رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حماس والمسألة الوطنية

على السوشيال ميديا وقنوات تليفزيونية في مصر وخارجها في العالم حديث متواصل للبعض من الناس والإعلاميين عن منظمة حماس كمنظمة إرهابية. البعض يتعمق في المسألة ويتحدث عن نشأة حماس والشرخ الذي فعلته في الدولة الفلسطينية فصارت مستقلة عن الضفة الغربية بحكمها وحكامها، وطبعا مرجعهم في ذلك هو ما وراء حماس من أفكار دينية . ليس الأمر محزنا حين تقوله القنوات الغربية والإسرائيلية فهذه حربهم قامت على الأكاذيب. لكن المحزن أن يحدث ذلك في قنوات مصرية أو تبث من مصر، وأن يردده البعض على صفحات السوشيال ميديا متغافلا مجازر إسرائيل للفلسطينيين. لن أتحدث باللغة السهلة للسوشيال ميديا وأتهم أحدا بالعمالة أو التكسب مما يقول. ولن استخدم باعتباري سكندري المنشأ والهوى أصواتا أو ألفاظا سكندرية فأنا لا أبحث عن « تريند». لكن سأعود بكم إلى الحقيقة التي يتغافلها الجميع وهي المسألة الوطنية. حين تكون محاصرا من عدو لسبعين سنة ولا يعترف بوجودك ولا بحقك حتى في دولة مستقلة، فالمقاومة هنا ليست لأسباب دينية، لكنها مسألة وطنية. في المسألة الوطنية لا يختلف أحد، والهروب منها خيانة مهما تذرع الهارب. المسألة الوطينة ليست مسألة اجتماعية عن كيف نقيم نظام الحكم، وكيف تكون العدالة بين الطبقات، وكيف يكون النظام النيابي، وغير ذلك مما يشغل البلاد المستقرة أو المحررة بعد تحريرها. المسألة الوطنية هي كيف تقاوم الغازي لبلادك أو المحتل، وفيها يتفق الجميع ويرجئون خلافاتهم الفكرية عن شكل المجتمع والحياة الى ما بعد الاستقلال. نظرة واحدة إلى أيّ شعب يقاوم المحتل تجد اتفاقا على ضرورة التخلص من الاحتلال، وتكون المقاومة المسلحة أحد أهم مظاهر هذه المقاومة خاصة حين ييأس المقاومون من أي طريق سياسي. سأقول لك ببساطة كم من اتفاق بين الفلسطينيين ممثلين لمنظمة التحرير مع إسرائيل ولم تلتزم إسرائيل بتحقيق أبسط الأهداف وهو حل الدولتين. دولة فلسطينية إلى جوار الدولة الصهيوينة. من هذا المنطلق التاريخي والحقيقي في تاريخ مقاومة الشعوب قامت حماس بعملها في السابع من أكتوبر. هل مثلا حين غزا هتلر فرنسا اختلف الشيوعيون مع الليبراليين في المقاومة. كلهم حملوا السلاح وارجأوا خلافاتهم الفكرية عن شكل المجتمع. حتى الأدباء السرياليين هناك حملوا السلاح. الأمثلة كثيرة. لقد ضاقت الأرض بالفلسطينيين وبالقضية الفلسطينية، وكادت تدخل عالم النسيان في العالم العربي والعالم، وبدا الأمر كأن وجود اسرائيل حقيقة إلهية ولا مكان للفلسطينيين . مظاهر الحصار للضفة أو غزة لا تتوقف، بل يمعن الصهاينة في أحلامهم الكاذبة فأعلنوا القدس عاصمة اسرائيل بموافقة أمريكية أيام ترامب، ويستمرون في الاعتداء علي الأراضي الفلسطينية وسرقتها وطرد سكانها منها. كل مقاومة ظهرت من الفلسطينيين عبر التاريخ كانت مقاومة من أجل الوطن. تحرير الأرض من المغتصب هو القضية الوطنية التي لا يجب أن يختلف عليها أحد. الاختلاف في شكل الحكم بعد أن يعود الوطن. يأتي هؤلاء الذين يتحدثون عن فكر حماس وعقيدتها الدينية الآن ليشوهوا معنى المقاومة الوطنية ويصرفون الناس عن الحقيقة، ولا يسأل أحد نفسه ماذا قدمت إسرائيل مثلا لأهل الضفة الغربية التي لا تتحرك حكومتها في اتجاه المقاومة. ولا يسألون أنفسهم عن مرجعية الصهيونية الدينية التي يتباهى بها نتنياهو في كل خطاب له. إن ما يحدث من تحليل الآن لما هي حماس وماهي أفكارها، هو أبشع مما تفعله إسرائيل. لا الوقت وقته ولا الأرض الآن مكانه. أعيدوا الوطن لأهله ثم تحدثوا عن كيف يكون الحكم فيه.

3519

| 02 نوفمبر 2023

رقصة سالومي

الحديث عما يحدث في غزة بدأ يختلف، دعك من حديث حكام الدول المؤيدة لإسرائيل، نظرة سريعة على الشعوب في العالم تفتح باب الأمل. نرى الآن المظاهرات المؤيدة لفلسطين والمنددة بمذابح إسرائيل تستيقظ، نراها تملأ ميادين الدول الداعمة للصهيونية مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، نرى قوات الشرطة تحاصرها وتمنعها أو تحاول، وتطارد الداعمين لفلسطين في الشوارع، وأصبح العَلَم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية أمراً مرعباً لشرطة هذه البلاد. الحديث عن الوجه النازي لحكومات هذه البلاد أصبح عادياً الآن، لكن الوجه الآخر للشعوب بدأ يستيقظ، حتى الدور الآخر في المعركة، الدور اللعين الذي تلعبه السوشيال ميديا مثل الفيسبوك واليوتيوب وغيرهما تم فضحه، فبعيداً عما نعرفه من قيام هذه المواقع بحذف ما يدين إسرائيل، ظهرت الحقائق ونشرها موثقة نشطاء من تلك البلاد. حقائق من نوع الدعم المالي من إسرائيل لهذه المواقع، والذي بلغ سبعة ملايين دولار في الأيام السابقة، خصصت لليوتيوب وللفيسبوك وانستجرام وغيرها، ابتداء من النشر عليها حتى عمل اللايك أو الإعجاب، فلكل شيء من ذلك ثمن. الذين فعلوا ذلك يعرفون أنهم سينكشفون ولا ننتظر منهم خجلاً أو اعتذاراً، فهذه حرب في زمن مختلف تلعب فيه السوشيال ميديا دوراً كبيراً، لكن شعوب تلك البلاد هي التي تكشف هذه الحقائق، القتلة وداعموهم ينامون سعداء فهم يتقنون ما يفعلون ويؤمنون بأن هذه هي الحقيقة، يستهينون بحركة الشارع في العالم متصورين أنها ستنتهي إلى النسيان، فالمهم عندهم هو ما يتحقق على الأرض، لا يرون أنهم حتى الآن لم يحققوا على الأرض غير الدمار، فلا حماس استسلمت ولا كتائب القسام ولا أهل غزة وصور دمار غزة وقتل أطفالها ونسائها وغيرها تملأ ميادين العالم وتملأ السوشيال ميديا رغم حربها القذرة. إسرائيل ترجئ الهجوم البري وتظل تلقي القذائف من الطائرات والصواريخ تمهيداً له، وللخلاص من كل أهل غزة.. هل سيحدث ذلك؟ لن يتم الخلاص من أهل غزة مهما ارتفع عدد الشهداء، والجنود الإسرائيليون لم يتعودوا على المواجهة المباشرة التي ستحدث إذا قررت إسرائيل ذلك. إسرائيل تعرف أنه سيكلفها الكثير جداً من جنودها، إنهم غير قادرين على استيعاب ما كلفهم هجوم حماس وكتائب القسام على مستعمراتهم المحيطة بغزة، يتصورون في وحشية أنه هكذا انتهى العالم ولابد من عالم آخر. كيف حقا تقتل حماس أو غيرها أفراداً من شعب الله المختار، هكذا تفكر الدولة التي تروّج نفسها في العالم أنها ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط. استيعاب أن يموت منهم ألف جندي غير الأسرى والجرحى فوق طاقة عابدي الأساطير وخرافة إسرائيل وشعب الله المختار، لكنا صرنا نرى المظاهرات في إسرائيل نفسها ضد نتنياهو مجرم الحرب الذي لن يفلت أبداً من العقاب. وفي أمريكا طائفة كبيرة من اليهود تندد بما تفعله إسرائيل ويقتحمون الكونجرس وتقبض أمريكا على المئات منهم. حكومة إسرائيل والدول الداعمة لها يرفعون شعار شعب الله المختار ويرقصون رقصة سالومي أمام هيرودس بعد ذبح النبي يحيى – يوحنا المعمدان – بعد أن ألقوا القذائف على مستشفى المعمدان وأبادوا من فيه من مرضى ولاجئين. هكذا وسط عالم تغير ومهما كانت فيه من دول ذات أنياب استعمارية فالشعوب اختلفت، وإذا كانوا يعولون على صمت بعض شعوب الدول الأخرى المقهورة بحكامها، فهذا لا يعني أن العالم كله كذلك، وإذا كانوا يعولون على النسيان، فالذاكرة تستيقظ، ذهبت سالومي وذهب هيرودس القاتل وبقي يوحنا المعمدان فهل ستبقى إسرائيل؟ متى انتصر في التاريخ قتلة الأنبياء؟.

1182

| 26 أكتوبر 2023

هذا الوجه القبيح هو النهاية

لأوربا وأميركا وجهان عبر التاريخ. وجه داخل بلادهم من ثورات وانتفاضات من أجل الحرية والمساواة، ووجه خارج بلادهم لاستعمار البلاد الضعيفة، واستغلال ثرواتها وقتل شعوبها وتجارة العبيد. الوجه الثاني ابتعد عن المشهد كثيرا لكنه ظهر واستمر مع زرع اسرائيل في فلسطين تحت وهم أرض الميعاد التي وعد الله بها اليهود بعد الشتات، والحقيقة أنه سياسيا كان طريقة انجلترا لإضعاف الأمة العربية التي كانت تذهب إلى الاستقلال عن الاستعمار، سواء البريطاني أو الفرنسي أو الإيطالي، وهؤلاء هم من استعمروا معظم بلادنا العربية. طبعا لن أتحدث عن المحارق التي اقامتها أوروبا عبر التاريخ لليهود، وكان لزرع دولتهم في فلسطين وجه الاعتذار عن جرائمهم على حساب شعب آخر. إنجلترا هي التي زرعت دولة جنوب أفريقيا التي احتاجت أكثر من قرنين دفع فيها السكان الأصليون أثمانا باهظة حتى صارت دولة ديموقراطية تتسع للجميع. وهي التي زرعت إقليم كشمير بين الهند وباكستان ليظل شوكة بينهما. كانت تعرف انها سترحل عن مستعمراتها، فتركت خلفها ما يهدد هذه المستعمرات. في عالمنا العربي قبل وبعد إعلان دولة إسرائيل، شهدت الأراضي الفلسطينية وشعبها العربي مذابح يطول الحديث عنها. في كل هذه المذابح لم تكن أوروبا ولا أميركا بعيدة عن دعم الإسرائيليين الذين يقيمون المستعمرات ويسمونها مستوطنات، وهي لم تكن وطنا لهم من قبل قط، بل هي وطن الفلسطينيين. سكان هذه المستعمرات هم جنود في الجيش الإسرائيلي وقت السلم ووقت الحرب، ومعظم النازحين إليها ارتكبوا الفظائع وظلوا يحملون جوازات سفر مزدوجة، واحد إسرائيلي وواحد باسم الدولة التي جاءوا منها، خشية يوم للخروج العظيم. في كل تلك الحروب والمذابح كانت الأخبار تأتي للصحف والإذاعات، لكنها لم تكن بسرعة هذا العصر الذي صارت فيه السوشيال ميديا طريق الإعلام لا يغيب ثواني عما يحدث. تجتمع الحكومات الأوروبية، وبالذات التي لها تاريخ استعماري مثل انجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومعهم أميركا، في دعم الهجوم البربري على أهل غزة وبيوتها ومستشفياتها ومدارسها وقطع المياه والكهرباء وكل شيء. إجماع لم نشهده من قبل لاختلاف وسائل التواصل، لكنه يوضح بجلاء أن الوجه الآخر لهذه الدول، من استعمار دول أخرى وقتل شعوب ونهب ثروات وتجارة في البشر، هو السائد في سياستها الخارجية ولم تتخلص منه مهما كانت اعذارهم بسبب محارقهم لليهود التي لم نفعلها نحن ولا شعب فلسطين. كلهم يرددون الأكاذيب عن حماس وكتائب القسام مثل أنهم يذبحون الأطفال ويغتصبون النساء، وفي نفس اللحظة تظهر الحقيقة أن الإسرائيليين هم من يفعلون ذلك، وتستمر هذه الدول في بغيها. بل اتسع نشاطها فصارت تمنع التظاهر دعما لفلسطين في بلادها، وتعتقل من يرتدي كوفية فلسطينية، وترفع صورة أي مشهور يعترض على ما تفعله إسرائيل من سجلاتها أو أنشطتها، وتعاقبهم على تغريدات لهم على تويتر أو الفيسبوك الذي صار بدوره يمنع أي حديث إيجابي عن الفلسطينيين، هو وبقية المواقع باستثناء تويتر الذي ظل متسعا إلى حد ما، لكن ولقد قرأت وأنا أكتب هذا المقال أن تويتر تراجع أيضا عن ذلك بعد طلب الاتحاد الأوروبي منه أن يمنع أي مناصرة لفلسطين. هذا الاجماع الهمجي على نصرة اسرائيل بما سبق وقلته، وبالسلاح أيضا، يذكرني بمسيرة التاريخ. فعلى طول التاريخ تصل دول إلى أعلى القمة لتسقط من جديد وتخرج من التاريخ. إنهم يرفعون من إسرائيل لأكثر من قيمتها وقدرتها، وهذا يعني عودة التاريخ إلى مساره، فستسقط اسرائيل حلم الصهيونية البشع.

942

| 19 أكتوبر 2023

كذبتان.. جريمة معاداة السامية.. المدنيون

العالم كله يعرف ماذا فعلت أوروبا باليهود من اضطهاد ومذابح عبر العصور. صار هروب اليهود إلى العالم العربي والإسلامي هو طريق النجاة لليهود. لم يتوقف اضطهاد اليهود وعلاماته كثيرة حتى القرن العشرين، أشهرها طبعا ما جرى في ألمانيا النازية والمحارق التي أقامها هتلر لهم. ما ذنب العالم العربي في ذلك؟ العالم الذي لاذوا دائما به وببلاده، مثل مصر وفلسطين ناهيك عن العراق والمغرب واليمن. لأسباب سياسية ولزرع عدو بين العالم العربي ابتكرت أوروبا البحث عن وطن قومي لليهود، والقصة معروفة انتهت باحتلال فلسطين. رأوا ورأى كبار اليهود أن ذلك سيكون أكثر جذبا، فهي أرض الميعاد في التوراة. ورغم أن ما جاء في التوراة والتلمود يدخل في قلب الخرافات والأساطير لكن هكذا آمنوا. ابتدعت أوروبا قانون تجريم معاداة السامية ويقصدون به معاداة اليهود تكفيرا عن ذنوبها. أما اليهود أنفسهم وقد صاروا صهاينة، فكل ما يفعلونه في فلسطين بالعرب والمسلمين مباح. يفعلون بالفلسطينيين ما فعلته أوروبا بهم من مذابح كنوع من الإزاحة النفسية البشعة، وتوافق أوروبا كنوع من التكفير البشع عن الذنب. استخدام تجريم معاداة السامية للتكفير عن الذنوب التي ارتكبتها أوروبا في حق اليهود، فتح المجال للصهاينة لفعل كل الجرائم ضد الفلسطينيين. المذابح التي أقامها اليهود للفلسطينيين قبل عام 1948 حيث أعلنت دولة اسرائيل وبعده لا تحصى. يقومون بأبشع مما فعلت أوروبا بهم وأصبح قتل الفلسطينيين هواية تسرّ نفوسهم، وصارت أفعال النازية شعارهم فكلاهما شعب الله المختار، ولا يدخل هذا في كذبة أوروبا عن تجريم معادة السامية، فللصهاينة حقهم المطلق في قتل الفلسطينيين. هكذا ترى تضامنا من حكومات دول مثل ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإيطاليا وأميركا، مع ما تفعله اسرائيل في غزة من مذابح ردا على كشف عورتها فجأة بما فعلته حماس وكتائب القسام، من عبور طال انتظاره كلف إسرائيل خسائر لم تخسرها في حروبها السابقة كلها. اتُهمت حماس وكتائب القسام بقتل المدنيين في المستوطنات التي هاجموها، وهذه هي الكذبة الثانية، فسكان المستوطنات هم جنود إسرائيليون أقاموا مستوطناتهم على أرض غيرهم وبقتل الفلسطينيين. هم جنود في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب ووقت السلم في انتظار التجنيد. أي تسقط عنهم صفة المدنية. بينما سكان غزة ليسوا مدنيين في نظر أوروبا التي تعاني من عقدة الذنب وتفرغها على أهل فلسطين. ماذا تسمى المذابح التي تتم في غزة من استهداف المدنيين عن قصد في البيوت والعمارات والمساجد والمدارس بالغارات، وقائد أي طائرة يعرف إلى أين يوجه صاروخه فالأمر ليس عشوائيا. لقد تجلت الروح الهمجية في قول نتنياهو نحن نفعل ما وعدنا الله به في التوراة، أما وزير دفاعه فيقول « منعنا المياه والكهربا والطعام عن غزة فسكانها ليسوا بشرا لكن حيوانات في هيئة بشر» ويسمعه العالم كله ولا تتحرك الدول رغم أن هذه جريمة قتل جماعي. نسمع فقط عن رفض من مؤسسات حقوقية لكن لا تعلن أميركا مثلا انسحاب حاملة طائراتها من حدود غزة، ولا تظلم فرنسا برج إيفل احتجاجا على مجازر اليهود للفلسطينيين، كما أظلمته احتجاجا علي عبور الفلسطينيين لحصارهم في غزة. وفي النهاية لقد كان عبور المصريين في أكتوبر 1973 له ما بعده من خروج الصهاينة من سيناء، والتخلي عن جزء كبير من حلمهم في دولة من الفرات إلى النيل، وسيكون للعبور الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى رغم أي خسائر، دوره في تقليص جديد لهذا الحلم الخرافي.

1704

| 12 أكتوبر 2023

بين الصبر والعصا

هناك مقولة راجت عند الكثيرين عبر التاريخ أن المصريين ألفوا الاستعباد، وأنهم شعب لا يُقاد إلا بالعصا. أبسط تفسير أراه لمن قالوا ويقولون هذه المقولة، أنهم يريحون أنفسهم من أيّ عمل سياسي أو رأي معارض للحكم. إن نظرة واحدة لتاريخ المصريين تراه حافلا بالثورات نجحت أو فشل بعضها. في العصر الفرعوني كان الحاكم إلها أو ابن إله لأن النيل كان مصدر الحياة الوحيد، وكانت مهمة الحاكم تنظيم مياهه ليقوم المصري بالزارعة، النشاط الأكبر الذي يوفر له كل شيء، ومن ثم لا حاجة له بالمعارضة. هذا الذي لخصه المطرب محمد عبد الوهاب في أغنية «محلاها عيشة الفلاح متهني قلبه ومرتاح» رغم أن هناك من اعتبرها موالسة للملك الحاكم، رغم أن المعنى الأقرب هو أنه حين يعجز المصريون عن التمرد على الحاكم يتركون أمره إلى الله ويكتفون بخير الارض. يصبرون ولم يكن هذا خنوعا قط. رغم ذلك شهدت البلاد قلاقل وثورات حين اشتد الظلم. من روائع المعارضة رسائل الفلاح المصري الفصيح إلي حاكم إقليم إهناسيا في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد حين وقع عليه الظلم والتي سجلتها الآثار. دخول الأديان السماوية مثل المسيحية أو الإسلام لم يشهد في البداية مقاومة كبيرة، لأن المصريين عرفوا يوم الحساب مبكرا، وكتبوا فيه التراتيل العظيمة التي تراها فيما بقى من ورق البردي أو النقش على الجدران، فلا حاجة للمقاومة. حين وفدت المسيحية إلى مصر وكانت الإسكندرية ميدانها الأكبر، تمسك بها المصريون أمام الحكم الروماني، ودفعوا الثمن غاليا حتى آمن بها الرومان، وهناك زمن كامل يسمى عصر الشهداء، لكنهم في النهاية جعلوا من كنيسة الإسكندرية مركز الأرثوذكسية في العالم. جاء الإسلام ويقال لم يقاوم المصريون ولا ينتبه أحد إلى الفكرة الرئيسية، وهي أننا لسنا ضد التوحيد من قديم الزمان. لكن العصور الإسلامية شهدت ثورات عديدة حين تحولت الجزية إلى جباية كبيرة وإكراه، منها ثورة البشموريين أهل شمال الدلتا ضد الدولة الأموية، وغيرها كثير ضد العباسيين والأتراك والمماليك. تاريخ تمرد المصريين في العصر الحديث طويل من مقاومة الحملة الفرنسية إلى الثورة العرابية إلي ثورة 1919 إلي المظاهرات ضد الاستعمار والملك في الثلاثينات والأربعينات حتى جاء انقلاب يوليو 1952. حين جاء انقلاب يوليو كان الملك تقريبا قد فقد معظم مزاياه، وكان الإنجليز قد ابتعدوا عن كل البلاد، وتمركزوا في منطقة قناة السويس تمهيدا للخروج من مصر. جاء انقلاب يوليو وحصد الجهد السابق للشعب بلا مجهود. هل مرت سنوات الخمسينات وحتى الآن بلا تمرد أو ثورات؟ لا. لكن الحكم العسكري عرف كيف يجهضها أو يتحايل عليها، لتنتهي إلى استمرار وجوده، وآخرها ثورة يناير 2011. من ينسى المظاهرات التي اندلعت مع وفاة مصطفى النحاس باشا أو بعد هزيمة 1967 أو عام 1971-1972 حين تلكأ السادات في الحرب. أو عام1977 أيام السادات ايضا أو بعدها. حدث ذلك كله رغم المعتقلات التي امتلأت بالكتّاب والمفكرين والمعارضين. هل تم محاسبة أحد على هذه الاعتقالات ؟ لا وحتى حين حدثت ثورة يناير وما جرى فيها من اغتيالات للثوار وبعدها من اعتقالات. جعلت رومانسية الثوار المحاكمات غير ثورية، ومن ثم نفد كل الفاسدين والقتلة من العقاب. لماذا إذن يُقال عن المصريين أنهم لا يقادون إلا بالعصا؟ ليس لأنهم كذلك، لكن لأن من استخدم العصا لم تتم محاكمته محاكمة حقيقة، ولم يدفع الثمن قط.

1104

| 05 أكتوبر 2023

هل يعود الجبرتي

قرأت أيام الشباب كتب المؤرخين القدامى عن مصر، مثل ابن إياس أو المقريزي أو الجبرتي. كان الجبرتي في موعده مع دخول الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 وإبان عهد محمد علي، ومن ثم ما كان يكتب عنه في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» هو حصاد حوالي ألف عام وتعاقب دول عديدة على مصر بعد الأمويين والعباسيين مثل دولة المماليك والعثمانيين اللتين شغلتا أكبر مساحة في الزمن. لم تكن كتب هؤلاء مما يمكن اتهامها باعتبارها التاريخ هو تاريخ الحكام فقط، فلقد اتسعت في كتبهم مساحة للشعب والناس العاديين وحياتهم وغرائب الأفعال والأعمال والجرائم والسحر والشعوذة وغير ذلك. أي لم يصوروا هذه العصور باعتبارها هدية الحكام العظيمة فقط، بل بدوا مشغولين أيضا بحياة الناس حتى أنك تستطيع أن تخرج من كتبهم بعشرات الروايات والأفلام والمسلسلات إذا شئت. أنظر حولي في مصر الآن وأرى وقائع لم تعد في حاجة إلى باحث أو مؤرخ، لكن تكشفها السوشيال ميديا في لحظتها، منها جرائم قتل تتكرر للنساء والفتيات لمجرد أنها لم توافق على الزواج من القاتل أو من أحد من أهلها. أحداث تتكرر مثل فيديوهات بشكاوى البسطاء من المصريين من غلاء الأسعار الذي فاق كل توقع وكل زمان. رغم ذلك ففي هذه الحالة الصعبة يحول المصريون الألم إلي نكت يستعينون بها على الحياة بالطبع، وخاصة في حالة غلاء الأسعار، بعد أن أصاب الأغلبية من المصريين ما يمكن تسميته باكتئاب الشراء. أقصد به اكتئاب من يذهب لشراء الطعام أو غيره رجلا أو امرأة. كل الأطعمة ارتفعت أسعارها بجنون ولم تعد في قدرة البسطاء، ولا حتى الطبقة الوسطى التي انحدرت إلى الفقر. لكن هذا لم يمنع شخصا من نشر صورة فوتوشوب لفريد شوقي وكوكا في فيلم «عنتر وعبلة» وهو يسألها «إيش يريد أبوكي مهرا لك ياعبله» فتقول له «ألف بصلة» والحكاية طبعا في التاريخ ألف ناقة! صارت البصلة هدفا بعد أن ارتفع سعر البصل إلى أرقام غير متخيلة وصلت إلى ثلاثين جنيها للكيلو جرام، أي أن البصلة الواحدة بأربعة جنيهات، وهي التي كان يُضرب بها المثل على ما لا قيمة له «مايساويش بصلة». أو تكتب فتاة في كلية الفنون أنها لم تعد قادرة على شراء الألوان لترسم وليس أمامها غير الزواج من سمير أو علي. و «سمير وعلي» هو اسم اشهر المكتبات لبيع الكراسات وأدوات الكتابة في مصر. آخر المشاهد التي لم يحلم بها الجبرتي مشهد أعداد من الفقراء تم جمعهم في صوان ليقوموا بعمل توكيل للرئيس للانتخابات، ويغنون مع شادية أغنية «ياحبيبتي يا مصر» ويصفقون، وبينهم امرأة عجوز تغني وتصفق ثم تقول فجأة بعد أن طال الانتظار «هاتو الكرتونة بأه». والكرتونة هي ما سيعطونهم من الطعام في الكراتين ثمنا لتوكيلاتهم أو أصواتهم فيما بعد. لو عاد الجبرتي الذي كتب عن غرائب الأحداث لأحس أنه لم يكتب شيئا. والسبب بسيط جدا أن ما كتبه الجبرتي كان نتيجة ألف عام من الظلم ولا أحد يعرف شيئا إلا بالصدفة، لكن الآن وقد صار العالم هاتفا جوّالا، فأي كتاب للجبرتي سيتسع لهذا كله.

2877

| 28 سبتمبر 2023

سر أخيل الضائع..

كيف لم تدرك أم أخيل وهي تضعه في نهر الخلود ممسكة إياه من قدميه، أنه لن يطولهما الماء، فصار لكل منا نقطة ضعف قاتلة، رغم أن ذلك كان من أسهل ما يمكن إدراكه؟ سؤال اسأله لنفسي دائما حين أرى كثيرا مما حولي. بل وكنت اسأله لنفسي وقد عاصرت هزيمة 1967 شابا صغيرا، ثم ما جرى مع رؤساء مصر بعدها ونهاياتهم. لم أجد تفسيرا بسذاجة «ثيتس» أم أخيل، التي عرفت بنبوءة موته في معركة، فقامت بتغطيسه طفلا في نهر « ستيكس «، وهو نهر الخلود في الأساطير الإغريقية، ولم تدرك أنها وهي تمسكه من عقبيه أو كعبيه، منعت ماء الخلود من الوصول إليهما، فصار « كعب أخيل « هو نقطة ضعفه. وجدت التفسير المقنع لي حتى الآن أن هذه إرادة الأقدار، ولا خروج عليها مهما بدا من قوة وجبروت الإنسان. القدر لا يهمل الخطايا والخطائين، بل هم يستدعون النهاية بأخطائهم، وهم يتصورون أنهم أحرار في قراراتهم. حتى الإنسان العادي قد يكون قويا في حياته وعلى من حوله، لكننا لا نعرف نهايات كل الناس ولماذا وكيف. مع توفر السوشيال ميديا نقرأ عليها أخبار الراحلين، ولا نشغل أنفسنا بسبب الرحيل، أو نحضر جنازة من نعرفهم والعزاء في المسجد، ونطلب من الله الرحمة لهم والجنة. فقط هم الكبار من القيادات الذين نعرف من الأخبار أسباب رحيلهم. أسطورة أخيل لم تأت من فراغ، فالحكمة وراءها تظل خالدة. لكل إنسان نقطة ضعف لا يدركها لكن عليه أن يؤمن بذلك، ولا يتصور قط أنه عابر للزمن. أخيل مات خارج سور طروادة وهم يهاجمون المدينة، بسهم أطلقه باريس ابن ملك طروادة من فوق السور، وبالطبع لم يكن يقصد أن يصل السهم إلى كعب أخيل، لكنها الأقدار تصنع الأسطورة لتكون عبرة وعظة. المدهش أن أخيل تردد أكثر من مرة في خوض الحرب، وحين وافق كانت نهايته. بالطبع كان يعرف ما فعلته به أمه ويعتقد أنه خالد إلى الأبد. أتذكر الأسطورة دائما وأنا أنظر في أحوال كل ديكتاتور، قتل من شعبه الآلاف، وسجن منهم الآلاف، وضيق طريق الحياة عليهم بلا سبب، غير أن تفكيره هو الوحيد الصحيح، وعلى رجال دولته الاستماع إليه وتنفيذ مايقول، دون ترك أيّ مساحة للاختلاف في الفكر أو العمل. ورفع شعارات هي في الأصل عظيمة مثل الوطن، لكن تكتشف أن الوطن الذي يتحدثون عنه، هو الذي تعيش فيه تتلفت حولك خوفا من القبض عليك، أو اتهامك بأي شيء، وتضع يدك على جيوبك في كل لحظة، خوفا أن تكون هناك يد امتدت وأخذت ما فيها من نقود مهما كانت قليلة. الفهم الحقيقي للوطن هو الأرض التي يعيش عليها الجميع، وتكون فيها السلطة خادمة للشعب فهي زائلة والشعب باق، وليس هذا في حاجة إلى دليل، لأنك ببساطة تستطيع أن تعرف عدد الحكومات والحكام الذين مروا على مصر عبر التاريخ، ولم تذهب مصر إلى العدم الذي ذهبوا هم إليه. هي حكمة الله ماذا نفعل فيها. تبقى الشعوب ويذهب الحكام. الشعوب قادرة على إعادة بناء ما فسد أو تحطم في الحروب، وكم من دول خرجت من عثرتها بعد الحروب الطاحنة، لكن تظل المشكلة هي تتالي الديكتاتوريات دون إدراك لما سبق من نهايات لأخيل. حقا يدفع المواطن العادي الثمن لخطايا الديكتاتور، ويرى القانون يحكمه هو فقط ولا حيلة له، ويندهش أن القانون لا يحكم الديكتاتور، لكن في سماء الأقدار تظل العبرة من كعب أخيل قائمة.

708

| 21 سبتمبر 2023

من المغرب إلى ليبيا وخيمة الحزن

ما جرى في المغرب من زلزال ثم ليبيا من إعصار، جعل الحزن ينصب خيمته حولي. للمغرب في روحي تاريخ يتسع من المحبة ويملأ الفضاء، في الإسكندرية تاريخ للمغاربة في التجارة والوكالات التجارية جعل لهم شارعا معروفا بشارع المغاربة. وغير الشارع فكل احتفالاتنا بموالد أولياء الله في الإسكندرية تجعلك تعرف بقليل من القراءة أن أكثرهم وفدوا إلى الإسكندرية من المغرب والأندلس، والبقاء بالمدينة العظيمة التي كانت ملاذا للصوفية في كل عصور العرب والمسلمين سنة وشيعة في مصر. الإسكندرية المعاكسة للحكّام على طول التاريخ جعلت للصوفية أرضا فجعلوا لها فضاء من الإنسانية والحب. قد تجد وليّا في الإسكندرية من أصول مصرية هو سيدي القباري ووليا من الصحابة هو سيدي أبو الدرداء، أو كما يقول أهل الإسكندرية «ابو الدرادر»!. مولد سيدي أبو العباس المرسي أو سيدي ياقوت أو غيرهما علامات لا تنتهي من المحبة في الإسكندرية، وتمتد لتشمل مصر كلها، ففي طنطا مقام السيد البدوي وفي قنا مقام سيدي عبد الرحيم القناوي وهكذا يطول الحديث. المغرب مشت معي منذ طفولتي في الموالد والشوارع، ومع القراءة عرفت الكثير عنها، ثم كانت النقلة الكبرى بعد أن نشرت شيئا من أعمالي، وتلقيت دعوات من مثقفي المغرب لزيارة بلادهم والمشاركة في مؤتمرات ومهرجانات ثقافية. عرفت الكثير منهم يطول الحديث عن أسمائهم، وعرفت إسهاماتهم العظيمة في الأدب والنقد والفكر، وزرت بلادا لا أنساها مثل طنجة وأصيلا والرباط والدار البيضاء وأغادير وفاس ومكناس وبلدا صغير رائعا هو بني ملال، ولي فيها كلها ذكريات حفلت بها كتبي المختلفة. كانت أول زيارة في بداية التسعينات وعدت لأكتب مقالا بعنوان «كيف كسب الملوك وخسر الرؤساء» بعد ما شاهدت في المغرب كيف يحافظون على تراثهم الحضاري فكرا وبناء وحدائق وأشجارا وشواطئ وطرقا، وكيف كان رؤساء الجمهوريات طريقا للديكتاتورية تنسف ما قبلها من جمال وثقافة مادية وروحية. لا أريد أن أستمر لأجعلك تنظر إلى حال الجمهوريات الآن وآفة الحكم العسكري. جاء زلزال المغرب فنصب خيمة الحزن حولي ولم يكن الأول في تاريخها للأسف. سبقه أكثر من زلزال أشهرها زلزال أغادير عام 1960 الذي قضي على كل بنايات المدينة وراح ضحيته أكثر من ثلاثين ألفا غير الجرحي. من مفارقات الزمن أني حين زرت أغادير منذ حوالي خمسة عشر عاما وجدت مدينة جديدة رائعة بينها مبنى قديم من طابق واحد مغلق. سألت عنه فقالوا انه كان قاعة سينما لم يهدمها الزلزال فحافظوا عليه ذكرى رغم أنه مغلق!. تمشي في شوارع المغرب فتجد من يسألك: «مصري؟»، ترد بالإيجاب فتكون محل كرم بالغ منهم في المقاهي والمطاعم ويسألونك عن ابو جريشة وعادل إمام وفريد شوقي حتى محمد هنيدي وغيرهم. من الطرائف أني كنت يوما في ساحة الفنا في مراكش، وهي الساحة التي تحفل بفنون المدن والقرى والصحراء، فإذا بفرقة موسيقية شعبية يسألني مطربها: مصري؟ وكانت معي زوجتي فقالت نعم، فأشار للفرقة أن تغني لنا وبدأت تعزف ويغني هو « كتاب حياتي ياعين ماشفت زيّه كتاب..الفرح فيه ساعتين والباقي كله عذاب» ونحن نضحك ونغني معه ونصفق. مرت السنون ونصب الحزن خيمته حولي، ثم جاء إعصار درنة في ليبيا ليؤكده فما أكثر روابطنا أهل الإسكندرية بالشعب الليبي ويحتاج هذا حديثا آخر، فكم لنا من روابط بكتابها ومثقفيها. لم يسعفني الوقت لأزيح الحزن عني، وأتذكر من غنى لنا «كتاب حياتي ياعين ماشفت زيه كتاب!!»

1152

| 14 سبتمبر 2023

الانتخابات الرئاسية القادمة حيرة الموتى..

تشهد السوشيال ميديا حالة من الغليان بسبب الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر. والغليان هنا أعني به النقاش الحاد. هناك الكثيرون يدعون للمقاطعة والكثيرون يدعون للإقبال. للمقاطعة أسباب كثيرة على رأسها أنه لم تشهد مصر انتخابات حقيقية، أو شبه حقيقية، إلا مرة واحدة بعد ثورة يناير 2011. بعد ذلك عادت مصر إلى تاريخها بعد ثورة يوليو 1952، فصارت الانتخابات أشبه بالاستفتاء الذي تذهب فيه الأصوات للرئيس تكاد تصل الى مائة في المائة. كانت وسائل الإعلام تتحدث عن تزوير الانتخابات في العصر الملكي، وأنهم مثلا كانوا يعطون الفقير نصف ورقة العشرة قروش فيدخل اللجنة ويعطي صوته لمن يريدون، وحين يخرج يعطونه النصف الثاني من الورقة المالية يقوم بلصقهما معا، ويستمتع بالعشرة قروش، وما أدراك ما العشرة قروش وقتها. كانت تشتري مائة بيضة في الأربعينيات. تغير الأمر بعد يوليو 1952 وتقدم سعر الصوت فصار مائتي جنيه مع ارتفاع الأسعار! كذلك إثبات أصوات من لا يحضرون، فكنت ترى اللجان فارغة لكن النتائج بالملايين، فتضحك وأنت تعرف أن الملايين كانوا في بيوتهم. وصل الأمر إلى تسجيل أصوات الموتى. لكن الحمد لله لم نقابل أحدا منهم خارجا من اللجنة، وإلا كان قد أُغمي على أعداد هائلة ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو أزواجهم، وهم يقابلونهم خارجين من اللجان الانتخابية عائدين إلى مقابرهم! لو حدث ذلك في الانتخابات القادمة ستحدث مشكلة، لأنه لا مقابر يعود إليها الموتى الآن، فالمقابر يتم هدمها في مناطق كثيرة من أجل بناء الكباري، أو يجد الموتى أن مكانهم الجديد الذي نقلوا إليه بعيد لم يتعودوا على الخروج منه في كل انتخابات سابقة، وليس معهم نظام «جي بي إس» يمشون عليه، وربما ماتوا قبل هذا الاختراع فلا يعرفون بتشغليه. المهم الآن أن البعض يعتبر الانتخابات القادمة نقطة فاصلة ومقاطعتها ضرورة لأنها محكومة سلفا مثل سابقاتها، بينما يرى الآخرون أن الإقبال عليها هو النقطة الفاصلة، ويتمنون أن يكون الإقبال كما حدث في أول انتخابات بعد ثورة يناير، فلا تكون فرصة التزوير متاحة بشكل كبير. حتى الآن لا يوجد مرشحون ظاهرون إلا اثنين هما عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، الذي يثير سخرية الكثيرين بأحاديثه التي تذكرهم بالمرشح في الانتخابات الرئاسية السابقة موسى مصطفى موسى، الذي رشح نفسه لانتخاب الرئيس المقابل! المرشح الثاني هو أحمد طنطاوي عضو مجلس الشعب السابق الذي بدأ التحرك من أجل بناء جماعات عمل وبدأت آراؤه الشجاعة تتضح للكثيرين، وكلها مما يسعى إليه الناس ويتمنونه في السياسة والاقتصاد وغيره، لكن طبعا حالة اليأس تجعل البعض يشكك في أنه سيكمل الطريق، أو يتساءل كيف لم يتم القبض عليه أو منعه، وهذا ما حدث مع غيره من قبل. أتابع هذا كله ولا أعلق مثلا أن المقاطعة لن تأتي بفائدة لأنهم سيأخذون الموظفين من أعمالهم بالأوتوبيسات ليدلوا بأصواتهم، وسيتكرر ما حدث من قبل في الانتخابات السابقة. أميل إلى عدم المقاطعة. لكن هل يمكن أن يحدث ذلك دون رقابة حقيقية على أعمال اللجان الانتخابية؟ أقصد الرقابة الحقيقية من مؤسسات دولية معروفة بالصدق في الاهتمام بحقوق الإنسان، إلى جانب الرقابة من الداخل. الرقابة من الداخل وحدها ليست كافية. بدون رقابة من الخارج سيعطي الموتى أصواتهم والغائبون عن البلاد، وستكون المشكلة هي حقا كيف يعود الموتى إلى مقابرهم، وسيملؤون الشوارع وسيزيد الغلاء في أسعار المركبات، لأنها لن تكفي الموتى والأحياء!.

2358

| 07 سبتمبر 2023

عم أحمد العنبسي والبراميل العجيبة!!

في طفولتي نشأت في حي كرموز العريق، الحافل بالقصص والحكايات ككل الأحياء الشعبية. والذي هو في الأصل جزيرة راكودا التي أمر الإسكندر الأكبر ببناء الإسكندرية، بالوصل بينها وبين جزيرة فاروس – حي الأنفوشي الآن – دق قلبي للأسف وأنا أكتب هذا لأن في حي كرموز أكبر منطقة للمقابر، هي مقابر عامود السواري، وخفت أن تصلها يد ما يسمى بالتطوير، فيتم هدمها كما يحدث في مقابر القاهرة، وهدم تاريخ عظيم طويل معها ومع من فيها. أجل. الآن نحن نخاف على الموتى أكثر مما نخاف على الأحياء، فلقد أصاب مصر ما يسمى بالكباري، التي يُقال أنها من أجل تسهيل مهمة المستثمرين في قلب مدينة كالقاهرة، بينما المصانع، إذا كانت هناك مصانع، يتم بناؤها خارج المدينة، ولن أحكي عن أعظم المصانع التي كانت على أطراف المدن، وتم هدمها من أجل اقامة عمارات ومولات، وآخرها مصنع الحديد والصلب بحلوان، الذي حين أنشئ في عهد عبد الناصر، اختيرت حلوان لأنها ضاحية على أطراف القاهرة. كون المدن ازدحمت بالبشر، لا بالمصانع من فضلك، فهذا خطأ الدولة التي لم تبن مدنا جديدة في الصحراء، محاطة بالمزارع والمصانع الصغيرة والكبيرة، ينتقل إليها الشباب يعمرونها ويعمرون البلاد. أعود إلى عم أحمد العنبسي الذي كان بقالا صغيرا، وكان رجلا مسنا يعمل معه أحد أبنائه الشباب. كان عم احمد العنبسي في أوقات الهدوء يجلس يحكي لمن حوله حكايات غريبة مبهجة. أذكر حين حدث العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أن اجتمعنا حوله يحكي لنا بمناسبة الحرب والغارات التي حدثت على الإسكندرية، عن وقائع من الحرب العالمية الثانية، ومن بينها معركة العلمين بين قوات المحور، ألمانيا وإيطاليا، وقوات الحلفاء، إنجلترا ومن معها من الدول مثل أميركا وفرنسا، والبلاد التي تقع تحت التاج البريطاني، أو ما يعرف بالكومونويلث. حكي لنا نحن الصغار ما بين العاشرة والثانية عشرة من العمر، كيف دارت المعركة بين قائد قوات المحور، روميل الألماني من ناحية، والفيلد مارشال مونتوجمري القائد الإنجليزي من ناحية، فقال إن روميل كان بمدينة السلوم على الحدود المصرية الليبية، ومونتوجمري بالإسكندرية، وأمام كل منهما برميل مياه ينفخ فيه فتخرج منه الدبابات والمدافع والجنود تتقابل وتتقاتل. نفدت مياه روميل بسرعة من سرعة النفخ، بينما كان مونتوجمري هادئا فلم تنفد مياهه، ومن ثم استمر خروج الجنود والدبابات وتمت هزيمة روميل. طبعا كنا لا نكف عن الضحك. تمضي السنون لا أنساه، لكنه يستيقظ أمامي الآن وأنا أنظر حولي وأرى من ينفخ في المياه في السلطة، فتخرج منها القرارات التي تأتي بعكسها، في الاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة، وتظل سابحة في فضاء الإعلام. لم أعد مقتنعا بأن أحدا يفكر، لكنه صوت عم احمد العنبسي يقول لي ارفعوا براميل المياه من أمام المسؤولين فمياهها عكرة لا يخرج منه شيء جميل. أجل المشكلة هي في البراميل التي لا أعرف كيف عرفوا بها وهم لم يقابلوا عم أحمد العنبسي، وكيف تمسكوا بها ينفخون فيها كل يوم فيتعكر الفضاء، ويقولون إننا السبب في تعكير المياه لأن الزيادة السكانية أكبر من قدرات أي أحد في السلطة على النفخ في المياه، ولا يسأل أحد كيف استفادت بلاد مثل الهند وماليزيا وسنغافورة من الزيادة السكانية. الحقيقة لا يفكر أحد في استيراد براميل من هناك، ماؤها نقي، فيردون الجميل لعم أحمد العنبسي مخترع البراميل العجيبة.

2493

| 31 أغسطس 2023

طائرة زامبيا وأبو العربي !

الكل يعرف أن الأيام السابقة شهدت وما زالت، جدلا حول الطائرة التي ذهبت من مصر إلى زامبيا، وتم القبض على بعض ركابها، وعلى مبلغ خمسة ملايين وستمائة ألف دولار، وشحنة من الذهب أو غير الذهب تتجاوز المائة كيلو جرام. كل الأخبار جاءت من خارج إعلام الدولة الرسمي، سواء صحفا أجنبية أو محلية مثل صفحة "ماتصدقش" على السوشيال ميديا، أو صفحة مدى مصر. لقد تم القبض على أحد الصحفيين من جماعة "ماتصدقش"، والحمد لله تم الإفراج عنه بعد يومين بعد أن أثار ذلك الكثيرين، ومنهم نقابة الصحفيين المصرية التي قامت بدورها بسرعة. كان السؤال الذي شغل الجميع منذ البداية هو أين النظام الحاكم مما يقال، ولماذا لا يصدر بيانا بالحقيقة؟!. طبعا لم يصدر غير بيان ساذج بعد يوم من المشكلة أنهم يتابعون الأمر. لا يهمني ذلك كله، فهناك الكثيرون كتبوا فيه ويكتبون وما زال الغموض مستمرا. يهمني خفة دم المصريين مع الأمر، فهناك من صار يدعو "اللهم اجعلنا من أهل زامبيا". وهناك من لم تنقطع الكهربا عن بيته في الموعد المحدد الذي يحدث كل يوم وقال "بركاتك يا زامبيا". ووجدت نفسي أكتب على تويتر إني ذاهب للعب الطاولة مع الصحفي الشاب محمد شبانة، واتفقنا أن من يفوز يتزوج بنت اسمها "زامبيا". وهكذا دخل الكثيرون في منطقة المرح التي ذكرتني بشخصيات كثيرة في الحياة المصرية من اختراع الناس وليست حقيقية، ومنها شخصية "أبو العربي" البورسعيدي. أي الذي ينتمي لمدينة بورسعيد، الذي كان في فترة مثار الأحاديث الضاحكة والنكت والأفلام أيضا، ومنها نكتة أن أحدا ذهب إليه مسرعا يخبره أنهم قبضوا على زوجته مع شخص في حديقة بيته، فقال له "يعني مترين نجيل عملتوهم حديقة" أو النكتة الأشهر أن أحد أصدقائه اتصل به ليلتقي معه، فقال له إنه مشغول في جلسة مع صحابة رسول الله ولن يقابل أحدا اليوم، فنزل صديقه من بيته جاريا ليذهب إليه قائلا لنفسه لقد جُنَّ أبو العربي. في الطريق قابل ابن أبو العربي فسأله يا بني ما الذي جري لأبيك؟ لقد اتصلت به فقال لي كذا وكيت، فقال له ابن أبو العربي "أنا لا أعرف من مع أبي، لكن كل السيارات أمام البيت مكتوب عليها ملاكي قريش!" هكذا صار لأبي العربي وريثا في "البكش". الحقيقة أن البكش في الحياة الشعبية المصرية له سحر عجيب، وأنا أعترف دائما أن أحد أسباب حبي لكتابة القصة، من قابلتهم من بكاشين واسعي الخيال. أصحاب أساطير يمشون على الأرض، خاصة أن الأمر لا يتجاوز الضحك، فالمتحدث يعرف أنه بكاش والسامع يعرف أنه يستمع لبكاش، ولا حل غير الضحك. لقد ساعد الضحك على مر التاريخ الشعوب المقهورة على الحياة، ورغم ذلك تجد من يلوم هذه الشعوب على صبرها ويقول إنها تستحق الاستعباد. حدث هذا الضحك في وقت غابت الحقائق عن أحداث رهيبة، مثل حادث مدينة العريش وقتل عدد من رجال الأمن في مقر أمن الدولة، من بعض العناصر المحبوسة. وهو حدث هز مصر كلها ولا تزال الحقيقة غائبة، رغم حلقات اليوتيوب التي يديرها بعض الكتاب والنشطاء في الخارج. جاء حادث زامبيا ليزيد الطين بلة، لكن في النهاية عرف المصريون طريق الضحك رغم الآلام. لقد صار أبو العربي حلا وأتخيله يقول "عصفورة صغيرة طارت ونزلت في زامبيا عملتوا منها طيارة وفيها دولارات كمان؟!".

3948

| 24 أغسطس 2023

الإرهاب بين الشعب والحكام                

صدر يوم الأحد الماضي الرابع والعشرين من هذا الشهر نوفمبر، قرار من النيابة العامة المصرية برفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرهاب. بينهم موتى أو لا يزالون مدرجين على ذمة قضايا أخرى، وهو أمر جيد. من أبرز القوانين المصرية التي تحدد الإرهاب ومعناه، ومن هو الإرهابي، وما هي الكيانات الإرهابية، القانون رقم 8 عام 2015. أثار القانون جدلا كبيرا وقتها. رأى البعص أنه يحتوي عبارات كثيرة فضفاضة، أو أعطى السلطة للنيابة بإدراج من تراه إلى قوائم الإرهاب، دون حكم نهائي من المحكمة. لكن وقتها كانت هناك عمليات إرهابية كثيرة، منها مقتل النائب العام هشام بركات، سوَّغت لمرور القانون. أثار القرار الجديد أيضا كثيرا من الجدل رغم جودته، خاصة وقد نشر أحد المواقع أن ذلك تم بتوجيهات السيد الرئيس. البعض رأى أن ذلك يقلل من قيمة القضاء والنيابة، فهي هكذا تعمل وفقا لتوجيهات الرئيس، وليس وفقا للقانون. أنا أرى أن هذا القول عادي وقديم في مصر تحت الحكم المركزي، فدائما يقال تحت توجيهات السيد الرئيس تم هذا العمل، ويتدرج الأمر إلى أعمال من مؤسسات وهيئات مختلفة، فيقال تحت توجيهات السيد رئيس المؤسسة أو الهيئة، فصرت أعتبره روتينا وهيراركية الدولة المركزية ولا أهتم به، بل أهتم بما يتم إنجازه. نقل أكثر من موقع أن الذين تم رفعهم من قوائم الإرهاب، مدرجون ضمن القضية 620 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، التي تضم 1526 متهمًا، ومن ثم يتبقى 808 أشخاص لم يتم رفعهم من القوائم، لكن قرار النيابة شمل دعوة الأجهزة الأمنية، لمتابعة بقية من هم مدرجين على قوائم الإرهاب في نفس القضية، للنظر في إمكانية حذفهم منها. الأسئلة انطلقت في الفضاء لأن من شملهم القرار ومن تمت الدعوة لبحث حالاتهم ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، فهل سيعود النظام الى الحالة القديمة من التعاون معهم. لكني ابتعد عن هذه الأسئلة الآن، ففي مصر لا نعرف ماذا ستأتي به الأيام، وأقف عند معنى الإرهاب. العقل يقول إن الإرهاب هو ما يرتبط بعمل جنائي مثل التفجيرات، أو الاغتيالات لأسباب سياسية. في نفس القانون المشار إليه سابقا تحديد للمواد المستخدمة في ذلك، حين يتم العثور عليها قبل أو بعد التفجيرات. كذلك في نفس القانون ما يشير إلى أن الاعتداء على الحريات الشخصية أو الأملاك العامة والخاصة يدخل في قائمة الإرهاب. وهنا نتذكر أننا نرى حولنا اعتداء الحكومة على بعض الأملاك الخاصة أوالتراثية كمقابر مشاهير من التاريخ، من أجل مرور كوبري أو كباري، لكن كلمة الإرهاب لا تطال الحكم. أضف إلى ذلك ما نعرفه وتعرفه كل الدنيا، من أن هناك الآلاف في السجون وفقا لقانونيْ التظاهر والحبس المفتوح لمجرد رأي كتبوه على منصة إعلامية مثل الفيسبوك أوغيرها. أليس في هذا اعتداء على الحرية الشخصية التي كفلها ذلك القانون. أم أن الإرهاب مرهون بالشعب ولا يمكن أن يتصف به الحكم، حتى ولو بمعناه الدارج وهو التخويف والرعب. هنا يطل السؤال الغائب الذي يثيره هذا القرار. خاصة وأن هؤلاء المحبوسين احتياطيا قريبون من ثورة يناير أو من صناعها. الثورة التي لا تزال تؤرق النظام الحاكم رغم مضي السنوات.. إذا كانت هناك فسحة من الأمل فهي لن تكتمل إلا بإعادة النظر في قانوني التظاهر والحبس المفتوح، والإفراج عن كل ضحاياهما، المتهمون دائما بالانتماء لجماعة محظورة يقصد بها عادة الإخوان المسلمين، يتم مراجعة الموقف من مئات من رموزها الآن!!!

57

| 28 نوفمبر 2020

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4587

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3399

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1362

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1104

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

780

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

768

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

708

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

633

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية