رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

639

جابر محمد المري

«نُصرت بالرعب مسيرة شهر»

14 مايو 2025 , 02:00ص

حالة اليأس والعجز التي أصابت الكيان الصهيوني المحتل من استمرار حربه الظالمة ضد غزة وصلت به إلى تهاوي معنويات أفراد جيشه، فقد أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي معلومات عن نوعية وحجم المشكلات العقلية التي أصابت الجنود الإسرائيليين جراء القتال في قطاع غزة.

وتستند هذه المعلومات إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة تل أبيب، وسط شكاوى في الأوساط الرسمية الإسرائيلية من هروب الجنود من ميدان المعارك.

ووفق الدراسة، فإن كل 1 من 8 جنود إسرائيليين قاتلوا في غزة، غير مؤهل عقلياً للعودة إلى الخدمة في الجيش.

وكشفت الدراسة أن 12 % من الاحتياط ممن قاتلوا بغزة أفادوا بوجود أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة، وخلصت إلى أن معاناة جنود الاحتياط من اضطراب ما بعد الصدمة تجعلهم فعلياً غير مؤهلين للخدمة.

وكانت تقارير إسرائيلية كشفت أن جنود احتياط الجيش الإسرائيلي، الذين أنهوا أشهراً من الخدمة العسكرية، يطلبون بشكل متزايد الحصول على علاج للصحة النفسية.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت أن 170 ألف جندي قد سجّلوا في برامج للاستفادة من خدمات العلاج النفسي، وقالت الصحيفة: إن آلاف الجنود لجأوا فعلاً إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي، مضيفة أن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قبل أن تعلق إن «هذا ليس سوى البداية، حيث سيتضح مدى الانهيار العقلي للجنود إذا توقفت المدافع».

وأنا أقرأ هذه التقارير الصادرة من جامعات وصحف الكيان المحتل، التي تقف عاجزة ومنهارة أمام الحالة التي وصل إليها جيشها في حربه في قطاع غزة في مقابل استبسال المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضهم وإثخان العدو وتكبيده الخسائر في الأرواح والعتاد، تذكرت قول نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم: «نُصرت بالرعب مسيرة شهر» وأن الله - جل وعلا - يُلقي في قلوب أعدائه الرعب، وهم عنه بعيدون مسافة شهر كالشام عن المدينة، والعراق، ونحو ذلك، ينصُره الله عليهم بالرعب.

يقول الشيخ الإمام عبدالعزيز ابن باز، رحمه الله: فإذا وصل إليهم الرعب قد تمكن منهم، وكان ذلك من أسباب نصره عليهم، ومن أسباب خذلانهم، وانخلاع قلوبهم عن المقاومة، وهكذا في أمته، هذا ليس خاصاً به صلى الله عليه وسلم بل أعطاه الله وأمّته ذلك.

فأمته المستقيمة على دينه، والصابرون على دينه، والمقيمون لشريعته ينصرها الله كما نصره، ويلقي في قلوب عدوها الرعب مسافة شهر، كما نصر نبيه بذلك - عليه الصلاة والسلام - لأن هذا من جملة خصائصه التي له، ولأمته، فمن استقام على دينه، وجاهد في سبيله ابتغاء مرضاته، وإعلاء لكلمته، فالله ينصره، ويؤيده، ويُلقي الرعب في قلوب عدوه مسافة شهر. انتهى كلام الشيخ

ولعلنا نحسب المقاومة الفلسطينية وما تقوم به من بطولات وتضحيات للدفاع عن أرضها وشعبها تسير على هذا النهج الذي بشّرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام، وإن اختلفت الأزمان والعهود فإن مسيرة هذا الرعب الذي زرعته هذه المقاومة بضع دقائق وثوانٍ جعلت العدو الصهيوني يتزلزل كيانه بمجرد أن يرى المجاهد الفلسطيني الغزاوي وليس معه إلا سلاحاً صُنع بموارده المحدودة مقابل أسلحة عدوه الحديثة الفتاكة، وأثبت أن النصر معززاً بشجاعة صاحبه ويقين إيمانه بأنه صاحب قضية صادقة وعادلة لا تحتمل أن يتسرب إليها مقدار ذرة من خوف.

فاللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة، واربط على قلوبهم، وامددهم بمدد من عندك، وزلزل الأرض من تحت أقدام عدوهم وعدوك.

فاصلة أخيرة

ليت للأمة قلباً وهمةً وعزماً تُرعب به الأعداء كما هو حال أبطال غزة الذين لم يهنوا ولم يستكينوا لهذا العدو وداعميه!

مساحة إعلانية