رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تُعتبر الأسرة الخلية الأولى في المجتمع وأحد أهم العوامل المؤثرة في بناء شخصية الطفل، حيث تُسهم في تكوين هويته، واتجاهاته، وقدرته على التفاعل الاجتماعي، وقد أظهرت دراسات عربية وخليجية أن علاقة الأسرة بالطفل تتجاوز الرعاية المادية لتشمل الدعم النفسي والعاطفي. والاستثمار الأسري في الطفل هو حجر الزاوية في بناء المجتمعات المستقرة والمبدعة. وفي قطر، أصبح هذا المفهوم جزءاً من الفكر التنموي الوطني، انطلاقاً من إيمان القيادة بأن نهضة الأوطان تبدأ من البيت. فكل أسرة تستثمر في قيم أبنائها، وتعليمهم، وصحتهم النفسية. إنّ المستقبل القطري المزدهر، كما عبّر عنه سمو الأمير، يقوم على “الإنسان الذي يعرف قيمه ويُسهم في خدمة وطنه، وهو إنسانٌ تُشكّله أسرة تستثمر فيه بحبٍّ ووعيٍ ومسؤولية. كما بيّنت دراسة أن أنماط التربية القطرية الحديثة تتأثر بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها الدولة، مع حرص الوالدين على المواءمة بين الأصالة الثقافية والانفتاح العالمي. وتوصي هذه الدراسات بتعزيز الوعي الأسري حول التربية الإيجابية القائمة على الحوار والاحتواء. تؤكد رؤية قطر الوطنية 2030 أن بناء الإنسان هو الأساس في تحقيق التنمية المستدامة، وأن الأسرة هي البيئة الأولى لتنشئة مواطنٍ صالحٍ مسؤولٍ قادرٍ على الإسهام في تقدم الوطن. كما ركّزت الاستراتيجية الوطنية الثالثة (2024–2030) على تنمية الطفولة المبكرة ودعم السياسات التي تعزّز تماسك الأسرة، استنادًا إلى أن التربية المبكرة عاملٌ حاسم في نجاح الأجيال المستقبلية. تواجه الأسرة القطرية اليوم تحديات ناتجة عن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، مثل عمل الأبوين، والتوسع الحضري، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال. ورغم هذه التحديات، لا تزال الأسرة القطرية تمثل الإطار الأساس للهوية الثقافية والدينية، وتلعب دوراً محورياً في غرس قيم الانتماء والاحترام والمسؤولية في نفوس الأبناء. وتوسيع برامج التثقيف الأسري حول أنماط الاستثمار الإيجابي في الطفل. وتعزيز الشراكة بينها وبين المدرسة لضمان استمرارية الاستثمار التربوي. إنّ الاستثمار في الطفل ليس مشروعاً زمنياً محدوداً، بل هو استثمارٌ في ذاكرة الوطن ومستقبله. فالأسرة التي تغرس في طفلها القيم، وتُنمّي فيه الفضول والعقل الناقد، لا تُنشئ فرداً صالحاً فحسب، بل تُسهم في بناء جيلٍ يُفكّر ويُبدع ويقود. وفي قطر، حيث تلتقي الأصالة بالتحديث، يصبح البيت القطري هو أول مدرسةٍ للقيادة والمواطنة. لقد أكّد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بناء الإنسان الواعي هو الركيزة الأولى لبقاء الوطن مزدهراً، ومن هنا فإن كل لحظة حوار، وكل قصة تُروى للطفل، وكل قيمة تُزرع في وجدانه، هي لبنة في صرح قطر المستقبل. فحين تستثمر الأسرة في طفلها… فهي في الحقيقة تستثمر في وطنٍ بأكمله.
210
| 31 أكتوبر 2025
تعد الأسرة البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويتلقى منها أولى خبراته الاجتماعية والنفسية. ويتأثر الطفل بدرجة كبيرة بجو الأسرة، خاصة بالعلاقة بين الوالدين. من أكثر السلوكيات تأثيرًا على الأطفال هو الصوت المرتفع أو الصراخ بين الزوجين أمام الأبناء، والذي قد يترك آثارًا عميقة على النمو الانفعالي والاستقرار النفسي وتقدير الذات لدي الطفل. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد نزاع مرتفع الصوت بين والديهم، يعانون من القلق، التوتر، وصعوبات في التكيف الاجتماعي حيث يُعد التواصل اللفظي أحد أهم مكونات التفاعل الأسري. وعندما يتحول الصوت المرتفع إلى وسيلة تعبير يومية بين الزوجين، يشعر الطفل بعدم الأمان العاطفي، إذ يربط الأصوات العالية بالخطر أو الرفض. طبقًا لنظرية “التعلّم بالملاحظة” لـ “باندورا” (Bandura, 1977)، يتعلم الأطفال السلوك من خلال تقليد النماذج أمامهم، أي أن الطفل الذي يرى والديه يصرخان باستمرار، قد يتعلم أن الصراخ هو الأسلوب الطبيعي لحل الخلافات. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعيشون في أجواء أسرية يسودها الصوت المرتفع، يعانون من انخفاض تقدير الذات وشعور دائم بالخوف أو الذنب وصعوبات في التركيز والتحصيل الدراسي نتيجة التوتر وأيضا اضطرابات سلوكية مثل العدوانية، أو الانسحاب الاجتماعي ونمو مشاعر الغضب أو الكراهية تجاه أحد الوالدين في حال استمرار النزاع الصوتي. من التأثيرات الفسيولوجية للصوت المرتفع عند سماع الأصوات العالية، يستجيب جسم الطفل بإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO، 2023) أن الأطفال الذين يعيشون في بيئات صاخبة يعانون من مشكلات في السمع وتراجع في جودة النوم بنسبة تصل إلى 30% أكثر من أقرانهم في البيئات الهادئة. كما أن الجهاز العصبي للطفل أكثر حساسية من البالغين، مما يجعله عرضة للتأثر السريع بالصوت المرتفع الذي قد يؤدي إلى إجهاد عصبي مزمن يؤثر على نمو الدماغ. نصائح للزوجين لحماية الأبناء من أثر الصوت المرتفع- اختيار الوقت المناسب للنقاش- الاتفاق على لغة هادئة للحوار- الابتعاد عن الجدال أمام الأبناء - التعبير عن الغضب بطرق صحية - تعويض الطفل بعد الموقف - غرس ثقافة الاحترام في المنزل - تعليم الطفل مهارات التواصل السليم. إن رفع الصوت بين الزوجين أمام الأبناء ليس مجرد تعبير عن الغضب، بل هو تجربة نفسية مؤذية تترك بصمات طويلة المدى في وجدان الطفل. فالكلمة العالية تُحدث جرحًا غير مرئي في شخصية الطفل قد يظهر لاحقًا في صورة سلوكيات سلبية أو اضطرابات انفعالية. لذا فإن الوعي الأسري والتربية القائمة على الهدوء والاحترام تمثل حجر الأساس لبناء جيل متوازن نفسيًا واجتماعيًا.
579
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6663
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2742
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2337
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1710
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1359
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1050
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1038
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
969
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
867
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
861
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
693
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية