رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

قطر... قیم الإيثار والآثار والأثر

في عالم یسوده الصراع علی النفوذ والتوسع والمادیة المقیتة لا تقوم للحضارة الإنسانیة المنشودة قائمة ما دام الإنسان ومقوماته مغفولاً عنه، فإذا أردنا لعالمنا التنمیة والازدهار المعرفي، فعلینا بالإنسان وبنائه، فهو القطب الرئیسي للتنمیة المستدامة في کل زمان ومكان، ومن هذا المنطلق جاء خطاب صاحب السمو الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني أمیر البلاد المفدی تأکیداً علی تلك المقولة وفي صمیمها: یبقی الإنسان والإنسان القطري موضوع خطط التنمیة ومحورها وهدفها، وارتفاع مستوی معیشة المواطن یجب أن یواکبه تطور قیمي وثقافي واهتمام بالأخلاق (من خطاب صاحب السمو الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني أمیر البلاد المفدی). دولة قطر دولة مستقلة ذات سيادة في منطقة الشرق الأوسط، استقلت سنة 1971م، ومنذ ذلك الوقت يمثل الإنسان في دولة قطر الركيزة الأساسية التي يستند إليها العمل في شتى المجالات، من خلال مؤسسات الدولة والتي تمثل قنوات داخلية، وعلاقاتها مع بقية الدول والتي تمثلها قنوات خارجية تتبع الدولة. تقوم الدولة بالتوفيق بين الرؤية الوطنية، التي صدرت سنة 2008م، وحمل لواء التعريف بها خارج نطاقها، قد أثبت ذلك تبني الدولة موقفاً ريادياً واضحاً أمام أبناء شعبها من المواطنين والمقيمين، وقد ترجمت هذه الرؤية بالنظرة الثاقبة للأمور وحكمة القيادة الرشيدة في تحقيق غايات تلك الرؤية، وبحسب مؤشرات التنمية البشرية تعد دولة قطر من أولى الدول في تحقيق التنمية البشرية، وفي تحقيق أعلى معدلات الرفاه الاجتماعي، تحرص دولة قطر على المستوى المحلي أن تكون نموذجاً يحتذى بها لتحقيق عناصر التنمية الشاملة. قطر الخیر والسخاء الإيثار صفة سامية وخصلة حميدة تدلُّ على علوِّ مقام صاحبها وارتفاع منزلته وتكشف عن وجود ملكات أخلاقية أهلته أن يحصل على هذه الصفة، فلا يرى لماله أو منافعه أو نفسه قيمة إذا ما جازَ له أن يؤثِر الآخرين بها ويقدمهم على مصالحه ونفسه وبناء علی تلك القاعدة الرصینة أصبحت ولله الحمد قطر (حكومة وشعباً) تمثل مسیرة الإيثار والسخاء والعطاء الإنساني في عالم بأمس الحاجة للتآزر ودعم الملهوفین والمعوزین فكان لها الریادة في هذا السبق بأن تكون دولة سبّاقة في هذا الموسم الخیري دون النظر لعرق أو أصل أو جنس أو لون أو عقیدة أو معتنق. يمثل الإيثار منزلة رفيعة، سامیة لا تقدر بثمن ولا تتصف بها الدول إلا التي استوعبت دورها الإنساني، فعلى الصعيد العالمي، قامت قطر بإثبات الصدق المتوسم في اسمها، والمرافق لها عبر جسور امتدت وساهمت في الإصلاح، فمنذ بداية عهد العطاءات في الدول بدأت دولة قطر بمد يد العون، تمثل ذلك في المساعدات المادية والطبية لكثير من اللاجئين والمحتاجين على مستوى العالم، من ضحايا الحروب، والأعاصير، والفيضانات، والفقر، ولعل نقل العديد من الشخصيات العالقة في مطارات خارج حدودها، وعبر طائراتها المجهزة إلى موطنهم الأصلي، وذلك إثر جائحة فيروس كورونا المستجد في عام 2020، هو من أهم العلامات الدالة على دور دولة قطر البارز في الساحة الدولية، وذلك عبر دعم المحتاجين حول العالم، ممن ينقصهم العتاد والمؤن الطبية، بتقديم المعدات الطبية والإسعافات المتنقلة. فلا یعرف دورها الإنساني حدودا فهو لا يهدأ ولا يكل ودوماً متواصل مع جميع أنحاء المعمورة دون انتظار لإيعاز أو دون انتظار لخدمة هدف معين بل هو نهر عطاء ثري متدفق جارٍ بلا نضوب. قطر تمثل قيمة الإيثار كدولة في تقديمها وتفضيلها على مصلحة غيرها من الشعوب، يمثل الإيثار منزلة رفيعة القدر ولا تتصف بها إلا تلك الدول التي استوعبت دورها الإنساني، وتعدى ذلك بترك أثر من الخير داخلها، وفاض الخير خارج حدودها في تصرفها الأخلاقي، والذي من خلاله عمت الفائدة والخير أرضها، وامتدت وتيرته إلى غيرها من المجتمعات المستغيثة، والطالبة للعون في كل أنحاء العالم، دون النظر لعرق أو أصل أو جنس أو لون، ولا یختصر دور دولة قطر في تقدیم المساعدات فقط بل استمرت في مد يد العون والمساعدة للتخفيف قدر الإمكان وجنباً إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية الهادفة لإرساء قواعد السلام في المنطقة. لا تنتظر دولة قطر أيّ مقابل لهذا الفعل، فهي هنا تفضل المصلحة العامّة لكل شعوب العالم، فبالإضافة لدورها البارز في المساعدات، فقد تم الإعلان عن جائزة دولية للعمل الإنساني، تحت اسم (جائزة الشيخ عيد للعمل الإنساني) قيمتها مليون ريال لوضع حلول للمشكلات الإنسانية المتصاعدة دولياً. في المقابل تعتز دولة قطر قيادة وشعباً، ذكوراً وإناثاً بخصوصية أصالتها المستمدة من معتقدها الراسخ بسلامة دينها الإسلامي القويم، ومن عادات وتقاليد استمرت في الحفاظ على مفرداتها، وتراثها المادي بالحفاظ على ترميم الآثار والمباني القديمة به، والتراث اللامادي، الذي يعد ركيزة لها بين أقرانها من الدول، وعمق امتدادها التاريخي الذي يختزل ثقافتها العريقة، ويحمل فكرها الثري بكل روافده واتجاهاته، ويجلي معالمها الحضارية الغنية الفاعلة في منظومة الإرث الإنساني، فتساهم بترك أثر يعكس قيمها ومبادئها أينما رحلت بعطائها وإيثارها، فهي دوماً تحاول أن تزرع طیب الأثر لتحصد محبة الله ثم البشر. [email protected]

3093

| 05 أبريل 2021

قطر المعرفة بين أروقة تبادل الثقافات

تبرز أهمية التنوع والتبادل الثقافي من خِلال التفاعل مع أشخاص من ثقافات مُختلفة، مع تقبل قيمهم وعدم فرض القيم التي لا تتفق مع قيمهم، والاستماع جيدًا لهم، وتقبُّل أفكارهم وآرائهم، مما سيقدم مساهمة إيجابية للمُجتمع؛ وبذلك التنوع ‏الثقافي يجعل الشُعوب أقوى، كما يعطيها الطاقة والحيوية من أجل البقاء والاستمرار على المدى البعيد بأن ثراء الثقافات هو الطاقة التي تُرَسِّخ الإنسانية، وهو مكسب كبير في السعي لتحقيق السلام والتنمية، فتعزيزه جُزء لا يتجزأ من تعزيز احترام حُقوق الإنسان، وإن الاحتفال بالتنوع الثقافي هو أيضاً الوعي بالأواصر التي تربطنا ببيئتنا، إذ أن التنوع الثقافي ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي للطبيعة، كما هو منصوص عليه بوضوح في إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي الذي اعتمد في عام 2001م. ولو خلق الله الناس على حال واحدة وصورة واحدة لأختلّ نظام الحياة والعلاقات فيما بينهم، فهم كالداخلين في مُعسكر واحد وإلى مدرسة واحدة، فإذا كانوا على صورة واحدة وعلى حال واحدة من القُدرات والإمكانات يختل نِظام المُعسكر، فلا يُعرف الأعلى رُتبة من هو دونه رُتبةً، ولمَاذا يكون هذا جُنديّاً وذاك ضابطاً وقائداً له؟ ولِمَاذا يكون هذا طالباً في المدرسة وذاك أستاذاً له؟ ولماذا يكون في الأصل الذكر والأنثى؟ وهكذا تتعدّد الأسئلة عن الاختلاف والتنوّع بين أفراد الإنسان، ومؤداها إبطال كل الفُروقات فيما بينهم وإلغاء الحوافِز لهم للتغيير والنجاح، وإذا أُلغيت الفوارِق، وبطُلت الحوافز بطل السعي إلى العمل، وتجمّدت الحياة وتعطّلت. وهذا إن كشف عن شيء فهو يكشف عن ضرورة التنوّع والتّعدّد في الخلق، فهناك نصوص دينية واضحة عن أهمية التنوع والاختلاف فيما خلقه الله كما ورد في القرآن الكريم، فيقول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ). سورة الروم آية (22). إن الله تعالى خلقهم مُختلفين لِحكمة وغاية عظيمة، وهي تلاحُم النّاس والارتباط والتّكامل فيما بينهم، لكن ما حقيقة الاختلاف بين البشر؟. تتضمن حقيقة الاختلاف بين البشر في اختلافهم بمجالات الحياة ونواحيها، فتتعدّد الآراء ووجهات النّظر، وتكثُر الأقوال والحِوارات والمُناقشات، وبِذلك تتفتح على البشر آفاقٌ جديدةٌ في المجالات جميعُها، فالنّاس مختلفون بالفِطرة لكلٍّ دِينه ومُعتقداته ووجهات نظره الخاصّة، ورأيه المُنفرد به، وكثيراً ما كان يسعى الإنسان لتوحيد البشر وجمعُهم على قلبٍ واحدٍ ويدٍ واحدة، ليبنوا الأرض بسلامٍ، ولتحقيق التّكافل والتّكامل والارتباط فيما بينهم والله أعلم. فإذا بنينا المُجتمع المدني على التعارُف ضاق الخِلاف السياسي، بل إنَّ التعارُف أصْبَح ضرورةً مُلحَّة في البيت الإنساني؛ لأنَّ الإنسانية أصبحتْ أمَّة واحدة بِفضل الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والشبكة العالمية، وسُهولة السفر والتنقل، والشراك في السُوق والمنافع المالية والاقتصادية والمعرفية. من فوائد تبادل الثقافات هي المَعرِفَة حيث الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المُجرد، أو بطريقة اكتساب المعلومات من خِلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس، أو من خِلال الاطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم؛ فالمعرفة مُرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول، وتطوير الذات والتقنيات، فهي شكل من أشكال الثقافة، فيعتبر الفهم الإنساني هو المُحرك الأساسي لهذه المَعرِفَة، والمسؤول عن نقلها عبر الشُعوب على امتداد التاريخ الذي يؤرخه الإنسان نفسه، فتتناقل المَعرِفَة بين ثقافات الشُعوب عبر الزمان والمكان لتستقر في أروقة الكُتب، تُعتبر المُعرِفَة بعد استقرارها سبباً في بناء المُجتمع الذي تستقر في مساحاته، وعليه فهي المُنظم لهذا الشعب، أو الوجود الإنساني وتوجيهه والتعبير عنه. تنتقل المَعرِفَة بين ثقافات العالم عن طريق علم واحد يُسمى علم الترجمة، فهي عمليَّة نقل خطاب شفوي أو تحريري من لغةِ المَصْدرِ إلى لغةِ الهدف، ويحوي هذا الخِطاب معنى وأفكارًا ومعلومات، ورسالةً وقَصْدَ كاتبِ النص. فالترجمة بدورها هنا هي الوسيلة لربما الوحيدة التي لها الدور الفعال في نقل المعرفة عبر الثقافات. حيث تعتبر اللغة هي الأداة والوسيلة والضامن لإحداث التواصل والتفاعل بين ناطقَين بلغتَين مختلفتين، يبحثان عن التواصل بينهما. حيثُ يقوم هذا العلم القوي بوضع ثقافة شعب بين يديّ شعب آخر، وتُعتبر الترجمة ثاني أقدم مِهنة بعد التأليف في حياة الإنسان، وتقع أهميتها في كونها تنقُل وتُحول كلمات من لغة مُعينة الى كلمات لغة أخرى تختلف عنها في النطق والكتابة والتشكيل. تُعد الترجمة سُلوكاً أكثر منها تعريفاً لنشاط إنساني، وهذا السلوك قد لا يُعالج التنوع الهائل، والتعقيد الضخم لعملية التحويل ذاتها، حيث تُعد الترجمة تَبادلا شفويا، وكتابيا في آنٍ واحد، وفی هذا الصدد لا ننسی الدور البارز، والأساسي لحضرة صاحب السمو الشیخ" تمیم بن حمد آل ثاني" أمیر البلاد المفدى" (حفظه الله) والجهد المُضْنِي الذي بذله، ويبذله سموه بتَفانٍ وإخلاص من أجل إرساء قواعد نهضة حقيقية للبِلاد، تنبعث من الإنسان الواعي المُثقف الذي يتخذ من العلم، والإيمان، والثقافة رَکیزة ودعامة أساسية له، فتلك الرؤية العميقة لصاحب السمو من أجل التطور والنُهوض بالإنسان القطري، كانت دائماً هي الهاجس الأول لجعل لبلاده مکاناً، ومکانةٍ عالیةً بین الأمم. [email protected]

4301

| 29 مارس 2021

تعلم كيف تجدها حتى تحافظ عليها

تعلم كيف تجدها حتى تحافظ عليها روضة مبارك العامري في داخل الأصداف توجد اللآلئ، ولولا حبات الرمل التي تتعرض لها تلك الأصداف لما خرجت لنا بأجمل لآلئ البحر. ترتبط قصة الغوص للبحث عن اللؤلؤ على تراث حضاري للعديد من الشعوب، وقد تختلف تلك القصص التي تتحدث عن الأجداد في الماضي، وما قد تركوه من إرث مادي وغير مادي للأجيال التي تليهم، ليصبحوا بذلك أبطالا تحتفل تلك الأجيال أحيانا بما قد سطره أجدادهم من عبارات تاريخية، تروي شجاعة الأجداد وتضحياتهم، وتتشكل تلك الاحتفالات بالمحافظة على ذلك الإرث وتداوله كرمز لذلك الجيل لكي يتوارثه أبناؤهم، ويحافظوا عليه بالشكل الذي يرونه مناسبا. من منظور آخر قد يرى البعض إرث الأجداد من زاوية اقل حدة، مثل العائلة سواء اسمها، أو مميزاتها وما قدمته لوطنها، وافرادها. يسمى العمل من قديم الأزل فيما يحافظ على تلك المميزات والإرث سواء كان ماديا أو غير مادي بالاستدامة، فما نحافظ عليه نحن الآن بصفتنا جزءا من التاريخ غدا، هو إرث لأبنائنا سواء كان لفظيا أو غير لفظي، يعتمد ذلك الإرث في جودته على مدى ما نقدمه الآن من جهود للحفاظ عليه. ما يجعل الحياة تزدان في بريقها، ويسعد من بها من البشر هو استعداد الأرض التي يعيشون عليها لاستضافتهم، فإن ضاقت أو شحت في مواردها، أدى ذلك لتوجه الشعوب كل حسب موقعه الجغرافي، وعاداته في أن يقتات ويتعايش، قد يعيش البعض على حد المتاح للاستهلاك لديه، وقد يتطور ذلك التوجه لدى البعض الآخر من الشعوب للاستيلاء على جهد الشعوب الأخرى. وهذا الأخير يولد مشاعر سلبية كونه قد ينافي المشاعر الطيبة الآمنة في نفوس الشعوب المستقلة بعملها منذ البداية. مما يؤدي لنشوب أجواء غير مستحبة قد تودي لخسارة مادية، وبشرية. كان وما زال ذلك الإنسان محور ازدهار كل شعب سواء كان شعبا بسيطا يقتات خيرات البحر، ام شعبا متطورا باستخدامه أنظمة جديدة على أقرانه من الشعوب الاخرى، ففي كلتا الحالتين يمثل ما تقوم به الشعوب من جودة عمل واجتهاد عاملا يميزها عن اقرانها. وحين يحاول شخص أو جماعة أو شعب آخر الاستيلاء كما تطرقنا سابقا على ذلك الجهد الذي قد يتسم بالبساطة أو الجودة، قد يربك الشعور بالاطمئنان، ولا يتعدى تأثيره على تلك الشعوب الأخرى مسألة وقت. لأنها عاجلا أم آجلا ستتحرك لإجلاء ذلك المستبد أياً كان حجمه بعيداً عن أرضها. وهنا تجد نوعا آخر من الإرث، وهو ما يسمى بالفوز والشعور بالاستقلال الذي يدفع كل شعب إلى أن يجعل له يوما سنويا يمجد به ما قد أنجزه آخرون من نفس الأرض التي نشأ عليها منذ البداية، وحاول آخرون الاستيلاء عليها دون وجه حق. يزداد الاحساس بالفخر ارتباط الماضي بالحاضر، أي حين يستمر الشعب في الحفاظ على ذلك الإرث، بل وتطوير العمل على مستواه المهني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي للأفضل. وفي حال غلب عليه طابع التشويه من قبل اي متغيرات ثقافية، أدى ذلك لتعطيل الكثير من طاقاته التي تستمد قوة عطائها منه، فتضطر لإصلاح ما يحتاج الإصلاح عبثا تحاول التطور إن ابتعدت عن ماهيتها وتراثها، قد أدى عمل الأجداد في بحثهم عن اللؤلؤ إلى الحاجة المادية المرتكزة على ما لديهم من مصدر لا يوجد في غيرهم من الشعوب، وعليه كل شعب يركز على ما يؤدي إلى تميزه وتفرده، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ما ينطبق على الدول قد ينطبق أحيانا على الافراد، بالتركيز تجد مرادك في الحياة فقد تجده في رفاهية اجتماعية تحاول إيجادها لشخصك وعائلتك، وتركز على مهنة أو مشروع يرد عليك بالخير، وبذلك انت حققت بالتركيز على الأصداف التي بها اللؤلؤة التي تريد. من هنا تجد ان لكل شخص لؤلؤة يبحث عنها بين الاصداف، وفي حال استسلمت للظروف لعدم توفر اللؤلؤة في الأصداف التي اجتهدت بجمعها تذكر أن عامل الإصرار هو العامل المساعد بعد التركيز وعليه ستجد اللآلئ التي تثري فضاء الحياة لديك، وتميزك وتجعلك منفردا، وفي حال وجدتها حافظ عليها، ففيها تستمد تميزا وجمالا.

2819

| 08 أبريل 2020

كن واثقاً بأنك لن تحصل عليها مرتين فحافظ عليها

يحتضنه الشوق لعالم من الثقة، منصبه عالٍ، وعائلته مرموقة، هو من طبقة اجتماعية رفيعة، قد لا تتمكن من مقابلته الا بالصدف، لكنه وبنقاء من القلب قد أفشى اليك بما لم يخبر به غيرك، متمنيا في قرارة نفسه أن يرى فيك نموذجا من الصدق الذي لم يعد يراه إلا ما ندر، وقد يستفيد من نصائحك، أو بالأحرى تجاربك في الحياة، تلك الحياة التي لم يعشها، لكنه لا يمانع أن يتعرف على أصحابها، ليشكل بذلك توازنا في تصوره للحياة، بأن يتعرف على حياة الطرف الآخر من البشر. يرى الآخرين متساوين ما عدا بعض الشخصيات، التي يرى بعينيها ذلك الوميض الصادق النابع من قلوبهم النظيفة، قد يعتبرك شخصيةً منهم، فيبوح لك بمكنون قلبه، وينتظر منك ردة فعل، أو اطراء لسلوكه، قد ينتظر تغير ملامح وجهك، حتى ترشده لمدى تأثرك به. فأحياناً نحتاج للتحدث للآخر حتى نرى وقع تجاربنا عليه، وأحاديثنا وقصصنا لنكتشف ذاتنا في عيون الآخرين أجمع، فنكّون بذلك صورة منعكسة عن أنفسنا، كمن يرى نفسه أمام مرآة، تمثل رأي الأغلبية، لأنها ستتكرر مع أي مرآة أخرى. وحين تفترقان قد يتوجس خيفة منك، وليس خوفا على تفشي اسراره، فمثلك ندرة بالنسبة اليه، قد لا يجدها مرة أخرى وقد تصدمه انت إذا افشيت تلك الاسرار، حينها ستقل تدريجيا ثقته بالقلوب النظيفة، ويراه الآخرون بعد ذلك في برجه العاجي منفرداً متكبراً، إلا أن حقيقته التي باح لك بها كأسرار، باتت منتشرة بين ضعاف النفوس، وعليه فقد كره أن يجرب التعامل الصافي النقي مع غيرك، فقد يعرضه ذلك لصدمة، أو خيبة أمل تفقده الشعور بالاعتزاز بنفسه، إذا ما وثق بهم مرة أخرى. مثل هذه الشخصيات المخضرمة بحكم منصبها، أو درجتها العلمية، أو مكانتها الاجتماعية، تتسم بكونها صادقة القلب، نقية السريرة، احذر أن تفشي أسرارها لتصبح ذا قوة بمعلوماتك أو لأن تثبت شيئا لآخرين، لأنك قد تفقد جزءا من الصدق الذي يرونه وحدهم بك، ورغم الثقة التي أعطوك إياها الا أنهم نادرا ما يتكررون أمامك كشخصيات ترتقي بتحدثك معها، فقد لا تصادف من يثق بك مثلهم، وحينها قد تفقد شيئا من المصداقية التي تجعلك قويا أمام ذاتك وليس الآخرين. وقد تلتقي شخصيات هي من تنقل أسرار هؤلاء اليك، تشعر بداخلك أن هناك شعورا غير مطمئن بداخلك تجاههم، فمن يحترم لا يفشي أسرار الآخرين، ليرى الناس به تميزا بتلك الأسرار، إلا أنهم كثر، بعضهم ينقل لنا صورة طيبة، تجعلك ترى من يتحدث عنه وكأنه نموذج مثالي، وآخر قد ينقل عنهم صورة غير طيبة، فلا تصدق كل ما يقال، بل إن جلوسه معك قد تخلق في نفسه فرصة البوح بما لم يكن أصلا، فيتحدث عنك بما لم تذكر، فقط لأنك جلست مرة معه. بالعودة الى أولئك الذين لا يتكررون، والذين هم كبار، ولا يحتاجون تزكية من أحد، بمجرد أن تكون معهم أيضا قد تسمع الكثير الذي يجعلك تفكر في الابتعاد عنهم، وأقصر الطرق أن يأتيك شخص شاكيا حاله بسببهم، فيدعي أمامك مكرهم وقسوتهم، وإمكانية تغيرهم عليك فجأة، لا تصدقه أبدا فبمجرد ابتعادك، سيخلق قصصا جديدة لأولئك الذين لا يتكررون ليبعدهم هم عنك، وليتضح لك الأمر في نهاية المطاف أنهم لا يتكررون، قد أعطوك الثقة مرة ولكن هذه الثقة لن تتكرر مرة أخرى. [email protected]

1640

| 11 مارس 2020

التعامل مع الآخرين (2)

حين أتذكر كلمة الخير ينتابني إحساس جميل وأستخلص أن الجميع نائم بخير، أم إنه آمن ويشعر بالدفء الآن. وحين تمضي بنا الحياة ونصادف شخصيات أخرى لا تشبهنا قد تكون تعرضت لعوامل صقلت شخصيتها في فترات سابقة، وجعلت منها شخصيات ليست مثلنا، ولا تتصرف مثلنا وقد نستغرب منها تصرفاتها، وكأنها تتصرف بلغة أخرى نجهلها، ونعتبر هذه الشخصيات نوعا آخر من البشر، وقد يثير ذلك تساؤلات لدينا عن سبب قيامهم بتلك التصرفات. حين نرى شخصيات تكذب نرى تصرفهم مجحفاً بحقنا منذ البداية، ونتصرف بحسب ما تعلمناه نحن، لكننا لا نستطيع أن نتجاوز سلوكهم الكاذب، ونكره تصرفاتهم في قرارة أنفسنا، وحين نرى أشخاصاً تسرق أو تبتز الآخرين، أو تنتابهم نوبات غضب قوية لا يستحقها الموقف، يملؤون حيز الصمت ضجيجاً، قد نعتبرهم شخصيات أخرى غيرنا قد نتمنى لهم الحياة الأفضل، حياة الخير التي رأيناها سابقا في ماضٍ عشناه، نتمنى لو أنهم قد تربوا بنفس تربيتنا، أو أنهم عاشوا بجوارنا في طفولتنا، وجلسوا بجوارنا في مقاعد الدراسة، ليتعلموا ما تعلمناه أو حتى استطعنا إدراكهم في وقت أبكر، ونصحناهم بطريقة تفيدهم وتنفعهم، كثير من هؤلاء حتى وإن كان قريباً الآن في أي موقف منا، هو بالتأكيد لا يشبهنا مما يجعلنا نبحث عن أشباهنا لنحكي لهم الموقف الذي صدر ولم يعجبنا، لنستفيض من ثقتنا بهم شعور استنكار لتصرف لم يعجبنا أو لم تألفه مشاعرنا. وكلما تعرفنا في الحياة وأجبرنا على التعامل مع مثل هذه الشخصيات التي لا تشبهنا، وتكررت التصرفات التي نستنكرها، نفقد جزءاً من الإحساس بالسكينة، ونكون مع التكرار قد ارتأينا جمال الكون في حال كانوا أشباهاً لنا في تصرفاتهم، حبذا لو كانوا مختلفين، أو بعيدين عنا مثلا في مكان آخر، مع يقيننا التام بأنهم سيستمرون بما يعملون من تصرفات تتسم بالضجة تجاه مشاعر الآخرين، سواء كان تصرفهم الصادر كذباً أو غضباً أو تهجماً، ولكن تجاه أناس آخرين غيرنا، وقد يكون هؤلاء الناس هم الناس الذين تتسم نفوسهم بالطيبة، ونتمنى أن نراهم بخير دائما، ونسمع عنهم كل خير، وأن نلقاهم مرة أخرى وهم بخير، فقد نشروا البسمة يوماً في مكان كنا فيه، وبالطبع سينشرونها في مكان آخر. على عكس أولئك الذين قد يقترفون أخطاء تشوه صورتهم الجميلة أمامنا، وأمام الآخرين وقد يجعلون الآخرين بالفعل يتمنون وجودهم بعيدا تماما كما نشعر نحن، فليست للطيبة حدود في إدراكنا اللامتناهي لها، ولكن أقله كف الأذى وتمني الخير للغير. بالعودة إلى أولئك الذين يكذبون وينتهكون حرمات الآخرين ويسرقون أموالا، وأجساداً، وحياة الآخرين رغما عنهم، قد يكونون أفراداً، أو جماعات وما ينطبق على الفرد ينطبق على الدول والدويلات، هؤلاء فقط من تتعلم منهم حسن الأدب في التعامل، وحسن التصرف مع الآخرين، وذلك باختصار لأنك حين تراهم كذلك فإنك ستكره أن تتصرف مثلهم ما حييت. [email protected]

1162

| 04 مارس 2020

التعامل مع الآخرين (1)

قد تلتقي بأناس لا تعرفهم، تراهم لفترات قصيرة في الحياة، تستشعر وجودهم بعدها وتتساءل في قرارة نفسك هل يا ترى ستراهم مجددا، أم أنهم مجرد ذكرى لشخصيات مضت؟، قد تلاحظ يوماً مصدراً يجعلك تتذكرهم كرائحة مكان، أو صوت موسيقى، أو حتى حين يتكرر الموقف مع غيرهم، وقد تتساءل في قرارة نفسك عن حالهم الآن، وهل هم على قيد الحياة، في نفس ذات الأرض التي تحيا فوقها، لأنك قد تكون رأيتهم في طفولتك، أو في مراحل عمرية أنت بها أكثر وعيا ولكنها تعتبر من الماضي، هؤلاء تتمنى أن يكونوا دائماً بخير فهم يجعلون الحياة طيبة آمنة، حتى في بعدهم عنك، فما يقدمونه لك من خير سيقدمونه لغيرك. وقد تراقب شخصيات لم تتعامل معها، ولكنهم كأفراد موجودون في حيز المكان، هؤلاء يكونون مصدرا للضحك الطيب أو الابتسامة العابرة التي تجعلك ترى الوجود جميلا، وتستشعر أن الهواء أصبح منعشا بوجودهم، وتستمر في شعورك الطيب بأن يكون الجميع بخير وبنعماء ومع أصحابهم أو أهلهم. وعلى صعيد آخر قد ترى أناساً يجتهدون أكثر من غيرهم، ويتركون في نفسك أثراً طيباً، ويدفعونك للعمل أكثر، تحاول أنت بدورك القيام بأمور جيدة أكثر حتى تبهرهم، فهم من الشخصيات الإيجابية في حياتك أنت، ولأن رأيهم مهمٌ جداً في حياتك، بل ورضاهم أكثر أهمية لأنك تود وببساطة أن تترك أثراً في نفوسهم، بحيث يجعلك هذا الأثر تشعر بالفخر من نفسك، وبالامتنان كتعبير منك بالامتنان تجاه ما قدموه من خير إن صح القول. هؤلاء قد يكونون والديك أو معلميك، أو مديرين قابلتهم أحببت تعاملهم، لأنهم تقبلوك كما أنت وحاولوا إسعادك بإحداث تغيير جميل في حياتك أنت المستفيد الأول منه، وتتمنى دائما أن تراهم بصحة جيدة، وتحاول دائما أن تكون بصورة جيدة أمامهم، قد تراهم صدفة وأنت بين النوع الأول من الناس، أولئك الذين لا تعرفهم وتتمنى أن يكونوا بخير وهنا قد يكسر النوع المألوف منهم حاجز الاغتراب بينك وبين من لا تعرفهم. وهنا السؤال كم عدد من يتمنون الخير للغير؟ هل جميعهم بخير؟ و هل جميع من يمر عليه صباحه ينعم بدفء وخير؟ هل من ينام في جزء آخر من هذه الأرض بخير؟ وهل ليلته سعيدة آمنة؟ هل جميع من نحب بخير؟ وهل جميع من يحبونهم هم أيضا بخير؟ وهل هناك أناس لا يجدون الخير فعلاً في أنفسهم، ويبحثون عنه في وجوه أشخاص آخرين قد يساعدونهم على فعله؟ هل يا ترى سيعطونهم فرصة العيش والتجربة كما لو كانوا الأفضل؟. [email protected]

1189

| 26 فبراير 2020

حياتنا ما بين مكعب الخصوصية ومثلث الدمج ودائرة التكيف

ماذا لو كانت الحياة تماما كلعبة المكعبات إن قل مكعب بها اختل توازن البقية؟ وأصبحت الأمور مختلطة والمكعبات مبعثرة. ماذا لو كانت حياة كل شخص منا هي المكعب الذي يثبت أو يتبعثر؟ إن لك بصمة تتفرد بها وأيضا مكعب أو مثلث تتقولب داخله ليتشكل لك حالة انفرادية من الخصوصية بمثابة الهوية. على سبيل مثال المكعب: داخلك سيكون عبارة عن مجموعة من المكعبات. كل مكعب له تأثيره السلبي أو الإيجابيّ على منهجية حياتنا. مكعب النشأة، مكعب الأهل، مكعب العلم والمعرفة، مكعب الصحبة، حتى مكعب الصحة وغيرها من المكعبات التي ترمي بسهامها في دروبنا. ويبقى المكعب الأساسي هو أنت. الناتج عن مجموعة مكعبات متلاحمة داخلك تفرز خصوصيتك. وهنا السؤال.. هل نحن المكعب الذي سقط باختياره، أم نتيجة لسقوط غيره؟ هل تؤثر فينا حياة والدينا وتنشئتنا التأثير الأكبر، والمحرك لبقية مراحل حياتنا كما المكعب المتأثر؟ أم إن حياتنا مستقلة وإننا قادرون على الوقوف عدة مرات، وليس لمكعب حق التأثير علينا إن تمالكنا أنفسنا وأصبحنا مغايرين ونستطيع الثبات. ماذا لو كنا مختلفين كشكل يختلف عن المكعبات كأن نكون مثلثات مثلا، وبإمكاننا الثبات في أي مرحلة، وذلك بفضل الزوايا الثلاث الحادة في المثلثات والمختلفة عن المربعات. بأن تكون مرناً وسلساً في تعاملك، ومتفهما للواقع فلا تكون مكعباً صلباً، بل قادراً على التغيير والتكيف. هل يشكل اختلافك أحياناً إبداعاً وتنوعاً أم تصادماً؟ ولعلّك تنظر للأمور من زاوية أخرى، بما أننا نستطيع وضع بدائل للمكعبات، ماذا لو كنا كرات مستديرة، لا تتصادم ولا تسقط في زوايا حادة وتقف، بل تستطيع التكيف مع كل الأشكال الأخرى. بفضل خالقنا بإمكاننا تخيل ما نريد، فللعقل قدرة على نسج أفكار وتخيل قصص وعيشها، هل فكرت يوماً لو أنك لا تستطيع الحراك أو الخروج من حيز المكان الذي أنت به؟ ما الذي ستفعله غير البحث بعقلك عما يشغل وقتك؟. مثلا لو اضطررت للبقاء بمنزلك شهراً دون الاتصال او التواصل مع أي جهة كانت. ستجد أنك تبحث في الكتب والأوراق، أو قد يدفعك الجوع للتوجه لأقرب أكلة جاهزة في مطبخك، أو أن تتجه فعلا لعمل طبق مما تملكه في المنزل. أن تسمع اسمك بين الآخرين الناجحين المتقدمين المبدعين يجعلك تسمو بعلمك وخلقك وأصلك وذاتك، وتبقى دائما مميزا لأنك أدركت بفكرك ما لم يدركه الآخرون فيصبح صدى اسمك مميزا في اذنك أنت بينهم، ولو أنهم قد لا يعرفونك حينها، إلا أنك تدرك تماما أنك وصلت وحققت طموحك، والأهم من ذلك أنك أحدثت التغيير من موقعك وحيزك أنت. بأن تتفكر وتخطط وتتقن العمل بما يتناسب وما تملكه بداخلك من مواهب وما يتوفر بدولتنا الرائعة من موارد ومصادر وفرص وخيرات. فلتنضم بهمتك لقافلة المبدعين، وقطار القائمين بالعمل الإبداعي، والمتألقين بنجاحهم والمفتخرين بإنجازاتهم. عبر خطة متقنة واضحة ومتماشية ورؤية الدولة وأهداف التنمية المستدامة والقيم والمبادئ التي تقرها الديانات والحضارات. إذا وجدت نفسك تهرب من نفسك وتنتظر الحديث مع أحدهم، أو أن تتصارع أفكارك وتحاصرك الأحداث حولك، واحتجت ورقة وقلما لترتب ما يدور بعقلك فاعلم أن الوقت قد حان لترتب واقعك الذي تملكه أنت. وأن تشكل الواقع وأن تلوّنه وأن تبني آمالا إذا رافقتها المتابعة، والتنفيذ كانت خطة اجرائية، المهم في الخطة أن نخطط بشكل سليم. وماذا لو كانت خطتك الشخصية تتناسب وخطة الأسرة التي ننتمي إليها، والمؤسسة التي تعمل بها، وتتناسب أيضا وخطة دولتنا في استراتيجيتها الوطنية، وأيضا خطط الأمم المتحدة للسلام والتنمية. [email protected]

3744

| 12 يونيو 2019

التخطيط الإستراتيجي المقترح لقيادة ناجحة

إنَّ استشراف المستقبل يعتمد دومًا على التّعرفِ على مكانة الدّول بين أقرانها، وشحذ همم وطاقات القوّة العاملة من موظفيها للاستزادة والتّجدد والعمل على الوصول لأهدافها بشكل أسرع، حتّى تصل إلى درجات أعلى في المؤشّرات العالميّة للدول. و ممّا لا شكّ فيه أنّ القيادة الناجحة تلعب دورًا أساسيًّا في نهضة الدولة، و مِن هنا فإنّ دولة قطر بأمسّ الحاجة إلى القيادة الهادفة، والنّاجحة في مختلف المجالات، كونها الكفيل الأكثر أهميّة فيما تنشده قطر من تحقيق حاجات الجيل الحاليّ، والأجيال القادمة، وتحقيق نموّ مستهدف ومُستدام. وإنّ تواجد الشخصيّة القياديّة الفاعلة التي تسعى مع مثيلاتها إلى تحقيق التضافر، سعيًا لتحقيق هدف مشترك أمر لا مناص منه. فمنذ عقد الندوة النّاجحة في عام 2013، تحت عنوان «الشخصية القيادية في المجتمع القطريّ وآفاق المستقبل» في جامعة جورج تاون وما تبعها من ندوات، ترتّبت عليها جملةً من الاقتراحات لتفعيل التخطيط استراتيجيّ، كمؤشرٍّ للقيادات النّاجحة في حكومة دولة قطر، والعمل بالخطوات لتحقيق الرؤية الحكيمة من الحكومة القطريّة، و من تلك الاقتراحات كان ما يلي: بحث الإطار المناسب لتنسيق وتنظيم العمل على تكوين الشخصية القياديّة، مع التركيز على العوامل الثقافيّة المؤثّرة في الشخصيّة، من خلال التنسيق بين الجهات المشاركة في المجتمع القطريّ حكومية كانت أو خاصة. بحث واقتراح آليات تمويل الخدمات التوعية في المجتمع القطريّ، التي من شأنها دعم وتحفيز الشخصيّة القطريّة القياديّة. إحداث شراكات و تعاون متبادل مع جهات رائدة عالميّة في القيادات الحكيمة، نحو: تبادل الخبرات ما بين الجامعات العالميّة وجامعات قطر، وأيضا خلق فرص تدريب للقيادات المحليّة عندَ الجهات المختصّة المتدرّبة عالميًّا في الوطن و الخارج. إنّ القيادة الحكيمة الشاملة لا تقتصر على فرد معيّن أو جهة معيّنة، و إنّما تطول جميع أفراد المجتمع قاطبة بدءًا بصغار السّن؛ حيث توجّه سلوك الأطفال نحو مشاريع تنمّي فيهم الصفات القياديّة، وأيضا تكوين لجان علميّة متخصّصة، تتولّى إعداد الحقائب العلميّة الممنهجة في مجال علوم القيادة التربويّة لتدريب النشأ عليها. كما أنّ المرأة لها دور مهمّ بالقيادة؛ لذلك يجب تكثيف الجهود لتمكين المرأة القطرية من أداء دورها في القيادة المجتمعيّة. وتعزيز البحث العلميّ، وإصدار دراسات كثيفة في مجال صناعة الشخصيّة القياديّة انطلاقا من منظور قطريّ بحت. علاوة على ذلك تبجيل مبدأ «إنسانية القيادة من أجل قيادة الإنسانية» باعتبار أهميّة القيم والمبادئ في المجتمع. إنّ لحمة المجتمع متمثّلة برجاله يدًا بيد مع نسائه وفق منظور قيادة صلبة، وفق المعايير التي تخدم الدولة، هي مؤشّر من المؤشرات الرئيسيّة لازدهار المجتمع و تطويره. وهنا نخصّ بالذكر الدور الرئيسيّ التي تلعبه المرأة القطرية في القيادة، فكيف لها أن تغذّي حوكمتها في منشأ القيادة الذي تنطلق منها إبداعاتها و الذي بني على: التنظيم و التفكير الإيجابيّ و الإبداع و الانطلاق بالعمل. [email protected]

1178

| 17 فبراير 2019

التخطيط الإستراتيجي المقترح لقيادة ناجحة

إنَّ استشراف المستقبل يعتمد دوماً على التّعرفِ على مكانة الدّول بين أقرانها، وشحذ همم وطاقات القوّة العاملة من موظفيها للاستزادة والتّجدد والعمل على الوصول لأهدافها بشكل أسرع، حتّى تصل إلى درجات أعلى في المؤشّرات العالميّة للدول. وممّا لا شكّ فيه أنّ القيادة الناجحة تلعب دوراً أساسياً في نهضة الدولة، ومِن هنا فإنّ دولة قطر بأمسّ الحاجة إلى القيادة الهادفة، والنّاجحة في مختلف المجالات، كونها الكفيل الأكثر أهميّة فيما تنشده قطر من تحقيق حاجات الجيل الحاليّ، والأجيال القادمة، وتحقيق نموّ مستهدف ومُستدام. وإنّ تواجد الشخصيّة القياديّة الفاعلة التي تسعى مع مثيلاتها إلى تحقيق التضافر، سعياً لتحقيق هدف مشترك أمر لا مناص منه. فمنذ عقد الندوة النّاجحة في عام 2013، تحت عنوان «الشخصية القيادية في المجتمع القطريّ وآفاق المستقبل» في جامعة جورج تاون وما تبعها من ندوات، ترتّبت عليها جملةً من الاقتراحات لتفعيل التخطيط الإستراتيجي، كمؤشرٍّ للقيادات النّاجحة في حكومة دولة قطر، والعمل بالخطوات لتحقيق الرؤية الحكيمة من الحكومة القطريّة، ومن تلك الاقتراحات كان ما يلي: بحث الإطار المناسب لتنسيق وتنظيم العمل على تكوين الشخصية القياديّة، مع التركيز على العوامل الثقافيّة المؤثّرة في الشخصيّة، من خلال التنسيق بين الجهات المشاركة في المجتمع القطريّ حكومية كانت أو خاصة. بحث واقتراح آليات تمويل الخدمات التوعوية في المجتمع القطريّ، التي من شأنها دعم وتحفيز الشخصيّة القطريّة القياديّة. إحداث شراكات وتعاون متبادل مع جهات رائدة عالميّة في القيادات الحكيمة، نحو: تبادل الخبرات ما بين الجامعات العالميّة وجامعات قطر، وأيضا خلق فرص تدريب للقيادات المحليّة عندَ الجهات المختصّة المتدرّبة عالميًّا في الوطن والخارج. إنّ القيادة الحكيمة الشاملة لا تقتصر على فرد معيّن أو جهة معيّنة، وإنّما تطول جميع أفراد المجتمع قاطبة بدءاً بصغار السّن؛ حيث توجّه سلوك الأطفال نحو مشاريع تنمّي فيهم الصفات القياديّة، وأيضا تكوين لجان علميّة متخصّصة، تتولّى إعداد الحقائب العلميّة الممنهجة في مجال علوم القيادة التربويّة لتدريب النشء عليها. كما أنّ المرأة لها دور مهمّ بالقيادة؛ لذلك يجب تكثيف الجهود لتمكين المرأة القطرية من أداء دورها في القيادة المجتمعيّة. وتعزيز البحث العلميّ، وإصدار دراسات كثيفة في مجال صناعة الشخصيّة القياديّة انطلاقا من منظور قطريّ بحت. علاوة على ذلك تبجيل مبدأ «إنسانية القيادة من أجل قيادة الإنسانية» باعتبار أهميّة القيم والمبادئ في المجتمع. إنّ لحمة المجتمع متمثّلة برجاله يدًا بيد مع نسائه وفق منظور قيادة صلبة، والمعايير التي تخدم الدولة، هي مؤشّر من المؤشرات الرئيسيّة لازدهار المجتمع وتطويره. و هنا نخصّ بالذكر الدور الرئيسيّ التي تلعبه المرأة القطرية في القيادة، فكيف لها أن تغذّي حوكمتها في منشأ القيادة الذي تنطلق منه إبداعاتها والذي بني على: التنظيم والتفكير الإيجابيّ والإبداع والانطلاق بالعمل.

1232

| 04 يناير 2019

قيود المثقف والقيم والمبادئ الاجتماعية

«يبقى الإنسان موضوع خطط التنمية ومحورها وهدفها، وارتفاع مستوى معيشة المواطن يجب أن يواكبه تطور قيمي وثقافي واهتمام بالأخلاق» (من خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى). إيمانًا منّا بما يضطلع به القائم على العمل الثقافيّ من دور هامٍّ في مجتمعه، ذلك من خلال تمثّل الواقع بإيجابياته وسلبياته وما يطرحه من رؤى وأفكار للتعامل مع هذا الواقع، نطرح بين أيديكم بعضًا من المقترحات للميثاق المهنيّ، التي تتضمن الالتزامات الأخلاقيّة التي يجب على القائمين بالعمل الثقافي التقيد بها. إن القيم والمبادئ التي يلتزم بها المواطن المثقف هي أهم الأمور التي يجب أن نسلّط عليها الضوء، لأنّ المثقف يمثّل وطنه، وقلمه يحكي لنا ما تأسس عليه في هذا الوطن، ورأيه يشرح لنا صورة هويّته، كما يعدّ المثقّف متحدّثًا باسم دولته على وسائل التواصل الاجتماعي المحليّ والدولي، أي إنّه ظاهرة بارزة سواء كان مع الوطن أو ضده. إن تطويرالقيم والمبادئ وفق الدين والقيم والأعراف المجتمعية يعد تحديا واضحا للمثقف أمام الانفتاح الكبير، الذي يشهده العالم في هذا اليوم، فالعالم بجلّه أصبح وكأنّه حيّ صغير، فالجميع يعرف بعضه البعض من خلال الشبكة العنكبوتية، والتواصل الاجتماعيّ، والتطور التكنولوجيّ، وسهولة السفر والترحال، فكيف للمثقف أن يحصن نفسه من هذا الاختلاط وفق معايير المجتمع الذي نشأ فيه؟ ومن هنا يجب على المثقف أن يجاري تطورات الزمن أمام مجتمعه من خلال: توعية المجتمع: عن طريق إيضاح المتغيّرات والتحولات الثقافية التي يمرّ بها المجتمع، مع رسم خارطة طريق توضّح كيفية استيعاب هذه التحولات، وتحديد السبل والآليات المثلى للتعامل معها بما يخدم صالح المجتمع وأفراده. تطوير القضايا اليومية: بالتفاعل مع القضايا المجتمعية، وابتكار حلول للتعامل معها يتعرّف على احتياجاتها وإمكانيتها والطاقة الكامنة فيها، ويعمل بعد ذلك على أن يوازن بين الإمكانيات والاحتياجات وفقا لأولوية ترتيبها فلا يستهلك طاقات وموارد غير لازمة فتضيع هدرا في غير مكانها. ترسيخ الثقافة لدى مكونات المجتمع: بعد أن سلّمنا بأهمية دور القائم على العمل الثقافي، في توعية أبناء مجتمعه والتعاطي مع قضاياهم فكرا وحركة، يجب أن نركّز على الدور الآخر والذي لا يقلّ أهميّة عن الدور الأوّل؛ إذ يجدر بالقائم بالعمل الثقافي السعي نحوه والحرص عليه، وهو الإسهام في نشر الثقافة وإشاعة الحس الفني، والثقافي، مع الأخذ بعين الاعتبار معطيات مجتمعه وعصره من القيم والسلوكيات والبعد عن التقليد والمحاكات إلّا بعد تبصر ورؤية. ترشيد الاستفادة من الثقافات الأخرى: وتقضي هذه المهمة بأن يحرص القائم بالعمل الثقافي، إذ انفتح مجتمعه على تجارب الآخرين وثقافاتهم ورؤاهم، أن يجمع بين أمرين أولهما: «العمل على تعظيم سبل الاستفادة من تلك الثقافات عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم «الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها»، والآخر يكون في: «تحصين المجتمع ضد ما قد يهدد هويته الذاتية وخصوصيته الثقافية». ومن هنا نتطلع إلى الجملة الإنسيابية بين المثقف والمجتمع . فمما لا شك فيه أنّ قطر بأمسّ الحاجة الى الكوادر الوطنية في مختلف المجالات باعتبارها الكفيل الأكثر أهمية لما تنشده قطر من الاستجابة إلى حاجات الجيل الحالي والأجيال القادمة وتحقيق نمو مستهدف ومستدام.

1736

| 14 نوفمبر 2018

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

4593

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4332

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

4185

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

1569

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

1296

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1293

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1185

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1050

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1050

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

933

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

831

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

822

| 25 سبتمبر 2025

أخبار محلية