رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الشجرة المباركة

شجرةٌ لو قُدّر لها أن تنطق لحقّ لها أن تتمايل تيها وفخرا، بل جاز لها أن تبالغ وتزيد، فقد ذُكرت في كتاب الله (6) مرات، وأقسم الله بها، وهو الغني عن ذلك، وهي الموسومة من رب العالمين بالمباركة، كما أنها حازت الذكر والاهتمام من رسولنا الكريم، وذُكرت في الكتب السماوية الأخرى في التوراة والإنجيل، وحظيت بإجماع عالمي نادر على قيمة ثمرها، والزيت المعصور منه، لما يشتمل عليه من مواد نافعة لا تعد ولا تحصى، وحقّ لها أن تُطاول السحاب عزةً وفخارا، فيكفي أن غصنها في فم الحمامة ما زال رمزا دائما للسلام والوئام في العالم منذ طوفان نوح عليه السلام. عن شجرة الزيتون المباركة أكتب، بمناسبة انطلاق موسم قطف ثمارها في هذا الوقت من السنة، في كثير من دول العالم، وهو موسم خير يمتزج فيه التعب بالفرح، يصاحبه السعي في الرزق، لدى ملايين الأسر العربية، فضلا عن كونه موسما اقتصاديا واجتماعيا رائعا بامتياز، تبرز فيه أسمى معاني التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، بحيث يتنادى القاطفون إلى الحقول مصبحين، حيث تغص بأعداد كبيرة منهم، ليكون لكل فرد من الأسرة في هذا الموسم دور ومساهمة في إنهاء المهمة، حتى تجد أن كل شجرة يحيط بها عددٌ من الأفراد، رجالٌ ونساء، شبابٌ وأطفال، بعضهم يأخذ مكانه في وسطها، وأخر يتسلق سلما ليصل إلى أعلاها، ونساء تلتقط الحبات الساقطة على المفرش تحتها، وشباب يجمعون الناتج في أكياس تمهيدا لحملها إلى المعصرة، وصولا إلى المحطة الأخيرة أي العودة بزيت يقطر فرحا. لو أخذَنا الحديثُ عما يشتمل عليه ثمرها وزيتها من معادن وفيتامينات وأحماض أمينية ودهنية وعناصر غذائية متنوعة، لطال الحديث وتشعب، لكن يكفي أن يُذكر أن منتج هذه الشجرة قد أثرى المطبخ العربي، وزاد من تنوعه وحيويته، ويكفي أن الرسول عليه السلام أوصى بزيتها غذاءً وعلاجا "كلوا الزيت، وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة مباركة". يقول الدكتور صبري القباني في كتابه الغذاء لا الدواء "لقد عرف الإنسان شجرة الزيتون منذ أقدم العصور فاستغلها خير استغلال إذا ائتدم بثمرها واستضاء بزيتها واستوقد وجزل حطبها". لله در هذه الشجرة، كم لها من الفضائل، وكم هي الفوائد التي أودعها الله فيها، فهي غذاء مكتمل ثمرا وزيتا، ومنها طاقة ووقود، كما أن باقي أنويتها المتبقي بعد عصر الزيت يستخدم علفا للدواب، وفي تسميد الأرض، أي أن فضلها يمتد إلى الإنسان والحيوان والنبات. أمّا إن تم الاعتداء على هذه المعمّرة الخضراء أبدا، الساكنة بجلال في أرضها، فإنها تعطي خشبا يستخدم في صناعة أجود الأثاث. في قائمة أصدرها المجلس الدولي للزيتون لعام (2018) - وهو منظمة حكومية تختص في المجال، وتأسس في اسبانيا (1959) برعاية الأمم المتحدة- اعلنت ترتيب الدول الأكثر إنتاجا لزيت الزيتون عالميا، كانت هناك (3) دول أوربية تحتل رأس القائمة، وهي اسبانيا وإيطاليا واليونان، تستأثر بثلثي الإنتاج العالمي أو يزيد، فيما دخلت (3) دول عربية القائمة، فكانت تونس أولا عربيا، ورابعا عالميا، فيما جاءت المغرب في المرتبة السادسة عالميا، وكانت المفاجأة أن تحتل سوريا الترتيب السابع عالميا، بقيمة انتاج (100) الف طن على الرغم من كل ما تمر به.

3422

| 23 يناير 2020

التدليس بين الماضي والحاضر

بقي أحد الفلاسفة يهاجم التاريخ مدى عمره، وينتقده بشدة، مما أثار فضول الناس من حوله، وعندما سألوه: لمَ كل هذا العداء الذي تكنه للتاريخ؟ أجاب: لذلك قصة؛ كنت يوما أجلس في بلكونة منزلي، وفجأة، وقع حادث سيارة أمام عيني، بعد ساعات رأيت خبرا في نشرة أخبار التلفزيون المحلي يتناول الحادثة، لكن بصورة مغايرة تماما لما حدث، ويروي تفاصيل مختلقة جذريا، وفي اليوم التالي صدرت الصحف المختلفة تتناول الواقعة برواية أغرب من الأولى، والأدهى أن كلاً منها نقلها بصورة تختلف كليا عن الأخرى. إذا كان هذا هو الواقع في زمن وسائل الإعلام الحديثة التي تسجل الحدث بالصوت والصورة، فهل يمكننا أن نتخيل كيف كانت تُنقل الروايات المختلفة للأحداث بين الناس عبر النقل المتواتر وخلال حِقب الزمن المختلفة؟ وكيف يمكن أن نركن تماما إلى ما وصلنا من وصف للأحداث دون أن نُعمل عقولنا فيما وردنا؟ ربما لا توجد أمة تغرق في تاريخها كما هو حال الأمة الإسلامية اليوم، لما نشأ عن التداخل بين الديني والسياسي، فالعودة إلى التاريخ يقع من باب أن ما يحدث في الحاضر، ربما وقع مثله في الماضي، ولهذا نعود إليه لنتعلم العبر والدروس كي نبني عليه في الحاضر والمستقبل، هكذا تفكر الأمم التي تسعى للتطور والتقدم، أمّا في حالنا فقد علقنا في ماضينا ولا نكاد نفلت منه منذ زمن الحسين ويزيد. في البدايات كان تأريخ الأحداث يشبه الأدب القصصي، وله قصدٌ من مقاصد التسلية، لذلك كان يزخر بالشعر والبلاغة والخيال، ويركز على الجوانب التي تسرّ الناس، ويتشوقون لسماعها، أمّا الحدث التاريخي نفسه كما وقع، بدقة، وموضوعية، فيبدو أنه كان آخر اهتمامات من تصدّى لنقل هذه الروايات، ولا أدل على ذلك من ربط التاريخ بِسير ذاتية لأفراد، أو أسر تُنسج حولهم قصص البطولات الوهمية، وتحاك عنهم الحكايات الخرافية، في ما يسرده القاص، أو الراوي، لكنها بطبيعة الحال تستهوي المتابعين، وما أدل على ذلك من قصة الزير سالم، أو السيرة الهلالية في تراثنا العربي، أو الالياذة والأوديسا في تاريخ الإغريق، بحيث كان يبلغ شغف الجمهور بهذه القصص أنهم لم يكونوا قادرين على انتظار بقية القصة حتى اليوم التالي، ومن النوادر أن أحدهم ذهب إلى الراوي آخر الليل مهددا ليخبره بما سيحدث لبطل القصة. من يقرأ في التاريخ يرى العجب في رجب، من حيث التفاوت حد التهافت في مبنى الروايات، أو السير، أو الأحداث، أو تغاير الزمان والمكان، لذلك لا حاجة للتأكيد بأن التاريخ كُتب دائما بقلم الغالب أو المنتصر، وبمداد التسلط والاستبداد، حتى أننا نجد أن الأحداث الجسام كالحروب مثلا وسمت بأسماء القادة أو الزعماء، دون النظر لتضحيات الأمة أو الأفراد، ومن هنا فإن التاريخ كان أشبه ما يكون بسجل أو سيرة ذاتية تسرد بطولات خرافية وأحداث غير واقعية. تاريخيا، بقيت مائدة السلطة في بلادنا لا تحتمل المشاركة، وبالتالي كانت الانقلابات أهم طرق تداول السلطة لدينا، بحيث يصاغ التاريخ حسب السلطة القائمة، يتغنى بإنجازاتها دون التعرض لعيوبها، وما أن يحدث الانقلاب عليها، حتى تذهب الحسنات وتبقى السيئات، وطبعا يُضمّن هذا التدليس في مناهج أطفالنا، وربما أبرز مثال على ذلك ما حدث في مصر، عندما تمّ تشويه العهد الملكي لصالح الثورة (الانقلاب) عام 52، وبتنا اليوم نجد الناس تنتقد بشدة عهد الجهو-ملكية العسكرية، وتعيد الاعتبار وتستحضر الحنين لعهد الملكية. اليوم أيضا في ظل تدفق معلوماتي ضخم عبر وسائل التواصل والإعلام، يبدي في ظاهره التنافس على معاينة وجه الحقيقة، لكنه في باطنه يروج للتدليس وقصدية التضليل، من خلال العبث في الخبر بطرق شتى وأساليب حديثة، فوقع الناس في حيرة، كيف وممن يطالعون وجه الحقيقة؟ لكنّ الخطورة هنا تكمن في أننا ندرك أن الثقافة والتعلم العرضي الذي يتعرض له أطفالنا مغلف بالكذب والتدليس، دون أن تكون لديهم القدرة على فض الغلاف الزائف. يتعرض البعض اليوم للتاريخ متذرعا بتنقيحه، ممّا قد علق به من شطحات، وهي دعوة ظاهرها الإخلاص، وباطنها يكشف عن سوء الطوية، ومع أنني أقر مبدأ الدعوة لإعادة قراءة التاريخ بصورة واعية، فإن الاعتراض على هؤلاء يأتي من عدة وجوه، منها أن الكثير ممن يتصدون لها لا شأن لهم بالتاريخ كعلم أو تخصص، والوجه الآخر أنهم أظهروا انحيازهم من خلال مهاجمة الشخصيات التاريخية بصورة سوقية، بعيدة عن المهنية، لصالح مناصرة طرف ضد آخر، وبهذا فقدوا المصداقية، ومزايا الباحث الحقيقية، لذلك فإننا نشد على أيدي دعاة البحث النزيه، ونرفض طالبي الشهرة وسالكي درب الابتذال. كل عام وأنتم بخير  

1634

| 19 يونيو 2019

مؤسسة حمد الطبية شكرا

في بادرة مقدّرة ومثيرة للاهتمام، تشير إلى مهنية راقية في التعامل مع المرضى والمراجعين، أعلنت مؤسسة حمد الطبية عن نيتها توفير خدمة الترجمة للجميع، إدراكا منها لأهمية تقديم خدمات صحية"آمنة وحانية وفاعلة"إلى الجمهور، ولا شك أن ذلك يستحق الإشادة من باب اشهار المواقف الخيّرة والمبادرات الجميلة في الحياة،واستحسان العمل الدؤوب لإعلاء قيمة الإنسان وشأنه، وهي بذلك تسعى لتقديم الخدمة للجميع بأعلى معايير الجودة المهنية والعالمية. تُلزم المؤسسة نفسها بحق المريض أن يتلقى تشخيصا وعلاجا واضحا ومفهوما لديه، أو مرافقيه،وبلغته الخاصة، ليدرك تماما الخطوات والإجراءات المتبعة معه، دون أن يشعر بحرج أوعدم فهم، حتى يطمئن هو وأسرته أو ممثليه بأن تشخيصه وعلاجه يسير كما ينبغي. يعيش اليوم في دولة قطر ما يزيد عن 2,7 مليون نسمة، يتوزعون على عدد كبير من الجنسيات،قد يقترب من (100)،حسب مصادر وزارة الداخلية، لكن ناطقا باسم المؤسسة الطبية ذكرأن هناك 6 لغات رئيسة هي العربية والانجليزية والفلبينية والاوردو والهندية والنيبالية تغطي 95% من متلقي الخدمة، لكن الجديد في المبادرة أنها تؤكد على حق المريض مهما كانت لغته الأم خارج مجموعة الست الرئيسة بأن تتوفر له الترجمة المناسبة، وما عليه إلّا أن يبلغ كوادر المؤسسة ليتم العمل على توفير الخدمة، من خلال توفير مترجمين من كافة اللغات، بحيث يتم توفير الترجمة الفورية للمريض، خلال الموعد الطبي الخاص به، أو خلال تقديم أي خدمة طبية بالمؤسسة، وفي حالة عدم وجود المترجم المطلوب عندها يتم اللجوء إلى السفارات أو الجهات المعتمدة لتوفيره. لقد كان يثير اهتمامي وبناءً على مشاهدات واقعية، أن التواصل حول تداول المشكلة الصحية موضع المراجعة بين المريض أو ممثليه من جهة وكادر الخدمة شبه مفقود، وقد يتحول إلى لغة هجينة، ليس لها ملامح أو هوية، وقد تنقلب إلى لغةالإشارة، وهنا قد يترتب على هذا الوضع ضبابية الرؤية لدى الطرفين، مما يترتب عليه فقدان الكثير من الحقوق، والتباس في الواجبات،مما ينشأ عنه أخطاء ليست بسيطة. لكن -والحق يقال- أن الصورة ليست دائما وردية، فالوضع في قسم الطوارئ -مثلا- في المستشفيات والمراكز التابعة للمؤسسة ما زال يتعرض لكثير من الانتقادات من المواطنين والمقيمين على حد سواء، فلا يعقل أن هذا الارتقاء والإحساس العالي بالمسؤولية الذي تبديه المؤسسة، والمقدر من الجميع تجاه صحة المجتمع، تبرز خدمة الطوارئ بهذه الصورة، فقد حدث أن جلست ساعات طويلة مع ابني الذي يئن من الألم قبل أن يتم الكشف عليه، بل كنت مضطرا أحيانا لترك الموعد قبل تلقي العلاج لطول الإجراءات ووقت الانتظار وقد سمعت قصصا كثيرة تؤكد ما أرمي اليه. لقد اطلعت على ميثاق حقوق ومسؤوليات المريض، وأسرته، أو ممثليه، الخاص بالمؤسسة، فأعجبت حقا بما يزخر به هذا الميثاق من حقوق متكاملة للمرضى وأسرهم وممثليهم، والتي توفرها المؤسسة وتسعى إليها في كل مستشفياتها ومراكزها، أمّا المسؤوليات فهي تخص ما يترتب على المريض من أمور تتراوح بين الحرص على مصلحته الصحية، وعدم الإضرار بالآخرين كمنع التدخين، ورفض التخريب، واحترام الكوادر العاملة، بالإضافة إلى الالتزام بالحقوق المالية، وهذا يدلل على سعي المؤسسة إلى رفع مستوى العيش الإنساني في مجال الرعاية الصحية للوصول إلى أعلى معايير التنافسية على مستوى العالم وفي كافة الجوانب.

753

| 11 مايو 2019

أضيئوا اللون الأزرق

فهد طفلٌ في العاشرة من عمره، يبدو وسيما، لا يعاني من إعاقة ظاهرة، أوخلل في قنوات الحس لديه، يتمتع بصحة جيدة، لكنه سرعان ما يثير اهتمام من حوله في كل مكان يتواجد فيه، فهد ليس منفصماً، ولا منطوياً، ولا منعزلاً، بل يبدو للوهلة الأولى أنه عاديٌ، لكنه يبدي أحيانا تصرفات غير لائقة، أو ردّات فعل غير منسجمة، وسرعان ما يتكشف أمام الآخرين ما هو غير عادي فهو يتحول في لحظة إلى نحلة لا تعرف السكون ويتبدى أنه فاقدٌ للتواصل البصري واللفظي والاجتماعي،وهنا تلتهمه نظرات الفضول والدهشة، مما قد يربك الأهل، أو يضعهم في مواقف لا يرغبونها، فالآخرون -غالبا- لا يقدرون هذا الاختلاف في الحياة حق قدره. في الثاني من نيسان الجاري،أنيرت العديد من المباني والمعالم الأثرية والسياحية الهامّة في مدن العالم أجمع باللون الأزرق على مستوى العالم، كعلامة بارزة على إحساس عالمي عميق مما يعاني منه فهد،وأمثاله من الملايين على مستوى العالم،بما يسمى مرض الذاتوية (اضطراب طيف التوحد)،لكن لمن يسأل عن اللون الأزرق، فبعد بحثٍ وتقصٍ، وجدتُ أن الأمر لا يتعدى الظن والاجتهاد،ومبنيٌّ على أفكارٍ تقول إن الذكور يصابون به أكثر من الإناث بأربعة أضعاف، فاستحوذ على ذهن المحتفين هذا التفسير غير المقنع، أي أنه مرض ذكوري، واللون الأزرق بدوره «مذكر» بامتياز! أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام (2007)يوم الثاني من نيسان من كل عام يوما للتوحد، وتم إبرازه لأول مرة عام (2008)،بهدف زيادة الوعي بالمرض، والتوحد معا من أجل التوحد،ودمج المصابين به في المجتمع،وتعزيز دورهم في التنمية المستدامة، فضلا عن دعم المصابين وأسرهم، وإثارة الاهتمام بمشكلات وتطلعات هذه الأقلية الكبيرة،حيث ما زال الغموض يحيط بالمرض، وأدبياته، وفي كل مفرداته؛ التوصيف، الأسباب، الأعراض العلاج، والتشخيص. يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، نرفع أصواتنا عاليةً ضد التمييز، ونحتفي بالتنوع في مجتمعنا العالمي، ونعزّز التزامَنا بالإدماج التام للمصابين بالتوحد، وبكفالة مشاركتهم الكاملة، فمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم كاملةً، جزء حيوي من جهودنا الرامية إلى الوفاء بالوعد الأساسي الذي قطعناه على أنفسنا في خطة التنمية المستدامة لعام (2030)، وهو: عدم ترك أي أحد خلف الركب». أمّا الشعار المرفوع لفعاليات هذا العام فهو «التقنية المساعدة،والمشاركة الفعّالة»، وهو شعارٌ ينبض بروحٍ فاعلة ومتقدة، نسبةً لما تحدثه هذه التقنية في حياة هؤلاء، بل أنهم بها ومعها يُبدون ذكاءً يُحسدون عليه. يُعرّف مرض اضطراب طيف التوحّد: «أنّه مجموعة من الاضطرابات العصبيّة المعقدّة التي تتميّز بأنماط متكرّرة من السلوك، وصعوبات في التواصل الاجتماعيّ، والتفاعل مع الآخرين» وكان أول ذكرٍ للتوحد تاريخياً عام (1911) بواسطة السويسري يوجين بلولير، وهو مصطلح يوناني الأصل يعني “الذات”، وبالعربية “التوحد” بما يعني العزلة أو الانعزال. تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية أن هناك حوالي 70 مليون مصاب (2017) على مستوى العالم، وأن 1 من 160 طفلا يُصاب به، لكن هذه النسبة غير دقيقة، بل متفاوتة، بشكل كبير، تبعا لتراخي أو تشدد محكات التشخيص. لست في وارد الحديث عن اضطراب طيف التوحد، بصورة شاملة أو تخصصية، بقدر ما أهدف إلى الاسهام-بتواضع- في إثارة الاهتمام بفئة من الناس، تجسد روح التمايز بيننا، بل قد تثري النظرة إلى الحياة، حيث إن في هؤلاء من يثير الاهتمام بدرجة عالية، لما يتمتع به من ذكاءٍ أو موهبةٍ خاصة، ولا يخفى أن أحد أسرار تقدم عالمنا يتمثل في قيمة الاختلاف بيننا، ولو كنا متشابهين لم نكن لننجز ما تحقق حتى اليوم على مستوى الكوكب. هو المهندس الشاب أحمد طه وهدان، فقد خُطف من أمام أحد مطاعم مدينة 6 أكتوبر واختفى احمد عام 2016 قسريا. وبعد تعذيب وجلد وسحل،حكم عليه بالإعدام هو وإخوانه الثمانية في قضية اغتيال النائب العام من قضاة الانقلاب. ونفذ الحكم ظلما وجورا فلقي الله ثابتا شهيدا فلم يقبل الضيم ولم ينزل على رأي الفسده المجرمين ولم يعط الدنية من دينه ووطنه وشرعيته، وكانت هذه رسالته لابنته ليلى التي لم تبلغ من العمرعامين (بُنيتي اعلمي يا حبيبة قلب أبيكِ لم يرتكب أي جرم أو ذنب. حبيبتي كان همي هو حمايتك و إيجاد وطن يحميك وليس مجرد سجن كبير تعيشين فيه، سامحيني لم أستطع ضمك ضمة أخيرة أو اقبل جبينك الطاهر، لكني سأنتظرك هناك على باب الجنة حيث لا فراق ولا وداع غاليتي أحبك” صدقت ربي (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ) وهكذا يستمر النضال لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فبين أبي ليلى( احمد وهدان) و(عمر أبو ليلى) عنوان هو الشهادة ،منه نعرف طريق الرجال شعارهم (الله غايتنا والقرآن دستورنا والرسول زعيمنا والجهاد سبلينا والموت في سبيل الله اسمى أمانينا) فحينما تريد أن ترى مشاهد القوة لحظة ضعف المتخاذلين ومشاهد العزة لحظة انكسار وخور المرجفين الذين في قلوبهم مرض من المتخاذلين والمنهزمين فهؤلاء هم! وفي المقابل من المسلمين من لا زالوا عيالا. يبحثون حتى يصلوا لمرتبة الرجال.لكن منهم من ينتظر والشاهد(وما بدلوا تبديلا.) ومنهم الموتى الرعاع أهل الجمع والطرح للأموال يكفيهم ان يأكلوا ويطعموا ويناموا،هربوا من ساحات الوغى، موتى فالنخوة والإباء قد اصبح فيهم قتيلا. لزموا الجحور وطلبوا أن ننافح ونضحي عنهم فالجبن صار فيهم قرينا. حياكم الله آباء الليالي. فاللهم ارزقنا المعالي وثباتا من عندك فلا نبدل ولا نذل إلا لك، اللهم حياة وشهادة في سبيلك.

1441

| 10 أبريل 2019

اليوم العالمي للكتاب.. وأسبوع القراءة

من نافلة القول إن مرقى القراءة لا يطاوله مرقى آخر في الحياة، فهي تحملك وأنت قابع في مكانك إلى شتى البقاع والأصقاع، تعبر بك في غابر الزمان وحاضره وقابل الأيام، تُلقي تجارب الغير بين يديك، وتصبها في مجرى حياتك، فضلا عما تجنيه من أدب وفن وعلم ومتعة وخبرة، إذ إنك تحيا في كل كتاب حياة أخرى، وتذهب معه مذهبا بعيدا، فبيدك أن تعيش ألف حياة. يمتاز القارئ النهم عن غيره بأنه صاحب فكرٍ وهدفٍ وهوية، جرابه مكتنز -أبدا- بحلو الثمر، وجميل الدرر، مع كتابه يجد الأنس، وحسن الرفقة، حيث لا يمل ولا يكل، وإن ترك فلاعتب أو لوم من خير صديق. لله در الشاعر العربي الكبير المتنبي إذ يقول: «اعزُ مكانٍ في الدنى سرجُ سابحٍ، وخيرُجليسٍ في الزمان كتاب». تُقر البشرية جمعاء بقيمة القراءة من خلال إقرار يومٍ عالمي للكتاب، في إجماع نادر وتقدير عظيم لقيمة الكتاب في الحياة على مستوى أمم الأرض جمعاء، والقراءة هي دالة التحضر ورائدة الأمم للقيادة، ورافعة التقدم، يمكن أن يبنى عليها على مستوى العالم، وإذا ما كان البعض يشتكي من الملل والفراغ، فإن الكتاب كان صاحبا وفيا في جيب أو حقيبة بعضهم في الحل والترحال. تحتفي دولة قطر بيوم الكتاب، ويوم القراءة العالمي - أقرته منظمة اليونسكو في مؤتمر باريس عام 1995- حيث تقام الفعاليات المختلفة التي تبرز المناسبة، وتعلي من شأن الكتاب، وتحفز الجيل على القراءة، وترسل الدعوة للناشئة من الأبناء في اطار جميل؛ افتحوا كتابا، واجعلوا من القراءة أسلوب حياة، ويقوم على هذه الدعوة شراكات بين المدارس والجامعات والمؤسسات المدنية والرسمية التي تقدمها تحت عنوان ينبض براقي المعاني «وطن يقرأ يُقرأ- قطر تقرأ»، وهي من المبادرات الرائدة التي لا تفوّت دولة قطر -كعادتها- فرصة إبرازها، والاحتفاء بها، فضلا عن كونها مناسبة تستعيد ذكريات البعض مع القراءة، أو تربط البعض الآخر بعادة عدت عليها العاديات، ونافستها مشاغل الحياة، وهنا حري بنا أن نذكر معرض الدوحة للكتاب، الذي يلتئم منذ عقود ويعتبر -بحق- مثار فخر إذ يستقطب أشهر دور النشر العربية والأجنبية، ويزوره الآلاف في كل عام. عندما تخالل كتابا، فأنت تتخطى حدود المكان والزمان، وتذهب إلى حدائق غنّاء، فربما اخترت أن تجتاز عتبات الماضي، لتمر بتجارب الأمم السابقة، وما مر بها من أحداث، أو تركت من آثار، وتتبين عندها الغث من السمين، وقد تحلق في عالم الخيال والفضاء،أو تغوص في عالم البحار بحثا عن اللؤلؤ والمرجان، وربما تنطلق في جهات العالم الأربع تكتشف ما جهلت، أو تقرّب ما بعدت عليك المسافة، أو تحلق في فضاءات لا حد لها، فتشعر وأنت تسترخي في مقعدك الوثير أن الكون بين يديك، وما عليك إلا أن تقدّر بنفسك ما جنيت من نزهتك في كتابك المفتوح أبدا. لا شك بأن ظاهرة العزوف عن القراءة لدى الشباب تثير القلق لدى مختلف فئات المجتمع، ويسعى الجميع لمحاولة إعادة القاطرة إلى الطريق الصحيح، من خلال أساليب علمية وواقعية وجمالية جاذبة، فوسائل التقنية الحديثة سرقت منهم الجمال الحقيقي والقيمة والفائدة، فلا يعقل أن تكون الصور الثابتة والمتحركة التي يتلقاها الطفل بشكل عشوائي في مواقع التواصل الاجتماعي بشتى صورها أساس الثقافة العامة والتعلّم العرضي الذي يخضع له الأبناء، ويصبح التواصل بين الأسر وأبنائها أو بين الأجيال شبه معدوم بل يستثير الخوف والقلق على حاضر ومستقبل الأجيال.

2138

| 11 مارس 2019

خبز بلون الدم!

مفجع -حقا- ما وصل إليه حال الإنسان العربي في كثير من أقطاره، عندما صار رغيف الخبر مثار جذب وشد بين المواطن وأهل الحكم، فقد أضحى هذا الرغيف برمزه، يتصدر ثورات الجياع، وحراك البسطاء، بشعاراته وصوره، حين لم يعد سقف المطالب لديهم يتعدى توفير لقمة الخبز، ولكن خبث الحكومات ومكر السياسات جعل المساومات على رغيف الخبز تتصدر المشهد دون خجل. لكن لماذا الخبز؟ وما هذه القيمة العظيمة له لدى الشعوب حتى بين تلك التي لا يعتبر فيها أساس المائدة؟ يعتبر الخبز سيد الغذاء، والحاضر اليومي، وسر البقاء لدى الإنسان، وهو معروف منذ 8000 سنة، ويحظى لدى معظم شعوب العالم بشكل خاص بمعانٍ كثيرة، تتجاوز البعد الغذائي إلى معانٍ حياتية، وأخلاقية، مثل التعبير عن أن تناوله معا يعتبر دلالة المودة التي تستوجب الحفاظ عليها، كما يدل على الحياة نفسها، فالمصريون مثلا يسمونه العيش «الحياة»، بل يصل الحد أن الكد يكون من أجل العيش أي «لقمة الخبز»، ويعتبر العربي والمسلم الخبز نعمة واجبة الاحترام بصورة خاصة، بحيث لا يمكنه أن يراها تُرمى في الأرض دون أن يرفعها، وربما تفرض العادة عند البعض تقبيل الخبز عند رفعه، بمعنى أنه يحمل رمزا يتعدى القيمة الغذائية، أمّا عند المسيحيين فيؤشرون برمز الصليب فوق الرغيف عند تقطيعه بشيء من القدسية. لكن لماذا كان خبزنا في السابق متوفرا في ظل غياب المصادر والنعم، أمّا اليوم في ظل تفجر الموارد والثروات الهائلة في بلاد العروبة أصبح ممتنعا عزيزا، يكاد كثير من أبناء الأمة في أقطارهم المختلفة يحوزونه بشق الأنفس، ربما لا نجد ما يعبر عن هذا التناقض -بالقياس- غير مقولة الفيلسوف الإنجليزي الساخر برنارد شو عندما فسر غزارة الشعر في لحيته وندرته في رأسه بأنه «غزارة إنتاج وسوء توزيع». لقد بدأت العلاقة قوية وغريبة، منذ أن التقى الإنسان بالسنبلة لأول مرة، من حينه لم يفترقا، فالسنبلة تحتاج من يفرط حباتها، والإنسان يجمعها ويطحنها ويصنع منها خبزه، فقد أضحت حياتهما متبادلة التأثير، ومن هنا عُرفت الزراعة، واستقر الإنسان، ونشأت الحضارة، التي هي أساسا النتاج الطبيعي لصراع الإنسان مع محيطه. من الطرائف التي تروى عن قيمة الخبز في إشعال الثورات، وعن التفاوت الطبقي، والفروق الاجتماعية، وجهل أحوال الرعية، ما حدث إبّان الثورة الفرنسية (1789-1792) عندما خرجت الجموع الباريسية-مثلما تفعل الآن-زاحفة نحو قصر فرساي، مطالبة بالخبز، وقتذاك ردت ملكة فرنسا ماري انطوانيت زوجة الملك لويس السادس عشر بمقولة أضحت مشهورة حتى اللحظة «إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعهم يأكلون كعكا». برز -دائما- شعاران مهمان، ارتبطا بالخبز، يؤكدان على مفاهيم الحرية الاجتماعية، من قبيل “الحرية قبل الخبز»، والآخر يطلب العدالة الاقتصادية «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، لكن هيهات أن تتحقق هذه المفاهيم، ما دام قمحنا في مخازن غيرنا، وحيثما يعز الخبز على الناس يزداد القلق ويشتد التوتر. خسر وخاب كل من يستهين بخبز البسطاء، فقد كان للرغيف فعل تعجز عنه أعتى الأسلحة، حيث إن ثورات عظيمة قامت باسمه، وسقطت أنظمة وحكومات كان يظن أنها أرسخ من راسيات الجبال، فمن مصر إلى تونس إلى المغرب إلى الجزائر إلى العراق إلى الأردن إلى السودان إلى اليمن، كان الرغيف حاضرا بقوة، في كل الساحات والميادين، ينعى وحدة الجوع بيننا «بلاد الجوع أوطاني من الشام لبغدان ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصر فتطوان»، أمّا أهل السلطة لدينا فيبدو أنهم ما زالوا يعيشون نرجسية ماري انطوانيت في القرون الوسطى لكنّ الفطنة بفهم العبرة!.

1347

| 12 يناير 2019

الحوار... صحة وعافية

سأبقى أدعو إلى الحوار الذي يفضي - دائما وأبدا - إلى خفض منسوب التشنج بين الناس، بغض النظر عن مستوى الحوار- وطنيا أو إقليميا أو عالميا- أو أطرافه أو موضوعاته أو غاياته، لأنه بغياب هذا الحوار يعشش الاحتقان في النفوس، لينفجر كراهيةً في وجه الجميع، لكنّ جلوسهم معا والتحاور فيما بينهم قد يجنبهم شتى الموبقات، ويخرجهم من النفق المظلم، ويجلي بينهم الكثير من سوء الظن، فالحوار -مطلقا- في أي مجتمع وفي أي مكان وزمان يعتبر عنوان صحة وعافية. لا يسعى الحوار في رسالته الأخلاقية والإنسانية إلى نزع أو إدانة أو تصحيح الخلاف بين الناس، لكن مهمته الأساسية تكمن في عدم تحويل الاختلاف إلى خلاف، وبنفس الوقت يسعى لأن يجعل من التنوع والتعدد أساسا في صميم الحياة، ويعظّم شأن حرية الرأي، لكنه بالتأكيد يجب ألا يخضع لاعتبارات من لا يؤمن به أو بقيمه أو غاياته وآدابه. ربما كنت اليوم من فئة لم تعد قليلة، ممن يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من أن ننجر في أوطاننا -لا قدر الله- إلى مزيدٍ مما لا يحمد عقباه، حيث إن ما يحدث اليوم من ارتفاع وتيرة المناكفات، والمهاترات، واشتداد السجال الكلامي بين الناس على مواقع التواصل - على غير هدى ولا بصيرة - لا يمكن التسليم به للمجادلين، أو المتنمرين، بفرض وجهات نظر بعينها، وما دام هذا السجال غير مثمر، فإن الدعوة إلى حوار وطني تقترن بأهداف وطنية نبيلة، وتنتظم البلاد في طولها وعرضها تبدو ملحة، ليدفع باتجاه تشخيص المشكلات الوطنية بصورة صحيحة، ومن ثم اتاحة الفرصة أمام التوصيات التي تقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة. لم يعد غريبا أن نسمع ممن كنا نحسبهم في خانة الشعوب والأوطان، وكانوا على الدوام يسوقون أنفسهم بأنهم القابضون على الجمر، حديثهم بأنفسهم أنهم لم ينتموا إلّا إلى أهدافهم وأسرهم الخاصة، لذلك فإن الثقة بين الناس طُعنت في مقتل، فلم يعودوا مطمئنين إلى إدارة أو سياسة، ومن هنا فإن العمل على بناء الثقة من جديد بين الدولة بمؤسساتها المختلفة والمواطن، يعتبر غاية أساسية وقيمة عظيمة، فالثقة أساس العمل والبناء والتعاون في الحياة، مثلما أن الثلاثة معا تصنع الثقة، والحوار وحده هو رافعة هذه الغاية. قديما قال الشاعر العربي: « لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق»، فما أن تضيق صدور الرجال، وتنبئ عن ذلك أخلاقهم، لا يعودون قادرين على الجلوس متجاورين أو حتى متقابلين على طاولة الحوار، لإدارة الأمور بالعقل والحكمة، حينها تخرج الأمور عن السيطرة، ويدلف المغرضون من أوسع الشقوق، كما تمهد الطريق لأصحاب النوايا السيئة، وتصبح بدائل الحوار أقرب للتداول، مما يؤسس لنزاعات مؤسفة، ولنا في شواهد الحاضر كما الماضي عبرة. إن الحوار البنّاء يعتبر وسيلة وغاية في آن معا، فإن لم يستطع أن يقصم ظهر المشكلات بعصا سحرية، برزت له غايات أخرى سامية، لا تقل قيمةً وشأناً، منها؛ أن يرسّخ قيم التعدد والتنوع، وأن ينشر فضيلة التسامح بين الناس، ويعلي شأن الحرية المنضبطة ذاتيا، ويدعو لتداول الرؤى المتباينة على الطاولة نفسها، والاغتناء والاعتناء بقيم ومفاهيم الآخر، ومد جسور الثقة والتواصل معه، وتقريب وجهات النظر كأساس لحل المشكلات، بحيث يصبح من الطبيعي أن نرى المختلفين يتجاورون أو يتقابلون على الطاولة نفسها، يتصافحون قبل الحوار، ويتعانقون بعده، ويسلموّن بأن اختلاف الآراء، وتنوّع الرؤى، لا يفسد للود قضية، فالجميع يسعى لنجاح الحوار بغرض تجنيب الأوطان الخضات العنيفة. وردت لفظة الحوار أو مشتقاتها في القرآن الكريم ثلاث مرات فقط، في استدلالٍ على مراجعة الكلام بين طرفين والأخذ والرد فيه، أمّا الجدال ومشتقاته فقد جاء في 29 موضعاً، كان مذموما في 26 منها، ومحمودا فقط في ثلاثة، فالأصل فيه أنه مذموم إلّا ما قُيدّ منه بالحق والقول الحسن فنحن أمة تدعو للحوار وذم الجدال لأن الأول يهدئ النفوس والثاني يحقنها إلّا ما كان بشرطه كما في الآية الكريمة «وجادلهم بالتي هي أحسن».

1193

| 02 يناير 2019

لسان الضاد يجمعنا.. لنحتفي بلغتنا العربية

صادف يوم الثلاثاء الثامن عشر من ديسمبر مناسبة الاحتفاء باللغة العربية، حيث أقرت ذلك اليوم منظمة اليونسكو، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام (73)، نسبة لعدد الناطقين بها، فحلت لغة سادسة بصحبة كل من الصينية والفرنسية والإنجليزية والروسية، أي لغات الأعضاء الدائمين، إضافة إلى الاسبانية، لتصبح إحدى لغات العمل الرسمية في الهيئات التابعة للأمم المتحدة. لم يأت القرار محض صدفة، أو من فراغ، بل كان حصيلة جهود مضنية، امتدت لعقود شاركت فيها معظم الدول العربية، لكن إحقاقا للحق ومن باب أن ينسب الفضل لأهله، كانت المغرب أول من تبنّى المطالبة بوضع لغتنا الجميلة في مكانتها المستحقة ضمن قائمة الستة الكبار. تعد العربية من أهم اللغات السامية القديمة، ويتحدث بها حتى اليوم مئات الملايين من البشر على مستوى العالم، لكن ما زاد من أهميتها أنها لغة العبادة لما يزيد على مليار ونصف المليار من البشر، أي أن العبادة لا تصح إلّا بها، بل إن بها كتابات دينية للطوائف اليهودية والمسيحية الشرقية. في 1 تشرين (2012) قررت منظمة اليونسكو اعتماد يومٍ للغة العربية، واحتفلت بذلك لأول مرة في ذلك العام، لكن الاحتفاء بهذا القرار التاريخي كان على استحياء لدى أهل المناسبة، بل ربما مرّت دون أن يأبه بها أحد، وإن حاولت بعض المؤسسات والجامعات لدينا أن تثير اهتمام الأمة بعظمة لغتها، وإحياء يومها. لا يعنينا في الأمر احتفاليات، تملأ الفراغ في وسائل الإعلام، بقدر ما نتوقع أن يكون هذا اليوم قارعة ضمير، تسعى نحو مراجعة دورية، لحال لغتنا القومية والدينية، وما ينبغي العمل لاحقا، فنتوقف عند ما يستجد من تطورات تطولها من حيث التوسع أو النقصان في استخدامها. لم نعد نعرف اليوم بأي لغة يتكلم أبناؤنا وأطفالنا، إذ صار حديثهم مشوهاً، يشتمل على كلمات ولهجات مختلطة، بل إن هناك أقطارا عربية لا تعتبر لغة الضاد الغالبة فيها، بل يتم التواصل والتعامل بلغات أخرى، ولم تستطع التشريعات الرسمية - وهي مطلوبة بكل حال- أن تحمي أو تحفظ للغة مكانتها، مثلما أن مؤسساتنا التعليمية أو الأكاديمية باتت تتفاخر بالتعليم بغير الضاد وهي تخرّج الملايين من الطلاب، لكنها ليست على استعداد لتشغيل أحدهم، تعبيرا عن عدم ثقتها بما قدمته لهم، وبالتالي عدم احترامها لنفسها. لغة الضاد تعاني اليوم التهميش، من أبنائها قبل غيرهم، بحجة أن هناك لغات للعلم والعلوم، ولعمري أن اللغة لا تعاب بهذا، بقدر ما يعاب أهلها، الذين لم ينافسوا في تلك العلوم، وإلّا لمَ كان علماؤها الأوائل يكتبون بها، وشكلت كتبهم أساسا محترما ومعترفا به للنهضة العلمية العالمية الحالية، لكن هوان لغة قوم يأتي من هوان أهلها. في محاولة لرصد مظاهر أو مبادرات الاحتفاء بهذه المناسبة، أو الاهتمام بيومها على مستوى وطن العروبة، أو في العالم ممن يدينون بكتاب الله المنزّل بها، كانت هناك مبادرة فريدة رائعة تبنتها دولة قطر هذا العام، وهي إطلاق المعجم التاريخي للغة العربية، وكانت بمثابة هدية قطر لأمتها ولغتها، وهذه ليست بغريبة على قطر- فشكرا قطر-. يجدر التنويه هنا بأن دولة قطر أطلقت البوابة الإلكترونية للمرحلة الأولى لعمل متصل لا ينتهي، والمرجو أن يساهم جميع الغيورين من عشاقها أينما وجدوا في مواصلة هذا العمل الذي يؤرخ لكل لفظ في لغتنا الجميلة عبر تاريخها الطويل. يقول الدكتور علي الكبيسي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة: «إن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل مشروع أمة، وأن دعمه ورعايته يؤكدان حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز وجود أمتنا العربية من خلال النهوض بعنوان وجودها ورمز كيانها، وإن في المحافظة على اللغة العربية والاعتزاز بها دليلا على بقاء هذه الأمة وجدارتها بالحياة وتأكيد دورها الحضاري على المستوى العالمي». إن الانتماء للأمة والاعتزاز بلغتها لا يعني أبدا التحوصل على الذات، أو انكار فضل الشعوب وحضارتهم بل إن تعلم لسانهم يرقى أحيانا لأن يكون واجبا ليس فقط لأمن مكرهم - وذلك ليس بحديث- بل من باب أن نتبادل معهم خبراتهم ومعارفهم لكنها أيضا دعوة إلى الإبقاء على لغتنا - عنوان وجودنا ونهضتنا- حية في نفوسنا وأبنائنا وبهذه المناسبة يطيب لي أن أوجه التحية لكل الغيورين على هذه اللغة

2627

| 29 ديسمبر 2018

لسان الضاد يجمعنا

تعاني لغة الضاد اليوم التهميش، من أبنائها قبل غيرهم، بحجة أن هناك لغات للعلم والعلوم، ولعمري أن اللغة لا تعاب بهذا، بقدر ما يعاب أهلها، الذين لم ينافسوا في تلك العلوم، وإلّا لمَ كان علماؤها الأوائل يكتبون بها، وشكلت كتبهم أساسا محترما ومعترفا به للنهضة العلمية العالمية الحالية، لكن هوان لغة قوم يأتي من هوان أهلها. في محاولة لرصد مظاهر أو مبادرات الاحتفاء بهذه المناسبة، أو الاهتمام بيومها على مستوى وطن العروبة، أو في العالم ممن يدينون بكتاب الله المنزّل بها، كانت هناك مبادرة فريدة رائعة تبنتها دولة قطر هذا العام، وهي إطلاق المعجم التاريخي للغة العربية، وكانت بمثابة هدية قطر لأمتها ولغتها، وهذه ليست بغريبة على قطر- فشكرا قطر-. يجدر التنويه هنا بأن دولة قطر أطلقت البوابة الالكترونية للمرحلة الأولى لعمل متصل لا ينتهي، والمرجو أن يساهم جميع الغيورين من عشاقها أينما وجدوا في مواصلة هذا العمل الذي يؤرخ لكل لفظ في لغتنا الجميلة عبر تاريخها الطويل. يقول الدكتور علي الكبيسي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة: «ان معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل مشروع أمة، وأن دعمه ورعايته يؤكدان حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز وجود أمتنا العربية من خلال النهوض بعنوان وجودها ورمز كيانها، وإن في المحافظة على اللغة العربية والاعتزاز بها دليلا على بقاء هذه الأمة وجدارتها بالحياة وتأكيد دورها الحضاري على المستوى العالمي». إن الانتماء للأمة والاعتزاز بلغتها لا يعني أبدا التحوصل على الذات، أو انكار فضل الشعوب وحضارتهم بل إن تعلم لسانهم يرقى أحيانا لأن يكون واجبا ليس فقط لأمن مكرهم - وذلك ليس بحديث - بل من باب أن نتبادل معهم خبراتهم ومعارفهم لكنها أيضا دعوة إلى الإبقاء على لغتنا -عنوان وجودنا ونهضتنا- حية في نفوسنا وأبنائنا وبهذه المناسبة يطيب لي أن أوجه التحية لكل الغيورين على هذه اللغة واسمحوا لي أن أقدم نماذج مشرفة لهذه الغيرة للفائدة والمتعة. يقول الشاعر اللبناني حلمي داموس: لغـة إذا وقعت على أكبــادنا كانت لنـــا بردًا علــى الأكبـــاد وتظـــــل رابطة تؤلف بيننا فهي الرجـــاء لناطق بالضــــاد

1374

| 17 ديسمبر 2018

«البطانة» عندما تخذل صاحبها!

ما هذه البطانة التي تثير لدينا كل هذا اللغط؟ بل من عظّم شأنها في حياتنا، حتى تُوقعنا بكل هذه المواقف المحرجة، ولمَ منذ دهور ونحن ندعو الله أن يرزقنا الصالح منها ولكن لم نستطع اليها سبيلا؟. انشغلت وسائط التواصل والإعلام خلال الأيام القليلة الماضية بقصة البطانة، فكم كان الظلم قبيحا بحق تلك الفنانة! التي طالما عُرفت بين الناس بالحشمة والوقار، عندما تعرضت لحملة شعواء، لمجرد أن بطانة الفستان طارت فجأة، وذهبت مع الريح، بل إنها تعرضت للخداع، عندما كانت تفرح بالمجاملات بحق الفستان، لكنّ المسكينة أصيبت بالذهول، عندما عرفت أن الفستان تخلى عن بطانته، ولم يُعثر لها على أثر، وفي مقابلة مع المذيع الأغبى -عفوا- الأغلى عربيا أبدى تعاطفا مع الفنانة، فبدا مذهولا من المظلومية التي حاقت بها، أمّا هي فكانت على ما يبدو تسخر من كم السذاجة، حيث حققت ما تصبو اليه بأن تلوكها ألسنة الناس، ونحن بدورنا لعنّا «أبو» البطانة التي تسببت بكل هذا الحرج. لكن لحظة! ما المقصود بهذه البطانة -بكسر الباء أو فتحها-؟ هي بطانة الثوب التي تحمي الجسم من خشونته أو شفافيته، وربما من ناحية أخرى، تعني خاصة الرجل أو ولي الأمر الذين يدخلون عليه بالنعومة، فيستميلهم ويستميلونه، وربما سميت بالوليجة؛ أي الذين يلجون في حياة الناس الخاصة، خاصة ذوي الشأن منهم ويشكلون أهل الأنس والثقة. المهم أن بطانة الفستان عادت لتثير اهتمامنا من جديد بنوع آخر من البطانة، وطالما سمعنا خطباءنا يذكرونها في صلاتهم؛ يدعون لولي الأمر بالبطانة الصالحة، ويدفعون عنه الفاسدة، أمّا في مجالسنا فكثيرا ما وصفنا البطانة بأم الشرور، وحملنّاها تبعات كل سلطان مغرور. في بلادنا ومنذ قرون، ينهض خطباء الجمعة في الخطبة الثانية، يدعون لولي الأمر بأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير والصلاح، وتبعد عنه البطانة الفاسدة التي توقعه في الضلال وشر الأعمال. نعم، فالحق على البطانة-ولا مجال لتبرئتها- فهي سبب كل تأخر أو فساد، وما أشبه بطانة ببطانة، فمثلما أن بطانة الفستان تخلت عنه وعن صاحبته وتركتها عرضة للعواصف الهوجاء، فإن مثيلتها كثيرا ما أوقعت صاحبها أو تخلت عنه في أحلك الظروف، حيث إن دفء بطانة الثوب ونعومتها، كما تدليس البطانة من الخاصة تتشابه في أن تترك صاحبها لا يدرك ما يدور حوله، بل يستطيب الركون إلى الراحة والدعة التي تغنيه عن تتبع ما يجب عليه من حمل الأمانة. بكل حال استمرأنا لوم البطانة، ولم نلم مسيء اختيارها، فالزعيم الملهم والقائد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو من يختار، لكنه لا يتحمل تبعات اختياره!، فالبطانة التي تحظى بكل ما يؤهلها للفساد، ويحميها من تبعاته، لا تخلي صاحب الشأن من مسؤوليته، بل إنه يتحمل في هذه الحالة وزرين؛ تقريب البطانة الفاسدة التي صورت له الأمور عكس الواقع -حيث إن الفاسد لا يختار إلّا فاسدا- والآخر أنه لم يسع بنفسه لمعرفة أحوال رعيته، بل وأبعد الصالحين منها. لقد حذر الله في محكم التنزيل من اتخاذ البطانة الفاسدة، التي لا تترك فرصة لترويج الفساد، وتسيء إلى المجتمع والأمة، وتفسد العلاقة بين ولي الأمر ورعيته، فيقول سبحانه وتعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بِطَانة من دونكم لا يألونكم خبالا» فهم لا يتورعون عن ترويج الباطل، وتغييب الحق، وربما نعي اليوم أن حالنا يأتي من بطانة فاسدة التفت على الحاكم، ولم تبين له أحوال الناس على صحيحها، لكننّا بقينا نصب جام غضبنا على البطانة، لا على من أتى بها، وهكذا فإننا نلوم البطانة الهاربة من الفستان، كما البطانة الفاسدة التي اختارها «سيد» العصر والزمان!.

4006

| 12 ديسمبر 2018

من التواصلية إلى التشاركية.. حتى غياب التفاعلية!

لست بصدد الحديث عن إيجابيات وسلبيات هذه الوسائط، فهي بشقيها من البديهيات التي نسلم بها أو نستسلم لها، فالإيجابيات لا يغمطها إلاّ مكابر، مثلما أن السلبيات لا ينفيها إلاّ مُشاكل، وغني عن القول أنها سلاح ذو حدين؛ أحدهما برّاق يطل علينا بوجه مضيء، والآخر قاتم يطالعنا بما لا نهوى أو نحب. منذ أن شهد العالم التطور التقني في كل المجالات، وخاصة في مجال الإعلام، كانت هذه التقنية تحمل في طياتها-على الدوام- بذور الخير والشر معا؛ فإمّا أن نُحسن استخدامها فتأتي بالنفع العظيم، أو أن نسيء لها فتسيء لنا. أحدثت الثورة التقنية في حياة الناس ما يشبه الزلزال، نسبةً لتعظيمها قدراتهم على التشارك والتفاعل والتواصل، بحيث صار مفهوم القرية الواحدة متداولا، بل ومتفق عليه بإجماع نادر بين بني البشر، ولو عدنا إلى سابق العهد قبل ظهور هذه الوسائط، وحاولنا أن نقدر الوقت الذي كان يحتاجه نشر خبر ضمن حدود القرية الصغيرة آنذاك حيث قلة السكان والبيوت القريبة أو المتلاصقة وبنية تحتية بدائية، لسلّمنا تماما أن العالم من هذا المنطلق قرية بل هوأصغر منها. لو تناولنا التسمية نفسها، وحاولنا أن نفهم المقصود تحديدا، فهذه وسائط وفرت سهولة الاستخدام، ورفاهية التواصل، فهي -فعلا- ربطت جهات العالم معا، وحملت لنا أخباره بلمح البصر، وبخصوص التفاعل فقد نافست الوسائل التقليدية بقوة، وتفوقت عليها، ومما زاد من خطورتها، أنها صارت بين أيدي أفراد عاديين، لا ينتمون لمؤسسات، أو يتحملون مسؤوليات، ولا يمنعهم من حسن أو سوء الاستخدام إلّا الانتماء إلى الضمير أو الحس الإنساني أو الأخلاقي من عدمه. توصف هذه الوسائط بأنها تواصلية، تشاركية، وتفاعلية، وعلينا أن نطالعها من خلال هذا المنظور، فأمّا التواصلية، فقد أدركها الناس من جانب، وفقدوها من جانب آخر، ففي الوقت الذي يتواصل الإنسان مع جهات القرية الأربع، فقد افقدته سهولة استخدامها التواصل المباشر مع القريبين معنويا أو مكانيا، أمّا التشاركية فقد حملت في طياتها ما هو سالب، فاليوم تتم مشاركة المنشورات دون التحقق من صدقها أو معقوليتها، ودون التوقف عند مصادرها، وبخصوص التفاعلية فللأسف الشديد فقد صارت تؤجج التناحر بين الناس دينيا أو طائفيا أو جهويا أو اقليميا أو اجتماعيا، بحيث يبدو الأمر -ظاهريا- أنه تنافس على المصداقية، لكنّ الواقع أن التدليس أضحى صناعة يجيدها الكثيرون، من أجل جمع الأصدقاء والمتابعين والمعجبين، حتى صار البعض ممن يتظاهر بشعبية أو يطلب سمعة أو يبحث عن شهرة يهتم بمتابعيه أكثر من حرصه على نشر الفضيلة أو الحقيقة، فأقام بعضهم دعاة على أبواب جهنم. كم نحن مطالبون اليوم أن نحكِّم عقولنا وضمائرنا وشرعنا عند التعامل مع هذه التطبيقات الحديثة، التي جعلتنا نعيش حياة افتراضية، توازي الحياة الحقيقية، فكثير منا بدّل أصدقاءه الحقيقيين بالافتراضيين، واتخذ لنفسه عائلةً أو مجتمعا بديلاً، وصار التعامل مع هذه الوسائط أشبه بالإدمان، الذي قد يفصل المرء عن أهله ومحيطه. كيف يمكن لنا أن نساهم بتداول منشورات تحمل الإساءة للغير، وتغتال الشخصية بتوحش، دون تدّبر العقل في مدى مصداقيتها، أو التحقق من مصادرها، ونتعامل معها على أنها حقيقة مسلم بها، حتى لو كانت مدعومة بالصوت والصورة والحركة، علما بأنه من السهل فبركة هذه الأشياء، ألا يدعونا شرعنا الحنيف إلى أن نتبين قبل النقل أو التداول، حتى لا نصيب قوما بجهالة، فنصبح على ما فعلنا نادمين؟!.

1087

| 03 ديسمبر 2018

حب الشهرة!

  في الوقت الذي يتواصل الإنسان مع جهات القرية العالمية الأربع، فقد افقدته سهولة استخدامها التواصل المباشر مع القريبين معنويا أو مكانيا، أمّا التشاركية فقد حملت في طياتها ما هو سالب، فاليوم تتم مشاركة المنشورات دون التحقق من صدقها أو معقوليتها، ودون التوقف عند مصادرها، وبخصوص التفاعلية فللأسف الشديد فقد صارت تؤجج التناحر بين الناس دينيا أو طائفيا أو جهويا أو إقليميا أو اجتماعيا، بحيث يبدو الأمر -ظاهريا- أنه تنافس على المصداقية، لكنّ الواقع أن التدليس أضحى صناعة يجيدها الكثيرون، من أجل جمع الأصدقاء والمتابعين والمعجبين، حتى صار البعض ممن يتظاهر بشعبية أو يطلب سمعة أو يبحث عن شهرة يهتم بمتابعيه أكثر من حرصه على نشر الفضيلة أو الحقيقة! كم نحن مطالبون اليوم أن نحكِّم عقولنا وضمائرنا وشرعنا عند التعامل مع هذه التطبيقات الحديثة، التي جعلتنا نعيش حياة افتراضية، توازي الحياة الحقيقية، فكثير منا بدّل أصدقاءه الحقيقيين بالافتراضيين، واتخذ لنفسه عائلةً أو مجتمعا بديلاً، وصار التعامل مع هذه الوسائط أشبه بالإدمان، الذي قد يفصل المرء عن أهله ومحيطه.  

842

| 24 نوفمبر 2018

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4596

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3399

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1365

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1200

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1119

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

768

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

747

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

633

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية