رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فلذات أكبادنا وإعدادهم للتربية البيئية

يقول الاستاذ محمد قطب: "الطفل ليس صفحة بيضاء بغير خطوط هناك خطوط باهتة لم تتميز بعد ولكنها ستتميز لامحالة إما على صورتها الموروثة بغير تعديل اذا لم يحدث تغير معين في شأنها وإما على صورة معدلة اذا حدث تدخل مقصود".. في تلك الصفحة البيضاء ظاهريا الباهتة الخطوط في الحقيقة ترتسم الملامح الاولى للشخصية ويتوقف الكثير على طريقة التعامل الذي يتعامل به الابوان مع الطفل وكل انفعال يمر في نفس الطفل وكل تجربة يخوضها تجربة سرور ورضا او تجربة خوف او انزعاج او الم او قلق تحفر مكانها او تخط خطها في تلك الصفحة حتى يتكون فيها في النهاية خط بارز واضح نتيجة تراكم التجربة وتراكم الانفعال ومن هنا خطورة السنوات الاولى في حياة الطفل وان كانت لا تغلق الباب نهائيا امام فرص التعديل في اية مرحلة من مراحل العمر القادمة. إن الطفل تبدأ تربيته الحقيقة في الكيان الاجتماعي الأول وهو الأسرة ثم يتدرج في أساليب التربية عبر المؤسسات التربوية المختلفة ونجد تفاوتا واضحا بين تلك، كما يوجد العديد من أنواع التربويات التي يجب الاعتماد عليها في تربية أبنائنا الصغار ومنها. التربية البيئية وتعريفها هي عميلة إعداد الطفل للتفاعل الناجح مع بيئته بما تشمله من موارد مختلفة، ويتطلب هذا الإعداد إكسابه المعارف والمفاهيم البيئية التي تساعد على فهم العلاقات المتبادلة بين الإنسان وعناصر البيئة، كما تتطلب تنمية وتوجيه سلوكياته تجاه البيئة وإثارة ميوله واتجاهاته نحو صيانة البيئة والمحافظة عليها. وعرفت ايضا بأنها تلك العملية المنظمة لتكوين القيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لفهم العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بالبيئة. ولاتخاذ القرارات المناسبة المتصلة بنوعية البيئة وحل المشكلات القائمة والعمل على منع ظهور مشكلات بيئية جديدة بهذا التعريف أصبحت التربية البيئية تربية من أجل التنمية البيئية المستدامة، وامتد التعريف ليشمل البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية والتقنية والاقتصادية والمعلوماتية، فالطفل يحتاج إلى تعلم كل ما يتعلق ببيئته، لأن حياته تتوقف على هذه البيئة وتعتمد عليها، ويمكن أن يتم هذا التعليم من خلال الأنشطة المتنوعة التي تساعد الطفل على فهم بيئته والكشف عما يحيط بها من ظواهر طبيعية أو من صنع الإنسان، والتعرف على مشكلاتها، وبناء الثقة في مقدرة الطفل على التفاعل البناء مع البيئة والتعاون على حل مشكلاتها فتدهور قاعدة الموارد البيئة بفعل الأنشطة التي يقوم بها كبار السن في العالم.. للأسرة دور كبير في توعية الأطفال وتعليمهم حسن التكيف مع الحياة بالأسلوب الأمثل والصحيح الذي يحقق جيلا يافعا واعيا يمتلك الشعور بالمسؤولية تجاه قضايا إقليمية مثل البيئة ومشاكلها القائمة. ويجب علينا الحركة نحو تنشيط بناء المناهج والبرامج للتعليم البيئي في كل المجالات، ولكل قطاعات المجتمع البشري، فالكثير من المناهج الدراسية اليوم تستوعب قضايا البيئة، في نسيج المواد الدراسية بالمراحل التعليمية المختلفة. ومن خلال التعليم البيئي المنظم، يمكن للأطفال أن يؤدوا دوراً فعالاً في حماية البيئة التي يعيشون فيها وتحسينها، عندما يدركون أدوارهم، ويشعرون بواجبهم تجاه البيئة التي يتعاملون معها، منزلا - مدرسة - حيا - حديقة - بستانا - محمية، وتكون مشاركته في النشاطات المتنوعة الصفية واللاصفية بدافع ذاتي وطوعي، يحثه في ذلك حبه لبيئته، ومعرفته بأهمية عناصرها بالنسبة إليه. الخلاصة: إن الإنسان مدعو الآن، أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة النظر في كيفية تعامله مع البيئة، وإلى التخطيط السليم لاستغلال مواردها، وإلى الإمعان في العواقب المحتملة لاستغلال الموارد الطبيعية، استغلالاً غير علمي، كذلك دراسة الأخطار الناتجة عن المخلفات الصناعية ونواتج احتراق الوقود، والاستعمال المتزايد للمبيدات الكيميائية والملوثات الأخرى، كما أنه مدعو إلى التفكير في مصير المحيط الحيوي - أي طبقة الهواء والماء والطبقة السطحية من القشرة الأرضية - الذي تتركز فيه الحياة. وأخص المربين الذين هم مطالبون جميعاً اليوم، بوضع أسس تربوية ومناهج مدرسية للتعليم البيئي، تنمي في أطفالنا الوعي البيئي، وتغرس فيهم حب المحافظة على البيئة، خلال تعاملهم معها واستثمارهم لها، هذه البيئة التي كان يوجد فيها - في فترة ليست ببعيدة - الغزال بشكل وافر في بادية الشام، والنعام والمها في الجزيرة العربية، وأن التخطيط العلمي السليم مطلوب في بلادنا أكثر منه في البلدان الأخرى، نظراً لأن الموارد الطبيعية في بلادنا تعرضت لفترة طويلة من الاستغلال غير المنظم الذي نتج عنه تدمير الجزء الأعظم من الغابات والمراعي الطبيعية، وانقراض الكثير من الأنواع الحيوانية، أو انخفاض أعدادها انخفاضاً بالغاً. ملاحظة مهمة: تعد اتفاقية الامم المتحدة لعام 1989بشأن حقوق الطفل نقطة انطلاق مهمة بالمقارنة لمعظم الاتفاقيات السابقة عن حالة الطفل وتحاول هذه الاتفاقية التي كانت موضوع نقاش طوال 10سنوات ان تؤسس حقوق الطفل العالمية وغير القابلة للتصرف وتسلم الدول الاطراف في الاتفاقية "ان لكل طفل الحق الثابت في الحياة" ودعت الاتفاقية الدول الى "ان تؤمن بقاء الطفل ونمائه الى اقصى حد ممكن" كما تدعو الدول الى الاعتراف "بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن تحقيقه" وتطلب من الدول باتخاذ تدابير مناسبة للتقليل من وفيات الرضع والاطفال ولمكافحة الامراض وسوء التغذية وذلك عن طريق جملة امور منها تطبيق التكنولوجيا المتاحة وتوفير اغذية ذات مواد غذائية كافية ومياه الشرب النظيفة، مع وضع اعتبار للأخطار التي يسببها التلوث البيئي.

1234

| 04 مايو 2011

«علاقة إيمانية»

في البداية أقول: إن الحياة مقدسة لكل كائن حي على وجه الأرض، وإن الإنسان أرقى الكائنات على الإطلاق وأكرمها وهو الأجدر بهذا الحق بأنه لا يكتفي للحفاظ عليها بجني ثمارها التي تجود بها يد الله في الطبيعة، كما هو الشأن لدى الحيوان بل يعمد من خلال توظيف كل إمكانياته العقلية وطاقاته الجسدية إلى إقامة علاقة بيئية إيمانية. فإدراج الإيمان بوجود الله ـ سبحانه وتعالى ـ ضمن علاقة الإنسان بالبيئة من خلال عدة أمور أذكرها، أولا: الدلالة الألوهية على ربوبيته ووحدانيته وقدرته وحكمته ولطفه بالحث على التفكير والبحث في طلب العلم وتبديد ظلام الجهل والخرافة، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)) سورة العنكبوت آية (20)، تحث هذه الآية الكريمة الباحثين على السير في الأرض ليكتشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد، فإن آثار الخليقة الأولى متطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن، وبذلك يستنتج أصل الإنسان بالبيئة.. ثانياً: الدلالة على أن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر وإن دقت وخفيت، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)) سورة لقمان آية (20).. يكون تسخير البيئة للإنسان بكل ما يتضمنه من تزويد بمختلف الموارد الطبيعية واستيعاب لمخلفات وفضلات جميع أنشطته، لذلك يستنتج وظيفة الإنسان بالبيئة بأنه لا يكون دعوة للتواكل، وذلك بتقليل قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي والفاعل مع البيئة حتى يستطيع أن يأخذ منها قوته ويستمد منها حاجاته.. ثالثا: الدلالة على التذكير بنعمه وإحسانه والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً مستقراً، بل نسرع فيها السير إلى دار الآخرة، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)) سورة الملك آية (15)، وعلى هذا الأساس بأن جعل الله الأرض من طبيعتها يستطيع العيش عليها ولا تكون غريبة عنه، فالإنسان لا يكون منفصلاً عن البيئة، ومن هنا يستنتج يكون جزءاً منها أو أحد عناصرها بكل ما يترتب عن ذلك من جوهر جدي

899

| 29 أبريل 2011

التأثير والتأثر

في السلسلة السابقة تحدثت عن التأمل بالكون وما فيه من مكونات وأحداث، أدى التأمل فيها إلى هداية الإنسان إلى معالم بيئته، وحدد الأقاليم المختلفة التي بها الحياة المتنوعة والمختلفة فالبيئة بمفهومها العام ((الوسط أو المجال المكاني الذي يعيش فيه الإنسان ويتأثر به ويؤثر فيه)). فالطبيعة هي الأم والإنسان ذلك الكائن الحي أحد مكونات هذه الطبيعة يؤثر ويتأثر.. مثله في ذلك مثل سائر الكائنات الحية الأخرى، فالأمر يحتاج إلى إعادة تصالح للعلاقة بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان وأمه وذاته وأجياله القادمة على المستوى الكوني والفردي والأسري والجماعي — بإبداء وإفشاء السلام والوئام — بدلا من العداء والصراع. وقد وضح الدكتور محمد السيد غلاب أن الناس لا يعيشون في فراغ بل في بيئات، وأن هذه البيئات بينها من التفاوت ما بين الحار والبارد، والرطب والجاف، الأخضر واليابس، ومن ثم كان اختلاف المجتمعات الإنسانية نفسها، وأن الناس لابد من ان يتفاعلوا معها مؤثرين ومتأثرين. ففي دراسة لمدى تأثير البيئة في الإنسان ومدى تحرر الإنسان من سيطرتها واستجابة لمقتضياتها، بحيث يجعلها تلائم أغراضه، وبعبارة أخرى مدى تحكمه في البيئة، وذلك في كل طور من أطوار النمو والرقي الحضاري، ويبدو لنا أن الإنسان في المجتمع البدائي أشد تأثيراً بالبيئة من الإنسان في المجتمع الأكثر تحضراً، ويرى بعض الكتاب أن للعنصر أو السلالة race أثراً في توجيه المجتمع، وفي تحديد مجال تفكيره ومقدراته العقلية والفنية، فالمجتمع يتدخل بما يفرضه من تقاليد ومعتقدات وأساليب حياة بين الإنسان والبيئة، حيث إنها جميعاً تحول ((اختيار)) الإنسان لإمكانيات البيئة، وتؤثر في الاختيار، ومن ذلك أن على الإنسان أن يفهم إمكانيات البيئة، وأن يتلاءم معها أو يجعل ظروف البيئة تلائم رغباته، بأن تكون عملية توافق بين الإنسان وبيئته، ولا يأتي ذلك الا باتباع الطرق العلمية الصحيحة في البحث عن إمكانيات البيئة، ويجب أن تبتعد هذه الأبحاث العلمية عن الطموح والمغالاة وإلا ضاعت جهود الإنسان كلها بضربة واحدة من ضربات الطبيعة، حيث إنه يتوقف نجاح الإنسان في الإفادة من إمكانيات بيئته على قدر تفاعله مع عناصرها وحسن استغلاله لمواردها، ويعتمد بلا شك على مدى معرفته لمكونات البيئة، وتفهمه للعلاقات والروابط بين هذه المكونات في نظام متكامل لا خلل فيه. وأخيراً: نجد مبدأ التوافق بين الإنسان وبيئته الذي يعبر عنه بالعملية الديناميكية التي يهدف بها الفرد الى ان يغير سلوكه، فيقيم علاقات أكثر تآلفاً مع بيئته، بأن يتكيف معها بالحفاظ عليها من كافة أنواع التلوث، وبذلك تتحقق له حياة نفسية متوازنة ومستدامة. *دمتم قرائي سالمين وبالمحبة والود.. أتلقى ردودكم، وانتظروني في السلسلة القادمة إن شاء الله بجديد.

7865

| 29 أبريل 2011

التأمل بملكوت الكون وما فيه؟

قال تعالى " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت* وإلى السماء كيف رفعت* وإلى الجبال كيف نصبت* وإلى الأرض كيف سطحت* فذكر إنما أنت مذكر" سورة الغاشية اية رقم (17 — 20) في هذه الآية الكريمة تجعل النظر الى الكيفية التي خلقها اسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الارض ودعوة الى ان يكون النظر والتأمل في مخلوقات الله مدخلا الى الايمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه، وقد تحدث الدكتور جمال الحسيني ابو فرحة استاذ الدراسات الاسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة عن هذه الآية الكريمة وبين ان الآية الكريمة تحث على النظر فوقنا فنرى عظمة الخلق في السحاب ثم مافوقه من سماء ثم النظر حولنا لنرى عظمة الخالق في الجبال ثم ننظر اسفل منا لنرى عظمة الخلق في الارض وهكذا والايكون الخطاب هنا مقصورا على الامم التي عرفت الابل واعتمدت عليها في معيشتها بل يكون لكل الامم، فالسحاب تقر بعظمة خلقه لكل الامم. من ذلك التسأول سأسرد لكم اول سلسلة القصة في التطور التاريخي لعلي ألقي الضوء على الأصل التاريخي لهذه العلاقة الوطيدة والتأمل بالكون.. ففي قديم الزمان كان الإنسان والبيئة متلازمين وان الاهتمام بالبيئة قديم قدم المجتمعات الإنسانية، فقد بدأت مرحلة التفاعل بين الإنسان والبيئة منذ الإنسان الأول الذي سكن الكهوف، وعاش على صيد الحيوانات، وجمع النباتات ليأكل، واستخدم في ذلك الأدوات البدائية البسيطة كالأدوات الحجرية المختلفة، واكتشف كيف يوقد النار ليطهي طعامه، وكان دائم التجوال بحثا عن المأكل، وكان نشاطه محدودا لا يتعدى ما يشابه أثر جمع الكائنات الحية. وواجه هذا الإنسان الأول الحيوانات المفترسة، وميكروبات ضارة قد تسبب له المرض وتؤدي إلى هلاكه، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها والسيول والزلازل والبراكين وغيرها. وبدأ الإنسان الأول بعد ذلك يشعر أن نشاطاته أدت إلى نقص شديد في أعداد الحيوانات التي يقوم باصطيادها، وفي مساحات النباتات التي يجمعها بدأ يفكر في تغيير أنماط حياته، واتجه إلى الاستقرار في مستوطنات بشرية بدائية، وتعلم استئناس الحيوان وتربيته، وزراعة النباتات ومنذ أن احترف الإنسان القديم الزراعة أصبح يمتلك بعضا من الوقت وأخذ يتأمل فيما حوله، وبدأ يفكر في مظاهر البيئة التي يعيش فيها وما حولها من أراض، وامتد تفكيره إلى الأرض وما عليها من نبات وحيوان، وإلى المناخ من حرارة متقلبة، وأمطار منقطعة، والرياح والشمس والقمر والنجوم فسبح في الكون السمائي، وهداه تفكيره إلى تحديد معالم بيئته وإمكانياتها. أخيرا دمتم قرائي سالمين وبالمحبة انتظروني بالسلسلة القادمة

581

| 29 أبريل 2011

علاقة تكاملية

سأتحدث عن موضوع الانسان والبيئة فى سلسلة اسبوعية سيكون الحديث عن الكون بكل عناصره وموجوداته، بدءا بالارض التى هى بيئة الانسان الاولى وموطنه الاول وانتهاء بالفضاء، الذى تسكن الارض وهى بيئة الارض الكبرى اذن فالكون الرحب هو البيئة الكبرى الذى يضم انظمة ومجموعات بيئية وخلائق ومخلوقات لايعلمها الا الله سبحانة وتعالى. ومن هنا اقول ان علاقة البيئة بالانسان علاقة تكاملية فهى علاقة الكل بالجزء وان الكون كله بيت وموطن وموئل كبير للمخلوقات ومنها الانسان. قوله تعالى ((لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لايعلمون )) سورة غافر اية رقم( 57). ومن الاية الكريمة يفهم ان الارض اقدم من الانسان بكثير وان الله لم يخلقها بيئة خاصة به كى يحتكرها بل ان الانسان هو الذى طرأ على جميع الاحياء من تغييرات وكان عليه لكى تستقيم حياته وحياة الكائنات الاخرى ان يتعامل معها بحكمة غريزية اوجدها الخالق فيه بالفعل من تعمير لها بالمبانى العظيمة والمقدسة وتسخير الاختراعات العلمية والتكنولوجية بما هو صالح ونافع لانشطة الحياة المختلفة وزراعة الخير والحب بين احضان التربة ونشر بذور الامن والاستقرار على جميع ارجاء الكون وقد اختار الله سبحانه وتعالى هذا الكوكب ليصبح البيئة التى يعيش فيها الانسان الى ان تقوم الساعة. سأتحدث عن كوكب الارض الذى نشأ منذ حوالى 5 الاف مليون سنة تعرض خلالها لصنوف معقدة من التغييرات التى لم تتوقف من الماضى البعيد حتى المستقبل القريب والانسان بالقرن الحادى والعشرين استطاع بما حباه الله من عقل ان يكون سببا فى تغييرات عميقة ومقصودة قد تكون ضارة بها وتسبب الخلل بالكون ولكن اقتضت سنة الله فى خلقه ان تقوم البيئة من سباتها لكى تصحح هذا الخلل كرد فعل تقوم به مساويا فى عمقه لفعل الانسان الذى سبب الكوارث العديدة التى لم تكن تحدث من قبل ومن امثلة ذلك هطول الامطار الغزيرة وحدوث الفيضانات مثل فيضانات سونامى التى حدثت فى كل من اندونيسيا واليابان فى الوقت الحالى وانقطاع الامطار على بعض الدول وهذه الظواهر الطارئة لها علاقة مباشرة بتعدى الانسان على البيئة ولقد كانت الاوضاع السائدة على هذا الكوكب فى اى لحظة من عمر الانسان المديد هى فى الواقع محصلة توازن دقيق بين ما اقتضت اليه من عوامل سببت الخلل بالتوازن البيئى الا ان البيئة تدافع عن نفسها وسرعان ما تقوم بتصحيح الخلل مرة اخرى بطريقة تكون كرد فعل عكسى دون ان تشعر الاحياء بما يجرى فى البيئة من حولها من ظواهر غريبة وكوارث بانها رحمة من الله لكى يعاد التوازن من جديد. اخيرا فلينتبه الانسان ويحاول ان يصحح من اخطائه اتجاه البيئة التى سببت الكثير من المنازعات والمشاكل التى هو فى غنى عنها. ودمتم قرائى سالمين وبالاخبار الجديدة متواصلين.

4895

| 29 أبريل 2011

بيئتنا ملعب العالم الكبير

كل أربعاء يعبر قلمي قليلا عن عطائي وحبي لبيئتي فهي الأم الحنون التي نعيش على أرضها ونتنفس من هوائها العليل ونتغذى على خيرات أرضها الطيبة. فبيئتنا هي العالم الكبير والملئ بجميع الكائنات الحية وغير الحية وما يحيط بنا من غلاف جوي سخره الله لنا وجعلنا خليفته في الأرض فعلينا أن ننتمي إلى هذه الأرض بثقافات وقوانين وأحكام وأنظمة نابعة من الشريعة الإسلامية الشاملة جميع جوانب الحياة المختلفة. احببت في هذا اليوم أن أشبه بيئتنا بالملعب الكبير اللاعبون: هم أبناء الوطن الواحد. الحكم: هو الظروف المناخية للقضايا البيئية. سلة المرمى: هي الثروات الطبيعية للبلاد. الكرة: هي الأنظمة والقوانين البيئية. حارس المرمى: هو المانع الذي يمنع دخول أنظمة وقوانين تؤدي إلى دمار وفساد للثروات الطبيعية بالبلاد. المدرب: هو الخطة الاستراتيجية التي تحددها كل دولة للمحافظة على التنمية المستدامة لمواردها الطبيعية بوضع كل فئة من فئات المجتمع في مكانها الصحيح. صفارة الحكم: هي تنبيه لما يبقى من وقت للدفاع عن القضايا البيئية قبل فوات الأوان وحصول النتيجة غير المرضية. نتيجة المباراة: أن تحقق الهدف المنشود وهو الرقي والتطور للبلاد وينتجان بالمحافظة على البيئة من أي خطر أو عدو يهددها ويؤدي إلى استنزاف مواردها بدمارها وانقراضها. أخيرا: كلنا نحلم ونطلب الملعب واللعبة النظيفة ولكن يجب أن يكون كل منا حكما على أفعاله واقواله تجاه القضايا البيئية المختلفة لتصل إلى أعلى وأرقى المستويات من جميع النواحي (الاقتصادية — الثقافية — الاجتماعية). وختاما.. أتمنى أن تكون نتيجة المباراة عادلة وتحقق مبدأ لكل مجتهد نصيب فالتوكل على الله بعد العمل والجد هو أساس النجاح والتوفيق لقولة تعالى (ان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا). ** فليس عجبا أبدا أن تحقق الفوز بمباراتك وتحصل على النقاط العالية فأنت بتفانيك في أي عمل تقوم به لابد وان توفق بفضل من الله عز وجل بحسن النية والصلاح.

646

| 29 أبريل 2011

الشجرة المعطاء

في هذا اليوم سأتحدث بمناسبة أسبوع الشجرة الذي ينثر بذوره علينا من ( 1 - 7) من شهر نوفمبر من كل عام ينادي لزراعة النباتات ومنها الأشجار. ولهذا العام كلمة ازرعها احتفالا بالحياة (فالاشجار حياة)، فالجميع مسؤول بزراعتها، وهذه المسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع لمنتسبي الأرض والوطن من الإدارات والوزارات والمؤسسات، سواء كانت حكومية أم غير حكومية، وكذلك دور التربوي، سواء كانت جامعات، أو مدارس، أو معاهد، وكذلك دور ديني بالتجمعات بحملات تطوعية دينية، ودور إعلامي تفعيلها بوسائل الإعلام المختلفة بحمل شعار أسبوع الشجرة لكل عام بصورة جديدة تضمن معاني ومفاهيم جديدة لكل عام ومحاولة تطبيقها بأساليب متنوعة وعلى حسب الاقتضاء والحاجة. فالحفاظ على الأشجار، ورعايتها تنمى منذ الطفولة على محبة الشجرة من خلال رسمها في اللوحات التعبيرية، فيلاحظ الأطفال جمالها في الصور وتدريجيا بالطبيعة، التي أمامه فيعرف الفوائد العظيمة لتلك الأشجار الغالية، التي تبقى الوريث بالحس الجمالي وتعزيز للحياة الفطرية باجتذاب الطيور المختلفة وتلطيف الأجواء بتخفيف حر الشمس بالجلوس تحت ظلها، ومن أخشابها صنعت السفن وقطع الأثاث المختلفة ولاننس الأهمية العظمى بأنها مصدر للغذاء للإنسان، فهي المنتج الوحيد على الكرة الأرضية. فمن هنا يجب أن نهتم بالأشجار فهي الرئة التي نتنفس بها الحياة والأم الحنون، التي نأكل من صدرها، وهي أعظم مصنع ولا نحتاج إلى تكنولوجيا للاستفادة منها، فهي الطبيعة الخلابة والرقة والوداعة والصبر والجمال.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل رأيت أجمل من الشجر؟ وأبهى من زهورها؟ وأرق من شذى عبيرها؟ ولهذا يجب تعزيز الأخلاق في حفظ ورعاية مازرعه الأجداد والعمل على زيادة أو تعويض ماينقص من أشجار فهو واجب ديني بعيداً عن الجشع المادي والطمع، واسرد لكم هذه القصة.. انه رأى رجل رجلا عجوزا يزرع فسيلة فقال له: لماذا كل هذا الجهد وقد لاترى ثمارها فقال العجوز: "لقد أكلت من غرس غيري وها إنا أزرع لمن يأتي بعدي". فهذه القصة قمة العطاء فالنظرة الضيقة التي تقول أنا وبعدي الطوفان هي نظرة مدمرة سوف ندفع ثمنها نحن وأولادنا وأحفادنا غالياً في ما بعد، فيجب وضع الخط الأحمر بوضع تشريعات ولوائح تنفيذية لضمان عدم الاعتداء على الأشجار بتدميرها، والقضاء عليها بالقطع أو التلوث الجوي، الذي له تأثير ضار على النباتات مثل غاز الفلوريد المنبعث من المصانع وزيادة ثاني أكسيد الكبريت في التربة تقتل النباتات، ولذلك لابد من تقليل مصانع التعدين الضارة بالنباتات، وتبني خطة وطنية وآلية عملية لزراعة الأشجار الطبيعية والأصلية المتوطنة وإيجاد حوافز فردية أو جماعية لتشجيع التشجير وزراعة الحدائق في الأماكن الصحراوية. أخيراً: كم أتمنى أن نربى أولادنا على عادة الزرع والغرس للأشجار وكم أتمنى أن يكون احتفالنا بمواليدنا بزرع الأشجار وكم أتمنى أن يكون توديعنا لأحبائنا بزرع الأشجار وكم أتمنى حب الحياة والطبيعة قيمة يكتسبها الموطنون لاستمرار التوازن الطبيعي لحفظ الكائنات الحية والحياة البرية كما أراد الخالق ربنا عز وجل. ملاحظة: الجدير بالذكر أن شعار يوم الشجرة بدأ تاريخه عام 1872 في نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية وفي عام 1951 دعت منظمة الأغذية والزراعة الدولية إلى تحديد يوم معين يوما عالميا للاحتفال بالشجرة وهو 31 اكتوبر من كل عام يوم للشجرة.

2992

| 29 أبريل 2011

مصطلحات بيئية

إنني في هذا اليوم أرغب في زيادة فهمنا للبيئة المحيطة وسوف استعرض بعض المصطلحات البيئية التي تكمن أهمية معرفتها بحيث نتفاعل معها بطريقة تحافظ عليها ولا تدمرها... وهي كالأتي: علم البيئة Ecology وهو العلم الذي يختص بدراسة العلاقات فيما بين الكائنات الحية مع بعضها البعض من جهة ومع الوسط الذي يحيط بها من جهة أخرى. مفهوم النظام البيئي (Concept of the Ecosystem) يعرف النظام البيئي بأنه أي منطقة في الطبيعة تشتمل على أحياء ومواد غير حية تتفاعل مع بعضها بحيث تؤدى إلى تبادل المواد بينهما. علم بيئة الفرد (Autecology) ويختص بدراسة الكائن الحي ذاته أو عدة أفراد من نوعه في الوسط الذي يعيش فيه ويعتمد هذا العلم على دراسة تاريخ الحياة والسلوك كوسيلة من وسائل التكيف للبيئة. علم البيئة الجماعي (Synecology) يختص بدراسة عدة أنواع من الكائنات الحية أو عدة مجاميع من الكائنات الحية التي تعيش مع بعضها كوحدة واحدة في وسط واحد. علم البيئة الطبيعي (physical autecology) يختص بدراسة أثر العوامل الطبيعية والكيماوية كالحرارة والضوء والرطوبة والضغط الجوى والأملاح على البيئة. علم البيئة الحيوي (Biotic autecology) يختص بدراسة أثر العوامل الحيوية على الكائن الحي مثل النباتات والحيوانات، كما يختص بدراسة كفاءة الفرد الحيوية. النظام البيئي الدقيق (Micro Ecosystem) يقصد بالنظام الدقيق تلك الأنظمة المصغرة التي لها دور متميز ويمكن التأثير فيها وتكرارها في اى وقت وتحتوى هذه الأنظمة على المكونات الأساسية للنظام البيئي التوازن البيئي الطبيعي (Natural Balance) يقصد به بقاء الكائنات الحية على مختلف أنواعها في حالة توازن والعيش مع بقاء المكونات غير الحية هي نفسها في نفس الحال الطبيعي، اى تكون الأنظمة البيئية قادرة على إدامة نفسها وتنظيمها طبيعيا عندما تكون الظروف والعوامل المحيطة بها ثابتة. التعاقب البيئي (Ecological Succession) هو تعاقب أو تتابع من ترتيب الزمن أو المكان اى تتابع متكرر لواحد بعد الاخر، أو تتابع منظم لمجتمعات مختلفة عبر فترة من الزمن في بيئة ما معينة. : GBO — 3 — هو المنشور الرئيسي للاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي والاستعدادات تجري حاليا لإنتاج الطبعة الثالثة. (DCPI):هو نتيجة للتعاون بين شعبة الاتصالات والاعلام في برنامج الأمم المتحدة للبيئة. (SCBD): — أمانة اتفاقية التنوع البيولوجي. (WBCSD): — هو المجلس الذي يعمل به الرئيس التنفيذي لشركة تقودها رابطة عالمية من نحو 200 من الشركات التي تتعامل مع قطاع الأعمال والتنمية المستدامة وهو يركز على أربعة مجالات رئيسية هي: — 1- الطاقة والمناخ. 2 - تطوير. 3 - دور الأعمال. 4 - النظم الايكولوجية. (IUCN): — الاتحاد الدولي لصون الحياة الفطرية. (UNESCO): - منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ولدت يوم 16 نوفمبر عام 1945 ومن أهدافها لعام 2015م الحد من الفقر في البلدان النامية ومساعدة البلدان في تطبيق إستراتيجية وطنية للتنمية المستدامة من اجل قلب الاتجاهات الراهنة لفقدان الموارد البيئية. (FAO): - منظمة الاغذية والزراعة. (IFAD): - منظمة الأغذية والزراعة الدولية (لتنمية المناطق الريفية). (IPPC ): - الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ. (GEF): - هيئة بيئية عالمية تدعم برامج مرتبطة بقضية تغير المناخ. (CDCDM): - معهد تنمية القدرات الإلية للتنمية النظيفة. SBSTA)): - هيئات فرعية للتنفيذ العلمي والتكنولوجي. ((Gmos: — الكائنات المعدلة وراثيا. ( CGIAR):- منظمة تعمل في مجال البحث الزراعي. (DBT): - مبيدات ممنوعة تحتوي على مواد ضارة. (QPI):- شركة قطر للبترول الدولية. OAPEC)): - الدول العربية المصدرة للبترول. الايزو: - (ISO) هو اسم منظمة المقاييس الدولية (ENTERNATIONAL STANDRARDS ORGAINATION)) التي تشمل مجموعة من الأسس والمقاييس المعترف بها دوليا، بحيث تمثل إطارا لنظام الإدارة البيئية التي تمكن المؤسسات والمنشآت الصناعية من أن تنفذ طوعا نظما إدارية وبيئية رسمية لتحسين أدائها البيئي. (دانيدا ): - وكالة دانماركية للتنمية على شراء كمية مخفضة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مشروع محطة توليد الكهرباء. (قابكو): - شركة قطر للبتروكيماويات. (اليونيب ): - برنامج الأمم المتحدة للبيئة. (الانتربول):- صندوق أوبك للتنمية الدولية. وأخيرا: - معاً نجعل العالم أفضل.. معاً نحقق ما نريد.. معاً نحو بيئة صحية جميلة.. معـاً نـرسـم الأرض جنـــة.. معا نرسم البسمة على الوجوه.. يوم البيئة القطري يصادف: 26/2 (فبراير) من كل عام. يوم البيئة الإقليمي يصادف: 24/4/ (ابريل) من كل عام. يوم البيئة العربي يصادف: 14/10/ (أكتوبر) من كل عام. يوم البيئة العالمي يصادف:— 5/ 6(يونيو) من كل عام.

14920

| 29 أبريل 2011

يوم البيئة العربي

يطل علينا الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام كمناسبة تحتفل الدول العربية بيوم البيئة العربي فقد تم تخصيص هذا اليوم يوما عربيا للبيئة بعد انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لوزراء ومسؤولي البيئة في جميع الدول العربية بتونس 14/10/1986م بهدف اشعار كل إنسان في الأرض أينما وجد بانتمائه إلى بيئة عربية موحدة تبدأ من بيئته المحلية في بلده وتنتهي في البيئة العربية. ولان أي مشكلة تبدأ في أي بلد عربي معين لابد أن تتأثر الدول العربية المجاورة وهنا يفرض التعاون البيئي العربي والإقليمي لجميع الدول العربية للتصدي لأي عواقب ومكاره تصيب البيئة العربية ومكوناتها. نلاحظ شعارهم لهذا السنة "العمل من اجل الحفاظ على البيئة" وهذه دعوة ذات أبعاد مختلفة حيث تدعو بالمسؤولية الجماعية والمشتركة نحو قضايا البيئة والعمل الطوعي في سبيل ذلك يجب القيام بعدة أمور أهمها: 1 — التقليل من صور واشكال التلوث المتنوعة الواقع على اليابسة والماء ومن ثم الأضرار السلبية الناتجة عن التلوث البيئي والحد من المشاكل البيئية. 2 — ترشيد استهلاك الموارد الأولية من مياه وطاقة وخدمات عامة. 3 — التحفيز للإدارة السليمة للمخلفات بتدويرها واختيار التقنيات الأنظف والآمنة للبيئة. 4 — الحد من انتشار الجفاف والفقر وانتشار الأوبئة والأمراض نتيجة نقص في الموارد الزراعية والحيوانية وقلة الوعي والتثقيف الصحي ومن هنا يجب تخصيص موارد بشرية ومالية ومعنوية للقيام باللازم. 5 — تنسيق الجهود العربية لتطويق الأخطار البيئية ومنعها من الحدوث باستخدام استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة لموارد البيئة غير المتجددة والحفاظ على البيئة. بالنسبة لمشاريع دولة قطر: سينظم النادي العلمي القطري فعالية خاصة للاحتفال بيوم البيئة العربي تعمل مجموعة ورش بحضور عدة مشتركين في مقر النادي حيث تقوم على تعزيز مهارات الشباب وتمكينهم في المساهمة الايجابية في تغيير سلوكيات المجتمع نحو رفع مستوى البيئة وان هذه الورشة تأتي ضمن مشروع طموح للمجلس الثقافي البريطاني لخلق وعي بيئي في العالم ومراقبة المناخ ورصد وتتبع مختلف القضايا البيئية وتأثيراتها المحتملة. وأخيرا: تأكيدا على ان أهمية البيئة نابعة من تمسكنا بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يحثنا على المحافظة على مكونات البيئة لما تقوم به في جعل رفاهية الحياة والعيش الكريم والآمن.

1072

| 29 أبريل 2011

قصة الصراع

بين الإنسان والبيئة قصةُ صراعٍ قديمة، قد اختلفت طبيعتها منذ بداية الخليقة، فهي قديمة قِدَم وجود الإنسان على سطح الأرض؛ حيث إنَّ البيئة هي الإطار الطبيعي الذي يَحيا فيه الإنسان مع غيره من الكائنات الحيَّة، وقد مَرَّت تلك العلاقة بمرحلتين رئيستين كما يلي: أ — المرحلة الأولى: ويُقصَد بتلك المرحلة بدايةُ الفصول التاريخية في حياة الإنسان الأولى، حيث كان يَخشى الطبيعة كلها من حوله، سواءً الأعاصير والرياح الشديدة، وظَلَّ الإنسان يعمل تدريجيًّا على حماية وتأمين نفسه، ضِدَّ العوامل البيئية الخَطِرة، سواءٌ أكانت حيواناتٍ ضاريةً أم كائنات فتاكةً، أم تقلُّبات وثورات طبيعية حادةً وقاسيةً، من سُيول وبراكين، وزلازل وفيضانات، وبرودة أو حرارة شديدة، وبدأ التفكير وبذل الجهد؛ للحماية من مَخاطر وتهديدات البيئة، وتحقيق التوازُن الطبيعي للبيئة التي أفسدها بنشاطاته. ب — المرحلة الثانية: وفي هذه المرحلة حدث التغير في الموقف بين الإنسان والبيئة المحيطة به بكل عناصرها، وأصبح الإنسان بعد مرحلة خَوْفه من الطبيعة والبيئة من حوله سَيِّدَ الطبيعة، والمتحكم فيها، والمسيطر على مُكوِّناتها، وذلك بعد أن استغلَّ المواهب والملكات العقليَّة التي خصَّه بها الخالق، مميزًا إياه عن الكائنات الحيَّة الأخرى، وأصبح هو الطرف الأقوى الذي يقوم بإخضاع الطبيعة، من خلال عمليات التفاعُل والتطوير لقدراته وإمكانيَّاته ومواهبه، وأصبحت الطبيعة بالتالي موضعَ استغلالٍ قاسٍ يتَّسم — في كثير من الأحوال — بالحمق والشراهة؛ حيث قام البشر باستنزاف موارد ومصادر وثروات الطبيعة المختلفة، سواء أكانت موادَّ خامًا كالمعادن أم متجددة مثل النباتات؛ مما أثار قضية تهديد البيئة بكُلِّ عناصرها المختلفة، من هواء وماء وتُربة وغذاء، حتى إنَّ الزراعة البيئية المحدودة باتت هي الأخرى مُعَرَّضة للخطر، وهي مصدر اللون الأخضر، ورمز الدَّعوة إلى حماية البيئة. إنَّ الإنسان أمضى نصف تاريخه على الأرض يحمي نفسه من تهديدات ومخاطر البيئة، وسيمضي النِّصف الآخر يحمي البيئة من آثار نشاطه الزراعي والصناعي، وأصبحت البيئة هي التي تُعاني تَهديدَ الإنسان لها وتأثيره الضارَّ عليها. وبلغ التلوثُ أقصى درجاته؛ بسبب الثورة الصناعية في عصرنا الحديث؛ نتيجة الانفجار السكاني وانتشار الأمراض والأوبئة، ومخلَّفات ونتائج الحروب، وتلوث المياه والبحار بالنفايات والزيوت، وتهديد الكائنات البرية والبحرية في كل أنحاء الأرض. وبتقدُّم العلوم والمعرفة كان التحضُّر والانتقال من حياة البداوة إلى التَّمَديُن، ومن مرحلة الصيد إلى مرحلة الزِّراعة، ثُمَّ استخدام مصادر الطاقة، ثم التحوُّل من الصناعات اليدوية إلى الصناعات الآلية، ثم السيطرة على الطاقة والانطلاق بها إلى المجال النَّووي، ثم الفضاء، وأمكن التعرُّف على حركات الرِّياح والتنبؤ بظروف الجو، واستخدام كُلِّ هذا لدفع عجلة التنمية الزراعية والصناعية زَادَ من تلوث الهواء المحلي والإقليمي، وهكذا يستمرُّ التلوث في الزيادة المطردة، ويتفاقم معه الموقف البيئي مما يتطلب حماية البيئة من التلوُّث؛ لأن التلوث الذي صنعه الإنسان أصبح يهدد حياته، ومن المعروف أن للبيئة طاقةً محددةً على استيعاب التغيُّرات التي تطرأ عليها نتيجة النشاط الإنساني، فإذا تجاوزت حدَّ طاقتها، أدَّى ذلك إلى خلل يصعُبُ علاجه أو تعويض خسائره، وتجدُر الإشارة هنا إلى أنَّ التلوث من جرَّاء نشاط الإنسان في سبيله إلى التنمية — قد أصاب جميعَ العناصر المكونة لبيئته المحيطة من هواء وماء وتربة وغذاء في مختلف الأماكن المحلية والإقليمية، حيث ينبغي أن تكون التنمية من أجل البيئة، والبيئة من أجل التنمية، تنمية دائمة بيئيًّا. واخيرا من هذا المنطلق يتطلب الأمر مرات عديدة إعادة التصالح بين البيئة والإنسان، بدلاً من الصراع بينهما من اجل البقاء. لكم قرائي الاعزاء تحية التواصل بالجديد والمفيد.

1482

| 20 أبريل 2011

علاقة مجتمعية إنسانية

يعتبر رايلي دنلب وويليام كاتون هما أول من بحث في علاقة المجتمعات الانسانية بالبيئة المحيطة بها وكيفية محاولة السيطرة عليها. فالبيئة لم تعد مظهرا طبيعياphysical landscape بل هي مظهر انساني landscape cultural وهذا المظهر هو في الواقع المظهر الجغرافي ولذلك يجب دراسته على اساس تاريخي اي دراسة تطور هذا المظهر من حالته الطبيعية الى حالته الانسانية، وتحليل جهود الانسان في علاقته مع البيئة خلال التاريخ حتى انتهائها الى المظهر الجغرافي الحالي. تعتبرالحتمية القديمة في مؤلفات مونتسكيية Montesquieu وقد جمعت هذه الكتابات في كتابه "روح القوانين " de iesprite de lois وفية اعتبر الانسان كائنا فردا او وحدة طبيعية تقابله قوتان كبيرتان هما الارض او التربة والمناخ، ادخلهما مونتسكيية في اعتباره دون ان يدرسهما او يحلل اثارهما في تفصيل، وعذره في هذا انه لم يكن عالما اجتماعيا. ولقد كان غرض الكتاب بلا شك فهم الطبيعة البشرية ولكن لم يبدأوا من دراسة الارض او البيئة الجغرافية بل كانوا يلجأون اليها لتفسير مايغمض عليهم ويعجزون عن تبريره من الطباع البشرية اي كانوا يقصدون التبرير لاالتعليل ومن هنا جاء خطأهم، فلقد نظروا الى المجتمعات الانسانية والبيئة الجغرافية وربطوا بينها بعلاقات سببية دون سابق دراسة. ويتحدث عن اثر السهل والجبل في الطباع ويستطرد من هذا الى اثره على النظم السياسية نفسها فالسهول الخصبة موطن الزراع المستقرين الذين يلتصقون بالارض ولايطيقون الانفصال ومثل هذه السهول تغري الاقوى بان يفرض سلطانه على المستضعف الذي لايهمه الارض وانتاجها المنتظم ومن ثم كانت مواطن الديكتاتوريات والمالكيات المطلقة المستبدة. اما سكان الجبال، فليس لديهم مايخشون عليه الا القليل ولذلك كانوا أجرأ وأقوى جنانا، ومن ثم كانت بلادهم تنعم بحرية سياسية. اما عن الحتمية الحديثة فقدتساءل ديمولان demolins في مطلع كتابه عن السبب الذي اوجد هذا العدد الكبير من الطرز الاجتماعية التي ينقسم اليها سكان العالم واوضح ان اختلاف الطرق التي سلكتها الشعوب في هجرتها فالطرق هي التي شكلت السلالة والنظام الاجتماعي السائد لدى شعب من الشعوب. وليس الطريق امرا قليل الاهمية، فطريق حشائش الاستبس الاسيوية او طريق سيبريا او طريق التندرا او طريق البراري الامريكية او طريق الغابات الاستوائية، هذه الطرق هي التي شكلت التتار والمغول والاسكيمو والهنود الحمر ودروب الصحراء في بلاد العرب هي التي كونت صفات الاشوريين وهكذا. وديمولان من اشد الحتميين تطرفا وجرأة بل هو متحمس لحتميته، كانما هو اقليدس يبرهن نظرياته، مرحلة مرحلة، وينتهي الى قوانينه التي لاتقبل مناقشة. وأخيرا ينتهي الى نتيجته النهائية وهي ان "البيئة تشكل المجتمع ". ان المدرسة الحديثة لاتنكر اثر الظروف الطبيعية او البيئة في الانسان وانها تؤكد حرية اختيار الانسان من امكانيات عديدة "من الممكن" ان يختار منها مايشاء وتؤكد استجابة الانسان لظروف البيئة وليس خضوعه لها. واثر الظروف الانسانية المحصنة "الطباع والعادات والتقاليد التاريخية ودرجة التقدم الحضاري والمهارات والقدرات العقلية والالية" في توجيه هذا الاختيار وان مبدأ الاختيار لايخضع إلا للمؤثرات الاجتماعية يلخصها مبدأ انتشار الحضارة diffusion of culture فالانسان اجتماعي لايعيش منفردا ولامعنى لتجريده عن المجتمع وما ينبغي لنا ان نتحدث عن الانسان بل يجب ان نتحدث عن "المجتمعات الانسانية " التي تؤثر بعضها في البعض الاخر بطريق التقليد او القهر والاجبار على اتباع اسلوب معين من الحياة ولهذا تنتقل المؤثرات الحضارية التي تفتح افاق الاختيار من عناصر البيئة. وأخيرا أسعد أوقاتي عندما اتلقى ردودكم واتجاوب معكم في سبيل تبادل الخبرات والادوار وتحياتي المخلصة لكم دائما وابدا وتابعوني في السلسة القادمة بالجديد.

509

| 13 أبريل 2011

أخلاقيات الأرض "2"

القيم الأخلاقية مهمة في حياتنا، إنها المعيار الحقيقي لوزن الإنسان وتقييمه، وهي المعيار الذي يفرق بين الجمال والقبح، بل هو المعيار الذي يحدد القيمة الفعلية للنفس البشرية، وهي قيم متطورة بتطور الزمن والعصر، لذلك لم تعد القيمة الأخلاقية التقليدية التي تربينا عليها في كتب المحفوظات والقراءة والتربية الدينية هي المعيار الوحيد لتقييم النفس الإنسانية في هذا الزمن المتغير، فالقيم مثلها مثل كل شيء في الدنيا قابلة للتطور واتخاذ مساقات جديدة رغم ثباتها وعدم قابليتها للتجزئة، ومن أهم المساقات الأخلاقية الجديدة مفهوم الأخلاق البيئية التي تبني علاقة متكاملة بين الإنسان والبيئة ولا أعتقد أننا نبالغ بالقول: إن جلّ المخاطر التي تتعرض لها البيئة هي نتاج طبيعي لضعف الوازع الأخلاقي لدى الإنسان، لأنّ الأخلاق ليست هي الحصن المنيع الذي يمنح الإنسان معنى إنسانيته ويؤمن له الاستقرار الداخلي وينظم علاقاته بالآخرين فحسب، وإنما هي أيضاً عنصر الحماية الرئيسي للبيئة ومواردها ومكوناتها، وكلما سما الإنسان أخلاقياً وروحياً كان ذلك أدعى للاستقرار البيئي فضلاً عن الاستقرار الاجتماعي... وكلما تداعت أو تصدّعت المنظومة الأخلاقية وتردّى الإنسان روحياً كان ذلك مؤشراً على ازدياد المخاطر البيئية، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية، ولذا فإن إصلاح البيئة يبدأ من إصلاح الإنسان، وإصلاح الإنسان لن يكون ميسوراً إلا بإعادة الاعتبار إلى القيم الأخلاقية السامية، وذلك لأنه عندما تسود مبادئ النفعية والأنانية ويغدو الطمع والجشع والاحتكار دليل النجاح و"الشطارة"، وفي المقابل تصبح قيم الرفق والإحسان والاقتصاد، دليل السذاجة والفشل؛ عندما يسود هذا "المنطق" بموازينه المغلوطة ومفاهيمه المعكوسة فعلى الإنسانية السلام، وعلى البيئة ألف سلام! في ضوء ما تقدم لا يعود مستغرباً هذا الاهتمام بالنظام الأخلاقي للأرض، لدرجة أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لخّص هدف بعثته بأنه العمل علىٍ تشييد صرح الأخلاق وإكمال مكارمه، قال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (السنن الكبرى للبيهقي10/192، بحار الأنوار:16/210)، ولا يخفى ما تختزنه كلمة "أتمم" من اعترافٍ بجهود السابقين من الأنبياء والحكماء على صعيد البناء الأخلاقي. والحقيقة أن الإرشادات والوصايا والتعاليم الأخلاقية التي جاءت بها الرسالة الإسلامية تطبيقاً وتأكيداً لمقولة رسول الله الآنفة حول مكارم الأخلاق تحتلّ حيزاً كبيراً من التراث الإسلامي الخالد الذي تركه رسول الله.. وما علينا إلا أن نعمل على نشر هذه التعاليم. وقد بالغ بعض الشعراء المسلمين في دعوته إلى العطف على الكائنات جميعها بما في ذلك النبات، مقدماً صورة بليغة ومعبرة عن إحساس النبات وشكواه إلى الله من عنف الإنسان وقسوته، قال: ارحم الغصن لا تنله بسوءٍ قد يحسّ النبات كالإنسان واستمع للحفيف منه تجده بات يشكو الإنسان للرحمن

1620

| 05 يناير 2011

alsharq
في وداع لطيفة

هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...

4596

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الكلمات قد تخدع.. لكن الجسد يفضح

في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...

3399

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
الإقامة الدائمة: مفتاح قطر لتحقيق نمو مستدام

تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...

1371

| 05 أكتوبر 2025

alsharq
ماذا يعني سقوط الفاشر السودانية بيد قوات الدعم السريع؟

بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...

1368

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
فلسطين والكيان والأمم المتحدة

أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...

1197

| 28 سبتمبر 2025

alsharq
استيراد المعرفة المعلبة... ضبط البوصلة المحلية على عاتق من؟

في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...

1119

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
حين يُستَبدل ميزان الحق بمقام الأشخاص

‏من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...

1059

| 29 سبتمبر 2025

alsharq
إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق

منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...

885

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
النسيان نعمة أم نقمة؟

في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...

852

| 30 سبتمبر 2025

alsharq
الوضع ما يطمن

لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...

768

| 03 أكتوبر 2025

alsharq
تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...

750

| 02 أكتوبر 2025

alsharq
كورنيش الدوحة بين ريجيم “راشد” وعيون “مايكل جون” الزرقاء

في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...

633

| 30 سبتمبر 2025

أخبار محلية