رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

نحو فهم المراهقة السياسية في مصر

إعادة البناء أسهل ألف مرة من التفكيك. وإقامة نظام سياسي ديمقراطي فاعل وناجز أصعب ألف مرة من إزالة نظام سياسي ديكتاتوري. ما بعد الديكتاتورية حقبة بالغة الصعوبة كونها تحديات كبيرة كل منهما أصعب من الآخر. وتتصدرها ثلاثة أساسية. الأول هو التخلص من الإرث القديم الذي تكون الديكتاتورية قد رسخته وجذرته في السياسة والمجتمع والثقافة والأنظمة السائدة ونمط العلاقات الناظم لكل شيء في البلد المعني. والثاني هو تحقيق سقف التوقعات المرتفع للشعب والأفراد والشرائح المجتمعية بعد تخلصها من إرث الاستبداد. وانسياقها وراء طموحات متسرعة وغير واقعية في حدوث التغيير. والتحدي الثالث هو ضمور الخبرة السياسية عند الطبقة السياسية الصاعدة سواء من وصل منها إلى الحكم. أو من احتل مقاعد المعارضة. تتداخل هذه التحديات وغيرها وتشتغل بقوة تثير الإحباط والمرارة في دول ثورات الربيع العربي: في مصر. وتونس. وليبيا. واليمن. وتجعل كثيرا من الناس يتحسر على الأنظمة الزائلة لأنها كانت توفر في نظرهم وعلى أقل تقدير استقرارا صار مفقودا وعزيزا هذه الأيام.ما نراه في مصر هذه الأيام من فوضى سياسية وشارعية وتخبط في الطبقة السياسية الصاعدة. سواء من هم في الحكم أم من هم في المعارضة. يؤشر بقوة وإدهاش إلى التحدي الثالث. لكن قبل مناقشته ببعض التوسع من المهم تفنيد بعض الإحباطات ونقض فكرة التحسر على الأنظمة الزائلة واستبدادها الذي أقام لعقود طويلة. وأنهك البلاد وثرواتها وناسها. الاستقرار المُتحسر عليه كان استقرار الاستبداد والحكم البوليسي. وهو استقرار موهوم ومؤقت وإن وفر على السطح الخارجي مظهرا مستقرا وآمنا. هو الاستقرار الذي حققه ويحققه المُستبدون في التاريخ البشري بقوة النار. ورأسماله الخوف والتخويف وقمع الأفراد. في هذا النمط من الاستقرار يتم إزاحة كل المشكلات التي يواجهها أي مجتمع تحت السطح لأنه لا أحد يجرؤ على مناقشتها. وهناك تحت السطح تعتمل وتتقرح تلك المشكلات وتتراكم فوق بعضها البعض حتى تصل إلى درجة الانفجار الذي لا بديل عنه فتندلع في وجه المُستبد دفعة واحدة. وهذه سيرورة ما حدث في بلدان الربيع العربي: تراكم المعضلات وتفاقهما والتغاضي عنها قاد إلى ثورات عارمة في أوساط الناس. الاستقرار البديل والحقيقي والمستديم هو استقرار الحرية وهو على الضد من استقرار الاستبداد. استقرار الحرية يقوم طوعا واختيارا ومشاركة وليس بالقمع والحديد والنار. استقرار الحرية يقوم على أساس احترام كرامة الناس وشعورهم بالمسؤولية وعلى أساس كونهم شركاء في وطنهم وسياسته واقتصاده وصناعة مستقبله. وليسوا أجراء أو قطيعا مهملا لا يجيد سوى السمع والطاعة والخضوع.الانتقال من مرحلة استقرار الاستبداد إلى استبداد الحرية مخاض صعب ومعقد تواجهه معيقات وتحديات كثيرة. منها الثلاث المذكورة هنا. ونموذج الانتقال المصري بالغ الدلالة على هذه الصعوبات وتعقيداتها. لكن هذه الصعوبات والمخاطر والمرارات يجب أن تُرى من منظور تاريخي وليس من زاوية الحدث اليومي فحسب. يقول لنا المنظور التاريخي إن التحولات الكبرى تحتاج إلى وقت طويل كي تستقر. وإن أكثرها احتياجا للوقت ذاك الذي يخط مسارا جديدا بالكلية ويقطع مع المسار القديم. على ذلك فإن ما يحدث في مصر وغيرها لا يخرج عن طبيعة الأمور رغم ما يثيره من إحباط وخوف. ورغم أن هذا الكلام ونسبته إلى المنظور التاريخي قد لا تقنع ولا تفيد المواطن المسكين الذي ينتظر تغييرا مباشرا. ولا يقدم وظيفة لباحث عن عمل. ولا أمنا مطلوبا للجميع.في هذا السياق. أي سياق الرؤية التاريخية. يمكن مناقشة التحدي الثالث الخاص بضمور التسيّس وشبه انعدام الخبرة الممارسة السياسية في الحقبة الجديدة في مصر. ما نراه في مصر وفي وسط طبقتها الحاكمة ونخبتها المسيرة مراهقة سياسية لم تتلمس طريق النضج بعد. محاولة تقليب جوانب وأسباب هذه المراهقة قد تقودنا إلى فهم أعمق لسيرورتها. في المقام الأول هناك خلفية العقود الطويلة التي اشتغلت فيها النخبة السياسية الحالية. أو عاشت فيها. وهي عقود كانت بعيدة عن التسيس الصحي والاشتغال في السياسة بحرية. الأحزاب والمجموعات والشرائح النشطة في مصر الآن. خاصة التقليدية وقادة الأحزاب والنخب التي في الخمسينات من عمرها وأكبر. تنحصر خبرتها في السياسة تحت سقف الاستبداد. وعلاقتها بفكرة الدولة والحكم علاقة عدائية موروثة – وتكاد تكون في الجينات. من هم في الحكم ومن هم في المعارضة كانوا معارضين في ظل نظام ديكتاتوري. وكانت معارضتهم محدودة ولا يسمح إلا لقليلها بالتعبير عن نفسه. عقود المعارضة الطويلة أنتجت أجيالا وأفرادا معارضين أكثر منهم صُناع سياسة حتى لو وصلوا الحكم. الأجيال الأقل عمرا والتي كانت قد قادت الثورة بالفعل تنقصها الخبرة أيضا. صحيح أن "شباب الثورة" امتلكوا قدرات عظيمة في الحشد والتجميع والمناورة كما شهدت على ذلك عبقرية "ميدان التحرير" إلا أن تلك القدرات تقف عند حدود إسقاط النظام. وليس بناء نظام جديد. وهذه الشرائح العريضة التي رفعت سقف توقعاتها وتوقعات الناس العاديين إلى مستويات لا يمكن تحقيقها بسرعة تلجأ إلى المهارة شبه الوحيدة التي تتقنها. وهي الحشد والتجميع والخروج إلى الشارع. ولأنها تتفوق على غيرها وعلى جيل السياسيين التقليديين في هذه المهارة فإن ذلك الجيل يتبعها ويلحق بها على اعتبار أنها تمثل الحراك الشعبي. وعوض أن يلعب الجيل الأكبر من السياسيين دور العقل في هذه المرحلة نراه يلهث وراء حركة الشارع ويريد أن يشارك في لعب دور العضلات. على ذلك فإن بدت ممارسات حكم الإخوان المسلمين في مصر مراهقات سياسية بامتياز. خاصة لجهة الاستئثار بالحكم. وخلع الوعود ثم نقضها. وتنفير أقرب الحلفاء السياسيين. فإن ممارسات المعارضة لا تقل مراهقة عن ذلك أيضا. فالمعارضة. شيبا وشبانا. تنساق وراء نوستالجيا ميدان التحرير و"إسقاط النظام". والغريب أن يصبح إسقاط النظام مطلبا للمعارضين وهو نظام مُنتخب أيا كانت درجات الامتعاض منه أو المعارضة له. وعندما أحس عدد من قادة تلك المعارضة أن مطلبا كهذا يعني نقضا لمسار التحول الديمقراطي. الذي يتيح إسقاط أي نظام بطرق ديمقراطية انتخابية وحسب. تحول المطلب إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وهو مطلب أكثر معقولية. لكن حتى هذا المطلب تُبنى عليه توقعات وآفاق كبيرة وكأن المعضلات البنيوية الكبرى التي لا يتيح الساسة المصريون لأنفسهم أي فسحة زمنية لمواجهتها وهم محمومون في صراعاتهم الحزبية سوف تحل لو تغير وزير هنا أو هناك في الحكومة. ليس هناك من طريقة لحرق مرحلة المراهقة والبلوغ إلى النضوج سريعا. لكن كل الطرق مفتوحة لعقلانية سياسية تجعل تلك المرحلة قصيرة وسريعة.

420

| 04 فبراير 2013

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

2415

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

2379

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2331

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1041

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

906

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

846

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

822

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

756

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

729

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

699

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

642

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

606

| 26 سبتمبر 2025

أخبار محلية