رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يرى البعض ممن يعرفني قليلاً وقد يجهلني إلا من خلال سطور تنضح بالكثير لكنه وكالعادة يثبت محدودية فكره واستيعابه لما يكتب انني أقسو أحياناً على مجتمعنا القطري في بعض المقالات التي أتناولها أحياناً في لفت النظر لما يجري من ممارسات أو ظواهر تسيء لواجهته ويعتبرون كل ذلك (إشارة خضراء) لأقلامهم المسمومة ليتجاوزوا خطوطهم الحمراء ويحاولوا التطاول على قطر.. لا يا هؤلاء.. إلى هنا ويجب أن تقفوا!.. إلى هذا الحد ويجب أن تخف خطواتكم وأن تلجموا كباح تهور لن يندم فيه إلا صاحبه!..فأنا حينما ابتدرت بانتقاد بعض النقاط التي تشوه شكل مجتمعنا الذي نريد منه أن يحافظ على حشمته والمحافظة على ما نسعى لإبقائه وهو الأعراف والتقاليد المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، لم يكن نقد شخص كاره يتصيد عثرات مجتمعه لكنه عتب المحب على حبيبه إن رآه ينحرف على ما عهده من استقامة الفكر والفعل ويود منه بلطف أن يعود حبيباً محباً وهذا ما قصدت به حينما توجهت برمالي إلى من بيده أن يعيد لنا الضحكة القطرية الوقورة التي لا تزعج أحداً بطيشها ورعونتها لكنها تجذب الآخرين لرقتها وسموها!.. نعم.. كان نقداً لتعود الأمور إلى المسار الصحيح ولا تنجرف إلى ما هي سائرة عليه الآن للأسف!!..وللأسف فإن البعض كان جاهلاً بقدر جهل الرضيع بعلوم الكيمياء حينما فهم ان ذلك سيشجعه على التطاول والتجريح ويكون إيميلي المكب الصريح لمثل هذه الرعونة التي لا يشفع لصاحبها أي شئ يمكن أن يحملني على الإبقاء عليها وعدم تظليلها والضغط على كلمة (ديليت) بقلب مرتاح وابتسامة عريضة تعلو ثغري تترجم ما يمكن أن يقال الآن وهو (بستين ألف داهية)!!..فقطر لا تزال وستبقى الدولة الخليجية العربية الشرق أوسطية الآسيوية العالمية التي تحفل بالقيم والأخلاق، وإن كانت هناك مؤشرات يمكن أن تهدد هذا التباهي لكنها تبقى بصحة وعافية من هذه الناحية.. ولا يمكن أن أسمح لأي أحد أن يفسر مثل هذه المقالات على هواه ويعبث بما تتضمنه من حب وخوف لمجتمعي ويرى منها ممراً سرياً لنفث سمومه المعروفة تجاه وطن أقل ما يحفظ له انه آواه بعد شتات وغربة!.. لن أسمح لأي متسلق أو هاو أن يتخذ من رمالي سكة عبور رخيصة للمساس بقطر حتى وإن أتى بالأدلة والبراهين على ما يقول فلا يغني وجودها على وقاحته في نقدها.. فالنقد له أصول وقواعد والتجريح يعني الفقر أدبياً وموضوعياً ولا يمتلك صاحبه حجة لما يقول.. وعطفاً على كل ما قيل أعلاه، لا تنظروا إلينا وتنسوا مايجري حقيقة في مجتمعاتكم وإن كان المقام لا يسمح بالمزايدة في مثل هذه الأمور التي تشين الفرد ولا تجمله في الواقع!!..كما إنني لست من الذين يتعمدون التجريح ولكني أعمد إلى صراحة تؤلم بقدر الشعور بجرح غائر لأنني بطبعي (غيورة) على مجتمعي.. لا أريد له أن ينزلق إلى مجارف (العولمة) الملطخة والمبهرجة وهو يعلم ان الخافي هو وجه بشع ينفر منه المستقيمون الذين يريدون لمجتمعهم الرقي في المحافظة على كل ما جعل هذا المجتمع يصبح (غير)!!..فالعراة أصبحوا كالذباب ووجود المحتشم بينهم يجعل منه متميزاً حتى وإن غدا اليوم غريباً للأسف!!.. لا أريد لقطر أن تشابه أحداً فقد أصبح الجميع يظن ويخدع نفسه بأنه كلما سارت بناته في الشارع عاريات عد ذلك تحضراً وتقدماً وأصبح هو مثقفاً متحرراً بينما هو في الحقيقة ديوث جاهل أبله!!..أريد لنا الستر والعفاف والعباءات المسدلة التي تخفي ما ننكر على الغريب رؤيته!.. أريد بتر احتفالات السنة الميلادية من روزنامتنا السنوية وأن تختفي أشجار الميلاد المضيئة من واجهات مطاعمنا وفنادقنا ومجمعاتنا التجارية وأن تنكس قبعات الهالوين المرعبة من فوق الرؤوس وألا نبحث عن القرع إلا لنأكله أو نبحث عن فوائده الغذائية وما غير ذلك فهو منسي لا محالة!!.. أبحث عن قطر لتتميز بإسلامها الصحيح وليس مما نعتبره تصحيحاً من ثقافات غربية مسيحية!.. الإسلام الوسط المعتدل الذي أعطانا حقوقاً منذ 1400 سنة ولا يزال الكثيرون منا يطلبونها من الأبواب الغربية التي يطرقونها على الدوام رغم إنها تربو بيننا طوال هذه الفترة ونحن أصحابها لا طالبو الحق بامتلاكها!!..هذه قطر التي أريد لها أن تصبح وتبقى وتسمو من باب حب جارف لها لأنها وطني الذي ولدت وتربيت وعشت فيه وسأموت من أجله وفيه.. ويحكم.. كيف لم تفهموا كل ذلك؟!!. فاصلة أخيرة: من يشبهك رغم كثرة الأشباه حولك؟!! من يجهل حروفك الثلاثة رغم شعوره بثقلها فوق رأسه؟! هذا هو الأبله فقط يا.. قطر!!
524
| 30 سبتمبر 2013
الفاروق.. ربما ارتعد البعض منكم من هذا اللقب وشعر آخرون بأنهم في حضرة هذا المهيب، بينما وجد البقية أن الحديث لن يختلف عن غيره، فهذا عمر بن الخطاب الذي تناقلت أخباره السير والقصص منذ 1400 عام كان فيها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفة من الخلفاء الراشدين المبشر بالجنة فما الجديد؟!.. نعم..لا جديد!.. لكني أحببت أن أتناول بمقالي اليوم ما قلته مراراً وتكراراً بأنني إنسانة غيورة وأعرف هذا الطبع في شخصيتي التي لربما لا يفهمها الكثيرون ممن حولي وللأسف بأنني أكتوي بهذه الغيرة العميقة كلما دقت الساعة العاشرة مساءً إيذاناً ببث مسلسل (عمر) الذي سعى تلفزيون قطر مع مجموعة شبكات قنوات الـ (mbc) لإنتاجه وعرضه بنفس التوقيت في شهر رمضان المبارك وصار لغط كبير قبيل عرضه من مؤيد محب لشخصية عمر وكشف جوانب من سيرته الناصعة التي لا يمكن لأي شخص أن يقلل منها مهما حاول وبين معارض — مثلي — يشعر بأن (عمر) أكبر من كاميرات تترصده وأقلام تعرض مواقفه فتصيب حيناً وتخطئ احياناً أخرى!..أكبر من أن (يتشخص) في جسد إنسان لم يعرف عن عمر إلا من خلال سيناريو قدمه له كاتب وجسد الشخصية التي مهما بلغت ذروتها من الإتقان والإجادة فلن تصل إلى جزء يسير مما كان عليه عمر رضي الله عنه!.. نعم والله فقد غرت عليه وأصابتني تلك الحمى المؤلمة وأنا أشاهد أبابكر وعمر وغيرهما من صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام أصبحوا في ليلة مؤلف طامح وضحى منتج طامع (ممثلين يقبضون أجراً على إسلامهم وجهادهم ونصرتهم لله ورسوله)!.. من هذا الذي يمكن أن يصل إلى مقام وملامح وشخصية وصوت وجسد وقامة عمر أو أبوبكر ليكون مشهوراً خلال شهر فقط؟!.. من حقي أن أغار على (عمر) إن كان يحق لي كمسلمة قرأت عنه الكثير وتمنت أن يعود إلى عصرها الذي يحتاج إلى ألف ألفٍ مثل عمر وليس إلى من لا يرقى لأن يكون شبيهاً له!.. من الذي يمكن أن يتحمل أن يكون عمر حاضراً بيننا وهو الغائب عنا منذ آلاف السنين؟!.. ماذا علي أن أعلق وأنا أسمع ابن أخي يقول جذلاً وهو يستمع عن سيرة الصحابة من أبي (إي يبه أنا شفت أبوبكر وعمر في التلفزيون على الـ (mbc) وبعد على تلفزيون قطر )؟!.. فهل هذا ما نريد أن نوصله لأطفال يرون من هؤلاء صحابة وهم الأحوج لمن يقتدون به عوضاً عن تمثيل القادة الذين هم في الحقيقة القدوة لأمة محمد بعد نبينا العظيم؟!..نعم غرت والله وقد ظنها البعض جهلاً بما حلله العلماء وحرمه آخرون وأنا لا أريد أن أتلبس عباءة الدين وأحرم فقد بات ذلك سهلاً لمن فاضت به هذه العباءة أو تفضفض بها بالأصح ولكن اعتبروها غيرة فتاة لم تر الخليفة عمر إلا في أمنياتها بأن تلقاه بالجنة فإذا بعض الطامحين والطامعين يعتدون على حلمها بتجسيده هو وصحبه الكرام رضوان الله عليهم في أبدان لا يمكن أن يقنعونا بأنهم يصلون إلى مراتب من يقومون بتشخيصهم خلف كاميرات أخشى أن تكون شاهداً عليهم يوم القيامة فتفضي بما أراد أصحابها كتمانه!.. من هؤلاء الذين تجرأوا على تجسيد بطل الإسلام الذي كانت الأرض تهتز من تحت قدميه ويكاد عدوه أن يغير مسار طريقه إن شاهد الفاروق في مفرقه؟!.. وإذا كان شيوخ مثل العلامة القرضاوي والدكتور سلمان العودة قد راجعوا النص المكتوب فإنهم حتماً لم يصلوا إلى عمق الشخصية بأنها يمكن أن تتحرك بيننا ولا يفصلنا عنها غير شاشة التلفاز وبعض الغبار المتطاير على صفحتها!..وأتمنى حقيقة أن يكون هذا عذرهم مثلما قال الشيخ العودة بأن دوره لم يتعد مراجعة النص فقط دون الدخول في تفاصيل أخرى!.. فمن يمكنه أن يشبه من عدل وامن فنام؟!.. من يمكنه أن يشبه شخصاً لو تدارس كل القادة العرب والمسلمين سيرته وأخلاقه لتوقفت عقولهم عن استيعاب آلاف الجزيئات فيها ولما استطاعوا أن يصلوا إلى حكمته في حكمه واعتداله في عدله وإن حاولوا؟!.. واليوم يأتي تلفزيون قطر بعد أن تمايلت خيالات مرئية للسيدة عائشة وآل بيت الرسول الكريم وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً في مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي ليجسد كل هؤلاء حقيقة بشر يتكلمون ويأكلون ويتغزلون بزوجاتهم وكأنهم ماتوا بالأمس فقط وكانوا فعلاً بيننا وصورهم ماثلة نعرفها جميعاً!.. هي الغيرة!.. أعلم بأنها تلك الحمى المستعرة التي يشتد وطيسها كلما قاربت عقارب الساعة بلدغي، الساعة العاشرة مساءً تؤذن بأن عمر سيزورنا وأبابكر سيمر على بيوتنا بيتاً بيتاً وعلي وحمزة وخالد وغيرهم سنراهم بطموح تلفزيون قطر وطمع الـ (mbc) المحترمة..المحترمة جداً جداً! فاصلة أخيرة: القرقيعان.. فرحة شعبية للأطفال..لا تدخلوها في حسابات الحلال والحرام والبدع المضلة!.. فليس من ورائها سوى ضحكة طفل وكيس مملوء بالحلوى وشوارع تنبض بالحياة بعد التراويح!
598
| 31 ديسمبر 2012
النزاع داخل المؤسسات والمنظمات ومراكز العمل أمر وارد ولا بمقدورنا أن نفر منه أو نوقفه أو نتجاهله من حياتنا المؤسسية، وهذا النزاع أو التنازع نتيجة طبيعية بحكم التعامل والتواصل سواء داخل المؤسسة بين موظفيها مع بعضهم البعض، أو مع من يتعامل معها من المراجعين. ولكن أن يتحول هذا النزاع إلى تنازع خفي كل يطعن في الآخر ويكيد الآخر إلى الآخر ويحفر بعضنا إلى بعض، ويدفن هذا التنازع إلى حين ويظهره إذا حانت وأتت الفرصة، وإذا وصل فلان إلى منصب ما أطاح بفلان ما من منصبه لأنه أعلى منه ولديه صلاحيات عالية يعمل بها بمجرد قرار وبتوقيع ساري العمل به. إن التنازع الخفي أخطر وأشد وأشنع من التنازع الواضح العلني، لأن العلني من الممكن معالجته وتداركه والتخفيف من حدته وكذلك المساهمة في الإصلاح وإزالته وتعديل السلوك، أما الخفي فيؤثر على العلاقات ويعطل العمل ويعرقل ويؤخر مصالح المؤسسة وشؤون مراجعيها، ويعيش الجميع في أزمة وقلق وتربص، ويستنزف قدراً كبيراً من القدرات وموارد المؤسسة. يقول ابن عاشور رحمه الله" وإنما كان التنازع مفضياً إلى الفشل، لأنه يُثير التغاضب ويُزيل التعاون بين القوم، ويحدث فيهم أن يتربص بعضهم ببعض الدوائر ". فمؤسساتنا لن تتطور ولن تتقدم ولن تتحرك ولن يتحسن أداؤها ولن تسير إجراءاتها في مسارها الصحيح، ولن تمضي نحو المعالي إذا كان فيها "التنازع الخفي" يُتداول في أروقتها وبين موظفيها. فهلا توقف أصحاب "التنازع الخفي" عن هذا السلوك الشائن والتفت الجميع إلى مصلحة المؤسسة وتعزيز قدرتها التنافسية بين المؤسسات الأخرى والمجتمع، وألا نغرق في هذا المستنقع والوحل فتعيش مؤسساتنا في دائرة الخلافات والصراع والخصام، ومنشأ ذلك كله "التنازع الخفي" من أجل المصالح الشخصية الذاتية الفردية "أنا". فلنكن يقظين مع أنفسنا وفي محيط أعمالنا، ولنتحكم في أقوالنا وتصرفاتنا، ولا نترك أهواءنا وأمزجتنا تتحكم فينا وتسيرنا نحو القيم والسلوكيات السلبية، ولنتأدب ونهذب أنفسنا وأفعالنا بالآداب الشرعية، فالخلاف والصراع والنزاع و"التنازع الخفي" منبوذ. ففي كل تنازع ضعف وعجز وخسارة وقطيعة. "ومضة" قال تعالى: ((وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)).
1072
| 17 ديسمبر 2012
وجه السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية أمس صرخة للمجتمع الدولي للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في الذكرى الحادية والأربعين لإحراقه ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة بحقه.. لا يبدو لكم هذا خبراً مثيراً أو يستحق أن نقف عنده وقد حاولت أن أفعل هذا ونجحت لولا حديث نبيل العربي المستمد من حديث سابقه عمرو موسى وتصريحه في هذه الذكرى التي تأتي متزامنة مع يوم الأسير الفلسطيني بأن الرياح تأتي على غير ما تشتهي السفن في استرسال عقيم لتوضيح الجهود العربية لحماية الأقصى المبارك من المحاولات اليهودية الحثيثة لهدمه وزعزعة أركانه وأساسياته للوصول إلى ما يسمى بهيكل سليمان الذي يزعم اليهود بوجوده تحت المسجد.. حسناً يا سيد نبيل دعنا نتفق من البداية رغم عدم اتفاقنا مع سلفك عمرو موسى أن لا وجود لجهود عربية ولا إسلامية لإنقاذ أركان الأقصى من الأساس لتبدو لك الرياح اليوم أنها تسير على غير ما تشتهي السفن وكأنها كانت تسير لصالحنا سابقاً!!..ولذا فأنا اقول لكم مرروا هذه الذكرى بسلام خشية أن تظن تل أبيب أو واشنطن أنكم تجهزون العدة والجيوش العربية المتقاعدة أو تنظفون الأسلحة التي أكلها الصدأ وتكاثر عليها العفن وتنوون شراً لا سمح الله ضدهما!!.. أرجوكم غضوا النظر والجموا غضبكم المستعر وهدأوا أعصابكم ولا تستعجلوا في ردود أفعالكم فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء ونحن شعوب مسكينة آخر ما ترغب به أن ترى حكوماتها ومسؤوليها محملين بأمراض تفتك بهم كما تفتك أنفلونزا الحب (لإمتناعي عن تسميتها بأنفلونزا الخنازير) بالعالم!!..دعوا هذه الذكرى تمر مرور الكرام ولا تكثروا من الحديث عنها وخبئوها بين الذكريات الكثيرة التي تعج به ذاكرتنا العربية وصدقوني ستضيع كما ضاعت مجازر كثيرة وكبيرة ومهولة مرت على شعب فلسطين ونسيناها فهل جاءت ذكرى إحراق المسجد الأقصى العام المنصرم ليقوم الأمين العام لجامعتنا العربية العريقة الدور والمنشأ اليوم بـ (الولولة) على رياح الظروف الصعبة التي لا تساعد السفن العربية على السير وإنقاذ المسجد من الدنس اليهودي ومحاولة إحراقه هذه المرة بنجاح وإعلان النصر على العرب والمسلمين؟!!.. منتهى السخف والله.. فماذا تظنوننا يا ساسة يا كبار؟!..هل تعتقدون بأننا نمتلك عقولاً من الصفيح أو من الإسفنج يمتص الغث والسمين ويعفن؟!!..فأحدكم يستصرخ المجتمع الدولي إنقاذ المسجد الأقصى وتناسى هذا السيد المحترم بأن العالم المسيحي الذي يحاول أن يقوض فيه العداء القديم ضد اليهودية في هذه اللحظة بالذات سيصبح يهودياً كله لمجرد أن العدو اليوم هو الإسلام فمتى ستفهمون وأنتم الأقدر على قراءة التاريخ واستقراء الحاضر؟!!.. فأين المجتمع الدولي الذي سيهب لنصرة مقدساتنا ونحن أصحاب تلك المقدسات نعجز عن حماية نملة من فك سحلية هذا إذا اعتبرنا إن السحالي تأكل النمل أساساً؟!!.. أين هو ذلك المجتمع الدولي العادل الذي سيطبق عدله (الظالم) ويعقد مؤتمراته الهامة لبحث أجدى وأقوى السبل لحماية اقصانا؟!!.. هه!!..من المغفل الآن ومن هو الذي يستغفلنا ويتلاعب بمشاعرنا في أن الأقصى سيبقى الأقصى وإن اليهود بقدرة المجتمع الدولي أقصد (العصابة الدولية) سيصبحون فئراناً تأكلهم القطط لمعلوماتي الأكيدة بأن الأخيرة تحب الفئران اعذروني فهذا ما تعلمته من (توم آند جيري)!!..فعلى الأقل يبدو إنني تعلمت شيئاً تماماً مثل علم موسى بأن السفن العربية كانت تسير في اتجاه صحيح لولا رياح غادرة ماجنة مجهولة المصدر أغرقتها!!.. هه!.
397
| 19 نوفمبر 2012
تخرج بلقاءات تلفزيونية جادة تتكلم عن الأسرة وتأثير غياب الأهل عن الأطفال وتدرج أمثلة مروعة لنتائج سيئة للتفكك الأسري وكيف ينحرف المراهقون وتتشتت القيم التربوية في بيوت غاب عنها الأب وانشغلت الأم... هذه المتحدثة اللبقة التي أتكلم عنها قد تكون صاحبة البطولة في كل ما قالته فوحدها المجربة من تستطيع أن تصف الوضع كما هو وتنقل مجرياته من بيتها إلى شاشة التلفاز!!..وما أكثر هؤلاء!! ** هي تكتب وبالأصح تعبئ فراغات في المساحة المخصصة لمقالها..تتحدث عن الأخلاق وتعيب على البنات تبرجهن وأخلاقهن المنحرفة وغوايتهن للشباب وأمامي والله هي في كامل التبرج وتنظر لهذا وذاك بنظرات تلمع فيها رغبات إبليس الآثمة..لم تتغيري يا هذه من أيام الجامعة ما زلت تلك (المتصابية) التي مازالت تصر على إن (القطريات أمثالك أجمل الجميلات)..هه!!. ** كان مذيعاً يظن نفسه لامعاً..تحول إلى عالم نفسي بخبايا النساء في صفحته السطحية التي ينقل من كتب الطب النفسي ما يجب أن يلمح له بكلمة (منقول) لكنه يصر على انه من تأليفه مستغلاً في ذلك القاعدة الحقيقية التي تقول ( نحن أمة لا نقرأ وحين نقرأ لا نفهم)!!..المصيبة إن في دعوتي إحدى محاضراته عن الرسائل الإعلامية لفن الكاريكاتير أخذ هذا المدعي في تفسير الرسومات الكاريكاتورية وكأن الغباء استوطن عقولنا فلن نعد نستوعب ما نراه إلا عبر شرحه المطول الذي أراد به أن يطيل وقت المحاضرة لكي يبدو أنه قال شيئاً مهماً وتتناوله الأسئلة من هنا وهناك وحدي أنا من سألته في الوقت الذي بدأ الجميع يلملم نفسه للهروب منه فقلت له( من أي مدرسة ابتدائية تخرجت)؟!! لم أنتظر الإجابة فقد كنت استعد للهروب أنا الأخرى ووقف هو مشدوهاً!!. ** وطني الحبيب.. صبحك الله بالخير..تبدو متنفساً للكثيرين من المقهورين الذين يتسابقون لحجز الخطوط الهاتفية منذ ثواني البث الأولى فالكل يظن إن البرنامج يسمعه المسؤولون الكبار المعنيون بهموم المواطن والمقيم ويمكن أن يكون هذا صحيحاً ولكن ألا نستحق منكم إحصائية موجزة بما تم الاهتمام به وإصلاحه وبما تم إهماله ورميه في مزبلة المسئول التي تقبع أسفل مكتبه الوثير!.. فليس معنى أن يستمر البرنامج إنه ناجح بكل المقاييس لأننا نحتاج في واجهتنا الديمقراطية لمثل هذه البرامج التي تظهر صوت المواطن حراً يتحدث عن مشاكله بينما النجاح الكامل هو حل هذه المشاكل بصورة جذرية وليس بالعبارة المهترئة التي تقول اترك هاتفك في الكنترول وسنلقى لك حلاً!!. ** الغلاء وصل أقصى مراحله حتى الطماطم لم ينجُ من هذا الشبح وصار ينافس غلاء المهور!!.. والرواتب تزيد في دلالها على الجميع ولا تزيد ريالاتها!.. فمن هو البطل المقداد الذي يستطيع أن يحل هذه المعضلة ونرى فيه أينشتاين الجديد الذي يحل مسألة غلاء المعيشة مع شح الرواتب لذوي الدخل المحدود؟!..من يحمي هذا المعيل من السقوط في حمى الغلاء وهو يرى ان الفائض من ميزانية الدولة يبلغ الملايين ولا قصور أو عجز يمكن أن يستمد منه هذا الشخص صبره وطول باله؟!.. نحتاج لأينشتاين يكون قطري الجنسية!! ** التعليم ثم التعليم ثم التعليم.. متى يمكن للمجلس الأعلى للتعليم أن يحقق المرجو منه دون أن تحيطه المشاكل ويكون هو المشكلة العظمى أمام الراغبين في نهل التعليم؟!.. طلب صغير هل يمكن عمل احصائية لعدد المنتفعين بالتعليم الابتدائي لأبناء المقيمين في قطر والعدد الذي يجلس مجبراً في البيت لضيق يد أولياء الأمور؟!..أليس هذا هو التناقض بعينه؟!..أن نكون بلداً داعياً ومساهماً للتعليم في كافة أرجاء المعمورة وبيننا من يعد قروشه القليلة التي لا تسد رمقاً فكيف تعلم طفلاً بعشرات الآلاف؟!!.. فكروا قليلاً ومن عليه أن يتحمل مسئولية الأجيال عليه أن يتخيل وزرها و... يخاف!. فاصلة أخيرة: مسئوليتي لا تعني أن أجامل أحداً.. ولا أشد على يد أحدهم مباركاً والأحق أن أهزها له تعنيفاً وتأنيباً!.. هذا المجتمع لا يمكن أن يتقدم بالمجاملات و(حب الخشوم) وإن كل شئ على ما يرام.. فتغطية الطعام لا يعني دليلاً ملموساً على طراوته ونضجه فالعفن ينشأ في أغلب الظروف في الأماكن المغلقة!!.
584
| 29 سبتمبر 2012
كانت (هند السويدي) رحمها الله وغفر لها تتحامل على الرجل في مقالاتها بحسب ما كانت تراه من أسباب ومسببات تسوقها بين ثنايا كلماتها العطرة.. وأجد نفسي أتحامل على بنات جنسي وهنا تكون موازنة الأفكار التي يجب أن يربو بها المجتمع لينمو الفرد فيه فكرياً وأخلاقياً.. فأنا أرى أن المرأة كانت وما زالت سبباً رئيساً لأزمات حقيقية وإن صلاحها يعني صلاحاً عاماً وفسادها يعني دماراً شاملاً!!.. اعذريني يا هند، فبعد درايتي وقراءتي لكثير من كتب التاريخ وقصص الأولين رأيت بما لا يدعو مجالا للشك أن مثيلاتنا قد استعاذ الله من كيدهن العظيم، فلم ينج منه أي بشر حتى الأنبياء!... لذا لتترفع بعض الأقلام عن تناول مقالاتي بشيء من الانتقاص.. فالكل يستطيع أن يتبارى بالأسلوب ويتساوى لكن الفائز من يتبارى بأخلاق القلم التي تجبر صاحبه على الوقوف عند حدود جاره بالكثير من الاحترام.. وليس معنى أن أكون أنثى أن أنصر بنات حواء رغم ما بهن من ألف عيب وعيب وأنا في مقالي (بسنا حريم) انتقدت من يتولين مناصب تكون مسؤولة عن رقي أجيالنا علمياً.. فمخرجات التعليم لدينا تثبت أننا نتقدم إلى الخلف وبقوة وأعتقد أن هذا ليس طموحنا ولا طموح من ينسجون خططاً يبدو أنها تحاك في الظلام الذي قد يحدث في ثناياه أي شئ سوى الرقي بالعقول، ثم لماذا المكابرة في أمور نؤكد على خطئها وخطة تطبيقها العشوائية التي تجرنا إلى ما قبل أبجدية التعليم الصحيحة.. لذا كفوا أقلامكم التسويقية التي تروج لمسيرة المجلس الأعلى ومنهجية جامعة قطر بشيء من المبالغة ولا أريد أن أقول كذباً ولكنها محاباة إعلامية لمجرد أن النساء يتولين فيها ما يمكن أن يقيم عروشاً ويهدم أخرى وليكن نقاشنا بالفكرة والحجج وليس بالتعبير واللفظ، فأنا أعلم أن لي قلماً سليط الحبر وأحاول كثيراً أن ألجم مداده في (استلام من يسيء إليه) لكنها وكما ذكرت أعلاه أخلاق الكاتب في داخلي تمنعني حقاً من الرد على صغائر الأمور وقد شغلني قلمي بكبائرها!.. ومن انتقد أسلوب الإنشاء في أسلوبي فليعتكف ساعة في غرفة مغلقة ويأتي بصغار مقالاته ويتدارس سطورها ليعلم أن هؤلاء الصغار لا يصلحون أن يكونوا سوى قصص تقال قبل النوم وللصغار أيضاً!!.. فاتركوا عنكم نفاقاً ينفخ في طبل لا يصدر إلا فراغاً مدوياً يتناوله الإعلام المناوئ للنقد بشيء من الترنم والتنغم والترويج الفاشل ولنلتفت إلى مصائب الأجيال التي تدخل في مناهجها أفكار ما انزل الله بها من سلطان أيسرها اعتبار (القرنقعوه) مناسبة (دينية) وأعظمها (كيفية صنع الخمور المعتقة) وما فعلته مديرة مدرسة (كومباس العالمية الخاصة) من منع فتاة محجبة من الدخول وكأنها تحكم في بلادها وليست هي المحكومة أساساً!.. التفتوا إلى ما تشكو به الأمهات واقرعوا طبول التحذير وليس طبول التزوير بكل ما نكتبه لمجرد أنه لا يوافق أهواء أقلامكم المتطلعة إلى إيميل شكر أو دعوة لزيارة شخصية ما.. وإن كنتم ترون في قلمي انتقاصاً (لبنات جنسي) فأنا أزيده كمالاً بانتقادي واكتمالاً بسد ثغوره ومحو عيوبه!.. فاصلة أخيرة: جامعة قطر تعيش حالياً أسوأ عهودها بتحطيمها لأحلام ما يزيد على 1500 طالبة درسن التأسيسي الذي روجت له إدارة الجامعة بجدواه وأهميته وحين تم إلغاؤه كانت إدارة الجامعة نفسها أول الشاهدين له بعدم نفعه وجدواه!!.. فهل هذا لغز للالتحاق بالجامعة أم أنه شرط تعجيزي له؟!
706
| 26 سبتمبر 2012
خرج شابان خليجيان في رحلة جوية إلى تركيا حيث يسعدان باحتساء الخمر كما يريدان ولا بأس من العربدة المفتوحة التي لا يستطيعان ممارستها بحرية في بلادهما التي تحظر كل ذلك بكل السبل الموجودة واختارا أن يذهبا لقرية نائية بعيداً عن اسطنبول التي يمكن أن يصادفا فيها من يعرفهما أو يلتقيا بخليجيين وعرب وبعد أن ابتاعا زجاجات وفيرة من الشراب قصدا الفندق الصغير بهذه القرية وحينما رأى موظف الاستقبال جوازي سفرهما فرح وسألهما من أي مدينة بالضبط فأجابا أنهما من المدينة فبادرهما بسعادة (أنتما من المدينة المنورة.. مدينة رسول الله )!.. ثم دلهما إلى غرفتهما وباشرا بالشرب حتى الساعات الأولى من الفجر فإذا بطارق يدق الباب وقد كانا بنصف سكرتهما.. فتح أحدهما الباب ووجد موظف الاستقبال يقول له ( منذ أن علم زبائن الفندق بوجود مواطنين من المدينة حتى أصروا على أن يؤم أحدكما صلاة الفجر بنا باللغة العربية الصريحة ونحن مشتاقون لذلك.. لا تتأخرا ننتظركما في مصلى الفندق بالبهو)!!.. رجع الشاب مذهولاً إلى صديقه يخبره ما سمع فصمتا غير مصدقين (الورطة) التي حلّت بهما فذهبت السكرة وباتا يفكران بفكرة للخروج من هذا المأزق فإذا بموظف الاستقبال يستعجلهما بأن الحضور بانتظارهما بالأسفل فقال أحدهما (يا هي وهقة والله ماني حافظ غير الفاتحة وقل هو الله أحد.. تحفظ غيرهم)؟!.. أجابه صديقه( وانا مثلك)!.. اغتسلا وخرجا للصلاة ولقيا ترحيباً من المصلين ثم وقف أحدهما مكان الإمام وقالها (الله أكبر) ولتكتمل الصلاة بسلام حتى أقبل المصلون على الشابين يسلمون عليهما وينشدونهما السلام على رسول الله ورغبتهم الصادقة في زيارة بيت الله في مكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وقبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام!.. موقف أثر كثيراً في هذين الشابين اللذين أعلنا توبتهما والتزامهما وإنهما في نعمة كبيرة لولا أضلهما الشيطان عن مسار الحق والهداية... هو موقف لربما تبحثون عن أسباب ذكري له ولِمَ سقته في رمالي ولكني احببت أن تشاركوني جمال هذا الموقف الذي ذكره أحد الشيوخ في أحد دروسه بالمسجد وكم استرسلت في فكري وأنا استعرض في مخيلتي كم شابٍ خليجي انسلخ من جلده وهو لايزال بالطائرة وقبل أن يحط رحاله في البلد الأجنبي المسافر إليه؟!.. كم خليجي رسم في مخيلته فصول مسرحيات فسوقه وضياعه بين أحضان المومسات وكؤوس الشراب المملوءة والرقص والمجون والأموال المهدورة تحت دعوى (خلونا نستانس في شبابنا)؟!.. كم شاب يفكر منذ الآن (بالصيفية) وأين يمكنه أن ينزوي عن أنظار الناس متناسياً وربما متجاهلاً إنه أمام السميع البصير الذي لا تخفى عنه خافية؟!.. كم شاب مارس كل الرذائل وعاد يبحث عن زوجة بها كل الفضائل؟!.. بل ويشترط على والدته وأخواته أن تكون بمواصفات الليدي ديانا بخلاف أن تكون في علاقاتها المشبوهة؟!.. كم شاب بحث عن الكمال في زوجة المستقبل وهو الناقص في دينه وأخلاقه وسلوكه؟!.. وأنا والله استغرب عن الذين يجدون بعد مسيرة طويلة من الفسوق والعصيان عباءة الدين ليمحوا بها تاريخهم الفاسد فينالوا مباركة الأهل والمجتمع واعتبار إن كلّ ما كان منه (طيش شباب لا يؤخذ عليه) بينما تعجز الفتاة التائبة من أن تطلق لحية طويلة لتثبت هي الأخرى تدينها وتوبتها وتطلب بذلك مغفرة الله ثم تسامح المجتمع معها الذي قد لا يرحمها بتناول سيرتها!!.. ولن أكون مثالية وأقول إنني أدعو الجميع ليكون قدوة لدينه وأخلاق مجتمعه بالخارج - رغم إن ذلك هو ما يجب حقاً - لكني وجدت في أسفاري من ينزعن العباءات المسدلة في (حمامات المطار) قبيل المغادرة وكل منهن تقول للأخرى ضاحكة (بنحتاج العبايات لين ردينا لا تقطونهم)!!.. وشباب يذكر كلّ منهم الآخر بالبرنامج الذي يتنوّع ما بين المراقص والشوارع الشهيرة والفنادق التي تكثر فيه الخليجيات المعروفات سلفاً بانفلاتهن الأخلاقي في الخارج!.. هؤلاء هم الغالبية من شبابنا وفتياتنا ممن لم تمنعهم أخلاقهم ودينهم وهم في دولهم العربية المسلمة أن يتقيدوا بشيء من الالتزام داخلها فكيف بخارجها رغم وجود من يمثّل دينه وخلقه وأهله خير تمثيل بالخارج... لا يجب أن ننسى أن كلاً منا يحمل في طيات اسمه أسماء والده وأجداده وعائلته وأنه مسؤول عن كل هذه القبيلة داخل قطر وخارجها والشخص لا يولد منفرداً مقطوعاً من شجرة كما يقولون!.. ولا أخفيكم فقد شهدت مواقف كثيرة من هذه ولم أستطع أن ألجم لساني عن النصيحة حتى لمن يكبرني عمراً فيقابلني أحدهم بالازدراء وآخرون بالتجاهل بينما بعضهم يرون فيني فتاة (ملقوفة) بقولهم (وانتي شدخلج)؟!.. لأجيبهم (أخاف عليج تسافرين على ريولج وتحين خاتمتج هناك على سوء فترجعين على ظهرج وما تلحقين تعتذرين لي وتقولين معاج حق مشكورة)!!:). فاصلة أخيرة: لأنها قطر.. لا نريدها أن تنسلخ عن أخلاق ديننا وعادات أجدادنا السوية.. فوالله إن القليل من الحياء سيجعل لبعض عباءات النساء رونقاً ولنظرات الشباب تأدباً.. فهل نجرب ونتصنّع الحياء قليلاً؟!!
641
| 24 سبتمبر 2012
رحلتِ وتركتني! لماذا يا هند؟! إن كان يحق لي أن أسألك وقد بتِ في عالم البرزخ حيث يتحدث الأموات لغة خاصة بهم لا يفهمها الأحياء مثلنا! رحلتِ ولم يبق لي سوى ذكريات تقر وتعترف بأننا كنا رفيقتي فكر وأدب وقلم بات اليوم مكسوراً ينزف حبراً لا يجد اليوم من يحيله كلمات ليست ككلمات هند!..أوّاه عليكِ يا هند! جاءني الخبر من وسط لندن التي تأملت أن تشرق فيها شمسكِ يا هند وأن يبزغ قمركِ وتنتشلين هذه المدينة الضبابية من عتمة طالت واستطالت ولكنه القدر الذي نقف أمامه بكل إيمان وإجلال متمتمين "إنا لله وإنا إليه راجعون" اللهم ارحم هنداً واغفر لها واعفُ عنها وأسكنها رياض جناتك وألهم قلوبنا المحبة تيهاً لهذه الإنسانة التي فارقتنا لعالم سنلحقها إليه عاجلاً أم آجلاً! رحلتِ يا هند.. فذكرتُ أياماً كنتِ قد بدأتِ بالكتابة وقتها قبلي..حينها قلتِ لي: أنتِ فارسة القلم المقبلة امتشقي صهوة الكلمة وروضي الحروف وانطلقي! وانطلقت ُيا هند واخترت لجيادي أن تركب ظهور رمال متحركة بحوافر قوية وغزيمة لا تفتر ومضي يجد اليوم نفسه واقفاً بلا حراك فقد وصله خبر أليم يقول بأن ابنة يوسف السويدي المدعوة هند الرائعة قد لفظت أنفاسها الأخيرة في وسط لندن وعادت إلى بلادها جثة بلا حراك تنتظر الأيادي الوفية لتلقم الأرض بجسدها إلى حين البعث المعلوم!..ولذا بربكِ يا هند لا تلوميه إن هوى من القمة وسكن القاع!..لا تعاتبيه على ضعفه الذي كسره موتكِ.. لا تقولي له انهض وأنتِ تعجزين عن استنهاضه!..بربكِ يا هند دعي هذا القلم يعلن ضعفه أمام حضرة جنازتكِ ويقول للدنيا بأن ابتسام آل سعد قد كسرها موتكِ وإن قلمها ينتحب اليوم تعزية لفراقكِ وقد اتشح بياضاً فالسواد يعني بأني أبكي الموت وفي الحقيقة فإنني أبكي هنداً البيضاء النقية التي كانت تراني فتقول ضاحكة (خفي على محمود عباس فلا تلحقيه بسلفه ياسر عرفات)!!.. ويحي يا هند..إن لم أبككِ!..إن لم أحزن لفراقكِ!..إن لم يشاركني قلمي النحيب المدوي في خلجات صدري!..ويحي يا هند وهل مثلكِ لا يبكون عليها؟!. هند.. لا تحتاجين مني لحديث يطول فتنتحر الحروف أمام جثمان توارى تحت الثرى واستنطقه بإذن الله ملكان فيشهد بأن هنداً مسلمة فخر الدين بها وافتخرت به ولكني سأقولها لكِ لعلها تبلغكِ وأنتِ راقدة بهدوء تنتظرين هدايا محبيكِ لكِ.. من يعرفكِ يجب أن يبكي حتى وإن كان يملك قلب فرعون!..من يعرفكِ يجب أن تفيض عيناه وينفطر قلبه وتنكسر نفسه ويقولها بعلو الصوت أواه يا هند رحلتِ وخف وميض قلمكِ ولم يبق إلا أشباه الأقلام فحتى قلمي لم يعد يجد من يقارعه اليوم..فحينما يذكرون هنداً أجد نفسي مشرئبة العنق ومبتسمة الثغر وضاحكة المبسم..فقد كانت من أصدق الأقلام وأكثرها صراحة حينما تكون الصراحة موجهة وليس استعراضا كما تحب بعض الأقلام أن تبدو في كتاباتها! رحمكِ الله يا هند.. ستبقين فيني..بتلك الابتسامة الهادئة والنظرة المندهشة على الدوام والسكون المضطجع على محياكِ والعاصفة التي يحملها مدادكِ..لن أنساكِ فأنا وإن كنت في أشد الحزن عليكِ فإن الخجل يكتنفني في تأبين ذكرى مصغرة لكِ وقد كنتِ الأحق بأن أذكركِ وأنت تعيشين حية في داخلي! هند.. مثلكِ يسامحني!.. أرجوكِ لا تثقلي كاهلي.. فأنا غداً سأجاوركِ وقد ألقى مثلي يوماً ما من يطلب مني سماحاً وعفواً وأعجز عن التصريح به فيقول نفس كلامي ويعد نفسه محللاً لا يحمل إزري! هند.. أحبكِ.. وكيف سأحتمل أن يعزيني أحد في فقدكِ؟!!..ليرحمكِ الله حبيبتي! فاصلة أخيرة: شكراً لكل من سأل عني وقال أين أنتِ أيتها المزعجة؟! إنها فترة ذهبت واليوم تعيدني هند إليكم!
1744
| 22 سبتمبر 2012
(فيصل المرزوقي) كاتب يومي بصحيفة العرب القطرية يمتاز برشاقة القلم وتطويع الحروف وهو مشاغب قليلاً ويستفز أصحاب الكراسي المؤثّرة التي تعنى بالمواطن والمقيم على حدّ سواء لاسيما ممن يمتلكون حزمة القرارات الخاصة بتسيير دفة التعليم في قطر وغيرهم ممن يشبهونهم في الصلاحيات ويماثلونهم في الفشل الذي يقع بعد ذلك!.. قبل يومين استلّ (فيصل) سيف مداده وكتب مقالاً أثار ردود أفعال متباينة من الجنسين في تويتر بعنوان (بسنا حريم) في إشارة إلى تبوؤ (جنسنا الفضائي) لعدد من المسؤوليات المجتمعية التي تؤدي بالقرارات غير المتأنية إلى كثير من النتائج السيئة التي تؤثّر على سير العمل وما يمكن أن يترتب على المواطن في ذلك من تبعات جسيمة كان سببها (امرأة) متخبّطة في قراراتها ومتفرّدة فيها!.. ورغم أن الكاتب قد غالى قليلاً في التقليل من نجاح المرأة القيادية بحيث أطلق صرخة مدوّية لمَن يهمه الأمر بقوله (بسنا حريم) إلا أنني وجدت نفسي أوافقه وبدون اي تفكير لأنني مازلت مقتنعة أن المرأة لا تصلح لقيادة فكر وتعليم والجلوس على كرسي يتحكّم بأجيال كلما ذهب جيل ولد جيل آخر أسوأ من سابقه بكثير والسبب تلك القرارات (النرجسية) المنبثقة من نساء لا يرين من الجبل سوى هرمه الحاد بينما القاع يشكو ضعف بنيانه وشيخوخة قوائمه التي قد لا تتحمّل بقاء هذا الجبل طويلاً!.. ورغم إن هذا الكلام لا يجب أن يصدر من فتاة مثلي قد تجد نفسها يوماً (وزيرة) إن ابتسم لها القدر ورضي عنها ولي الأمر ولكني واثقة أنني قد أفشل لأن النساء عموماً تأخذهن (العزة بالإثم) كلما مارسن الأخطاء أو جاءهن نقد أو حاول أحدهم التقليل من عملهن الذي يمكن أن يكن فيه متواضعات قياساً إلى مسؤولياته وحجمه!.. وقد تفاعلت مع (المرزوقي) وأرسلت له تغريدات مؤيّدة سرعان ما تناولها المغردون بالانتشار ولسان حالهم يقول صراحة وخفية (ما بال هذه تؤيّد رجلاً في هجومه على النساء والتقليل من قدراتهن على تولي مراكز قيادة وكأنها ليست من قبائل النساء)؟! حيث كان مجملها أنني لم أر من خلال تعاملي مع الجنسين الذكوري والأنثوي لؤماً أشد من لؤم المرأة للمرأة والرجال تترجم أفعالهم ما يكنونه في دواخلهم، ولذا فأنا أفضّل التعامل مع الرجال! وهذه حقيقة لم أقلها تملّقاً ولا تأنقاً وإنني قد امتنعت عن ممارسة مهنة التدريس للهروب من هذه المجتمعات التي تكثر فيها الحزبية والشللية ومَن يغضب منها هذا المجتمع تصبح منبوذة فتكثر الدسائس وتخرج ألف (شجرة در) بخلاف واحد أن نهايتهن ليست قتلاً بالقباقيب!.. لذا اكففن أيها النساء عن طموحات الريادة فإن للرجال قوامة فيها!.. اكففن عن الأطماع واكتفين بالإنفاع وليس الانتفاع!.. لنكن واقعيات بقدرتنا إن قيادتنا لا تضيف لنا سوى المنصب والشكل والدليل ما وصل إليه طريق التعليم والمشاكل التي تتفاقم يومياً بسبب سياسة المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية والتعليم ولا داعي لذكر على مَن تقع كلّ هذه التخبّطات والمتناقضات التي تخرج على شكل تصريحات برّاقة ينافيها الواقع المرير المتمثّل في أجيالنا التي وصل أكثرها للتخرّج من المرحلة الابتدائية ولايزال جاهلاً باسمه كيف يكتب أو بالمناهج المليئة بالمغالطات الجسيمة التي يكتشفها هواة البلاك بيري في كتب الصغار ولا تلتقطها عين المراجع التربوي، الذي من المفترض أنه يؤدّي أمانة جيل من أمة (اقرأ )!.. وعليه نحن لسنا بقدر المسؤولية لنحملها رغم الثقة الملقاة على عواتقنا.. دعونا نؤدّي مهمات لا نحمل فيها أوزاراً فوق أوزارنا وأسفاراً تضاعف أسفارنا!.. وأعلم أنني سألقى عداوة من بنات جنسي لكني على الأقل أحترم قدرات الأنثى القابعة في داخلي والمتمثّلة لقوامة الرجل حتى في العمل.. رأيي الذي أطرحه هنا وهو بالطبع قابل للخطأ قبل أن يزهو بصوابه!.. وليعذرني أخي (فيصل) إن كنت سأقترض منه عنوان مقاله وأزجه عنواناً لمقالي اعترافاً أخيراً بأن للرجل الأفضلية في القيادة!. فاصلة أخيرة: الحياة توزّع حظوظاً.. لكنها حتماً لا تنتهج العدالة في القسمة!.. هناك كفاءات إما مدفونة بغبار الإهمال أو مدفوعة بسيف الاستقالة أو مهمّشة تحت عباءة سوداء!
606
| 20 سبتمبر 2012
عفواً (محمد) ومثلي ليس يُقبل له عذر! عفواً (محمد) ومثلي لا يخجل من سوق ألف عذر وعذر! عفواً (نبينا) خذلناك ومازلنا نمضي في خذلانك وكأنك عدو نكيد له أو جار نهمله أو صديق نعرفه في وقت مصالحنا فقط! فمن منا يمكن أن يمتشق صهوة الغضب كما يجب أن يكون عليه الغضب الحقيقي البعيد عن إزهاق الأرواح وإتلاف الممتلكات والغوغائية التي خرجت عليها بعض المظاهرات التي عمت المنطقة لاسيما العربية فيها؟!..من منا كان يمكنه أن يرد على ما فعله نصارى حاقدون من محمد ودين محمد بشكل يقبله الله منه ويهدئ من ثورة الغضب الذي استعر في دواخلنا لحظة أن قام (موريس صادق) رئيس المجموعة القبطية في المهجر بالإعلان عنه وكأنه يعلن عن دعاية صابون أو منتج رخيص تافه يشبه صاحبه؟!.. لذا نقولها عفواً (محمد) الكريم لأننا حينما غضبنا كانت غضبة عمياء قتل فيها العربي أخاه العربي!..وحرق العربي سيارة جاره العربي أيضاً!..صرخنا صرخات الجاهلية في وجه السفارات الأميركية التي لاذ أصحابها بالفرار وتركوا لحكوماتنا مهمة الاعتذار!.. وهذا ما حصل فعلاً بعد أن عاد كل منا إلى بيته مرهقاً متعباً وقد أدى ما رآه واجباً وصحيحاً!.. لذا كان لابد أن يقول أكثرنا لم تكن هذه أبجدية المظاهرات التي كان يجب أن تكون عليه ولم يكن هذا الغضب الذي رغبنا أن يكتبه الله في سجل غيرتنا على رسوله الكريم الذي تناوله الرسامون برسومات كاريكاتورية سابقة وانتفضت الأمة عن بكرة أبيها تندد وتستنكر ورغم هذا لم يمتنع أحد عن الإساءة لنبينا الكريم والسبب نحن وليس هؤلاء فاقدي الدين والأخلاق!.. نحن من جعلنا أعداء الإسلام يتطاولون على رسولنا ولا يخشون من صيحات الغضب التي سمعوها منا سابقاً في حادثة الرسومات وليتجرأوا أكثر وينتجوا ويمثلوا فيلماً تافهاً جسدوا فيه رسولنا وزوجاته في ثلاث عشرة دقيقة كانت كفيلة بأن تهتز لها قلوبنا حزناً وغضباً على أنفسنا لأننا بتنا أمة لا تخيف أحداً ولا يخشاها أحد!..أمة كلما علا صوتها سرعان ما يخفت وكلما رفعت رأسها وجدت سيافاً أزرق العينين يجتثه من جسد هزيل لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام ضمن صفوف الدفاع عن نبينا (محمد)!..أمة بشعوب يتنوع غضبها بتنوع ثقافتها، ففي اليمن زحف اليمنيون نحو السفارة الأميركية يعلوهم غضب شديد فكسروا وأحرقوا ودمروا دون تمييز أن ما يحرقونه كانت سيارات يمنية لمواطنين مثلهم ساقهم قدرهم لأن تكون مركباتهم بجانب السفارة!..وبعد كل هذا رفعوا علم (القاعدة)!! هذه كانت ثقافة الغضب اليمني الذي تعود على الغضب الأعمى وعلى لغة الفوضى التي مارسها منذ احتلال ساحة (التغرير) واعتبارها ثورة ربيع يمني يجني المواطنون ثماره على شكل تفجيرات تطلق أهازيجها المميتة هنا وهناك!..أما في مصر فالغضب لديهم كان غضباً قومياً ممتد من العروبة المزروعة في قلب كل مصري تمثل له القومية شيئاً لا يمكن التعدي على سموها في داخله ولذا كان غضباً قوياً جارفاً وممتداً حتى داخل السفارة الأميركية يريد التحطيم والتدمير وربما القتل وكله إلا رسول الله يا أميركان!.. وقس على هذا ما جرى وما حاولت بعض الشعوب العربية عمله من تعد على سفارات أميركا نتيجة الغضب العربي للفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام وما حدث قبله من قتل السفير الأميركي وثلاثة من موظفي السفارة الأميركية في بنغازي الليبية التي تبنت القاعدة قتلهم اختناقاً لسبب يبدو بعيداً عن قصة الفيلم.. طيب وبعدين؟!.. أين الغضب الآن؟!..أين الشعوب الغاضبة والأصوات العالية والصراخ والعويل والنحيب والتهديد والوعيد وما إلى ذلك من مظاهر الغضب العربي الذي حل بالشعوب؟!.. نسينا؟!.. بالله عليكم قولوها ولا تترددوا!.. نعم نسينا ولم الخجل؟!..نسينا لأن النسيان من عادة كل عقل عربي منزو في معدة صاحبه يأكل فتشبع فترسل إشارة لهذا العقل بأن ينسى وينام!..نسينا حادثة الفيلم أو في طريقنا لنسيانه لأننا لو بقينا نتذكره لن نجدد في هوايتنا المحبوبة وهي الخروج للشارع ومعاودة الصراخ والهتاف والتنديد والتهديد!.. نسينا لأن من حق حكوماتنا الآن أن تقود بدورها التي يعقب أدوارنا وهو الاعتذار للبيت الأبيض من (همجيتنا) وتعويض الخسائر وبناء السفارات وتكثيف الحراسة وتعبئة خراطيم المياه بماكينات دفع أقوى لمن تسول له نفسه منا أن يتقدم شبراً واحداً لسفارات أميركا المنتشرة في كل دولة عربية!.. وحتى المظاهرة التي جرت في قطر كانت مظاهرة شكلية لأنها جرت يوم الجمعة حيث السفارة خالية إلا من الأمن والحراسات والجدران الصماء القوية ونقطة عبور لا يمكن لأحد تجاوزها إلى أبعد من ذلك وليعود الجميع إلى بيته وقد أدى المهمة ووفى وكفى وحدث مضى وانقضى!!.. لذا دعونا من أشكال هذه المظاهرات التي وإن نجحت في هدم العروش لأنظمة عربية بفعل التغذية التي تضخ في صفوفها لتكبر وتسعى للوصول لمبتغاها لكنها لا يمكن أن تنجح مع أميركا التي عبرت على لسان وزيرة خارجيتها العجوز هيلاري في أن الفيلم عبارة عن أحداث قبيحة ومثيرة للإشمئزاز ولا يمثل وجهة النظر الأميركية التي تحترم العقيدة الإسلامية وكل الديانات لكن عرض الفيلم يأتي من باب الحقوق المدنية التي يقرها الدستور الأميركي ومن حرية التعبير التي حتماً تغاضت عنها هيلاري حينما بدأ أميركيون سابقاً المضي في إنتاج وتصوير أحداث مؤسفة جرت في سجن أبوغريب العراقي الذي أنشأه الأميركان في بغداد عقب احتلالهم للعراق ومارسوا فيه كل أنواع الشذوذ والتعذيب والانحراف الخلقي لتوقفه الإدارة الأميركية وتجعل منه مشروعاً حبيس أذهان صانعيه فقط!.. وعليه، وفروا طاقاتكم التي تذهب عبثاً على شكل مظاهرات وهتافات وصراخ ولائحة مطالب وتوسلوا إلى الله أن يهب حكوماتنا ما هو أعلى من لغة الاعتذار التي صرح بها عبد ربه منصور اليمني صراحة من فوق الطاولة لأوباما ومررها مرسي المصري من تحتها لأوباما نفسه الذي استقبل أشكال الاعتذارات العربية المختلفة وكلها تؤكد لواشنطن وأعداء محمد أننا كلما صرخنا أصابت حلوقنا بعدها عدوى الصمت!.. فعفواً (محمد)! فاصلة أخيرة: في الأرض ِ مخلوقان إنسٌ — مثلنا — وأمريكان! ( أحمد مطر)
388
| 19 سبتمبر 2012
مسكينة هي أميركا.. نعم أقولها أنا الكارهة لسياستها وعنصريتها تجاه قضايانا العربية والإسلامية.. مسكينة لأنها تعاني كره البشر وعداء القاعدة وتكاد تنهار من الأزمة الاقتصادية التي صنعتها لنفسها وقضت على العالم وراءها واليوم فهي المسكينة فعلاً بعد إعلانها لعدو جديد يواجهها وهو في الظاهر يبدو عدواً صغيراً تافهاً لكنه بلا شك فعال جداً بعد أن رصدت الأجهزة (الصحية) تحركاته المروعة ويكاد يهدد أمن الشعب الأميركي حتى إن الكثيرين يصف انتشاره مثل الإيدز!!.. عدو أميركا هذه المرة هي حشرة (البق) التي تعلق بالفراش والثياب والأرائك ولم تستطع المبيدات الحشرية القوية في القضاء عليها بعد أن اكتسبت هذه الحشرة مناعة طبيعية لها!..أنا لا امزح.. فقد أعلن البيت الأبيض استنفاره لهذه الظاهرة التي غزت فنادق نيويورك الراقية والمطاعم والبيوت ولم تستطع وزارة الصحة الأميركية التصدي لها بل إن مقاومتها زادت في انتشارها، وربما تصبح هذه المصيبة التحدي الفعلي لأوباما لإثبات جدارته بالوصول إلى البيت الأبيض والتنزه في ردهاته برفقة كلبه الجديد (بو)، الذي يبدو إنه سيكون مرتعاً خصباً لهذه الحشرة وسبباً قوياً في انتشارها من بوابة الحكم الأميركي!.. وربما يجد البعض أن هذه فكاهة لا يمكن إلا ان تجد منا شماتة ربما أو ضحكة نطلقها على أميركا التي ومن المؤكد إن معاناتها لن تتوقف صحياً فحسب ولكن سؤال يجول بخاطري الآن وهو هل ستجد واشنطن المسلمين والعرب المتهمين الحقيقيين وراء انتشار(البق) هذه؟؟ هل سترانا المدبرين الذين وقفنا وراء شكوى الآلاف من المستشفيات والفنادق والمطاعم والمنازل وترى من هذه الحشرة خلية إرهابية إسلامية الصنع تستحق أن يخصص لها الكونجرس الأميركي ميزانية مليارية لشن حرب على إحدى الدول العربية أو الإسلامية بدعوى نشر حشرة تفتك بالحياة الأميركية المرفهة وتعمل بعض الدول العربية (المعروفة) على مساعدة الصديقة الكبرى في حربها وتبرر لها هذا العدوان وذاك الهجوم؟!!.. أنا شخصياً لا يمكن أن أستغرب أن يكون هذا التفكير الأميركي القادم، خصوصاً إذا وصل مدى هذه الظاهرة إلى أبعد ما يمكن أن تستطيع واشنطن التصدي له بالطرق المعروفة. لم أكتب في هذا الموضوع للتندر به على أميركا التي استطاعت أن تغير عروشاً عربية وإسلامية وتبدل هويات أراض عربية وتنشر الفتنة الطائفية وتثير الفرقة وتنصر قوماً على قوم وتحول الصديق إلى عدو وبالعكس وتحكم وتبطش وتنهب وتغتصب وتقتل وتبرز جبروتها العسكري والاقتصادي وتتفاخر بزعامتها على العالم أن تأتي حشرة صغيرة تتغذى مثل أميركا على دم البشر لتكشف قناع الولايات المتحدة التي تقف حتى هذه اللحظة عاجزة مكبلة أمام آلية القضاء على (البق)!!.. بربكم ألا يبدو ذلك شيئاً غريباً يمكن أن يكون وراءه سر صغير من السهل جداً معرفته إن كان البصر بقدر كفاءة البصيرة لدينا.. من هي أميركا يا سادة؟؟ من هي هذه الدولة التي تولت الزعامة العالمية هدية منا ولم تكن رغماً عن أنوفنا كما نحب أن نداول هذه المعلومة الفارغة للأجيال العربية والمسلمة؟!.. من هي الولايات المتحدة الأميركية التي يقف شبابنا وأمل هذه الأمة طوابير لا تنتهي مع مد البصر أمام سفاراتها المنتشرة في جميع الدول العربية طلباً لتأشيرة صغيرة تسمح لهم بالدخول إلى أراضيها والسجود حمداً لله عز وجل أن وفق مساعيهم لتحقيق هذه الحلم الأكبر؟!.. من الذي صنع جبروت أميركا وقوة أميركا وسطوة وسلطة هذا البلد القابع في قارة نائية عن مستنقعنا العربي الضحل؟.. من هي هذه الدولة التي تنهار اليوم من حشرة صغيرة وتجبر مكاتب الحكومة على الاستنفار والتحرك أمامها رغم اختفائها في ثنيات الفراش وأغطية الأرائك وسكوتها وعملها الدؤوب بصمت؟!!.. ألا يمكن ان يكون هذا درساً خفياً لمن لا يعتبر ويرى في مخازن أسلحته التي باتت تشكو الصدأ وتراكم الغبار والأتربة فرصة لأن ينفض هذه الرمال عن عتاده ويجربه فعلاً لا فرجة في العروض العسكرية التي يغلب عليها الأناقة والترتيب والجمال والفخامة؟!.. ألا يمكن أن تعطينا حشرة البق هذه والتي تغزو وجاهة أميركا وفنادقها الهوليوودية التي تصرخ امتعاضاً وشكوى منها رغم إن أفقر البيوت العربية وربما أشدها قذارة لم نسمع منها الشكوى ذاتها ملاحظة صغيرة بأن القلة تغلب الكثرة والشجاعة يمكن أن تكون معبراً لهدم أسطورة الجيش الاميركي الذي لا يـُقهر؟!.. وأنا طبعاً لا أدعو لحرب أميركا فليس من مصلحتي أن أكون عدوة لها رغم إن الواقع ربما يقول عكس ذلك، ولكن نحن من جعلنا هذه الدولة عملاقاً وقلصنا أنفسنا لنصبح اقزاماً.. نحن من جعلنا البيت الأبيض مزاراً مباركاً واعتبرنا أولى القبلتين وثاني الحرمين ومقدساتنا الإسلامية في فلسطين آثاراً أكل عليها الدهر وشرب ولم تعد كما كانت والدنيا تتطور يا جماعة!!.. نحن وليس غيرنا من وضع لواشنطن خريطة طريق سهلة ميسرة لنا ولعروشنا وأراضينا ودمائنا وثرواتنا وقلنا تفضلي أنت الداخلة ونحن الخارجون!!.. فهمنا الكرم العربي بشكل غير ما أقر به الإسلام ودلنا عليه وكأن الكرم لا يمكن أن يسمى كرماً بغير شقف من أراض وآبار نفط وشعوب مغلوبة على أمرها وكراسي حكم مكسورة القوائم!!.. تباً وماذا كانت أميركا قبل أن تجد فينا الفرقة والتفكك وتغليب المصالح الشخصية على مصالح الشعوب وتستغل كل ذلك دون أن تجهد عقلها في التدبير والتخطيط للغباء المستفحل فينا؟!!.. يبدو إن (للبق) عقولاً أكبر من عقول اثنتين وعشرين دولة عربية مجتمعة!!..ياللهول إن كان ذلك حقيقة فحينها ربما يدعو البعض لو كان بقاً!!!. فاصلة أخيرة ربما أضحك يوماً.. من يدري فقد يختاروني صدفة لأقدم دعاية لمعجون أسنان!!
636
| 28 أغسطس 2012
ربما كنت من أوائل الناس الذين تفاءلوا بالسيد محمد مرسي رئيساً للمحروسة لأنني على ثقة بأن ما يأتي على رأس ثورة شعبية سلمية دفع فيها الشعب من روحه وقوته وأمنه لا يمكن إلا أن يكون رجلاً مؤثراً على نفسه وبيته وشعبه ومن اختاروه حاكماً.. لكنني ويعلم الله كم يستوقفني حرف الاستدراك هذا لترتيب أفكاري اعترتني حيرة عميقة تجاه هذا الرجل الذي بدأ بداية وضعت علامات الاستفهام فوق رؤوس الملايين في تجديد الثقة بالتوليفة العسكرية التي شكلت مجلساً عسكرياً حكم البلاد بعد سقوط مبارك ووضع أسس انتخابات حرة لم تقم منذ ثلاثين عاماً وقدم فيها مرسي رئيساً وسلمه مقاليد القصر الجمهوري ولتتشكل بعدها حكومة ونواب للرئيس ويظن الجميع بأن الأمور قد استتبت وكل ما كان لن يعود كما الآن ولكنها أيام معدودة وينقلب سحر طنطاوي عليه فيحيله مرسي متقاعداً ويعطيه منصباً صورياً كمستشار له ويؤكد أنه القائد الأول للقوات المسلحة وأنه... الرئيس!.. حسناً إلى هنا يبدو مرسي حازماً يمشي واثق الخطوة داخل أرجاء المحروسة وتسيير امورها وفق ما يأمل منه الشعب أن يفعل الذي لايزال يترقب خطوات حاكمه المقبلة في بحبحة العيش وأن (يفكها) قليلاً في زيادة الرواتب وتوحيد الأسعار وما شابه ذلك فيما يخص المصريين لكنني أبحث عن دور مرسي لنا نحن العرب الذين نأمل من قاهرة المعز أن تعز ذليلنا وتنصف مظلومنا الذين يعانون شيئاً واحداً وهو (فقدان الكرامة العربية)!.. الكرامة التي نرجو من مصر أن تنتشلها من أنياب الغرب وتسكنها في قلوبنا فتنزع الخوف منها والمهانة عنها.. لكن - ويعود هذا الحرف الأبله ليسكن طيات هذه السطور - بداية مرسي في إرساء السمعة الخارجية لمصر لا تبشر بخير!.. فالرجل وإن كان قد بدأ رحلاته على متن الطائرة الرئاسية إلى المملكة العربية السعودية ويؤدي عمرة شكر وحمد إلى الله إلا ان إعلانه بشد رحاله إلى إيران التي وجه لها إنذاراً قوياً من أرض الرياض باعتبار ان أمن الخليج يعد خطاً أحمر وصفه المراقبون بأنه إعلان حرب مبطن ضد من تسول له نفسه بالتعدي على أمن الأرض الخليجية لايزال يضع تساؤلات في عواقب هذه الزيارة وأسبابها ولم اختار أن يكون الأول في إعلان مثل هذه الزيارة التي ستمثل سابقة لمصر بالإضافة إلى ذهابه إلى الصين وهما الدولتان اللتان تقفان قلباً وقالباً مع النظام السوري الجائر الذي يتزعمه (نشار الجسد) وعصابته المجرمة المتخصصة فعلياً في قتل أرواح الشعب صغيرهم وكبيرهم مما وجدها الكثيرون بأنها مرفوضة وغير مقبولة عربياً في هذه الظروف التي تمثل إيران تهديداً مباشراً على أمن الخليج والأمة العربية أجمع!.. فلم هذه الزيارة التي ستجد منها طهران بوقاً إعلامياً كاذباً في الترويج لمكانتها وثقلها بزيارة رئيس مصر لها حتى وإن بدا الأمر لنا على أنه محاولة من مرسي لبحث الأزمة السورية وتليين رأس الحكومة الإيرانية في موقفها المرابط لحماية النظام السوري وعدم إنجاح ثورة الشعب التي ستكمل عامها الثاني وسط آلاف القتلى والجرحى ممن لا ناقة لهم ولا جمل في اللعبة السياسية التي دخلت فيها المعارضة طرفاً مشبوهاً لتحقيق مصالح ذاتية لها هي الأخرى؟!.. لم هذه الزيارة التي يمكن أن ترفع من الأسهم الإيرانية عوضاً عما كان يجب أن يحدث لو تم استغلال القمة الإسلامية التي جرت في أواخر شهر رمضان المبارك على أرض مكة المباركة وتحديداً في جدة القريبة منها وبحضور جميع الأطراف العربية والإسلامية التي تدخل إيران ضمن منظومتها والتباحث المباشر بشأن سوريا لا أن يكتفي المجتمعون بتعليق عضوية سوريا من منظمة التعاون الإسلامي وكفى الله بالحاضرين تنفيذ هذا القرار المضحك في الحقيقة؟!..فقد كان ملزماً لهذه القمة أن تخرج بما يأمل به ملياري مسلم في كافة الأرض لنصرة سوريا واستغلال الوجود الإيراني للتباحث حول موقفه المؤيد قلباً وقالباً لنظام لايزال شبيحته يجزون أعناق الصغار والنساء كما تنحر الخراف رغم ان دولة إيران نفسها يعاني شعبها من مصادرة الحريات والكبت الديني والثقافي!.. وإلى جانب هذه الزيارة المبهمة فإن الرئيس مرسي لم يعط موقفاً صريحاً من ثورة الشعب السوري الذي كان هو ضمن صفوف شعب مصر في ثورته ولم نجد له ما يثبت بأنه مع السوريين حتى إكمال مهمتهم بنجاح!.. صدقوني لا أريد أن تهتز ثقتي العربية بقائد مصر لأنني أدعو بأن تعود مصر لمكانها الطبيعي في الصفوف الأولى لأمة بات الشعب يسيّرها تارة إلى اليمن وأخرى إلى اليسار وأغلبها إلى أمام هو في الحقيقة إلى الخلف!!. فاصلة أخيرة: هو من يبتدئ الخلق وهم من يرتكبون الخاتمات! هو يعفو عن خطايانا وهم لا يغفرون الحسنات! هو يعطينا الحياة دون إذلال وهم، إن فاتنا القتل، يمنون علينا بالوفاة! شرط أن يكتب عزرائيل إقراراً بقبض الروح بمعاونة السلطات!! (( أحمد مطر))
374
| 27 أغسطس 2012
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1695
| 24 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1116
| 22 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
690
| 21 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
660
| 19 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
645
| 25 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
639
| 24 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
600
| 24 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
597
| 19 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
582
| 23 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
537
| 23 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
489
| 23 ديسمبر 2025
لُغَتي وما لُغَتي يُسائلُني الذي لاكَ اللسانَ الأعجميَّ...
432
| 24 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية