رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اليوم لا أود أن اشغلكم بمقال يخوض في بطون السياسة التي ترهق العقل وتشعل الرأس شيبا ولا بقضية بدأت تطفو على سطح مجتمعنا الذي يمكن أن يكون عرضة مثله مثل أي مجتمع لظواهر وتقاليع قد تظهر وتنتهي أو تنكشف وتبقى فتصبح عادة معتادة، ولكني اليوم سرحت بفكرة مقال جديدة يمكن أن تستغربوها لكني أؤكد لكم أنها بحاجة للتأمل قليلا ولذا عدوا سطوري اليوم فرصة للتأمل والتفكر وتخيل العواقب والأثر فيما بعد.. جاءني أحد الزملاء الموظفين معي في العمل وهو شخص له منصبه ومكانته وسمعته الطيبة بين جميع الموظفين وتخصصه بالأمور اللوجستية للعاملين وتناقشت معه حول معاملة بعض الموظفات لدينا فجرنا الحديث إلى ما يمكن أن تفعله الكلمة الطيبة بالفرد الذي يقصدك في حاجة وهو يتأمل بعد الله أن تقضيها له لوجه الله تعالى وتخفيفا على عاتقه الذي لربما أثقله هذا الهم وكيف يمكن للكلمة الطيبة أن تفعله حتى وإن عجز هذا الطرف على إزاحة هذه المشكلة أو التخفيف منها ولكن تبقى الكلمة الحسنة وجبر الخواطر أمرا مهما غفل الكثيرون عن اتباعه كسياسة عمل، فقد يكفي أن ألقى كلمة تجبر خاطري دون أن تلقى مشكلتي حلا جذريا لها على أرض الواقع ولكني في النهاية وجدت شخصا زرع الله في وجهه الطيبة فإن ردني عن قضاء حاجتي فإنني لم ألق منه غير كلمة ترمم ذل السؤال وطلب الحاجة ولذا لا زلت أستحضر حديثا صحيحا للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) فكيف بعد هذا الجزاء الحسن يستصغر البعض أن يسعوا في جبر الخواطر وتنفيس الكربات وتيسير المعسرات وستر العورات فتجدهم وقد وضعوا العثرات وأقاموا الصعاب وخلقوا العراقيل وصعبوا الأمور لشعور مريض يتغلب نفوسهم أو الظهور بمظهر الشخصية صعبة المنال أو الوصول لها وكأن ما بيدهم لا يتعدى قدرات البشر ولكن للأسف قضاء الحاجات لا يختار عادة من ييسرها وإنما يعود ذلك لمن اقتنع وآمن أن جبر الخواطر وقضاء الحاجات لهو من الصدقات التي تدر على المسلم حسنات دون أن يعلم فماذا نقول لمن تحجر قلبه فينهر هذا ويذل ذاك ويرفض بهذا ويصعب الأمر على ذاك فيشيع ذكره السيئ بين الناس فلا يقترب منه غير المتملق والمنافق والمطبل ومن يعزز له سيئاته فيصورها له حسنات وأن سياسته هذه إنما هي السياسة المناسبة لهذه الفئة من البشر ويتناسون أن من يَرحم يُرحم في النهاية فكم شخصا سعى في قضاء حاجة شخص آخر ولم يفلح في مسعاه فكتب الله له أجر هذا السعي وتلك النية الطيبة في المسعى وكم شخصا سعى لنفس الغاية وأفلح فكسب دعوات تمطر عليه في حضوره وفي الغياب وذاع صيته وانتشر ذكره الطيب وقيل في حقه أعظم عبارة أنا شخصيا أحرص على أن تقال في حقي في ظهر الغيب (هذه فلانة أو هذا فلان الله يذكره بالخير ورحم الله والديه) فما قيمة هذه العبارة الثقيلة معنى وأجرا فيما لو قالوا (بئس فلان فلا طاب ولا طابت سيرته) ؟! لذا كونوا ممن يجبر خاطر المساكين وممن يربتوا على رؤوس الأيتام والمحتاجين وعاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم ولا تستصغروا أحدا في جنسيته أو جنسه أو عمله أو شكله وإنما أقيموا ميزان الأخلاق لتصبح فاصلا بينكم وكونوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم شرائع ديننا الذي لم يقم على لون أو جنس أو أصل وفصل وإنما قام على تقوى الله والتواضع وتذكروا أن رفعة الإنسان لنفسه إنما في تذللـه لله أولا ثم في تواضعه مع الآخرين فاجعلنا اللهم من هؤلاء ونعوذ بالله أن نكون من أولئك !.
399
| 26 أغسطس 2025
سنة دراسية موفقة على الجميع بإذن الله من معلمين وكوادر إدارية وعاملة وطلاب كانوا يعدون الأيام والأعوام لينتهوا من عبء الدراسة التي باتت تضع ثقلها في أعوام طويلة، بينما تقلصت أيام الإجازات كثيرا فبات الجميع يرى الدراسة وكأنها مهمة يجب أن يؤدوها ثم تنقضي بحلوها ومرها معا وكلها أيام معدودات ويتوجه مئات الآلاف من طلابنا إلى مدارسهم بين متثاقل يجر قدميه جرا كعادة المتكاسلين والذين رغبوا في أن تغلب أيام اللعب على السوني والآيباد على أيام المدرسة وبين متحمس لها واستقبال العام الجديد بروح جديدة وصف جديد وأصدقاء جدد أيضا، ولكني اليوم لن أتحدث فيما سبقني له الكثيرون وما رأيته بالأمس بين أبناء أخي الذين ذهب أحدهما متراخيا بينما غادر الآخر نشيطا ولكني أود أن أتحدث عن جزئية تبدو صغيرة في ظاهرها لكنها كبيرة في جوهرها وتكاد أُسر بأعداد كبيرة تئن من وطئها وهي المستلزمات الدراسية التي تطالب بها المدرسة أو الكادر التعليمي من الطلاب بصورة تفوق إمكانيات بعض العوائل التي ترى أنها مبالغ بها لا سيما إن كان لديها أكثر من طفل واثنين في المدارس فكيف لها أن تؤمّن طلبات كل معلمة ومعلم لكل طالب لديها وهي بالكاد قد دفعت رسوم الكتب والمواصلات لكل منهم؟! فقد أخبرتني بعض المتابعات بأن معلمات أطفالها العام الماضي قد طلبن أقلاما ورزما من الأوراق الملونة ووضعن خطة عمل لكل طالب في عدد اللوحات الجدارية التي يجب أن ينفذها بأفكار (ابتكارية) تندرج حسب قولها تحت علامات النشاط للفصل الواحد، وقد أخبرتني هذه الأم أن اللوحة الواحدة الذي لا ينفذها الطفل ولا يعي منها شيئا سوى في ضرورة حملها وتسليمها للمعلمة تستهلك مالا ووقتا وجهدا بشكل لا تتخيله هذه المعلمة التي قد تصلها اللوحة وتعجب بها أو لا تعجب من الأساس ويذهب كل هذا هباء منثورا فهل يستحق الأمر كل هذا العناء مع الأهل الذين يُرهقون فكريا وماديا وصحيا لأجل متابعة أبنائهم في الدراسة والمراجعة وحل الواجبات اليومية لتأتي هذه الطلبات التي يمكن أن تكون من (الكماليات) خصوصا وأنها تكون وفق اشتراطات معينة تخترعها (المعلمات) باعتبارهن أكثر من يتفنن بها من المعلمين الذين يبدون أكثر تكلفا مع مثل هذه الأمور؟! لمَ على ولي الأمر أن يصنع من لوحة ورقية جدارية لوحة فنية مبهرة لا تقوم على توصيل فكرة مضمون الدرس الذي تحتويه بقدر ما يجب أن يتضمن ألوانا ومجسمات وتكاد تنطق من شدة واقعيتها وتتكلف من المال والجهد والوقت ما يضغط على كاهل هذه الأم أو ذاك الأب ؟! فرجاء خففوا من الطلبات غير الضرورية وتأكدوا أن هناك أُسراً متعففة يعلم الله كيف تتكفل بأبنائها ولا تتحمل مزيدا من التكاليف التي ترهق جيوبها ونفوسها خصوصا إذا كانوا قد ألحقوا أطفالهم بمدارس خاصة فهذه قصة أخرى كبيرة لا يمكن إلا أن تزيدهم ثقلا فوق الآخر لعدم استيفائهم الشروط التي تمكنهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية الأخف في التكلفة والتي لا تطالبهم سوى بتكلفة الكتب والمواصلات فقط وهو عبء مقدور عليه مقارنة بمن يتكفل بقيمة الرسوم الدراسية الباهظة في المدارس والروض الخاصة التي لا تندرج تحت الهيئات الدراسة عالية التكلفة ومع هذا تظل غالية عليهم خصوصا إن كان لديهم أكثر من ابن وصل لسن الدراسة سواء للروضة أو للمدرسة فلا ترهقوا هؤلاء بطلباتكم واجعلوهم منشغلين بترتيب أمور حياتهم ودراسة ما يجب دفعه للضروريات وتهميش ما يمكن أن يكون من الكماليات فعلا حتى وإن كان المعلمات أو المعلمون يرونه أساسيا وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه لا يضفي شيئا على مادتهم فارحموا هذه الفئة وغيرها حتى من القادرين على طلباتكم التي يكون بعضها تعجيزيا!.
252
| 25 أغسطس 2025
حينما اتخذت قطر وبعض الدول الخليجية قرارا بحظر لعبة (روبلوكس) الشهيرة، والتي كان يتابعها ويلعبها ملايين الأطفال في العالم وأخذت شهرة عالمية جعلت من المنحرفين والمتشبهين يلاحقون هؤلاء الأطفال للتأثير عليهم بغية انحرافهم عن فطرتهم ودينهم تذكرت عبارة (نحن هنا.. نحن قادمون لأطفالكم) ! والتي رددها كثير من (المثليين) في التظاهرة الكبيرة التي جابت شوارع مدينة نيويورك الأمريكية مؤخرا في تهديد واضح بأن هذه الأفكار المنحرفة عن الفطرة السليمة مصممة على الدخول إلى كل بيت سواء كان الساكن فيه من العرب والمسلمين أو حتى أمريكيين لم تغلبهم هذه النزعة الشاذة وما زالوا متمسكين بفطرتهم وفطرة أولادهم بين ذكر وأنثى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لو نظرت لهذه العبارة التي لا تحمل إقليمية المكان فإنه لا شك موجهة لأطفال العالم من خلال توريث هذه الفكرة المقززة وتعميمها على جميع سكان وبيوت العالم دون استثناء ولا يهم إن كان البلد عربيا أم غربيا فالهدف هو أي طفل يمكن أن يولد ذكرا أو أنثى كما هو المفروض والمتعارف حتى يكبر قليلا فيتم زرع أفكار غريبة بأن الجنس الخطأ قد حُشر في الجسم الخطأ فهل تصدقون ذلك؟! ثم يتم إعطاؤه هرمونات الذكورة أو الأنوثة بحسب جنسه الحقيقي ومعاملته على أنه ذكر في الحقيقة إن كانت فتاة وفتاة حقيقية إن كانت ذكرا وفي حال ممانعة الأهل فقد يفقدون طفلهم بكل بساطة بانتزاعه من أحضانهم وتسليمه لهؤلاء المنحرفين!. وكان يمكن ألا يهمني ذلك لو كان في قارة بعيدة عنا آلاف الكيلومترات فهذا شأنهم وإن كنت أشفق على مئات الآلاف من الأطفال الأبرياء الذين يولدون على فطرتهم وقد سبق ذلك حفل (تحديد جنس المولود) أو ما يسمى بالإنجليزية (Gender Reveal) الذي كنا نعيبه سابقا لكننا وأمام هذه الموجة المنحرفة والشاذة بتنا في حاجة له للتأكيد أن مولودنا سوف يكون ذكرا ثم فتى فـ رجلا يحمل اسم أبيه أو أنثى تغدو فتاة فـ امرأة كأمها وتبقى الأمور على ما هي عليه وكفى الجانبان التعدي على فطرة الآخر لكن الأمور لن تتوقف عند هذا الحد صدقوني والأمور تتفاقم، والإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة جدا فبات الناظر من أقصى الكرة الأرضية يعلم ما يجري في أقصاها الآخر بضغطة زر وشيئا فشيئا قد يتسلل هؤلاء من حيث لا ندري إلى مهود أطفالنا وأفكارنا وما استيقظنا عليه قد لا ننام به وما أصبحنا فيه قد لا نمسي عليه والثغرات أكبر من أن تُسد إذا ما سمحنا بذلك واستصغرنا حجم الثغرة فنحن مثلنا مثل العالم نتطور وتتغير أفكارنا وتتغير مفاهيمنا، لكن الثابت يجب أن يظل ثابتا لا مجال له للتحوير أو التبديل أو التغيير أو التحويل وهذه حرب يا أيها الآباء والقابض على دينه كالقابض على الجمر من شدة صبره على دينه ومفاهيم هذا الدين العظيم والمستنير كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله (ويل للعرب من شر اقترب فتنا كقطع الظلام يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر) رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه. فماذا بقي من هذه الفتن التي بتنا نراها في أوساط العرب والمسلمين ليصبح كل منا كالقابض على الجمر ولكم أن تتصوروا الألم والوجع والصبر عليهما ؟! ماذا تنتظرون لتحموا أنفسكم وأطفالكم من كل هذه الموبقات التي يمكن ببساطة أن تجدوها غدا تسرح وتمرح في أذهان أطفالكم الذين قد يأتونكم في الغد القريب ليسألوا من نحن ؟! كنا ذكورا أم إناثا ؟! ثم لا تبالون فيكبر التساؤل فيهم حتى يبلغوا سن المراهقة فيفلت العيار ويُسحب حبل السرج من أيديكم ثم تنصدمون بجيل متزعزع باهت لا دين له ولا هوية ولا شخصية ولا يؤمن بمفاهيم الدين من الأساس فهل نحن وأنتم وكل عربي ومسلم قادر على تحمل تلك اللحظة ؟! لذا علموهم أن الرجل يولد رجلا من بطن أمه والمرأة تأتي إلى الدنيا امرأة بكامل أنوثتها لا خشونة ولا خوشنة تغلب فطرتها السليمة وببساطة أكبر ربوا رجالا ونساءً ثم تباهوا بما ربيتم.
759
| 24 أغسطس 2025
يجب أن نعترف أن (الواسطة) موجودة بيننا كما في كل دولة في العالم صغيرة كانت أو كبيرة عربية أو غربية آسيوية أو إفريقية ولو أقيمت دول وحكومات في القطب الجنوبي ومثله الشمالي لانبثقت (الواسطة) وتسيدت فهذا في نظري بات فطرة مولودة أن يقرب كل ذي شأن من حوله ومن يعرفه لذا لا أجد أن يتم انتقاد الواسطة في كل مرة بمقالات أو تغريدات أو حتى رسوم كاريكاتورية رغم أنني مع الذين ينتقدون هذه السياسة التي يمكن أن تغطي على حق الأجدر بالعمل والمنصب والمكانة والراتب ومن سهروا وواصلوا الدراسة وتخرجوا وتحصلوا على شهادات بمراتب عليا ودرجات عالية ولكن - وهو حرف استدراك ينصب ما بعده – الواسطة لا يمكن أن يقضي عليها كل هذا فأنا أذكر منذ فترة طويلة قد رأيت رسما كاريكاتوريا يكاد ينطق من شدة ما فيه لرسام صحيفة الشرق الموهوب (محمد عبداللطيف) وهو يمثل الواسطة في كاريكاتير معبر حقيقة وربما يكون أشد بلاغة من الكلمات التي أكتبها لكم اليوم على شكل مقال قد تكرر مثله طويلا وسابقا كما فعل رسامون آخرون أيضا فهل الواسطة مرض مجتمعي أم ضرورة مجتمعية؟! ويمكن لبعضكم أن يقول هي بالفعل مرض مجتمعي يسلب من الجديرين بالعمل والمكانة حقهم المشروع في تبوؤ مناصبهم التي تليق بفكرهم وشهاداتهم ويمكن أن تكون جزاء جدهم واجتهادهم لسنوات بينما قد ينقض آخرون الرأي الأول ويقولون إنها باتت ضرورة مجتمعية شئنا بذلك أم أبينا لأنها ليست مرتبطة باسم دولة أو اثنتين أو حتى عشر دول وإنما كل دولة باتت الواسطة فيها بأي شكل من الأشكال ولا أريد لمن يقرأ سطوري الآن أن يعتقد بأنني أشجع على الواسطة أو أنني من المؤيدين لها لشيوعها وعموميتها ولكني أريد ممن يتتبع حروفي الآن أن يعرف المقصد مما أكتبه وهو أنني أتحدث بواقعية لا يمكن أن نَظلم فيها أو نُظلم فأحيانا قد يسعى خريج أو عاطل أو أي شخص يود أن يرتقي في وظيفته لمنصب أعلى أو وظيفة تكون مناسبة له أكثر وانتظر التسلسل الوظيفي أو تبوأ درجات الوظيفة لسنوات وهو يرى عمره يمر دون أي جديد في وضعه ليقتنص فرصة مشروعة للأذكياء ليحقق ما يرى أنه حق من حقوقه فيتحدث مع صاحب القرار في تغيير بوصلة العمل لهذا الشخص الذي قد يكون لم ينتبه لمقدراته سابقا ويحسن لاحقا من وضعه الوظيفي فهل هنا تعد الواسطة مكروهة ؟! في نظري لا ولكن الخطأ يقع على المديرين ومن بيدهم أن يبحثوا عن الموظف الكفء لكل وظيفة وكل عمل ويعينونه وليس من يبحث عن أعلى مكانة ومركز مرموق ليأتي بأحد من معارفه أو أقربائه أو أصدقائه ليشغل هذا المنصب دون أحقية أو جدارة به فهنا تصبح الواسطة مكروهة تماما وهذا ما أريد للمتتبع هنا أن يدركه من وراء سطوري هذه كما أرجو منكم ولها. الحمدلله أننا في بلد يحارب الفساد وهو أمر لا تحظى به دول كثيرة لا توجد ضرورة لتسميتها ولدينا حدث سنوي يقام لجائزة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية في مكافحة الفساد ينظمه مركز حكم القانون ومكافحة الفساد بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة والواسطة إن تعدت حدودها غير المرئية لتصبح مرئية وواضحة بكل صفاقة فإنها تصبح سياسة عمل فاسدة بلا شك يُرسم عليه مئة علامة استفهام تبحث كل واحدة منها عن إجابة وانتفاضة في سياسة التعيين والمنصب لذا نحن هنا لا ننكر وجود الواسطة لكننا بلا شك ننكر فسادها بيننا والحمدلله أن جميع مناصبنا القيادية اليوم أثبتت جدارتها لما أُوكل لها من مهام ومسؤوليات ساهمت في بناء مجتمع شكل دولة لها قواعدها الثابتة وأساسياتها المتينة التي يمكن أن تتأثر بالعوامل الخارجية لكن لا يمكن بحول الله أن تسقط.
498
| 20 أغسطس 2025
المتتبع لحساب وزارة الداخلية القطرية على منصة X (تويتر) سابقا لا سيما من أهل قطر ومن يقيم فيها عليه أن يفخر بتلك العيون الساهرة التي تظل متيقظة بينما نحن ننعم بالنوم والهدوء في بيوتنا لا نفكر ولا لثانية أننا يمكن أن نُهدد في حياتنا أو في أولادنا أو في خروجنا وشوارعنا لأننا نعلم أن بعد حفظ الله فرجال الأمن في قطر يكفون ويزيدون ويوفون واجبهم ولذا وجب علينا أن نؤديهم حقهم في الشكر والثناء لأن ما بات حساب الداخلية يرصده من جهود لا تعرف الراحة لا وقتا للنوم والسكينة يجعلنا فعلا نخلص في الدعاء أن يجعل الله هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين. وأبرز ما يتضمنه حساب وزارة الداخلية ما ترصده أعين رجال وأجهزة الأمن من تسلسل عمليات السطو على البيوت وعمليات السرقة ناهيكم عما بات الحساب يظهره من تخطيط متقن وتسلسل مدروس في القبض على مروجي المخدرات والمتعاطين وتتبع تنقلاتهم خطوة بخطوة حتى لحظة القبض عليهم بصورة مباغتة تجعلهم يتساقطون مثل الجرذان في مصيدة محكمة الإغلاق بحمد الله وفضله أولا ثم بفضل فرق المكافحة التي باتت تنتشر حولنا دون أن نشعر وكل مهمتها هو أن يكون هذا المجتمع آمنا مطمئنا وألا يخشى المواطن والمقيم في أرضه على نفسه وماله وولده كما هو حال كثير من المجتمعات المنكوبة للأسف ممن فقد أهلها الأمن والراحة والاستقرار في أوطانهم فباتوا معرضين لفقد حياتهم وحياة أولادهم وبيوتهم وممتلكاتهم بشكل عام وحتى المجتمعات الغربية التي سن منها قوانين غريبة في تحذير أصحاب البقالات ومحلات المواد الاستهلاكية والغذائية بعدم التعرض للصوص ومن يقتحمون محالهم للسرقة خشية أن يتعرضوا للقتل والأذى ولعدم قدرة الشرطة على توفير الأمن للجميع فهل هذا هو دور الأمن المنوطين به رجاله للأسف ؟! ولذا ما نرصده ونراقبه من عمليات لمداهمة اللصوص المختبئين في أوكارهم السحيقة التي ظنوا أنهم بهذا يمكن أن يكونوا بعيدين عن أنظار الأمن مع ثقتهم بأن رب العالمين يرى ويسمع ولكن غلبهم الشيطان في تملك شهواتهم الدنيئة أو حتى تتبع نقاط الترويج لتجار المخدرات الذين جعلوا من أنفسهم سماسرة يروجون للسم الأبيض القاتل الذي يستهدف شبابنا ومقدرات هذا الوطن من شبابه وأبنائه ويجثمون على أنفاسهم الضيقة فيزيدونها اختناقا بتوفيق من الله حتى لنقول لقد نجانا الله على يد هؤلاء الأبطال بلادنا من شر كاد أن يفتك بنا لا سمح الله. ويأتي دور الآباء أيضا متصلا بما تقوم به أجهزة الدولة الأمنية في الحفاظ على أبنائها وتقويم سلوكهم وتحذيرهم من أخطار الرفقة السيئة التي يمكن تلقائيا أن تؤدي إلى طرق المخدرات والعياذ بالله وهو أمر أصبح ملموسا لكل من يرافق له الصحبة التي لا دين لها ولا ملة ولا أخلاق ولا تهذيب في التعامل والمعاملة ولا يمكن أيضا لقوى الأمن لدينا أن ينجح عملها ويصيب مسارها الهادف لأمن هذا المجتمع إلا بمسؤولية الآباء تجاه أبنائهم وصلاح تربيتهم ومراقبتهم في مراهقتهم فحين ينفلت العيار فلا فائدة ترجى بعد ذلك في تقويم النهج والبدء من جديد ولذا نحن من منابرنا الأدبية نحيي العيون الساهرة القطرية التي تؤدي ما هو أكثر من المأمول منها مما جعل دولتنا في أولى الدول التي تحظى بمعدل أمن عال جدا وظهر ذلك جليا في التحديات الكبرى مثل كأس العالم 2022 الذي وجد جميع من حضر من شعوب وجماهير العالم أن قطر يمكن أن ينام الشخص بها تحت العراء وحوله ممتلكاته الشخصية ويصحو صباحا ويجدها كما وضعها دون أن تمسها يد غريبة أو يسطو عليها أحد فاللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة دائما وسائر بلاد المسلمين واجز رجال الأمن عنا خير الجزاء وكن معهم واحفظهم يا الله.
297
| 19 أغسطس 2025
لم أستطع أن أتمالك دموعي وأنا أتلقى خبر استشهاد مراسل قناة الجزيرة المناضل الشهيد أنس الشريف الذي كان قد استبق موته بعبارات ووصية يشرفني أن أضمنها مقالي اليوم في دور ضئيل لإيصال صوت الحق الذي لطالما كان أنس ينقله بحرقة عن مجازر وجرائم العدو الإسرائيلي بحق أطفال ورُضع واهل غزة التي تُباد منذ أكثر من 674 يوما تفنن الصهاينة في إبادة شعب غزة صغارا وكبارا، جوعا وقتلا وتنكيلا واعتقالا ومنعا وملاحقة وحصارا واستهدافا وشتى أنواع الجرائم التي تتجاوز الجرائم الإنسانية إلى أكبر وأفظع من هذا، والعرب والمسلمون لا يزالون عالقون في خيوط الهدنة ووقف إطلاق النار وتمكين المساعدات من الوصول لمستحقيها وليتها تصل أيضا رغم كل هذا لذا فأنا أكررها وأقول ويل لكل العرب وكل من كان بيده شيء ولم يفعله لهذا القطاع الذي لم يدمره السابع من أكتوبر 2023 كما يشاع بل فضح كل متواطئ وعميل وقادر على أن يخفف من ألم هذا الشعب الأعزل لكنه أصر على مواصلة دوره الخسيس في التآمر عليه دون شفقة منه ولا رحمة، وهذا ما كان الشهيد أنس يصر عليه في تغريداته التي لن تُمحى ووصيته التي لن تزول ولن أمنع نفسي من تضمينها دون تعقيب مني فهي تشرح كل شيء يحصل في القطاع من فظائع ومجازر. ولعل وصيته في أبنائه الصغار هي من تشق القلوب شقا ولكن اقرؤوها: إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمد الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة «المجدل» لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درة تاجِ المسلمين، ونبض قلبِ كلِّ حر في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمر ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق درب حتى يشتد عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يربط على قلبها، ويجزيها عني خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهور طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكل قوة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة، ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول».
207
| 12 أغسطس 2025
آخر الأخبار التي وردت حتى الآن، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف وقائد العدوان الفاشي والنازي على قطاع غزة منذ ما يزيد على عامين قد قبل اقتراح إيتمار بن غفير الذي ينافس نتنياهو تطرفا ووحشية الذي يُعرف بأنه الأشد كراهية للفلسطينيين والأكثر رغبة في تهجيرهم أو القضاء عليهم وإبادتهم، الداعي إلى منع الفلسطينيين من الصلاة والتعبد في المسجد الأقصى رغم تحذير اللجنة الأمنية والشاباك من ذلك، وإن منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يزيد الوضع سوءا ويمكن أن ينفجر إذا ما قامت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ هذه الخطوة. أنا هنا لست في وضع يحلل سياسة العدو الإسرائيلي المعروف بكرهه للفلسطينيين ومن يشد على أيديهم وكاره للشعوب العربية والإسلامية المتضامنة قلبا وقالبا مع أهل غزة وفلسطين عموما فسياسته مبنية على هذا الكره الواضح ونظرية المؤامرة الحقيقية التي يؤمن بها وهي في محلها تماما، لذا فالأمر لا يحتاج إلى تنشيط خلايا الذكاء الموجودة في أدمغتنا لنفسر لمَ تفعل إسرائيل كل هذا لكن – ويستوقفني حرف الاستدراك هذا دائما – أنا شخصيا بحاجة لاعتصار كل الحواس والدماغ والتفسيرات والتحليلات المحتملة والأسباب الممكنة التي تجعل من العرب والمسلمين ممن يؤمنون بالحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وحقوقهم المدنية التي يجب أن تكون لهم حالهم في هذا حال كل شعوب العالم ويؤمنون أكبر بأن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس وأن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى والقيمة الدينية الكبيرة التي تمثلها أرض فلسطين باعتبارها أرضا مقدسة كما وصفها كثير من الدعاة وعلماء وشيوخ الدين ومع هذا لا يتحدثون ولا يعبرون ولا يفعلون شيئا أي شيء ! فهنا لا يمكنني التسليم بكل هذا ولا جمع هذين النقيضين في رأسي وتقليبهما كيفما كان ثم تقديم تبرير واحد محتمل لتفسير هذا الانفصام العربي الموجود، ومع هذا أقول وأبرر لنفسي إن كانت كل هذه الدماء التي سالت ولا تزال تسيل من أجساد أطفال وشعب غزة وكل تلك المشاهد المهولة التي رأينا ونراها وعلقت في ذاكرتنا للأبد لم تحرك فيهم شيئا فهل قرار منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يفعل بهم شيئا ؟! فماذا يعني أن تمنع تل أبيب الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى؟! فقد سكتوا في قتل الأجساد الصغيرة البريئة بصور وحشية لم يفعلها البرابرة في تاريخهم فهل سيتكلمون لهذا ؟! يا فتاة اعقليها ولا يسرح عقلك للبعيد !. نحن لسنا في آلية سن هذا القرار فإسرائيل لطالما منعت الفلسطينيين حتى من الاقتراب لباحات المسجد المبارك وحدثت اشتباكات وصدامات وقتل العديد منهم على حواجز الشرطة الإسرائيلية لكن إلى متى يا عرب هذه الفُرقة المؤلمة التي لم تستطع أكثر من 20 دولة عربية أن تحدد موقفا واحدا في الاعتراف بدولة فلسطين كما فعلت دول أوروبية ودول من أمريكا الجنوبية التي هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن هذا الاعتراف الأحادي لا يمكن أن تقبله تل أبيب ولا تعترف به بتاتا لكنه حتما يزعجها ؟! إلى متى سوف نظل مجرد جوقة من نؤدي دورا هامشيا ومملا على إيقاع سريع من الأحداث المتتالية والقاسية كما يحدث الآن في غزة ويحدث في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات وفي اليمن وليبيا والآن السودان ونحن لا أرى لا أسمع ولا أتكلم ؟! هل هذه هي المكانة التي تليق بأمة محمد عليه الصلاة والسلام أو أننا كغثاء السيل تداعت علينا الأمم وقد نزع الله من صدور أعدائنا المهابة منا وقذف في قلوبنا الوهن والذل والخضوع ؟! ماذا تنتظرون بعد كل هذا وأكثر فإسرائيل لن تكتفي بفلسطين وحدها ومن أمن جانبها فإنما يأمن لقاتله فهل تنتظرون هذا اليوم ؟! حسبنا الله وكفى!.
297
| 11 أغسطس 2025
هل نحن في زمن لا يعترف إلا بالقوة؟ إن كانت إجابتكم بـ (نعم) فإنني أتفهمكم جيدا وأتفهم ماذا تعني كلمة القوة اليوم في مفهوم القوى والدول والقدرات العسكرية والثقل السياسي التي تحاول كل دولة الضغط به لأجل مصالحها المختلفة وإن كانت الإجابة بـ (لا) فإنني هنا سأقف موقف التلميذ الخائب الذي يحارب أستاذه لإيصال المعلومة له وهو يقف أمامه بليدا ولسانه لا يكف عن السؤال لماذا وكيف وهل ولم ولا يترك أداة استفهام واحدة إلا ويصدم بها استاذه الذي يكاد يتميز غيظا ونفورا منه ومن أسئلته غير القابلة للإجابة عنها بشكل واف وكاف حقيقة! فإن كان هذا الزمن لا يعترف بالقوة لماذا لم تعترف إسرائيل بقوة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية حتى هذه اللحظة رغم كم الخسائر البشرية والمادية والحرب العسكرية غير المتكافئة في الحقيقة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم؟ ثم لماذا تتجاهل تل أبيب ثقل حماس الذي جعلها رغم مضي ما يقارب العامين أغرقت فيها إسرائيل الكثير من الأنفاق السرية وعطلتها ودمرت معظمها واكتشفت ما بداخلها من منظومات استخبارية خاصة بالمقاومة الفلسطينية لسرايا القدس والجهاد وحماس تزيد قوة واستمرارية بل ومجاراة في القوة وتفوقا بالتخطيط والتدبير وأسر المزيد من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين يشاركون في العمليات العسكرية التي تقول حكومة نتنياهو ومجلس حربه الفاشل إنهم شاركوا في عمليات برية لتحرير أسراهم الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية المتخبطة في حوادث فاضحة قوضت عائلات الأسرى والشعب الإسرائيلي عليهم أكثر فأكثر؟ ولم ينكر العالم إن القوة التي تتمركز عليها حماس أو غيرها هي من باب المقاومة التي تُشرّع في أوكرانيا اليوم لدحر الدب الروسي المحتل؟ فهل المقاومة في فلسطين المحتلة إجرام وإرهاب وفي أوكرانيا مقاومة مشروعة ودفاع مستميت؟ أنا هنا لا أحمل هذه الأسئلة ومثلها الكثير من الأسئلة التي تتدافع الآن لإسقاط نفسها على صفحة مقالي هذا لأحصل على جواب لها فإنني والله قد فقدت أملا في عرب لا يعترفون بمقاومة ضد الاحتلال من أجل الاعتراف بالمحتل من الأساس ولكني أريد فعلا أن أبحث عن الاعتراف بالقوة التي جعلت الولايات المتحدة مثلا تنصب نفسها قوة عظمى عالمية ومهيمنة على مداخل ومخارج كل أزمة تشم من تفجيرها وإشعالها مصالح لها أكبر من إخمادها فلا تجد تلك المصالح تزهر في عينيها ثانية وهذا الاعتراف أيضا أحاول أن أراه أيضا في قوة روسيا اليوم التي تقايض أوكرانيا في الانسحاب من أراضيها ووقف غاراتها بقائمة شروط تعلم موسكو إن كييف سوف تخضع لها رغم احتماء الأخيرة بأوروبا مجتمعة إلى جانب واشنطن الممتعضة من تباهي روسيا بقوتها التي لا تستطيع هي شخصيا إنكارها فهل هي القوة التي ترمي بثقلها في كل هذا أم إن الأمر مجرد حرب تصريحات وتغريدات؟ إذن هي القوة التي لم تستطع الدول العربية على كافة عواصمها وقدراتها العسكرية وصفقاتها الخيالية أن تكون قوية وتستند على قوة يمكنها أن تجابه غيرها أو تحصر نفسها ضمن زواياها الأربع فلا تجرؤ أي دولة على تجاوز المسار نحوها إلا بعد دراسة ودراية وهي أيضا القوة التي تجعلنا اليوم في صف ثان وربما ثالث من القوى العظمى التي حصرت نفسها في بعض الدول بينما ارتضينا أن نكون عالما ثالثا يراه هؤلاء متشبعا بالتخلف والرجعية ونحن خير أمة أُخرجت للناس فجعلنا من خيرنا وبالا علينا ومن تقييم العالم لنا مقياسا لنا لذا فإن القوة بريئة منا يوم كان الضعف يسكن فينا وحولنا فلا بارك الله في ضعف يعقبه حسرة وهوان مثل هذا ورب الكعبة.
360
| 06 أغسطس 2025
- أكثر من 40 ألف طفل في قطاع غزة باتوا أيتاما لا عائل لهم حتى هذه اللحظة والعدد طبعا قابل للزيادة! - أكثر من 10,000 طفل ورضيع وجنين انتُزع من رحم أمه شهيدا قتلهم الاحتلال الإسرائيلي حتى هذه اللحظة والرقم قابل للزيادة! - عدد الأبرياء المدنيين الشهداء من شعب غزة يقارب 40,000 والعدد يزيد تحت القصف الوحشي والعشوائي وضرب المدفعيات والزوارق الحربية الإسرائيلية للقطاع برا وبحرا وجوا! - الجرحى الفلسطينيون يتجاوزون 60,000، ولم يعد هناك أي مستشفى في قطاع غزة قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة والتي تتوالى كل نصف ساعة لها ولا يتلقون الإسعافات المطلوبة بينما شُلّت غرف العمليات تماما عن إجراء العمليات الجراحية العاجلة وبات كثير من المحتاجين لها يُستشهدون جراء هذا التأخير الذي يخرج عن قدرة الطواقم الطبية! - عدد الجرحى من شعب غزة والذين تم إجلاؤهم للعلاج لخارج القطاع لبعض الدول العربية لا يتجاوز نسبة 1% من عدد الجرحى الذين يحتاجون للإجلاء الفوري بحسب تصريح مدير الصحة للإعلام الحكومي في غزة! - نسبة ما أُلقي على قطاع غزة من المتفجرات والصواريخ العدوانية الإرهابية الإسرائيلية يتجاوز 3 قنابل نووية وهي أكبر من التي تم إلقاؤها على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس عام 1945! كل هذا وأكثر يحدث ويتضخم ويتضاعف في قطاع يبلغ طوله 41 كم وعرضه من 6 إلى 12 كم وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كم وله حدود مع باقي مساحة فلسطين بطول 51 كم وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، فهل تتخيلون حجم العدوان النازي الذي تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى من العالم وبمساندة واضحة وصريحة من الولايات المتحدة التي تمد يدا تدعو فيها لمضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية وتجنب قتل المدنيين وهي يد تبدو أقصر وأكثر شُحا من اليد الأخرى الممدودة بأريحية كبيرة لإفشال أي قرار دولي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لمرتين لم تستحي واشنطن عبر مندوبها الدائم وهو يرفع يده لاستخدام حق النقض الذي يمكن للدول دائمة العضوية أن تستخدمه لوقف أي قرار لا يتلاءم مع مصالحها أو علاقاتها مع الطرف الآخر، وهذا ما حدث بالنسبة لإسرائيل التي سارعت فورا لتقديم الشكر على المساندة الأمريكية في استخدام (الفيتو) أمام قرار ترى إسرائيل أنه لا يمكن أن يتوافق مع منهجها الوحشي والمتعطش لإزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والأبرياء في غزة التي حولتها لمدينة أشباح يعاني أصحابها من الشتات والتهجير والحصار والتجويع والأمراض والأوبئة وانعدام الماء والغذاء والكهرباء والاتصال والدواء والوقود وفوق كل هذا تمارس سياسة الإبادة الجماعية بصورة همجية بربرية أمام عالم لا يمكن إلا أن يدعو لهدنة تارة وإلى وقف دائم لإطلاق النار تارة أخرى وفي الحالتين لا مستجيب لكل هذه الدعوات رغم قيام دول أوروبية كانت تعطي إسرائيل كامل حقها في الرد على هجمات 7 أكتوبر 2023 لكنها سرعان ما عادت للغة الإنسانية أمام المشاهد المؤلمة للأطفال والرضع والمدنيين الأبرياء الذين يخرجون أشلاء ومحترقين ومهشمين لا روح فيهم ولا أنفاس يمكن تلاحقها وطالبت إسرائيل بأن تتوقف فورا عن مجازرها التي ترتكبها بحق شعب مدني قتلت منه إسرائيل الأطفال والرجال والنساء وكبار السن والطواقم الطبية الفلسطينية والإعلاميين ومنتسبي المنظمات الدولية حتى تجاوز العدد الآلاف منهم، ومع ذلك يستمر هذا الكيان الإجرامي رغم اعترافه مؤخرا بخساراته الباهظة من الأرواح والإمكانات اللوجستية والعسكرية واقتصاده المنهار نسبيا وفقدان الأمان في مستوطنات فلسطين المحتلة من جانبه بسبب الهجوم الشرس للمقاومة الفلسطينية ولكنه الكيان الذي دخل فلسطين منذ 75 سنة على رؤوس الرماح والقتل فاتخذها سياسة له لم تطل اليوم غزة فقط ولكن في مدن ومخيمات الضفة الغربية كلها ونرى اليوم الشهداء في كل مكان فإن كان لكم يا عرب أن تتأسفوا فاعتذروا عن تهاونكم لأنه هو العدو الأول لأشقائنا الفلسطينيين اليوم قبل أن تطلق إسرائيل رصاصتها الأولى لصدورهم العارية لأن الخذلان يقتل فورا ولا مجال للتدارك لاحقا!.
240
| 05 أغسطس 2025
لأننا في وقت ما عادت فيه الأجيال الجديدة تعرف بقضية فلسطين وتجهل إسرائيل فإنني أحرص بين الفينة والأخرى على تعريف أبناء العائلة الصغار بهذه القضية التي تعد قضية العرب الأولى والتي لم تلق حلا منذ أكثر من 73 سنة وتحديدا منذ أن استوطن الإسرائيليون فلسطين واستعمروها وجعلوها وطنا لهم بعد أن عاشوا شتاتا في أوروبا حتى ضاقت بهم القارة العجوز، فبحثوا لهم عن بلد يجمعهم فيتخذونه وطنا ووقع اختيارهم على فلسطين الواقعة في قلب الأمة العربية، فاستوطنها اليهود بناء على وعد بلفور الذي جعل منها وطنا لهم، ومضت العقود ووضع الإسرائيليون فيها ثقلهم وشكك بعض العرب في أهمية تحرير فلسطين؛ لأنهم رأوا من إسرائيل جارة محتملة لهم وواقعا لا يمكن التملص منه ولذا فضلوا التقرب منها عوضا عن الاستمرار في محاولة حل القضية الفلسطينية. في اجتماع العائلة الاسبوعي لدينا وتجمع الأطفال كالعادة في غرفتي بعيدا عن الهوس بـ (الآيبادات والسوني) سألتهم سؤالا: من يعرف منكم إسرائيل؟ بعضهم نظر إلى الآخر مستغربا وجاهلا الإجابة بينما انبرى الآخرون والأكبر سنا ممن تم تلقينهم سابقا عن القضية يتسارعون ويتسابقون لطرح الإجابة بلغتهم العامية البسيطة: (إسرائيل هي اللي محتلة فلسطين) ! لأبدأ بعدها من الصفر في إفهام الصغار ماذا تعني لنا إسرائيل وما هي فلسطين وما قيمة القدس بأسلوب مبسط وعفوي ليفهم الجاهل ويتذكر الغافل منهم وأخبرتهم أن فلسطين بلد عربي مثل أي بلد تعرفونه ليعددوا لي أسماء الدول الخليجية والعربية التي يعرفونها وأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وأن إسرائيل كيان لا دولة وإن تم الاعتراف بها كدولة، وأن العرب يرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى التي لم تلق حلا حتى الآن لكني توقفت عن الشرح حتى هذه النقطة ولم أرد الاسترسال طويلا فأشرح لهم كيف أصاب بعض العرب الملل من هذه القضية وكيف شعروا بالسأم في كل مرة تنادي الجامعة العربية باجتماع طارئ لأجل فلسطين التي شعرت هي الأخرى بالتململ من دعواتها السقيمة تلك فتوقفت عنها لا سيما أن هذه الاجتماعات كان يحضرها ممثلون لبعض العرب وليس وزراء الخارجية فيها أو القادة ولا تخرج عن دائرة الشجب والاستنكار والإدانة التي لا تحل ولا تربط شيئا في القضية، وقد امتنعت من تشويه صورة بعض العرب في عيون هؤلاء الأطفال بالقول إن منهم من خذل الفلسطينيين بالتطبيع وإجهاض حق اللاجئين بالعودة وحق الفلسطينيين بالداخل بدولة وحدود مستقلة ووطن آمن لهم وأنه في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات الشهداء من أهل فلسطين كان بعض العرب يشارك إسرائيل حزنها على جرحاها وأن أي عملية استشهاد فلسطينية مشروعة كان هؤلاء يواسون الإسرائيليين في قتلاهم وينددون بالعنف وبالعمليات (الانتحارية) الفلسطينية، فلم أرد لهذه الأجيال الصغيرة أن تنشأ فاقدة الإيمان بموقف العرب من قضية نحاول توريثها لهم كما توارثناها نحن من آبائنا، ولم أشأ أن يباغتني أحد هؤلاء الصغار بسؤال يلجمني عن مبادرة العرب في التطبيع رغم أن القضية لم تحل ولم تُحرر فلسطين وما زالت العمليات العسكرية والغارات الهجومية متكررة على الفلسطينيين فكيف يطبع العرب وكل هذا الإجرام الإسرائيلي حاصل؟ حقيقة لم أرد أن أتلعثم في الحديث وأنا المفوهة في العائلة بالحديث المتأنق والكلام المنسق، ولكني أتوقع يوما أن أسقط في فخ هؤلاء الصغار ممن سوف يتعمقون يوما بقضية فلسطين ويتأكدون أنني قد كذبت في مواقف بعض العرب حين قصدت عمدا تجميلها.
249
| 04 أغسطس 2025
كنت قد عدت من سفرة طويلة استقر بي الرحال فيها قبل العودة إلى قطر في تركيا الجميلة طبيعة وأجواءً وتحديدا في مدينة طرابزون الساحرة بكل أشكالها وبالطبع شهدت أعدادا غفيرة من السائحين العرب والخليجيين هنا وكأن تركيا قد خلت منهم إلا في طرابزون من كثرتهم وتجوالهم هنا وهناك حتى إنني عذرت أهلها إن تضايقوا من تواجد مئات الآلاف من السياح في مدينتهم ولكن على العكس لم أجد هنا ما يمكنني أن أصدق ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد وقصص عن العنصرية التي تحدث للعرب من قبل أتراك عنصريين يكرهون أن يتواجد العرب بينهم فالجميع تراه في حاله كما يقولون لا دخل له بالآخر ومعاملتهم طيبة واستقبالهم لنا بشوش لا يشوبه أي منغصات سواء في الشارع أو المولات أو حتى عند التعامل المباشر في المحلات والمراكز التجارية وهي ميزة ألاحظها في كل مرة أسافر إلى طرابزون بالذات ولذا فلا يمكن التعميم والذي يكون لغة الجهلاء على جميع الشعب التركي الذي أتعامل مع شرائح كبيرة منه بشكل يومي حاليا وعلى مدار أكثر من شهر حتى الآن بحكم العمل والسياحة معا على أنه شعب عنصري يمكن أن يشبهه أي شعب في العالم فيه من الصالح والطالح معا وهو أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الأرض ولذا فإنني أبحث عما يمكن أن يجعل من أهل البلد عنصريين إن لم أكن أنا أيضا أمتلك من الصفات التي تثير فيهم هذه العنصرية والكره لنا ؟! وكيف يمكنني كمواطنة خليجية وعربية أن أثبت حسن أخلاقي في كل بلد أزوره وأمثل العرب خير تمثيل ليكون صدى السمعة عن العرب جيدا وحسنا وهو أمر يجب أن يلتفت له العرب حين يسافرون وإلا فكما عممنا على تركيا بأسرها أنها ذات شعب عنصري وكاره للعرب فإن شعبهم يمكن أيضا أن يعمم أن العرب جميعا ذوو أخلاق سيئة وذلك من تصرفات البعض ممن لا يمثلون العرب فردا فردا وعليه إن حرص كل فرد منا على التعامل الطيب وتمثيل نفسه خير تمثيل فأعتقد بأنه يمكن أن يحسن الصورة بشكل ممتاز لأنني فعلا أواجه مواقف بصورة شبه يومية لخليجيين وعرب في المطاعم والمتنزهات الطبيعية يسيئون لأنفسهم ويسيئون لنا كخليجيين وعرب فالبارحة على سبيل المثال كنت أتناول غدائي مع والدتي في أحد المطاعم الشهيرة في طرابزون وصُدمنا بالأصوات العالية والإزعاج من إحدى العوائل الخليجية التي كانت قد أنهت وجبة الغداء ومع هذا سمحت لأبنائها بالتجول بشقاوة بين الطاولات وإزعاج كل نادل يقوم بخدمتهم أو خدمة الطاولات المليئة الأخرى بزبائن ناهيكم عن أصوات النساء العالية وكأن هذه العائلة الكبيرة تجلس في صالة بيتهم وليس في مطعم كبير له رواده من غيرهم وليس مملوكا لهم وحدهم وسط ضيق بدا جليا على أصحاب المطعم الذين ضاقوا ذرعا بهم خصوصا وإن بعض أكواب الشاي قد سقطت وأحدثت إزعاجا فوق إزعاجهم فلكم أن تتخيلوا الأجواء التي طغت على المكان وسط رحيل بعض العائلات التركية من المكان والتوجه لجانب آخر من المطعم بعيدا عن صخب هؤلاء الذين نستاء منهم أن يكونوا خليجيين وعربا منا وهم يفتقرون لأقل أنواع التهذيب فكيف نتوقع من الأتراك أنفسهم أن يغالبوا ضجرهم منا إن كان مثل هؤلاء لا يراعون أدب الحضور ويا غريب كن أديبا كما هي جملتنا الشهيرة لكل الوافدين في دولنا الخليجية والعربية ؟! فعرّفوا على أنفسكم بصورة لائقة لنتوقع من الآخرين أن يعاملونا بصورة طيبة ولنحرج العالم بأخلاقنا قبل أن ننتقد أخلاقهم ضدنا بالصراخ والانتقاد كما تظهر لنا المشاهد التي نراها فيعطي بعضنا الحق لأصحابها بينما يمنعه آخرون عنهم وصدقوني أن طيب الأخلاق إنما تمثل مكارم أخلاق العربي المسلم فإن التزمنا بها فإنما فعلنا ما فُطرنا وتربينا عليه بغض النظر عن حسن أو سوء أخلاق الآخرين أمامنا وهذا موقف ضمن الكثير من المواقف التي يظهر فيها الخليجيون والعرب بصورة سيئة في سفرهم وكلنا يعلم ذلك.
459
| 03 أغسطس 2025
فجر يوم أمس توجهت لمطار حمد الدولي لاستقبال صديقة لي قديمة بريطانية كانت قد جاءت آخر مرة إلى قطر منذ أكثر من سبع سنوات وتأخرت في الحضور طيلة هذه الأعوام لانشغالها في عملها بالإضافة إلى أزمة فيروس كورونا التي أصابت العالم بالشلل الكامل وتعرضت بريطانيا مثلها مثل عشرات الدول إلى الإغلاق الكامل وباتت أوروبا بأسرها مدن أشباح لشدة ما عصفت كورونا باقتصاد الدول وبأحوال الشعوب والحكومات على حد سواء وبالأمس أقبلت تلك الصديقة وكنت أنتظرها في مدخل بوابة استقبال القادمين فأطلقت صرختها الاعتيادية المعبرة عن فرحتها برؤيتي بتلقائية لسنا معتادين عليها نحن الخليجيين صراحة ومع هذا فقد غلب الشوق الاستحياء الذي بدا علي وما لبثنا ونحن نجر حقائبها حتى مواقف السيارات إلا وتلك الصديقة تنطلق في التعبير عن إعجابها بما لقيته منذ أن وطأت بقدمها أرض المطار وقالت إن كل شيء قد تغير تماما منذ آخر زيارة لها للدوحة فسألتها كيف ؟! فقالت أنت لا تتصورين مدى الترحيب والبشاشة التي رأيتها على وجوه المضيفات والموظفين والموظفات الذين يؤدون عملهم في (كاونترات الجوازات) وكيف يرحبون بالصغير والكبير على اختلاف جنسياتهم وهوياتهم ولغتهم ودياناتهم وكيف يؤدون خدمات الجمهور بسلاسة وابتسامة وتهذيب وترحيب ويقولون لكل قادم من المسافرين أهلا بك في قطر سواء كان مواطنا أو مقيما أو حتى زائرا مثلي وحين يختمون الجواز بختم الدخول لا ينسون أن يدعوا للجميع بالسلامة وبأوقات طيبة على أرض قطر. فالبشاشة التي رأيتها على وجوه كل من يعمل في المطار بدءا من العامل الذي يحمل الحقائب ونهاية بالضابط الذي تعلو كتفه رتبة عالية ويقف في استقبال القادمين بابتسامة ودودة لم أر مثلها في أي بلد زرته حتى في بلدي بريطانيا وأقسمت لي أن هذه المشاعر الصادقة التي لمسها جميع المسافرين وشعروا بها إنما يتلاءم بما هي حقيقة أهل قطر ومن يعيش عليها لا سيما وأن هؤلاء هم واجهة قطر للعالم وهم من سوف يستقبلون بالغد مئات الآلاف من الجمهور الذي سوف يشعر للوهلة الأولى أن هذا البلد بلد مضياف وشعبه شعب طيب ومن استطاع أن يعمل في أفضل مطار في العالم يجب أن يكون متوافقا أخلاقيا مع هذه المكانة التي لم يستطع مطار حمد أن يصلها إلا بجهود القائمين عليه من جهاز تنفيذي متمرس ومحترف ولا أخفيكم فقد وقفت أراقب نظرة السرور التي بدت على صديقتي بينما لم أخف نظرة الفخر بما وصلت له قطر حتى بات من يبتعد عنها فترة ثم يعود لها يشعر بأنه قد عاد إلى مكان جديد كليا وقد تغير عن آخر مرة أضعاف الأضعاف فأنتم لا تتصورون كيف عبرت هذه الصديقة البريطانية وهي في قمة الحماس لأنها لمست فعلا حرارة الترحيب التي أظهرها الجميع ممن يعملون في مطار حمد الدولي الذي تتضاعف جهوده في كل مرة وكل عام وبحجم المناسبات والمواسم التي يزخر بها المطار كمحطة أولى للقادم إلى قطر ولكم أن تتخيلوا أن على آلاف الموظفين ومنتسبي وزارة الداخلية الأكفاء فيه أن يظلوا على ابتساماتهم وهدوئهم ونشاطهم وسرعتهم في تخليص كافة معاملات الدخول إلى قطر والخروج منها طيلة الوقت لأنهم يعلمون بأنهم أول مرآة حقيقة يرى العالم من خلالها دولتنا وأخلاق شعبها وأنهم العين الحقيقية التي تستقبل آلاف المسافرين بابتسامة وتودعهم بذات الابتسامة فهنيئا لنا بكوادر عظيمة في مطار حمد وندعو الله أن يعينكم على كل هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقكم.. قواكم الله.
1860
| 31 يوليو 2025
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
996
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
924
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
696
| 15 ديسمبر 2025
السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...
669
| 14 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
630
| 19 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
606
| 18 ديسمبر 2025
في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...
588
| 14 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
576
| 18 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
549
| 16 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
501
| 18 ديسمبر 2025
-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...
441
| 14 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
432
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل