رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جزاك الله خيرًا... الشكر يبلغ ذروته

في عالمٍ تتسارع فيه المصالح وتتشابك العلاقات، يبرز القرآن الكريم والسنة النبوية بوصفهما مرجعًا أخلاقيًا يعيد ترتيب القيم، ويُرسّخ ثقافة الشكر والاعتراف بالفضل. ومن أبلغ ما ورد في هذا الباب قول النبي ﷺ: "من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ في الثناء"، وهو حديثٌ جامع يختصر فلسفة الشكر في الإسلام، ويُعيد توجيه الإنسان من الثناء اللفظي المحدود إلى الدعاء الصادق المتجاوز للمصالح الضيقة. ينطلق المنظور القرآني من مبدأ أصيل، وهو أن المعروف قيمة إنسانية تعبّدية، لا تُفهم خارج سياق الإيمان. فالقرآن الكريم يربط بين شكر الناس وشكر الله، قال تعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14]، وفي هذا الجمع دلالة واضحة على أن الامتنان للخلق هو امتداد للامتنان للخالق، وأن من لا يشكر الناس لا يكتمل شكره لله. وعندما يوجّه النبي ﷺ إلى الاكتفاء بقول: جزاك الله خيرًا، فهو لا يدعو إلى التقليل من شأن المعروف، بل إلى تعظيمه؛ لأن هذا الدعاء ينقل الثناء من مستوى البشر المحدود إلى عطاء الله المطلق. فالمكافأة هنا ليست مالًا ولا مجاملة، بل تفويض للأجر إلى الله، وهو أعدل وأكرم وأبقى. وهذا المعنى يتناغم مع قوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، حيث يُفهم الإحسان بوصفه دائرة مفتوحة، تبدأ من البشر ولا تنتهي عندهم. كما أن هذا التوجيه النبوي يُسهم في تطهير القلوب من التكلّف الاجتماعي والمبالغة الخطابية، ويؤسس لثقافة الصدق والبساطة. فكم من كلمات شكرٍ تُقال مجاملة، لكنها تخلو من المعنى، بينما تحمل كلمة واحدة صادقة دعاءً يفتح أبواب السماء. ومن هنا نفهم قوله ﷺ: فقد أبلغ في الثناء؛ أي بلغ غايته ومنتهاه، لأنه جمع بين الاعتراف بالفضل، والدعاء بالخير، وردّ الأمر إلى الله. إن استحضار هذا المعنى في حياتنا اليومية يعيد للمعروف روحه، ويُخرج الشكر من إطار العادة إلى أفق العبادة. وحين تصبح جزاك الله خيرًا ثقافةً راسخة، لا مجرد عبارة عابرة، فإن المجتمع كلّه يرتقي في سلوكه، وتسمو علاقاته، ويغدو الامتنان جسرًا حقيقيًا بين القيم القرآنية والواقع المعاش.

294

| 26 ديسمبر 2025

غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة الإنسان؛ إذ يُفتح بها باب المراجعة، ويتحرك بسببها الضمير، ويبدأ طريق العودة إلى الله. غير أن أعظم الخسارات – كما يصورها القرآن – أن يعلم المرء من نفسه تقصيراً، ثم لا يحزن عليه، ولا يسعى لرتق فتوقه، ولا يتقدم خطوة نحو الإصلاح. فالقرآن يجعل «الإنابة» و«محاسبة النفس» من سمات أهل البصيرة، إذ يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا﴾ [الأعراف: 201]، أي أنهم ما إن ينتبهوا لخطأ أو تقصير حتى يهبوا إلى التدارك والتوبة. أما الغفلة عن التقصير، أو الاعتياد عليه حتى تزول من القلب حرارة الندم، فهي حالة خطيرة وصفها القرآن بقوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَذِينَ نَسُوا اللَهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ﴾ [الحشر: 19]؛ فمن نسي حق الله ضاعت منه معرفة قدر نفسه وواجبها ورسالتها. ويمضي الخطاب القرآني في التحذير من الاستهانة بالتقصير، فيصور موقف الإنسان يوم القيامة حين يرى نتائج تفريطه، فيقول تعالى: ﴿يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَهِ﴾ [الزمر: 56]، وهي صرخة لو استحضرها الإنسان في الدنيا لكانت كافية لإيقاظ قلبه قبل فوات الأوان. ومن اللافت في المنظور القرآني أن التفريط ليس فقط ارتكاب المعاصي، بل قد يكون ترك الخيرات، أو التباطؤ عن الطاعة، أو الرضا بحالٍ يدرك الإنسان أنها دون ما يليق بمقام العبودية. ولذلك كان السلف يعدون عدم الحزن على الذنب ذنباً آخر، لأن قلباً لا يحزن لا يتحرك، ونفساً لا تتألم لا تتغير. كما يرسم القرآن طريق الخروج من هذا المأزق الروحي، فيضع محورين أساسيين: التذكر والعمل. فالتذكر يعيد الإنسان إلى وعيه بضعفه وحاجته إلى هداية الله، والعمل يجسد صدق هذا الوعي في السلوك. ولهذا يقول تعالى: ﴿وَالَذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوْبِهِم﴾ [آل عمران: 135]. إن أعظم المصائب حقاً أن يرى المرء تقصيره ثم لا يتغير، لأن الجمود علامة موتٍ بطيء للقلب. أما الرحمة الإلهية فمفتوحة لكل من يطرق بابها نادماً، متذكراً، عاملاً على إصلاح ما فات. والقرآن، في كل صفحة، يدعو الإنسان ألا يستهين بلحظة تنبيه تُوقظ قلبه، فرب لحظة صدق تغير مصيراً كاملاً.

669

| 19 ديسمبر 2025

الإخلاص في طلب العلم... روحُ المعرفة وميزانُ القَبول

يُعدّ الإخلاص الركيزة الأولى في طريق طالب العلم، فهو البوابة التي يدخل منها إلى بركة الفهم ونور الهداية. وقد أكد أحمد بن ناصر الطيار في كتابه صناعة طالب علم ماهر أن أول قواعد صناعة المتعلم الحق هي "تصحيح النية وتحرير القصد"، لأن العلم عبادة، والعبادة لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لوجه الله. القرآن الكريم يقرر هذه الحقيقة في قوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: 5]. فإذا كان الإخلاص شرطًا لكل عبادة، فهو في العلم أشد وأوجب؛ لأن العلم وسيلة إلى سائر الطاعات، وصلاح الوسيلة ينعكس مباشرة على صلاح المقصد. إن طالب العلم قد يغتر بكثرة الحفظ وكثرة القراءة، لكنه إن لم يصحب ذلك نية صادقة، فلن يجني من علمه أثرًا يُثمر في قلبه أو سلوكه. وقد أشار القرآن إلى أن العلم المقرون بالعمل هو العلم النافع، بقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]. فالرفعة ليست لمجرد المعرفة، بل للإيمان الذي يصحبه عملٌ وعلمٌ خالص. وفي ضوء ما طرحه الطيار، فإن من أهم معالم الإخلاص في طلب العلم: أن يكون الدافع إليه هو معرفة الحق والعمل به، لا الرغبة في الظهور أو تحقيق مكانة اجتماعية. كما ينبه إلى ضرورة تجديد النية في كل مرحلة من مراحل التعلم، لأن القلب يتقلب، والنية قد تضعف مع الوقت، ولا بد من مراقبتها باستمرار. أما القرآن فيحذر من طلب العلم للدنيا، فقد ذمّ نموذج من أوتي العلم ولم ينتفع به، فقال سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾ [الجمعة: 5]. وهو تحذير صريح من أن يتحول العلم إلى مجرد معلومات لا أثر لها في السلوك. الإخلاص، إذن، ليس حالة شعورية لحظية، بل هو مشروع يتربى عليه طالب العلم يومًا بعد يوم. وكلما كان العلم لله، ازداد صفاءً، وازداد صاحبه تواضعًا وخشية، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]. إن طريق العلم طويل، لكن نور الإخلاص يجعل خطواته ثابتة ومباركة، ويحوِّل المتعلم إلى صاحب رسالة، لا مجرد صاحب معلومة.

141

| 12 ديسمبر 2025

الوقت الذي لا يعود

في زمن تتسارع فيه الخطوات وتتزاحم فيه الانشغالات، يغدو ضياع الوقت واحداً من أخطر ما يواجه الإنسان في حياته اليومية. ومن منظورٍ قرآني، لا يُنظر إلى الساعات والأيام باعتبارها وحدات زمنية عابرة، بل بوصفها رأس مال الإنسان ومحلّ ابتلائه وأساس مسؤوليته. يضع القرآن الكريم هذا المعنى في إطار شديد الوضوح من خلال سورة العصر، التي تصف الإنسان بالخُسران ما لم يملأ عمره بما يحقق قيمته ووجوده. ثم يلفت الوحي النظر إلى حقيقة أعظم: أن الوقت ليس ممتداً بلا حدود، ولا ممهلاً بلا نهاية، بل إن لكل أجلٍ موعداً لا يتجاوز ولا يُقدَّم، وذلك في قوله تعالى في سورة النحل: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ آيةٌ تختصر المعنى كله: أن الفرص ليست مفتوحة بلا نهاية، وأن تأجيل اليوم إلى غدٍ قد يكون سبب الندم الأكبر. وفي سياقٍ آخر، يذكّر القرآن بأن العمر فرصةٌ أُعطيت للإنسان لينتفع بها: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ﴾ فالعمر ليس مجرد زمن، بل مساحة للتأمل والعمل والإصلاح. وكلما طال تضييع اللحظات، ضاقت مساحة الإدراك. ويأتي الإمام ابن القيم في مدارج السالكين ليعطي بعداً سلوكياً دقيقاً لمعنى الوقت، فيقول: "من علامة الحكمة أن تُعطِي كلَّ شيءٍ حقَّه، ولا تُعجِّله عن وقته، ولا تؤخّره عنه". كلماتٌ تختصر منهجاً في الحياة: أن الوقت إذا خرج عن موضعه ضاع، وإذا تأخر أثره فسد، وإن غفل الإنسان عن تنظيم ساعاته فوّت أثمن ما يملك. إن ضياع الوقت في الحقيقة ضياع للفرصة، وضياع للمعنى، وضياع للعمر نفسه. فالإنسان حين يترك أيامه تتسرب من بين أصابعه دون هدف أو عمل، إنما يضيّع ما لن يعود أبداً. ولهذا كان القرآن يوقظ في القلب حسًّا يقظاً يجعل المرء يستشعر قيمة كل لحظة، ويملأ عمره بما يبقى. ولعلّ أعظم ما يقوله الوحي للإنسان اليوم هو: إن الوقت ليس ظرفاً محايداً، بل شهادة تُكتب عليك أو لك. ومن وعى هذه الحقيقة لم يسمح لشيء أن يسرق منه حياته، ولم يدع العمر يمضي بلا أثر.

168

| 05 ديسمبر 2025

الكلمة.. حين تصبح خطوة إلى الجنة أو دركاً إلى النار

في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات عبر المجالس والمنصّات دون تروٍّ أو ميزان، يعود الحديث النبوي ليوقظ الضمير الإنساني تحذيرًا وتنبيهًا: «إنّ العبد ليتكلّم بالكلمة، ما يتبيّن فيها، يهوِي بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب». إنه ليس توصيفًا مبالغًا فيه، بل حقيقة تهزّ القلب؛ فالكلمة التي لا تستغرق ثانية قد تحدّد مصيرًا، وترسم طريقًا لا يلتفت إليه المتحدث إلا بعد فوات الأوان. وفي القرآن الكريم تتجاوز الكلمة كونها صوتًا عابرًا؛ فهي عمل محسوب، يُسجَّل في سجلّ العدل الإلهي بلا زيادة ولا نسيان: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]. هذه النظرة القرآنية العميقة تجعل مسؤولية اللسان مسؤولية أخروية في المقام الأول. فالكلمة تكشف القلب قبل أن تُسمع الأذن. ويُصوّر القرآن حال المنافقين بوضوح حين قال: ﴿يَقُولُونَ بِأَفوَاهِهِم مَّا لَيسَ فِي قُلُوبِهِم﴾ [آل عمران: 167]. إنها إشارة إلى أن معيار الصلاح ليس كثرة الكلام، بل صدقه، ونقاؤه، وانسجامه مع ما في الصدر من تقوى. وإذا كان للكلمة هذا الثقل، فإنّ القرآن يدعو إلى تحويلها من مصدر أذى إلى منبع صلاح، فيأمر بقولٍ رفيق يهذّب العلاقات ويرفع الخلاف: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنًا﴾ [البقرة: 83]، ويجعل الكلمة الطيبة شجرة وارفة الجذور والثمار: ﴿كَلِمَة طَيِّبَة كَشَجَرَة طَيِّبَةٍ أَصلُهَا ثَابِت وَفَرعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾ [إبراهيم: 24]. فهي ليست مجرد تعبير، بل أثر باقٍ، وبركة ممتدّة، وصدقة جارية قد ترفع قائلها في الدنيا والآخرة. ويظلّ أخطر ما في الكلمة أنها تُقال أحيانًا بلا انتباه، فيقع صاحبها في الظلم أو السخرية أو الغيبة دون أن يشعر بثقل ما قال. ولعلّ هذا ما عناه الحديث الشريف: إنّ الهلاك لم يأتِ من خطاب طويل، ولا من نية متعمّدة، بل من «كلمة» لم يتوقف صاحبها لحظة ليتفكّر فيها. وهنا يظهر جوهر التربية القرآنية: أن يسبق التفكير النطق، وأن تُوزن الكلمات بميزان التقوى قبل أن تُرسل للناس. وفي عالم تتكاثر فيه المنابر وتتسع فيه دوائر البوح، يبقى درس القرآن ثابتًا: للكلمة طريقان؛ طريق يرفع إلى السماء، وطريق يورد موارد الهلاك. والمكلّف هو الإنسان وحده… بين لسانه وربّه.

675

| 28 نوفمبر 2025

صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.

1881

| 21 نوفمبر 2025

برّ الوالدين.. عبادة العمر التي لا تسقط بالتقادم

يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.

1446

| 14 نوفمبر 2025

الطاعة عز.. والقناعة غنى

الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة تحفظ كرامتهم، وغِنى يُغنيهم عن سؤال غيرهم. غير أن التجربة البشرية أثبتت أن كثيراً ممن ملكوا المال والجاه ظلت نفوسهم في قلق واضطراب، وأن آخرين لم يملكوا سوى القليل عاشوا في سكينة واطمئنان. السر في ذلك أن القرآن الكريم يوجه الإنسان إلى منابع العزة الحقيقية، ويكشف له عن معنى الغِنى الأصيل. يقول تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر: 10]. هذه الآية تختصر الطريق أمام الباحثين عن الكرامة، فالعزة لا تُشترى بالمال، ولا تُنتزع بالقوة، بل تُمنح لمن أطاع الله وتمسّك بشرعه. إن الطاعة ترفع الإنسان فوق أهوائه، وتحرره من ذل الشهوة والهوى، وتجعله واقفاً شامخاً لا يطأطئ رأسه إلا لخالقه. وحينها يكون عزيزاً في عيون الناس، ولو كان قليل المال والمكانة. أما الغِنى، فقد أوضحه النبي ﷺ بقوله: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس” (متفق عليه). فالإنسان قد يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ولا يشبع قلبه أبداً، بينما آخر يملك القليل ومع ذلك يعيش قانعاً سعيداً. القناعة تجعل القلب ممتلئاً شكراً ورضا، وتخفف عن الإنسان مشقة الركض وراء الدنيا. وفي هذا المعنى يقول تعالى: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَٰجًا مِّنْهُمْ﴾ [طه: 131]، كأنه ينهاك أن تجعل عينك أسيرة ما في يد غيرك، فتفقد لذة ما بين يديك. وفي زمننا المعاصر، حيث يُقاس النجاح بعدد الأرصدة البنكية، وتُقاس القيمة الاجتماعية بالمناصب والمظاهر، تأتي رسالة القرآن لتعيد الميزان إلى نصابه: الطاعة هي سبيل العزة، والقناعة هي سر الغِنى. إنهما جناحا الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده المؤمنين، حيث قال: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: 97]. هذه المعادلة البسيطة العميقة، لو وعيناها، لوفرت على الناس عناء اللهاث خلف سراب الدنيا، ولأعادت الطمأنينة إلى قلوب أرهقها التنافس المحموم. فالعزة لا تُنال إلا في رحاب الطاعة، والغِنى لا يُدرك إلا في ظل القناعة.

909

| 07 نوفمبر 2025

كريمٌ يُميت السر.. فيُحيي المروءة

في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال وما يُكتم، وبين ما يُروى وما يُستر، يبرز خُلُق كريمٍ عزيزٍ على النفوس، لا يحمله إلا من صفا قلبه وتهذّب لسانه، ذاك هو كتمان السرّ. الكرم الحقيقي ليس في بذل المال ولا في طلاقة الوجه فحسب، بل في أن يملك الإنسان نفسه عند الكلام، فيُميت السر حتى كأنه لا يعرفه، فإذا استبحثوه عن حديثك جهلَه، لا توريةً ولا نفاقًا، ولكن مروءةً وحياءً وحفظًا للأمانة. لقد علّمنا القرآن أن الأمانة ليست محصورةً في الأموال، بل تمتد إلى الأقوال والأسرار، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]. ومن الأمانة أن تحفظ ما استُؤمنت عليه من قولٍ أو سرّ، فلا تُفشيه ولو على سبيل المزاح أو الفضفضة، فإنما القلوب مطايا الكلام، وما خرج من الفم لا يعود. ولذلك قرن الله بين ضبط اللسان وتقوى القلب، فقال سبحانه: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]، إشارة إلى أن الكلمة مسؤولية، وأن كتمان السر عبادة خفية لا يراها الناس، ولكن يراها الله، فيجزي عليها صدقًا وأجرًا عظيمًا. القرآن يوجّهنا إلى أن الكرامة ليست في كثرة الكلام، بل في الصمت الحكيم، كما قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 3]، فاللغو يشمل كل ما لا فائدة فيه، وأي لغوٍ أعظم من بثّ سرٍّ أُؤتمنت عليه؟! إن الكريم لا يقتل السر خوفًا، بل حياءً من الله ووفاءً لصاحبه، يرى أن الستر جزء من شخصيته، وأن الصمت عن الأسرار أدبٌ إيماني قبل أن يكون خُلقًا اجتماعيًا. ومن فهم القرآن حق الفهم، علم أن الستر على الناس من دلائل الإيمان، قال النبي ﷺ: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة" (رواه مسلم). فما أجمل أن يكون الإنسان "كريمًا يُميت السر حتى كأنه لا يعلمُه"، يعيش القرآن خلقًا في قلبه ولسانه، فيجعل من كتمان الأسرار بابًا من أبواب الطاعة، ومن الصمت جسرًا نحو رضا الله وحسن المروءة بين الناس.

1089

| 24 أكتوبر 2025

الشورى بصيرة.. لا تستشر إلا ناصحًا شفيقًا

توارثنا في تراثنا العربي والإسلامي قولًا حكيمًا يحمل معنى عميقًا: «وأنفعُ من شاورتَ من كان ناصحًا شفيقًا، فأبصر بعدها من تشاور». هذا القول يلخص فلسفة متكاملة في التعامل مع الرأي والمشورة؛ فلسفة تجد جذورها في القرآن الكريم، الذي جعل الشورى مبدأً أساسياً في الحياة الفردية والجماعية. فالقرآن يصف المؤمنين بأنهم: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38]. ووضع الشورى قرينةً لإقامة الصلاة، مما يكشف عن أهميتها في بناء مجتمع متماسك يقوم على المشاركة لا الانفراد، وعلى الحكمة لا الاستبداد. حتى النبي ﷺ، وهو المؤيد بالوحي، أُمر بمشاورة أصحابه: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: 159]. ولم يكن الأمر شكليًا، بل كان أسلوب قيادة يرسّخ الثقة ويجمع الطاقات، ويمنح الأمة شعورًا بالشراكة في القرار. غير أن القول البليغ يلفت نظرنا إلى نقطة جوهرية: ليست كل مشورة نافعة. فالشورى تحتاج إلى شرط أساس: أن يكون المستشار ناصحًا شفيقًا. فالنصيحة الصادقة هي التي تخلو من الغش والمصلحة الضيقة، كما جاء على لسان الأنبياء: ﴿وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ [الأعراف: 68]. أما الشفقة فهي الرحمة والحرص على الخير، وقد وصف الله نبيه ﷺ بقوله: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]. إن المستشار الذي يجمع بين النصيحة والأمانة والرحمة، هو وحده من يجعل الشورى بصيرة، ويمنح القرار بعدًا إنسانيًا وأخلاقيًا. أما إذا غاب الصدق أو غابت الشفقة، تحولت الشورى إلى مجرد كلمات تُضل أكثر مما تهدي. واليوم، نحن أحوج ما نكون إلى إحياء هذا المبدأ القرآني في بيوتنا، ومؤسساتنا، ومجتمعنا. فليكن لكلٍّ منا “ناصح شفيق” يثق برأيه، يستشيره في الملمات قبل اتخاذ القرار. فمن استشار من يريد الخير له، أبصر، ومن أعرض عن النصيحة الصادقة، تعثر.

261

| 10 أكتوبر 2025

التضرع إلى الله.. ملاذ القلوب وقت الشدة والرخاء

في عالم يموج بالتحديات والمخاطر، يظل الإنسان بحاجة دائمة إلى ما يربط قلبه بالسكينة والطمأنينة، وليس هناك سبيل أصدق ولا أعمق من التضرع إلى الله. فهو عبادة قلبية ولسانية تجمع بين الخضوع والرجاء، وتفتح للإنسان باب الأمل مهما اشتدت الخطوب. التضرع ليس مجرد دعاء يُرفع في أوقات الكرب فقط، بل هو منهج حياة يُظهر افتقار العبد إلى ربه في السراء والضراء. يقول الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الأنعام: 43]. إنه نداء إلهي للبشرية جمعاء، يدعوهم إلى الانكسار بين يدي الخالق، والاعتراف بضعفهم وحاجتهم إليه. فالتضرع يجمع بين التوبة من الذنوب، والاستعانة بالله على قضاء الحوائج، والاستغاثة به في الملمات. وقد علّمنا النبي ﷺ أن الدعاء هو «مخّ العبادة»، إذ يحمل روح العبودية والخضوع لله. ولا يكون التضرع باللسان فقط، بل بالقلب الذي يمتلئ خشوعًا، وبالجوارح التي تترجم صدق الالتجاء إلى الله عبر الطاعة والعمل الصالح. واليوم، ونحن نعيش أزمات عالمية وصراعات متلاحقة، يصبح التضرع إلى الله ضرورة روحية تعيد للإنسان توازنه، وتحرره من القلق والخوف. فهو يعمّق الصلة بالله، ويمنح النفس سكينة تعجز عنها كل أسباب الدنيا. إن التضرع ليس ضعفًا، بل هو قوة المؤمن وسلاحه الذي لا يُهزم، إذ يعلم أن وراء تدابيره وتخطيطه ربًّا رحيمًا بعباده، قريبًا من دعائهم. قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]. فليكن التضرع إلى الله ديدننا في الرخاء قبل الشدة، وفي الفرح قبل الحزن، فهو سبيل الفوز والنجاة، وهو سر الطمأنينة في زمن مضطرب.

228

| 19 سبتمبر 2025

صلاة في إثر صلاة.. كتاب في عليّين

حين يرفع المؤمن يديه إلى السماء، ويؤدي صلاته بخشوع، فإنه لا يضع حجرًا في بناء يومه فحسب، بل يخطّ سطرًا في صحيفةٍ تُعرض على الله يوم القيامة. الصلاة ليست مجرد أداء لحركات وأذكار محفوظة، بل هي كتاب يُكتب في عليّين، تشرق صفحاته بالنور كلما ازداد العبد قربًا من ربه. لقد وصف النبي ﷺ الصلاة بأنها «عمود الدين»، فهي التي تظلّ تربط العبد بربه في كل حال. وما أجمل أن تكون حياة المسلم سلسلة من الصلوات، «صلاة في إثر صلاة»، لا يقطعها غفلة ولا يطفئها انشغال بالدنيا، بل تظل مثل اللؤلؤ المنتظم في عقدٍ واحد، يزيد العبد زينةً ونورًا. إن في كل صلاة فرصة لمحو ذنب، وغرس عمل صالح جديد. وقد شبَّه رسول الله ﷺ الصلوات الخمس بالنهر الجاري على باب أحدنا، يغتسل فيه خمس مرات في اليوم، فلا يبقى من درنه شيء. فما بالنا إذا أضفنا إلى ذلك النوافل والقيام والوتر؟ إنها ليست مجرد عبادات إضافية، بل هي تزيين للكتاب الذي يُكتب في عليّين. وفي زمنٍ تتكاثر فيه المشاغل، وتزداد ضوضاء الحياة، تظل الصلاة هي المرفأ الآمن، واللحظة التي ينفصل فيها القلب عن صخب الدنيا ليتصل بالملكوت الأعلى. كل سجدةٍ هي سطر نور، وكل ركعةٍ هي صفحة بيضاء، وكل دمعة خشوع هي حرف من ذهب في كتاب العبد. فلنحرص أن تكون صلاتنا أكثر من عادة، بل عبادة تُخطّ في سجلّ الخالدين. ولنستضيء في حياتنا بقول رسول الله ﷺ: «صلاة في إثر صلاة، لا لغو بينهما، كتاب في عليين»، لعلنا نُبعث يوم القيامة وكتبنا مشرقة، وصحائفنا عامرة، ووجوهنا ناضرة.

276

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

2025

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

1635

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

1152

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1089

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

1023

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
حين يتقدم الطب.. من يحمي المريض؟

أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...

792

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

672

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

537

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
أول محامية في العالم بمتلازمة داون: إنجاز يدعونا لتغيير نظرتنا للتعليم

صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...

492

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
عولمة قطر اللغوية

حين تتكلم اللغة، فإنها لا تفعل ذلك طلبًا...

459

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
أين المسؤول؟

أين المسؤول؟ سؤال يتصدر المشهد الإداري ويحرج الإدارة...

459

| 29 ديسمبر 2025

alsharq
لُغَتي

‏لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...

450

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية