رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حـديثــي اليـوم لــ (وزارة الصحـة)

نعم من الواجب أن نشيد بدور وزارة الصحة ومؤسساتها الخدمية ومراكزها الصحية، وما تقوم به على وجه العموم، لا سيما الدور الجبار الذي قامت وتقوم به فيما يخص انتشار فيروس كورونا ومتحوراته، التي ألمت بالبلاد فوصلنا لذروة الموجة الثالثة في البلاد من انتشار هذا الوباء الذي كان وبالاً بالعالم أجمع وليس لبلادنا فحسب. لكن دعونا نخرج من هذه الجزئية التي لا يختلف في ثناء مجهودات الوزارة اثنان، وسيكون منكراً من ينكر هذه الجمائل التي تقدمها لنا (الصحة) فيما يخص فيروس كورونا وإجراءاته المتبعة للحد من انتشاره وحصد الأرواح بسببه، ودعونا نتكلم في جزئية أكاد أجزم بأن معظم الشعب يعاني منها فيما يخص (المواعيد الطبية) للعيادات الخارجية لمستشفى حمد أو للعيادات التخصصية التابعة له، وهو أمر قد مضت صحة الشعب وانقضت وهم يتكلمون في هذه الشكوى الدائمة دون طائل منها أو حلول سريعة وجذرية من المعنيين بحل المشاكل أو حتى إظهار الاستجابة الضرورية التي تثبت أن هناك فعلاً من يتابع ويسمع ويستجيب ويبحث عن دور فاعل يمكن أن يرتقي بخدمات الوزارة نفسها أو بالمؤسسات والعيادات والمراكز التابعة لها، فكثير منا تلقى رسائل هاتفية تذكره بأن لديه مواعيد طبية في كثير من العيادات، وأنه نظراً للإجراءات الاحترازية الخاصة بمنع انتشار كوفيد - 19 فإن المريض سوف يتلقى مكالمة هاتفية من طبيبه المختص للاستشارة الهاتفية ومتابعة وضعه الصحي، وكثير منا أيضاً لا يتلقى مثل هذه المكالمة المنتظرة من الطبيب الذي لربما تساهل في أن يمسك الهاتف ويتصل بالمريض الذي ينتظر مكالمته لإخباره ما استجد من وضعه الصحي أو إهمال طاقمه المساعد في الاتصال أو لأي سبب آخر يمكن أن يجده هذا الطبيب لنفسه، وبالتالي فإن هذا الموعد يذهب على المريض بدون أي استفادة ترجى وعليه يحاول أن يحجز له موعداً جديداً يمكن أن يمتد إلى ما بعد أشهر طويلة أو حتى بعد سنة رغم أن الخطأ قد وقع من جانب هذا الطبيب والمريض لا دخل له به ومع هذا فالذي يتحمل كل هذا التقصير أو الإهمال هو المريض وحده فما ذنبه إن كان هو قد انتظر المكالمة الهاتفية حسب الرسالة النصية التي وصلته بألا يحضر للعيادة ويكتفي حالياً بالمكالمة التي سوف ترده من الدكتور المعالج له الذي لم يتصل من الأساس ومع هذا يُعطى موعدا آخر يمتد إلى ما بعد ستة أو تسعة أشهر أو بعد سنة، والخطأ لم يكن خطأ المريض منذ البداية!، أليست هذه طامة خدمية من ضمن خدمات مؤسسة حمد الطبية التي باتت تعلق في ردهاتها وممراتها وغرفها وعياداتها لوحات تبين حقوق الكادر الطبي بعد أن كانت هناك لوحات مماثلة في السابق معلقة توضح ما للمرضى من حقوق ومثلها واجبات؟. ثم لم المماطلة في تنفيذ القرار الرسمي الذي يوجب على جميع المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة منح التأمين الصحي للمقيمين وذلك للتخفيف على المؤسسات الطبية الحكومية في استقبال مواطنيها وتقديم خدمات مميزة لهم باعتبار أن لهم الأفضلية الأولى في التمتع بخدمات مؤسساتهم الحكومية الطبية والخدمية بخلاف مطالبة المواطنين أنفسهم بأن يكون لهم تأمين صحي مدروس لهم ولعائلاتهم لأي طارئ يجبرهم على طلب العلاج في المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة؟، ولذا هناك ثغرات كبيرة في سير الخدمات الطبية لمؤسسة حمد والرعاية الأولية على وزارة الصحة الاطلاع عليها والتجاوب معها بصورة أفضل لتحقيق الأكمل من الواجب عليها تجاه مرضاها والمراجعين، وأن تفتح حساباتها في تويتر لتلقي ما يؤثر على سير الخدمات التي تقدمها للمواطن والمقيم وتبادر بحلها سريعاً وعاجلاً، لأن كل ما نراه حالياً هو ارتفاع معدل الشكوى في مقابل انخفاض معدل الاستجابة، وهذا كله بلا شك يؤثر على الارتقاء العلاجي والخدمات التي تسعى لها مؤسسة حمد لبلوغها على كافة الأصعدة وليس على صعيد (كورونا) فقط كما يكتفي البعض من المنتسبين لها للأسف!. [email protected] @ebtesam777

7594

| 24 فبراير 2022

مقــدمـة دراميــة وخـاتمة فكـاهيـة

الرئيس بوتين يوقع مرسوما يعترف فيه بجمهوريتي (بلوغانسك ودونيتسك) منفصلتين ومستقلتين عن أوكرانيا، وفي المقابل على الجانب الأمريكي الرئيس بايدن يوقع مرسوما مماثلا ولكن لقطع التجارة مع الجمهوريتين الخارجتين عن الحكم الأوكراني ! هي مسرحية تتعدد فصولها وتتضاعف أحداثها بينما تراشق التصريحات يبدو الأبرز على جميع الجوانب، ولكن لم يعد أحد يعلم متى تقرع الحرب وإن كانت الحشود العسكرية الروسية تبدو أكثر جدية وحضورا على الحدود الأوكرانية، ولكن كعادة الدب الروسي والمتمرس في صياغة الحروب لا يبدو متعجلا في إعلانها ذلك أن الوعود الأمريكية له بالجلوس على طاولة للنقاش والحوار تبدو مغرية خصوصا وأن روسيا التي تتميز بعلاقاتها الوثيقة في إيران وسوريا وتمثل واشنطن حجر عثرة قوية أمام قوة نظامهما بسبب الحصار والعقوبات الأمريكية على هذين النظامين أو لنقل البلدين يمكن أن تملي بعض رغباتها فيما يخص دمشق وطهران وقد نشهد تخفيفا في العقوبات الأمريكية عليهما ناهيكم عما توده موسكو لنفسها من وراء كل هذه البلبلة التي قد تصل لأصوات مخيفة للصواريخ وما يرعد من طائراتها وما يزبد إذا ما حانت ساعة الصفر الروسية وليس الأوكرانية التي تفضل لغة السلم على أن تتحول أراضيها الجميلة ومساحاتها الخلابة إلى أنقاض حروب ودمار، ويمكن فعلا أن تضع شروطا تمنع به أوكرانيا من الدخول في جلباب أوروبا وعضوية الناتو، وهو أمر تراه أوكرانيا بأنه حق مشروع لها باعتبارها دولة مستقلة الحكم وإن طويت فترة طويلة تحت جناح روسيا التي ترى أنها لا تزال من محمياتها التي يجب أن تحافظ على ولائها وتبعيتها لها، ولكن الأمر يزداد تعقيدا أن القصف الروسي قد بدأ فعلا على المناطق الحدودية لأوكرانيا وبدأ عدد من الضحايا يخرج لسجلات الإعلام المرئية والنشطة، وهذا يمكن أن يمثل بداية غير معلنة لحرب يمكن فعلا أن تكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة إذا ما وضعت الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها العسكري فيها وما كان من حرب باردة لا تُرى ولكن يُشعر بها بين الجانبين الروسي والأمريكي، فإنها هنا سوى تكون ساطعة ومرئية ومحسوس بها 100% ولن يتخلى أي طرف منهما عن استعراض أسلحته وقدرته على التصويب للخصم ومن هنا يبدو الخوف أكبر من تفجر الحرب الذي تظهر حتى الآن وكأنها بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في الحقيقة يبدو الطرف الثاني أكثر ثقلا وأشد رعبا إذا ما كانت واشنطن هذا الطرف الذي يمثل مع نظيره الروسي قنابل موقوتة باعتبار أن كليهما يمتلك زرا خاصا لمفاتيح سلاح نووي لو استخدمه الطرفان أو حتى أحدهما فإنه يمكننا أن نقول وداعا لعالم كبير كنا نعيش فيه ونمرح ونسرح !. الوضع حاليا معد للمراقبة وتوجس كل حركة من أي طرف كان، فبعض دول أوروبا تسعى للضغط على روسيا وذلك بتجميد أو إلغاء أي اتفاقيات كانت قد أُبرمت مع روسيا سابقا لإجبارها على توقف سياسة الضغط على أوكرانيا، بينما تصر لندن على توقيع عقوبات جديدة ضد شخصيات وكيانات روسية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي الذي خرجت لندن من عضويته مؤخرا، وفي المقابل لا تبدو موسكو مهتمة بكل هذا وتتوقع كما يأتي في تصريحات ممثلها في مجلس الأمن والذي يتولى هذه الفترة رئاسة المجلس أنه إذا طال الزمن أو قصر فإن كل أعداء روسيا سوف يدعونها إلى طاولة المفاوضات والحوار معها، لأن بلاده حسب زعمه تمثل صمام أمان أو إشعال فتيل حرب، وبين جعجعة الروس وتحذيرات الأمريكان هل سألتم أنفسكم أين سيقف العرب في هذه الحرب ؟! شخصيا أرى الحيرة مرسومة على معظم حكوماتنا العربية التي وإن لم يكن لها ناقة في هذه الأزمة ولا جمل ولكن دراسة المصالح ومع أي جانب تتصالح تبدو دراسة عويصة لا يحلها العرب ولكن يحلها ميزان المنفعة الذي بلا شك سيحدد مواقف حكوماتنا، وحتى ذلك الوقت يبدو الميزان معطلا !. [email protected] @ebtesam777

7457

| 23 فبراير 2022

المعلــم القطـري حاضــر غــائـب !

(الشرق تنشر قصصاً ومواقف لمعلمين قطريين جعلتهم يتركون مهنة التدريس للأبد)، كان هذا هو العنوان الذي جذبني لقراءة التقرير الذي نشرته الشرق في موقعها الإلكتروني النشط والمفضل لدى جمهور عريض من القراء في الوطن العربي، وليس في قطر وحدها والذي أزوره بصفة يومية نظراً لتنوعه وتجدده وتفرده بأخبار قد لا تقرأها في مواقع إخبارية أخرى، وفوجئت بقصص بعض المعلمين الذين (طلقوا) مهنة التدريس ثلاثا لا عودة فيها بسبب ما واجهوه من معاناة حقيقية وصل بعضها إلى مراكز الشرطة وساحات القضاء، فكان المدعي طالبا والمدعى عليه معلما كان في يوم من الأيام مدرسا لهذا الطالب فهل يمكن أن يصدق أحد ما يحدث لهذه المهنة التي قال فيها أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا؟، وهل توجد (خطة ممنهجة) حقاً لما يسمى بـ (تطفيش) المعلم القطري والمعلمة القطرية من سلك التدريس رغم مهنيتها ودورها ورسالتها بل وقدسيتها في تعليم أجيال وإنشاء عقليات قادرة على بناء مجتمعها بما يمكن أن ينتظره منها في المستقبل؟. وكم ساءني فعلا أن يكون هذا هو الوضع الذي جعل المعلمين القطريين يفرون من هذه المهنة التي تقوم عليها رفعة بلادنا وأبنائنا بحيث باتت الرغبة الأخيرة أو الملغاة من قوائم الرغبات لملتحقي ومنتسبي كلية التربية الذين يودون لو التحقوا بالسلك الإداري أو الاجتماعي للمدارس على ألا يكونوا معلمين يشرحون دروساً حية وعلى علاقة مباشرة ومواجهة بالصف الأمامي مع جموع الطلاب والطالبات الذين يمكن أن يقابلوا منهم أشكالاً وصنوفاً وأنواعاً من أنواع التربية التي نشأوا عليها في البيوت، وتبقى المدرسة المكملة لهذا التربية، ولذا فإنني أشدت أول ما أشدت به أن يعود مسمى وزارة التعليم إلى وزارة التربية والتعليم فهذا هو الدور الأول الذي نشأنا عليه نحن حينما كنا ندرس تحت هذا المسمى القوي والفاعل وساهمت تربية المدارس في تشكيل شخصياتنا وتحويرها، بحيث ساهمت مساهمة فاعلة في تهيئة أفكارنا لما وددنا أن نكون عليه ومن حق أجيال اليوم أن تمضي بنفس الطريق الذي مضت عليه الأجيال السابقة. وفي المقابل نود أيضا أن نشاهد المعلم القطري يتصدر منصة التعليم والتعلم في قطر، وأن يمثل هذه المنصة بصوته وعلمه وشرحه وعمله الذي لا يجب أن يستصغرها أحد أو ترهقها التكليفات الإدارية التي تستوجبها الوزارة على كوادر التعليم من المعلمين والمعلمات، فهذا بحد ذاته يقصم ظهور وجهود هذا الكادر الذي لا تقف مسؤوليته أمام مهنة التدريس فقط، وإنما لديه مسؤوليات أخرى خارج أسوار المدرسة من حيث العائلة والمجتمع، ولكن الواضح أن المعلم يحمل همومه المدرسية إلى منزله بحيث تطغى هذه المسؤولية على مسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عن دوره كمعلم ومرب، وفي رأيي أن الجانبين يجب أن يكونا متساويين إن لم تكن مسؤولية العائلة والحياة الخاصة أكثر أهمية، لا سيما أنها في الأول والأخير هي حياة هذه المعلمة أو هذا المعلم والتي تنعكس بالسلب أو الإيجاب على دوره في المدرسة ومدى عطائه وفاعليته في تعاطي مهنة التدريس بالصورة المطلوبة والمرغوبة. ولذا على الوزارة أن تعي أن حياة المعلم لا يجب أن يهبها كلها لمهنته وأن له حياة خاصة وعائلية يجب أيضا أن يهتم بها في المقابل، وبالتالي يجب أن تكون هناك دراسة موثوقة ويُعمل بنتائجها بصورة عاجلة لئلا نفقد الكادر الوطني في مهنة تقوم على نشأة أجيال قطر بالتعاون مع أشقائنا من المعلمين العرب الذين يمتهنون مهنة التعليم وتربية ونشأة هذه الأجيال التي يجب أن يربوا منها من يريد أن يكون معلما ومن تهوى أن تكون معلمة أيضاً، فوفق الله الجميع لما فيه مصلحة الطالب والوطن ولمهنة التدريس العظيمة. [email protected] @ebtesam777

7959

| 22 فبراير 2022

لطفـاً.. دعــونا نمـت طبيعيــاً!

ببساطة باتت أمريكا عرّابة أوكرانيا وأصبحت روسيا مرعبة أوروبا والناتو متخلخل بين ضم أوكرانيا له وتهدئة الدب الروسي الذي يتحرك على الحدود الأوكرانية بين شد وجذب وصد ورد، وفي المقابل تكتفي واشنطن بنقل أصداء الحرب المرتقبة مثل مراسلة الأخبار المرابطة في أرض المعركة تنقل خبراً وتتوقع آخر وتستنتج ما يمكن أن يكون مادة ثرية للإعلام الغربي الذي بات يترقب بتوجس ما يمكن أن تفعله روسيا التي تراقب هي الأخرى الاجتهادات الأمريكية في إعلان نقطة الصفر للهجوم الروسي، بينما الرئيس بوتين يتنقل بين محلات موسكو فيتوقف عند أحد المخابز ليشتري فطيرة له قبل أن يذهب إلى مقراته السرية ليلتقي برئيس بيلاروسيا الذي يقف قلباً وقالباً مع بوتين في تأديب أوكرانيا التي تبدو متحمسة للانضمام للناتو الأوروبي وانتزاع نفسها من جلباب الروس الذين يرفضون هذه الجرأة منها ويعدونها بإجراءات عسكرية لا يمكن أن تتوقف حتى القصر الرئاسي لفولوديمير زيلنسكي في قلب العاصمة كييف، وهو أمر ترفضه واشنطن وترغب فرنسا في إيقافه بأي طريقة كانت. لذا نجد التحرك الفرنسي يبدو أكثر نشاطاً من غيره من الدول الأوروبية التي لا تزال ترمق روسيا بعين الشك في أن تقدم فعلياً على هذه الخطوة غير المحسوبة على أرض الواقع، ولذا فإن ألمانيا كانت أولى الدول التي تخلت عن لغة التهديد لموسكو ودعت عبر وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك روسيا وأوكرانيا إلى اتخاذ لغة التعقل في الحوار والتخلي عن لغة التحدي الذي تبدو عليه أوكرانيا من خلال تصريحات رئيسها الذي وعد الروس بمعايشة الجحيم الأوكراني إذا ما فكروا باجتياز الحدود الفاصلة، وهو ما يمكن وصفه بلغتنا العامية بأنه (هياط فاخر)، لأن العالم بأسره يعرف عقلية الروس في الحرب وأنهم متمرسون لدرجة لا يمكن للطرف الآخر من الحلبة سوى أن يتسلح بكل أسلحته لصد أي هجوم روسي يمكن أن يكون في المستوى الأخير من مستوياته الحربية ذات الخبرة العالية والاستخباراتية المحترفة فكيف إذا وصلوا للمستوى الأول؟. نحن لا نروج للحرب لأننا بتنا نكره هذه الكلمة من أن تُقرع طبولها في أي مكان في هذا العالم رغم أن الحرب الروسية الأوكرانية لا تخص العرب في شيء، ولكننا قد اكتوينا كثيرا منها ولا يمكن أن نتمناها لأحد، لأن هناك أبرياء في المنتصف ممن لا ناقة لهم في هذه الحرب أو جمل يمكن فعلا أن يكونوا ضحايا مثل ملايين العرب الذين ذهبوا ويذهبون ضحايا لمثل هذه الحروب التي تتفجر باسم الشعوب وتحدث باسم الشعوب وتنتهي باسم الشعوب أيضا ثم تأتي آثارها وعواقبها لأجل الشعوب، وحاشا لله أن تكون الشعوب شرارة كل هذا ولكم في العرب دروس وفي الثورات العربية عبر وفيما أعقب كل هذا خبرة وتجارب للأسف، وكأننا لم نكن إلا ساحات تجارب من حروب لا طائل منها، ولذا فإننا نبدو متخوفين أيضا من حرب تعني سقوط الأبرياء وكم كان مبهجاً لنا أن تتنوع الوساطات لإيقاف عجلة الحرب من أن تنحدر لمنحنى لا تراجع منه ومنها التصريح الأمريكي الأخير في مناقشة الأزمة الأوكرانية الروسية مع المسؤولين في قطر لعل الدوحة يمكن أن تسهم في إيقاف هذه الفوضى نظراً للعلاقات الدبلوماسية القوية التي تربطها بالجانب الروسي بجانب ما عرفت الدوحة من تبنيها لمثل هذه القضايا ونجاحها في ملف الوساطات ورغم أن هذه الخطوة تبدو بطيئة إلا أن التفكير الأمريكي بأن تناقش هذه الأزمة مع الدوحة يبدو تفكيراً منطقياً ومشجعاً بأن يتردد اسم قطر في مثل هذه المواقف العالمية التي قد لا تُقبل وساطات أو تدخلات من دول كثيرة، لكن الدوحة والتي تمسك عصي علاقاتها السياسية من المنتصف وتعرف كيف توازن بينها تبدو طرفاً مرحباً به إذا ما رمت ثقلها كاملاً في الأزمة. وفي النهاية ما نريده كعالم أن نحيا ما تبقى لهذه الأرض أن تبقى في هدوء لا يشق غبارها رصاصة واحدة ولا تثير ترابها أحذية عسكرية ولا تُنتزع جذور أرض من مقلعها وعليه هل من الممكن لهذه البشرية أن تموت ميتة طبيعية في هدوء لطفا؟!. [email protected] @ebtesam777

7185

| 21 فبراير 2022

القلـيــل مــن الـوفـــاء لا يضــر يــا هـــؤلاء !

دعوني أبدأ من النقطة التي ينتهي بها الحديث بين نخبة مغردي قطر عبر منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)، واسأل: هل فعلا يمكننا أن نتعايش مع فيروس كورونا ونعتبره مثل أي نزلة باردة عارضة أو أنفلونزا موسمية يمكن أن أصاب بها وتنتقل إلى غيري وتمر بنا جميعا دون أي مضاعفات سيئة ونتعافى ونعود إلى حياتنا الطبيعة وتكون مجرد ذكرى تمر ولا تضر؟! وإن كان الحل هو أن نجعلها مجرد عدوى موسمية ترتفع مؤشراتها حينا وتنخفض حينا آخر، فكيف نفسر معدل الوفيات المتصاعد لدينا خصوصا مع زيادة العدوى بالمتحور (أوميكرون) الذي تبدو أعراضه بسيطة لكنه تسبب في المقابل بارتفاع معدل الوفيات لدينا بغض النظر إن كان أصحاب هذه الوفيات قد تلقوا اللقاح بجرعتيه الاثنتين أو مع الجرعة التنشيطية والتي اعتُبرت في قطر وفي العالم عموما مقياسا عاليا للوقاية ضد الإصابة أو الشعور بعوارض قوية للإصابة أم لم يتلقوا اللقاح من الأساس؟! لذا أريد في البداية أن يوضح لي أحد ماذا يقصد بالعودة للحياة الطبيعية والتعايش مع الفيروس مثل أي أنفلونزا عادية موسمية؟! فإن كان يقصد أن نرمي الكمامات ونلغي التباعد ونهمل الإجراءات الاحترازية التي تصر وزارة الصحة عبر توصياتها لمجلس الوزراء بالتقيد بها في قرارات المجلس التي تصدر كل يوم أربعاء فهذا بالطبع لا يمكن لأنهم إن كانوا يثقون بصحتهم وقدرتهم على التعاطي مع عواقب الإصابة وآثارها وتجاوزها بسلامة فهم لا يمكن أن يلتمسوا قدرة الذين حولهم ومن يتعايشون ويعيشون معهم على تجاوز عوارض الإصابة إذا ما انتقلت لهم وأصابتهم ولم يستطيعوا النجاة منهم وغدرت بهم مناعتهم فباتوا طريحي الفراش يتنفسون على أجهزة العناية المركزة، وإن لطف الله بهم تعدوها وكُتبت لهم حياة جديدة أو كانت هي الساعة التي فيها لله ما أعطى ولله ما أخذ فكانت ساعة وفاتهم ولا حول لهم في هذا ولا قوة، ولذا ليس علينا أن نبالغ في الدعوات للحياة الطبيعية التي أجهل حتى هذه اللحظة ماذا يعني بها هؤلاء إن كان قد بات لنا كل شيء مسموحا فعله وعمله دون حجر ولا حجز ولا بقاء في البيت أو تقنين السفر والسهر، وما بات قائما هو الالتزام بالكمامات وتحميل تطبيق احتراز الذي يفسر وضعك الصحي قبل دخول أي مكان، وهو إجراء وقائي لا أعتقد أنه يمثل هما أو ثقلا ولا عملا إضافيا لكل من يحمله على هاتفه الجوال ومن حق الدولة التي استنزفت أموالا طائلة وجهودا وإمكانيات واجهزة وكوادر طبية حُرمت من إجازاتها الدورية والسنوية لأجلنا واستدعيت طواقم طبية من أماكن إجازاتها لسد نواقص المراكز والمؤسسات الصحية لأجل تطويق دائرة انتشار الفيروس الذي قتل حتى الآن ما يقارب 5,000,000 مليون شخص على الكرة الأرضية ونأتي نحن لنغرد بكل بساطة "أعيدونا إلى حياتنا الطبيعية"، وكأن ما يقارب الـ 700 وفاة التي حدثت لدينا كانوا مجرد عبء في أرقام السكان ولم يكن العزاء في 700 بيت لدينا توفي لهم أحباب وإخوان وآباء وأمهات وأقارب كافيا لنشعر بأن هذا الفيروس لم يكن ولن يكون مجرد أنفلونزا موسمية بل هو داء لم يُكتشف له دواء يمكن أن يمنع تفشيه أو الحد من انتشاره وإن كانت اللقاحات معززة للمناعة وليس مانعة له. وقصة الحياة الطبيعية فهي تحمل وجوها كثيرة لتفسيرها، لأننا اليوم بالفعل نعيش حياة طبيعية جدا وإن كنت لا أرى من الكمامات عائقا لهذه الحياة لأن أكثرنا أساسا لا يلتزم بها لا في عرس ولا عزاء ولا عمل ويستهين بها كثيرا وتذكروا أنه إذا حالفكم الحظ في المرور من اختبار الإصابة فإن أقرب الناس لديكم قد يتعثر في تجاوزها، وعليه فإنني أعتبر دعواتكم هذه أنانية منكم وعدم حفظ الجميل لهذه الدولة التي لم تقم حظرا للتجول، ولم تمنع الخروج من المنازل حسب أوقات مقننة، كما فعلت كل دول الخليج والدول العربية والعالمية، بل وضعت سياسة وسارت عليها والالتزام هو جزء كبير من شكرها على كل مجهوداتها التي لا تزال تقدمها لنا وبالتالي القليل من الوفاء لا يضر يا هؤلاء!. @[email protected] ebtesam777

7880

| 20 فبراير 2022

ارفـع رأســك أنـت قطـري محنـك

سبحان الله ! فكل الذين انتقدوا قطر منذ سنوات فيما وصفوه بتحليقها خارج السرب الخليجي والعربي عادوا اليوم ليلحقوا بسرب قطر ويؤكدوا أن سياسة الدوحة إنما هي نظرة للأبعد والأصلح لها ولمنطقتها وإقليمها على وجه العموم فعلى سبيل المثال لا الحصر كثيرا ما طالتنا الانتقادات الشديدة بسبب تعاوننا مع الجمهورية التركية الشقيقة التي تربطها بالدوحة أرضا وشعبا وحكومة وقيادة علاقات وطيدة وظن الأغلب أن هذا التعاون يمكن أن يخلخل المنظومة التي تشكل قطر إحدى ركائزها لطبيعتها الجغرافية وتاريخها المشترك مع دول المنطقة الواحدة اتجه الأغلب إلى مد أواصر التعاون مع تركيا التي تحولت من دولة تبحث عن مصالح وجودها ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وإمكانية التحاقها بعضويته إلى دولة وجدت أن هناك ما يجمعها مع العرب والمسلمين نظرا لما يزخر تاريخها الإسلامي من حقب زمنية كان للخلافة العثمانية وجود وتأثير في المنطقة العربية ما بين شد وجذب في شمال إفريقيا وامتدادا للداخل حتى نشأة الجمهورية التركية بشقيها الآسيوي والأوروبي وعلى الشكل الذي بات معروفا اليوم في حدودها وتضاريسها. هذا الأمر ليس وحده من أثبت بأن نظرة القيادة القطرية إنما تتطلع لأبعد نقطة يمكن أن تحقق من خلالها تأثيرا على المستوى السياسي أولا وما يمكن أن يتحقق بعده من اتفاقيات عسكرية واقتصاية وتعزيز للعلاقات الثنائية ولكن استطاعت قطر أن تفتح لها آفاقا واسعة مع دول ما كان لأحد أن يتخيل أن تستطيع دولة خليجية أن تمد هذه الأواصر رغم الآراء الأولى بعدم جدواها لكن مر وقت وأثبتت الدوحة أن لها عينا ثاقبة للنظر إلى ما خلف الجدران العالية والأبواب المقفلة وهو أمر يحسب لها بلا شك لا سيما وأنها ساعدت على التعريف بنفسها كدولة محبة للسلام والصداقة مع الجميع مع إعطاء المواقف مسمياتها الواضحة من حيث سلامتها ووقوفها مع الحق وبجانب الطرف المظلوم بالإضافة لقيامها بمحاولات جادة تعقبها لتليين شدة هذه المواقف ومحاولة تقريب وجهات النظر ليجلس الجميع على طاولة الحوار تحت رعاية قطرية هادئة ومتزنة للوصول بعدها إلى ما جعلت قطر اليوم دولة سلام بامتياز ودولة مهادنات ووسيطة أثبتت نزاهتها وحيادها في كافة القضايا التي يتم اختيارها كطرف ثالث محايد يعمل بكل دبلوماسيته على الوصول للغة بعيدة عن التهديدات والصراعات والحروب الأهلية الداخلية أو حتى الخارجية وهذا كله عمق الإيمان بدولة قطر وضاعف الثقة بسياستها المتأنية التي تقوم على احتساب الخطوات من حيث الكيفية لا الكمية وأن الأمور لا تقوم على عشوائية يمكن أن تهتز معها أساسيات العلاقات الثنائية بل في كيفية ارتكاز كل خطوة على علاقات طويلة المدى وقوية التأثير وناضجة الفكر والسياسة التي سوف تقوم عليها بالإضافة إلى أن إنشاء الدوحة لهذا السرب الخاص في رسم علاقاتها الإقليمية والدولية والعالمية جعل منها قدوة لبعض الدول التي وصلت اليوم إلى النقطة التي كانت الدوحة قد وصلتها منذ أعوام وهو أمر يجعلنا كشعب نفتخر بأننا أوجدنا مسارات متفردة لسياسات تبدو معقدة على الورق والتخيل لكنها تبدو مع الحنكة والحكمة القطريتين أكثر سلاسة وهدوءا وقوة ومتانة ومضياً واستمراراً ولعل الاستمرارية هي ما تفسر كل ما سبقها لأنها ما كانت لتظل لولا كل ما سبقها وهو أمر يضاعف افتخارنا بقيادتنا الكريمة التي تقبلت الانتقادات التي كانت تتطاير من هنا وهناك في شرح اسلوبها وخطها السياسي والتي تحولت لاحقا إلى ثناء ومديح لم تكن الدوحة لتنتظره لولا أنها كانت القدوة والقائدة فيه حيث بدأت الخطوات لهذا من النقطة التي ابتدأتها قطر ثم جاء الآخرون فالحمدلله. [email protected] @ebtesam777

8608

| 17 فبراير 2022

حـربٌ لا تمـس العــرب !

شخصيا لا أعرف كيف يفكر الرئيس الروسي (بوتين) وهو يراقب نظيره الأمريكي (بايدن)، وهو يطلق تصريحاته المتعلقة بحرب روسيا المحتملة ضد أوكرانيا، رغم أن الرئيس الروسي نفسه لم يصرح بأي شيء حول هذه الحرب التي لا تزال في مرحلة التقدم خطوة والتراجع خطوتين، والتي تخص بلاده وحدها من حيث ساعة الصفر أو الضربة المفاجئة أو قرار الحرب والهجوم من الأساس أو حتى الملاعبة السياسية والتلاعب بأعصاب الخصم، خصوصا وأن أوكرانيا قد أعلنت أن مهلة الاستجابة الروسية لأسئلتها المتعلقة بأسباب الحشد العسكري الروسي على حدودها قد انتهت أمس، ولم يصرح ناطق رسمي لموسكو بأي إجابة صريحة لهذه الأسئلة التي وجدتها كييف بأنها إعلان حرب شبه معلن بحيث صرح ناطقها بخفة: (أهلا بالروس في الجحيم)! في حين تسابق الاستخبارات الأمريكية الوقت في احتمال وقت الضربة الروسية بأنها ظهر غد الأربعاء، بحيث لن تقف واشنطن موقف المتفرج وستحاول إنشاء موقف أمريكي في هذه الأزمة التي وصلت لمراحل متقدمة من عدم ضبط النفس، بحيث صور العالم أن ما هو حاصل أشبه بمقدمة حرب عالمية ثالثة، خصوصا أن الطرف الروسي لا يبدو رحيما بخصمه مقارنة بالتطور العسكري والأسلحة الحديثة التي يمتلكها أسطول الجيش الروسي الذي تغلبه صناعة محلية متمكنة واحترافية جدا بالنظر إلى تاريخ الروس الاستخباراتي والحربي والخبرة التي يمتلكونها في الحرب النفسية والضربات المباغتة والتخطيط العسكري، وهو أمر تعرفه الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنف روسيا بالعدو الذي لا يجب مصادقته ولكن يجب ملاطفته والحذر منه في أطول حرب باردة بين الطرفين كانت في أوجها حتى وصل ترامب لسدة حكم البيت الأبيض فقلص هيبة بلاده أمام الدب الروسي الذي ظل يراقب السياسة الأمريكية التي أدارها ترامب في تخبط أحيانا، ناهيكم عن بعض التصريحات التي لقيت تهكمات واضحة حتى من الداخل الأمريكي، وأعني من الكونجرس الذي واجه ترامب فيه أعداءه أكثر من أعدائه الذين في خارج بلاده، وظل في سجال وصد ورد معهم حتى اللحظة الأخيرة التي اقتنع بنتائج الانتخابات ووجد نفسه يطير مع زوجته في خروج هادئ من البيت الأبيض قبيل لحظات من حفل تنصيب خليفته (العدو الديمقراطي) جو بايدن الذي أعلن عن ولايته في حفل مهيب خالف ترامب العادات ولم يحضره كردة فعل رافضة لكل ما جرى. ولمن يجهل إرهاصات الخلاف الروسي الأوكراني فهو يعود تحديدا لعام 2018 حينما توترت العلاقات الثنائية على خلفية رفض خفر السواحل الروسي عبور سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق (كيرتش) قبالة شبه جزيرة القرم بل واحتجزت السفن بحسب الرواية الأوكرانية، وقامت باصطدام احداها مما لحقت إصابات بستة جنود أوكرانيين، في حين تنظر روسيا للرواية من باب آخر إذ اعتبرت أن سفن أوكرانيا دخلت المياه الإقليمية الروسية بصفة غير قانونية، وذلك منذ ضم شبه جزيرة القرم لروسيا عام 2014 أصبحت موسكو المراقب الرسمي للمضيق الذي تحتاجه كييف لمرور سفنها إلى موانئها (ماريوبول وبيرديانسك) وعلى ذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بسبب خرق القانون البحري الدولي بالإضافة إلى انتهاز موسكو فرصة انهيار الرئيس الأوكراني السابق (فيكتور يانوكوفيتش) للسيطرة على شبه الجزيرة الأوكرانية ثم ضمها بصورة رسمية أثارت غضب أوكرانيا. ومن هنا بدأت الملاسنات السياسية والتهديدات الملوحة بالضربات العسكرية حتى وصلنا لأن يكتفي بوتين بالنظرات وتستخف أوكرانيا بالاستعدادات وتتفنن واشنطن في التصريحات، ويبقى العرب محصورين في خانة المشاهدات وكفاهم شر حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل هذه المرة والحمدلله!. [email protected] @ebtesam777

9045

| 15 فبراير 2022

مقــدمـة تختلــف عــن الخـاتمـة !

اليوم ونحن ننتظر الطلقة الأولى التي سوف تكون إعلاناً لحرب وصفها المراقبون بالحرب العالمية الثالثة بين أوكرانيا الدولة التي لطالما عُرفت بسلميتها وانزوائها عن الدخول في معارك لفظية وحتى عسكرية وبين روسيا البلد القوي الذي له ألف يد ويد في معظم القضايا، لا سيما قضايا التسلح النووي العالقة بين إيران من جهة وبين المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى وقضية سوريا الممتدة منذ ما يقارب 8 سنوات والتي تمثل موسكو صمام أمان قوي لبقاء نظام بشار الأسد في سدة الحكم خصوصا وسط تباين واضح في المواقف لواشنطن التي لا يُعلم حتى الآن موقفها الحقيقي من نظام الأسد هل هي راضية عنه أم معارضة له؟ ولذا تبدو لعبة شد الحبل هي ما تستهوي واشنطن منذ تفجر الوضع في بلد عربي تقف روسيا عمودا أساسيا ينتصف المشهد فيمنع سقوط هذا الحكم الذي واجه بداية ثورة حقيقية في إسقاطه أسوة بما حدث في بعض الدول التي سبقته في مصر وتونس لكن انتهى الوضع لحرب خارجية وحرب شوارع وأحزاب وعصابات في الشوارع مما مهد لتنظيم داعش الإرهابي للتسلل بحرية لشرايين هذا البلد المتهاوي سياسيا واقتصاديا وإنسانيا فيما عدا العاصمة الرئيسية دمشق التي يتحصن بها بشار بمعاونة كل من إيران وروسيا. واليوم أنا لا أود الخوض في غمار هذه الحرب الموشكة أو التي توشك باعتبار أن فريقا أيضا من المحللين والمراقبين يرون أنها عبارة عن زوبعة في فنجان ولا يمكن أن تؤدي إلى أبعد أو أكبر من هذا. واسمحوا لي بعدها أن أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة والمملة والإنشائية التي ربما أنها لا تليق بيوم تفترش الطرقات فيه باللون الأحمر ولا أعني بطبيعة الحال الدماء المسكوبة على مدار العام في منطقتنا العربية على وجه الخصوص ولكني أعني يوم (الفالنتاين) الذي يصادف تاريخه اليوم الرابع عشر من فبراير من كل عام، حيث يكون مخصصا لمن فاض قلبه بالعاطفة والحب وينتظر هذا اليوم ليعبر تعبيرا كاملا وصادقا عن هذا الوله للطرف الآخر الذي ينتظر عادة ما يمكن أن يُهدى له وما يمكن أن يقدمه هو الآخر لشريكه الذي قد يكون زوجا أو حبيبا ولن نختلف بمسميات تختلف عند الغرب باعتبارهم المبتدعين لهذا اليوم وكعادتنا لا نرث منهم إلا الرث السمين والغث منه !. (عيد الحب والرقة فقط لمن يستحقه) هذه هي العبارة التي يتداولها الجميع سنويا كلما اقترب هذا اليوم من روزنامة العرب المولعين بمعاني هذا اليوم ولذا من الطبيعي ما بتنا نراه من مشاهد هذا اليوم في واجهة المحلات وما يروج له مشاهيرنا الخليجيون والعرب على حد سواء في توجيه المتابعين لهدايا تليق بهذا اليوم الذي بات يأخذ صورة (الفشخرة) المبالغ بها إن اعتبرنا أنه يوم من ضمن أيام السنة واحتفل منا من يحتفل كل عام ولا يعترف بعدم مشروعية الاحتفال بهذا اليوم الذي لا يمكن أن نقبله كمسلمين وعرب وخليجيين يعرفون أن الاحتفال بهذه البدع إنما يودي بنا إلى الضلالة وكل ضلالة في النار كما وجهنا لهذا رسول هذه الأمة ونبيها وواضع سنته الكريمة فيها في حديثه المتفق عليه، وعليه لن أدعو دعوات جوفاء لمقاطعة هذا اليوم وعدم الاحتفال به بالصورة التي تهيننا كمسلمين وإنما لنتفكر جديا بكل بدعة نلحق بها دون وعي وكأننا مسلوبو الإرادة فيما يجب أن نعتمده كاحتفال يعطي أثره الطيب على أجيالنا ومجتمعنا لأننا محاسبون أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا وأجيالنا في زرع نزعة فكرية تميز ما يمكن أن نزرعه كفكرة طيبة يمكن توريثها وبين بدعة مضلة نرفض تخصيبها فتصبح عادة متتالية في روزنامة سنواتنا التي تقودنا اليوم إلى ثورة في التكنولوجيا وجنون في التفكير البعيد كل البعد عما ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وعليه يبقى هذا العيد لمن استحقه أما نحن فلا حق لنا في شرحه سوى ما قيل أعلاه وكفانا وإياكم ما جاء منه وفيه !. [email protected] @ebtesam777

8826

| 14 فبراير 2022

إجابتـي على سؤال عبدالعـزيز محمـد!

موضوع مقالي اليوم ليس باختياري وتحديدا لم أكن لأختاره يوما لأن يكون مادة مقروءة في مقال يومي، لا سيما في بداية الاسبوع الذي يحب أن يقرأ الناس فيها ما يستأنسون به، ولكني كنت كعادتي أقلب حسابات تويتر فوجدت سؤالا طرحه عميد المذيعين القطريين صاحب الصوت الإذاعي المميز والشجي عبدالعزيز محمد الذي نفتخر به كشخصية إعلامية قطرية وعربية أثرت عبير إذاعة قطر طويلا، فكان صوته مدرسة لكل من يريد أن يخطو خطواته الأولى في مشروع الإذاعة ويثبت أقدامه فيها بالتعبير والصوت والبلاغة والقواعد والفصاحة وهي السمات المميزة التي عُرف بها (بو محمد) الذي يحاول اليوم أن يضع بصمته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) من خلال تغريدات لها مغزاها الذي يتلقاها المتابع ومنها سؤال طرحه من خلال حسابه يوم الخميس ووجدت نفسي أجيبه جوابا لربما أثار اهتمامه فطلب مني التوسع في الإجابة من خلال مقال أفرد مساحة فيه لما كان جوابا لسؤاله الذي كان: (لو خُيّرتَ بين ثلاثين صديقا جديدا وثلاثين مليون ريال أيهما سوف تختار)؟! لأجيبه فورا: (سأختار ثلاثين مليونا بصراحة فقد جربت 20 صديقة ولم تنفع واحدة منهن والمال هذه الأيام يمكن أن يحقق لك سعادة حقيقية وأمانا أفضل من ثلاثين صديقا لا يساوون "بيزة")! ليعلق القدير عبدالعزيز محمد بأن الوجع في إجابتي يبدو أكبر من السؤال ويحتاج شرحا في مقال فوعدته فعلا بأن يكون هذا موضوع مقالي الذي سوف أرسله له حال نشره اليوم بإذن الله!. من عليه اليوم أن يثق في صديقه 100% ؟! نعم هناك من الحالات القليلة التي يمكن فعلا أن أسلم رقبتي لصديقة لي ولكنها تبدو صديقة واحدة طحنتنا الحياة معا وأخذنا دروسا معا وتقلبنا في مواقفها معا فبكينا معا ثم ضحكنا معا فبتُ أنا وباتت هي التوأم التي لم تنجبه والدتي لي ولا والدتها لها ولكني وجدت صعوبة في أن أجمع ثلاثين فتاة ثم أُدخلهن تحت خيمة الصديقة التي لا يمكن أن تسع إلا لواحدة أو اثنتين، ذلك أن ما تحتويه حروف الصديقة لا يمكن أن يجتمع في كل هؤلاء، فالصديقة صدوقة ولن أجد ثلاثين صديقة صادقة معي في القول والرأي والفعل والغمزات واللمزات والحركات وأمامي ومن وراء ظهري!. والصديقة رفقة فلن أقبل بصديقة تتخلف في الخطوة قدما ولا شبرا عن موضع قدمي! والصديقة صداقة روح لذا لن أسمح لأن أبعثر قوام روحي التي قد تكون ممتلئة بالحب أو الإحساس بالتعب أو الغدر أو الخذلان أو الانهيار أو البكاء الذي يصل إلى حد الولولة الداخلية لأكثر من صديقة تجعل من هذا القوام هلاميا ربما في مجالس صديقاتها الكرتونية أو مادة إعلامية نهمة لمن يحب أن يقتفي أثري ويريد لي كل هذا السوء فأين لي أن أجمع ثلاثين صديقة تحت هذه المسؤوليات التي لا تتعب صديقة واحدة عن حملها هي بمثابة التوأم التي لا تنوء بالحمل إن رميت رأسي على كتفها وشكوت لها بعد الله ما يؤلمني ويكاد يرهقني، بينما قد تجد هؤلاء الصديقات الثلاثين من تتهرب منهن من سماع الشكوى أو الانتظار حتى أفرغ زفرات التعب من صدري أو تتصدد بأعذار واهية أو تتهرب حتى عن مجالستي ما دام الأمر يبدو دراميا وليس فكاهيا، كما يود بعض أصدقاء السمر مرافقة الذي يغير مود الجلسة بحكايات ونكت وضحك، وهؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميتهم أصدقاء وإنما رفقة تطير مع أول عج في الهواء ينتزع مظاهر الفرح في نفسك فيخيم حزن عميق تود من ثلاثة أشخاص فقط من الثلاثين شخصا الذين كانوا بالأمس يشاركونك الضحك والغيبة والنميمة لحظة الصدق الوحيدة الهادئة التي تمر بها الآن فلا تجد غير ذرات الغبار التي خلفتها آثار أقدامهم المولية، وهم يغادرون مجلسك فبالله عليك يا أبا محمد كيف لي أن أختار ثلاثين نفرا من صنف هذا وتلك، ويمكنني بثلاثين مليونا أن أقدم سعادة حقيقية لأكثر من ثلاثين شخصا كانوا يحتاجون لصديقة واحدة مثلي أن تفرحهم بما تلزمها صداقتها الصادقة والصدوقة؟!.. خلنا في الملايين أحسن!. [email protected] ebtesam777@

7460

| 13 فبراير 2022

دولٌ فـاشيــة تتغنـى بـالإنســانيــة !

أن يهاجر اللاجئون أياً كانت جنسياتهم أو دياناتهم أو أسبابهم التي عادة ما ترتبط بتواضع المعيشة وصعوبتها في بلادهم أو شُح فرص العمل أو بطالتهم أو لأسباب أخرى جوهرية مثل ظروف الحرب والشتات وعدم الاستقرار فإنهم في النهاية بشر اختاروا النجاة من الوضع الذي كانوا في عمقه وآثروا أن يفروا بأطفالهم وذويهم إلى بقع أخرى ينشدون فيها الراحة والأمان والعمل الكريم والمدخول الكافي والاستقرار الأسري لهم ولعوائلهم أو هذا ما يتصورونه في دول المهجر، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية التي قلبت عروشا وشعوبا وجعلت ملوكها أذلة فغدا منهم ميتا على يد الشعب أو من العصبة التي كانت حوله تؤمّن حياته فإذا هي الرصاصة التي انطلقت من الخلف وسددت له رمية قاتلة، ومنهم من بات خلف القضبان ينتظر سلسلة محاكماته التي قد تطول أعواما وحُقبا حتى يموت في معقله ولذا ترى الكثير من العائلات إنما تبحث عن قوارب نجاة وسط كل هذه الفوضى الميدانية التي تقلب حياة الشعوب قبل أن يتسنى لمن يسمون أنفسهم منقذي البلاد والعباد الفرصة لاعتلاء سدة الحكم والسلطة وتغفل كل هذه العائلات الهاربة أن جحيم بلادهم قد يكون ألطف عليهم من جنة المهجر أو كما كانوا يتصورونها في مخيلتهم المرتبكة التي فكرت بالهروب قبل أن تضع لنفسها وقتا لتختار الوجهة ودراسة العواقب والآثار وما يمكن أن يتلطف به القدر تجاههم وما يمكن أن يكون العكس فالهروب هو وحده ما يشغل بال المهاجر حينها ولكن – وليتني لا أبارح حرف الاستدراك الملازم لي في كل مقال – ينصدمون بظروف تكون كضريبة مؤلمة وباهظة ومكلفة جدا جدا لهذا اللجوء فبينما يبتسم الحظ للبعض خصوصا من كان غير مرتبط بعائلة وأبناء في الحصول على فرص عمل وحياة كريمة ومدخول جيد وتكفل من الدولة اللاجئة له ببعض من احتياجاته الأساسية فإن وجها قبيحا آخر قد ينسف هذا الوجه الإنساني الذي تتغنى به بعض الدول الأوروبية في احتضانها لمئات الآلاف من اللاجئين العرب من سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها من الدول المنكوبة داخليا ومن استطاع من شعوبها الفرار من طحن الحرب على أرضه بغية التمتع بالاستقرار في دول تُظهر شاشات التلفزة والإعلام تسامحها وإنسانيتها المبالغ بها تجاه مثل هؤلاء اللاجئين فالذي بدأ يظهر على الوجه في بعض هذه المجتمعات التي تفتح حدودها وأبوابها للفارين من أتون الحروب في دولهم هي انتزاعهم لأطفال اللاجئين غير البالغين ومنحهم إياهم لأسر مواطنيهم لتربيتهم وتبنيهم بحجج واهية تتعلق باتهام آباء وأمهات الأطفال الحقيقيين بأنهم يسيئون معاملة أطفالهم لفظيا أو باليد أو أنهم يجبرونهم على تربية لا تتناسب مع معايير الإنسانية العوجاء التي تؤمن بها هذه الدول التي لا تعترف بتربية المسلمين القائمة على تعاليم الإسلام فيختلقون أعذارا لاختطاف هؤلاء الأطفال من ذويهم الحقيقيين ومنح مواطنيهم هؤلاء الأطفال وكأنهم بضاعة انتُزعت من أصحابها عنوة ثم أعْطيت ملكيتها لأحد غيرهم. أذكر مرة جاءني زميل لي في العمل لجأ في فترة من الفترات لإحدى هذه الدول، فحدثني كيف كان يخشى على بناته اللاتي اقتربن من مرحلة المراهقة من أن تغويهن أضواء التحرر والحرية فيفقد سلطته كأب عليهن، فعمل على أن تُسوى أمور إقامته في قطر كي لا يجد نفسه يوما منزوع الأبوة دون بناته اللاتي كن من الممكن أن يصبحن اليوم تحت مسؤولية عائلات أجنبية نظرا لكمية (التحقيق) الذي كُن يواجهنه بصورة شبه يومية في المدرسة حول ظروف معيشتهن وهل يحسن الوالدان معاملتهن أو يتلفظان عليهن ألفاظا خارجة أو يضربوهن وما شابه وأن الشرطة كانت تزوره بين حين وآخر لقاء شكاوى من الجيران أن الأطفال لربما يتعرضون لسوء معاملة من الوالدين أو زيارات مفاجئة من ممثلي مؤسسات أُسرية للإشراف على وضع الأطفال وقال إن ذلك كله انتهى والحمد لله بمجرد إقامته في دولة قطر العربية المسلمة الآمنة له ولعائلته، ولذا يا أيها المهاجرون إلى المجهول ليس كل ورد جميل ذا رائحة عطرة، فالصبار رغم فائدته لا يُنتزع من الأرض بيدين عاريتين !. [email protected] @ebtesam777

7467

| 09 فبراير 2022

الصحــة حيــاة وقــــــــرار

اليوم هو يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا! لا تسألوني كيف أشبه هذا بذاك ولكنه بالفعل يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا، بالتفاف الشعب كافة مع قيادته ورموزه ومؤسساته ووزاراته حول محور واحد وهو الرياضة، والقيام بشتى التمارين والأنشطة الرياضية المختلفة في هذا اليوم، الذي خصص له يوم الثلاثاء من الاسبوع الثاني لشهر فبراير من كل عام، واليوم والذي يصادف الثامن من شهر فبراير هو اليوم الرياضي للدولة الذي صدر بشأنه مرسوم أميري رقم 80 لسنة 2011، على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يومًا رياضيًا للدولة، حيث يتم تشجيع الجميع خلال هذا اليوم على المشاركة في أنشطة رياضية مع أفراد الأسرة والزملاء وجهات العمل التي تنظم هي الأخرى فعاليات متنوعة وأنشطة مختلفة تحمل توقيع مؤسستها وجهود موظفيها، ودعوة كافة فئات الشعب للمشاركة بها التي عادة ما تكون في أماكن مفتوحة؛ نظرا لاستيعاب الأعداد وأشكال الرياضات المختلفة، والتي تحتاج لمساحات مناسبة لممارستها، واليوم ونحن نبدأ هذا اليوم النشيط والذي تتعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وقطاعات العمل على اختلافها عن العمل حسب المرسوم الصادر فإن بعضنا للأسف يرى فيه عطلة لا تسير وفق ما خُصص لها، إذ يقضيها بعضنا في النوم لساعات متأخرة، بينما يرى غيرنا أنها الفرصة للالتقاء بالأصدقاء في المجالس ولعب الألعاب الإلكترونية والتجمعات في العنن والعزب وقضاء كل الوقت جلوسا دون حركة إلا من النشاط الذهني الذي يتطلب جهدا مضاعفا سلبيا في إرهاق التفكير والعقل، وهذا للأسف يمكن أن يقلده الكثير من الصغار والمراهقين الذين ينتهجون نفس النهج ويعتبرونه يوما مفتوحا للعب الآيبادات والألعاب القتالية على (بلاي ستيشن)، وهذا لا يخدم المفهوم الذي قام عليه اليوم الرياضي الذي خصص للحركة والقيام بأنشطة تحرك مجرى الدم في الجسم والحركة التي تعذي العقل والروح بالأكسجين ومعنى التجدد. وهناك جانب آخر أردت ان أفرد له مساحة في سوء استغلال هذا اليوم وهو زيادة الطلب على الوجبات الجاهزة من المطاعم والوجبات السريعة واصطفاف السيارات بخط طولي طويل لطلب هذه الوجبات الذي ينسف تماما معنى أن تكون الرياضة صحة وحركة وأسلوب حياة صحيا يوازن السعرات الحرارية اليومية، وما يمكن أن يتفهمه الناس من معنى أن ينتبهوا لما يأكلون وما يفعلون، وكيف يصلون بعد كل هذا لأوزان صحية تناسب أعمارهم وكتلتهم العضلية والبدنية والطولية، وسبحان الله فلا أدري هل هي مصادفة مؤسفة أم أنها باتت عادة سنوية في هذا اليوم بالذات أن تجد دراجات شركات توصيل الأطعمة والاحتياجات اليومية التي باتت مشهدا معتادا ويوميا في شوارع الدوحة وخارج الدوحة بكثرة وكثافة في هذا اليوم، ولا تكاد تفرغ من تسليم طلبيات الطعام هنا حتى تتجه إلى مناطق أخرى فكأن الأمر أشبه بخلية نحل لا تتوقف بل إن هذه الشركات تستعد بصورة جدية وحثيثة في هذا اليوم لعدم منح مندوبيها أي عطلة في هذا اليوم بل إن نظام (الشفتات) قد يكون ملغى في هذا اليوم، لسد الطلبات التي تغطي الدولة كافة، وهو أمر مضحك مبك في آن واحد في أننا حولنا اليوم الرياضي لأجسادنا إلى يوم رياضي لمعدتنا التي أظن أنها تتحرك جيدا لهضم واستيعاب كل هذا الطعام وقد تنوء بحمل أكثر هذه الأطعمة، باعتبارها بيت الداء الذي لا يتحمل ما هو فوق استطاعته، ونحن ما شاء الله على بعضنا فإنه يأكل الأخضر واليابس ولا يلقي بالا لمعدة صغيرة تنوء بصوت خافت ارحمني! وعموما شعار اليوم هو الرياضة حياة.. فأحيوها لا بارك الله في الكسل!. [email protected] @ebtesam777

7165

| 08 فبراير 2022

مقــــالٌ قـد قـال كــل شــيء !

في مثل هذا الوقت يوم السبت الماضي كنت أكتب مقالاً يتحدث عن (ريان) الطفل المغربي الجميل ذي الخمس سنوات، وكنت أترقب حتى لحظة كتابة سطور ذاك المقال الخبر المفرح الذي سوف يبهج ملياري مسلم وربما مثلهم من أرجاء العالم تابعوا بكل شغف قصة سقوط الصغير في البئر الارتوازية العميقة في مدينة شفشاون المغربية وحتى لحظة انتشاله، وفعلا نُشر المقال بالأمس لكنه كان متأخراً بأكثر من عشر ساعات كان ريان فيها عبارة عن جثة مسجاة بلا حراك، حيث أعلن التلفزيون المغربي بعد أقل من دقائق معدودة من إعلان إخراجه من النفق عن وفاته فشق هذا الخبر لوحة سعادتنا التي لم تكد تكتمل وخيم الحزن على قلوبنا جميعا، وكأن هذا العالم الذي كان يترقب ويدعو بصلواته المختلفة على اختلاف دياناته وطوائفه قد توقف وصمت فجأة عن كل ابتهالاته التي صبها صباً لنجاة ريان الصغير الذي ظل يصارع الحياة لما يقارب خمسة أيام في ظلمة وبرودة وجوع وعطش وخوف ووحشة وتعب وإرهاق. ولكن كنا وحدنا نحن المسلمين من وقفنا بصبر ورضا وقلنا ما يرضي الله تعالى في احتساب المؤمن المفجوع الذي إذا أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون، لا سيما وأننا كنا نرقب والدي الطفل وهما ينتظران عند مدخل النفق في هدوء عجيب وكأنهما قد تلقيا الخبر باكراً عما تلقيناه نحن، وسلما أمرهما لله تعالى في صغيرهما الذي خرج من باطن الأرض وظلمتها لعنان السماء وفسحتها ولم يعد بالإمكان سوى انتظار جثة صغيرهما لتوارى التراب وتنتهي بهذا فصول أكبر ملحمة إنسانية عاشها المغاربة والعرب والمسلمون والعالم على مدار خمسة أيام، امتدت منذ عصر الثلاثاء الماضي وانتهت ليل يوم السبت الذي مضى، أثبتت بأن العالم لا ينتظر دعوات للاجتماع ولا أجندة أعمال ليناقشوها ولا بنودا لتتم المداولة فيها، ولكن العالم بحاجة لمن يوقظ الضمائر الحية فيه ببساطة وأن هذه الضمائر قادرة على أن توحد حدودها وشعوبها وحكوماتها ومصانع الأسلحة فيها وترسانتها العسكرية وجيوشها وتكون في بؤرة واحدة ضد أي ظلم نشاز يطرأ فيفسد أجواء هذه الكرة الأرضية وأن (ريان) الذي انعزل عن هذا العالم المخيف لخمسة أيام وخرج قبل أن يخبره أحد كيف وحد العالم من حيث اللغة والمشاعر والأمنيات والدعوات يمكن أن يخرج لنا ريان آخر في بلد ما ومكان ما وسوف يفعل ما فعله سلفه ولكن ماذا عنا نحن العرب الذين تعاطفنا بشكل غير مسبوق مع أزمة ريان الصغير رحمه الله ولكننا ما زلنا أمة متشرذمة يجمعها الطبل ويفرقها المزمار، ولم نفقه حكمة الله في كل ذلك الذي جعل العرب كلهم معلقين ومحبوسين في الحفرة التي علق فيها جسد ريان فقط، لأن روحه كانت حرة منطلقة في السماء الرحبة بينما كنا نحن المعتقلين والضائقين في حفرة ضيقة موحشة. وفور إعلان وفاة الصغير سريرياً غدا العرب كل شخص في شأنه وكأننا لم نكن في هذه الأيام القليلة جسداً واحداً كما قال النعمان بن بشير رضي الله عنه في حديثه الصحيح عن رسولنا الكريم أنه قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وسيكون ريان مجرد ذكرى مؤلمة عابرة ستطويها ملفات العرب المتخمة بآلاف من القضايا المؤلمة لأطفال العرب الذين لا يزالون في الظل ينتظرون من العرب أن يتعاطفوا ويفردوا خطب الجمعة ومنابر المساجد للتحدث عن قضاياهم قبل أن يكون مصيرهم مثل مصير ريان وفيهم أيضا من سبق الصغير ريان لكنه عاش ومات مهمشاً، فلماذا يا عرب لا تعطوا للطفولة العربية قليلاً من جهودكم وملفاتكم وأموالكم ووقتكم وجهدكم واجتماعاتكم، فربما لا يعود (ريان) آخر يعاني ويموت ولا (فواز) يُخطف ويُعذب ولا (دُرّة) يناضل للفرار من رصاص ينخل جسده ولا طفل رضيع مثل (أيلان) يهرب من جحيم نظامه فيبتلعه البحر ويرميه على ساحل أجنبي غريب ولا مئات الآلاف من أطفال العرب المهجرين والخائفين والجائعين والذين بلا وطن ولا أب أو أم ينتظرون عرباً جمعتهم حياة ريان وفرقهم موته. [email protected] @ebtesam777

7457

| 07 فبراير 2022

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

13758

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1818

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

1341

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار والتجارة

عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...

1332

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1266

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

1182

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
عندما تتحكم العاطفة في الميزان

في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...

1086

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

1023

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

921

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

831

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الخيال هدية الصّحراء للعربيّ

حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...

756

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
الصداقة العالمية.. في سماء قطر

الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...

708

| 24 نوفمبر 2025

أخبار محلية