رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. منصور محمد الهزايمة

د. منصور محمد الهزايمة

مساحة إعلانية

مقالات

2627

د. منصور محمد الهزايمة

لسان الضاد يجمعنا.. لنحتفي بلغتنا العربية

29 ديسمبر 2018 , 02:09ص

صادف يوم الثلاثاء الثامن عشر من ديسمبر مناسبة الاحتفاء باللغة العربية، حيث أقرت ذلك اليوم منظمة اليونسكو، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام (73)، نسبة لعدد الناطقين بها، فحلت لغة سادسة بصحبة كل من الصينية والفرنسية والإنجليزية والروسية، أي لغات الأعضاء الدائمين، إضافة إلى الاسبانية، لتصبح إحدى لغات العمل الرسمية في الهيئات التابعة للأمم المتحدة.
لم يأت القرار محض صدفة، أو من فراغ، بل كان حصيلة جهود مضنية، امتدت لعقود شاركت فيها معظم الدول العربية، لكن إحقاقا للحق ومن باب أن ينسب الفضل لأهله، كانت المغرب أول من تبنّى المطالبة بوضع لغتنا الجميلة في مكانتها المستحقة ضمن قائمة الستة الكبار.
تعد العربية من أهم اللغات السامية القديمة، ويتحدث بها حتى اليوم مئات الملايين من البشر على مستوى العالم، لكن ما زاد من أهميتها أنها لغة العبادة لما يزيد على مليار ونصف المليار من البشر، أي أن العبادة لا تصح إلّا بها، بل إن بها كتابات دينية للطوائف اليهودية والمسيحية الشرقية.
في 1 تشرين (2012) قررت منظمة اليونسكو اعتماد يومٍ للغة العربية، واحتفلت بذلك لأول مرة في ذلك العام، لكن الاحتفاء بهذا القرار التاريخي كان على استحياء لدى أهل المناسبة، بل ربما مرّت دون أن يأبه بها أحد، وإن حاولت بعض المؤسسات والجامعات لدينا أن تثير اهتمام الأمة بعظمة لغتها، وإحياء يومها.
لا يعنينا في الأمر احتفاليات، تملأ الفراغ في وسائل الإعلام، بقدر ما نتوقع أن يكون هذا اليوم قارعة ضمير، تسعى نحو مراجعة دورية، لحال لغتنا القومية والدينية، وما ينبغي العمل لاحقا، فنتوقف عند ما يستجد من تطورات تطولها من حيث التوسع أو النقصان في استخدامها. لم نعد نعرف اليوم بأي لغة يتكلم أبناؤنا وأطفالنا، إذ صار حديثهم مشوهاً، يشتمل على كلمات ولهجات مختلطة، بل إن هناك أقطارا عربية لا تعتبر لغة الضاد الغالبة فيها، بل يتم التواصل والتعامل بلغات أخرى، ولم تستطع التشريعات الرسمية - وهي مطلوبة بكل حال- أن تحمي أو تحفظ للغة مكانتها، مثلما أن مؤسساتنا التعليمية أو الأكاديمية باتت تتفاخر بالتعليم بغير الضاد وهي تخرّج الملايين من الطلاب، لكنها ليست على استعداد لتشغيل أحدهم، تعبيرا عن عدم ثقتها بما قدمته لهم، وبالتالي عدم احترامها لنفسها.
لغة الضاد تعاني اليوم التهميش، من أبنائها قبل غيرهم، بحجة أن هناك لغات للعلم والعلوم، ولعمري أن اللغة لا تعاب بهذا، بقدر ما يعاب أهلها، الذين لم ينافسوا في تلك العلوم، وإلّا لمَ كان علماؤها الأوائل يكتبون بها، وشكلت كتبهم أساسا محترما ومعترفا به للنهضة العلمية العالمية الحالية، لكن هوان لغة قوم يأتي من هوان أهلها.
في محاولة لرصد مظاهر أو مبادرات الاحتفاء بهذه المناسبة، أو الاهتمام بيومها على مستوى وطن العروبة، أو في العالم ممن يدينون بكتاب الله المنزّل بها، كانت هناك مبادرة فريدة رائعة تبنتها دولة قطر هذا العام، وهي إطلاق المعجم التاريخي للغة العربية، وكانت بمثابة هدية قطر لأمتها ولغتها، وهذه ليست بغريبة على قطر- فشكرا قطر-.
يجدر التنويه هنا بأن دولة قطر أطلقت البوابة الإلكترونية للمرحلة الأولى لعمل متصل لا ينتهي، والمرجو أن يساهم جميع الغيورين من عشاقها أينما وجدوا في مواصلة هذا العمل الذي يؤرخ لكل لفظ في لغتنا الجميلة عبر تاريخها الطويل.
يقول الدكتور علي الكبيسي عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة: «إن معجم الدوحة التاريخي للغة العربية يمثل مشروع أمة، وأن دعمه ورعايته يؤكدان حرص قيادتنا الرشيدة على تعزيز وجود أمتنا العربية من خلال النهوض بعنوان وجودها ورمز كيانها، وإن في المحافظة على اللغة العربية والاعتزاز بها دليلا على بقاء هذه الأمة وجدارتها بالحياة وتأكيد دورها الحضاري على المستوى العالمي».
إن الانتماء للأمة والاعتزاز بلغتها لا يعني أبدا التحوصل على الذات، أو انكار فضل الشعوب وحضارتهم بل إن تعلم لسانهم يرقى أحيانا لأن يكون واجبا ليس فقط لأمن مكرهم - وذلك ليس بحديث- بل من باب أن نتبادل معهم خبراتهم ومعارفهم لكنها أيضا دعوة إلى الإبقاء على لغتنا - عنوان وجودنا ونهضتنا- حية في نفوسنا وأبنائنا وبهذه المناسبة يطيب لي أن أوجه التحية لكل الغيورين على هذه اللغة

اقرأ المزيد

alsharq شهوة ابتلاع غزة

أمس دخلت غزة عامها الثالث في مواجهة مفتوحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حربٍ تُعدّ الأشرس في التاريخ... اقرأ المزيد

303

| 08 أكتوبر 2025

alsharq أسطول الصمود: كيف تحوّل البحر إلى فضاء للقوة الناعمة؟

جاء أسطول الصمود العالمي الذي أبحر عبر المتوسط نحو غزة في محاولة جديدة لكسر الحصار، حاملاً معه قوة... اقرأ المزيد

192

| 08 أكتوبر 2025

alsharq مرحلة جديدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة

أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، القانون رقم (22) لسنة 2025... اقرأ المزيد

315

| 08 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية