رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الجزائر بلد عربي غالٍ عزيز علينا جميعاً، فهو بلد صارع للهوية والذات والحفاظ على التاريخ والانتماء وقدم الكثير. وقد منّ الله على الجزائر بثروات وخيرات كثيرة فهي أغنى بلاد المغرب العربي، والكل يريد أن يرى الجزائر وقد وصلت إلى دولة كبيرة تقوم بدورها المأمول لما لديها من إمكانات، فبعد الربيع العربي وما جرى في تونس وليبيا كانت الجزائر تبذل جهداً لعدم حصول أي أحداث لأن الجزائر لديها أعراق وفئات وتركيبة خاصة ومرت بظروف صعبة على يد جماعات العنف، وهي بلد مستهدف من جهات تضع عينها على هذه البلاد وخيراتها، وعندما توافق الجزائريون على الانتخابات تنفس الناس الصعداء حباً للجزائر، وكانت القيادة قد اتخذت قرارات فيها حكمة وبُعد نظر وكذلك المعارضة لاحتواء أي صراع أو خلاف. وفي الآونة الأخيرة حاولت جهات مشبوهة جر الجزائر لحرب في الصحراء جنوب البلاد مع أتباع الطوارق والجماعات المسلحة ولكن الحمد لله إن العقل تغلب ورفض إخواننا الانجرار لهذه المؤامرة التي كانت ستستنزف مواردهم وخاصة أن الصندوق والبنك الدوليين اعترفا بالفائض في الأموال للجزائر. ودعونا نقف بصراحة وأخوة محبين لاخواننا ونقول للحكومة الجزائرية باستمرار الحوار مع جميع الفئات بدون استثناء وعدم اليأس، ونقول للمكونات الأخرى ضعوا في أهدافكم رفض التعصب والعنصرية والقبلية وأن الجزائر هي الأم للجميع وبلد الجميع، والحمد لله شعب الجزائر مسلم وهويته واضحة، وعلى الجيش الجزائري أن يساعد على الحفاظ على وحدة الوطن ويعيش العصر ويمد قادته أيديهم للجميع فهم جميعا أبناء بلد واحد. وعلى الجميع من أحزاب وغيرها حل مشكلة الجماعات المسلحة وأن يتم دراسة أوضاع تلك المناطق والحوار مع أهلها ودعمهم بالبرامج التنموية ودراسة مشاكل المجتمع من الفقر والخدمات كالتعليم والصحة في المناطق النائية والتواصل معهم، إن الجميع يجب أن يتجه في برنامجه الانتخابي للطبقات الفقيرة والقبائل وحماية البلاد وإصلاح الخدمات وتشجيع الاستثمار والتحرر من الاستعمار الثقافي وبقاياه، ومن القيود الاقتصادية التي تعيق المستثمرين ومحاربة الفساد. وأن يسعوا لتحويل الجزائر إلى أكبر قوة اقتصادية وصناعية في بلاد المغرب العربي، فالخير كثير والمعادن والبترول والزراعة، كل هذا سيساعد هؤلاء الشباب على ألا يهاجروا إلى دول أخرى ويموتوا في البحر. هناك جهات تستغل هؤلاء وتقودهم إلى طريق غريب عن الجزائر وأهلها وتاريخهم المشرق، آن الأوان ليتحرر الناس من العنف وعدم الحوار وعدم قبول الطرف الآخر والشراكة الجماعية، لقد اجتازت الجزائر مرحلة خطيرة والحمد لله، ولكن لابد من الاستمرار، وكنت اقترحت عقد مؤتمر لدراسة الظواهر السلوكية للشباب والمهاجرين وأسباب العنف ومعالجتها والاستفادة من الخبراء والعلماء والإعلاميين وأساتذة الجامعات لعمل دراسة في هذا وحل هذه المشاكل والسعي للوحدة الوطنية. مستقبل الجزائر ينتظر من رجاله أشياء مهمة، وهي تحديد الهوية والمحافظة عليها ورفض العنف والوحدة الوطنية والبناء الاقتصادي والتنموي، ودور الجزائر في بلاد المغرب وإحياء دورها في وحدة المغاربة، إن الجميع يتطلع إلى موقع شجاع ومبادرة شجاعة لحل المشاكل مع المغرب والحوار وفق المعقول وتجاوز الماضي والمعوقات. الجزائر اليوم أمام تحدٍ كبير، فلا يجوز لأحد أن يجعل تفكيره الوصول للسلطة والرئاسة فقط، وإنما في هدف أسمى من كل شيء هو الدور القيادي والتاريخي للجزائر، الجزائر ممكن تكون سفيرة العالم الإسلامي إلى أوروبا، وخاصة من خلال موقعها وأن تؤدي دوراً ريادياً في بلاد الساحل وخاصة أنها تقوم بجهود تنموية في هذه المنطقة ودور إنساني لا يمكن تجاهله. آن الأوان لجزائر عبدالقادر وبن باديس والبشير الإبراهيمي وأحمد بن بيلا وجميلة بو حريد وخديجة بن قنة ومريم أوشايت وكل أهل الفكر والريادة. فالجزائر بلد مليء بالخبرات والطاقات التي بإمكانها أن تقدم الكثير. الشعب الجزائري يتطلع إلى الانتخابات على أن تقدم الجديد لحل مشكلة المواطن، ولا يريد شعارات وخطباً حماسية وألا ينحصر الدور في تحقيق أمجاد شخصية أو تصفية حسابات. على أهل الجزائر تجاوز الماضي وآلامه وأن يبدأوا صفحة جديدة للجيل القادم، وأن يدرسوا ويعتبروا بما جرى للآخرين، وألا يسمحوا لأفكار التطرف وثقافة الكراهية والأفكار الدخيلة على بلادهم وثقافة العنصرية أو الجماعات التي تستقطبها دول لها أجندة حاقدة طائفية لتمزيق بلادهم، رسالة المرشحين الجزائريين هي الجزائر أولاً المواطن والشباب والتنمية والأخوة والمحبة. وفق الله الجزائر وأبناءها.
394
| 15 مايو 2012
منذ قيام مجلس التعاون الخليجي وهو يقوم بجهود طيبة في التقارب والتعاون، واستطاع المجلس أن يحقق إنجازات في مجال التعاون، إلا أن المواطن يتطلع إلى أكثر من ذلك في التكامل خاصة بعد التحديات التي تمر بها دول المنطقة، فبعد تحدى الحرب العراقية الإيرانية ثم غزو الكويت وما صاحبها من تحد للمجلس، كانت قوات درع الجزيرة رمزا كبيرا ولكن كان الطموح أكبر من ذلك، ثم كانت ظروف الحرب اليمنية وبعدها الظروف الأمنية التي مرت بها المنطقة بعد أحداث سبتمبر وكذلك ظروف الغزو الأمريكي للعراق. دول الخليج التي تجتمع تحت مظلة هذا المجلس تواجه اليوم قضايا عديدة أهمها التهديد الذي يواجه عضوا فيه وهو البحرين، ومحاولة الضغط على هذه الدول، أضف إلى ذلك التحدي في الملاحة البحرية بعد الضغوط التي تواجهها إيران وكذلك التحدي والتصعيد في الجزر الثلاث بعد أن كانت الخلافات محصورة في جزيرتي طنب ولم تكن أبوموسى في هذا ولكن تم تصعيد لغة القوة والتحدي ورفض التحكيم والسلام رغم المبادرات الإماراتية المستمرة والزيارات المتكررة على أعلى المستويات، وكذلك مساع خليجية بدون الوصول إلى نتائج، أضف إلى ذلك الملف اليمني والتدخل فيه لإقلاق دول الخليج وتصدير الإرهاب في المنطقة ومحاولة الإقلاق، إضافة إلى محاولة تغيير هوية العراق لتهديد المنطقة. كما أن الزيادة السكانية والمشاكل الاجتماعية ومشاكل الملة التي تؤثر على سلوكيات المجتمع الخليجي وتسبب هاجسا للجهات المختلفة التي تريد الحفاظ على السلوكيات والعادات العربية. كما أن الظروف الاقتصادية وعدم وضع الاتفاقيات في حيز التنفيذ، كل هذا يجعل هذه الدول أمام مسؤولية كبيرة، وأخيراً بعد ما حصل في المنطقة وتأثيراته على دول المجلس ومسؤولياتها أمام الأخطار وخاصة أن دول المجلس اكتشفت أن هناك محاولات للتعامل معها كلا على حدة لإفراغ المجلس من دوره واختراقه من قبل بعض الدول الإقليمية، وهو ما تم اكتشافه مؤخراً، وأن هذه الدول لا يمكن أن تستغني عن بعضها البعض، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الصريحة لوحدة دول المجلس، وهو ما أكده الأمير سعود الفيصل من ذلك لا يمس كيان دول المجلس وإزالة المخاوف لدى البعض، لذلك ليس هناك سوى خيار الوحدة مع احترام الخصوصية والسيادة، ولكن هناك جوانب مهمة لابد من الإسراع في إنجازها وهي ما يريده المواطن الخليجي لحماية المنطقة للتعاون في كافة المجالات، ولذا كانت رمزية دخول القوات للبحرين وكذلك المناورات الأخيرة خطوة صحيحة وبصيص أمل وشعاعا للمواطن في حماية وسيادة دول المنطقة، إذ أن دولة الإمارات قد انتظرت دعم الأشقاء الخليجيين والعرب للدفاع عن حق عربي، وأن الخطر يهدد المنطقة كلها، لذا لم يكن هناك بد من إظهار العمل المشترك أمام التحدي، وقد كانت أحداث سوريا وما يجري في العراق واليمن رسالة لدول الخليج من خطر قادم من وراء البحر على المنطقة، فليس هناك حل للحفاظ على السيادة سوى الوحدة بالصيغة التي يتم الاتفاق عليها. كذلك دور دول المجلس المشترك تجاه الملف اليمني بالمبادرة الخليجية كان خطوة متقدمة ولكن لابد من حل مشاكل اليمن بصورة جماعية لتأمين أمن واستقرار المنطقة وذلك من خلال المصالحة الوطنية ودفع اليمنيين للعمل للتنمية والقضاء على ملفي الإرهاب والحوثيين بدون تأخير ومساومة لأنهما يمسان دول المنطقة، وعدم السماح بأي تهديد من دول تريد أن تستخدم نفوذها وأموالها بطائفة وفتن وإرهاب مرفوض لابد من تنمية اليمن وحل مشاكله، ووضع سياسة عمالية موحدة وفق تعاون مشترك وبرنامج وكذلك إصلاح القبائل اليمنية بالتعليم والثقافة وجعل اليمن بعيداً عن السلاح ودعم الزراعة وأزمة المياه بعيداً عن القات. وكذلك الملف العراقي والسعي لحل مشكلته حتى لا تصبح تهديداً، ورفض قيام دولة طائفية وتصفية فصيل وتهميشه لصالح دولة أخرى تكن للعرب كل الكراهية للأسف الشديد. وكذلك يجب على دول المجلس التحرك في الملف الفلسطيني والمصالحة ورفض وعدم السماح لأي جهة بالمزايدة والاختراق في هذا الجانب. أمام دول الخليج تحديات كبيرة إقليمية ومحلية ومجالات ليست سياسية فقط وإنما ثقافية وفكرية وتربوية، وآن الأوان لعدم السماح بأي أفكار دخيلة تحاول المساس بسيادة دول المنطقة، أضف إلى التركيز على نشاط الشباب والحفاظ على هويتهم ودينهم بعيداً عن التطرف أو الابتعاد وإنما وفق الضوابط الشرعية والدخول في قضايا الشباب في العمق وعلاج جذورها لحماية هؤلاء من الأخطار وجعلهم عامل البناء والمستقبل المشرق من كل الجوانب ودراسة مشاكلهم وحمايتهم، أضف إلى ذلك برامج اقتصادية تساعد المواطن وكذلك الأمن الغذائي والحفاظ على الزراعة والثروة الحيوانية للاعتماد على الذات. لذا لابد من وقفات شجاعة أمام جميع التحديات ومن ذلك الجهود الجماعية لحماية المنطقة المجاورة والمياه الإقليمية من الأخطار وعدم السماح لأي جهات تحاول الوجود في المياه الإقليمية وتهديد الملاحة، كما أن التعاون لإيجاد ميناء دولي في بحر العرب من الأمور المهمة. إن المواطن في دول الخليج أصبح يطمح للوحدة وهو يرى أوروبا تتحد رغم اختلاف مذاهبها ولغاتها وتتكامل، ويرى الأخطار تحدق بالمنطقة، والتحدي يهدد الجميع وخاصة التهديدات الواردة من الجانب الآخر من الشاطئ الخليجي الذي لم يعد يقبل بالحوار ويتلاعب ومصدر قوته الفرقة ولن يتفاوض إلا بقوة دول المجلس وقطع ذيل الحية في جنوب الجزيرة، لابد لدول مجلس التعاون من عدم السكوت على ما يجري ضدها وتتعاون مع اليمن ورجاله لاستقرار اليمن بمراحل ما بعد المبادرة الخليجية، وكذلك البدء في الإجراءات التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في الوحدة ودعم دولة الإمارات على المستوى العربي والإسلامي والدولي وحشد القوى والمنابر لدعم حق الإمارات في استعادة حقها وتفعيل دور الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم الإمارات ونصرتها بقرارات عملية قوية وعدم الاكتفاء بالبيانات، وكذلك البحرين لإيصال رسالة واضحة بأن هناك ذي قار عربية وأن العرب لهم كيان قوي. العالم اليوم عالم قوي بالكيانات الموحدة فنسأل الله أن نرى دول المجلس قد توحدت وكذلك نرى اليمن قد استقرت وأصبحت جزءا من هذه المنظومة وألا تسمح لأي جهة بالتحدي والاستهتار بقوة العرب الذين صنعوا أمجاد تاريخية.
360
| 07 مايو 2012
يوم أن قامت الثورة في 23 يوليو ودع محمد نجيب الملك فاروق في الإسكندرية وداعا رسميا وقال الملك لمحمد نجيب مصر أمانة في أعناقكم، وخرج فاروق ومصر دائنة لبريطانيا بمائة وخمسين مليون جنيه استرليني ذهبا، وجاءت الثورة ولم يقبل أحد الآخر وتمت تصفيات ودخلت مصر في ظروف صعبة وديون وحروب وكان آخرها حرب 67 والنكسة وكان العرب على رأسهم المملكة العربية السعودية والملك الوطني حكيم العرب فيصل بن عبدالعزيز مد يده لمصر ودعمها وتجاوز عن كل شيء لصالح وحدة العرب وقوتهم وبذل رحمه الله كل ما في وسعه لإعادة الصف العربي ووحدته. ثم توفى عبدالناصر وجاء السادات وقام الملك فيصل بجهود حثيثة لمساعدة مصر ودعمها لإعادة اعتبارها وقوتها لتحرير أراضيها المحتلة فكان دعم حرب أكتوبر وقطع البترول والمواقف التاريخية للمملكة التي يفخر بها كل عربي مسلم مخلص. ثم إن السادات بعد ذلك خرج عن الصف العربي واتخذ قراره الانفرادي بزيارة القدس وأحرج الدول العربية بخطوة كانت لا تخص دولة واحدة وإنما قرارها جماعي لأنها قضية قومية وتعثرت الظروف وبقيت مصر في قلوب العرب جميعاً ثم كانت قمة بغداد وخروج مصر من الجامعة العربية ومضت الأمور إلى أن جاء حسني مبارك وبدأت العلاقات تعود لمجاريها ودعمت الدول العربية مصر وساعدتها تنموياً وفي مختلف المجالات لمكانة مصر ولدورها القيادي ولأهميتها الاستراتيجية ولأنها قوة عربية ودورها مهم. وجاء الربيع العربي وتغير النظام ولكن لم تتغير المواقف لأن المحبة والأخوة لمصر كشعب كبلد وتاريخ وحضارة وليس لأفراد، فالأفراد ذاهبون ومصر باقية. وهبت النجدة العربية وساعدت الدول العربية مصر بعد الخسائر الاقتصادية الناجمة عن هذه الظروف وكانت للمملكة العربية السعودية الصدارة في هذا الموقف النبيل النابع من ثوابتها العربية والإسلامية ولأن مصر هي دولة مواجهة وتلعب دوراً كبيراً في العالم العربي والإسلامي والدولي، وهي عمق عربي إسلامي في إفريقيا وفي قضية فلسطين وممر قناة السويس، ولا شك أن مصر قوة عربية لا يستهان بها. وكان الناس ينتظرون أن يفكر إخواننا في مصر في مصلحة البلاد ووحدتها وقوتها وعودتها للدور التاريخي ويقدموا التنازلات للمصلحة العليا، وعجب الجميع من الخلافات والصراعات واستمرار الاحتقان وتراجع الاقتصاد، فإن ذلك ضعف لمصر وضعفها ضعف للعرب وقوة لأعداء الأمة، وكان الواجب على الجميع أن يعرف أن مصر للجميع بمختلف أطيافهم، يجب على الجميع السير وفق التفاهم والشراكة الجماعية لأنه لا يمكن لأحد أن ينفرد بالأمر، كان الواجب عدم الصراع على تقسيم المناصب والصراع على المكاسب وتوزيع المقاعد ولكن كان الناس ينتظرون أن يسير الجميع وفق الدستور والقانون ويوحدوا كلمتهم للخروج من الأزمة ويبدأوا بتحقيق أهداف الشعب المصري في تنمية اقتصادية ومساعدة الفقراء وتقديم الخدمات الطبية والبنية التحتية وحل مشاكل الشباب وغيرها ولتقوم مصر بمسؤوليتها العربية ودورها الذي حملت مسؤوليته تجاه إفريقيا العمق الاستراتيجي للعرب ولدعم الشعب الفلسطيني وعودة الحق المسلوب الذي تتصدره مصر مع أشقائها، وهي مقر الجامعة العربية، بيت العرب. ولذا، فإن الخلافات والصراعات والمهاترات والاحتقان وتعطل البلاد تترك مجالا لأعداء الوطن واختلال الأمن وظهور عصابات تخل بالأمن ولها أجندة تخدم جهات تريد تدمير مصر وإبعادها عن دورها القومي العربي. لقد آن الأوان أن يغلق الجميع أبواب الفتن التي إذا استمرت سوف تضر بمصلحة البلاد وتقودها للهاوية وتدمر الاقتصاد وتبعد مصر عن دورها القومي والريادي. لذا يجب أن يتفاهم الجميع على تقوية البلاد وعدم التفريط بالأمن وسيادة الدولة ورفض الإخلال بالأمن وعودة الحياة الطبيعية، ومهما اختلف الجميع في مرئياتهم لكن لا يسمحون بالمساس بسيادة الوطن والإضرار به، إن الجميع يتطلع إلى العقلاء لجمع الكلمة وعدم التشنج والغرور بالدنيا وعدم الصراع على السلطة والاستفادة من تجارب الماضي وعدم تكرارها، ولا تستطيع فئة الانفراد بالسلطة ومراعاة الفئات الأخرى ووضعها وتطمينها وعدم السماح لمن يريد أن يخدم أعداء البلاد بإثارة أي فتن طائفية والقبول بسياسة التوافق والتفاهم، وقطع الطريق على أصحاب المشاريع والأجندات التي تريد أن تدمر مصر وتبعدها عن دورها وتجرها إلى صراعات لا نهاية لها وعواقبها ليست في خدمة الجميع والكل خاسر. يجب أن تستمر الانتخابات ويتم القبول بالنتائج بعد ضمانات تسيرها في الطريق الصحيح وفق المعايير والإشراف النزيه. وفي خلال هذه الفترة يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يتوافق عليها جميع الأطراف والحمد لله إن الجميع يمتاز بالعقل. لذا، لابد من عدم الصراع والمماحكات السياسية. إن التصريحات الساخنة والمواقف المتصلبة والبيانات والتهديدات والضغوط نتائجها وخيمة، ولن تصب في صالح أية جهة، الكل لا يستطيع تهميش الآخر. لذا، فإن الكل يجب أن ينظر إلى المستقبل ويتجاوز الماضي بسلبياته ولثم الجراح وعلى الجميع الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة، حيث كان العفو والتسامح منهجه، فالعفو والرحمة والاخوة هي القوة التي قام عليها الإسلام، نبينا في فتح مكة كان يعفو ويوحد الصفوف. إن الانتقام والعيش في سجنه لا يمكن أن يساعد على قيام دولة ذات مسؤولية، العرب اليوم يتطلعون إلى مواقف شجاعة وتاريخية من إخواننا في مصر العزيزة على الجميع وأن يبعدوا عن هذه الأمور التي تؤدي إلى نتائج لا يعلمها إلا الله وأن يفوتوا الفرصة على أعداء مصر الذين يتربصون بها ويهمهم ضعفها وإبعادها عن دورها التاريخي، هناك مؤامرات وما يجري جنوب النيل هو جزء منها، وعلى الاخوة ألا يسمحوا بالمهاترات والصراعات، ويكون هدفهم هو بناء البلاد وحل مشاكلها الداخلية والحفاظ على الدور القومي لمصر عربياً وإفريقياً ودولياً. هناك مستقبل مشرق ينتظر مصر واخوانها العرب لن يتركوها إذا قرر القادة الجدد أن يوحدوا كلمتهم وألا يسجنوا أنفسهم في قضايا الماضي فليتركوه خلفهم وليأخذوا دروسا من العراق وغيرها وأن يضعوا أمامهم منهج نبينا الذي علمنا التسامح والعفو والرحمة وكتب السيرة مليئة بذلك، آمل للجميع أن يحكموا عقولهم بعيداً عن العواطف وعن إغراء الكراسي والمناصب.
633
| 07 مايو 2012
لقد كانت مغامرة صدام حسين بغزو الكويت كارثة بكل ما تحمل الكلمة من خلال التبعات التي مازالت الأمة تدفع ثمن هذه المواقف الفردية القائمة على الأهواء، وكانت هذه لها تبعات في تمزيق الأمة والإضرار بالاقتصاد وتمكين جهات كثيرة من النفوذ في الأمة وتدويل قضايا كالعراق نفسه، مما أدى إلى غزو العراق نفسه على يد المحافظين الجدد وفق خطة برنارد لويس وتغيير خريطة المنطقة، وللأسف فإن ذلك مكّن قوة إقليمية كإيران أن يصبح لها نفوذ في بلد كان يقاوم أطماعها في المنطقة وتحالف الغرب مع إيران وتم غزو العراق وفق البرنامج الذي ذكرناه في التقسيم الطائفي كنموذج إرادة برنارد لويس للأمة العربية لصالح قوة واستمرار إسرائيل وتفوقها، ومن هنا بدأ حل الجيش العراقي ليتم حصول دولة تقوم على أساس المحاصصة الطائفية، وأن المعارضة العراقية ضد صدام تم اختيار العناصر التي تنفذ هذا البرنامج واستبعاد العناصر التي ستؤدي للوحدة الوطنية لأن العراق كان شعباً لا يعرف العرقية والطائفية، ولكن هذه الأحزاب التي عاشت في إيران وغيره وتم تأهيلها لهذه المهمة عادت لتؤدي هذه المهمة التي يريدها أصحاب المصالح في المنطقة وبدأ العراق يدخل في متاهات دمرت كيان هذه الدولة وتحول العراق إلى كيانات وفئات ذات مبادئ وأفكار تقوم على مسألتين: التطرف هو المنبع والمنهج، والفكرتان هما الطائفية والعرقية وبدأت هذه الفئات تتحدث عن اقتسام النفوذ على هذه الأسس وبدأ العراق يدخل في نفق خطير من حروب ودمار وإرهاب وتصفيات عرقية وطائفية، وضاع العراق التاريخ عراق المنصور والرشيد والبحتري وأبو حنيفة والغزالي وغيرهم إلى عبرات الموت والفقر والدمار وأصيب العراق في عمق كيانه وذاته وأصبح ملايين الأرامل والأطفال الأيتام وأطفال الشوارع وبيع الأطفال وانعدام الكهرباء والمياه الملوثة والمهجرين، ونهب البترول للمغامرات وبيعه في السوق السوداء لحساب عصابات وأفراد، حتى دجلة والفرات الذي تغنى به الشعراء أصبح ملوثاً بالجثث التي تلقى فيه من قتلى الحرب وجعلت الشعب العراقي يحرم حتى من السمك، وأصبح العراق الذي كان مكان الندوات والشعر والأدب والمكتبات إلى عراق الموت والفقر والدمار على يد هؤلاء، وأصبح العراق يدار من قبل الحرس الثوري الإيراني، وقاسم سليماني على وجه الخصوص، ولا يمكن تعيين أحد إلا بموافقة أجهزة الأمن الإيراني، وتحول العراق إلى أداة تنفيذ أعمال في الدول العربية كتدريب الحوثيين، ومجمع لاستقبال الإرهابيين الذين كان النظام السوري يهيئ لهم الدخول وفق خطة لتخصيب الإرهاب في العالم العربي وصنع ضحايا من أبناء الدول العربية اصطادهم أشخاص لا يخافون الله ولا ضمير لهم إلا أهواء وأحقاد وأطماع، وحاولت دول كالمملكة العربية السعودية مساعدة العراقيين بلملمة الفرقة وتضميد الجروح وعودة هذا البلد إلى الصف العربي وفتحت صدرها لكل فئات الشعب العراقي بدون تمييز واستضافت مؤتمراً للمصالحة بمكة واستقبلت قيادات العراق، إلا أن هناك جهات معروفة تدخلت لإحباط وإجهاض هذه المساعي، ولو أن القادة العراقيين استفادوا من هذه العروض والحكمة لتغير وجه العراق، إلا أن المصالح الحزبية والأنانية والتعصب وتقديم المصالح الذاتية على مصالح الأمة وعدم الرحمة بالضعفاء من المواطنين المحرومين من الأمن، والأطفال المحرومين من آبائهم ومن التطعيم والمعرضين للتشوه من الأسلحة الكيماوية. هذا ليس من عندنا وإنما تقارير اليونيسيف والمفوضية السامية للاجئين وبرامج وتقارير الأمم المتحدة التي تتضمن أرقاماً مخيفة مفزعة لا يتناولها الإعلام. وفي الفترة الأخيرة بدأت عمليات التهجير في البصرة وغيرها وجعلها ذات نسيج واحد وفصيل واحد ليتم بعد ذلك ضمها لإيران، بعد استفتاء وفق المخطط التوسعي لملالي إيران، وهذا ما أفصح عنه نائب الرئيس الإيراني بالوحدة مع العراق وما صرح به مرشد الثورة وأحمدي نجاد وغيرهم وحددوا هدفهم بتهجير غير الموالين لإيران عقديا وفكريا وتحقيق الهدف بالهلال الذي أرادوه، ولكن سوريا رئة إيران في المنطقة قد أضرت بمصالح إيران وكشفت أهدافها للشارع العربي وأخرست أبواق إيران الصحفيين والمفكرين والمحسوبين على الإسلام الذين ظلوا أبواقاً لها في الصحافة ويترددون عليها لطلب دراهم معدودات وليحصلوا على الفنادق والهدايا، فوجئ هؤلاء بأن حزب الله وإيران تدخلوا لقمع الشعب السوري ونزلوا بكل قواهم ودفعوا المليارات لهذا الغرض، وفجأة تحول العراق الذي كان يتهم سوريا بتصدير الإرهاب إلى حليف، ويجب الدفاع عنه وتمويله بالخبراء والأموال ودعمه بكل الوسائل وتبين للسذج أن ذلك كان سابقاً ذراً للرماد في العيون لصرف أنظار الآخرين عن مخطط لفئات باطنية تظهر غير ما تبطن وتعمل بأسلوب ولغة مزدوجة دقيقة السرية قائمة على الخداع. وقد صدم هؤلاء بالمواقف العربية الشجاعة وفوجئوا بالمواقف الخليجية والعربية مع الشعب السوري، فخرج هؤلاء عن أطوارهم وبدأ المالكي ومن معه يشتم ويسب الدول العربية وتركيا بأسلوب خرج عن اللياقة والعرف الدبلوماسي وتعاملات الدول، وأصبح يهدد يتوعد ويتصرف بطريقة استفزازية، ولكنه فوجئ بأن الناس لم يردوا عليه ولم يولوه اهتماماً كما قال رجب طيب أردوغان إن الرد على هذا الرجل سيحقق له ما أراد فكان سفره لطهران لينفس عن كمده وفشله ليقدم تهديداً عن طريق القادة الإيرانيين بالوحدة، وأن العراق بعد خروج أمريكا وانسحابها قوي بإيران وأن هناك فكرة وحدة عراقية-إيرانية وأن بغداد ستكون الجمهورية الإسلامية القادمة بعد إيران، وكذلك الحديث عن التقسيم ثم بدأت في نفس التوقيت تصريحات بيع النفط لدول كإسرائيل وتهريب النفط لإيران التي تنفذ مغامراتها في اليمن والصومال وإفريقيا ولبنان وغيرها بنفط العراق، ولو تحدث أحد عن ذلك سابقاً لاتهمه الآخرون بالمبالغة والتجني، ولكن الله أراد أن يفضحهم بألسنة عراقية من داخل أجهزة الحكم. إن القضية لم تعد احتواء المشكلة ومد يد أو فتح علاقات رغم مبادرات عربية والموافقة على عقد القمة ببغداد لعل ذلك يعيد هؤلاء لجادة الصواب، وإنما القضية أن هؤلاء ينفذون أجندة، وقد قرروا أن يسجنوا أنفسهم في دائرة ضيقة جداً وهي الطائفية والعرقية ولم يعرفوا ما يجري لهم. إن العالم تغير وتجاوز هذه المسألة والمرحلة إلى مرحلة التوحد في كيانات، ولو أخذوا بالمبادرة فإن ذلك كان سيساعد البلاد للخروج من النفق المظلم، وسيعيد العراق لدوره لأن العراق لا يمكن أن تحل أموره بتهميش طائفة وإغفال دورها وإخراجها من الدور السياسي وصناعة القرار، فهذا لا يمكن وحتى الأخير تم إبعاد حتى العناصر المعتدلة تمهيداً للوصول إلى التقسيم، وإذا لا سمح الله تحقق ذلك فإن إيران لن تعطي هؤلاء أي دور بل سيندمون ويبكون دماً لأنهم حينها سيكونون مجرد موظفين عند الحرس الثوري وليسوا مستقلين، فمتى يستيقظ العقلاء في العراق ويدعون لمؤتمر وفاق ويمدون يدهم بصدق للأشقاء الذين ليس لهم أطماع وسيجدون الأبواب مفتوحة من اخوتهم الذين يريدون خروج العراق من النفق المظلم والتئام جرحه.
487
| 29 أبريل 2012
العراق الذي أصبح اليوم منسياً من العرب عما يجري فيه، وقد وصلت الصراعات فيه إلى حد يهدد مستقبل هذا البلد، ولا شك أن هذا البلد الذي له تاريخ ويرى الغرب ومن وراءه إسرائيل أن تدميره مصلحة عليا استراتيجية، ولأن الهم والشعور القومي قد اضمحل عندنا فلم نعد نشعر لما يجري حولنا. المتأمل للتغير الديمقراطي اليوم والتهجير الطائفي البشع في البصرة وبغداد قد ازدادت رقعته يتم بناء مدن تباع بأسعار زهيدة وقروض ميسرة لأجل إحلال طوائف معينة وتهجير أخرى، ويتم استغلال الجماعات الإرهابية التي تبين فيما بعد أنها مجرد مرتزقة تقوم بدور معين يساعد لتحقيق الأهداف، وبترول العراق ينهب ويوزع، وهذا لم يقله أحد غريب بل على ألسنة الأطراف الحاكمة بالعراق التي جاءت لتحقيق الديمقراطية من خلال بيع النفط لدول جوار ولإسرائيل، وتفاضح حكام الأكراد وقادة الحكم في بغداد ونشروا الغسيل في أجهزة الإعلام، والشيء الذي لم يعلنوه على الملأ أن أموال العراق اليوم تذهب لعمليات العنف والدمار في اليمن وسوريا والصومال ولنشر الطائفية والحقد المذهبي وإثارة النعرات وتمويل الإعلام المتخلف الذي يعيش في صراعات ما قبل ثمانمائة سنة، هؤلاء الناس لا يدري أحد أين يعيشون وهم ينفذون أجندة لدولة تحكم بامبراطورية وتعيش على صراع مع الموتى حتى وصلت بهم الحال لنبش قبور صحابة ماتوا من مئات السنين، في الوقت الذي يعاني فيه شعب العراق من المهجرين والأيتام والأرامل والفقر والمياه الملوثة وسوء الخدمات الصحية والطرقات وحتى السمك في دجلة والفرات أنهار تغنى بها الشعراء أصبحت هذه الأنهار تحمل في بطنها موتى يتم دفنهم بالماء لإخفائهم فيأكلهم السمك الذي يمنع الناس من اصطياده. أطفال يباعون بأسعار رخيصة، لاجئون يتسكعون بشوارع أوروبا على المقاهي وغيرها وكأن الناس لا يعرفون ما يجري حولهم. الكل يرى ما يحصل وآخرها السلوك الاستفزازي والظلم على السيد طارق الهاشمي وتلفيق التهم والقصص وتعذيب وقتل حراسته وهو الذي بذل جهده للوفاق والتعايش وأغضب الناس بقبوله بهذا وسكوته وهو يأمل ويحسن الظن، إلا أن هؤلاء لا صديق لهم، والعراق لم تقف مشاكله في الداخل كما ظن العرب بل صدر أفكاره مع المال والسلاح والتدريب إلى اليمن والصومال والبحرين وغيرها، وهناك قنوات عنصرية طائفية تنشر ثقافة الكراهية فأين العرب؟ ما هو المستقبل الحقيقي الذي يحاول العرب تجاهله أن العراق سوف يقسم ضمن صفقة وستضم أراضي منه في استفتاء لدول مجاورة بعد التغيير الديمغرافي، هذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها وبدعم غربي. هناك خريطة رسمت منذ دخول المحافظين الجدد بغداد، ومنذ قرر الحاكم العسكري ذلك وحوربت الهوية العراقية لطمس عروبتها وحوربت الفئات المتمسكة بذلك وصفيت وسجن الناس بالآلاف وترحم العراقيون على صدام وقالوا رب يوم بكيت منه فلما صرت إلى غيره بكيت عليه. وأصبحت هناك أحزاب لها مناطق نفوذ وميليشيات، وكل هذه لن تقف عند حد معين كما يظن البعض بل عينها على المنطقة ولا يدري المواطن العربي عن سر هذا التعتيم الإعلامي والتجاهل رغم الشكوى. الأحزاب الكردية تريد الانفصال وتركيا لا توافق وهذه الأحزاب ترفض الانتماء العربي والإسلامي وتخطط لدولة تتبع الغرب وتحارب الفئات ذات الهوية وتقمعها وتصرح بذلك وتمد يدها لإسرائيل والموساد وينشط بأراضيها وهم بلاد صلاح الدين وأبطال الأكراد في نشر الإسلام والدفاع عن مقدساته وتاريخهم المشرق. العراق اليوم تنازعه فئات تتصارع على الغنيمة والنفط والتسلط وأصبح يدار اليوم من قائد أجنبي لدولة مجاورة وأصبح لا يعين موظف في الدولة إلا بأمر من هذه الدولة المحتلة التي ستفاجئنا يوماً بضم أراض لها من العراق بعد طبخة ومخطط التقسيم الذي يُعد له الآن وأمراء الطوائف ينتظرون حصتهم من القسمة، وغضبت دول في التحالف لم تنل نصيبها وسيرت أمريكا الأمور وأكلت الكعكة وحدها وضربت الآخرين بعرض الحائط وأخذت شركاتها العقود. تذكر العراقيون ما مضى لم يحصل مثل هذا، كانت سابقاً جنة إلى جحيم اليوم، والحقيقة أن التغيير يجب أن يكون مبنيا على أسس ومعرفة البديل والحفاظ على حقوق جميع الشركاء والمواطنين وهو ما لم يفعله أحد، جاء جيش يحمل حقد سنوات وتاريخا قد ثقفوه بذلك عدوه وإخوانه أبناء شيعة فقط، ونسمع اليوم عن مساعٍ للصلح ودعوات ولكنها فردية وليست قائمة على أسس وواقعية للأسف، نريد أن نرى برنامج وفاق يشمل جميع الدول المجاورة والعلماء المؤثرين والشخصيات الإسلامية والمنظمات الإسلامية، نحتاج إلى مبادرة متكاملة يتم التشاور فيها مع جميع الأطراف ويتم ضمان النتائج ومشاركة أهل القرار والتأثير. آن الأوان لوضع موضوع العراق على الطاولة والمصارحة فين والكل خاسر والحقد يورث الحروب والدمار، يخطئ السيد المالكي ومن معه من الطوائف أن يظن أن حماية الغرب والدولة الامبراطورية ذات الأطماع سوف تحقق له القوة لا يدري أن هؤلاء الذين يعانون وظلموا لن يسكتوا ولن يسلموا وسيكون الثمن باهظاً على الجميع وأولهم حزبه وفئته ويسجل التاريخ أنه دمر ومزق البلاد وأن صدام وحكمه كان أرحم بكثير. ورسالة الشيخ حمد بن جاسم في تعليقه على المؤتمر إشارة، كان يجب أن يفهمها إن كان لبيباً. وننتظر من ماليزيا وتركيا والجزائر أن تقدم مبادرة شجاعة بعد التشاور مع الآخرين بشأن العراق تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي لعلها تكون سفينة إنقاذ وخريطة طريق.
469
| 24 أبريل 2012
لقد ظهرت في دول الساحل وبالأخص مالي والنيجر أحداث على أجهزة الإعلام بشكل مفاجئ صراعات وأحداث سياسية وأمنية من قبل جماعات متطرفة وكذلك الطوارق ولكن لم يتم السؤال عن السبب الحقيقي وراء هذه الأحداث وكان آخرها انقلاب مالي. الحقيقة التي يخفيها الساسة الكبار الذين يتحكمون بمصائر الدول أن هذه الدول فيها ثروات كبيرة من اليورانيوم وأخيراً ظهر البترول فيها والشركات الغربية التي تعاني من أزمات بعد الأزمة الاقتصادية يسيل لعابها لهذه الثروات التي يريد الغرب أن تبقى مركز نفوذ ولا شك أن النيجر ومالي ومعهما السنغال والكاميرون وغينيا وتشاد دول مليئة بالثروات إلا أن الصراع بين الفرنسيين والأمريكيين وأخيرا ظهر الصينيون كطرف منافس يريدون أن يصلوا ويستحوذوا على الكيكة الصفراء كما يقال. وهذه المناطق التي يعيش سكانها تحت خط الفقر وظروفهم قاسية بل وصلت إلى حد المجاعة في بلاد كالنيجر بسبب الجفاف وفشل تلك الحكومات في إيجاد مشاريع تنموية بديلة والنهوض بتلك البلدان مما أدى لظهور المجاعة والفقر والأمراض ومعاناة الأطفال وموت الثروة الحيوانية كل هذا وهناك شركات أجنبية تأخذ وتنفرد وتستغل الأسماك الشهية يستمتع بها الغرب. إن الغربيين الذين يعيشون في بيوت وحدائق وحياة رفاهية يريدون استمرار هذه الحياة وهذا لا يكون إلا بثروات هذه الدول كما أن وجود حكام أصبحوا متورطين مع هذه الشركات وحصولهم على امتيازات شخصية وثروات لهم ولأسرهم وبيوت دون شعوبهم التي تموت جوعاً وفقراً بالداخل أو في قوارب الموت ورحلات لتجار تهريب البشر إلى أوروبا إما في صحاري تونس والجزائر أو في أمواج البحر أو غيره شيء محزن وقصص لا يصدقها العقل لمعاناة هؤلاء الذين يصلون إلى أوروبا ويعيشون وهم في ظروف صعبة يستغلون بسبب وضعهم غير القانوني الذي يحرمهم من حصولهم على حقوقهم. اليوم صراع فرنسي-أمريكي، ففرنسا لا يمكن أن تسمح بمثل هذا التدخل والتسلل للنفوذ الصيني أو الأمريكي فهي ذات النفوذ تستخدم هذه الإمكانيات ولها قوات في مستعمراتها السابقة لساحل العاج وتشاد لتحمي مصالحها لذا وجد صراع حقيقي خفي. ولكن هذه الدول لتصل لهذه الثروات ما المدخل، الجواب ببساطة صناعة الإرهاب وصراع قبلي وان مات تبرر تدخل هذه الدول تحت مسمى الحماية وإقرار السلام والأمن الدوليين ومجلس الأمن جاهز لهذا الشيء. وللأسف فإن الدول العربية قد أهملت هذه الدول التي تعتبر عمقاً استراتيجيا لها وكان الملك فيصل قد قام بدور كبير في كسب هذه الدول والاهتمام بها لمنع الاختراق الإسرائيلي وبعد فترة قامت مشاريع مبتعثين من تلك الدول وأنشئت جامعة النيجر وغيرها وبدأت ولكن الحماس قل وتركزت الجهود وانحصرت في المجال الإغاثي المحدود بعد أن أبرزت منظمة اليونيسيف وبرنامج الغذاء العالمي حجم معاناة تلك الدول وكان المسلمون ينتظرون برنامجاً تنموياً شاملاً يساعد تلك الدول من خلال برامج استثمارية وبدائل تنموية ذاتية لاستغلال الثروات ودور واسع في كافة المجالات، إضافة لبرامج التعليم والثقافة والمحافظة على الهوية الإسلامية حيث قلصت البعثات الإسلامية الجامعية لهذه الدول وأصبح التبشير والفرانكفونية التي يرأسها عبده ضيوف وأمثاله من المتفرنسيين. يبذلون جهودكم ويستغلون الفراغ الفكري والثقافي أضف لذلك دور بعض الدول ذات النزعات الطائفية وأفكار الامبراطوريات القديمة تسعى لبث أفكارها وتبذل أموالاً وبمباركة غربية لتقديم إسلام مشوه فالجهود هناك تقوم على محاور ثلاثة وهي: 1- الفرانكفونية والعلمانية الغربية. 2- التطرف والفكر المنحرف الذي تدعو له جماعات الإرهاب. 3- الفكر الطائفي المنحرف المبني على تقديم الإسلام كمذهب صراعات تاريخية وحرب مع الماضي. هذا كله يخدم مصالح الغرب في منع هوية إسلامية تربط هذه الدول بالعالم العربي وتنتزع قيادة العرب والعالم الإسلامي لهذه الشعوب نحو العالمية الإسلامية ونحو هوية حضارية تعيد تاريخا مشرقا وكلنا نعرف ما هي تميكتو ودور تشاد والنيجر في تاريخ الإسلام ومساهمة السنغال في العلم والمعرفة والحضارة ونيجيريا التي قتل فيها رائد الهوية وبطل نيجيريا الشهيد أحمد وأبولو رئيس نيجيريا السابق ومعه الحاج أبوبكر تفاو الذين أرادوا أن يجعلوا النيجر متحررة وقلعة إسلامية حضارية فمتى يستيقظ الناس عندنا ومتى نبدأ مشروعاً حضارياً لهذه الشعوب ومتى نخرج من دائرة المساعدات الخيرية المؤقتة المسكنة كالبندول إلى إنقاذ هذه الشعوب ومتى نساعد هؤلاء الناس في الحفاظ على هويتهم وإعادة النشاط الدعوي والتعليمي ومتى تتحرك الإيسيسكو والبنك الإسلامي للتنمية في مشروع حضاري جاد نحو هؤلاء ومتى نبدأ علاقات متميزة معهم ونسعى لحمايتهم ودعمهم ثقافيا وفكريا ونبدأ حملة قوية لمساعدتهم ونقود برنامجا تنمويا فكريا تعليميا نحوهم ومتى نحميهم من أن يكونوا صيداً سهلاً لجماعات التطرف والإرهاب وللدول التي تحمل أفكارا منحرفة للإسلام لأغراض وأطماع وتريد أن تبني أطماعها على الجهود التي بذلناها. لقد قلتها لعدد من المسؤولين العرب والمؤسسات وناقشتها معهم وقلت لهم لقد بذلتم سنوات من الجهود والأموال وتركتم هؤلاء وسلمتم هذه الجهود على طبق من ذهب مجاني لخصومكم وانسحبتم بطريقة غير معقولة ومبررة آن الأوان للجميع أن يفكر باخواننا ونساعدهم ونشاركهم ونتكامل معهم.
621
| 12 أبريل 2012
إن الإعلام اليوم المتطور عبر الثورة الإلكترونية أصبح له شأن كبير. وقبل سنوات كنت أسمع مقابلة مهمة لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، قال فيها قبل ظهور الصحون اللاقطة: إنه سيأتي يوم لا تجد الرقابة مكانها ولا يتحكم الناس فيما يرد إليهم من معلومات، ودعا لتحصين الشباب مما يرد علينا لحماية المجتمع. نحن اليوم نواجه غزواً مركزاً وثقافة في منطقة لاشك لها هوية وذات تاريخ، وأعرف أن اليهود في الغرب استطاعوا خلال سنوات السيطرة على أجهزة الإعلام والاقتصاد، للتأثير على سير السياسة الغربية وتوجيه المواطن الغربي، وهذا ليس بعجيب، فالكل يعرف ذلك، إن الإعلام الغربي الذي أصبح يخدم نفوذ هؤلاء، ومن ذلك عندما زار حسني مبارك واشنطن في عهد بوش أنفق اللوبي الصهيوني سبعة ملايين دولار للتأثير على الإعلام وتوجيه زيارة الرجل وفق سيكولوجية إعلامية مدروسة، وسيكولوجية الإعلام من الأشياء المحدودة في دراسة الإعلام المعاصر. نحن اليوم مستهدفون في وحدتنا، ولأن لنا أعداء يطمعون في السيطرة على ثرواتنا والتحكم في قرارنا وإخضاعنا لأهوائهم وأطماعهم، لدينا دولة مغروسة مفروضة علينا تريد إقناعنا بوجودها وهيمنتها والقبول بظلمها لإخوان لنا، وهي إسرائيل، ولديها قوة تكنولوجية وغيرها كالقوة العسكرية، وتعرف أننا لا نقبلها ولن تسكت علينا، ولدينا دول إقليمية غير غربية تريد أن تسيطر بنفوذها علينا وأطماعها في أراضينا وقراراتنا، والكل يستعمل الإعلام والغزو الفكري والثقافي وفق الأدوات والتكنولوجيا بكل امكانياتها، فماذا نحن صانعون، اليوم للأسف لدينا كم هائل من الصحف والقنوات والمواقع، للأسف أغلبها تدعو لثقافة الكراهية والفرقعة الإعلامية والتحليلات التي لا تفيد في تثبيت الهوية والمشروع الحضاري. إعلامنا اليوم بلا هوية للأسف، وهذا ما نراه في قنواتنا وصحفنا ومواقعنا مهاترات وسب وليس حوارا، إن الحوار وحرية الرأي مطلوبان ولكن في إطار هدف هو الارتقاء بالأمة وحصول الفضل والوصول إليه وليس لتسجيل المواقف والعنتريات. إعلامنا يجب أن يتفهم بعض النقاط مثل: 1- الحفاظ على العقيدة كالكتاب والسنة وفق ما جاء من عند الله ورسوله وأصحابه. 2- الحفاظ على الأخلاق والسلوك والآداب والمعرفة. 3- عدم السب والشتم وثقافة الكراهية. 4- الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض التقسيم العرقي والطائفي الذي يمس بوحدة الأمة. كل هذه أمور تهم كل مواطن عربي مسلم ولا يجوز أن نسمح بها مهما اختلفنا. وقد رأينا قبل فترة في برنامج الاتجاه المعاكس كيف كان حوار يدعو لتقسيم اليمن والعنصرية وثقافة الكراهية، وللأسف أن قناة الجزيرة استضافت شاباً صغيراً مشحوناً بثقافة الكراهية ليس لديه فكر وإنما يدعو للحرب والانفصال والعنصرية والطائفية وهو مبرمج بهذا الخصوص حتى إن الطرف الآخر زايد ودخل معه في جزء من هذه الثقافة ولم تكن المقابلة سوى إيصال رسائل لجهات وتسجيل مواقف وليست إفادة المواطن أو حل مشاكل، وكان هذا الشاب الصغير يشتم دولاً في مجلس التعاون لإيصال رسائل لدولة إقليمية ومبرمج هو لذلك حتى أن المذيع كان محرجاً لخروجه عن الموضوع وتعجبت من قناة الجزيرة وهي قناة معروفة بامكانياتها ومكانتها ومستواها الكبير كيف تستضيف أطفالاً أو شبه متعلمين، وهذا يسيء لمكانتها، فإذا أرادت أن تشجع هؤلاء فعندها قناة أطفال أو أشبال تستطيع أن تضعهم فيها، ولا أعتقد أن الجزيرة وما فيها من أناس مثقفين وطنيين تريد الحرب وتقسيم اليمن فلا يوجد عاقل يدعو لحرب أهلية وتمزيق شعب خاصة أن القائمين على القناة عناصر وطنية عربية مسلمة نفتخر بهم ونعتز بهم، ولكن ربما أن هناك أشخاصاً وقعوا في مثل هذه الأخطاء. إننا يجب أن نساهم في حل مشكلة الشعوب والارتقاء بها والعالم العربي بإعلامه وحريته لا يسمح بما يدعو للانفعال والحروب الأهلية والمساس بسيادة الشعوب. ولقد ناديت من قبل أيضا بالاهتمام بمشاكل المواطنين من الجوانب الإنسانية ومعاناتهم وأرجو أن أرى إعلاما يبصر الأمة بالأخطار ويحصنها من الأفكار المنحرفة ويدافع عن وحدتها وهويتها ومشروعها الحضاري.
423
| 26 مارس 2012
الحديث عن الوحدة العربية ليس خيالاً ولا مستحيلاً ولكن يجب ألا يكون شعارات أو يأساً وإحباطاً، العالم اليوم في طريقه للوحدة مع اختلاف اللغات والمذاهب والمصالح لكن تبدأ خطوات من الطريق الأمثل الصحيح. بدأ العرب خطوات الوحدة من مداخل لتسجيل مواقف وشعارات ولم تكن معظمها جادة، وهناك تجارب بعضها فضل كالاتحاد العربي وبعضها تعثر كالاتحاد المغاربي وبعضها أمام التحديات لمجلس التعاون الخليجي. وبقي مجلس التعاون الخليجي صامداً لعوامل المخاطر التي تحيط به وتفرض نفسها على كل المعوقات، والمواطن العربي اليوم يشعر بالحزن والمصاعب في ظل عدم وجود مقومات الوحدة وشعور الجميع بالانتماء لأمة دينها واحد ولغتها وعاداتها واحدة. لذا لابد أن نفكر بواقعية تجاه الخطوات الصحيحة للوحدة تبدأ من الاقتصاد والتعليم، فلو بدأنا مشاريع اقتصادية مشتركة مثل مدن صناعية وسوق مشتركة، فمثلاً نحن نستورد السيارات والمعدات فلو جعلنا مصانع تجميع الصناعات متنوعة للشركات اليابانية مثلا أو الكورية كل في بلاد تكون مصدرة لكل المنطقة من خلال مدن صناعية أضف لشركات الأدوية والملابس وغيرها مع استعمال وشراء المواد الخام الموجودة في الدول العربية مع الضمانات الضرورية لهذه الشركات وتوفير الأمن لها، يا ترى لم ستجد من الأيدي العاملة وتوفير المبالغ وستقوي الاقتصاد وعندنا مواد خام كثيرة، أضف إلى خبراء وامكانيات ستفيد المنطقة وتساعد الجميع، كما أنه لو توقفنا عن لعبة أسواق الأسهم والمشاريع الفاشلة للبنوك وشركات الاستثمار التي أهدرت حقوق وأموال الطبقة الوسطى وأضاعت أموال الفقراء والمتوسطين في مشاريع فاشلة أو حيل لبعض القوى المتنفذة للابتزاز والغنى على حساب الفقراء بطرق تتنافى مع أبسط قواعد الأخلاق، وقد برزت في أسواق الأسهم والشركات المساهمة قصص مؤلمة ومخيفة دمرت أناسا كثيرين، وكذلك المواد الغذائية والأمن الغذائي من خلال دعم الدول ذات المياه وتشجيع الزراعة والثروة الحيوانية ومساعدة الدول التي تحتاج لذلك من خلال خبرات الاعتماد الذاتي والتأهيل في التطوير الزراعي كالسودان مثلا ومصر، ومناقشة قضية المياه بجدية وقوة. وكذلك تأهيل العملة وفق احتياجات السوق وتشجيع الغرف التجارية لذلك من خلال معاهد تقام في المناطق رسوم تخصم من مرتب الشخص الذي يتم اختياره وبذا نكون أوجدنا عمالة وليس بطالة مقنعة وأهلنا المواطنون والأشقاء فيهم أولى من أصحاب عادات وتقاليد تضر بالثقافة والسلوك وندفع ثمنا باهظا من أخطار هذه العمالة الوافدة من دول لها ثقافات وسلوكيات لا تتفق مع عادات وأخلاق العرب مما سبب دمارا وخرابا في سلوك البيوت والمجتمع، وأيضاً قد تستغل لزعزعة المنطقة واستغلالها في الخلل بالتركيبة السكانية واطماع دول غير عربية والإضرار بالمصالح العليا في المستقبل وبدأت فعلا هذه خلال تصريحات أضف أن بعض الدول تواجه خطراً في الديمقراطية السكانية. ودور المؤسسات التنموية والاستفادة من تجارب الآسيان والاتحاد الأوروبي سيساعد على أشياء كثيرة، ولذا فإن مجلس التعاون الخليجي لو بدأ بخطوات شجاعة في هذا المجال فإنه سيتوسع وبخاصة لو تحركت الصناديق وبرامج التنمية في مشاريع وفق دراسة صحيحة بعيدة عن المجاملات أو العواطف وإنما دراسة ميدانية وفق خبرة وشاملة الجوانب وإعطاء القطاع الخاص حرية وإطلاق خبراته في دراسة وتقييم المشاريع ودعم رسمي فقط حماية وغير ذلك وتشجيع اللقاءات التجارية مع نظرائهم. أما المجال التربوي فإن التقارب التربوي من خلال توحيد المناهج التربوية ابتداءً بالمرحلة الابتدائية وفق خبراء تربويين مع بداية نماذج كمراحل تجربة ولكن بتدرج حتى يضمن النجاح لأن تقارب التفكير ومنهج الأجيال سيساعد على جيل منسجم ومتفاهم حتى الثقافة الدينية بمنهج وفق النقاط المتفق عليها بعيداً عن قضايا الخلاف وكذلك الثقافة، كل هذا سيؤدي إلى تقارب يساعد على الوحدة. وكذلك في مجال الإعلام وإيجاد حوار مستمر بين وسائل الاعلام في القواسم المشتركة، ودور الاعلام في تقريب وجهات النظر وتوعية الناس، ودور المثقفين والعلماء والمفكرين في محاربة ورفض ثقافة الكراهية والأحقاد والقضايا العنصرية والطائفية وما يدفع للتفرقة والأحقاد من خلال وسائل الاعلام ومناهج التربية والعلماء ودور اساتذة الجامعات ومراكز البحث في تقديم دراسات من خلال ورشات عمل وتجارب المختصين والاستفادة من التجارب وفق المبادئ والهوية العربية الإسلامية ومراعاة ثقافة الطوائف والأقليات. إذا خطونا خطوات في هذا الإطار قبل الحديث عن الوحدة السياسية نكون بدأنا بالطريق الصحيح وأن الوحدة الفوقية غير المبنية على أسس وجذور ومراعاة المعوقات ستكون نتائجها سيئة، فالسير في الوحدة الاقتصادية والتعاون الاقتصادي والتعاون التنموي إضافة إلى الوحدة التربوية والثقافية سيكون خطوات صحيحة نحو الطريق الصحيح إضافة لمناقشة المعوقات، والاهتمام بالشباب كأمل المستقبل ووضع برامج لتقارب الشباب وثقافتهم من خلال برامج مشتركة ودراسة وسائل إعداد الشباب كعامل بناء والاستفادة من طاقاتهم وتأهيلهم تربويا وسلوكيا وحمايتهم من التيارات المنحرفة والمتطرفة والسلوكيات الدخيلة على الأمة ورفض الوسائل الدخيلة لتدمير الشباب من خلال الجريمة والمخدرات وجماعات العنف، وتحميل الشباب مسؤوليتهم نحو البناء من خلال العلم والمعرفة وفق الأصالة والمعاصرة وذلك سيساعد لأجيال بناء تساعد لتحقيق الوحدة التي عجز عنها جيل كان ضحية صراعات وتراكمات أوضاع وسياسات داخلية وخارجية. هذه مسؤولية القيادات والعلماء والمثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات نحو أمتهم وحتى لا يسجل التاريخ أنهم لم يتحملوا مسؤوليتهم ولم يقدموا جديدا للنهوض بأمتهم نحو مشروع حضاري.
460
| 09 مارس 2012
كل من أكرمه الله بقراءة التاريخ يدرك ما تخفيه المصطلحات من "فخاخ" أيديولوجية فهي تستعمل لتبرير العدوان وتزين القبيح من الأعمال. وإني دائم الحذر عندما أقرأ عبارة (الإرهابي) تلصق بمقاوم للظلم أو بطالب حق. ولم يستثن الربيع العربي أدبياته من توظيف نعت الإرهاب دون تمحيص فأصبحنا نسبح في بحار الإرهاب من هنا وهناك دون منارة حتى أصبح مصطلح الإرهاب هو الأكثر استعمالا ورواجا في لغة السياسة والإعلام والأدبيات الفكرية في كل أرجاء العالم اليوم، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى تفاقم ظاهرة الإرهاب واستفحال معضلات الشعوب المغلوبة على أمرها وتزايد محنة المستضعفين في الأرض وقيام العولمة بإلغاء الحدود وتحطيم الحواجز أمام الأخبار والمعلومات والناس والبضاعة. ولكن الذي يقرأ التاريخ يكتشف حقائق غريبة وغير متوقعة لتحديد مفهوم الإرهاب عبر مراحل التطور البشري ويدرك بأن هذا المصطلح استعمل دائما لوصف الشيء ونقيضه واستخدم من قبل الأعداء والخصوم لنعت بعضهم البعض وظل لهذا السبب مصطلحا هلاميا غامضا وخفيا لا يمكن تصنيفه بموضوعية ولا إلقاؤه جزافا على كاهل هذا أو ذاك من الشرائح البشرية. وأنا ذاتي كانت بعض الصحف التونسية الصفراء خلال العشريتين الماضيتين تلقبني بالإرهابي! عندما كنت مجرد مثقف متعفف معارض ناصح للرئيس السابق بن علي تماما كما كانت نفس الصحف تصف الشيخ راشد الغنوشي ود. منصف المرزوقي والمهندس حمادي الجبالي! ولعل التعريف الذي تقدمه السيدة كلينتون (أخيرا في مؤتمر تونس) أو السيد بوتن (أخيرا في حملته الانتخابية) مثلا لتوصيف الإرهاب وتحديد معناه يفتقد المرجعية التاريخية ويقع بذلك في المزالق الأيديولوجية مما يجعل هذه التعريفات ظرفية ومرتبطة إما بمصالح الدولة الأمريكية أو المعسكر الروسي الصيني عموما أكثر من ضبط المفهوم اللغوي والسياسي للكلمة فالدبلوماسية الأمريكية والروسية والصينية تؤكد بأن الإرهاب هو قتل الأبرياء تحت أية ذريعة كانت. وهو تعريف يبدو موضوعيا وصائبا بل متفق عليه من دون جدل، لكن المنطق يقتضي أن يطلق هذا المفهوم على الجيوش النظامية التي تقتل الأبرياء كذلك وبصورة أوسع تحت ذرائع شتى ولكن خارج إطار كل الشرائع الدولية منها والأخلاقية فإسرائيل وحليفها الأمريكي مثلا حين ينعتان مسلحي حماس والجهاد الإسلامي بأنهم إرهابيون لأن استعمال القوة وحمل السلاح لا يخول إلا للأنظمة والدول وإلا تحول الأمر إلى فوضى، لكن ماذا نقول عن مليون مسلح مدني إسرائيلي مدججين بالرشاشات هم أيضا خارج النظام وخارج الدولة الإسرائيلية بكل المقاييس ويقتلون ويلاحقون ويعذبون ويختطفون بلا قانون فكيف نسمي الأولين إرهابيين والآخرين مدافعين عن أنفسهم؟ فأبسط قواعد التصنيف الموضوعي تدعونا إلى اعتبار المدني الإسرائيلي المسلح والذي يهاجم المدنيين كذلك إرهابيا بنفس المعايير التي تطبق على مسلحي حماس والجهاد، حتى إذا جاريناها وألغينا حقوق الشعوب المحتلة في الكفاح من أجل التحرير بكل الوسائل حسب نص ميثاق الأمم المتحدة! ثم إن التاريخ يعطينا دروسا وعبرا لا بد من استحضار بعضها في مفهوم الإرهاب. ففي حملة بونابرت على مصر قامت ثورة القاهرة في 22 أكتوبر 1898واستمرت ثلاثة أيام استشهد فيها علماء وطلبة الأزهر الشريف على أيدي قوات الاحتلال الفرنسية وكان الضابط والمؤرخ الفرنسي/ فيفان دونان ينقل في أوراقه ذلك الحدث ثم نشرها في كتاب يسمي فيه الثوار بالإرهابيين! ثم نقرأ منذ سنة 1830 كل الصحف الفرنسية لنجد أن الأمير عبد القادر الجزائري أمير القلم والسيف والذي قاوم الاستعمار منعوت في الإعلام والبرلمان الباريسي بأنه زعيم الإرهابيين! وفي مجلة باري ماتش أشهر المجلات الباريسية عدد 18 يناير1952 نقرأ بقلم مدير المجلة/ ريمون كارتييه بأن الحبيب بورقيبة إرهابي يخفي وراء عينيه الزرقاوين حقدا إسلاميا ضد فرنسا والغرب! مع العلم أن بورقيبة علماني ومتأثر بالغرب وثقافته ومن أنصار مصطفى كمال أتاتورك! أما في جنوب إفريقيا ومنذ اندلاع شرارة مقاومة الميز العنصري في الستينيات فإن كل وسائل الإعلام البيضاء مع الحركات المتطرفة العنصرية كانت تجمع على تلقيب نيلسن منديلا بلقب كبير الإرهابيين! وفي فرنسا ذاتها كان الجنرال ديجول بعد انشقاقه عن الحكومة والالتحاق بلندن عام1940 لتنظيم صفوف مقاومة النازية وتحرير فرنسا، كان ملقبا في الإعلام باسم زعيم الإرهابيين وكان محكوما بالإعدام ولاجئا في بريطانيا إلى حين تحررت أوروبا من النازية وعاد الجنرال مظفرا يوم 19 أغسطس 1944 إلى باريس والغريب أن حكومته لاحقت أنصار الماريشال/ بيتان المتعاون مع هتلر وسمتهم بدورهم إرهابيين وأعدمت منهم الآلاف! وأنا ابتعدت عمدا عن تاريخ العرب في النصف قرن الأخير لأن الجراح لا تزال نازفة وهو تاريخ الانقلابات المتعاقبة والتخوينات المتلاحقة والاتهامات المتبادلة بالإرهاب، تاريخ الشعارات المخزية التي عصفت بأبناء الأمة مابين الناصرية والتقدمية والبعثية والقومية والاشتراكية والتي كنا نشهد خلالها مشاهد القتل والسحل والسجون والمنافي لمن اتهموا بالإرهاب ثم عادوا للحكم بعد أن داسوا على رقاب المنهزمين وذبحوهم بتهمة...الإرهاب! لهذه الأسباب ولأن الله سبحانه هداني لقراءة التاريخ واستخلاص عبره فإني أظل شديد الحذر في استعمال مصطلح الإرهاب!
495
| 04 مارس 2012
يعتبر انتخاب المشير عبد ربه منصور هادي نقلة نوعية كبيرة، فالرجل شخصية معروفة بجدارته وتجربته وعمله الرسمي لسنوات واستفادته من التجربة الإدارية، فهو رجل دولة من الطراز الأول. أما على المستوى الشخصي فهو معروف بدينه وخلقه وشخص محافظ، ولا شك أن شخص دافع عن الوحدة وكافح من أجلها وضحى بالكثير وليست له أي مواقف تسيء إليه بالفساد أو غيره قد جعلته محترماً رغم الظروف التي مرت منذ أحداث 13 يناير إلى تحدي الانفصال إلى تحديات كثيرة في ظروف صعبة، ورغم المؤامرات التي أحيطت بالرجل إلا أنه بحنكته استطاع الخروج منها. وفي المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن كان اختيار الرجل موفقاً لأسباب عديدة أولها أنه مقبول من جميع الأطراف وليس عليه أي اعتراض فهو توافقي أضف إلى كونه من المناطق الجنوبية، فإن ذلك يسحب البساط من تحت أدعياء الانفصال وتقسيم اليمن، ثم إن ذلك على مستوى اليمن يعتبر انقلاباً تاريخياً إذ إنه لأول مرة في تاريخ اليمن يتولى الحكم شخص من غير المناطق الزيدية التي ظلت تهيمن على الحكم تحت مسمى ديني أوجده الأئمة الذين رفضوا أي مشاركة لطوائف أخرى مهما كانت، وحصر الحكم في آل البيت ثم بأتباع المذهب وظل ذلك منذ قيام الثورة، ورغم ذلك بقي الحكم في أتباع المذهب وكان هناك تمييز وهيمنة القبلية وذلك سياسياً، وبعد الوحدة لم يكن ذلك مقبولاً هذا الوضع في الحكم مما سبب أزمة كبيرة استفاد منها دعاة الانفصال وعلى رأسهم الحِراك وغيره. لا شك أن هذا الوضع سيساعد على أن يبدأ اليمنيون مرحلة انتقالية تدل على الحكمة والعقل إن أرادوا الاستفادة منها، فالرجل ليست له طموحات كبيرة ومنفتح وهذا سيساعد على تحديد شكل الدولة القادمة في اليمن وسيرسم مستقبل اليمن وهيكلة الأوضاع وهما فرصة يجب عدم تفويتها، وعلى الدول الإقليمية الشقيقة المحبة لليمن واستقرارها متمثلة في دول مجلس التعاون الخليجي دعم ذلك من خلال حث جميع الأطراف على المصالحة ورفض كل أشكال دعوات العنف والتقسيم أو الدعوات المناطقية والمذهبية. لذا نجد أن هناك جهات قد أغضبها نجاح المبادرة الخليجية تسعى لعرقلة الانتخابات من خلال ما يجري في صعدة ومعارضة الحوثي وأتباعه بناءً على مصالح الدولة الإقليمية التي صدمت بالمصالحة وصدمها نجاح المبادرة الخليجية واحترام الناس لدول مجلس التعاون قد أضر بطموحها لجعل اليمن منطقة عدم استقرار فدفعت بالحوثي إلى محاربة الانتخابات وإثارة الصراعات والحروب القبلية لجر البلاد لحرب أهلية تفشل هذا المشروع. لذا لم تكتف بذلك فتداخلت مصالحها مع شخصيات جنوبية فقدت مواقفها كالحِراك ومنه علي سالم البيض وغيره ممن خسروا ولم يعد لهم قبول حتى من دول المنطقة التي لم تجد في طرحهم أي منطق مقبول وهو ما يضر باستقرار المنطقة، وهؤلاء لم يقرأوا ما حولهم إذ إن الأوضاع أصبحت تختلف تماماً في أولويات وأهمية المتطلبات لدول المنطقة، لذا فقد وقع هؤلاء بخطأ استراتيجي عند طرح موضوع الانفصال أضف إلى تحالفهم مع دولة معادية لمصالح وأفكار وتوجهات دول المنطقة، ولا يستطيع أحد أن يحقق نجاحا دون دعم هذه الدول الحليفة القوية لليمن والتي لم تسمح بأي شيء يضر باستقرارها ويهدد أوضاعها، لقد أخطأ هؤلاء في سباحتهم ضد التيار وكان الأولى أن يطالبوا بالتصحيح والإصلاح ويضعوا برنامجا واقعيا لأن الأمة العربية لا يمكن أن تقوم على أساس كيانات عرقية أو مناطقية أو مذهبية، فذلك يهدد استقرار وسيادة دول المنطقة التي تشعر بالأخطار المحيطة بها من قبل خصومها وأحداث العراق تعتبر درساً قاسيا وورطة مازالت دول الخليج تعاني منها بسبب مراهنتها على المعارضة التي حملت فكراً أصبح يهدد المنطقة وأضر بها وأدى إلى هذا، لكن ذلك لن يسمح بتكرار التجربة مرة أخرى، وكان ما حدث في البحرين وما يجري في سوريا درسا كافيا لهؤلاء الذين يعيشون ما قبل السبعينيات ولم يعيشوا في عام 2012 وتطورات الأحداث. لذا نجد أن المشير هادي وانتخابه رئيساً أصبح ضربة لكل الجهات ذات الأهداف غير الوطنية ولأصحاب الطموحات. إن المستقبل أصبح في يد عقلاء اليمن الذين يجب أن يفكروا بأمورهم الاقتصادية ومساعدة المتضررين وإعادة البنية التحتية وإنقاذ البلاد والعمل على استقرارها الأمني وجمع الأسلحة والمصالحة الوطنية. وعلى الحوثيين والحراك الدخول في العملية السياسية والقبول بأصول اللعبة أو أنهم سيخسرون فهم سيسببون مشاكل ومعوقات أمنية وبضرر محدود ولكن الزمن وثقافة الأمة قد تجاوزت الحدث، والغرب والأمم المتحدة لن يصادموا دول الخليج بخصوص اليمن وما يحدث سيضر بالشارع والطبقة الفقيرة فقط.. فهل هناك من يقرأ؟
581
| 28 فبراير 2012
لا شك أن هذه الأمة التي لا تزال فيها الخيرية توجد بها عناصر ذات تميز ولكنها تحتاج إلى من يكتشفها ويتحدث عنها ويشجعها، خاصة أن بعضهم لا يحب أن يتسابق إلى أجهزة الإعلام ويستعرض أمام الناس مواهبه، ولكن يبقى هؤلاء مجهولين. فمثلاً الأستاذة الفاضلة مريم بلعاليه التي تتميز بأداء مهني متميز تستحق منا أن نتحدث عنها، إذ أنها متخصصة وعملت في عدة قنوات كالجزائرية الثالثة والرأي والصباح الكويتية وفي القناة التركية. هذه المدرسة الإعلامية المتميزة لما امتازت به من فصاحة وبلاغة تدفع إلى أن تتحدث عنها بأعمق من ذلك، فهي ذات أخلاق ومعرفة وثقافة، تشرفت بمقابلتها ورأيت فيها التواضع والمعرفة وحسن الأخلاق والفراسة ولها مستقبل مشرق، إذ أن الإنسان الذي يريد أن يكون له المستقبل لا ينظر للمظاهر الكاذبة ولا يقوم بالاستعجال والطموح القاتل ويحترم الآخرين، فوجدتها صورة نموذجية راقية للإعلام المنشود. وهي من أفضل القبائل الجزائرية الأمازيغ وأصولهم عربية يمنية وهناك تقارب بين اليمنيين والأمازيغ في اللهجات والتقاليد والملابس والحلى، وقد أكد القاضي عبدالله الشماصي مستنداً بالأدلة لأصولهم العربية اليمنية إلا أن اختلاط القبائل ببعضها جعل الناس لا يعرفون الحقائق ولا شك أن الاستعمار الفرنسي ودوره في القضاء على الهوية العربية والإسلامية بالجزائر قد حاول التأثير على بعض المثقفين من خلال سياسة فرق تسد في خلق أزمة ما يسمى بالأمازيغية وهم أفضل العرب نسبياً ويكفي اعتزازهم بالإسلام وفصاحتهم، فالأعراق الجزائرية الأخرى عاشوا مع إخوانهم الأمازيغ اليمنيين الأصل حسب الروايات المعتمدة واختلطوا بهم، إلا أن الأستاذة القديرة ذات الحسب والنسب مريم بلعاليه بفصاحتها وأخلاقها العربية مما يؤكد ذلك اليمنية الأصل المنتسبة لحمير ولسانها دليل واضح وبها من صفات هؤلاء فإن الصفات والعادات تتوارث ولا تنتهي. وأجدادها وآباؤها دافعوا عن الإسلام واعتزوا به ورفعوا رايته، خاصة ابن باديس العالم المشهور وقاوموا الاستعمار وقدموا الشهداء. لذا، فإن مثل مريم بلعاليه هو رد على الاستعمار الفرنسي وأنصاره أضف إلى اعتزازها بنسبها الأصيل، وأجدادها لهم تاريخ أصيل في الجزائر من حيث مقاومة المستعمر ونشر الإسلام والحفاظ عليه وعلى كتاب الله والحفاظ على اللغة العربية. فمن حق الجزائر والعرب أن يفخروا بمذيعتهم المتميزة وأن نعرف الجزائر تاريخا ثريا، فالعزة والكرامة والصفات الحميدة والغيرة والفصاحة عند الجزائريين دليل على ذلك ولو قرأنا جيداً ذلك لعرفنا الحقيقة، ومحاولات الاستعمار الذي أراد القضاء على الهوية العربية الإسلامية للجزائر وأراد خلق مشكلة من العدم يجب أن نفوت عليه مثل هذه الفرصة، فالجزائريون مسلمون مائة في المائة وفيهم غيرة ولولا ذلك لما قدموا مليون شهيد ولما ظلوا رموزا وفيهم أبطال مثل ابن باديس وعبدالقادر والبشير الإبراهيمي وغيرهم. وإني إذ أؤكد أن اعتزاز الجزائريين بإسلامهم وفصاحة بلاغتهم ولسانهم من أمثال مريم بلعاليه واضح لا يحتاج إلى دليل وهي ذات أصول كما يذكر المؤرخون وتاريخ أسرتها شاهد ولو قرأنا ما كتبه الذهبي وابن خلدون والكلبي وغيرهم وكذلك الشماحي رحمه الله، وممن كتبوا في أسر قريش وغيرها المهاجرة عن طريق مصر دليل على ما أقول. أهنئ جريدة الشرق القطرية على سبقها الصحفي في تقرير ليلى شعلان في 9/10/2010م، وأضيف هذه المعلومات التي حصلت عليها وربما غيره يعرف أكثر، ولكن تواضع الأستاذة مريم يجعلها لا تتكلم عن نسبها وتاريخها فهي لا تحب الظهور، فالأمازيغ هم أفضل الناس صدقاً وديناً وأصلاً. هنيئاً لقناة الجزيرة، وهنيئاً للجميع، واسأل الله أن يوفقها ويبارك جهودها وإبداعاتها وأن توفق لخدمة الإسلام والمسلمين والقضايا الإنسانية، مواقفها الوطنية والعروبية شاهد حقيقي. وقد قلت مرة لصديق جزائري إن فصاحة الجزائريين وبلاغتهم رد على جهود فرنسا وغيرها، ومهما حاول الفرانكفونيون والمستعربون اللعب على ورقة الأعراق وخلق قصص وحواديت لإثناء الجزائر عن دورها القيادي التاريخي، فأنا أقول ستظل الجزائر شامخة بعمالقتها وأبنائها وهم مسلمون يعتزون بإسلامهم وعروبتهم وهويتهم وآن الأوان لأن يعرف الجميع أن الجزائر تاريخ، وصدق من قال شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتمي، فالجزائري لا يفرق بين العروبة والإسلام وهما اسمان بشيء واحد وليس ما يفهمه قاصرو النظر من الشعوبيين أو المتفرنسين، فالجزائريون بكل فروعهم وأعراقهم هم العروبة والإسلام ولا ينكر أحد دورهم في هذا الصدد وستظل الجزائر قلعة العروبة والإسلام الشامخة وتاريخها المجيد وإني لأفخر وأعتز بفصاحة أبناء الجزائر وتميزهم بهذا الجانب فهو الشاهد على أنهم العروبة والإسلام وصدق المؤرخون على الهجرات واللسان شاهد.
575
| 07 فبراير 2012
إن الأحداث الأخيرة في اليمن وتشكيل الحكومة والتحديات تجعلنا نناقش الواقع اليمني في المنطقة من منطلق عقلي وواقعي وليس في الخيال، ويجب على العقلاء في اليمن أن يفكروا الآن في مصالح بلادهم وإعادة الإعمار. إن الدول الخليجية هي الشريك الحقيقي في اليمن بعدة عوامل: 1- إن أكثر العمالة اليمنية في منطقة الخليج ولولا ظروف الموقف الخاطئ الكارثي من تأييد صدام لكانت الأمور أفضل بكثير ودفع اليمن ثمناً باهظاً لمواقف مرتجلة. 2- إن أكثر المشاريع والدعم والتمويل والقروض الميسرة هي من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. 3- إن المساعدات الغربية محدودة جداً وشروطها قاسية والخدمات الإدارية تأخذ أغلب المساعدات والكل يعرف ذلك. 4- إن اليمن لا يستطيع أن يخرج من محنته بدون دول الخليج وهو بحاجة ماسة لها وهو جزء من واقعها وتربطه بها مصالح مشتركة. لكن يجب أن ننظر للموضوع من منظور استراتيجي واقعي. لذا يجب على اليمن وحكومته الجديدة أن تقدم مبادرة حسن نوايا تخدم مصلحة الجميع وستكون لها آثار كبيرة، فلو فكرت اليمن في ظل الظروف الراهنة التي تواجهها دول الخليج التي هي شقيقة ولديها رابطة العروبة والدين فيما يخص التهديد بمضيق هرمز، ولو أن اليمن تقوم بإعطاء ميناء ومنفذ مشترك مع دول الخليج كما كانت تفعل سوريا ولبنان في خط التابلاين وتؤجره بعد توفير شروط الحماية ومقابل ذلك تقدم دول الخليج امتيازات خاصة لليمن من حيث العمالة والاستثمار وتعويض اليمن عن الخسائر في البنية التحتية. على اليمن كذلك أن يقدم تطمينات حول الوضع الأمني وإنهاء المظاهرة المسلحة والاتحاد لكل القوى ضد الجماعات المتطرفة والفئات التي ترفع المذهبية والطائفية تبعاً لأجندة خارجية لدول تريد أن تستغل اليمن في تحويله إلى نقطة توتر في المنطقة، لئن كانت المعارضة التي تحكم حالياً تنتقد استخدام الحكم السابق بأنه استخدم الحوثيين كورقة ضغط أو تجارة... إلخ، فالآن هم أمام المسؤولية في إنهاء هذا الوضع ورفض تدخل دول تريد استخدام الأراضي اليمنية في صراعات تضر بالمصلحة العربية العليا وتهدد استقرار المنطقة، لذا لابد من التحرك في إجماع وطني لهذا الأمر، وقد رأى الكثير موقف هذه الفئات ضد الحكومة والفئات وبدأوا يمارسون العنف، وبالمقابل فإن مسؤولية مجلس التعاون الخليجي تبني مؤتمر مصالحة وطنية يقوم على أساس: 1- الشراكة الجماعية والعمل من خلال الانتخابات. 2- رفض المذهبية والمناطقية وتقسيم البلاد. 3- محاربة حمل السلاح وجعله في أيدي الدولة ومنع تجارته. 4- رفض معوقات التنمية كالقات والمخدرات والمتاجرة بها. 5- وضع آلية للمستقبل بما يحفظ حقوق الجميع والمساواة بعيداً عن النظرات الضيقة والحوار من خلال المؤسسات الدستورية. ويجب الضغط على جميع الفئات في هذا الإطار، أن التكامل الخليجي سيفرض نفسه من خلال الظروف والتحديات الإقليمية والدولية، ويجب على اليمن أن تعرف مستقبلها مع هذه المنظومة قبل غيرها، كما على دول الخليج أن تضع استراتيجية لاحتواء وتأهيل العمالة اليمنية لأنهم أفضل من العمالة الوافدة التي تأتي بعادات وتقاليد غريبة تضر بسلوك المجتمع وربما تشكل تهديدا لسلامة المنطقة، وقد كان سيدنا عمر بن الخطاب يحافظ على عادات العرب في الجزيرة العربية. ولا شك أن هناك وسائل ومناهج توجيهية وبرامج ستكون ذات أثر بالتعاون مع الغرف التجارية والأجهزة المختصة لتأهيل وحسن سلوك أخلاقي عربي إسلامي، وتستبعد العمالة الضارة المنحرفة ذات المبادئ والأفكار والسلوك الذي يسيء إلى اليمن والعرب من خلال لجان متخصصة، واليمن هي قوة لدول الخليج. على دول الخليج أن تضع دراسات شاملة وليست اقتصادية وسياسية فقط وإنما فكرية وتربوية وغيرها لدراسة المعضلات والمعوقات، وعلى العقلاء في اليمن أن يناقشوا بشجاعة معوقات العلاقة مع دول مجلس التعاون، وأن تقوم الحكومة الحالية بتجنب أخطاء الماضي للحكومة السابقة وتبدأ خطوات عملية واستراتيجية وشراكة في كافة المجالات وتحافظ وتدافع عن استقرار المنطقة من التهديدات والمخاطر، وإبداء موقف شجاع وصريح في هذا المجال وتوحيد النظرة والشراكة الدفاعية والأمنية مع دول مجلس التعاون. إن قيام مشروع سكة حديد خليجية تمر باليمن سيكون له أثر كبير في الاندماج والتداخل أضف إلى تخفيف شروط الانتقال والدخول بعد تقديم اليمن للضمانات الأمنية وفق خطوات إيجابية بدعم خليجي وشراكة في التربية والتعليم والصحة والإعلام والثقافة وغيرها، والعمل على قيام لجان متخصصة من دول المجلس واليمن لمناقشة كافة القضايا بوضوح، سيكون له أثر كبير. على اليمنيين أن يفكروا الآن بمصالح بلادهم وأن ينهوا المظاهر المسلحة ويرمموا ما خسروه في الماضي بمساعدة اخوانهم الذين يجب أن يدعموهم في المؤتمر الوطني للمصالحة برعاية خليجية، وكذلك التنازل من الجميع لمصلحة الوحدة والأخوة العربية الإسلامية وتجنب السلبيات وعدم النظر إلى الصفحات السوداء الماضية بل المستقبل المشرق، والله الموفق.
436
| 01 فبراير 2012
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8181
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
5397
| 06 أكتوبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
4965
| 02 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4527
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
1911
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1605
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1464
| 08 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1041
| 05 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
909
| 03 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
843
| 09 أكتوبر 2025
المحاولات التي تتكرر؛ بحثا عن نتيجة مُرضية تُسعد...
825
| 07 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
822
| 05 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية