما على دول الخليج خصوصا السعودية، ففي الغد سيتجرأ الملالي، وبدافع من الأيديولوجيا المتطرفة التي يحملونها، والزخم المذهبي المعادي لأهل السنة الذي ترضّعوه، سيهددون بتلك القوة النووية التي بيدهم المنطقة كاملة، ولا شيء يردع ذلك ويوقفه سوى ذات السلاح إن كان بيدنا، ويجعلهم يترددون ألف مرة أن يشهروه في وجوهنا. القوة النووية هي الخطوة التالية اللازمة التي ينبغي أن نخطوها بكل الشجاعة، ولا حق للكاوبوي الأمريكي أن يعترض أو الغرب من خلفه، فطالما سمحا للكيان الصهيوني وإيران الصفوية بامتلاكها، فمن حق الخليج والعرب أيضا أن تمتلك تلك القوة.مناورات "رعد الشمال" واقع حقيقي يتجسد اليوم لحلم قديم بالوحدة الإسلامية، وها هو مليك الحزم يقودنا اليوم لساحات الفخر والعزة والكرامة.
1717
| 29 فبراير 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم أغش خلال الأسبوع الفارط مجلسا من المجالس النخبوية في السعودية، إلا وطغى الحديث عن ذلك القرار الشجاع للدولة بوقف المساعدات والهبات المالية لجمهورية لبنان، والذي لاقى ارتياحا عريضا في تلكم الأوساط.أية صفاقة قامت بها الحكومة اللبنانية وعضت اليد التي ساندتها!!. ففي الوقت الذي استنكر فيه المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الهجوم على السفارة السعودية بطهران، وقامت الحكومة الإيرانية بتقديم المهاجمين للمحاكمة، يعترض مندوب لبنان -التي أغدقنا عليها المليارات والمليارات- على إدانة الهجوم في اجتماع الجامعة العربية، دون أي حياء أو خجل، أو تذكّر للنعمة التي آثرنا بها لبنان طيلة سنوات طويلة.كان قرارا ينسجم والعهد السلماني، الذي بات كل مواطن سعودي يستشعر فيه الحزم وقوة الإرادة، ويشعر بالعزة والفخر بمليكه ودولته التي باتت تقود حقيقة العالم الإسلامي بأجمعه، والصرامة وإيقاف المساعدات والهبات المالية تجاه لبنان يقينا لن تقف عليها، فقد باتت مسلّمة في السياسة السعودية الجديدة، أن تعيد النظر في مساعداتها ومواقفها تجاه الدول التي تتلقى الدعم منها.ربما كان خبر تعيين سمو الأمير محمد بن سلمان قائدا للتحالف الإسلامي مصدر فخر آخر، وحديثا للنخب السعودية أيضا، فهذا الشاب الثلاثيني يصعد بقوة إرادته وشكيمته التي ورثها عن أبيه وجده لمدارج عليا، وبات ملهما لجيل الشباب لدينا، وأنموذجا لهم في فن القيادة والتخطيط والوصول للهدف.بالتأكيد أن الوضع الاقتصادي مثّل جزءا كبيرا في حديث النخب السعودية، ففي لقاءاتي الأخيرة مع اقتصاديين، تلمّست تفاؤلا كبيرا في أوساطهم بأن السعودية عبر هذه الخطط التي يرسمها مجلس الاقتصادية والتنمية، والجدية التي ستطبق بها قراراتها، وبرغم الحربين اللتين تخوضهما السعودية، وبرغم أكلاف قيادة العالم الإسلامي والعربي، وبرغم انخفاض أسعار النفط، إلا أن إيمانا عاليا يسربلهم بأن المملكة ستتجاوز كل هذه الأزمات، والثقة بالتفاف الشعب حول قيادته في مرحلة مصيرية، يساند ذلك قرارات اقتصادية شجاعة اتخذت، تمكن الدولة من تجاوز الأزمة المالية التي خلفها انخفاض أسعار النفط.يتحدث المجتمع السعودي ونخبه عن وزير الخارجية عادل الجبير، الذي صعد نجمه، وأثبت أنه خير خليفة للوزير الأشهر في الخارجية السعودية سعود الفيصل يرحمه الله. الجبير في حواراته الأخيرة مع الصحافة الغربية تألق في ردوده وأفحم كل من تفذلك معه من أولئك الصحفيين الغربيين الذين أرادوا إدانة المملكة في مجال حقوق المرأة والإنسان، وشككوا في مواقفها في نصرة الشعب اليمني والسوري، فضلا عن ربط "داعش" بها. هناك مندوب المملكة في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، نال الإعجاب بلغته الأدبية الرصينة، وقوة منطقه وحججه، ودبلوماسيته الفذة، وكان برأيي خير من تسنم ذلك المنصب، وجاء في الوقت المناسب، وأدى أدوارا إعلامية خارقة، جعلنا نهتف إعجابا به على الكفاءة الإدارية العالية.ثامر السبهان سفيرنا في العراق، وقد تتالت التغريدات للنخب السعودية إشادة بمواقفه وتصريحاته حيال إيران الصفوية واختراقها المجتمع العراقي، السفير السبهان استلهم الحزم والقوة والصراحة من مليكه الكبير سلمان، ما جعل جلّ العراقيين –حتى من طائفة الشيعة- يقفون له احتراما على شجاعته وصراحته التي تحدث بها.محمد بن سلمان بكل خطواته الخارجية والداخلية، ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير بمواقفه في سوريا واليمن، وعبد الله المعلمي مندوب المملكة في الأمم المتحدة بدبلوماسيته الفذة، وثامر السبهان السفير السعودي بالعراق عبر صراحته وصرامته، كانوا خير من مثـّل عهد سلمان بن عبد العزيز، بيد أنه - وبكل أسف أعلنها- أن النخب السعودية المثقفة ولا حتى الزملاء الإعلاميين لم يواكبوا هذه الوثبات الكبرى التي تحققت في عهد سلمان بن عبد العزيز.للأسف صحفنا انشغلت -ولا تزال- بموضوعات هامشية، ربما كان آخرها موضوع هيئة الأمر بالمعروف، في الوقت الذي تسنّم فيه وزير الدفاع منصب قائد التحالف الإسلامي، و نسورنا الأبطال وصلوا تركيا، وبدأوا في دكّ أوكار "داعش"، وأفراد قوات التحالف في اليمن يربضون كأسود على أبواب صنعاء.أتساءل هنا عن سبب تأخر النخب السعودية والإعلاميين عن مواكبة هذه الهمّة السلمانية التي يتحدث العالم بأسره عنها، وتنشغل في احترابات فكرية هامشية، ومعارك مضحكة للأسف، على حساب وطن يقود العالم الإسلامي اليوم، وتهرق دماء أبنائنا لإعادة الشرعية ونصرة الشعوب الضعيفة ضد طواغيتها.هل فعلا أن النخب السعودية بكافة تياراتها ليست على مستوى المسؤولية، أم أن هناك من يصطاد في الماء العكر، ويوقع الفتنة بين هذه النخب لتنشغل عن دورها الحقيقي في مساندة الدولة. الحقيقة أن معالي الفريق عبد العزيز الهويريني مدير عام المباحث السعودية قال - في ظهور نادر له- بندوة "الأمن والإعلام" التي أقيمت الأسبوع الماضي، إن هناك مندسين في مواقع التواصل الاجتماعي السعودية، ممن ولدوا وتربوا في داخل المملكة، باتوا اليوم يقومون ببث الفتنة والشحناء من مواقع لهم في دولة مجاورة. ينبغي على كل المشتغلين في مواقع التواصل الاجتماعي ممن يخوضون هذه المعارك ألا يمرّ عليهم هذا التصريح مرور الكرام، إذ جاء من رتبة أمنية عليا مطلعة على كثير من أسرار الدولة.كلي أمل بأن تنتبه النخب السعودية والإعلاميون لما يحاك لدولتنا، وأن تستدرك هذا التأخر المعيب وتبادر لدعم قرارات مليك الحزم.
3067
| 22 فبراير 2016
1180
| 30 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أطرقت برأسي أسِفا، عقب مطالعة أخبار وصور تفجيرات باريس، وتمتمت وأنا أزفر آهة مصدور: «سيعيد الغرب الظالم إذلاله لنا، وسيحمّلنا أخرى فاتورة هذه الجرائم، ونحن من سيدفع الثمن، بما فعلوا بعد 11 سبتمبر، وقد نقبوا مناهجنا التعليمية وأبدلوها، ودققوا في حساباتنا البنكية، واتهمونا في مناشط العمل الخيري الخارجي وأوقفوها، وفتشوا حتى غرف نومنا، وحاسبونا حتى على أحلامنا، تحت ذريعة محاربة الإرهاب». للمرة الألف نكرّر بأن الدول العربية -والسعودية على وجه التحديد - تصطلي بنار الإرهابيين، الذين قامت الاستخبارات الأمريكية في الثمانينيات بصنعهم في أفغانستان، وبعد الانتهاء منهم، ظن رعاة البقر هؤلاء، أنهم محارم ورق استخدموها ورموها، ولم يدروا بأنهم خلقوا وحشا استدار لهم، وأراهم شيئا من بطشه في 11 سبتمبر، ومذّاك الحين والأمريكان كالثور الجريح يبطش بمن أمامه دون تبصّر أو تفكير. كتبت قبل أسابيع هنا في زاويتي، معلقا على دخول بوتين بطائراته ومرتزقته سوريا، تحت أنظار الغرب الصامت، وجزمت حينها بأن الإرهاب الذي يزعمون محاربته في بلاد الشام، سيرتد إليهم في عواصمهم التي يظنون أنها آمنة، فلا منجى من هذا الداء المتعاظم إلا باتحاد العالم أجمع على محاربة الظلم وإرساء العدل، وواهم من يظن أن بقية العواصم الأوروبية - وحتى الولايات المتحدة - بمنأى عن هذا الإرهاب الذي سيسربل العالم كله، طالما لم نقض على منبعه، وأتحنا لبوتين الأخرق ليأتي بصواريخه وطائراته على أطفال ونساء سوريا، تحت ذريعة محاربة «داعش». أجزم يقينا بأن صمت الأوروبيين عن ذلك الظلم سبب أكيد لما حصل في باريس، وما سيحصل لاحقا في بقية العواصم الغربية. إذ لا أشد ولا أقسى من الظلم، ولو عدل القوم ووقفوا ضد هؤلاء الروس ومن خلفهم الصفويون وحزب «اللات»، ونصروا الشعب السوري في قضيته العادلة، لتصاغرت «داعش» وكل الفصائل المتطرفة، فالناس تريد أن تعيش وتحيا بسلام، ولكن عندما غضوا الطرف عن تلك المجازر التي تحدث، اصطلوا اليوم بنارها في باريس، وسيصطلون في غدهم بأشد وأنكى مهما حاولوا وتمترسوا بقوانين الإرهاب، إذ لن يتوقف هؤلاء الانتحاريون أبداً عما يرونه جهادا وشهادة في سبيل الله، والأيام بيننا. لأولئك المنهزمين من كتبتنا في الخليج والذين كرّروا أسطوانتهم المشروخة، وكتبوا مباشرة بأن مناهجنا السبب، وأن علماءنا ودعاتنا هم المحرضون، أقول لهم: شيئا من الحياء يا هؤلاء، فالمناهج تمّ تعديلها، وكل الذي طالب به الغرب وسمع لكم فيه فعلناه، بيد أن الإرهاب يتزايد ولا ينقص، وطوابير الملتحقين بـ»داعش» زرافات ووحدانا، ما يعني أن كل ما تبجحتم به هو من نسج خيالاتكم المريضة التي أقنعتم بها الكاوبوي الأمريكي، ليقوم بتصويب مسدسه تجاهنا لنفعل ما أردتم وأراد، والنتيجة ما يعيشونه ونعيش في أتون هذا الإرهاب الذي يضرب الجميع، وبرأيي أن السبب يكمن بأنكم غششتم أسيادكم، ولم تعلموهم بالأسباب الحقيقية لنشوء التطرف والمتطرفين والتي غضضتم الطرف عنها عمدا. الظلم الذي تمارسه الدول الغربية بحق الشعوب المسلمة، خصوصا في قضية فلسطين، السبب الأول والرئيسي في نشوء التطرف، غض الطرف عن الديكتاتوريات التي تحكم الدول العربية الجمهورية سبب آخر، عدم العدالة الاجتماعية وإرساء الحقوق وسوء توزيع الثروة والفساد وعدم الحفاظ على المال العام، كلها أسباب لتذمر الشباب ومن ثم تطرفهم، ثقوا أيها الغرب بأن هذه هي أهم أسباب التطرف، ولو تمّ علاجها لتحجّمت الظاهرة بشكل كبير، ولكن من يسمع في ضجيج هذه الأصوات الليبرالية والمنهزمة. أعود لتفجيرات فرنسا، وكلنا ضدها ولا نقرّها، رؤساء وعلماء ومجتمعا، وها هو مليكنا سلمان بن عبد العزيز يكتب عقب الحادثة مباشرة: «مجزرة باريس لا يقرّها دين ولا عقل، والإسلام بريء من هذه التصرفات. أعزي الشعب الفرنسي، وأدعو العالم مجددا لتكثيف الجهود في محاربة الإرهاب»، وهيئة كبار العلماء في السعودية أصدرت بيانا أدانت تلك الجرائم. أتمنى من الحكومة الفرنسية فتح حوار بين مسلميها بكل أطيافهم – لا ذلك الطيف الموالي لها - وبين الحكومة والنخب الفرنسية، إذ جَرْح المسلمين في صميم عقيدتهم بما فعلت مجلة «شارلي إيبدو» قبل أشهر بعيدة، يظل سببا مباشرا لتطرف الشباب المسلم لديكم، والشاب سيلتحق بأي تنظيم يتيح له الانتقام لرمز مقدس، هو أحبّ إليه من نفسه وماله وأهله. وللمنهزمين لدينا أقول: رجاء لا تمارسوا علينا جلد الذات، ولو فتحنا صفحات التاريخ ليهولكم ما فعله الفرنسيس بأجدادنا في الجزائر والمغرب والسنغال ومالي وسوريا وكل بلاد المسلمين التي استعمرتها، وتفجيرات الأمس في باريس – على استنكارنا لها - تظل مجرد لعبة أمام مذابح ومجازر لا إنسانية، لا توصف من فرط وحشيتها، وأرجوكم أن تدخلوا فقط على «جوجل» وتشاهدوا صور المذابح التي ارتكبتها فرنسا المتمدنة وبلاد النور والعطور والأناقة تجاه شعب الجزائر العزّل الضعفاء فترة استعمارها الذي أربى على الـ130 عاما، والقوم يرفضون حتى اليوم الاعتذار عن تلك المجازر البشعة، أقول هذا لكم كي لا تتبجح علينا فرنسا اليوم بكم، وتمارس ما مارسته الولايات المتحدة مرة أخرى. لفرنسا والغرب نقول: تكفي فاتورة 11 سبتمبر، نحن وأنتم سواء في الحرب على الإرهاب، فلا تزايدوا علينا رجاء، وتستمعون للمنهزمين منا، إذ لن نسمح لكم هذه المرة.
3025
| 16 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ضحكت حد القهقهة وأنا أستمع لمعلق سعودي - قدّم على أنه خبير في الشأن التركي- يتكلم بكل حماسة الدنيا من على فضائية "سكاي نيوز" من أبو ظبي، أن أردوغان أرسل جاموسته السوداء لمنطقة الأكراد، ليجبرهم على التصويت له أو الاعتقال، ولذلك انتصر.أي سفه مخجل هذا، والعالم كله يراقب هذه الانتخابات ويرصدها، وحزب "العدالة والتنمية" التركي فاز بأغلبية تاريخية لم يسبق إليها قط، بل حتى الغرب الذي تمنى سقوطه، اعترف بشعبيته الجارفة، ثم يأتي مثل هذا المحلل –أو المخلل لا فرق- ليفضح نفسه، والفضائية التي ظهر عليها بهذا التحليل الساذج، الذي يذكرنا بالإعلام المصري في الستينيات.قبل أن أمضي في فكرة مقالتي أودّ أن أبسط رأيي في ظاهرة أردوغان، وقد كتبت هذا قبل عام ونصف في صحيفة "الوطن" السعودية، وفي عزّ الجفاء السعودي مع تركيا، وها أنا أعيده أخرى في عزّ التقارب معها، وفي الحالين فرأيي الشخصي لم يتغير. نظرت وأنظر لأردوغان وما فعله بكثير من الإعجاب، فالرجل حقق معجزة- ليست اقتصادية فحسب- بل نهضوية كاملة، وقفز ببلاده في غضون عقد من السنوات لمصاف متقدمة، وجعل تركيا قبلة للسياح والمستثمرين، وحلّ أزمات متراكمة ورثها عن أسلافه كالبطالة والسكن، وما فعله لتركيا من نهضة لا تتسع لها سطور المقالة.في مقابل كل الإعجاب الآنف، لست من أولئك الذين يضفون على الرجل هالة من القداسة والأوصاف التي تجعله خليفة للمسلمين، بل الرجل يعمل لوطنه تركيا ومصلحتها بالدرجة الأولى، وسقت في مقالتي تلك ما قاله الكاتب التركي المحسوب على أردوغان، إسماعيل باشا الذي كتب حينها: "هناك فئة تبالغ في رؤيتها وتطلعاتها، وتضع أردوغان في مكان أرفع بكثير مما فيه، وتراه كأحد سلاطين الدولة العثمانية أو زعيم يستحق تولي خلافة المسلمين. في الحقيقة أن هؤلاء يسيئون إلى أردوغان ويظلمونه من حيث يدرون أو لا يدرون".بعيدا عن هذا الرئيس التركي المعجزة، أعجب من بعض إعلام دول الخليج، خصوصا تلك القنوات والأقلام المحسوبة على وطني السعودية، أن تنجرف لتكتب ضد الرجل بصفاقة لا متناهية، أو تلك القنوات الإخبارية الشهيرة المحسوبة على السعودية، أن تنحاز للدولة التي تبث منها، ولا تنحاز لسياسة الدولة التي أنشأتها وتدعمها، ومن المفترض أن تكون ممثلة لسياسة دولتنا وتوجهات قادتنا، فتلك الازدواجية تجعل من إعلامي مثلي يصفق كفا بكف، وبكثير من التعجب والحيرة يطالع ما يكتبه بعض الإعلاميين السعوديين، ويسأل: أين يعيش هؤلاء؟، ويُصدم بتلك التقارير والنصوص المكتوبة في شاشات بعض الأقنية المحسوبة علينا، التي لم تراع أبداً مصلحة وتوجهات قادتنا السياسية.نحن في مسيس الحاجة اليوم أن نكسب تركيا أردوغان، ومصالحنا في موضوع سوريا تتطابق، وهناك المواجهة مع إيران وتمددها، بل وتغلغلها في الدول العربية، وهذه المواجهة تحتم علينا أن نتحالف مع دولة كبيرة كتركيا، تتماس في جزء كبير وحسّاس مع إيران. لدينا حرب اليمن الذي نحتاج فيه دولة إقليمية كبيرة كتركيا، تكون سندا سياسيا ولوجستيا لنا. كل المعطيات تقول بحاجة السعودية ودول الخليج في راهن اليوم إلى فوز أردوغان وحزبه، إذ لو فاز حزب الحركة القومي أو حزب الشعب الجمهوري المعارضين، لكانت السعودية أول الخاسرين على الإطلاق، إذ تختلف أطروحات وتوجهات ذالكما الحزبين في موضوع سوريا ورؤية قادتنا بالكامل.كوني أكره أردوغان وأبغضه لأيدلوجيته وفكره الإسلامي، لا يعني أني لا أنحاز لمصلحة وطني الذي أنتمي عندما تحتم الظروف، ولكن من يُفهم هؤلاء!!. خذوا مثالا في الكاتب والسياسي العريق عبدالرحمن الراشد مدير عام قناة "العربية" الأسبق، فهو خصم تاريخي وعتيد للإسلاميين وللإسلام السياسي في عمومه، ولطالما سنّ قلمه وقناته في الهجوم عليهم، بيد أن الرجل عرف بخبرته السياسية ما يعنيه فوز أردوغان في هذه الظروف، فكتب مقالة بعنوان:"فاز أردوغان في اللحظة المناسبة"، قال فيها بأن فوز حزب أردوغان بالغ الأهمية كونها دولة مؤثرة في مستقبل سوريا في وقت بالغ الخطورة، وأن ضعف أردوغان كان سيمثل ضعفا للمعسكر السعودي القطري. وتابع الراشد قائلا:"إن الفوز المبهر لحزب أردوغان خيب آمال النظام السوري وإيران، اللذين كانا يأملان في فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة، بما يضعف الرئيس أردوغان في المفاوضات الحالية".لا تملك إلا أن تحترم وطنية عبدالرحمن الراشد وإن اختلفت معه فكريا، وتحيّ هذا الحسّ السياسي البعيد الذي تتمناه لبقية أولئكم الإعلاميين السعوديين الذين يسبحون ضد سياسة دولتنا، من حيث يدرون أو لا يدرون، وللأسف أنهم في كلا الحالين كارثة على وطننا اليوم بوقوفهم غير المبرر ضد توجهات قادتنا. كم أتمنى أن يملك البقية من الذين يديرون القنوات المحسوبة على السعودية، أو الكتبة الذين يملأون زوايا الصحف، شيئا من وعي ووطنية عبدالرحمن الراشد، وأن يصمتوا على الأقل إن لم يعجبهم فوز الرجل، لأجل وطنهم وسياسة قادته الجديدة، التي تقول بالتحالف الوثيق مع تركيا أردوغان.في المحكات، تتبين الوطنية الحقة من المدّعاة، فشتان من يدعي حبّ الوطن ويتشدق به إن وافق هواه، وإن تضادت الظروف وأيدلوجيته نكص وخرس وبات خنجرا في خاصرة وطنه.
4324
| 09 نوفمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد سماعي للكلمة المضيئة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لجمهرة المثقفين والمثقفات الذين حضروا لقاءه يوم الأربعاء الفارط؛ كنت على عكس الذين استاءوا من نوعية الحضور الذين اختارهم عادل الطريفي وزير الإعلام في تلك المناسبة الكبيرة، وقدمهم للمليك بأنهم نخبة مثقفي الوطن.كان التذكير الأول من لدن خادم الحرمين في ذلك اللقاء بأننا بلد الإسلام، وقبلة المسلمين، وكرّر تلك المعاني لمرات عديدة أثناء كلمته القصيرة التي ارتجلها أمام تلك الجمهرة. سلمان الحزم أراد تذكير إعلامنا بتلك الحقيقة التي غابت عن كثير من الإعلاميين والمثقفين، وأكد لمرات في تلك الكلمة أن نهج الدولة السعودية والذي قامت عليه هو الكتاب والسنّة.مليكنا ألقم أولئك الذين راهنوا في مرحلة مضت على "سعودية رابعة" حجارة بحجم خيالاتهم التي كتبوا بها. وأخرس تلك الأقلام التي انغرزت في خاصرة الوطن وطالبت بالتحلل من المعاهدة التاريخية بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، وأنها عائقة اليوم للسعودية أن تنخرط في عالم الحداثة والعولمة، وأن نهضة بلادنا لن تتحقق إلا بالانفكاك من تلك المعاهدة التي قامت على الكتاب والسنّة، لأنها لا تتماشى والعصر – زعموا- ولا تراعي المدنية التي وصلت لها شعوب العالم المتقدم، وأن التمسك بذلك النهج يجعل المساحات أمامنا ضيقة وأحيانا مسدودة كدولة معاصرة.في كلمته القصيرة والرائعة، أكد حفيد الإمام محمد بن سعود تلك المعاهدة الوثيقة، وأبان سلمان الحزم أن لا سعودية رابعة ولا خامسة بغير الكتاب والسنّة، وأن معاهدة الإمامين نهج ثابت اختطه آل سعود لدولتهم، ولن يحيدوا عنه أو يتخلوا، وليرض من يرضى ويسخط من يسخط، فهذه البلاد قامت على هذا النهج، ولن تستمر إلا بهذا القبس السماوي الخالد في أرض الرسالة.يحتاج الوزير عادل الطريفي أن يقوم بوضع تلك الرسائل التي بثها مليكنا في لقائه التاريخي في إطارات مذهبة ويرسلها لمكاتب الصحف السعودية وفضائياتها، كي يتأمل المشتغلون في الفكر والإعلام والثقافة المعالم التي رسمها سلمان وهو يقول: "ونحن يا إخوة وأخوات يا أبناء وبنات في بلد الإسلام والمسلمين، هي قبلة المسلمين، لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن، سائرون على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، والذي هو أساس اتجاه كل مسلم في العالم خمس مرات لمكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومدينة رسول الله، ولذلك أهمية أن يكون مثقفونا على خلفية، وهم كذلك إن شاء الله على خلفية كاملة بأهمية هذا البلد. هذه أهميته الكبرى".أشار سلمان الحزم أيضا إلى موضوع الاستقرار الذي نعيش فيه، في إشارة ضمنية لضرورة استحضار تلك النعمة التي أكرمنا الله تعالى بها، والدول من حولنا تعيش فوضى وعدم استقرار، بل حروبا أهلية طاحنة، ومن المهم أن تكون الجبهة الداخلية موحدة، وهذه لن تتحقق إلا بوعي النخب والمثقفين على كافة توجهاتهم بأننا في سفينة واحدة، ولا مجال لأحد أن يقوم بخرق هذه السفينة وهي تمخر بربانها الكبير.عندما يشتكي العلماء والدعاة من تطاول الإعلام عليهم، وجملة الاتهامات التي تكال لهم عقب كل حادثة تفجير، وأنهم مقصرون في التصدي للتيارات المتطرفة كداعش، وهم الذين ألهبوا المنابر بالتحذير منهم، وغردوا في مواقعهم لفضح زور المتطرفين، ورأيت بعيني هاتين – والله شاهد عليّ- رسائل تهديد أتتهم من دواعش على جوالات بعضٍ منهم، بأساليب المافيات التي نراها في الأفلام الأمريكية، وبعض الرسائل صيغت بمفردات سوقية بذيئة، وترى كل تلك التهديدات تطال هؤلاء الدعاة، وتقول بذبح أبنائهم واختطاف زوجاتهم، بسبب مواقفهم وما كتبوا عن داعش وغيرها، ثم يأتي بعد ذلك كله مثقف يتكلم من طرف فمه في الفضائيات التي بدبي أو بيروت ويتهمهم بأنهم لم يتصدوا لداعش، أو كاتب نخبوي في صحيفة، يخطّ من مكتبه الفاخر أو من على كنبته العريضة، واضعا رجلا على رجل، والغليون في طرف شفتيه، ويقول: أنتم داعشيون في الخفاء؛ ليجعلك تجزم بأن هؤلاء هم من سيخرق السفينة، وأنهم لا يتمتعون بأي حسّ وطني، أو مسؤولية تشعرك بأن همّ الوطن واستقراره ووحدته حاضرة في وجدانه.أعود لكلمة مليكنا الكبير، وقد شكرت لوزير الإعلام نوعية الحضور من الممثلين والإعلاميين والمثقفين الذين اختارهم، فهم أحوج لتلك الكلمة من غيرهم، ووجّهم والد الجميع سلمان بن عبدالعزيز، الذي أسعد الملايين من شعبه المحافظ بكلمته تلك. ومئات الملايين في بلاد المسلمين الذين ينظرون بكل الأمل، ويتشوّفون لما يحصل في بلاد الإسلام ومنطلق الرسالة، ليطمئنهم سلمان بكلمته الضافية، أن السعودية رأس بلاد السنّة وحاملة لوائها، وأن تمسكها بدينها لا يمنعها من الانخراط في عالم اليوم، ولن يكون حملها للرسالة عائقا أبداً أن تكمل نهضتها وتمضي في تنمية بلادها.لا "سعودية رابعة" متحللة من الدين بما تمنى البعض، بل سعودية شامخة ومعتزة بالكتاب والسنّة وهي تقتحم عالم المعاصرة.
4373
| 02 نوفمبر 2015
4606
| 26 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتفهم المرء وهو يقرأ لبعض الكتبة في الخليج والوطن العربي وقوفهم ضد التيارات المتطرفة كداعش، وكلنا في هذا الخندق. ونتفهم أيضا تجديفهم بحق التيارات الدينية الأخرى التي تجاهد في الشام، حتى لو كانت معتدلة، بسبب موقف هؤلاء الكتبة الأيديولوجي المسبق، ولكن ما لا يمكن فهمه واستيعابه هي تلك الحفاوة التي غشيتهم ووصلت للدعاء لبوتين والروس بالنصر في الشام، وكلمات الثناء التي أدلقوها على هذا القيصر الأحمق الذي لم يأت لأعين أهل الشام وأعين هؤلاء الكتبة التي سُملت بالتعصب والهوى ضد كل ما هو إسلامي.فجعت وأنا أقرأ ما غرد به كاتب إماراتي على حسابه في موقع "تويتر" مؤيدا التدخل العسكري الروسي في سوريا، وقد دعا الله أن ينصر بوتين قائلا: "اللهم انصر بوتين على داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، نصراً مبيناً وعزاً مكيناً.. اللهم انصر إخواننا الروس على أعداء الإنسانية يا رب العالمين".مصادمة جماهير الأمة التي تتعاطف مع الشعب السوري بهذه الطريقة أمر مؤلم، وكوننا ضد داعش أو غيره من التنظيمات المتطرفة، لا يعطينا الحق أن ندعو لهذا القيصر الذي أتى بمباركة كنيسته الأرثوذكسية التي لم تنس ولم ننس حروبنا الطويلة معها في القرن الفارط، إبان الدولة العثمانية، وهو – مرة أخرى - لم يأت لأعين أهل الشام، بل للحفاظ على مصالح روسيا في البحر الأبيض المتوسط."المتروسون" العرب هؤلاء، سيكتشفون قريبا خطأهم الكبير الذي وقعوا فيه، عندما يرون أن الروس المحتفى بهم لا يلتزمون بحقوق إنسان، ولا يعرفون الرحمة، بل ليست لديهم منظمات حقوقية فاعلة ترفع عقائرها احتجاجا، فبوتين وجنده سيطأون ببساطيرهم القذرة وطائرات الموت التي جاءوا بها على كل معنى للإنسانية، وما أمّل به هؤلاء "المتروّسون" وبشّروا به في كتاباتهم من أن الروس أتوا لمحو أعداء الإنسانية، سيكتشفون بأن هؤلاء العسكر الصفر ألدّ أعدائها، وليت هؤلاء المراهنين يعودون للتاريخ ويقرأون ما استعمله الروس في أفغانستان وكيف قمعوا شعوب البلقان وأوروبا الشرقية.تعجب من بني جلدتنا هؤلاء الذين بسبب عدائهم للتيارات الإسلامية، ولكل ما يمت لهوية هذه الأرض، ينحازون لكل عدو للأمة، ولو كان الشيطان بعينه، ضاربين بعرض الحائط أي معنى للرجولة والكرامة. بيد أنهم سرعان ما يطويهم التاريخ ويرميهم في مزبلته، ونتذكر إخوتهم في الضفة الأخرى "الليبراليين الجدد" قبل عقد من السنوات، وتصدرهم وقتذاك شاكر النابلسي والعفيف الأخضر وغيرهما ممن جدفوا في تراث الأمة، وصادموها في دينها، بل واستعدوا الغرب علينا، وهم الذين هللوا لغزو الولايات المتحدة للعراق، وبشروا بالشرق الأوسط الكبير، وأتذكر ما قاله النابلسي وقتها: "الليبراليون هم فدائيو الحرية، فهم الذين أيدوا غزو العراق منذ اللحظة الأولى"اهـ. (سجون بلا قضبان ص32)."المتروّسون العرب" هم الوجه الآخر للصهاينة العرب أيضا، الذين أصمّوا آذاننا قبل خمس سنوات، مهتبلين الصدام الخليجي مع إيران، وطالبوا وقتها بإقامة علاقات كاملة مع الكيان الصهيوني، وفتح سفارات في الرياض وكل الدول العربية، وقد داسوا على جراح الفلسطينيين وكل تاريخهم في جهاد الصهاينة، والحمد لله، خفتت أصواتهم بمجيء سلمان الحزم، يحفظه الله.برأيي أن كل الدعوات النشاز التي تصادم عقيدة الجماهير العربية والمسلمة سيطويها التاريخ، وستتلاشى مع تغير الظروف التي أنتجتها، ولا تبقى سوى تلك الأصوات التي تلتحم مع هوية هذه الأمة ودينها، وإلا فقد دعم الغرب أولئك الليبراليين الجدد، وفتحت لهم كبريات الصحف العربية صفحاتها، وامتطوا منابر الفضائيات، وهم يبشرون بقائد العرب الجديد، فقد كانوا يمنون أنفسهم بقائد كبير كأتاتورك، وكتب النابلسي حينها: "الليبرالية في العالم تنتظر الآن قائداً سياسياً شجاعاً، كالخليفة المأمون.. وكمال أتاتورك والحبيب بورقيبة ليأخذ بيدها ويتقدم بها الصفوف" اهـ. (العرب بين الليبرالية والأصولية ص84). فيما قام رفيقه العفيف الأخضر بتحريض القوى الغربية ضد حكام بعض دول الخليج بشأن تطبيق الإسلام، وقد قال: "في نظري إستراتيجياً أنصار المشروع الحداثي الديمقراطي يجب أن تركز بالتعاون بين المجتمع المدني العالمي ومع الإعلام العالمي وأيضاً مع الدبلوماسية الدولية، على منع النخب العربية والإسلامية من ممارسة الإسلاموية دون إسلاميين، أي من سرقة مشروع الأصولية لتطبيقه بالنيابة عنها لمجرد أن تبقى في الحكم". الطريف أن الساسة الغرب كانوا يعرفون تماما الحجم المجهري لهؤلاء، وأنهم لا يمثلون إلا بضعة نفر يعدون على الأصابع، وأن جماهير الأمة لا تسمع لهم ولا تأبه، بمثل ما ستفعل اليوم مع هؤلاء "المتروّسين"، يقول جون بي آلترمان (مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية الأمريكي) في مقال له محذرا الغربيين من الرهان على الليبراليين العرب: "إن الناظر إلى حال الليبراليين العرب يجد أن السواد الأعظم منهم ينتظر أن تأتي الولايات المتحدة لتسلمهم مفاتيح البلاد التي يعيشون فيها، في الوقت الذي تقوم فيه الجماعات المحافظة بعمل برامج نشطة إبداعية مبهرة يقدمون من خلالها مجموعة من الخدمات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين. مع هذا، فإن كثيراً من الليبراليين يعتقدون حتى الآن أن دورهم ينتهي بمجرد كتابة مقالة".هذا الفرق بين مثقف يكتب من شرفة قصره والسيجار الكوبي على فمه، وبين داعية يختلط مع جماهير الأمة والعرق يتصبب منه."المتروّسون" العرب ربما كانوا بقايا يسار بائد، يحنون لعهد مضى ببؤسه، وسيفجعهم بوتين بحمقه.
2489
| 19 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت مذهولا وقد فغرت فمي على الآخر، وأنا أستمع ليافعين في الخامسة والسادسة عشرة من أعمارهما قبل عامين، وهما يلهجان بالثناء على أبو بكر البغدادي. الشابان اليافعان ابنا أحد أصدقائي من طلبة العلم في الرياض الذي أصرّ على اصطحابي وقتها للبرّ، وكمل المشهد أمامي وأنا أناقش هذين الشابين عن "داعش" وقد أخذا إعجابا وإيمانا بهذا التنظيم المتطرف وفكره.التفتّ وقتها لوالدهما، والرجل أكرمه الله بذرية كبيرة، والابنان فقط من توحّلا بهذا الفكر، وعاتبته على اعتناق الابنين هذا الفكر، وهو أحد أكبر المتصدين لداعش، وأتذكر أنه قال وقتها، ليس من الحكمة كبتهما ونهرهما كوالد، لأنهما سينتقلان للسرية ويسوء بهما الأمر، ولكن تركهما ليعبّرا بحريّة ويتناقشا معي أجدى وأفضل.عدت للشابين أناقشهما، وكانا ككل من هم في مرحلتهما العمرية، لا يفكران إلا بالعاطفة الدينية التي تجتاحهما، وأتذكر أن طالب علم متميزا حضر، ولذت به قائلا لهما: "ربما كنت إعلاميا وغير متخصص في العلم الشرعي، فدونكم هذا الشيخ القادم، هو أحد أبرز طلبة العلم في المملكة". وقام الصديق بمحاورتهما، ولكنهما ككل لداتهما تعصّبا ورفضا كل الحجج الشرعية والعقلية، وعندما سألهما عن الشيخ الذي يأخذون منه، أجابا باسم طالب علم مغمور، قال صديقي عنه بأنه يعرفه ويعرف جهله وتخبطه.غادرتهم وقد تملكني الأسى والهمّ، فوالدهما صديق أثير في نفسي، والشابان في مقام ابنيّ، والتقيتهم لمَمَا بعدها، ولم تسنح لي الفرصة أن أسألهما عن حالهما وداعش، ولكني قبل يوم أمس، كنت مع والدهما وهو يلقي درسا في مدينة جدة، وبادرته بالسؤال عنهما بعد أن انفردت به، وأجاب مبتسما: "أقلعا عن ذلك الفكر والحمد لله، وباتا اليوم من أشد معارضيه". أجبته: "ما صنعت، ليتحولا، فقد غادرتهما ذلك اليوم، وأنا أنتظر أن أسمع أنهما هربا للعراق ليلتحقا بداعش، فليتك تخبرني كي يفيد الآباء الذين ابتلوا بلوثة أبنائهم بهذا الفكر من تجربتك".أجابني الصديق: "كنت أترك لهما العنان في أن يبديا ما يريدان دون أي زجر أو غضب، مما يتلبس الآباء في العادة، وركزت على حوارهما ببث الأسئلة، والتركيز على الشبهات في فكر وسلوك التنظيم، وكانا يحاران، ويذهبان للمصدر الذي يناقشانه عبر الإنترنت، ويعودان لي بالإجابة، فأبرهن لهما تهافت ما ردّا به عليّ، وهكذا دواليك. بعد مغادرتك بستة أشهر فقط، عادا للصواب، لأن ذلك التنظيم المتطرف ودعاته يضيقون ذرعا بأسئلة من يناقشهم، فأولئك يريدون شبابا منقادين له دون أن يسألوا، وأبنائي اكتشفوا زيف وضعف أدلة التنظيم في الخروج على الحكام، واكتشفا عمالة داعش لإيران وغيرها، وأنهم كباقي الشباب السعودي والخليجي، مجرد أدوات عمياء لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية ضد أوطانهم، وهاهما اليوم يدحضان فكر داعش في كل مجلس ومنتدى".كم فرحت، وتهلل وجهي والله بما بشرني من عودة الابنين، وهي تجربة فردية أقدمها عبر هذه المقالة للمسؤولين عن الأمن الفكري في الخليج، وبالتأكيد أن الآباء ليسوا كصديقي طالب العلم هذا الذي استطاع فضح فكر داعش بمناقشة شرعية عميقة، ولكن أسوق تجربة شخصية أخرى قبل سنوات، لصديق فاضل كان مديري، شكا لي أن ابنه ترك كليته المرموقة في الجامعة، وذهب لسوريا وأنه استطاع إرجاعه بعد معاناة ولأي، وأن ابنه لا يزال مصرّا على الذهاب مرة أخرى. ناقشت الابن وقتها، وقلت له بأني سأحيلك لأحد العلماء الذين تثق بهم. ومرة أخرى، فهؤلاء الشباب لا ينصاعون لفتاوى كبار علمائنا الثقات، يحفظهم الله، ويرونهم علماء سلاطين، لكنني وقتما ذكرت له اسم الشيخ محمد الحسن الددو، أجابني بأن هذا الشيخ لو قال له بعدم عينية الجهاد في سوريا، لقبلت منه. وفعلا أكرمني الشيخ الددو بالجلوس معه لساعة، وعاد الابن وقتها مرتاح القلب والضمير، وكان زفافه قبل أشهر بعد تخرجه من كليته، منخرطا اليوم في تنمية وطنه وخدمة دينه، بدلا من حزام ناسف، يفجع به أهله ووطنه، والحمد لله، لذلك أصرّ كثيرا على أن الوالدين في البيت هما الكشاف الأول لإصلاح ابنهما عبر توجيه الابن للعالم الشرعي أو إبلاغ السلطات الأمنية التي ستتعامل بحكمة لإرجاع ابنهما لجادة الصواب، بدلا من تفجير نفسه وإزهاق روحه وإلحاق العار بعائلته.هذا الفكر سيزداد للأسف مع دخول روسيا الحرب، وفكره الآسن سيجثم في المنطقة لفترة، والله أعلم، بما قاله المبعوث الأمريكي المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد "داعش" الجنرال المتقاعد دون ألين قبل أشهر، من النصر على هذا التنظيم المتطرف ليس في الأفق، أما القضاء على فكره فسيتطلب "جيلا أو أكثر"، وأتصور بأن المهم اليوم التركيز على فضح قياداته البعثية، وذلك الحقد الذي يحملونه على دول الخليج، ودور إيران في تقديم المساعدة له، هو أمر ملحّ، وواضح أن التجنيد لداعش يتم عبر الإنترنت، ولذلك أعجبني ما فعلته الإمارات التي أطلقت مركز اتصالات رقميًا جديدًا في أبو ظبي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي للرد على النشاطات الدعائية لتنظيم "داعش" الإرهابي على الإنترنت، وحمل اسم "صواب". محمد بن راشد آل مكتوم كان مصيبا تماما وقتما قال في مقاله الذي نشره في الزميلة البيان، قبل عام: "الشباب الانتحاري الساعي إلى الموت بسبب إيمانه بفكرة خبيثة، لن توقفه إلا فكرة أقوى منها ترشده إلى طريق الصواب، وتمنعه من الانتحار، وتقنعه بأن الله خلقنا لعمار الأرض، وليس لدمارها".
1614
| 12 أكتوبر 2015
مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1230
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
801
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
693
| 11 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
606
| 12 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
582
| 14 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
552
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
525
| 15 ديسمبر 2025
يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...
510
| 10 ديسمبر 2025
مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...
498
| 10 ديسمبر 2025
في قلب الخليج العربي، وتحديدًا في العاصمة القطرية...
468
| 09 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية