رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عكس الحضور الفني اللافت لجيل الرواد والشباب الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، الذي احتفت به وزارة الثقافة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، إرادة مسرحية بارزة للنهوض بـ «أبوالفنون»، واستحضار سيرته الأولى، واستعادة عراقته، وإحياء تاريخه. هذه الإرادة تجسدت في ذلك الحضور الكبير من كافة الأعمار لليوم العالمي، وحرص الجميع على المشاركة واللقاء، بالشكل الذي عكس بدوره أن الجميع يتوق إلى فعل مسرحي مستدام، لا يقف عند حدود مشروع فني عابر، أو موسم مسرحي مؤقت، أو مهرجان سنوي. وفي هذا السياق، جاءت لقاءات الشرق مع جيل الرواد والشباب، فضلاً عن مسؤولي مركز شؤون المسرح، لتؤكد أن الجميع لديه الرغبة الأكيدة في إبراز عراقة المسرح القطري، واستعادة سيرته الأولى، خاصة ونحن على أبواب مهرجان الدوحة المسرحي، المقرر إقامته الشهر المقبل، بالشكل الذي يجعل الحراك المسرحي ممتدًا طوال العام، لا يقف عند حدود نشاط مسرحي بعينه. هذه الروح التي لمسناها في تصريحات المسؤولين عن المسرح والفنانين عن ضرورة النهوض بالحركة المسرحية، تؤكد أن الجميع قد أدرك خريطة الطريق للنهوض بالحركة المسرحية في قطر، من خلال رغبة أكيدة في تحقيق هذا الانجاز، لتقديم الجميع كل ما لديهم بالشكل الذي يليق بالمسرح المحلي، بكل ما يزخر به من عراقة وتاريخ، وإرث ينتظر إشارة الانطلاق، لمعايشة الحاضر، واستشراف المستقبل. اللافت في هذه الرغبة المسرحية، أن الجميع من رواد وشباب كان يتحدثون بصوت واحد، وهو ضرورة أن يكون هناك حضور لمختلف الأعمار في هذا المشهد، فالرواد تحدثوا عن ضرورة حضور الشباب في العروض المسرحية، وفي المقابل، تحدث الشباب عن ضرورة استمرار العطاء من جانب الرواد، ليكونوا أيضًا في قلب ذات المشهد، وذلك في تكامل واضح بين أصحاب الخبرة، وتلك المواهب الصاعدة، التي أثبتت قدراتها، وتأكيدها على الانخراط في أعمال مسرحية واعدة. وحتمًا، سيكون الجمهور هو المستفيد من هذه الروح المتبادلة بين الجميع، بما يجعله أمام عروض مسرحية، ترضي ذائقته الفنية، وتعيده إلى خشبة المسرح، ليقدم له مبدعو قطر أروع الأعمال المسرحية، بما يليق بعراقة المسرح المحلي، اعتمادًا على إرث مسرحي لافت، وبنية تحتية قادرة على تحقيق هذا الانجاز، ونجوم من مختلف الأجيال، ينتظرهم الجميع، وهم يتألقون على خشبة المسرح، لتقديم أفضل العروض.
819
| 17 أبريل 2024
ونحن على أعتاب اليوم العالمي للشعر، والذي اعتمده المؤتمر العام لمنظمة «اليونسكو»، ليكون يوم 21 مارس من كل عام، نستحضر قيمة الشعر وأهميته، فضلاً عن رواده ورموزه وكل الناظمين لقصائده، لما يمثله من أهمية كبيرة في الذاكرة العربية حتى أصبح يوصف بـ «ديوان العرب»، منذ زمن بعيد. ولسنا هنا بصدد الوقوف عند أبرز تحديات الشعر، وذلك الجدل المتكرر منذ حصول الأديب الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، والمنافسة التي يتعرض لها الشعر من جانب الرواية، والقول بأنها أصبحت «ديوان العرب»، بقدر ما تعتبر تلك السطور رصداً سريعاً لتلك المكانة التي ما زال يحظى بها الشعر والشعراء، ولعلها تكون فصلاً للنزاع بين الجنس الأدبي الأحق بأن يكون «ديوان العرب»، دون تهويل أو تهوين لجنس أدبي على آخر. ولعل في مشهد الأمسية الشعرية، التي استهل بها موسم الندوات في نسخته الثالثة، ونظمته وزارة الثقافة - وما حظي به من حضور لافت من أصحاب الذائقة الشعرية- ما يعكس أهمية الشعر، وما يحظى به من مكانة وحضور في المجتمع، وهو حضور يمتد إلى العديد من الأمسيات الشعرية المختلفة التي تشهدها الدولة، ما يعكس مدى أهمية الشعر، وتلك المكانة الكبيرة التي يحظى بها بين أفراد المجتمع. وتأسيسًا على هذه المكانة، يحدو كثير من المهتمين بالشعر والمتذوقين له، تطلعات عدة بتكثيف مثل هذه الأمسيات، وتحفيز شباب الشعراء بإصدار دواوين لقصائدهم الشعرية، فضلاً عن توثيق ذلك الإرث العريق من القصائد الشعرية التي خلفها جيل الرواد، ممن يشار إلى قصائدهم بالبنان، بالإضافة إلى الوقوف عند هذه القصائد بالبحث الأكاديمي والرؤى النقدية. وفي الواقع، فإن جيل الرواد لم ينضب بعد، إذ هناك من لديه القدرة على مواصلة العطاء، ولدينا في دائرة المشهد من هو حاضر بقصائده، إما حضورًا في الأمسيات الشعرية المختلفة، أو الفعاليات المتعلقة بالشأن الثقافي، يثرون بإبداعاتهم ورؤاهم المشهد الثقافي بكل تجلياته، الأمر الذي يضعنا أمام نهر زاخر من روائع الشعر. والحقيقة، فإنه لولا هذا الإرث الشعري، وتلك المكانة المجتمعية التي يحظى بها الشعر، لما وجدنا الجيل الصاعد من الموهوبين حاضرًا في قلب المشهد، يثريه بقصائد تعكس ذائقته الشعرية، ليلامس من خلالها كل ما يشهده المجتمع، فيصبح الشاعر ضميرًا لمجتمعه، معبراً عنه، ملامسًا لواقعه، مواكبًا لحاضره، وصانعاً لمستقبله.
627
| 19 مارس 2024
تعيش دولة قطر هذه الأيام أجواءً رياضية بامتياز، على خلفية تتويج «العنابي» ببطولة كأس آسيا 2023، وهو ما تزامن مع الاحتفاء باليوم الرياضي للدولة، وهى كلها نجاحات تضاف إلى ذلك الرصيد الهائل الذي حققته الدولة في سجلاتها، لا سيما تلك الاستضافة الاستثنائية لبطولة كأس العالم 2022، مما يجعل كل هذه النجاحات إرثًا مستدامًا في كل المجالات. ومع إقامة هذه الفعاليات وغيرها، ظلت الثقافة مصاحبة لها، إدراكًا بأهميتها، وأنها قرينة الرياضة، للدرجة التي جعلت لكليهما أدوارا متشابهة، فإذا كانت الرياضة لغة بصرية لا يختلف أحد على تأثير مشاهدتها، فإن الثقافة ممثلة في الفنون التشكيلية والأداء المسرحي، تعتبر لغة بصرية مماثلة، لا يتنازع أحد على أهميتها وتأثيرها في أوساط أفراد المجتمع. ولا يقف الحال عندئذ وفقط، بل إن كلا من الثقافة والرياضة يعدان من القوة الناعمة التي لا غنى عنهما في عالم اليوم، والذي أعيته السياسة، بكل ما تحمله من مظاهر للتفرق والتشتت، الأمر الذي يكسب الثقافة والرياضة أهمية كبرى كشأن دبلوماسي، يمكن أن يؤدي أدورًا عدة، لا يفهما سوى الحاذق ببواطن أهميتهما وتأثيرهما. ولا يختلف تأثير كل من الثقافة والرياضة في أوساط المجتمع عن بعضهما البعض، فإذا كان الفعل الثقافي يغذي العقول برؤى معرفية، ويسهم في تنويرها، فإن ممارسة الرياضة لها تأثير مطابق على الأفراد، بتحقيق السلامة لأبدانهم، الأمر الذي يجعلنا أمام مجتمع صحي، يدرك من خلال ثقافته تحديات واقعه، ويرسم عن طريقها مستقبله، ما دام قد توفر لأفراده صحة الأجساد وعافيتها. هذا التأثير لكل من الثقافة والرياضة في أوساط المجتمع، يجعلهما يتكاملان في الأهمية، وأنه لا غني عن أحدهما دون الآخر، فإذا تحدثنا عن عقول مستنيرة، فإن هذا حتمًا سيجرنا إلى أهمية الصحة الجسدية، وإذا تناولنا الأخيرة، جاز لنا التشديد على أهمية أن يتوافر لتلك الأجساد عقولًا قادرة على فهم ووعي ما يدور بمحيطها، ليكون ذلك هو الفهم السديد للعقل الراجح، والجسم السليم. هكذا هي الأمم، وهكذا هي الشعوب، عندما ترغب في تحقيق النهضة وصنع حضارتها، وبناء مستقبلها، فإنها لا تستغني عن تغذية العقول، وتحقيق السلامة للأجساد، الأمر الذي يخلق بالتالي مجتمعًا صحيًا، قادرًا على تحقيق نهضته، لتتوارثها الأجيال.
780
| 14 فبراير 2024
منذ بواكير نشأته، شكل نادي الجسرة أهمية كبيرة، ليس على الصعيد الرياضي فحسب، ولكن على الأصعدة الاجتماعية والثقافية، وكان ذلك إيذانًا بتغيير مسماه إلى المسمى القائم حاليًا، وهو نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي. هذا الدور المزدوج للنادي، جعله وجهة للمثقفين، ليس فقط في قطر، ولكن في العالم العربي أيضًا، إذ فتح النادي أبوابه لجميع المبدعين والمفكرين في الوطن العربي، فكان القلب النابض بالثقافة، عبر كل ما كان يطرحه من نقاش، وما يثيره من حوار، حيال مختلف القضايا الثقافية والفكرية في العالم العربي. وانطلاقًا من هذا الدور، أصبح نادي الجسرة، نافذة حقيقية للثقافة القطرية على نظيرتها العربية، ما جعله أيضًا وجهة لا غنى عنها لجميع المبدعين العرب، بفضل ما يضخه من فكر، وما يرفد به المكتبات القطرية والعربية من إصدارات ثقافية واعدة، علاوة على ما يثري به المشهد من فعاليات وأنشطة ثقافية متفاوتة. ومن قبيل الوصف، فقد ظل نادي الجسرة حاضرًا في قلب الثقافة العربية، يلامس قضاياها، ويناقش همومها، ويرصد تطلعات المنتمين لها، حتى أصبحت الثقافة القطرية مقرونة بنادي الجسرة، لما عُرف عنه من أدوار عديدة يثري من خلالها الثقافة العربية، فكان ولايزال صرحًا ثقافيًا لا غنى عنه لكل الناطقين بالضاد في كافة أصقاع العالم، بفضل تلك الأسابيع الثقافية التي كانت تجوب دولاً مختلفة. ولم يكن هذا غريبًا على هذا النادي العريق، بحكم النشأة والأهداف والرؤى والرسالة والقيمة، إذ استمد كل هذا الزخم من ذلك الإرث المتأصل في جذور الثقافة القطرية، والذي جعلها قابلة للتأثير والتأثر، وأنها بالقدر الذي تتفاعل فيه مع محيطها، فإنها تؤثر فيه، دون وجل من التحاور، أو التقارب مع غيرها من الثقافات. وواقع الحال يؤكد أنه أمام العديد من أشكال التحدي الذي يواجه الثقافة العربية، بكل ما تمر به من منعطفات، فقد أصبح أمام نادي الجسرة مسؤولية كبيرة في التعاطي مع هذا الراهن الثقافي، ورصد مآلاته، خاصة في ظل حالة التجريف التي تشهدها الحياة الثقافية والفكرية العربية. وبالمؤكد، وانطلاقًا من تجذر الثقافة القطرية، وما تشهده من وهج وحراك، فإنه لن يغيب عن هذا النادي العريق إدراك هذه المنعطفات، وهو أمل يحدو جل المثقفين العرب في أن يكون لهم مشروعهم الثقافي، ليعملوا من أجله، خاصة في خضم تلك الرياح العاصفة، والتي تطل برأسها من حين إلى آخر لتهديد الثقافة العربية، حتى لا تنجرف أكثر، بعدما باتت تقف عند مفترق طرق، الأمر الذي يتطلب من يصوّب بوصلتها، ويرشدها إلى ناصية الإبداع السديد.
963
| 30 يناير 2024
لا يختلف اثنان على أهمية القراءة بالنسبة للمجتمعات، وأنها إحدى وسائل تحقيق نهضتها وتطورها المنشود، فمن خلالها تنتشر المعرفة، ويتعمق الوعي بين أفراد المجتمعات. ولسنا في سياق الاستفاضة عند تعريف القراءة، وإبراز أهميتها، والوقوف على الأطر الداعمة لها، بقدر وقوفنا على الجانب العملي لأوضاع القراءة في المشهد المحلي، إذ إنه بنظرة على واقعه الثقافي، تبدو الوسائل المعينة على إثراء هذا المشهد، والحث على القراءة ودعمها بين أفراد المجتمع جلية للناظرين. وهنا، تبدو الإشارة إلى تلك الجهود التي تقوم بها المؤسسات الثقافية المعنية، وما تضخه من روافد ومنافذ ومنصات، وفي مقدمتها معرض الدوحة الدولي للكتاب، والمعارض الأخرى التي تسبقه أو تستتبعه، وتُعنى بالترويج للكتاب ومن ثم دعم القراءة في المجتمع. وفي هذا السياق، تبدو بالمشهد الثقافي العديد من المبادرات التي تجعلنا أمام أكثر من وسيلة لدعم القراءة في المجتمع، لم تتوقف عند معرض الدوحة للكتاب وفقط، بل تجاوزتها إلى معرض رمضان للكتاب، والذي أقيمت نسختان منه إلى الآن، علاوة على معرض جامعة قطر للكتاب، والذي ستقام نسخته الثانية بعد أيام قليلة، ليضاف كل ذلك إلى حالة الحراك الثقافي الذي يحياه المشهد، وتقوم تجاهه دور النشر القطرية بدور بارز في ظل إثرائها لحركة النشر والتأليف، ما يثري بدوره حالة القراءة في المجتمع. ولا يفوتنا في هذا الإطار، الدور الذي تقوم به المدارس من حين إلى آخر بتنظيم معارض للكتاب، ما يجعلها بذلك توفر الكتاب لطلابها، الأمر الذي يضعنا أمام أشكال عدة لدعم القراءة، تتجاوز النمطية، لتتكامل كل هذه الجهود لتعود بالنفع على أفراد المجتمع، الأمر الذي يمكنهم من اقتناء الكتاب، في ظل إتاحة كافة الوسائل المشجعة لهم والمحفزة على ذلك. كل هذا الحراك، يضفي على المشهد الثقافي ألقًا، في ظل تنوع معارض الكتاب على مدار العام، وإن تفاوتت طبيعة إقامتها، أو أعداد المشاركين فيها، إلا أن هدفها في نهاية المطاف يبدو جليًّا في توفير الكتاب بمختلف التخصصات إلى الشرائح المختلفة من أفراد المجتمع، ما يضعنا أمام مجتمع واعٍ، يلامس واقعه، وقادر على تحقيق نهضته، ويدرك يقينًا ما قد يواجهه من تحديات.
1194
| 24 يناير 2024
من الإشكاليات التي كثيرًا ما يروج لها المبدعون، نضوب الأفكار، وأنها وقتما تتوفر فإنها تكون حافزًا لأصحابها لانجاز أعمالهم الإبداعية، وأنها حال نضوبها، فإن المبدع يصبح أمام معاناة، فتندر على إثرها فكرته، ومن ثم إنتاجه، ويتعثر إبداعه. غير أن المدقق في الإنتاج الإبداعي، حتمًا سيلاحظ أن هذا الإنتاج يولد من رحم فكرة، وواقع يحياه صاحبه، فيترجمه إلى إنتاج أدبي، أو عمل فني، سواء كان تشكيليًا أو دراميًا، إلى غير ذلك من أعمال إبداعية، ما يعكس أن الواقع الذي يحياه المبدع حافل بالأفكار، بل يكاد يصبح هو الخزين لها، الذي يستوعبها، حتى إذا ما استحضرها، ترجمها إلى أعمال إبداعية مختلفة. ولذلك، نجد كثيرًا من الأفكار تتراءى أمام أصحابها، وعندما يحين الوقت لترجمتها في عمل أدبي، فإنه يستدعيها، بعدما تكون قد نضجت في ذهنه، وأصبحت جاهزة للخروج من عقالها، لتجد طريقها صوب المتلقي، فيتلقفها بدوره، ليستفيد منها إما لإثراء معلوماته، أو لعصف ذهنه، أو لإشباع ذائقته الفنية. وحتى لا يكون الحديث مرسلًا، فإننا ونحن نعيش جولة إستراتيجية مهمة من جولات الصراع العربي- «الإسرائيلي»، فإن هذا في حد ذاته، من الأجواء التي تولد أفكارًا عدة لأصحابها، ليتلقفها المبدع، فيحتفظ بها في خزين أفكاره، حتى إذا ما جاءته الفرصة ليترجمها في أعمال إبداعية، أقدم على ذلك، وحينها سيكون قد سجل لنفسه حضورًا في هذا المشهد المستعر، ليكون بذلك ضمير أمته، ومترجماً لواقع يشهده، كون ذلك سمة أساسية لا غنى عنها للمبدع، في أن يكون انعكاسًا لواقعه، ملامسًا لقضايا مجتمعه وأمته. والمتأمل للمشهد الثقافي، ولجيل الرواد، فإننا نجدهم قد كتبوا أعمالهم بعد فترة من حدوثها، أو سجلوا ذكرياتهم، بعد انتهاء الأحداث نفسها، بالشكل الذي يكون قد نضجت على إثره الفكرة، وأصبحت جاهزة للخروج في إنتاج أدبي، أو عمل فني. ولاشك أن تفكيرًا على هذا النحو، يعني أن المبدع وضع إبداعه على الطريق الصحيح، وشارك أبناء أمته فيما يشهده واقعها، علاوة على كونه تمكن من توثيق هذا الواقع بإبداعه، سواء كان ذلك بقلمه، أو ريشته، أو غير ذلك من الأدوات الإبداعية، التي يستخدمها لينجز أعماله. وخلاصة القول في هذا السياق، فإنه حين يتقاعس المبدع عن الإسهام فيما يدور حوله، وما يشهده واقعه، فإنه يكون بذلك قد أحجم عن القيام بدوره، وتقاعس عن واجبه، ولا عزاء له في تلك المقولة الشهيرة «نضوب الأفكار»، فالفكرة – كما يقال- على قارعة الطريق، أينما كانت وجهة المبدع، صوَّب إبداعه نحوها.
2721
| 16 يناير 2024
قبل ربع قرن تقريباً، كان المواطن العربي أسيراً لمصطلحات إعلامية، تتعلق بقضايا الصراع العربي- «الإسرائيلي»، تروجها حصراً المحطات الفضائية الغربية، ويتلقاها إما المستمع العربي عبر الأثير - وخاصة من جانب الإذاعات الغربية الموجهة، والناطقة باللغة العربية- أو المشاهد للقنوات الغربية، فكانت هذه الأجهزة بمثابة أحد مظاهر تزييف الوعي، وتوثيق معان، لا تخدم سوى أصحابها.غير أنه مع انطلاق قناة الجزيرة، بكل ما أحدثته من تحولات في مشهد الإعلام العربي، فقد كان ذلك إيذاناً بتحول آخر في السياق الإعلامي، بضبط المصطلحات، وإيضاح المفاهيم، ومن ثم تصويباً لكل المصطلحات التي ظل يروجها الإعلام الموجه، حيث وُضعت المصطلحات في سياقها الصحيح، رغم الحضور الطاغي لأجهزة ووسائل الإعلام الغربية، التي كانت تغرد في الفضاء العربي، لتتوجه إلى المتلقين العرب. ولم يقتصر لسان حال هذه الأجهزة على تقديم المصطلح وفقط ، ولكنها قدمته إلى جمهورها باحترافية بالغة. وأتذكر في هذا السياق، مقابلة صحفية مع الراحلة الدكتورة جيهان رشتي، أول عميدة لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، عندما كانت ترد على سؤال حول مآلات الإعلام الأجنبي الموجه في أعقاب ما أحدثته الجزيرة من تحولات في المشهد الإعلامي، فكانت إجابتها بأن المتلقي العربي سينصرف عن هذا الإعلام الموجه، وإن طال الزمن، حتى ولو نجح مرحلياً في الاستمرار بطرح أسلوبه الرامي إلى تقديم المصطلح في قالب إعلامي، يتسم بالاحترافية. واليوم، ونحن في تجليات الصراع، والعدوان الهمجي على غزة، تعيد ذات الأجهزة مصطلحات الصراع إلى الواجهة مرة أخرى، سعياً منها إلى التضليل الإعلامي، وتزييف الوعي، وطمس الحقيقة، دون تستر بارتداء ثوب المهنية، أو التخفي وراء القيم التي ترفعها، وظلت تتشدق بها لعدة عقود، لتنهار جميعها، أمام صوت الحقيقة، ووضوح الصورة. هذه الأقنعة لم تسقط فقط عن الإعلام الموجه، ولكنها سقطت عن كل الأجهزة التي سعت إلى الشيء نفسه، بعدما أصبح المواطن العربي قادراً على الفرز، وبات متسلحاً بسلاح المعرفة، بظهور الصورة كاملة أمامه، دون مواربة، ودون تزييف، ما جعله يلفظ مثل هذه النوعية من وسائل وأجهزة الإعلام. والأكثر من ذلك، تلك الحقيقة الجلية التي أصبحت واضحة أمام الرأي العام العالمي، الذي كشف كل هذه الأقنعة، وعبّر عن ذلك برفضه القاطع للعدوان، ووقف إراقة الدماء، ما يعني أن كل المصطلحات التي ظلت تروج لها الدعايات الغربية سقطت، وسقطت معها كل الأقنعة التي كانت ترتديها.
2574
| 09 يناير 2024
يذهب كثيرون إلى أن الفن التشكيلي، هو العمل الفني الذي يعبر به الفنان عن مشاعره وأحاسيسه، وينقلها إلى المتلقي، وقد يكون ذلك باتجاهات فنية مختلفة، أخذت فيما بعد تُعرف بها مدارس الفن التشكيلي. وخلال الفترة الأخيرة يلاحظ المتتبع للمشهد المحلي مدى تعدد معارض الفن التشكيلي، والتي أقامتها صروح مختلفة تُعنى بالفن التشكيلي، فكان لها أثرها البالغ على المتلقي، وفي الوقت نفسه فقد أثرت هذه المعارض المشهد التشكيلي القطري، الأمر الذي سيكون له تأثيره حتمًا بتعزيز حضوره إقليميًا ودوليًا، في ظل تطور ونضج التجربة ذاتها، وصعود العديد من الفنانين القطريين إلى العالمية، بإقامة معارض شخصية لهم، أو المشاركة في معارض جماعية في خارج الدولة، أو اقتناء العديد من الصروح العالمية لأعمالهم الفنية المختلفة، ما يعكس بالفعل عالمية الفن التشكيلي القطري. وثمة ملاحظة لا تخفى على أصحاب الذائقة الفنية، ذلك التعبير الفني لما تتعرض له غزة من عدوان، إذ خرجت العديد من الأعمال الفنية معبرة ومتضامنة عما يتعرض له الأشقاء في غزة من عدوان همجي، فكان بذلك خير تعبير عن مشاعر الفنان، وأصدق وصف يمكن أن توصف بها أفكار الفنانين، وإسقاطها على أعمالهم الفنية، إذ يعتبر العمل الفني من أصدق الأعمال التي تترجم مشاعر وأحاسيس وأفكار صاحبها. لذلك، جاءت أعمال المعارض الفنية، التي أقيمت مؤخراً انعكاسا لمدى أهمية الفن التشكيلي، ودوره الفاعل في تشكيل ثقافة، هي ليست بالجديدة، ولكنها ترسخ لمفهوم ثقافة الفن التشكيلي، وإبراز مدى تأثيرها العميق في أوساط جمهورها، لما تحمله من تعبيرات صادقة، ونقل لمشاعر مبدعيها. لذلك، لا يبالغ البعض في وصف الفن التشكيلي بأنه الأسرع تأثيرًا في الجمهور، بشكل يفوق غيره من الفنون والأجناس الأدبية الأخرى، لما يحمله ذلك الفن من تأثيرات، تلقي بظلالها على جمهوره، فتذهب بخيالهم إلى آفاق أرحب، وتصحبهم إلى عالم آخر، يحمل كل أفراده فيه تفسيراته الخاصة، دون إنكار لجماليات العمل ذاته، أو هضم لنبوغ صاحبه. اللافت في هذه الجماليات الفنية أنها لا تقف عند جيل بعينه، ولا تقتصر على مدرسة أو أسلوب فحسب، ولا زمن أو مكان محددين، بل تتجاوز كل ذلك، ما دامت تحمل قيمة فنية، وفكرة إبداعية، وأسلوبًا جماليًا، وعندئذ فإنها ستحقق هدفها، لتلامس بذلك خيال متلقيها.
936
| 26 ديسمبر 2023
تعد الحقيقة أحد أشكال المعرفة، التي تقود صاحبها إلى وعي شامل، ليفهم المراد مما يدور حوله، دون لبس أو غموض، وفي الوقت نفسه درءاً لأي شبهات يمكن أن تثار حولها، فيكون الباحث عن الحقيقة ملمًا بما يدور حوله، ما يضفي عليه سياجًا من المعرفة، وعمقًا بكل تفاصيلها. وخلال العدوان على غزة، يسعى الاحتلال كعادته دائمًا إلى تشويه الحقيقة، إن لم يكن طمسها، عبر روايات كاذبة ومختلقة، سرعان ما كشفها الرأي العام الغربي، والذي كثيرًا ما تعاطى إيجابًا مع سردية الاحتلال، في أوقات التيه والتشويه والتضليل، فتحول هذا التعاطف إلى تنديد واسع بجرائمه الوحشية في حق الأشقاء بغزة. وإمعانًا في ترويج سردية أحادية، فقد كان هدف الاحتلال منذ بدء العدوان، استهداف الصحفيين، حتى وصل عدد شهدائهم إلى 92 صحفيًا، ما يعني استشهاد صحفي كل يوم تقريبًا. وتجاوز الاحتلال في ذلك بأن جعل عائلات الصحفيين في مرمى نيرانه، وذلك في جرائم تاريخية تعد الأولى من نوعها، إذ لم يحدث أن استشهد هذا العدد من الصحفيين على هذا النحو، ووفق ما تذهب إليه شبكة C.N .N فإن هذا العدد يفوق ما استهدفه الاحتلال في كل مرات جرائمه ضد الصحفيين، وأنه على مدى 23 عامًا فقط - أي منذ انتفاضة الأقصى- بلغ عدد من استهدفهم من الصحفيين قرابة 54 صحفيًا. وبالوقوف على تقرير لمنظمة «اليونسكو» عن حرية التعبير في العالم للعام 2022، نجدها قدرت عدد القتلى من الصحفيين على مستوى العالم بنحو 86 صحفيًا، بعدما كانوا 55 صحفيًا في عام 2021، ما يعني أن ما ارتكبه الاحتلال من استهداف للصحفيين خلال أقل من ثلاثة أشهر، يفوق بكثير ما تعرض له الصحفيون خلال 12 شهرًا. هذا الإمعان في استهداف الصحفيين، لا يعكس سوى نتيجة أساسية، وهى سعي الاحتلال إلى اغتيال الحقيقة، وتعمده في ذلك، حتى لا تطفو على السطح جرائمه، دون أن نغفل أيضًا مساعيه في الحيلولة دون دخول الصحفيين إلى غزة للتغطية، أو تفقد حجم ما تخلفه جرائمه ضد المدنيين، الذين لم يسلموا من عدوانه، كما لم تسلم منه كافة البنى التحتية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة، وغيرها. ورغم كل النداءات المتكررة من كافة الجهات المعنية بحقوق الصحفيين، فإن الاحتلال كعادته لا يعبأ بها، بل ويعتبر نفسه متجاوزاً لها، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تفعيل هذه النداءات. وهنا ينبغي الإشارة إلى قرار مجلس أمناء جوائز الصحافة المصرية، وترشيحه للصحفي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، لنيل جائزة حرية الصحافة هذا العام، كرمز لصمود الصحفيين أمام آلة العدوان، وترجمة لما ينبغي أن يكون في حق من سعوا إلى كشف الحقيقة.
732
| 19 ديسمبر 2023
لا يخفى على أحد أهمية الصورة في الحياة العامة، من حيث التأثير والتوثيق، وحضورها الكبير في تحريك المشاعر، الأمر الذي يمكن البناء عليه باتخاذ مواقف فاعلة، نتيجة ما تخلفه تأثيرات الصورة. ومنذ فترة ليست بالقصيرة تجلت أهمية الصورة الفوتوغرافية، وحضورها الكبير في المشهد العام، لاسيما مع ظهور الوسائط الحديثة، وتعاظمت تأثيراتها المختلفة خلال الفترة الأخيرة، مع العدوان على غزة، عندما استثمرها الاحتلال زورًا وبهتانًا في حشد المواقف الرسمية في الغرب لدعم عدوانه، عبر تسويق العديد من الصور المفبركة، التي سرعان ما كشف الإعلام الغربي ذاته زيفها، بعدما انزلق إليها. كما أن هناك من الصحف وأجهزة التلفزة العبرية، من كشفت لاحقًا زيف السردية «الإسرائيلية»، التي اعتمدت على الصور الفوتوغرافية والمتلفزة المفبركة، على غرار إحراق المقاومة لجثث الأطفال، وكذلك مزاعم المعاملة السيئة لأسرى العدو، علاوة على الصور الزائفة بشأن اعتداء المقاومة على حضور إحدى الحفلات يوم 7 أكتوبر، مع وقوع معركة «طوفان الأقصى». كل هذه المزاعم، روج لها الاحتلال عبر صور منقوصة، غير مكتملة، كان الزيف شعارها، والتضليل فحواها، والكذب أساسها، غير أنه في المقابل، فقد روجت المقاومة عبر الصور التي تبثها، سواء كانت فوتوغرافية، أو مصورة، دقة ما تصرح به، وتعلن عنه، فقدمت بذلك صورة كاملة لما يجري على الأرض، في توثيق مكتمل الأركان، لاسيما في عمليات تسليم الأسرى، أو انجازها لعملياتها الدفاعية. هذه الحالة، وضعتنا أمام مدى الأهمية الكبيرة للصورة، ومدى التأثيرات المهمة التي تخلفها، وأن الصورة الناقصة إذا استطاعت أن تحرك مشاعر محدودة، أو توثق لمشاهد زائفة، فإن عمرها قصير، بل إنها يمكن أن تكون وبالاً على أصحابها، خاصة إذا افتقرت للحقيقة، واعتمدت على الزيف والتضليل، مقابل الصورة الكاملة التي تعتمد على الحقيقة، وإبرازها بشكل كامل، لتعرض المشهد في مختلف سياقاته، بلا رتوش، أو تجميل، أو تزييف. وعبر صوره المزيفة، راهن العدو وما زال على غسيل أدمغة الرأي العام العالمي، الأمر الذي لم ينطل على أحد، بعد فضح زيف هذه الصور، فحصد العدو بذلك سلبيات عدة نتيجة هذا الزيف والبهتان ، عبر تلك الاحتجاجات والمظاهرات العارمة ضده في أنحاء مختلفة من العالم، نتيجة عدوانه، واعتماداً في الوقت نفسه على تلك الصورة الكاملة التي يراها المتلقي أمامه، فتثبت ما هو واقع على الأرض، وتنسف ما هو في أوهام العدو.
2973
| 12 ديسمبر 2023
انطلاقًا من أن المثقف لايمكنه بحال أن ينعزل عن محيطه، بل يجب عليه أن يكون متفاعلاً معه، فإننا نستحضر هنا الدور الثقافي الذي يبدو عليه المشهد الثقافي المحلي تجاه ما تتعرض له غزة من عدوان غاشم، إذ لم ينكفئ المثقفون القطريون على ذاتهم، بل تفاعلوا مع ما يجري من ممارسات وجرائم بحق الأشقاء في غزة، وهم يتعرضون لجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث. الحضور الثقافي المحلي هنا، جاء رفضاً وتنديداً وتعبيراً بحق عن الدور الذي يبنغي أن يكون عليه المثقف تجاه ما تتعرض له أمته، باعتبار المثقف ضمير الأمة، المعبر عن طموحاتها، والراصد لأحلام أبنائها، عبر منتج ثقافي، ظهر جليًا في ذلك الحراك الإبداعي تجاه نصرة القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء في غزة. وتجلى ذلك في تلك القصائد التي أنتجها العديد من الشعراء القطريين، علاوة على تلك الأعمال الفنية التي أنجزها الفنانون القطريون، بالإضافة إلى تفاعلهم مع الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، التي حرصت على أن تواكب ما يجري من اعتداءات وحشية على الأشقاء في غزة، ليكون للكلمة دور، وللريشة انجاز، وللتفاعل أهمية، وللفن حضوره. المؤسسات الثقافية ذاتها، مازالت حاضرة وبفاعلية لتوثيق ما يجري، ولتقديم الدعم الثقافي اللازم تجاه واجب النصرة والدعم. وهنا أستحضر تلك الروح الفنية التي تحدث بها الفنان الكبير حسن الملا، عندما سألته عن أعماله التي يشارك بها في معرض الفن التشكيلي، الذي تقيمه جماعة الفنون التشكيلية القطرية في نادي الجسرة حاليًا، فإذا به يجيب مسرعًا، «نصف أعمالي التي أشارك بها في المعرض تدعم القضية الفلسطينية، منها ما أنجزته قبل 30 عامًا مضت، دعمًا للقضية الفلسطينية، كونها جُرحًا ما زال ينزف». على هذا النحو، يعيش المشهد الثقافي المحلي مواكبًا لما يدور حوله، متفاعلًا معه، معبرًا عنه، لاسيما وأن للثقافة تأثير كبير في تعزيز الوعي بأهمية القضية الفلسطينية، وفضح جرائم العدوان، في ظل المحاولات البائسة التي يسعى الاحتلال من خلالها لتمرير سرديته الزائفة، والتي سرعان ما كشفها الرأي العام العالمي، انطلاقًا من الضمير الإنساني، الذي أصبح يحرك الجميع من أصحاب القلوب، وممن يملكون عقلًا يفرقون به بين الحق والباطل، ويميزون به بين الصالح والطالح.
465
| 05 ديسمبر 2023
لم يكن بيان المثقفين العرب، الصادر في أعقاب العدوان على غزة، هو بداية صرخاتهم للمطالبة بوقف الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، ولكنها نداءات تمتد إلى نحو 75 عامًا، وإن تفاوتت هذه النداءات في قوتها، إلا أنها كانت في كل الأحوال تعبيرًا من المثقفين عما يجول في خاطرهم تجاه دعم قضيتهم المركزية، والدفاع عن أشقائهم في الأراضي الفلسطينية. اللافت أن البيان أتاح حقول الانضمام مفتوحة، بهدف ضم المزيد من المثقفين العرب إليه، دعوة منهم إلى ضرورة الوقف الشامل للعدوان، علاوة على ما حمله من رسائل عديدة تؤكد أن العدوان لم يكن منبتًا عما سبقه من جرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في الكفاع من أجل نيل حريته وحقوقه المسلوبة، على مدار العقود السبعة الماضية، إذ «لم يترك الكيان المحتل قيمة أخلاقية إلا انتهكها، ولا مبدأ حضاريًا إلا خرقه، ولا قداسة إنسانية إلا داسها بأحذية جنوده». هذا الفهم الثقافي الذي عبر عنه البيان، يعكس قراءة ثقافية متأنية لما جرى ويجري اليوم من جرائم في حق الشعب الفلسسطيني، وأنها ليست وليدة معركة «طوفان الأقصى»، بل هى سلسلة طويلة من الجرائم يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والتي ينبغي أن تقابلها جهودًا ثقافية مكثفة ، عبر خطوات عدة، انطلاقًا من أن المثقف لابد أن يكون فاعلًا في محيطه، إذ إنه لا يكتب لنفسه فقط، ولا يرسم له فحسب، ولا يمثل لذاته وكفى، ولا يطلق كلماته لعينه دون غيره، ولكنه يكتب ويرسم ويمثل ويخاطب جميع من حوله، ليؤدي بذلك دوره الذي يبنغي أن يكون. وعلى هذا النحو، جاء بيان المثقفين ليترجم الدور الذي ينبغي أن يكون، فالإرادة الثقافية يمكن أن تكون أقوى من أي سلاح، فحينما يتم مطالبة المثقفين للقيام بدورهم، فإن هذا لا يعني بالضرورة جرهم إلى سياقات أخرى غير سياقهم الثقافي، بقدر ما هى مطالبات تحتم عليهم تفعيل دورهم، عبر بذل العديد من الجهود من وسائل وأدوات ثقافية. والواقع، فإن مثل هذه البيانات تأتي انعكاسًا لواقع يحتم فيه على المثقف عدم الوقوف موقف الصامت أو المحايد، أو حتى المتماهي مع المواقف الرسمية، فما قرأنا وما شاهدنا وما سمعنا يومًا ما بأن المثقف ينبغي أن يكون متماهيًا مع ما يدور حوله، وإلا ما كان هناك المثقف الناقد، الحالم بعالم أفضل، الساعي إلى التغيير، الرامي إلى التنوير.
489
| 28 نوفمبر 2023
مساحة إعلانية
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
4593
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4356
| 29 سبتمبر 2025
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
4185
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
1569
| 26 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
1296
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1293
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1185
| 28 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1050
| 24 سبتمبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1050
| 29 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
933
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
831
| 25 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
822
| 25 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية