رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الاعتداء الإسرائيلي على مجمع التصنيع الحربي لم يكن وليد لحظة ولا خبط عشواء وإنما نتاج لتخطيط طويل ودراسات متأنية، وقوى استخبارية عديدة ومعلومات، وكما كان وراء قصف الولايات المتحدة لمصنع الشفاء.. وفق معلومات تلقتها من عملاء بالداخل والخارج بهدف إحراج الحكومة وإسقاطها ليعود هؤلاء على ظهور الدبابات الأمريكية حكاماً يجثمون على صدر الشعب السوداني الذي قال وأكد قولته بالعمل من خلال انتخابات حرة وديمقراطية وشفافه.. يأتي العدوان الإسرائيلي على ذات الشاكلة إذا كان تحليلي هذا سليماً وهو قائم على احتمالات وقرائن ومؤشرات..فقد يئس ما يسمى بقطاع الشمال من إزاحة نظام الإنقاذ سواء أكان عن طريق إثارة الحروب في دارفور أو شرق البلاد أو جنوبها.. بل وكانوا يتوقعون انهيار النظام باختيار الحركة الشعبية للانفصال.. فعزفوا هم وسدنتهم بالداخل على الانفصال وأن النظام بسياساته قاد البلاد إلى الانقسام بينما هذا المبدأ كان قد أقر في مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرة عام 1994 وبحضور ومشاركة جميع الأحزاب المكونة للمجتمع الديمقراطي.. فحق تقرير المصير لم يكن من مبادرات ثورة الإنقاذ ولم تكن الحكومة واضعة في حسباتها فصل هذا الجزء من السودان ولكن هي سيناريوهات يضعها العدو في ردهات الصالونات ويتوقعون على أثرها انهيار النظام وقيام فوضى عظيمة في السودان تقود مباشرة إلى تفتيت وحدة البلاد فتذهب فيها السودان الدولة العربية الأفريقية الكبيرة ذات الموارد الطبيعية الكبيرة وكان قصف مصنع الشفاء واحدة من السيناريوهات.. ثم جاء قصف اليرموك للسلاح التقليدي المصادق به في القانون الدولي..الحكومة أبلغت المؤسسات الدولية الحارسة للقانون الدولي بتفاصيل الاعتداء وكيفية تحققه، وإسرائيل اعترفت وبشرت بنجاح العملية العدوانية والتسريبات التي صدرت عن الدولة الصهيونية كلها تؤكد تورطها في العملية، وهي العملية الرابعة بالنسبة لإسرائيل باختراق سيادتنا الوطنية والقيام بعمليات قصفية بحجة أن هناك عمليات لها صلة بقطاع غزة وحماس.. وعلى الرأي العام السوداني قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني المضي قدماً في كشف جوانب هذا العدوان الغاشم ونحن لسنا دولة يستهان بها لكي تخرق إسرائيل القانون الدولي وتعتدي علينا لأربع مرات متتالية دون أن تحرك المنظمة الدولية ساكناً.. بينما أن الدنيا كان ستقوم ولا تقعد إذا حدث العكس وكان الهجوم على إسرائيل المعتدية دائماً وعلناً على الدول والشعوب.. وهذا الموقف من المنظمة الدولية سيعود على العالم بالخراب والدمار إذا لم تكن هناك عدالة دولية، لأن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية متساوية الحقوق أمام القانون.. وإذا اختلت هذه المعادلة فإن الخراب سوف يحل بالمنظمة ويتحول العالم إلى غابة وصراع بين القوى المختلفة.
284
| 03 نوفمبر 2012
أجاز المجلس الوطني اتفاقية التعاون بين السودان ودولة جنوب السودان كما أجاز برلمان جنوب السودان ذات الاتفاقية وبذلك تكون المؤسسات المعنية في الدولتين قد أجازت الاتفاقية لتكون سارية المفعول، ويبقى الرهان على العناصر المتفلتة في الحركة الشعبية الالتزام بقرارات قيادتها ومؤسساتها ويبقى الضمان لإنفاذ هذه الاتفاقيات التسع لدى قيادتي البلدين.. خاصة أمر الإجراءات الأمنية القاضية بوقف وإنهاء الوجود المناوئ للسودان لدى دولة الجنوب وسحب القوات المحتلة لأراضي سودانية في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ووقف الدعم تماماً عن حملة السلاح والمتمردين الذين يهاجمون المناطق المختلفة في الولايتين وكذلك بالنسبة لمتمردي دارفور الذين يتخذون من أراضي دولة جنوب السودان منطلقاً وداعماً لها لإثارة الرعب والنهب والقتل لمواطني دارفور بعد أن سدت جميع الثغرات على الحدود التشادية وزوال حكم القذافي إلى الأبد. ثم إنني أؤيد وجهة نظر الأستاذ غازي سليمان فيما يختص بالدستور وأنه على الأحزاب التي اجتمعت في الحكومة ذات القاعدة العريضة أن تقوم بإعداد مشروع الدستور الدائم بإدخال تعديلات طفيفة على الدستور الانتقالي الذي بني على اتفاقية السلام الشامل ودستور 1998 وقراءته مع صيغ الدساتير الدائمة ثم القيام بعرضه على القوى السياسية لتحقيق الإجماع عليه لتخرج من نفق الخلافات السياسية التي حرمت بلادنا من الاستقرار السياسي وتحديد كيفية حكم البلاد وهويتها وقضية الحقوق.. وإذا لم يحدث ذلك فإن الانتظار سوف يطول وإن الخلافات لن تنتهي وكفانا التجارب السابقة منذ العام 1956م وحتى اليوم وفترات الحكم المختلفة التي أقعدت بالبلاد لما يقارب القرن الكامل من السنوات. لقد آن الأوان ليتوافق أهل السودان الخلصاء وفاء لهذا الوطن ولأهل هذا الوطن وتاريخ هذا الوطن وحاضر ومستقبل الأجيال القادمة ليحققوا أسباب الاستقرار والسلام والتنمية.. لأننا ونحن جيل كامل ظللنا نعاني من ويلات الحروب الأهلية والنزاعات القبلية وتقلبات السياسة منذ النصف الثاني من القرن الماضي ظللنا نجني ثمرات تلك الخلافات التي قلبت الأجواء السياسية إلى جحيم من التقلبات وعدم الاستقرار.. نريد أن نحجب تلك الخيبة السياسية عن الأجيال الجديدة لأن كل شعوب العالم تخطط وترتب للأجيال القادمة.. نخطط استراتيجيا ونرتب خطاها لتحقيق تلك الغايات.. ولذا فإن المطلوب والمرجو أن يعود هؤلاء الساسة الذين يعارضون الجلوس والاتفاق على الدستور الدائم.. الذي سيرد نظام الحكم.. والحقوق.. والهوية.. وغير ذلك من لوازم الديمقراطية.. وإلا فإن الطريق واحد لا غير أمام الحكومة ذات القاعدة إلا وهو المضي قدماً في كتابة مشروع الدستور وفي تقديري أنه لا بديل لمثل هذا الاتجاه.. لأنه لا يمكن انتظار أجسام هلامية ليس بين مفرداتها السياسية كلمة (ديمقراطية) ولا تريد أن تعترف بأي سلوك ديمقراطي بشأن تحقيق الاستقرار لأهل السودان.
266
| 19 أكتوبر 2012
إن مجرد توقيع الرئيس البشير وسلفاكير على اتفاقية التعاون المشترك بين الدولتين السودان وجنوب السودان في أديس أبابا وأمام الوسطاء والشهود من قادة إفريقيا والمنظمات الدولية يعني.. كف يد دولة الجنوب عن تقديم الدعم لمتمردي دارفور بعد أن ذهب العقيد القذافي كان يدعم هؤلاء المتمردين الذين ألحقوا كل الأذى بذويهم وأهلهم في دارفور وحولوهم من حالة الاستقرار في مدنهم وقراهم إلى حظيرة أسموها بالمعسكرات ومن منتجين لقوتهم وقوت جيرانهم وبقية أهل السودان إلى جوعى ينتظرون المعلبات والبسكويت نافذ الصلاحية وموضوعات لأجهزة المخابرات الدولية الأفلام المفبركة وكاميرات العطالى وصناع الأزمات والمستفيدين منها من الغربيين تحت عناوين المنظمات الإنسانية.. فوقف تقديم الدعم لهؤلاء المتمردين من جهة ليبيا التي تحررت من استعباد الإمبراطور القذافي كان ضربة قاسية للمخططات الصهيونية الرامية إلى تفتيت وحدة السودان وإضعافه وإعادة استعماره ونهب موارده.. واتفاق أديس الأخير من شأنه وقف الدعم لمتمردي دارفور ابتداء.. ثم رفع يد الحركة الشعبية عن جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ومما يعرف بقطاع الشمال.. وبالتالي وبنفس القدر يبقى على الحكومة السودانية وقف العدائيات وفتح الحدود البرية والبحرية والجوية.. وعليها أن ترفع يدها عن السلع والمواد الغذائية كالسكر والحبوب والبصل والملح لأنها تشكل أيضاً سلعاً ضرورية لأهلنا في الجنوب.. وبموجب اتفاق التعاون المشترك تفتح أنابيب البترول الناقلة لنفط الجنوب عبر الأراضي السودانية وميناء بشائر للتصدير وبموجب هذا الاتفاق تتداعى بقية القضايا مثل إكمال ترسيم الحدود والمناطق المختلفة عليها عبر الطرق السلمية..وأهم من كل ذلك أن يلتزم بعض قيادات الحركة من أمثال باقان الصمت ووقف التصريحات العدائية التي من شأنها أن تستفز الشعب السوداني وتجعله يتخذ مواقف قد تكون مخالفة لبنود الاتفاقية التي تحمل منافع عظيمة للشعبين ويقوده إلى أخذ مواقف أكثر تعقيداً في شأن الحريات الأربعة التي لا تشكل هماً كبيراً لشعب السودان.. ويكفي أن أشير إلى اتفاقية الحريات الأربع التي تم التوقيع عليها قبل عشرة أعوام بين السودان ومصر ومازالت بنود تلك الاتفاقية تراوح مكانها.. فما زالت التأشيرة مفعلة بصورة انتقائية باستثناء كبار السن ومن طرف واحد.. فمسألة الحريات الأربع لا بد أن ينظر إليها في إطار آخر وفي سياق مختلف عن اتفاقية التعاون المشترك.. إذاً لا خلاف على الاتفاقية فجوانبها المختلفة خاصة الأمنية والاقتصادية ولا خلاف في تطبيع العلاقات بين الدولتين لتعيشا كدولتين جارتين تربطهما الكثير من العوامل القوية أكثر مما تفرق بينهما.. تربطنا أواصر وعلاقات تمتد لعشرات السنين.. ولغة ودين وثقافة اجتماعية.. كان الأجدر بها أن تقود الاستفتاء نحو الوحدة والمصالحة بديلاً عن الانفصال والتخاصم والحرب.. إذا فلنعمل جميعاً لتحقيق السلام والمصالحة بديلاً لإثارة الفتن ونكأ الجراح فإنه من السهل جداً وضع القنابل والألغام على الطريق.. ولكن من العسير جداً اكتشافها وأبطال مفعولها قبل أن تنفجر على الناس.. وكفى الله المؤمنين القتال.
360
| 17 أكتوبر 2012
الصومال دولة ذات موارد كبيرة..فقد كانت قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل عدة سنوات من أكبر مصدري الماشية بكل أنواعها إلى الخارج إضافة إلى صادر الموز والمنتجات الزراعية المختلفة حتى زوال حكم الرئيس محمد زياد بري، وهناك الموارد التعدينية الأخرى التي لم تستثمر بعد وكان تدخل الدول الغربية في الشأن الصومالي مسبباً رئيسيا في تدمير هذه الدولة العربية الإسلامية التي تحتل موقعاً إستراتيجياً في ما يعرف بالقرن الإفريقي ومضيق باب المندب المدخل الرئيسي للبحر الأحمر من المحيط الهندي، ومع تواجد الآلة العسكرية الأمريكية في المحيط الهندي وتمركز قوات دولية في جيبوتي جارة الصومال العربية أيضاً وأحد مكونات القرن الإفريقي ومضيق باب المندب والإطلال على المحيط الهندي واليمن..يتأكد لنا أن الغرب يعتبر السبب الأول في ما تعانيه هذه الدول وتكرار الاتهامات الأمريكية والغربية عن وجود خطير للقاعدة في كل من اليمن والصومال..إذن فإن مشكلات الصومال واليمن وبقية الدول الآسيوية سببها الأول والأخير هو الأطماع الغربية والأمريكية بالذات في السيطرة على كل هذه المنطقة ومواردها المعدنية والزراعية والحيوية. إذن فإن ما يواجهه الشعب السوداني – وليس الحكومة السودانية – هو أطماع الدول الغربية التي تعاني من الأزمات المالية وتترصد بلادنا تحديداً والعمل وفق خطة محكمة الإعداد على استغلال الهاربين من البلاد أو الباحثين عن المعاش الميسر حتى ولو كان ذلك على حساب ثلاثين مليون من أفراد شعب السودان في معاناة من الحصار الاقتصادي الذي استمر لأكثر من ثلاثين عاماً،وتحت ادعاءات غير صحيحة واتهامات اتضح فيما بعد أنها غير سليمة مثل محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في مطار أديس أبابا حيث تقدمت مصر بشكوى لمجلس الأمن الدولي بهذا الادعاء متهمة السودان بالقيام بتلك المحاولة واتضح فيما بعد أن الاتهام غير صحيح وأن من قام بها معارضون مصريون لنظام حسني مبارك الذي ثار عليه الشعب المصري وأقصاه..هذه الاتهامات هي التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب والسودان الآن بريء من ذلك وعلى الحكومة المصرية اليوم أن تعترف بذلك وتعتذر للشعب السوداني عما عاناه جراء تلك التهمة التي جعلت أمريكا تفرض عليه عقوبات اقتصادية أضرت به إضراراً بالغاً وعطل مسيرته التنموية وأسقط طائراته التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء كان آخرها طائرة تلودي صبيحة عيد الفطر المبارك..وفي ضوء تلك التهمة الباطلة أيضاً احتلت القوات المصرية منطقة حلايب في وقت تم فيه الاعتداء على السودان من كافة حدوده، وتحت ذات التهمة كان النظام المصري يسعى لمواجهة عسكرية تشل يد الحكومة السودانية التي كانت تواجه تحديات عظيمة في جنوب البلاد وغربها وشرقها بهدف هز النظام وإضعافه وإرهاقه وإسقاطه ولكن الحكمة الإلهية والإلهام الرباني منع السودان من الاستجابة للاستفزاز وعدم رفع البندقية على أبناء وادي النيل وأنه سيأتي يوم يكون على رأس السلطة في مصر قيادات تعرف قيمة وادي النيل وقيمة السودان الذي يقف داعماً لمصر في قضية مياه النيل في مقابل ثماني دول تسعى لتغيير معادلة قسمة المياه. ولهذا فإن الوقت ملائم الآن لتحقيق تكامل حقيقي بين شعب وادي النيل وإنهاء احتلال حلايب بل وإلغاء جميع القيود التي تعطل التكامل والوحدة بين شعب وادي النيل الذي كان شعباً واحداً لديه عملة واحدة ولا فواصل تحد من حركة المواطنين ولا قيود توقف التكامل، وفي تقديري أن جميع العوامل التي تجعل من التكامل حقيقة واقعة تتوافر الآن ويجب على النخب في البلدين العمل لمصلحة الشعبين ورغبتهما في التكامل والوحدة ورحم الله قادة البلدين الذين قادوا الحملات الشعبية لوحدة وادي النيل ووفق الذين يسعون اليوم للقيام بإطلاق مبادرات لوحدة وادي النيل..ففي الوحدة قوة واستقرار.
397
| 11 أكتوبر 2012
في البرنامج التليفزيوني (حديث في العمق) مع الدكتور حسن الترابي الذي أجرته قناة الجزيرة وكما استنطق مقدم البرنامج الشيوعي (وراق) استنطق المفكر الإسلامي المعروف فهمي هويدي الذي كنت من المعجبين بفكره ورزانته والتزامه حتى لحظة ظهوره على شاشه الجزيرة.. حيث إنني دهشت لحديثه حول تجربة الإسلاميين السودانيين في الحكم مشيراً إلى ثلاثة أخطاء وقع فيها الإسلاميون السودانيون، الخطأ الأول أنهم قفزوا على السلطة من عل.. وكان ينبغي أن يبلغوا الحكم من القاعدة وقد نقض الدكتور الترابي حديثه وأصلحه وأوضح لمقدم البرنامج الذي أعجبه حديث وراق وهويدي وظل يلاحق الدكتور بالأسئلة الجانبية ويقاطعه ويقحم موضوعات وأسئلة جانبية وغير منتجة ولكن الدكتور الترابي تمكن من توضيح الحقيقة بأن الإسلاميين بدأوا من القاعدة بالبرامج والمبادرات والاقتصاد والثقافة قبل أن يبلغوا قمة السلطة وأن أهل السودان وهم أهل إسلام قديم قدم الرسالة المحمدية وأضيف بأن الإسلام عندما انتشر في السودان بفضل هجرة الصحابة الأولى والثانية، فإن ذلك كان سابقاً حتى لانتشاره في أرض وأنحاء الجزيرة العربية، وهذه الحقيقة قد تخفى على الكثيرين من الذين يعتقدون أن السودان عرف الإسلام مع مقدم جيوش المسلمين بقيادة عقبة بن نافع وعبد الله بن سعد بن أبي السرح. الأمر الثاني قال المفكر الإسلامي فهمي هويدي إن الإسلاميين اهتموا بالجزئيات من الشريعة وتركوا الكماليات بمعنى أنهم طبقوا الحدود ابتداء وهذا زاد من الضغوط الغربية والدولية عليهم مما أدى إلى انفصال الجنوب.. والحقيقة كما صححها الدكتور حسن الترابي أن الأمر قد اختلط على المفكر الإسلامي وأن تطبيق الحدود كان في أخريات عهد مايو عندما شرعت القوانين الإسلامية عام 1983 والتي أسماها الوراق وصحبه ومن نحا نحوهما بقوانين سبتمبر لأنهم لا يستطيعون أن يطلقوا عليها القوانين الإسلامية ثم يكيلونها بالسباب والشتائم في وجه الشعب السوداني المسلم.. وهكذا.. يخطئ خبراء المصريين بالشأن السوداني من أمثال عطية عيسوي وأماني الطويل اليسارية المنحى وأسماء الحسين ويشطحون في حق السودان من باب ادعاء العلم ببواطن الأمور في السودان.. أما الخطأ الثالث الذي وقع فيه إسلاميو السودان بنظر فهمي هويدي والعديد من خبراء الشؤون السودانية أن الجنوب قد انفصل عن الشمال في التاسع من يونيو 2009 عبر الاستفتاء.. وهكذا اعتقاد فاسد وخاطئ وظالم.. لأن الجنوب انفصل يوم دخلت الجيوش الإنجليزية والمصرية أرض السودان وأبادوا 25 ألف مجاهد عند جبال كرري وشرق السودان ومناطق مختلفة وقتلوا حاكم السودان الوطني وحكموا فينا الحكام الإنجليز العامون والمآمير المصريون.. وعندما سنت سلطات الحكم الثنائي قانون المناطق المقفولة وفصلوا السودان الشمال عن الجنوب! لقد عانى السودانيون كثيراً من جهالة بعض أدعياء العلم بمخابئ وأسرار السودان وعانى كثيراً من جهالة بعضهم.. وعانى كثيرا من عمالة بعضهم الآخر الذي تحول إلى عبد لدولارات الحركة الشعبية وأسهم بفعالية في إنفاذ فكرة انفصال الجنوب رغم أن حقائق ما قام به الإسلاميون لأجل وحدة التراب السوداني ناصعة وواضحة لا تخفى على كل صاحب بصر وبصيرة.. ولكن ماذا نقول وإن كل تاريخ المنطقة مزيفا ومزورا وكل آثارنا التاريخية مسروقة ومنهوبة.. وكل الحقائق يداس عليها بأحذية بعض الجهلة والحاقدين والمنافقين.. الجنوب يا أيها الوراق فصله اليساريون عندما أقروا أن امبو وبحردار حق تقرير المصير.. وفصله أهل التجمع الوطني الذين هم أنتم وغيركم عندما تجمعتم في مصر وأقررتم بحلايب مصرية وعندما قررتم في مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرة حق تقرير المصير.. والإسلاميون تعاملوا مع أهل الجنوب بالحسنى وبالمبدأ الإسلامي (لست عليهم بمسيطر) فلا يمكن أن تتم الوحدة بالقوة إذا كانت الأغلبية تريد الانفصال وذلك ما لم يتفق لبعض سياسيي مصر بأن يجعلوا السودان الحديقة الخلفية لهم وأن يتركوه مساحة للأمن القومي.. ولم يعملوا على تعزيز الفكرة لتبقى الوحدة بين مصر والسودان خياراً أول لأهل السودان.. والمجال مفتوح من جانب السودان لعودة الجنوب لحظيرة الوحدة كما هو مفتوح بين السودان ومصر وعندما تتوفر الظروف الموضوعية لتحقيق الوحدة والتكامل وتنفيذ اتفاقيات الحريات الأربعة..الإسلاميون لم يتسببوا في انفصال الجنوب بتطبيق الشريعة كما يقول بعض الأدعياء.. وعلى رأسهم ذلك الوراق!
450
| 27 سبتمبر 2012
المفاوضات بين الحكومة السودانية وحكومة الجنوب في أديس.. تتقدم وفق الأجندة المخطط لها بعدم التوصل إلى (اتفاق) يأبى درجة من درجات القبول..موقف الحكومة قول بألا اتفاق نهائي قبل حسم القضية الأمنية..والمشكلة الأمنية هي مشكلة الناتو أفغانستان..وحكومة الجنوب تريد أن تضغط على حكومة السودان التي منحتهم الجنوب كله بمنتهى السهولة حتى تتنازل عن المناطق التي اقتحمتها في الخارطة الجديدة التي تختلف عن الحدود المعروفة دولياً وتاريخياً بين الشمال والجنوب عندما كانا يشكلان دولة واحدة.. والحكومة ترفض اعتماد الخارطة الجديدة رغم اعتماد الاتحاد الإفريقي لها وتبنيه لها..وهذا ما يشككنا في نزاهة الاتحاد الإفريقي وقدرته على تجاوز الضغوط الغربية والترغيب الأمريكي بالمال ودوام الكراسي.. ولذا فإن الشعور عندي أننا نضيع وقتاً غالياً ونوقف عجلة التنمية بالانشغال بالمفاوضات والصرف على الوفود(الجاية والماشية) يجب أن نكون قد وعينا الدرس من اتفاقية السلام الشامل وتداعياتها.. يجب أن نتيقن أن المخطط الذي رسموه لنا هو تقسيم السودان وتفتيت وحدته وإضعافه وتحويله إلى زنجبار أخرى تحت ادعاءات الصهاينة والصليبيين. الإدارة الأمريكية سواء أكانت ديمقراطية أم جمهورية محافظين أم ليبراليين هي قطار وضع على قضيب للسكة الحديد لا مجال للحيدة عنه.. وهو الوصول إلى نهاية القضيب.. بمعنى أن نخرج عن ديننا وأن نفقد هويتنا وأن نتحول إلى إنسان تائه.. لا يعرف من هو ومن أين أتى وإلى أين يساق.. هكذا تقول رؤيتي للقضية كلها.. ومن الأفضل أن نواجه هذه الحقيقة مباشرة وعاجلاً بدلاً من الانتظار والتداعي والموت قبل أن يأتينا الجزار بالساطور والفأس.. وألا ومنذ عام 1983 هل تغير الموقف الأمريكي تجاه السودان!؟ هل توقفت الحرب بالوكالة..هل رفعت العقوبات.. أين الإرهاب الذي رعاه السودان؟ بل أين الشريعة نفسها التي تطبق في السودان.. أين الجلد أين الرجم أين القطع.. أين الحدود الشرعية لا شيء.. ولكن أمريكا تريد أن تقتلنا رعباً وجوعاً. قبل أن تصلنا جيوشها وصواريخها.. نريد أن نفصل شرق السودان..ونريد أن نفصل دارفور بعد أن فصلت الجنوب لأنه يصعب كثيراً إعادة استعمار السودان وهو بكامل قوته.. إذاً لابد من تفتيت وحدته وتقليم أظافره وتبدي طاقاته وتفريق شمل شعبه حتى تسهل عملية القضاء على قوته الكامنة والاستيلاء على موارده. ولكن إن استمر الاستهداف الأمريكي هكذا على هذه الوتيرة المتكررة في مختلف العهود.. واستمرت الضغوط والحصار والعقوبات وحرماننا من كل شيء حتى تكاد الروح تبلغ الحلقوم.. فسوف يكون لنا شأن آخر.. وأساليب جديدة لا تعرفها الإدارة الأمريكية ولا يعرفها ولن تتعرف عليها الحواسيب في البنتاجون ولا يدرك كهنها فقهاء بني صهيون.. ولن تستعصيهم دراساتهم وتحليلاتهم.. إنهم سيواجهون شعباً هجينا من كل إثنيات العالم في حماية الأرض والعرض.. وفي حماية العزة والكرامة.. شعب مستعد لتقديم أرواحه فداء للوطن ولذا فإنني أذكر من قبيل التذكرة أمريكا بالمقولة الشهيرة التي قرأتها في إحدى قرى الجزيرة أن أهالي تلك القرية يحذرون أمريكا.. وللمرة الأخيرة!. فذكر الأمريكان والصهاينة لا تظنوا أن الليث يبتسم ولا تعتقدوا أن الحرب صواريخ وأقمار اصطناعية ومن خلف الجدر!
318
| 12 سبتمبر 2012
هذا العام هطلت الأمطار في جميع أنحاء بلادنا بلا استثناء وعلى غير العادة وعلى غير ما توقع البعض من أن صعوبات جمة سوف تواجه حكام البلاد لأسباب منها ما هو من صنع البشر وكيدهم وعنجهيتهم ومنها ما هو من الغيبيات التي لا يمكن التنبؤ ولا قراءتها على موجات الأقمار الصناعية وراصدات الأجواء.. فمنذ ما يزيد على نصف القرن كانت المناطق الشمالية من السودان تتلقى الأمطار وتأتيها السيول ويثور نهر النيل ويخرج عن مساره ومحيطه ليعيد للأرض خصوبتها وللأشجار نضارتها وخضرتها وللأنام والمواشي غذاءها.. ولكن شيئاً فشيئاً ونتيجة لحركة الكون وتغير تضاريس الأرض نال الجدب والجفاف ورحلت الأمطار جنوباً وبرزت الكثبان الرملية وغطت على الأرض الخصبة ما عدا شواطئ النيل..وتغيرت خارطة الإنتاج وترك الكثيرون الاشتغال بمهنة الآباء والأجداد المتوارثة منذ آلاف السنيين.. ثم عادت الأمطار الهطول هذا العام ولكن ليس بتكرارات يمكن قراءة أثارها ولا بمعدلات يمكن التكهن بمفرداتها.. ولكن النيل الذي يجري وظل يجري منذ الأزل ما زال كما هو يسقي ويروي ويحفز الأرض وهذه رحمة من المولى عز وجل.. أما في بقية أنحاء السودان فإن السماء قد فتحت أبوابها ونزلت على الأرض والعباد الرحمات، وما عليهم إلا الشكر وطلب المزيد.. فالمساحات الكبيرة على أن كل مساحات السودان قابلة للاستزراع والإنتاج وتحقيق الكفاية لنا ولغيرنا.. ولا ينقصنا شيء سوى الهمة والتحرك والإيمان بالعمل نحن لا نحتاج إلى المعلبات والمصبرات.. التي ترد إلينا من المنظمات الغربية التي لا تزيد لنا خيراً.. ولا نريد شيئاً من الدول والإدارات التي تظن أنها قادرة على تجويعنا وجعلنا تابعين لها بهذا الحصار غير المبرر الذي لا نجد له تفسيراً إلا تركيعنا وتحويلنا إلى حيوانات تابعة للسيد.. فنحن خلقنا أحرارا وأولاد تسعة مثلنا ومثلهم ولنا ديننا ولهم دينهم. إذا فإن أمر حياتنا بأيدينا.. إن زرعنا وأنتجنا سنحقق الكفاية ويقينا المولى عن القمح الأمريكي ودولارات البنك الدولي، ويورو الاتحاد الأوروبي وجنيهات المملكة المتحدة التي كانت وما زالت السبب الأساسي في مشكلاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية، فلابد لنا أن نحرر اقتصادنا بالإنتاج.. ولابد لنا أن نتحرر من أسر الجهويات والقبليات والعنصريات.. وقد زرعتها بريطانيا منذ سنوات الاستعمار بعد تقويض وحدتنا الوطنية تحت راية الثورة المهدية.. زرعت فينا فتنة التفرق.. ولم يكن للمستعمر أن يخترق صفوفنا المتراصة إلا ببث الشائعات وإثارة الفتن وإعلاء رايات القبليات والجهويات وبالضرورة وجدت جوانب الفتنة تلك أذناً صاغية وتجاوباً متدرجاً.. والآن نحن نعاني من نتائجها في وحدتنا الوطنية وهم يجنون ثمرات ما زرعوا قبل قرن كامل كمخطط استراتيجي بإثارة الانشقاقات وتقويض وحدتنا في مقابل برامجهم الاستنزافية لمواردنا وإعادة استعمارنا مرة أخرى باعتبار القارة الإفريقية عبارة عن مخزون استراتيجي خام لتخدم أجيالهم القادمة بعد أن تفقد أراضيهم القديمة كل مخزونها من المعادن والبترول والخصوبة. إذاً علينا أن ننتبه لهذه المخططات وننأى بأنفسنا عن الانزلاق في آتون هذه الشراك ونعيد صياغة مجتمعنا ونعتمد على مواردنا وثقافتنا الغذائية باستخدام الذرة والدخن بديلاً للخبز المصنع من القمح الأمريكي وهو مخطط بدأ تنفيذه عند منتصف القرن الماضي عندما بدأنا نتحول في غذائنا من الكسرة إلى الرغيف، ومن العواسة إلى المخابز البلدية ثم الآلية بل ومن الخبز البلدي إلى (التوست) عندما ظهر مخبز بابا كوستا بالسودان الأفرنجي وهزم كل إرثنا الغذائي، وصارت المائدة السودانية جلها تستخدم الخبز الأفرنجي.. وراحت الكسرة منحسرة توارت عن الأنظار بعد أن كنا نأكلها حتى بالموية إذا نفذ الملاح.. ثم نحمد الله ونشكره على نعماته.. وكان فرن سيحة وخبزه من أفضل أنواع الخبز البلدي يناطح السحاب ثم انزوى وتوارى وجاء بديلاً له الخبز الأبيض والتوست المليء بالكيماويات ليغير عاداتنا وثقافتنا الغذائية من البلدي إلى الأفرنجي وغزتنا الأمراض والأعراض لأسباب البروميد والكيماويات وصرنا أمة كسولة تعتمد على الآخرين.. وقد آن الأوان لنعيد ثقافتنا الغذائية سيرتها الأولى ونعتمد على الله وعلى أنفسنا ولنحارب الخبز الاستعماري ونتحرر من الابتزاز والمزايدات.
315
| 08 سبتمبر 2012
تبدأ اليوم المحادثات بين وفد بلادنا ووفد العالم الغربي كله.. وأعني أننا لوحدنا نفاوض مجموعات من الأجندة الغربية الصليبية منها والصهيونية والاستعمارية ولا أقول وفد الحركة الشعبية ولا وفد دولة جنوب السودان..وفدنا يواجه وحيداً دون مساندة عربية أو إسلامية أو افريقية، حتى تحالفاتنا وتجمعاتنا الإقليمية لا تسعفنا وتقدم المشورة والرأي الصائب والنصيحة والدعم.. وأقرب مثال لما أقول هو عندما اختلفنا مع مفاوضينا في رسوم العبور العادلة، كان التوجيه الصادر من الدول المساندة لأعدائنا هو إغلاق آبار النفط تماماً كما أغلقتها شركات التنقيب الأمريكية عام 1984 في أعقاب إعلان السودان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وأنا أجزم بأن أسباب الحرب المفروضة علينا هو ديننا.. وأسباب إصدار قانون المناطق المقفولة من قبل حكومة الانجليز الاستعمارية كانت الإسلام الذي يدين به أهل السودان والثقافة العربية القاسم المشترك بين قبائل السودان جميعاً في الشرق والغرب والشمال والجنوب يذهب وفدنا وحيداً.. ويجلس وحيداً ويحاور وحيداً انطلاقاً من قناعات أهل السودان أما الوفد المقابل فيتحدث بلغة المستشارين.. والأصدقاء..والحلفاء.. ويفاوض بإرادتهم ووفق خططهم ورؤاهم وبرامجهم واستراتيجياتهم. وهذا يتضح من الأساليب التي يتخذونها في كل جولة.. فتارة يعرضون علينا الأموال في مقابل الأرض والمدن مثل ابيي.. وطوراً يقحمون موضوع قطاع الشمال وثالثة يخرجون علينا بموضوعات غير مضمنة في الأجندة وذلك بهدف إرباكنا او استفزازنا لنبدو أمام الرأي العام العالمي والمحلي وكأننا متعنتون ورافضون للحلول أو حتى التفاوض بينما الصورة أمامنا واضحة حدودنا واضحة وقانونية والكل يعرفها.. المناطق التي يدعون أنها جزء من الجنوب تحكمها القوانين الدولية ولا مجال للمساومات.. الخارطة التي عرضوها على الآلية الأفريقية خارطة جديدة أي بعد الاتفاقية والاستفتاء وتقرير المصير إن كان الشعب الجنوبي قد أسهم حقيقة في الاستفتاء وكانت النتيجة كما أعلنت.. والمسألة هنا كانت واضحة ولا تحتاج إلى أدلة بتزوير نتيجة الاستفتاء فأسرعنا بالاعتراف بها وبالدولة الاصطناعية الجديدة ولا أدري هل كانت عجلتنا في الإسراع بالاعتراف بالنتيجة حتى قبل أمريكا التي نصبت الشراك وأسهمت في العملية عن قناعات حقيقية أم نتيجة لضغوط وتهديدات وترغيب وأنا أرجح الأخيرة لأننا كنا بحاجة لإرضاء السيد الذي لا يفي بالعهود ولا يعترف بالقوانين والأعراف.. وأستطيع أن أقول إننا أخطأنا بقبولنا حتى لمبدأ تقرير المصير حتى ولو أقرته الأحزاب السياسية في مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرة مكايدة للحكومة ورغبة في اهتزاز موقفها سواء قبلت بتقرير المصير أم رفضته. أعود لمسألة المفاوضات في أديس أبابا.. خاصة بعد وفاة صديقنا ملس زناوي فامبيكي غير محايد.. وفي أي لحظة يمكن أن ينضم إلى الحملة العنصرية ضد الشمال العربي المسلم.. وافريقيا كلها بحكوماتها وحكامها لا تملك الإرادة ولا الدين ولا المصداقية التي تسعفها لاتخاذ مواقف معارضة لرغبات الآسياد الغربيين من سياسيين واقتصاديين طامعين في مواردنا ودينيين متعصبين صليبياً وصهيونياً ضدنا كمسلمين وكعرب حتى ولو كنا ملونين بألوان إفريقيا ومجللين بالسواد.. المفاوضات لن تنتهي.. والأجندة سوف يسعون لتغييرها.. وبند الأمن لن يجد الأولوية.. وسوف يمارسون معنا كل أساليب المخادعة والحرب النفسية والتلاعب بأعصابنا ومشاعرنا حتى نيأس ونزهج ونقبل بأي شيء.. أجندتهم واضحة بالنسبة لي وضوح الشمس في رائعة النهار.. وتذكروا حديثي هذا.. إنهم يخططون لحكم السودان كله بعد إبادة أهل السودان وإخراجهم من دينهم.. واستئصالهم عن ثقافتهم العربية.. وتذكروا ما حدث في تنزانيا (بتنجانيقا وزنجبار).. أقول للذين ما زالوا يقفون عند المحطة الأولى رافضين دعوات رئيس الجمهورية لجمع الصف الوطني بأن موقفهم هذا إنما سيكونون إضافة إلى رصيد الجهات المتربصة بالسودان وهويته ووحدته وبقائه.. وأنهم بهذا التعطيل لتشكيل صف وطني موحد برؤية موحدة حول الهوية والوطن والحفاظ عليه سيكون إضافة للقوى الصهيونية والصليبية التي تستهدف هويتنا وديننا وبقاءنا على وجه الأرض..
342
| 06 سبتمبر 2012
هذا العام هطلت الأمطار في جميع أنحاء بلادنا بلا استثناء وعلى غير العادة وعلى غير ما توقع البعض من أن صعوبات جمة سوف تواجه حكام البلاد لأسباب منها ما هو من صنع البشر وكيدهم وعنجهيتهم ومنها ما هو من الغيبيات التي لا يمكن التنبؤ ولا قراءتها على موجات الأقمار الصناعية وراصدات الأجواء.. فمنذ ما يزيد على نصف القرن كانت المناطق الشمالية من السودان تتلقى الأمطار وتأتيها السيول ويثور نهر النيل ويخرج عن مساره ومحيطه ليعيد للأرض خصوبتها وللأشجار نضارتها وخضرتها وللأنام والمواشي غذاءها.. ولكن شيئاً فشيئاً ونتيجة لحركة الكون وتغير تضاريس الأرض نال الجدب والجفاف ورحلت الأمطار جنوباً وبرزت الكثبان الرملية وغطت على الأرض الخصبة ما عدا شواطئ النيل..وتغيرت خارطة الإنتاج وترك الكثيرون الاشتغال بمهنة الآباء والأجداد المتوارثة منذ آلاف السنين.. ثم عادت الأمطار الهطول هذا العام ولكن ليس بتكرارات يمكن قراءة آثارها ولا بمعدلات يمكن التكهن بمفرداتها.. ولكن النيل الذي يجري وظل يجري منذ الأزل ما زال كما هو يسقي ويروي ويحفز الأرض وهذه رحمة من المولى عز وجل.. أما في بقية أنحاء السودان فإن السماء قد فتحت أبوابها ونزلت على الأرض والعباد الرحمات، وما عليهم إلا الشكر وطلب المزيد.. فالمساحات الكبيرة على أن كل مساحات السودان قابلة للاستزراع والإنتاج وتحقيق الكفاية لنا ولغيرنا.. ولا ينقصنا شيء سوى الهمة والتحرك والإيمان بالعمل نحن لا نحتاج إلى المعلبات والمصبرات.. التي ترد إلينا من المنظمات الغربية التي لا تريد لنا خيراً.. ولا نريد شيئاً من الدول والإدارات التي تظن أنها قادرة على تجويعنا وجعلنا تابعين له بهذا الحصار غير المبرر الذي نجد له تفسيراً إلا تركيعنا وتحويلنا إلى حيوانات تابعة للسيد.. فنحن خلقنا أحرارا وأولاد تسعة مثلنا ومثلهم ولنا ديننا ولهم دينهم. إذا فإن أمر حياتنا بأيدينا.. إن زرعنا وأنتجنا سنحقق الكفاية ويقينا المولى عن القمح الأمريكي ودولارات البنك الدولي، ويورو الاتحاد الأوروبي وجنيهات المملكة المتحدة التي كانت وما زالت السبب الأساسي في مشكلاتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية، فلابد لنا أن نحرر اقتصادنا بالإنتاج.. ولابد لنا أن نتحرر من أسر الجهويات والقبليات والعنصريات.. وقد زرعتها بريطانيا منذ سنوات الاستعمار بعد تقويض وحدتنا الوطنية تحت راية الثورة المهدية.. زرعت فينا فتنة التفرق.. ولم يكن للمستعمر أن يخترق صفوفنا المتراصة إلا ببث الشائعات وإثارة الفتن وإعلاء رايات القبليات والجهويات وبالضرورة وجدت جوانب الفتنة تلك أذناً صاغية وتجاوباً متدرجاً.. والآن نحن نعاني من نتائجها في وحدتنا الوطنية وهم يجنون ثمرات ما زرعوا قبل قرن كامل كمخطط استراتيجي بإثارة الانشقاقات وتقويض وحدتنا في مقابل برامجهم الاستنزافية لمواردنا وإعادة استعمارنا مرة أخرى باعتبار القارة الإفريقية عبارة عن مخزون استراتيجي خام لتخدم أجيالهم القادمة بعد أن تفقد أراضيهم القديمة كل مخزونها من المعادن والبترول والخصوبة. إذاً علينا أن ننتبه لهذه المخططات وننأى بأنفسنا عن الانزلاق في آتون هذه الشراك ونعيد صياغة مجتمعنا ونعتمد على مواردنا وثقافتنا الغذائية باستخدام الذرة والدخن بديلاً للخبز المصنع من القمح الأمريكي وهو مخطط بدأ تنفيذه عند منتصف القرن الماضي عندما بدأنا نتحول في غذائنا من الكسرة إلى الرغيف، ومن العواسة إلى المخابز البلدية ثم الآلية بل ومن الخبز البلدي إلى (التوست) عندما ظهر مخبز بابا كوستا بالسودان الأفرنجي وهزم كل إرثنا الغذائي، وصارت المائدة السودانية جلها تستخدم الخبز الأفرنجي.. وراحت الكسرة منحسرة توارت عن الأنظار بعد أن كنا نأكلها حتى بالموية إذا نفذ الملاح.. ثم نحمد الله ونشكره على نعماته.. وكان فرن سيحة وخبزه من أفضل أنواع الخبز البلدي يناطح السحاب ثم انزوى وتوارى وجاء بديلاً له الخبز الأبيض والتوست المليء بالكيماويات ليغير عاداتنا وثقافتنا الغذائية من البلدي إلى الأفرنجي وغزتنا الأمراض والأعراض لأسباب البروميد والكيماويات وصرنا أمة كسولة تعتمد على الآخرين.. وقد آن الأوان لنعيد ثقافتنا الغذائية سيرتها الأولى ونعتمد على الله وعلى أنفسنا ولنحارب الخبز الاستعماري ونتحرر من الابتزاز والمزايدات.
589
| 29 أغسطس 2012
سبعة عقود مضت وبلادنا تعيش عدم استقرار دستوري.. تعيش على دساتير انتقالية..أحزابنا السياسية أخفقت في التوصل إلى صيغة مقبولة لدستور دائم لتكون لنا دولة نتقاسم فيها الحقوق ونتبادل فيها الحقوق بموجب منطوق الدستور المتفق عليه، فلدينا مخزون استراتيجي من مشروعات الدساتير.. والدساتير الانتقالية وهي بالضرورة غير متفق عليها وغير معترف بها بإجماع الآراء.. فقد كان الإخفاق أول حكومة وطنية عقب الاستقلال وعبر الجمعية التشريعية في رسم معالم دستور أهل السودان الأثر والدور الأكبر في سلسلة الإخفاقات والخلافات التي توالت عقب فترة أول حكم عسكري بالبلاد عام 1985-1964 ثم الفترة الحزبية التي يعرفها البعض بالديمقراطية الثالثة 1985-1989، ثم فترة الإنقاذ التي شهدت أول دستور عام 1998، أجمعت عليه معظم القوى الحية في السياسة السودانية ثم انفضت من حوله بعد أن أضيفت في مراحل الإجازة كلمة واحدة هي (التوالي) ثم دستور عام 2005 عقب اتفاقية السلام الشامل.. وهو الدستور الذين بين أيدينا.. الآن ومنذ أن فاز الرئيس البشير في الانتخابات الرئاسية يستمر السعي حتى اليوم لتحقيق إجماع سياسي حول تشكيل لجنة قومية تمثل كل القوى السياسية السودانية لصياغة دستور دائم لبلادنا يمثل توافق أهل السودان حول ثوابت وقناعات تكون حكماً وفيصلاً لكيفية إدارة البلاد، ودون وصاية أو هيمنة أو تهميش لثقافة أو قومية أو فئة من فئات الشعب السوداني. أنني أحيل هذا الإخفاق الدائم والمستمر.. وهذه المشكلات والعقبات التي تعتري مسيرة الأمة السودانية إلى الأحزاب السياسية السودانية التي ظلت تتمسك بما تسميه ثوابت عندها ومناهج عمل ومفاهيم تحولت إلى شعارات.. ويظل كل حزب يتخندق في موقعه مدافعاً عن ثوابته بكل ضراوة ناسياً أو متناسياً أجندة الوطن وثوابته ومطلوباته.. وحقوق الوطن والمواطن المستقل عن هذه القوالب السياسية أو الحزبية المتجمدة المتخندقة.. فمتى نثور على هذه الخنادق..ونعود إلى عقولنا وانتمائنا للوطن ونعليه على انتماءاتنا الضيقة المتحجرة.. متى ندرك حقوق الوطن لنحفظه من الاعتداءات والأطماع.. متى تكون حركتنا للدفاع عن الوطن وحمايته موقعاً بدماء جميع أهل السودان.. ومتى يكون لنا إجماع على كلمة سواء ومتى نعود إلى رشدنا لنجلس إلى بعضنا ونعترف بحقوقنا جميعاً حيث لا فضل عربي على أعجمي ولا العكس في الشأن الوطني.. متى نبلغ مرحلة الجسد الواحد إذا تعلل منه عضو تداعى له سائر الجسد وتعاضد معه وضمه إلى حصنه.. ومتى يتخلى بعض أبناء الوطن الخروج عليه وتوجيه اللعنات إليه وإلى اليوم الذي أوجده على ترابه.. ويسيء إلى كل ما يجمعه بتراب هذا الوطن شيءً سعياً رخيصاً للعيش على فتات موائد الآخرين.. متى نحترم بلدنا..علمنا.. جواز سفرنا..اسم بلادنا..هذه الأرض الطاهرة. الوفية.. الرضية.. الحنونة التي تعطي بلا توقف وتستقبل الضيوف من كل صوب وحدب.. وتجمع بين مختلف ثقافات الشعوب والأمم والأفراد من القادمين إليها.. كل ذلك يتوقف على قليل من التنازلات من أحزابنا لتكون هناك نقاط تلاقي حول الوطن.. صياغة وأجازة دستور يثبت الحقوق.. ويثبت الواجبات ويفصل في ذلك ويعرف حتى يكون كل أبناء الشعب على قلب رجل واحد ويكون الوطن كالجسد الواحد.. اعتقد أن الأوان قد آن لكي تبلغ هذه الغاية فلنسرع لنوحد إرادتنا.. قرارنا.. رؤانا.. وهذا ممكن إن خلصت النوايا وابتعدنا ونأينا بأنفسنا عن أجندات الآخرين من المستعمرين واللاانتمائيين.
1688
| 28 أغسطس 2012
الأمطار هذا الموسم ما شاء الله.. نهر النيل نحمد الله كثيراً فائض من أول مرة المياه عند الخرطوم في مستوى فيضان 88 الذي أغرق الخرطوم كلها.. القاش فاض وامتلأ وخرج يمشي في الطرقات.. ألا يستحق كل هذا وقفة.. ونظرة.. وتأمل ألا يعني ذلك أن الله أراد بذلك أن يرد على كيد الكائدين ويقول لهم إنه يحفظ هذه البلاد من شرور البشر.. أليس في ذلك تأكيد على أن الله عز وجل ينصر من ينصره.. ويرسل له الماء الذي يحيي كل شيء.. ألا يوحي كل ذلك لنا بأن نتنادى ونصلي صلاة شكر خالصة لله تعالى أن روى أرضنا كلها من دارفور وحتى نهر القاش ومن فكتوريا وحتى تانا.. ألا يفرض كل هذا الذي نشهده حتى في الشمالية الصحراوية التي لا تضع أي حسابات للأمطار أن يصلي أهلها بالمطرة الوحيدة التي هطلت هناك وغسلت بيوت الأرضة التي تأخذ بخناق سيقان النخيل وتنخر فيها. أليس في هطول الأمطار في بقاع أرضنا إشارة إلى أن نزرع الأرض كلها ونحقق الإعجاز الذي يقول بأن السودان سلة غذاء العالم.. ثم نمد لساننا للمنظمات الدولية التي تريد أن تتدخل في شأننا الداخلي في جنوب كردفان والنيل الأزرق بحجة إغاثة أهل هاتين المنطقتين. نحن حتى في هاتين المنطقتين لسنا بحاجة إلى البسكويت المنتهية صلاحيته ولا اللبن الجاف الفاسد.. ولا غير ذلك من المعلبات النافدة.. الإنسان هناك بحاجة إلى التقاوي المحسنة.. والزراعات والحاصدات والتمويل طالما أن هناك أمطارا.. وهناك إرادة حرة.. وهناك أمن وحراسة له من هجمات المتمردين والخونة من بعض أبناء المناطق تلك.. المواطن هناك يحتاج للأمن والأمان والاستقرار.. ولو تحقق ذلك فهو قادر على أن يكيف حياته مع الطبيعة.. وقادر على توفير احتياجاته من عمل يده وقادر على الاستغناء عن الإغاثات وأجندة الغرب ومنظماته التخريبية. نحن ينبغي علينا أن نحقق أكبر فائدة ممكنة من (حصاد المياه) التي تجمعت بصورة أكثر مما أعددنا وفي مساحات كبيرة لم تكن في إطار توقعاتنا.. مما يدعونا إلى الانصراف نحو تكريس هذه الكميات الكبيرة من حصاد الأمطار والسيول والفيضانات لتعزيز قدراتنا الزراعية.. وبلاش حكاية كارثة (السيول والفيضانات) دي لأن المياه عمرها ما كانت كارثة والماء هو الذي وصفه المولى بأن جعل منه كل شيء حي.. النباتات.. الحيوانات.. الإنسان.. هي رحمة كبرى بأن توفر لنا كل هذا القدر من المياه.. صحيح سوف يخرب بعض المنازل.. وتجرف بعض المزارع.. ولكن جملة الفوائد أكبر بكثير من كل الخسائر.. ولهذا فالواجب أن نطلق على حالتنا هذه رحمة وفضل من الله وكرم وجود منه سبحانه وتعالى إذا تمكنا من استغلال كل هذه المياه بالصورة السليمة.. وابتعدنا قليلاً عن السياسة ليتحدث الإنجاز.. وليظهر الإنتاج.. وبالإنتاج لن نحتاج.. لا إلى قمح أمريكا.. ولا إغاثات المنظمات منتهية الصلاحيات ولا إلى أي وصاية من منظمات الأمم المتحدة الخربة.. صحيح سوف تصيبنا بعض الدسنتاريا والملاريا بسبب المياه الراكدة التي ستولد الذباب والبعوض ولكن هذا أفضل لنا كثيراً من الإغاثات الملغومة والدعومات المفخخة!.
401
| 23 أغسطس 2012
النزاع على الحدود بين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان هو نزاع يفتقد إلى المنطق ويجافي القوانين الدولية والأعراف.. ويتناقض مع المبدأ الأساس الذي قامت على ضوئه هذه الدولة الجديدة.. ومعلوم في القوانين الدولية والأعراف والسوابق أن الحدود الإدارية في الدولة الواحدة تتحول إلى حدود دولية إذا حدثت عملية انفصال إقليم أو جزء من الدولة وتحول إلى دولة معترف بها وعضو في المجتمع الدولي.. واعتراف السودان السابق لكل دول العالم – حتى أمريكا- التي تتبنى إثارة كل هذه المشكلات رغم مظاهر الكذب والادعاء غير المنطقي لبعض مسؤولي دولة الجنوب.. وعرض أموال مقابل أرض.. كل ذلك لا يعني أن يتخلى السودان عن شبر واحد من أراضيه المحددة المعلومة والتي بموجبها جرى الاستفتاء على تقرير المصير وبموجبها قامت الدولة الجديدة المنضمة إلى منظومة الأمم المتحدة بكل قوانينها ومحدداتها لتعريف الدول وحدودها الموثقة لديها. ولا يمكن أن تفرض علينا دولة أو مجموعة دول أو منظمات ألاعيب مكشوفة قام بها بعض المسؤولين في دولة الجنوب سواء بترجمة أسماء مدن أو مناطق أو برسم خارطة جديدة (قاطعنها من رأسهم) ولا ينبغي على المتفاوضين باسم حكومة السودان وشعب السودان التهاون على مثل هذه الالتفافات ومحاولات صرف اهتمام الناس بعروض مالية أو مساعدات مهما ضاق بنا الحال.. فما زلت أذكر تصريح باقان أموم قبل أكثر من عام بأنهم مستعدون لدفع مبلغ مقدر من المال مقابل تخلينا عن أبيي.. وهذا أمر مثير للضحك والسخرية.. وهذه المسائل الوطنية ليست(لعب عيال) وإذا هاجرت قبيلة من الجنوب وأقامت في الشمال أو حدث العكس فإن ذلك لا يعني أن تكون مثلا(مدينة دار السلام) بجبل أولياء ضيعة من ضياع باقان أو أي ساكن هناك من أي دولة أخرى ولهذا فإن هناك مرجعيات كثيرة.. تاريخ.. جغرافيا.. دراسات إنسانية.. قانون دولي.. حدود إدارية تتحدث عن حدود دولة الجنوب ولا بد لهذه الدولة أن تلتفت إلى لملمة شؤونها الداخلية بدلاً من مثل هذه الأمور الفارغة. فالمناطق التي تدعي حكومة الجنوب تبعيتها لها ووضعت لها خارطة جديدة ومسميات جديدة لا ينبغي أن تنطلي علينا مثلما انطلت أكاذيبهم على أوباما وكلينتون ونتنياهو وبعض قيادات الدول العربية التي أسهمت بكل ما تملك في تحقيق فصل الجنوب عن الشمال.. وهذه حقائق سوف يكشفها الزمن ويومها لن ينفع الندم نحن غير نادمين على انفصال الجنوب.. وإذا عاد إلينا تكون المياه عادت إلى مجاريها ولكن للذين يرددون أن الحكومة فرطت في الجنوب.. أو كما يدعي بعض أدعياء العلم ببواطن الأمور من العلمانيين الذين كانوا يهدفون إلى إجهاض المشروع الإسلامي كله الذي وضع أساسه قبل 1400 سنة عندما أمر الرسول الكريم أتباعه بالهجرة إلى السودان لحفظ الإسلام من شرور الأعداء وكفار قريش.. كان يكتب البعض من أمثال عبد الرحمن الراشد وغيره من أن النظام في السودان طبق الشريعة وفصل الجنوب ناسين أو غير مدركين أن قضية فصل الجنوب وضعت خطتها في بريطانيا في القرن قبل الماضي وجرى غزوه لاستئصال ثورة المهدي ودولته الإسلامية.. ولما وجدوا أن هناك استحالة بإجهاض المشروع قرروا فصل الجنوب وبعض المناطق في جنوب الشمال وهو ما يسمونها اليوم بقطاع الشمال.. شمال الجنوب وجنوب الشمال لكي تكون خطا فاصلاً بين الشمال المسلم والجنوب الذي يدعون أنه مسيحي!! ولهذا فإن المخطط بالنسبة لنا واضح ومعالمه لا تخفى على صاحب بصر وبصيرة ولا تفريط أيها المفاوضون باسم أهل السودان في شبر من أرض السودان وأنتم أكثر معرفة.. وعلماً.. وتمسكاً بحقوق الشعب.. ولو أدى ذلك إلى تأجيل أمر الاتفاق لسنوات وسنوات.. وكل عام وبلادنا وشعبنا وأمتنا بكل خير.
375
| 21 أغسطس 2012
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1134
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1056
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
684
| 18 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
660
| 21 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
660
| 19 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
651
| 18 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
588
| 19 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
522
| 18 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
516
| 23 ديسمبر 2025
في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...
444
| 18 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
414
| 23 ديسمبر 2025
في مجتمعاتنا العربية، لا يُقاس النجاح غالبًا بما...
405
| 17 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية