رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حالة اليأس والعجز التي أصابت الكيان الصهيوني المحتل من استمرار حربه الظالمة ضد غزة وصلت به إلى تهاوي معنويات أفراد جيشه، فقد أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي معلومات عن نوعية وحجم المشكلات العقلية التي أصابت الجنود الإسرائيليين جراء القتال في قطاع غزة. وتستند هذه المعلومات إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة تل أبيب، وسط شكاوى في الأوساط الرسمية الإسرائيلية من هروب الجنود من ميدان المعارك. ووفق الدراسة، فإن كل 1 من 8 جنود إسرائيليين قاتلوا في غزة، غير مؤهل عقلياً للعودة إلى الخدمة في الجيش. وكشفت الدراسة أن 12 % من الاحتياط ممن قاتلوا بغزة أفادوا بوجود أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة، وخلصت إلى أن معاناة جنود الاحتياط من اضطراب ما بعد الصدمة تجعلهم فعلياً غير مؤهلين للخدمة. وكانت تقارير إسرائيلية كشفت أن جنود احتياط الجيش الإسرائيلي، الذين أنهوا أشهراً من الخدمة العسكرية، يطلبون بشكل متزايد الحصول على علاج للصحة النفسية. وفي وقت سابق، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت أن 170 ألف جندي قد سجّلوا في برامج للاستفادة من خدمات العلاج النفسي، وقالت الصحيفة: إن آلاف الجنود لجأوا فعلاً إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي، مضيفة أن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قبل أن تعلق إن «هذا ليس سوى البداية، حيث سيتضح مدى الانهيار العقلي للجنود إذا توقفت المدافع». وأنا أقرأ هذه التقارير الصادرة من جامعات وصحف الكيان المحتل، التي تقف عاجزة ومنهارة أمام الحالة التي وصل إليها جيشها في حربه في قطاع غزة في مقابل استبسال المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضهم وإثخان العدو وتكبيده الخسائر في الأرواح والعتاد، تذكرت قول نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم: «نُصرت بالرعب مسيرة شهر» وأن الله - جل وعلا - يُلقي في قلوب أعدائه الرعب، وهم عنه بعيدون مسافة شهر كالشام عن المدينة، والعراق، ونحو ذلك، ينصُره الله عليهم بالرعب. يقول الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز، رحمه الله: فإذا وصل إليهم الرعب قد تمكن منهم، وكان ذلك من أسباب نصره عليهم، ومن أسباب خذلانهم، وانخلاع قلوبهم عن المقاومة، وهكذا في أمته، هذا ليس خاصاً به صلى الله عليه وسلم بل أعطاه الله وأمّته ذلك. فأمته المستقيمة على دينه، والصابرون على دينه، والمقيمون لشريعته ينصرها الله كما نصره، ويلقي في قلوب عدوها الرعب مسافة شهر، كما نصر نبيه بذلك - عليه الصلاة والسلام - لأن هذا من جملة خصائصه التي له، ولأمته، فمن استقام على دينه، وجاهد في سبيله ابتغاء مرضاته، وإعلاء لكلمته، فالله ينصره، ويؤيده، ويُلقي الرعب في قلوب عدوه مسافة شهر. انتهى كلام الشيخ ولعلنا نحسب المقاومة الفلسطينية وما تقوم به من بطولات وتضحيات للدفاع عن أرضها وشعبها تسير على هذا النهج الذي بشّرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام، وإن اختلفت الأزمان والعهود فإن مسيرة هذا الرعب الذي زرعته هذه المقاومة بضع دقائق وثوانٍ جعلت العدو الصهيوني يتزلزل كيانه بمجرد أن يرى المجاهد الفلسطيني الغزاوي وليس معه إلا سلاحاً صُنع بموارده المحدودة مقابل أسلحة عدوه الحديثة الفتاكة، وأثبت أن النصر معززاً بشجاعة صاحبه ويقين إيمانه بأنه صاحب قضية صادقة وعادلة لا تحتمل أن يتسرب إليها مقدار ذرة من خوف. فاللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة، واربط على قلوبهم، وامددهم بمدد من عندك، وزلزل الأرض من تحت أقدام عدوهم وعدوك. فاصلة أخيرة ليت للأمة قلباً وهمةً وعزماً تُرعب به الأعداء كما هو حال أبطال غزة الذين لم يهنوا ولم يستكينوا لهذا العدو وداعميه!
624
| 14 مايو 2025
كعادته عندما يحاول أن يجد وسيلة ومبرراً للهروب من مستنقع الفساد والجرائم التي تورط فيها منذ سنوات طويلة ويطارده العديد من القضايا في دولته المصطنعة، هاجم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني المحتل دولة قطر متهماً إياها باللعب على الجانبين في المفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة، وبأنه حان الوقت لتقرر قطر ما إذا كانت تقف إلى جانب الحضارة أم إلى جانب وحشية حماس. وقد جاء الرد فورياً وسريعاً من دولة قطر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الدكتور ماجد الأنصاري برفض دولة قطر القاطع لهذه التصريحات التحريضية الصادرة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تفتقر إلى أدنى مستويات المسؤولية السياسية والأخلاقية، وبأن تصوير استمرار العدوان على قطاع غزة كدفاع عن «التحضّر» يُعيد إلى الأذهان خطابات أنظمة عبر التاريخ استخدمت شعارات زائفة لتبرير جرائمها بحق المدنيين الأبرياء. وأضاف المتحدث أنه «منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، عملت دولة قطر بالتنسيق مع شركائها على دعم جهود الوساطة الهادفة إلى وقف الحرب وحماية المدنيين، وضمان الإفراج عن الرهائن، وهنا نطرح سؤالاً مشروعاً: هل تم الإفراج عما يقل عن 138 رهينة عبر العمليات العسكرية التي توصف بـ «العدالة» أم عبر الوساطة التي تُنتقد اليوم وتُستهدف ظُلماً؟». وأشار الأنصاري إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، من حصار خانق وتجويع ممنهج، وحرمان من الدواء والمأوى، إلى استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للضغط والابتزاز السياسي، فهل هذا هو «التحضر» الذي يُراد تسويقه؟» انتهى كلامه. ولا شك بأن الكيان المحتل لطالما حاول تشويش العالم ونفث سمومه وأكاذيبه وادعاءاته بأن ما يقوم به من حرب ظالمة وفتّاكة في حق المدنيين من أهل غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 هي حرب للدفاع عن النفس، ولكن سرعان ما انفضحت هذه الادعاءات وكشف العالم أجمع أكاذيب هذا الكيان المحتل وإجرامه الذي فاق الوصف من هول مستوى الدمار وعدد القتلى المدنيين وما صاحبه طيلة ما يقارب 18 شهراً من الحصار والتجويع وكل ما تعنيه من صور الإجرام الممنهج! فأي «حضارة» وأي «أخلاقيات» يتحدث عنها مجرم الحرب نتنياهو ويداه ملطختان بدماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين الذي كانوا أهدافاً مشروعة لجيشه المجرم؟ وأي «أخلاقيات» تلك التي يتشدق بها وهو يتفنن في التهرب من المساءلات والقضايا التي تلاحقه في أروقة محاكم كيانه المحتل ولا سبيل له في التهرب منها إلا من خلال إشعال الحروب وإشغال شعبه ودولته المصطنعة بهذه الحروب. نتنياهو الذي يواجه أعنف معارضة لحكومته سواء من داخل الكنيست أو على المستوى الشعبي بعد تعمده عرقلة الوساطة التي يقوم بها الوسطاء «قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية» لإخلاء سبيل الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، لم يعد يملك في جعبته إلا إطلاق التصريحات الفارغة والأكاذيب والادعاءات الواهية من أجل إطالة أمد حكومته واستمراره في رئاستها، وهو الأمر الذي لا يخفى على الإسرائيليين أنفسهم وقناعتهم بأن استمرار نتنياهو في قيادة هذه الحكومة هو بمثابة «انتحار» و»سقوط» في الهاوية! فحقاً إننا نعيش في عالم غريب انقلبت فيه الموازين وصار الخير فيه أمراً غير مقبول والشر أمرا معتادا ووسيلة من يريد البقاء والاستمرار، فصارت لدى طغاتهم منهجية «حضارة المجرم وتوحش» الضحية، كما هو حال المجرم نتنياهو ومن هم على شاكلته من طغاة العصر ممن رحلوا لمزبلة التاريخ من العرب والعجم وممن لا زالوا باقين يسيرون على نهج من سبقوهم من طغاة الأزمان!. فاصلة أخيرة لا ريب بأن دولة قطر أضحت مُحصّنة من أي مكروب وعارض يعترضها لتثبيطها عن أي مبادرة أو وساطة أو دعم لإيقاف حرب أو مناصرة مظلوم، وهو نهجها منذ قيامها كدولة، فلا تصريحات نتنياهو ولا غيرها تقف عائقاً أمام مساعيها الخيّرة لدعم السلام والأمن في العالم.
507
| 06 مايو 2025
تعيش أمة الإسلام عربها وعجمها أصعب أيامها وأحلكها على الإطلاق، فلا قيمة لملياري مسلم في عيون الغرب والشرق في ظل ما يعيشونه من ضعف وهوان منذ انهيار الدولة العثمانية التي كانت تحمل آخر ما تبقى من هيبة وقوة وعزة، ساهم العملاء ودعاة القومية والفرقة في إزاحة الدين الذي يجمع كل الأعراق تحت مظلة الإسلام ليدعوا إلى قدسية العرق والحقوق المسلوبة التي يدعونها حتى تلقفها أعداؤهم وصاروا ينفخون في كيرها حتى اشتعلت بهم وخلقت القلاقل بدولتهم التي خضعت لها لقرون الدول والشعوب، وصَدَقَ الشيخ محمد الغزالي عندما قال: ليس من الضروري أن تكون عميلاً لتخدم عدوك.. يكفيك أن تكون غبياً!. ولا شك أن دعاة القومية آنذاك سقطوا في وحل غبائهم ولم يظنّوا بأن دعوتهم للتحرر من الدولة التي جعلت لهم كياناً وعزة وقدراً ستتبدل بهيمنة الغرب عليهم وجعلهم دمية في أيديهم يتحكمون في مصائر شعوبهم ويختارون لهم حكامهم، ويسيطرون على قراراتهم، ويُسلطون عليهم كيانات وأجساماً صنعوها لخدمة أهدافهم كما هو حالهم مع الكيان الصهيوني الذي فاقت غطرسته وفساده الوصف دون مراعاة لإنسانية ولا أي عرف أو قانون دولي. ومن هنا لابد لأبناء هذا الجيل أن يقرؤوا تاريخ هذه الأمة مع ما كانوا يعيشونه من عزة وقوة بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم ودولة الخلافة الراشدة وصولاً للدولة الأموية ثم الدولة العباسية وحتى نهاية عهد الهيبة والقوة مع الدولة العثمانية. * تذكر المصادر أنه في أواخر عام 1915، بدأت بريطانيا وفرنسا مفاوضات سرية حول تقسيم أراضي الدولة العثمانية في حال انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. وبعد فترة قصيرة، أُدخلت روسيا القيصرية في المفاوضات، حيث وافقت روسيا على الاتفاق بشرط الحصول على القسطنطينية ومضائق البوسفور وأجزاء من الأناضول. وفي مايو 1916، تم توقيع الاتفاقية التي نصّت على تقسيم بلاد الشام والعراق بين بريطانيا وفرنسا، مع وضع فلسطين تحت إدارة دولية، وهو تمهيد واضح لما سيُعرف لاحقًا بوعد بلفور. لكن لم يكن أحد يتوقع أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب. ففي عام 1917، اندلعت الثورة البلشفية التي أطاحت بالقيصر الروسي وأتت بالشيوعيين إلى الحكم بقيادة فلاديمير لينين. وبمجرد استيلائهم على السلطة، قام وزير الخارجية السوفييتي ليون تروتسكي بالبحث في أرشيف وزارة الخارجية القيصرية. حيث عثر على نص اتفاقية سايكس بيكو، ومن أجل فضح تآمر القوى الاستعمارية ضد الشعوب المستعمَرة، قرر البلاشفة نشر الوثيقة كاملة. وهكذا، في 23 نوفمبر 1917، نشرت صحيفة «برافدا» الروسية النص الكامل للاتفاقية السرية، وسرعان ما نقلتها الصحف الأوروبية، بما في ذلك «مانشستر جارديان» البريطانية، مما تسبب في إحراج شديد للحكومتين البريطانية والفرنسية أمام حلفائهم من العرب الذين وعدوهم بالاستقلال. بعد نشر الاتفاقية، سرعان ما وصلت تفاصيلها إلى العثمانيين عن طريق ألمانيا والنمسا والمجر، اللتين كانتا حليفتين للدولة العثمانية في الحرب. وكان العثمانيون قد اشتبهوا منذ فترة طويلة في وجود مؤامرة بريطانية-فرنسية لتمزيق أراضيهم، لكنهم لم يمتلكوا دليلًا رسميًا حتى كشفت روسيا البلشفية الوثائق السرية. * عندما علم جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع المرابط بالشام، بهذه التفاصيل، حاول تحذير العرب للمرة الأخيرة، فأرسل في 26 نوفمبر 1917، رسالة إلى الأمير فيصل بن الحسين، يخبره بتفاصيل ما نشره الروس في الصحف العالمية ويفضح اتفاقية سايكس بيكو وكل ما عرفه عن تقسيم فلسطين، وسوريا، والعراق بين بريطانيا وفرنسا، ويطلب منه إعادة النظر في تحالفه مع الإنجليز. عندما وصلت أخبار اتفاقية سايكس بيكو إلى الشريف حسين عن طريق جمال باشا، لم يصدّق في البداية. وبعث برسالة إلى المعتمد البريطاني في مصر والسودان، يستفسر فيها عن صحة المعلومات. فجاءه الرد من اللورد بلفور، الذي أنكر وجود أي اتفاقية، مدعيًا أن هذا مجرد تلفيق عثماني بلشفي روسي لإثارة الفتنة بين العرب والحلفاء. ورغم كل الإنكار البريطاني، جاءت الأحداث على الأرض لتثبت صدق التحذيرات العثمانية، ففي ديسمبر 1917، سقطت القدس في يد البريطانيين، وبعد انتهاء الحرب في 1918، بدأ تنفيذ سايكس بيكو ووعد بلفور، حيث وُضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وسوريا تحت السيطرة الفرنسية، والعراق في قبضة بريطانيا. أدرك العرب بعد فوات الأوان أنهم خُدعوا، وأنهم كانوا وقودًا لمؤامرة استعمارية كبرى، وأن البريطانيين لم يكونوا سوى مخادعين كبار لا ميثاق لهم. * وما زال العرب حتى هذه الساعة يعيشون في نفس دائرة الخداع والتآمر من قبل نفس القوى التي أشعلت نار أعراقهم وقومياتهم للثورة ضد الدولة العثمانية، وهاهي تُسكتهم عن كل المجازر والتآمرات التي تحاك ضد دول عربية ولعل غزة وما يحدث لها لن يكون آخر المهازل والخسة التي تتعرض لها الأمة، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله عسى أن يُبرم لها من يرفع عنها هذا الظلم والضعف ويُعيد لها كرامتها وماء وجهها. فاصلة أخيرة يبدو أن العرب سيشهدون نكبة ثانية جديدة هذا العام تحت مسمى (الشرق الأوسط الجديد) بتهجير سكان غزة وباقي الأراضي المحتلة في فلسطين بإصرار صهيوني واعتماد ودعم أمريكي وتخاذل عربي، وستكون هذه بداية تحقيق أحلام الصهاينة لإسرائيل الكبرى، وليس لنا إلا أن نعزي أنفسنا في هوان وتخاذل أمة الملياري مسلم!.
366
| 30 مارس 2025
انتصرت إرادة الشعب السوري بعد معاناة 54 عاماً من نظام الإجرام البعثي الذي أسرف في قتل وظلم السوريين، واستباح حرياتهم وجثم على صدورهم طوال أكثر من نصف قرن ذاقوا فيه أنواع المآسي والمرارات طالت أجيالاً لم يشعروا بنعمة الأمن والأمان وفجر الحرية إلا بعد زوال نظام الطاغية بشار الأسد. ولا ريب أن هذا الانتصار لم يكن له أن يتحقق لولا الإرادة الصادقة والصبر الطويل والنَفس الثوري الجاد العازم لاجتثاث هذا النظام المستبد، فقد كان السوريون طوال الـ 13 عاماً من عمر ثورتهم مثالاً للشعب الذي لا يستكين ولا يهدأ له بال بعزيمته التي لا تفتر بعد أن جرّب معه نظام بشار كل صور وأشكال التنكيل، ليصنع من معاناته جيلاً قوياً على استعداد لدك الجبال من أجل تحقيق رغبته في إزاحة هذا النظام الذي أعاد له داعموه ومؤيدوه الروس والإيرانيون وأذرعهم في المنطقة الحياة بعد أن كادت تُسقطه المعارضة المسلحة مع بدايات الثورة عام 2012. ولعل المصادفة لعبت دورها في حرب الإرادة السورية الحرة للتخلص من هذا النظام، ففي الثامن من ديسمبر 2012 حاصرت المعارضة السورية مطار دمشق وكادت أن تطيح بالنظام لولا الدعم الكبير الذي قدمته روسيا وإيران وحزب الله لإنقاذ نظام بشار، ليكون الشعب السوري العظيم ومعارضته المسلحة على موعد مع نفس هذا اليوم ويتم تحرير دمشق وفرار الرئيس المخلوع إلى روسيا لِتُطوى صفحات نظامه التي جثمت على صدور السوريين أربعة وعشرين عاماً لم يذق فيه الشعب طعم العدل والحرية في دولة الرئيس والحزب الواحد الذي سرق وصادر مقدرات سوريا ومارس معهم كل أصناف الظلم والطغيان ! وبعد عقود من عهد الفاشية والغطرسة استعاد السوريون ولله الحمد والمنة دولتهم دون عون ودعم ومساندة من أي دولة وشعب، بأيدي أبنائهم وسواعدهم طهّروا سوريا العربية من المحتل الإيراني وروسيا وعصاباتهم التي أسرفت في عداواتها للمواطنين السوريين وقتلت أكثر من مليون وهجّرت وشرّدت الملايين منهم، وها هو الحق يعود لأصحابه ويلتئم الجراح وتُطوى صفحات المآسي والحرمان التي تجرعها السوريون طيلة الـ 13 عاماً من عمر الثورة السورية، وتبدأ منذ الثامن من ديسمبر مرحلة جديدة من عمر السوريين في بناء سوريا الجديدة التي تحررت لتكون لكل السوريين بأعراقهم وأطيافهم وأديانهم وطوائفهم، سوريا التي تستحق التضحية من أجلها وبذل الغالي والنفيس لحريتها ووحدتها وبنائها من جديد. ولا شك بأن المعارضة المسلحة التي صارت حديث كل العالم بمنهجيتهم ورقيهم منذ أن كانوا في مدينة إدلب طول السنوات الماضية وتأسيسهم لما يشبه الدولة المصغرة لخدمة من تهجّر من السوريين وتقديم ما يمكن تقديمه من خدمات لهم وتشكيل تنسيقيات لهم في المدن الأخرى من مدن سوريا لهو ما يعد النواة الأولى في طريق تحرير سوريا، وهو ما سهّل عملية « ردع العدوان « التي استطاعت أن تحرر كامل سوريا وتُسقط النظام في 12 يوما فقط، ولعل كلمة السر في هذا الفتح العظيم هو توحد الصفوف والرغبة الصادقة في استعادة الدولة من هذه الطغمة الفاسدة التي عاثت فساد ودماراً في البلاد. ومع بدء تشكيل النواة الأولى لدولة المؤسسات والقانون لسوريا الجديدة التي تستوعب الجميع ولا تقصي أحداً، فأمام السوريين تحديات ضخمة هم على قدر كبير من حمل مسئوليتها ويعون جيداً بأنهم سيواجهون العديد من العراقيل ومحاولة التدخلات في شؤونهم وزرع بذور الشقاق بينهم ومصادرة مكتسبات هذه الثورة التي دفعوا ثمنها بدمائهم وتضحياتهم، فهذه الثورة التي أجمع كل من تابع تفاصيلها بأنها الثورة الوحيدة التي لم تقم بارتكاب المجازر وعمليات الثأر وتدمير الممتلكات عند تحريرها لمدن سوريا، بل على العكس فقد حافظت على ممتلكاتها ومقدراتها وسعت إلى الحفاظ عليها من خلال توجيه عناصرها لحماية هذه الممتلكات والمنشآت التي هي ملكٌ للشعب والدولة. نأمل أن تمر الأشهر القادمة على خير في وضع اللبنات الأولى لسوريا الجديدة من خلال وضع دستور جديد قائم على ضمان تحقيق العدالة والمساواة بين كل السوريين، واختيار رئيس حر شريف يختاره السوريون ويثقون به وبنزاهته وبرلمان حقيقي حريص على تطبيق القانون وتمثيل الشعب خير تمثيل، لتبدأ بعدها مرحلة بناء الدولة السورية الجديدة الحديثة التي ستصبح بحول الله وقوته حديث العالم في تطورها وتقدمها ووحدة شعبها. فاصلة أخيرة يحق لنا كقطريين أن نفخر بموقف بلدنا وقيادته مع الثورة السورية وثباتها منذ اندلاعها عام 2011، وهو موقف نابعٌ من حبها ووفائها لحقوق هذا الشعب الأصيل الذي عانى لعقود من ظلم وجبروت نظامه، موقفٌ لم يتزحزح رغم اختلاف الظروف والضغوطات. إنها قطر كعبة المضيوم ونصيرة الشعوب المظلومة يا سادة.
774
| 24 ديسمبر 2024
شكّلت عملية «ردع العدوان» التي أطلقتها فصائل المعارضة في سوريا في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي تغييراً على الأرض في الحرب ضد النظام السوري والقوى الداعمة له، والتي تستحوذ على مساحات شاسعة تُضيّق على تواجد الفصائل المعارضة المتواجدة في مساحات محدودة من محافظة إدلب، إلا أن العمليات التي شنتها قوات المعارضة تمكنت من تحرير كامل إدلب ووصولهم إلى مدينة حلب وريفها خلال أيام قليلة وسط انهيار لدفاعات النظام وداعميه الإيرانيين وحزب الله. وأطلقت قوات المعارضة عملية «فجر الحرية» التي استهدفت استعادة السيطرة على العديد من المناطق التي خسرتها بعد تدخل روسيا وإيران ودعمهما للنظام السوري، وهذه المناطق تمتد من الشيخ نجار شمال شرق حلب وصولاً إلى بلدات عين عيسى وتل رفعت ومنغ، وكانت تقع تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية منذ فبراير 2016. ولعل الأحداث التي جرت خلال الشهرين الماضيين هي التي حركت المياه الراكدة في شمال غرب سوريا وانسحاب عناصر النخبة التابعة لحزب الله عقب الحرب التي شنتها إسرائيل على معقل الحزب في جنوب لبنان وتكبده الخسائر الكبيرة على مستوى القيادات والعتاد، كما أن انشغال روسيا بحربها ضد أوكرانيا وسحبها لأكثر من 30 طائرة حربية من سوريا كانت تشكل عامل قوة للنظام السوري ومصدر عرقلة لحركة قوات المعارضة السورية في أرض المعركة، ناهيك عن إيران التي لم يتوقف دعمها لنظام بشار منذ انطلاق الثورة السورية سواء بالمليشيات القادمة من إيران والعراق أو بالعتاد والدعم اللوجستي اللامحدود هو الآخر تأثر من الحرب الدائرة على ما يسمى بمحور المقاومة الذي تتزعمه إيران وتحرك خيوطه!. وبالرغم من أن هذه الخسائر التي مُني بها النظام كبيرة جداً وما زالت قواته حتى هذه الساعة تتقهقر وتهرب من أماكن سيطرتها في المناطق التي تستهدفها قوات المعارضة التي زحفت تجاه مدينة حماة وسيطرتها على عدة مدن وبلدات بريف حماة الشمالي، إلا أن استجداء النظام بروسيا وإيران لإرسال تعزيزات لدعم لقواته المنهارة يؤكد مدى هشاشة هذا النظام وأنه ليس له حاضنة تدافع عنه أو تتمسك به، وهو بعكس قوات المعارضة التي وجدت دعماً وترحيباً من كل سكان المدن والمناطق التي استعادتها وهو ما سهّل عملياتهم بأقل الخسائر الممكنة. ومن يتابع الأحداث في سوريا يتضح له جلياً أن عزة هذه الأمة تأتي عندما يصلح حال الشام وأهله وتستقر أوضاعه، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ، حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ، بِالشَّامِ) رواه الإمام أحمد في «المسند» وصححه الألباني. وعَنِ ابْنِ حَوَالَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ. قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ. فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ، فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ) رواه أبو داود (2483)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والنبي صلى الله عليه وسلم ميَّز أهل الشام بالقيام بأمر الله دائماً إلى آخر الدهر، وبأن الطائفة المنصورة فيهم إلى آخر الدهر، فهو إخبار عن أمر دائم، مستمر فيهم، مع الكثرة والقوة. وهذا الوصف ليس لغير أهل الشام من أرض الإسلام؛ فلم يزل فيها العلم والإيمان، ومن يقاتل عليه، منصوراً مؤيداً، في كل وقت. فنسأل الله أن ينصر عباده المرابطين المجاهدين في سوريا وأن يهزم كل أراذل الدول الذين تكالبوا عليهم، وأن ينصر بهم الإسلام وأهله وأن يكونوا فاتحة خير لعزة الأمة وسؤددها. فاصلة أخيرة كل من تورط في الدم السوري أشغله الله عز وجل بمصائبه، روسيا انشغلت بتكالب الغرب عليها، وإيران وحزب الله تسلطت عليهما إسرائيل، هي لعنة سوريا ودماء شعبه البريء الذي لن يذهب هباءً!
702
| 07 ديسمبر 2024
جباليا مدينة فلسطينية تقع على بعد 4 كيلومترات شمال مدينة غزة، تبلغ مساحتها 18 كم ويعيش فيها أكثر من 175000 مواطن فلسطيني، هذه المدينة التي سطّر أهلها ومقاومتهم وتضحياتهم أروع الصور التي باتت حديث وسائل الإعلام العالمية وذهولهم من صمود هذه المدينة لأكثر من 50 يوماً لحرب الإبادة المجرمة التي يشنها جيش الاحتلال والتي تعد الأعنف منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر 2023، ولازالت جباليا حتى ساعتنا هذه عائقاً أمام أعتى الجيوش في تنفيذ خطته لإخلاء شمال قطاع غزة من أي تواجد بشري للاستعداد للمراحل القادمة لسيطرتهم على كامل قطاع غزة التي يخطط لها جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء من خلالها على حماس وكل الفصائل الفلسطينية المقاومة وإبادة سكانها وتهجير ما تبقى منهم إلى أي مكان لا يجعلهم عائقاً أمام أهداف سلطة الاحتلال لإخلاء كامل غزة ! ولأن لكل مسيرة مقاومة احتلال فصلاً من الملاحم البطولية ستُسطّر بأحرف من نور في تاريخ هذه الدولة وشعبه يبقى مدوناً وشاهداً له على مر التاريخ، فلعل الصمود الأسطوري والمقاومة العظيمة لأهل جباليا وأبطالها المجاهدين ما يُجسّد هذه الملحمة التي ستضاف إلى ملاحم الأمة والتي كان آخرها ملحمة مدينة الفلوجة العراقية عام 2003 التي صمد فيها أبطال المقاومة العراقية أمام القوات الأمريكية المحتلة وكبدوها الخسائر الكبيرة رغم تواضع أسلحتهم وقلتها. ولكم أن تتخيلوا كيف لمنطقة صغيرة جداً كجباليا لم يتبق فيها إلا عدد قليل من أهلها وعدد من المقاومين أن تصمد أمام أكثر من 5 آلاف جندي إسرائيلي مدججين بالسلاح والعتاد يساندهم طيران حربي لا يتوقف ساعة عن قصف المباني وتدمير كل من يقع تحت عينه وقناصة لا يسمحون لكائن كان أن يخطو خطوة واحدة على أرضها، لكم أن تتخيلوا أن المقاومة لا زالت حتى يومنا هذا تلقّن العدو درساً في فنون الحرب وتكبده الخسائر في الأرواح والعتاد، ولم تشفع للاحتلال زجه بأفضل وحداته النخبوية أن يعلن كل يوم خسارته لأفضل عناصر هذه الوحدات وأعلاهم رتبة. معركة جباليا باتت تؤرق العدو الصهيوني الذي يرى بأنه من الضروري حسمها في أقرب فرصة بعد كل هذه الخسائر في جنودها وعتادها والتي ألقت بظلالها على سمعتهم في الشارع الإسرائيلي وحديث وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية وبالتالي زيادة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لإنهاء هذه الحرب والإفراج عن الرهائن الذين تشكل المطالبة بهم واستئناف محادثات وقف اطلاق النار بين حماس وإسرائيل مطلباً ملحاً وعامل ضغط من أهالي الرهائن على الحكومة الإسرائيلية. جباليا العصية الشامخة لازالت حتى ساعتنا هذه تقاوم جبروت وغطرسة الآلة العسكرية الصهيونية المدمرة متسلحة بثباتها وصبرها وإيمانها بأنه لا بد لليل أن ينجلي وللقيد أن ينكسر كما يقول الشاعر العربي أبو القاسم الشابي، جباليا كما هي كل مدن غزة الأبية العظيمة التي استطاعت أن تُركع العدو الصهيوني وأن تقف في وجهه ووجه كل ظالم متغطرس، ورغم وقوف أمة الملياري مسلم متفرجة أمام ما يحدث من قتل وتهجير لأهل غزة، فها هي غزة صامدة محتسبة لم تأبه بدعم الدول الكبرى لهذا الكيان الهش الذي مهما طال بقاؤه وتجمعت قطعانه على أرض فلسطين إلا أن تجمعهم مكتوب لهم بـ « زوالهم « كما أخبرنا خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه قبل أكثر من 14 قرناً « لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود «. فاصلة أخيرة دعا الحاخام دانئيل سجرون الأحد الماضي إلى الإسراع في بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى وتحويل إقامته من قضية للنقاش إلى مهمة ومن مجرد تمنيات إلى خطة عملية واستغلال صمت الأمة الإسلامية التي باتت عديمة الجدوى على حد قوله. ونحن نقول: أمةٌ لم تلتفت إلى ما يتعرض له أبناؤها من قتل وتهجير على أرض فلسطين ؛ كيف لها أن تهتم بمقدساتها التي حافظ عليها أسلافها بدمائهم وأرواحهم على مدى قرون ؟!!
255
| 21 نوفمبر 2024
ماضٍ تليد وحاضر مشرق ومستقبل زاهر، هو عنوان يومنا الوطني الذي نستذكر فيه في يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام إنجازات تحققت وطموحا واستشرافا لمستقبل نتطلع فيه إلى الاعتلاء على القمة والانطلاق إلى آفاق لا حدود لها على كافة الأصعدة والمستويات، إنها قطر يا سادة التي حققت مجدها بسواعد أبنائها حتى شاع صيتها في وقت الشدة والرخاء، إنها قطر التي أصبحت محط أنظار العالم في زمن الحرب والسلم، إنها قطر صانعة السلام عندما تتعقد الأمور وتعجز الأمم عن حل عقدها، إنها قطر التي رهنت نفسها وكل ما تملك من أجل مناصرة القضية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى ساعتنا هذه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. اسألوا عن مواقف قطر الأصيلة في منظمة الأمم المتحدة وما يتبعها من منظمات أممية ولجان وستجدون الوقفة الإنسانية التي تعكس أخلاق ومشاعر ومواقف قطر وقيادتها وشعبها العظيم، واسألوا عن مبادراتها لحل الأزمات التي تعصف بالدول الشقيقة والصديقة وستجدونها ثابتة وقوية إلى أن تنعم هذه الدول بالأمن والسلام والرخاء، واسألوا عن وساطاتها في العديد من الملفات الدولية كملف دارفور والوساطة بين طالبان وأمريكا والغرب وأخيراً ملف وقف إطلاق النار بين الصهاينة وحماس ومفاوضات الإفراج عن الأسرى، فقبول وساطة قطر دون غيرها في كل هذه الملفات لم يأتِ من فراغ وإنما جاء لثقة المجتمع الدولي بقطر كوسيط نزيه غير متحيّز لطرف دون آخر في سبيل تحقيق الهدف المنشود وهو الوصول إلى سلام عادل منصف. ولا ريب أن هذا النجاح الدبلوماسي القطري في إتمام هذه الوساطات تقف خلفه إرادة سياسية صادقة وقيادة حكيمة رشيدة رسمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لضمان تحقيقها للنتائج المرجوة لقناعته بأنه لا أمن ولا سلام للجميع إن لم تتحقق للدول وشعوبها الأمن والعدل والمساواة والسلام. في كل عام يمر علينا نستشعر به كشعب قيمة الإنجازات العظيمة التي تتحقق كل عام وتزداد معه مشاعر الفخر والاعتزاز بما يقدمه هذا الوطن وقيادته وأبناؤه من عطاء لا حدود له يمتزج بروح التفاني والامتنان لما قدمه الوطن لنا من خير وأمن ورخاء بفضل من الله وكرمه، حفظ الله لنا قطر وأميرها وشعبها من كل مكروه وجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. فاصلة أخيرة لا فرحة لنا في يومنا الوطني وأهلنا في غزة يُعانون من ويلات حرب بربرية ظالمة لا تفرق بين طفل ولا شيخ ولا امرأة، فنسأل الله أن يُنزل السكينة والصبر عليهم وأن يثبّت أقدام مجاهديهم وينصرهم على الصهاينة المعتدين.
1278
| 19 ديسمبر 2023
مما يُحكى من القصص التي أقرب ما تكون في حبكتها إلى قصص وروايات كتاب «كليلة ودمنة» الذي يحمل في طياته أبعاداً سياسية واجتماعية جعلته حتى اليوم مادة للبحث والاستقصاء، تقول القصة: وقع حجر على ذيل ثعلب فقطع ذيله، فرآه ثعلب آخر فسأله: لم قطعت ذيلك؟ فقال له: إني أشعر بسعادة. فجعله يقطع ذيله ولم يجد متعة، فسأله: لم كذبت علي وجعلتني أقطع ذيلي؟ فقال له الثعلب بمكرٍ: إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا، فظلوا يخبرون الثعالب بمتعتهم الكاذبة حتى أصبح أغلبية الثعالب دون ذيل، وكلما رأوا ثعلباً بذيله سخروا منه!. يُستخلص من هذه القصة، أنه إذا عمّ الفساد بين الناس يُعيّر الملتزمون بالتزامهم ويتخذهم السفهاء سخرية، وهو ما علّق عليها أحد الصالحين في زمانه قائلاً: ليأتين على الناس زمان يُعيّر المؤمن بإيمانه كما يُعيّر الفاجر بفجوره!. ولعل من هذه النوعية ما نراه الآن ممن يُحسبون على أمتنا وأفعالهم تأبى ذلك، تلك الشرذمة التي حشدت صفوفها لتنفث غلها وحقدها على المسلمين في وقت العسرة والشدة، فنراهم تارة يُخذّلون وتارة أخرى يُخونون كل من يقف ضد البطش الصهيوني وآلته الإجرامية التي عاثت فتكاً ودماراً على غزة وأهلها المرابطين الصامدين!. جعلوا المقاومة الفلسطينية ورموزها وحماس شماعة لهم لربطهم بالإرهاب وزعموا انتماءهم لإيران وتنفيذهم لأجنداتها، وهي نفسها الاتهامات الباطلة والكاذبة لقادة الصهاينة التي أطلقوها على المقاومة بعد أن أثخنت جراحهم واستنفرت طاقاتهم وحوّلت جنودهم الذين اجتاحوا غزة إلى بقايا جثث متفحمة حتى يعلموا بأن من يدخل غزة سيرى أصنافاً من الموت أعدها لهم المجاهدون وليس لهم منهم إلا السيف والنار كما قال المجاهد البطل أبوعبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام. واللافت للنظر من خلال متابعتنا لمن ملأت «الصهينة» عقولهم وأفئدتهم حتى أصبحوا أكثر معاداة للمقاومة من الصهاينة أنفسهم، أنه في كل مرة يظهر فيها أبي عبيدة يزف البشارات تلو البشارات بالهزائم النكراء التي تلقاها جيش الاحتلال في غزة نراهم كالمغشي عليه من الحسرة والضيم على هذه الانتصارات التي أصابت الصهاينة في مقتل، حتى وصل بهؤلاء أن يشنوا حملاتهم المغرضة ضد المقاومة على منصات التواصل الاجتماعي، ولا تكاد تُفرّق بين جملهم وعباراتهم التي لا تخلو من الألفاظ النابية ضد رموز المقاومة والاستهزاء والسخرية، وهو لعمري سقوط أخلاقي وإنساني يقتدون من خلاله بالصهاينة وإعلامهم المدلس!. فاصلة أخيرة من المؤسف أن الدول العربية ما زالت تنافح لاستصدار قرار أممي ملزم لوقف إطلاق النار في غزة وهي تعلم بأن الفيتو الأمريكي يقف لها بالمرصاد، فيكفيكم إهداراً للوقت ولتفعلوا مع غزة ما تفعله أمريكا مع الكيان المحتل!.
1410
| 12 ديسمبر 2023
منذ اليوم الأول من طوفان الأقصى والحرب على غزة والعدوان الصهيوني يصب بحممه على قطاع غزة، والجهود الدبلوماسية القطرية على أشدها لوقف التصعيد والوصول إلى وقف للحرب لحقن دماء أهلنا في غزة وكل الأراضي المحتلة، 47 يوماً من حرب لا تُبقي ولا تذر خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء وأكثر من 36 ألف جريح. وبعد انسداد أفق التوصل إلى حل لهذه الحرب المدمرة التي حوّلها الكيان المحتل إلى حرب مفتوحة تحرق الأخضر واليابس في غزة، اتجهت الأنظار إلى الوسيط الذي يعلم كل الفرقاء بأنه هو القادر فقط على إدارة الملف والوصول إلى مكتسبات مرضية لكل الأطراف، فكانت قطر فقط وليس غيرها هي الخيار الأمثل للجميع، فهي الوسيط الوحيد المقبول من قبل حماس التي تثق بأن الوساطة ستكون في أيد أمينة طالما أن الضمانات تقدمها قطر وتحرص على أن يتم الوفاء ببنودها. جاءت الهدنة ليتنفس الجميع الصعداء وخاصة غزة الجريحة التي عانت ويلات حرب ظالمة تكالبت عليها كل قوى العالم دون أن تتحرك فيهم شعرة من إنسانية ورحمة، ولكن أثرها اجتاح العالم بأسره لتخرج شعوبها غاضبة ورافضة لازدواجية المعايير وتحالف العالم الظالم مع المجرم المتعطش للدماء قاتل الأطفال عديم الرحمة والإنسانية!. ومع فجر الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري أعلنت قطر التوصل إلى اتفاقية هدنة إنسانية في غزة بين الكيان المحتل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بدأ سريانها منذ صباح 24 من نفس الشهر وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد، تم حتى الآن تسليم الأسرى من الطرفين وتسير الأمور على حسب ما هو متفق عليه، حتى يتم إطلاق سراح كافة الـ 50 رهينة من الأطفال والنساء لدى حماس مقابل إفراج سلطات الكيان المحتل عن 150 من النساء والأطفال في سجون الاحتلال. ومما يُحسب لاتفاق الهدنة أنه لم يقتصر الأمر فقط على الإفراج عن الرهائن والأسرى وإنما وقف لإطلاق النار وحركة الطيران لمدة 6 ساعات، وإدخال مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لكل مناطق قطاع غزة، وهو ما يعد تطوراً ملحوظاً وإنجازاً تحقق على أرض الواقع بعد أن كان شبه مستحيل مع التعنت الصهيوني ورفضه لكل المناشدات الأممية والدولية لإنقاذ المدنيين في غزة من حملة الإبادة التي يتعرض لها شعب غزة!. هذه الجهود المضنية التي بذلتها قطر بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية لا ريب بأنها مرّت بالعديد من التعقيدات ومحاولة التدخلات التي ترمي إلى فشل هذه الهدنة وعدم التوصل إلى اتفاق يفضي إلى تحقيق مكتسبات لكلا الطرفين، ولعلها هي نفسها الأطراف التي تشجع الكيان المحتل على ممارسة حربه على غزة حتى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وبالتالي استمرار حملة الإبادة الممنهجة ضد غزة وشعبها، ولولا الضغط الذي يُمارس على سلطات الاحتلال من ذوي الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة لما تحققت هذه الهدنة التي لعبت قطر دوراً رئيسياً في نسج خيوطها والوصول إلى قناعة تامة بأن الهدنة هي الحل الأمثل في طريق الوصول إلى إطار عام متفق عليه للنظر في مدى إمكانية إنهاء هذه الحرب والعودة إلى ما هو عليه الحال قبل 7 أكتوبر. وقد أثبتت الدبلوماسية القطرية أنها دبلوماسية الأفعال لا الأقوال فقط، وبأنه يُعوّل عليها كثيراً في الملفات السياسية الشائكة التي يُصعب خوض غمارها، وبأنها وسيط لا يبتغي من وساطته أي مكاسب سياسية وإنما سعيه للسلام والأمن الإقليمي والدولي هو هاجسه الأول والأخير، لقناعته بأنه لا سبيل لحياة يسودها الوئام والعيش الكريم إلا بضمان تحقيق الأمن والسلام لكل شعوب العالم، وهنا يكمن سر نجاح الدبلوماسية القطرية وقبولها لدى كل الأطراف لأنها تسعى دائماً لتحقيق السلام العادل المنصف للجميع. فاصلة أخيرة المرجفون والمخذّلون ممن يُحسبون على أبناء الأمة هم أكثر فئة تتألم لإتمام هذه الهدنة، انظر واستمع إلى لحن قولهم ستجده محرضاً ومدلساً على المقاومة الفلسطينية، يتحسر عندما يُثخن بالعدو ويتشمت عند استشهاد أفراد من المقاومة، هم صهاينة الأمة فاحذرهم.
567
| 28 نوفمبر 2023
احتفل العالم يوم أمس 20 نوفمبر باليوم العالمي للطفل، الذي يُقام في مثل هذا اليوم من كل عام، والذي أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلالها اعتماد اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990 والعالم يحتفل بهذه المناسبة، والذي يتضمن عدة ثوابت يدعو لتحقيقها، من أهمها أن يكون لكل طفل في كل مكان الحق في العيش في عالم يسوده السلام، وله الحق في العيش على كوكب آمن وصالح للعيش، وأخيراً؛ لكل طفل صوت فيجب الاستماع للأطفال وإشراكهم وأخذهم جدياً بعين الاعتبار في جميع القرارات التي تؤثر عليهم!. كل هذا الكلام الذي ورد على لسان منظمة اليونيسف بالطبع لا محل له من الإعراب في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومجملاً الدول التي تعاني من الحروب والفقر، وما يؤكد ذلك أنه خلال الـ 45 يوماً الماضية من الحرب البربرية على غزة لم نرَ أي حماية أممية لأطفال غزة من حرب الإبادة الصهيونية التي أودت بحياة 5000 طفل، ولا حتى إشارة لها في موقعها على الشبكة العنكبوتية، وهو دليل قاطع بتواطؤ هذه المنظمات مع الكيان المحتل على اعتبار أنهم يعلمون بأنهم في حال قاموا فعلياً بالتحرك عملياً وليس شفوياً بالاستنكار أو المناشدات سيُواجهون بعنجهية وتسلط الدول العظمى بالتلويح بالفيتو ضد أي مشروع قرار يُدين الكيان المحتل!. فكيف لنا أن نرتجي من منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها إنصافاً ووقوفاً مع الحق الفلسطيني في أدنى مستويات الحياة العادية له ومن يتحكمون بها وقراراتها وحق نقضها هم من يدعمون الكيان الصهيوني المحتل المجرم بالسلاح والمال والعتاد بمشاركة العديد من الدول الغربية وصمت عربي مطبق، ولكن تكالبهم مع الصهاينة على غزة لم يمنع شعوبهم من تجييش المظاهرات والوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني طيلة الأسابيع الماضية رفضاً واستنكاراً لدعم حكوماتهم لحرب الإبادة ضد غزة!. وللمفارقة، فقد قُدّر لهذه الحرب الظالمة على غزة أن تتزامن مع أكثر الأيام المعنية بحقوق فئات المجتمع الدولي أو ما يعتبر ذا صلة به، ففي شهر أكتوبر الماضي فقط ومع بدء الحرب كان هناك أكثر من يوم عالمي معني بحقوق الطفل والمرأة والفقر ونزع السلاح والأغذية، وفي نوفمبر الجاري حَفِلَ معظم أيامه بمناسبات عدة تم نسفها والإخلال بها في أرض غزة المكلومة، أولها اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ثم اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والأسبوع الدولي للعلم والسلام، واليوم الدولي للتسامح، واليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال والتشافي منها، وأخيراً اليوم العالمي للطفل الذي احتفل به العالم يوم أمس، وكان الأجدى بأن يتم تغييره ليكون «اليوم العالمي لإبادة الطفل الفلسطيني»!.
981
| 21 نوفمبر 2023
تقول القصة كما ترويها المصادر، إنه في عام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليين احدى المدن العربية الساحلية، وبعد معارك غير متكافئة تم احتلالها، وهاجر الكثير من الأهالي وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة، ازدادت ضربات المقاومة فلجأ البرتغاليون لخطة مبتكرة لوأدها، حيث جاؤوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي)، وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين)، لم يكن أحد في المدينة كلها يعرف هذا الـ (ياسين)، لكن البرتغاليين دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب بطلاً قوميًّا، نادى (ياسين) للجهاد لتحرير المدينة فانقادت خلفه الحشود، وبعد عدة معارك متفق عليها مع الغزاة شاع صيته، وأصبح الكل يلقبه بالزعيم!. نادت البرتغال بمؤتمر عالمي عاجل من أجل السلام، وطلبت من الزعيم (ياسين) الحضور فقَبِل ياسين، وفي تمثيلية مكشوفة تحدّى (ياسين) أن يحضر البرتغاليون!. تمنّعت البرتغال في البداية تمنّع الراغب، ثم قبلت وتم كل شيء كما خُطِط له، أعلن (ياسين) حكومته المحلية واعترف بحق البرتغال في المدينة! فقُسّمت المدينة إلى قسمين، قسم يحكمه العميل (ياسين) ويتبعه اللاجئون والفقراء وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي، ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة!. وبغض النظر عن صحة هذه القصة من عدمها، إلا أنها تحكي واقع الكثير من الدول في العالم ونجد (ياسين) هو نفسه يمثل نفس الشخصية رغم تغير الزمان والمكان ولكنها هي نفسها الخيانة والعمالة والحبكة والخدعة والفخ، وهي نفسها النتائج المتوقعة من (ياسينهم) في الاستفراد بالحكم ونهب الثروات والتحكم في مصير الشعب وتنفيذ سياسات ومصالح أسياده المحتلين بحضرته! وإن اختلفت أسماؤهم فهم يتفقون في الأهداف لخدمة المحتل الذي يتخفى خلف هذا الــ (ياسين) مستغلاً إما النعرات القبلية أو الانتماءات الطائفية أو الخلافات التي لا يُراد لها أن تنتهي حتى يبقى الوضع على ما هو عليه لدوام الفائدة لـ (ياسين) العميل وأسياده الذين يتحكمون بخيوطه!. ما يحدث الآن في غزة من أحداث فظيعة ستظل عالقة في ضمير الإنسانية ووصمة عار على المجتمع الدولي، فعجزه عن إيقاف مسلسل المجازر والإبادة العرقية في حق الفلسطينيين من قبل كيان محتل لم توقف آلته القاتلة أي نداءات أو استغاثات أو توسلات لإيقاف مجازره في حق المدنيين الأبرياء في غزة هو مهزلة ومصيبة لا تُغتفر، أقول ما يحدث من عدم تدخل دول عربية مجاورة أو غير مجاورة لغزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو ما تجسده قصة (ياسين) الذي يوهم شعبه بأنه يقف معهم ومع الحق وهو في حقيقته ما هو إلا عميل لا ينطق حرفاً واحداً ولا يُصدر قراراً إلا بعد مشاورة أسياده الذين لولاهم لم يكن على سدة حكم بلاده!. ابتُليت هذه الشعوب بحكام لا تحركهم نخوة ولا مشاعر تجاه أشقائهم من الشعوب العربية المجاورة عند تكالب الأعداء عليها، فلا تحرك مشاعرهم ونخوتهم استصراخ امرأة ولا شيخ ولا طفل قتل أهاليهم وأحبابهم واستحلفوهم بالله وبحرمة الدم والدين الذي يجمعهم بأن ينصروهم ضد عدو الله وعدوهم، ولكن لا حياة لمن تنادي ولقد اسمعت لو ناديت حياً!. هذه الدول وهذه الشعوب هي نفسها التي لم تُحرك ساكناً في كثير من الأحداث الجسام التي مرت عليها على مر التاريخ من عربدة للصهاينة ومجازر وتدنيس للمقدسات منذ تأسيس هذا الكيان وحتى يومنا هذا، ولعل حادثة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 كان المقياس الحقيقي الأول لردة فعل هذه الأمة، والتي علّقت عليها جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني حينها قائلة: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل صوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة»!. وهذا هو حال الأمة الآن الذي حدثنا عنه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت». رواه أحمد في مسنده فاصلة أخيرة حررونا يا أهل غزة من الاستعمار الجاثم على إرادتنا فنحن أمة مسلوبة الإرادة والقوة حتى صارت لا تستحي من ذلها وهوانها!.
3840
| 07 نوفمبر 2023
أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تستبسل للدفاع عن أرض غزة العزة منذ السابع من أكتوبر وحتى ساعتنا هذه بأن جيش العدو الصهيوني بعتاده وترسانته وعدّته والإمداد الذي يتلقاه من الدول الحليفة له كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعظم الدول الأوروبية، أثبت أن العدو ليس كفؤاً للحرب البرية بعد سلسلة من التقدم لأقل من كيلومتر باءت كلها بالفشل الذريع وخسروا من جرائها العشرات من جنودهم ودباباتهم وعرباتهم وجرافاتهم، وهو ما يفسر تكثيف سلاح طيرانه قصفه للمدنيين دون حتى أن يلتفت للنداءات الدولية بإيقاف حملته المسعورة التي تؤكد مدى بربرية ووحشية هذا الكيان المحتل !! ووسط هذه الأحداث المؤلمة تكشّفت لدى الشعوب العربية مدى ما وصلت إليه الأنظمة العربية من ضعف وهوان وتبلّد في المشاعر، باستثناء بعض الأنظمة وخاصة المطبّعة مع الكيان التي لا تُخفي تعاطفها ودعمها للكيان من أجل القضاء على حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ولعل ما كشفه دينيس روس الذي يعتبر أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين معرفة وتواصل بحكومات الشرق الأوسط في صحيفة نيويورك تايمز بأن « إسرائيل ليست وحدها في الاعتقاد بضرورة هزيمة حماس، ففي الأسبوعين الأخيرين، تحدّث إلى (مسؤولين عرب) في أنحاء المنطقة يعرفهم منذ فترة طويلة، كلهم وبدون استثناء قالوا له: إنه من المهم تدمير حماس في غزة، وأكدوا على أنه إذا خرجت حماس بصورة منتصرة فإن ذلك سيكرس أيديولوجية الرفض التي تدعو لها، وسيدعم إيران والمتعاونين معها ويضع حكومات المنطقة في موقف الدفاع، ولكنهم يقولون ذلك في الحوارات الخاصة، فمواقفهم العلنية مختلفة تماماً « انتهى كلامه وما قاله دينيس روس ليس مفاجئا وليس افتراءً على قادة ومسؤولين هذه الدول، فما معنى أن تشارك دولة « طبّعت « حديثاً مع الكيان المحتل بسلاح جوها في تعاون ومناورات مشتركة ودعم لوجستي للطيران الصهيوني ؟! ناهيك عن مواقفها في منظمة الأمم المتحدة التي ركّزت على إلقاء اللوم على حماس والهجوم عليها ومطالبة المجتمع الدولي بمحاربتها دون أن تستنكر وترفض مجازر قوات الاحتلال في غزة. وكذلك موقف جارة غزة التي يعتبر معبرها هو المتنفس الوحيد لها، واستمرار التعمد في إغلاقه وعدم السماح لمئات الشاحنات التي تنقل المساعدات والأدوية للوصول إلى غزة وإنقاذ عشرات الآلاف من الجرحى والجوعى، في انتظار أن يسمح لهم الكيان المحتل وأمريكا بالموافقة على عبورها لإنقاذ غزة، عدا عن تجييشه لجيشه على حدود غزة وتهديده لمن يحاول التعدي على حدوده بالقضاء عليه، وكأنه يوجه هذا التهديد لشعبه ولأهل غزة المنكوبة، هذا هو واقع أنظمتنا العربية عندما تُنتهك حقوقها وتُستباح أرضها وحُرماتها، يتشابهون في اللحن والقول والفعل في الاستبسال في الذود عن عروشهم ولو كانت على حساب الملايين من شعوبهم، وأما شعاراتهم الوحدوية العروبية فهي لا مكان لها من الإعراب عند وقوع الأزمات والمصائب لأي دولة أو قُطرٍ منها، فهي أنظمة لا تستحي وتُجاهر بذلك أمام الأمم !! فاصلة أخيرة الجميع مقابل الجميع، هو قرار وكلمة المقاومة الفلسطينية فقط، التي لا تُعوّل على أنظمتها التي لطالما خانتها وخذلتها وتكالبت عليها مع أعدائها !! فلله درّك يا غزة العزة، فقد كشفت كل الأقنعة!
462
| 02 نوفمبر 2023
مساحة إعلانية
 
        نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6621
| 27 أكتوبر 2025
 
        في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6489
| 24 أكتوبر 2025
 
        المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2670
| 28 أكتوبر 2025
 
        كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
1950
| 30 أكتوبر 2025
 
        جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1698
| 26 أكتوبر 2025
 
        على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1506
| 27 أكتوبر 2025
 
        النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
1062
| 24 أكتوبر 2025
 
        لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1014
| 27 أكتوبر 2025
 
        في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
1011
| 24 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1008
| 29 أكتوبر 2025
 
        “أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
936
| 27 أكتوبر 2025
 
        عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
849
| 26 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
