رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تعتبر العلاقات الإنسانية من أعظم جوانب الحياة الاجتماعية، إذ تمثل حجر الزاوية لبناء المجتمع السليم والمتوازن، ويمكننا نرى كيف أن العلاقات بين الأفراد في المجتمعات المختلفة تسهم بشكل مباشر في تعزيز التفاهم والتعاون والتطور. ولكن، هل العلاقة الإنسانية هي فقط تلك التي تبنى على الفضائل، أم أنها حصيلة تفاعل بين الفرد والمجتمع، وكيف يمكن أن تؤثر تلك العلاقات على جودة الحياة وسعادة الأفراد وفي اجابة سريعة عن هذه التساؤلات نجد أن العلاقات الإنسانية هي التفاعلات بين الأفراد داخل المجتمع، والتي تشمل مختلف أنواع الاتصال سواء كانت اجتماعية، مهنية أو عائلية، وتهدف هذه العلاقات إلى بناء تواصل وتفاهم مشترك بين الأشخاص على أسس من الاحترام المتبادل، التعاون، والرحمة، يمكن أن تتخذ العلاقات الإنسانية أشكالًا متعددة، ومنها العلاقات العائلية، علاقات الصداقة، علاقات العمل، وعلاقات الزوجين، وكل منها له قواعده وآثاره الخاصة على الأفراد والمجتمع. إن الإسلام يولي أهمية كبرى للعلاقات الإنسانية، ويوجه المسلمين إلى أن تكون تلك العلاقات مبنية على الفضائل والأخلاق الحميدة. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم، «وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم: 4)، وهذا يشير إلى أهمية الأخلاق في جميع أنواع العلاقات بين الناس، مثل الصدق، والعدل، والرحمة، والتسامح. كما دعا الإسلام إلى التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، فقال تعالى «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة: 2). العلاقات الإنسانية الطيبة هي تلك التي تقوم على أسس سليمة وقيم أخلاقية مثل الصدق، الوفاء، العدل، التسامح، والمحبة، هذه الأسس لا تقتصر فقط على التعامل بين الأفراد، بل تشمل التفاعل مع الآخرين في المجتمع بشكل عام. فعندما يبني الأفراد علاقاتهم على هذه الفضائل، تنشأ علاقات ناجحة ومستمرة، وتنتج بيئة اجتماعية وصحية تسهم في بناء مجتمع متماسك. على سبيل المثال، الصدق هو أساس الثقة بين الأفراد. والوفاء يعزز الروابط العاطفية، بينما العدل يساهم في تحقيق الاستقرار والمساواة. كما أن التسامح يمكن أن يحل النزاعات ويعيد التوازن بين الأشخاص. وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم»من لا يُؤثِر الناس لا يُؤثِره الله» (رواه البخاري)، هذا الحديث يؤكد على أن حسن التعامل مع الآخرين يعكس صورة طيبة للإنسان ويعود عليه بثمار عظيمة في الدنيا والآخرة. على الجانب الآخر، يمكن أن تكون بعض العلاقات الإنسانية سلبية إذا بنيت على أسس غير صحيحة مثل الكذب، النفاق، الحقد، أو الطمع، هذه العلاقات تضر بصحة الأفراد النفسية والعاطفية، وتؤدي إلى زيادة التوترات والصراعات بين الناس. على سبيل المثال، الكذب يدمر الثقة بين الأفراد ويؤدي إلى تدهور العلاقات، النفاق يُضعف الروابط الاجتماعية ويجعل التواصل بين الأفراد غير صادق، الحقد يسبب العداء والكراهية بين الناس، بينما الطمع يعزز الأنانية ويؤدي إلى استغلال الآخرين، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الصفات السلبية في الحديث الشريف: «لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه» (رواه مسلم)، هذا الحديث يعكس قيمة التعاون والمودة بين الناس، ويحث على نبذ الأنانية والكراهية. هناك عدة أنواع من العلاقات الإنسانية التي تعد أساسية في حياة الإنسان، وكل نوع له أهمية خاصة في تطوير الشخصية الفردية وتعزيز التماسك الاجتماعي لعل أبرزها العلاقات الأخوية التي تعتبر من أسمى العلاقات الإنسانية التي تقوم على الحب والتعاون، حيث إن الأخوة توفر الدعم العاطفي والمادي في أوقات الحاجة. وهناك علاقة الزوجين.. هذه العلاقة يجب أن تكون مبنية على أساس من المودة والرحمة، وهي من أهم العلاقات الإنسانية في بناء الأسرة والمجتمع، وعلاقة الأصدقاء الذين يشاركوننا الأفراح والأحزان، ويقدمون لنا الدعم في أوقات الشدة. العلاقة الجيدة مع الأصدقاء تعتمد على الثقة المتبادلة والمساندة. وأيضا علاقة المعلم بالطلاب، هذه العلاقة أساسية في نقل المعرفة وتنمية القيم. يجب أن تكون مبنية على الاحترام والتقدير من الطرفين لتحقيق بيئة تعليمية صحية، و علاقة الزملاء في العمل لأن نجاح أي بيئة عمل يعتمد على علاقات الزملاء،فالتعاون والاحترام في هذه العلاقات يسهم في تعزيز الإنتاجية والابتكار، وأخيرا علاقة المدير بالموظفين التي يجب أن تكون قائمة على الشفافية والعدالة والاحترام. مثل هذه العلاقة تساهم في زيادة الحافز لدى الموظفين وتحقيق الأهداف المشتركة. وبالرجوع الى أهمية العلاقات الإنسانية في بناء المجتمع نجد أن وجود علاقات إنسانية قائمة على التعاون والاحترام بين الأفراد يسهم في بناء مجتمع قوي ومتراص. فالترابط بين الأفراد يؤدي إلى تحقيق التنمية والازدهار في جميع المجالات والقطاعات. كما أن التواصل المستمر بين الأفراد يساعد على تحقيق التفاهم المتبادل ويقلل من احتمالات حدوث النزاعات والاضطرابات. علاوة على ذلك، فإن العلاقات الإنسانية الإيجابية تسهم في تحقيق الاستقرار النفسي للأفراد، وتحميهم من التوتر والقلق، مما يساعدهم على الحفاظ على توازنهم النفسي والشعور بالراحة الداخلية. ختاما.. العلاقات الإنسانية هي أساس بناء مجتمع متماسك وقوي. إذا كانت هذه العلاقات قائمة على الفضائل مثل الصدق، الوفاء، العدل، والتسامح، فإنها ستؤدي إلى تطور المجتمع وتحقيق التعاون بين أفراده. على العكس، فإن العلاقات السلبية التي تقوم على الكذب والنفاق ستؤدي إلى التفكك الاجتماعي وتدمير الثقة بين الناس. لذلك، يجب أن نسعى جميعًا لبناء علاقات إنسانية إيجابية أساسها الفضائل الإسلامية والإنسانية لتحقيق السلام والازدهار في حياتنا وحياة مجتمعنا احصل على Outlook لـ iOS
1791
| 13 نوفمبر 2024
الرضا هو حالة من السلام الداخلي وسرور القلب بمر القضاء، وهو شعور يتجاوز مجرد القبول إلى الانشراح والسكينة النفسية، يعبر الرضا عن قدرة الإنسان على التكيف مع ظروف حياته المختلفة، بغض النظر عن التحديات والصعوبات التي قد تواجهه، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصيته لأبي موسى الأشعري: «إن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى، وإلا فاصبر» هذه الكلمات تلخص أهمية الرضا كوسيلة لتحقيق السعادة والطمأنينة. الرغبة في التمييز بين الرضا والصبر أمر مهم، فالصبر يعني القدرة على تحمل الصعوبات والألم دون تذمر، بينما الرضا يتجاوز ذلك إلى القبول الكامل بما قدره الله، لا يمكن اعتبار الصبر بديلاً عن الرضا؛ إذ إن الصبر هو سلوك يُظهر القدرة على التحمل، بينما الرضا هو حالة من السكون والطمأنينة تجاه ما يحدث. فالصابر قد يتحمل الألم ولكنه قد لا يكون راضياً، بينما الراضي يقبل بسلام ما كتب له، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات بروح إيجابية ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعائه: «اللهم اجعلني ممن يرضى بقضائك» هذا الدعاء يعكس أهمية الرضا كوسيلة لتهذيب النفس ورفع الروح. فعندما يرضى الإنسان بما قُدّر له، يصبح أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع الأحداث. وللرضا فوائد متعددة تؤثر على حياة الفرد بشكل إيجابي ويمكن أن نلمسها فى حياة كل شخص راض بقضاء الله ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، طمأنينة القلب وراحة البال فعندما يشعر الراضي بالهدوء النفسي، يستطيع مواجهة تحديات الحياة بشجاعة وثبات، وعندما يرضى الإنسان، يزداد صبره في مواجهة الشدائد، مما يعزز من قدرته على التحمل. كما أنه يساعد على تقليل مشاعر الحزن والاكتئاب، حيث يتجه الشخص إلى التفكير الإيجابي بل إن الرضا يصل الى أبعد من ذلك فىيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الآخرين، فالشخص الراضي يكون أكثر تفهماً وتقبلاً للآخرين، مما يعزز من علاقاته الاجتماعية. والسؤال الآن.. في ظل الحياة التي نعيشها حاليا، والظروف التى تواجه بعض الاشخاص هل الرضا يختلف من شخص لآخر؟ وهل هناك جوانب محددة للرضا والسلام النفسي؟ وما المطلوب لتحقيق الرضا؟ الاجابة نعم.. فيجب على كل فرد أن يسعى لتحقيق الرضا إلى أن يصل إلى مرحلة الاستقرار والسلام الداخلي. فرضا الوالدين عن أبنائهما له دور كبير في تشكيل شخصياتهم، فعندما يشعر الأبناء برضا والديهم، يزداد لديهم الدافع لتحقيق النجاح، ورضا الموظف: سواء كان الوضع في العمل جيداً أو سيئاً، فإن رضا الموظف ينعكس على أدائه وعلاقاته مع الزملاء والمسؤولين، ورضا اليتيم: يتطلب من اليتيم أن يتقبل وضعه ويعيش حياته بإيجابية، مما يساعده على تجاوز التحديات، ورضا المريض: قبول المريض لمرضه وما قد يواجهه من آلام يعكس قوة إرادته ويمنحه القدرة على التعامل مع الواقع بشكل أفضل. ويجب أن نتوقف عن مصطلح غاية فى الأهمية «الرضا عن النفس» الذي يعتبر من أهم أنواع الرضا، حيث يشمل تقبل الفرد لشكله وطوله وملامحه وقدراته. يقول الله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»، مما يدل على أن كل إنسان يحمل في داخله جوانب جميلة، لذا، يجب على الفرد أن يتقبل نفسه بكل ما فيها، وأن يدرك أنه قد يحقق النجاح والتميز في مجالات مختلفة. الأنبياء والرسل والصحابة هم نماذج حية للرضا بما كتب الله لهم. فقد واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم صعوبات كبيرة في دعوته ومع ذلك ظل راضياً عما قضاه الله. وكذلك الصحابة مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، اللذين تحملا المصاعب بصبر ورضا. في الختام، يمثل الرضا إحدى أهم القيم التي ينبغي علينا أن نتحلى بها، إنه مفتاح للسعادة ووسيلة لتحقيق السلام الداخلي، يجب أن نعمل على ترسيخ هذه القيمة في حياتنا اليومية، وأن نسعى لتحقيق الرضا عن أنفسنا وعن ظروف حياتنا، مما يساعدنا في مواجهة التحديات والاستمتاع بكل لحظة نعيشها.
855
| 11 نوفمبر 2024
الرضا هو حالة من السلام الداخلي وسرور القلب بمر القضاء، وهو شعور يتجاوز مجرد القبول إلى الانشراح والسكينة النفسية، يعبر الرضا عن قدرة الإنسان على التكيف مع ظروف حياته المختلفة، بغض النظر عن التحديات والصعوبات التي قد تواجهه، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في وصيته لأبي موسى الأشعري: «إن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى، وإلا فاصبر.» هذه الكلمات تلخص أهمية الرضا كوسيلة لتحقيق السعادة والطمأنينة. الرغبة في التمييز بين الرضا والصبر أمرٌ مهم، فالصبر يعني القدرة على تحمل الصعوبات والألم دون تذمر، بينما الرضا يتجاوز ذلك إلى القبول الكامل بما قدّره الله، لا يمكن اعتبار الصبر بديلاً عن الرضا؛ إذ إن الصبر هو سلوك يُظهر القدرة على التحمل، بينما الرضا هو حالة من السكون والطمأنينة تجاه ما يحدث. فالصابر قد يتحمل الألم ولكنه قد لا يكون راضياً، بينما الراضي يقبل بسلام ما كتب له، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات بروح إيجابية ويقول الرسول صل الله عليه وسلم في دعائه: «اللهم اجعلني ممن يرضى بقضائك.» هذا الدعاء يعكس أهمية الرضا كوسيلة لتهذيب النفس ورفع الروح. فعندما يرضى الإنسان بما قُدّر له، يصبح أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع الأحداث. وللرضا فوائد متعددة تؤثر على حياة الفرد بشكل إيجابي ويمكن أن نلمسها فى حياة كل شخص راض بقضاء الله ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، طمأنينة القلب وراحة البال فعندما يشعر الراضي بالهدوء النفسي، يستطيع مواجهة تحديات الحياة بشجاعة وثبات، وعندما يرضى الإنسان، يزداد صبره في مواجهة الشدائد، مما يعزز من قدرته على التحمل. كما أنه يساعد على تقليل مشاعر الحزن والاكتئاب، حيث يتجه الشخص إلى التفكير الإيجابي بل إن الرضا يصل الى أبعد من ذلك فيما يتعلق بتحسين العلاقات مع الآخرين، فالشخص الراضي يكون أكثر تفهماً وتقبلاً للآخرين، مما يعزز من علاقاته الاجتماعية. والسؤال الان.. في ظل الحياة التي نعيشها حاليا، والظروف التى تواجه بعض الاشخاص هل الرضا يختلف من شخص لآخر، وهل هناك جوانب محددة للرضا والسلام النفسي وما هو المطلوب لتحقيق الرضا.. الاجابة نعم.. فيجب على كل فرد أن يسعى لتحقيق الرضا أن يصل إلى مرحلة الاستقرار والسلام الداخلي. فرضا الوالدين عن أبنائهم له دور كبير في تشكيل شخصياتهم، فعندما يشعر الأبناء برضا والديهم، يزداد لديهم الدافع لتحقيق النجاح، ورضا الموظف: سواء كان الوضع في العمل جيداً أو سيئاً، فإن رضا الموظف ينعكس على أدائه وعلاقاته مع الزملاء والمسؤولين، ورضا اليتيم: يتطلب من اليتيم أن يتقبل وضعه ويعيش حياته بإيجابية، مما يساعده على تجاوز التحديات، ورضا المريض: قبول المريض لمرضه وما قد يواجهه من آلام يعكس قوة إرادته ويمنحه القدرة على التعامل مع الواقع بشكل أفضل. ويجب أن نتوقف عن مصطلح غاية فى الأهمية «الرضا عن النفس» الذي يعتبر من أهم أنواع الرضا، حيث يشمل تقبل الفرد لشكله وطوله وملامحه وقدراته. يقول الله تعالى: «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»، مما يدل على أن كل إنسان يحمل في داخله جوانب جميلة، لذا، يجب على الفرد أن يتقبل نفسه بكل ما فيها، وأن يدرك أنه قد يحقق النجاح والتميز في مجالات مختلفة. الأنبياء والرسل والصحابة هم نماذج حية للرضا بما كتب الله لهم. فقد واجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم صعوبات كبيرة في دعوته ومع ذلك ظل راضياً عن ما قضاه الله. وكذلك الصحابة مثل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، الذين تحملوا المصاعب بصبر ورضا. في الختام، يمثل الرضا إحدى أهم القيم التي ينبغي علينا أن نتحلى بها، إنه مفتاح للسعادة ووسيلة لتحقيق السلام الداخلي، يجب أن نعمل على ترسيخ هذه القيمة في حياتنا اليومية، وأن نسعى لتحقيق الرضا عن أنفسنا وعن ظروف حياتنا، مما يساعدنا في مواجهة التحديات والاستمتاع بكل لحظة نعيشها.
690
| 04 نوفمبر 2024
تُعتبر الأسرة كيانًا أساسيًا في حياة الفرد والمجتمع، حيث تُشكّل نواة العلاقات الإنسانية، كما قال الفيلسوف الاجتماعي إيميل دوركايم: «الأسرة هي الوحدة الأولى التي يتعلم فيها الأفراد كيف يعيشون في المجتمع.» ومع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تطرح تساؤلات حول مدى قدرتنا على الحفاظ على هذا الكيان ومكانته في حياتنا اليومية، هل لا زلنا نُعزّز الروابط الأسرية، أم أن العالم الرقمي قد أحدث تغييرات جذرية في طبيعة تفاعلاتنا الأسرية؟ والأسرة ركيزة أساسية لاستقرار المجتمع، حيث توفر الأمان والمودة والرحمة لأفرادها، في الأسرة، يجد الأفراد الدعم النفسي والاجتماعي، مما يسهم في بناء شخصية متوازنة. فالأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية سليمة يميلون إلى أن يكونوا أكثر استقرارًا ونجاحًا في مجتمعاتهم. كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا» (الروم: 21). تعكس هذه الآية جمال وعمق العلاقة الزوجية التي تشكل الأساس لقيام الأسرة. كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مثالاً حيًّا على أهمية الأسرة، فقد حثَّ على احترام حقوق الزوج والزوجة، وأكد على ضرورة التراحم والمودة داخل الأسرة، كما أنَّ حياته الأسرية كانت نموذجًا يحتذى به، حيث كان يعامل زوجاته وأولاده بلطف ومحبة. على الرغم من الأهمية الكبيرة للأسرة، هناك أسباب أدت إلى انعدام مفهوم الأسرة المتكاملة. تتضمن هذه الأسباب الانفتاح الكبير على الثقافات المختلفة، والاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي التي تضعف الروابط الأسرية التقليدية، كذلك، فإن انشغال الأفراد بمصالحهم الشخصية وأعمالهم قد يسهم في تهميش العلاقات الأسرية الأوسع، مثل العلاقات مع الأعمام والخالات. اليوم، يُركَّز بشكل أكبر على الأسرة النووية (الآباء والأبناء) مقارنةً بالأسرة الممتدة، يعود ذلك إلى أسلوب الحياة العصري وضغوط العمل، مما يجعل التفاعل مع الأقارب أكثر صعوبة، ولكن من المهم أن ندرك أن الأسرة الممتدة تلعب دورًا مهمًا في الدعم العاطفي والاجتماعي. تقدم الشريعة الإسلامية أحكامًا واضحة للحفاظ على كيان الأسرة، مثل مشروعية الزواج، وحقوق الأبناء، والميراث، يحث الإسلام على تكوين الأسرة، ويرسخ قيم العطاء والمشاركة بين أفرادها، كما يشدد على حقوق الأبناء، حيث جاء في الحديث الشريف: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.» من خلال الأسرة، يمكن الحفاظ على النوع البشري واستمرار الحياة الإنسانية، فالأسرة ليست مجرد وحدة اجتماعية، بل هي المصنع الذي يُنتج القيم والأخلاق. في الأساس، إن الأسرة التي تُعزز الحب والتفاهم تُسهم في تكوين مجتمع سليم. لا يمكن إغفال العلاقة بين إصلاح الأسرة وإصلاح المجتمع، إذا كانت الأسرة قوية ومتماسكة، فإنها ستنتج أفرادًا قادرين على مواجهة تحديات الحياة والمساهمة في بناء مجتمع أفضل، الأسرة هي البيئة التي تُغرس فيها القيم والأخلاق، لذا فإن اصلاحها يعد خطوة ضرورية نحو تحقيق التغيير الاجتماعي. ترتبط الأسرة ارتباطًا وثيقًا بتحقيق القيم والأخلاق النبيلة، تُعَدُّ الأسرة المصدر الأساسي لتنمية القيم، حيث يتعلم الأطفال من آبائهم وأمهاتهم كيف يتعاملون مع الآخرين باحترام ومودة، هذه القيم تُشكِّل أساس التعاملات الاجتماعية وتساهم في بناء مجتمع متماسك. لحماية الأسرة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤدي إلى النزاع والانقسام، يجب تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة، ينبغي أن تُعطى الأولوية للحوار وتفهم وجهات النظر المختلفة، بالإضافة إلى تخصيص وقت للأُسرة وتعزيز الأنشطة المشتركة. لكي نصل إلى أسرة قوية قادرة على مواجهة التحديات، يجب أن نعمل على تعزيز القيم الدينية والاجتماعية، من المهم أيضًا توعية الأفراد بأهمية الروابط الأسرية وتعزيز الدعم المتبادل بين أفراد الأسرة. ينبغي توفير بيئة تشجع على الحب والتفاهم والاحترام. ختاما.. تظل الأسرة الكيان الأكثر أهمية في حياة الأفراد والمجتمعات، من خلال تعزيز قيم المودة والرحمة، والالتزام بأحكام القرآن والسنة، يمكن للأسرة أن تظل قوية وتلعب دورها الأساسي في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، إن الإصلاح الأسري هو خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أفضل، حيث إن الأسرة تمثل أساس الحياة الإنسانية والقيم النبيلة.
2718
| 28 أكتوبر 2024
الزوج هو الركيزة الأساسية في بناء الأسرة، فهو ليس فقط شريك حياة بل هو الصديق والأمان والرفيق في رحلة الحياة، تمثل العلاقة بين الزوجين نموذجًا مثاليًا من الحب والاحترام، وهو ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، والزواج الناجح يجب أن يحقق شراكة الحب والاحترام المتبادل، حيث يكون الزوجان رفيقين في كل مراحل الحياة، يدعمان بعضهما البعض ويواجهان التحديات معًا. إن نظرة الزوج إلى زوجته تتجاوز مجرد الحب، يجب أن يراها كشريك حياة وصديقة وأم لأبنائه، هذا التقدير يُسهم في تعزيز العلاقة الزوجية ويجعلها أكثر عمقًا. عندما يُدرك الزوج أن زوجته هي جزء لا يتجزأ من حياته، فإنه سيعمل على جعل العلاقة أكثر توازنًا ومودة. الحنان هو أحد الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الزوج. إن حنان الزوج يشعر الزوجة بالأمان ويعزز من سعادتها، فحين يشعر الزوج بالآخر، يتسم باللطف والمرونة، مما يعكس قوة العلاقة بينهما. إن تبادل المشاعر الإيجابية والاهتمام بالاحتياجات اليومية يُعزز من الروابط العاطفية بين الزوجين. لقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزوجات خيرًا، حيث قال: «استوصوا بالنساء خيرًا»، هذا التوجيه يعكس أهمية احترام الزوج لزوجته وتقديرها، إن اتباع هذه الوصايا يُظهر التفاني والاحترام المتبادل، مما يسهم في تعزيز العلاقة الزوجية ويجعلها أكثر استقرارًا. علاقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بزوجاته تمثل نموذجًا مثاليًا للزواج، حيث اتسمت هذه العلاقات بالاحترام، الحب، والمودة. يعكس سلوك النبي مع زوجاته العديد من القيم الإنسانية والإسلامية التي يجب أن يحتذى بها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا في الحب والاحترام تجاه زوجاته. فقد أظهر تقديره لزوجته خديجة بنت خويلد، حيث كانت أول من آمن به ودعمته في بداية دعوته. وبعد وفاتها، كان النبي يستمع لزوجاته ويشركهن في بعض القرارات، وكانت زوجاته يشعرن بالحرية في التعبير عن آرائهن ومشاعرهن، وهذا ساهم في تعزيز الثقة بينهن، واهتم النبي صلى الله عليه وسلم بصحة زوجاته ورفاهيتهن. كان يُظهر العناية من خلال مشاركتهن في الأعمال المنزلية، ويعبر عن حبه من خلال الكلمات الطيبة والمواقف الرائعة. لذا فان الصداقة في الزواج تمثل حجر الزاوية لاستمرارية العلاقة، يجب أن يكون الزوج صديقًا لزوجته، يستمع لها ويشاركها همومها وأفراحها، التواصل المفتوح بين الزوجين يساعد في بناء الثقة ويجعل من السهل التعامل مع التحديات التي قد تواجههم. فالزوج الذي يعتبر زوجته صديقة قريبة يتمكن من تجاوز العقبات بشكل أفضل. بل يجب على الزوج أن يُظهر تقديره لزوجته ويُعلي من مكانتها أمام الآخرين، عندما يرفع الزوج من قدر زوجته، فإنه يُعزز من ثقتها بنفسها ويجعلها تشعر بأنها محط تقدير، الكلمات الطيبة، والإطراءات العلنية، والاحترام أمام الأهل والأصدقاء تُعزز من قوة العلاقة وتُظهر مدى حب الزوج لزوجته. وهناك أيضا الثقة التى تعتبر هي أحد أعمدة الزواج الناجح، يجب على الزوج أن يثق في زوجته ويمنحها المساحة اللازمة لتحقيق ذاتها، عندما يشعر كل طرف بالثقة في الآخر، فإن ذلك يُقلل من احتمالية حدوث المشاكل، الثقة تُبنى على الحوار والمشاركة في اتخاذ القرارات، مما يُعزز من الروابط الزوجية. ويؤثر سلوك الزوج مع زوجته أمام الأبناء وأمام الآخرين بشكل كبير على تربية الأبناء ورؤيتهم للعلاقات. يجب على الزوج أن يُظهر الاحترام والتقدير لزوجته أمام الأولاد، حيث إن ذلك يُعزز من مفاهيم الحب والاحترام في نفوسهم. إن رؤية الأب لزوجته بعين الاحترام يُغرس في الأطفال قيمًا إيجابية ويُعلمهم كيفية التعامل مع الآخرين. الاحترام والتقدير هما المفتاحان الأساسيان لتحقيق المودة والرحمة بين الزوجين. قال الله تعالى: «وجعل بينكم مودة ورحمة»، وهذا يشير إلى أهمية بناء علاقة قائمة على الحب والاحترام. عندما يتعامل الزوج مع زوجته باحترام، فإن ذلك يُعزز من شعورها بالسعادة ويُقوي من أواصر العلاقة. ختاما.. الزوج هو النص الثاني في حياة الزوجة، حيث يمثل السند والداعم في كل الأوقات، من خلال الحنان، والتقدير، والثقة، يُمكن للزوجين بناء علاقة مثالية قائمة على الحب والاحترام. إن فهم كل طرف لاحتياجات الآخر، والتعامل بلطف واهتمام، يُسهم في خلق بيئة أسرية سعيدة. لذا، يجب على الأزواج العمل جاهدين لتعزيز هذه القيم في حياتهم اليومية، لبناء أسرة قوية وسعيدة.
1965
| 21 أكتوبر 2024
في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي وتزداد فيه الفجوات الاجتماعية، يبقى البعد الإنساني أساسياً لا يمكن تجاهله، كما قال غاندي «الإنسان هو الذي يجب أن يكتسب القيم، وليس القيم التي يجب أن تكتسب الإنسان»، هذه الكلمات تلخص أهمية الحفاظ على القيم الإنسانية في مواجهة التحديات المعاصرة، يتطلب البعد الإنساني أن نتذكر دائماً أننا لسنا مجرد أرقام أو معطيات، بل نحن قصص وحكايات مليئة بالتجارب والمشاعر، إن فهم هذا البعد يمكن أن يعزز من تواصلنا ويدعم بناء مجتمعات أكثر إنسانية وتعاوناً. وفى تعريف بسيط للبعد الإنساني، اعتقد أنه تعبير عن القيم والمبادئ التي تربط الأفراد والمجتمعات، ويتضمن التعاطف، والاحترام، والتفاهم، ويركز على الجوانب الإنسانية التي تجعل الحياة ذات مغزى، ويعكس الحاجة إلى التواصل والارتباط العميق بين الناس، في حياتنا اليومية، بل يُعتبر البعد الإنساني أساس العلاقات الاجتماعية، ومفتاحًا لتطوير مجتمعات صحية ومتوازنة. والبعد الإنساني أحد أهم جوانب البناء الإيماني، فقد أولى ديننا الحنيف الجانب الإنساني عناية خاصة، فكرَّم الإنسان على إطلاق إنسانيته بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته، فقال سبحانه: « وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ «، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول:» يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ ربَّكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعَرَبيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا لأحمَرَ على أسْوَدَ، ولا لأسْوَدَ على أحمَرَ إلَّا بالتَّقْوى، إنَّ أكْرَمَكم عندَ اللهِ أتقاكم. وتتأثر العلاقات الاجتماعية بشكل كبير بالبعد الإنساني، التفاعل الإيجابي، مثل الاحترام المتبادل والاستماع الفعّال، يعزز الثقة ويؤدي إلى علاقات أكثر استدامة، فالأفراد الذين يشعرون بتقدير الآخرين يميلون إلى بناء علاقات قوية، مما يساهم في دعم التماسك الاجتماعي، في المقابل، نقص البعد الإنساني، مثل التحيز والتمييز، يؤدي إلى التفكك والعداء، لذا، من المهم تعزيز القيم الإنسانية في العلاقات الاجتماعية لضمان مجتمعات متناغمة. في بيئة العمل، يلعب البعد الإنساني دورًا محوريًا في تحقيق الإنتاجية والروح المعنوية، عندما يشعر الموظفون بالتقدير والاحترام، فإنهم يكونون أكثر التزامًا وإنتاجية، تعزيز ثقافة العمل القائمة على التعاون والدعم المتبادل يعزز الإبداع ويساعد على مواجهة التحديات بشكل أكثر فعالية، المؤسسات التي تضع البعد الإنساني في صميم استراتيجياتها تُظهر مستويات أعلى من الرضا الوظيفي، مما ينعكس إيجابًا على أداء العمل. الفنون والثقافة أيضا تعكس البعد الإنساني بطرق متعددة، من خلال الأدب، والموسيقى، والفنون البصرية، يُعبّر الفنانون عن مشاعرهم وتجاربهم الإنسانية، مما يساهم في تعزيز القيم الإنسانية مثل الحب، والتسامح، والصمود، تعزز هذه الأعمال فهمنا المتبادل وتجعلنا أكثر تعاطفًا مع الآخرين، كما تلعب الثقافة دورًا في الحفاظ على الهوية الإنسانية وتعزيز الانتماء للمجتمعات. ومع التقدم التكنولوجي والعولمة، تواجه الإنسانية تحديات جديدة تهدد البعد الإنساني، تزايد الاعتماد على التكنولوجيا قد يؤدي إلى تقليل التفاعل الشخصي، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسهم العولمة في إضعاف الروابط الثقافية والمحلية، مما يزيد من الفجوة بين الأفراد، لذا من الضروري مواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز التفاعل الإنساني، والعودة إلى القيم الأساسية التي تربطنا ببعضنا. التعليم والتربية هما أدوات رئيسية لتعزيز البعد الإنساني، من خلال التعليم، يمكن تعزيز القيم الإنسانية مثل التسامح، والاحترام، والتعاطف منذ سن مبكرة، المناهج الدراسية التي تركز على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية تُسهم في بناء مجتمع متماسك وقادر على التفاعل الإيجابي، إن تعليم الأطفال كيفية فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها بشكل صحيح هو جزء أساسي من تشكيل شخصية متوازنة وإنسانية. كما أن البعد الإنساني له تأثير عميق على الصحة النفسية والرفاهية، العلاقات القوية والداعمة تُسهم في تحسين الصحة النفسية وتقليل معدلات القلق والاكتئاب، التعاطف والتواصل الإنساني يُساعدان الأفراد على تجاوز الأوقات الصعبة ويعززان شعور الانتماء، الفهم الروحي للإنسانية يعزز الرفاهية العامة، حيث يشعر الأفراد بأن لديهم دورًا ومعنى في حياتهم. وهناك العديد من الشخصيات والحركات التي تعزز البعد الإنساني في المجتمع، من أمثال غاندي، الذي دعا إلى السلم والتسامح، هذه النماذج تلهم الأجيال الجديدة للمشاركة في بناء عالم أفضل، وتعكس قوة البعد الإنساني في إحداث التغيير. بل إن هناك العديد من المواقف في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي تعكس البعد الإنساني، منها التعامل مع الجيران فكان الرسول يُظهر حسن الجوار، حيث كان يُوصي بحسن معاملة الجيران، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم. فقد قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».، والتعاطف مع الفقراء والمحتاجين: كان الرسول يُعطي من ماله ويحث أصحابه على تقديم العون للمحتاجين. كان يدعو إلى مشاركة الطعام والمال مع الفقراء، مما يعكس قيم التعاطف والإيثار. وأعطى الرسول أهمية كبيرة للنساء، حيث كان يُعامل زوجاته وأسرته بكل احترام، كما أوصى بحسن معاملة النساء ورفع مكانتهن في المجتمع، وفي موقفه مع قريش، عندما دخل مكة بعد سنوات من الصراع، عفا عن أعدائه الذين آذوه. قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، مما يعكس سمو الأخلاق والتسامح، وأظهر الرسول اهتمامه بالحيوانات، حيث كان يُحذر من إهمالها أو الإساءة إليها، فقد قال: «في كل كبد رطبة أجر».، وكان رسول الله يستمع إلى هموم ومشاكل الناس، ويُعطي كل فرد فرصة للتعبير عن رأيه أو مشكلته، مما يعكس احترامه لإنسانية كل فرد. ختاما.. إن البعد الإنساني يمثل جوهر تجربتنا كأفراد ومجتمعات، يتطلب الحفاظ على هذا البعد تعزيز قيم التعاطف، والاحترام، والتفاهم عبر جميع مجالات الحياة، من خلال العمل الجماعي والمبادرات الواعية، يمكننا بناء مجتمعات مزدهرة ومتوازنة، تُظهر إنسانيتنا وتُعزز من تواصلنا العميق.
1815
| 14 أكتوبر 2024
في عالم مليء بالمظاهر والتوقعات، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان تحت ضغط لنكون كما يريد الآخرون. لكن، ماذا لو قررنا أن نكون نحن فقط؟ «كن أنت» هو دعوة للاحتفاء بالفردية والاختلاف، لتقبل أنفسنا كما نحن، وليس كما يراها الآخرون، لأن كل إنسان يحمل أفكاره وآراءه الخاصة، وتجارب حياته تشكل شخصيته الفريدة، لذا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نكون إيجابيين بناءً على قناعاتنا الداخلية، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية، لنكتشف ذاتنا، ونحتفل بتنوعنا وإبداعنا الفريد. كل إنسان له أفكاره وآراؤه التي يقتنع بها، من المهم أن نتذكر أن الاختلافات هي ما يجعلنا فريدين، لا يوجد مقياس واحد للنجاح أو السعادة، وكل شخص يجب أن يسعى لتحقيق أحلامه وطموحاته بطريقته الخاصة، فعندما نحاول التغيير من أجل إرضاء الآخرين، فإننا نفقد جزءًا من هويتنا. التغيير ليس دائمًا سلبيًا، في بعض الأحيان، يمكن أن يكون التغيير إيجابيًا وضروريًا، لكن، يجب أن يكون هذا التغيير ناتجًا عن قناعة داخلية، وليس مجرد محاولة لإرضاء الآخرين، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث على التغيير الإيجابي، لكنه كان يؤكد دائمًا على أهمية النية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، وهذا الحديث يسلط الضوء على أهمية النية في كل ما نقوم به، فإذا كان تغييرنا نابعًا من رغبة حقيقية في تحسين أنفسنا، فإنه سيكون أكثر استدامة وفعالية. في مجتمعاتنا، يتعرض الأفراد لبعض الضغوط، قد يكون هذا الأمر محبطًا، ولكنه أيضًا يمثل فرصة للتميّز، عندما نكون صادقين مع أنفسنا، فإننا نؤثر في الآخرين بشكل إيجابي. إذا رأى الآخرون شخصًا يعيش بصدق وبثقة في نفسه، فإن ذلك قد يلهمهم للقيام بالمثل. لكي نكون أنفسنا، يجب أن نبدأ في رحلة البحث عن الذات، قد يتطلب الأمر وقتًا وجهدًا، ولكنها رحلة تستحق العناء، يمكن أن تشمل هذه الرحلة تعلم مهارات جديدة، اكتشاف هوايات جديدة، والتفاعل مع أشخاص يشجعوننا على أن نكون على طبيعتنا. عندما نتقبل أنفسنا كما نحن، نبدأ أيضًا في تعزيز قيمنا الشخصية. يمكن أن تكون هذه القيم مثل الإخلاص، الصدق، والاحترام. من خلال الالتزام بقيمنا، نخلق بيئة من الثقة والاحترام، مما يسهم في بناء علاقات صحية مع الآخرين. ليس كل تغيير يتطلب أن نكون مشابهين للآخرين، التغيير الحقيقي هو الذي يحدث عندما نقرر أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا، فعلى سبيل المثال، إذا أردنا تحسين صحتنا، فإن ذلك يجب أن يكون دافعًا شخصيًا وليس نتيجة لضغط خارجي، يجب أن يكون الدافع داخليًا، مدفوعًا برغبة حقيقية في تحسين نوعية حياتنا. من المهم أن نتذكر أن النقد جزء من الحياة، لن يتمكن الجميع من فهم أو قبول ما نحن عليه، ولكن بدلاً من السماح لآراء الآخرين بالتأثير علينا، يجب أن نكون واثقين في أنفسنا. يمكن أن يكون النقد دافعًا لنا للتحسين، ولكن يجب أن نكون حذرين لعدم السماح له بتقويض ثقتنا بأنفسنا. في النهاية، «كن أنت» تعني أن تعيش حياتك بصدق، دون محاولة تقليد الآخرين، كل إنسان لديه خصائصه المميزة، ورؤيته الفريدة للعالم، يجب علينا أن نحتفل بهذه الفروق، وأن نسعى لتحقيق الأفضل في أنفسنا من خلال تغيير نابع من قناعاتنا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأفعال تأتي من النوايا، لذا لنكن واضحين في نوايانا ولنجعل كل تغيير نريد القيام به يتم من مكان من الوعي الذاتي والإيمان الحقيقي. إنها رحلة، ولكنها رحلة تستحق العناء، كن أنت، وكن فخورًا بما أنت عليه.
471
| 07 أكتوبر 2024
في قرية صغيرة، كان هناك شاب يُدعى علي، نشأ علي في عائلة فقيرة، لكنه كان يحلم دائمًا بأن يكون شخصًا مؤثرًا في مجتمعه، كان يؤمن بأن بناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان. قرر علي أن يبدأ مشواره من خلال التعليم، التحق بالمدرسة بجد واجتهاد، وتفوق في دراسته، بعد أن أنهى دراسته الثانوية، حصل على منحة دراسية لدراسة الهندسة في العاصمة. أثناء دراسته، كان علي يتطوع في المدارس المحلية، يعلم الأطفال ويحفزهم على تحقيق أحلامهم، كان يؤمن بأن التعليم هو المفتاح لبناء أجيال قوية قادرة على تطوير أوطانهم. بعد تخرجه، عاد علي إلى قريته ليستخدم مهاراته في تطوير البنية التحتية، بدأ في إنشاء مدارس جديدة، ومرافق صحية، ومشاريع زراعية صغيرة، بفضل جهوده، بدأت القرية تزدهر، وأصبح الشباب أكثر طموحًا. تعلم أهل القرية من تجربة علي أن بناء الإنسان يتطلب الاستثمار في التعليم والمواهب، أصبح علي رمزًا للأمل والإلهام، ونجح في إقناع الكثيرين بأن العمل الجماعي والتعلم هو السبيل لبناء وطن قوي ومزدهر. هذه القصة القصيرة مقدمة لموضوع في غاية الأهمية ألا وهو «بناء الإنسان وعلاقته بالأوطان»، وعلى الرغم من أن بناء الشخصية يتطلب وقتًا وجهدًا، إلا أن الفرد الذي يؤمن بقدرته هو الوحيد القادر على إحداث الفرق، كما أن غرس قيم الأخلاق عملية صعبة جدا ـ تبدأ من الصغر حيث يجب تعليم الأطفال القيم الأساسية مثل الأمانة، الاحترام، والتعاطف لأن هذه القيم تشكل أساس الشخصية، وأيضا التعليم المستمر لأن التعليم ليس مجرد مرحلة، بل هو عملية دائمة. والقدوة الحسنة من النماذج الإيجابية لبناء الإنسان، فيجب أن يكون الوالد والمعلم قدوة في السلوك والتصرفات، وتشجيع الأطفال على التفكير بشكل نقدي، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات بدلاً من تقديم الحلول لهم مباشرة، وتعليمهم أن الفشل جزء من النجاح، وأن التعلم من الأخطاء مهم جدًا لنمو الشخصية، وتشجيعهم على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية عن أفعالهم منذ صغرهم، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والتطوعية، وتوفير بيئة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم، والاستماع إليهم ودعمهم في تحدياتهم. وعملية بناء الإنسان هي عملية تدخل فيها عدة عوامل، تبدأ من الأسرة التي تلعب دورًا حيويًا في تشكيل شخصية الفرد، حيث تُغرس القيم والمبادئ الأساسية منذ الصغر، والأم المصدر الأول للرعاية والدعم العاطفي، والأب النموذج القيادي الذي يقدم القدوة في مجالات مثل العمل والالتزام، وأيضا المجتمع الذي يؤثر في تشكيل القيم والمعايير من خلال التعليم والأنشطة الاجتماعية، والعائلة الدعم الإضافي التى تعزز القيم بل إن الأصدقاء والزملاء يؤثرون في تطوير المهارات الاجتماعية والتوجهات السلوكية، كما أن الثقافة تؤثر بشكل كبير على الهوية والقيم. والسؤال هنا لماذا الحديث الآن عن أهمية بناء الإنسان ؟ الإجابة من وجهة نظري تتلخص في أن « بناء الإنسان يساهم في تحقيق التوازن الشخصي والاجتماعي « ولكن مع الالتزام بالقيم، فتنمية القيم مثل الأمانة والاحترام تساهم في بناء شخصية سوية تعكس الأخلاق الحميدة، الإنسان السوي يكون قادرًا على التعامل مع التحديات بشكل أفضل، مما يساهم في تحقيق التوازن النفسي والعاطفي، بناء الشخصية يعزز من مهارات التواصل ويقوي الروابط الأسرية، مما يؤدي إلى بيئة أسرية صحية، والفرد الصالح يساهم في تطوير مجتمعه من خلال العمل التطوعي والمشاركة الفعّالة، مما يعزز روح التعاون، والفرد الذي يسعى ليكون صالحًا لنفسه يسعى لتحقيق طموحاته وأهدافه، مما يزيد من ثقته بنفسه، وكون الفرد صالحًا يعكس صورة إيجابية، مما يحفز الآخرين على اتباع نفس النهج، وبناء الإنسان الصالح يساعد في تربية أطفال يسيرون على نفس النهج، مما يخلق مجتمعًا أفضل في المستقبل. واختم هنا مقالى.. بقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مثال للمسلم الذي يعتز بنفسه دون أن يتكبر أو يتعالى على أحد، وجاءت العديد من توجيهاته الكريمة لتبنى شخصية المسلم على الاعتزاز بالنفس والدين والوطن، واستطاع صلوات الله وسلامه عليه أن يضع خطوطاً فاصلة بين الاعتزاز الواجب بالنفس والغرور والاستعلاء المنبوذ، فالاعتزاز بالنفس مرغوب ومطلوب، والتكبر على الآخرين حتى ولو كانوا من الفئات البسيطة والمهمشة في المجتمع مرفوض، وشعار المسلم في كل أحواله وفي علاقاته بالآخرين قول الحق سبحانه: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
2829
| 30 سبتمبر 2024
يُعتبر حب الخير للآخرين من كمال الإيمان، إذ يعكس روح التعاون والتعاطف ويعزز قيم الإنسانية والمشاركة، في الإسلام، يُشجع على مساعدة الآخرين والسعي لتحقيق الخير لهم، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك. يعتبر حب الخير للغير من أسمى القيم الإنسانية، ويعكس عمق إنسانية الفرد وتفانيه في تعزيز الصالح العام، هذه القيمة ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي جوهر يسهم في تعزيز التعاون والتراحم بين الناس. حب الخير للغير يُعد جهادًا نفسيًا يتطلب مجهودًا كبيرًا، إذ يعكس قوة الإيمان والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. فعندما يتجاوز الفرد الأنانية ويُفضل الآخرين، يحتاج إلى إرادة وصبر. عندما يتحلى بالتعاطف ويفهم معاناة الآخرين، يصبح شخصًا إنسانيًا محبًا للخير. حب الخير ليس شعورًا عابرًا، بل يتطلب الاستمرارية والعمل الدائم، مما يجعله تحديًا مستمرًا. يعزز هذا الحب المسؤولية الاجتماعية، حيث يُشعر الفرد بمسؤوليته تجاه المجتمع ويحفزه على تحسين حياة الآخرين. في سياق الأخلاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حب لأخيك ما تحب لنفسك»، وهو دعوة لتعزيز قيم التعاون والمودة، يعني ذلك أن تتمنى الخير للآخرين كما تتمنى لنفسك، ويُشجع على فهم مشاعر الآخرين وتقدير احتياجاتهم. و»حب لأخيك ما تحب لنفسك» هو دعوة لتعزيز قيم التعاون والمودة بين الناس. وأن تتمنى الخير والسعادة للآخرين كما تتمناه لنفسك، فالتعاطف يشجع على فهم مشاعر الآخرين وتقدير احتياجاتهم، والمسؤولية تُحفز الفرد على العمل من أجل رفعة الآخرين ودعمهم، وفكرة العدالة تعزز المساواة والاحترام المتبادل في العلاقات الإنسانية.، في النهاية يجب ان يعلم الجميع ان حب الخير للغير مبدأ أخلاقي يدعو إلى الإيثار والمحبة، ويساهم في بناء مجتمعات متكاملة ومتعاطفة. وحب الخير للآخرين له تأثير كبير في العديد من الجوانب منها النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى تأثيره في العمل بل تصل في بعض الأحيان الى الترقي في المناصب، ففي الأمور النفسية، حبك للغير يعزز السعادة عند الآخرين، بل يشعرهم بالراحة النفسية والرضا، مما يزيد من سعادتهم، بل أن تخفيف الضغوط يساعد على تخفيف مشاعر الغضب والحسد، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية. وفي الأمور الاجتماعية نجد أن حب الخير يساهم في تقوية الروابط الاجتماعية، ويعزز من روح التعاون والتضامن بين الأفراد، ويساهم في خلق بيئة إيجابية تعزز من التعاون والمشاركة، مما يفيد المجتمع ككل، وفي العمل: عندما يسود حب الخير بين الزملاء، تزداد روح الفريق وتتحسن الكفاءة، ودعم الزملاء، يساعد في خلق ثقافة دعم متبادل، مما يعزز من الإنتاجية ويقلل من التنافس السلبي، وفي حال الترقي تكون العلاقة عكسية بين الطرفين فمساعدتك للآخرين وبناء علاقات إيجابية تُكسبك سمعة طيبة، وتسهل عملية الترقية، مهاراتك القيادية فى العمل وتأتي فى مقدمتها حب الخير الذي يعزز من مهارات القيادة، حيث يُظهر المرء قدرته على إدارة العلاقات وتحفيز الآخرين، وفي الجانب الآخر فرحة وسعادة زميلك فى العمل على الترقية، لذا فان حب الخير للآخرين ليس مجرد قيمة أخلاقية، بل هو عنصر أساسي يساهم في تحقيق النجاح الشخصي والاجتماعي والمهني. وحب الخير للغير له تأثيرات إيجابية كبيرة على الصحة النفسية والجسدية، فهو يساعد على تقليل التوتر، كما أن مساعدة الآخرين تُفرج عن هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يعزز الشعور بالسعادة، والأشخاص الذين يمارسون العطاء والتعاون يميلون إلى تحسين صحتهم العامة، مما يعزز من مناعتهم، وتصل الى الوقاية من الأمراض فالنشاط الاجتماعي والمشاركة في الأعمال الخيرية قد يرتبط بتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل الاكتئاب وأمراض القلب. اذا فوائد حب الخير للغير كثيرة تبدأ بتعزيز السعادة ورفع مستويات السعادة والرضا الذاتي، وتحسن العلاقات الاجتماعية وتعزز من الروابط الإنسانية، وتقلل التوتر والقلق وتوفر الشعور بالراحة النفسية، وتعزز الصحة النفسية، وتطور مهارات القيادة، وتعزز من قيم التعاون والمشاركة، وتساهم في تحسين الأجواء وزيادة الروح المعنوية، وتنمي الشعور بالمسؤولية، لتحقيق مصلحة المجتمع وأريد أن أختم مقالى بأكبر مثال عن حب الخير للغير ألا وهو حب الرسول لأمته الذي كان شاملاً، تجلى في دعوته، رحمته، وأفعاله اليومية، مما أسهم في بناء مجتمع متماسك ومحب، بداية من الدعوة إلى الإيمان، حيث كان الرسول يسعى دائمًا لنشر رسالة الإسلام، موجهًا الناس نحو الإيمان والخير، حيث كان يتمنى هداية الجميع، كما عُرف برحمته الشديدة تجاه الناس، حتى مع أعدائه، وكان يدعو الله أن يهديهم، وكان صلى الله عليه وسلم يُعطي الفقراء والمحتاجين، ويحث الصحابة على العطاء ومساعدة المحتاجين، ومتسامحا، عفا عن الذين آذوه في مكة بعد الفتح، مؤكدًا على أهمية التسامح والمحبة، وبذل جهده في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، مستغلًا كل فرصة لتوجيههم نحو الخير، وكان يدعو لأمته بالخير والبركة، مثل دعائه المشهور: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
4050
| 23 سبتمبر 2024
في إحدى القرى العربية القديمة، عاش رجل يدعى «سعيد» كان معروفًا بكرمه وحسن ضيافته. كان سعيد يعيش في بيت بسيط، لكن قلبه كان يتسع للجميع. في أحد الأيام، قدمت إلى قريته قافلة من المسافرين العطشى والجائعين. عند وصولهم، استقبلهم سعيد بترحاب حار، وأمر خدمه بإعداد وجبة فاخرة لهم. رغم قلة ما كان يمتلكه، لم يطلب سعيد من الضيوف أي مقابل. وبعد أن تناولوا الطعام وشكروا سعيد، أصر على أن يأخذوا معه حزمة من التمور وماء يكفيهم لرحلتهم. عندما علم أهل القرية بما فعله سعيد، أصبحوا يلقبونه بـ «سعيد الكرم»، وأصبحت قصته تتناقلها الأجيال كرمز للكرم والجود في المجتمع العربي. والشخص الكريم هو من يتسم بسخاء النفس والطيبة في التعامل مع الآخرين. يتميز بالقدرة على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين بطيب خاطر دون توقع مقابل، الكرم يتجلى في عدة أبعاد، مثل الكرم المادي سواء بتقديم المال، أو الطعام، أوإكرام الضيوف أو المساهمة في المشاريع الخيرية. وهناك الكرم العاطفي، فتقديم الدعم النفسي والعاطفي للآخرين من خلال الاستماع لهم، وتشجيعهم، والتخفيف من همومهم قمة الكرم، وهناك أيضا الكرم بالوقت مثل تخصيص الوقت لمساعدة الآخرين، والتطوع في الأنشطة المجتمعية أو قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة لدعمهم، بل إن مشاركة المعرفة والخبرة مع الآخرين، وتقديم المشورة المفيدة يعتبر كرم بالمعرفة، والتعامل مع الآخرين بلطف واحترام، وإظهار التقدير لجهودهم ومساهماتهم كرم بالاحترام والتقدير. والسؤال هنا، ومع كل هذه الامثلة للشخص الكريم كيف يكون رد الجميل له ؟.. والاجابة على هذا السؤوال يتوقف على مدى العلاقة بين الأفراد أنفسهم من خلال التعاملات اليومية، وهناك طرق كثيرة لرد الجميل لعل من أهمها الامتنان والتقدير، فكلمات الشكر الصادقة والتقدير يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، والمساعدة والمساندة والتي تعكس روح التعاون وتُظهر تقديرك للجميل الذي قدمه، والوفاء والاحترام من خلال الحفاظ على وعودك وأن تكون صادقاً في تعاملك، والاعتراف بالجميل وبفضل الشخص الكريم ومشاركته مع الآخرين. ومع كل هذا يتساءل البعض أين نحن من الكرم وهل نحتاج الى كرم مادي أم كرم معنوي، من وجهة نظري، تختلف الاحتياجات بين الكرم المادي والمعنوي بناءً على الظروف الفردية والمجتمعية، كلا النوعين لهما أهميتهما الخاصة، فالكرم المادي يتضمن تقديم المال، الطعام، أو الموارد الأخرى، ويكون ضرورياً في حالات الحاجة الملحة مثل الفقر أو الأزمات. هذا النوع من الكرم يمكن أن يكون حاسماً في تلبية الاحتياجات الأساسية وتحسين حياة الأفراد بشكل ملموس، اما الكرم المعنوي يشمل الدعم العاطفي، التقدير، والاحترام. في الأوقات الصعبة، قد يكون الكرم المعنوي أكثر أهمية لأنه يعزز الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية، ويجعل الناس يشعرون بالقيمة والاحترام. وفي ظل الرخاء المادي الذي نعيشه الآن والحمد لله، يظل الكرم المعنوي أساسيًا، الإيجابية، والدعم النفسي، والتفهم، والتقدير من حولنا يمكن أن تعزز سعادتنا وجودتنا في الحياة، الكرم المعنوي يعزز الروابط الإنسانية ويجعل التجارب أكثر إشباعًا ومعنى، الكرم المعنوي يكون له تأثير كبير في ظل الضغوطات التي يواجهها الجميع من غنى أو فقير أو حتى محتاج، ففي أوقات التحديات، يمكن أن يكون للتقدير والاحترام والدعم النفسي تأثير كبير في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الضغوط، في النهاية، الكرم المعنوي يعزز العلاقات الإنسانية ويعزز الدعم المتبادل، مما يساهم في تحسين نوعية الحياة للجميع، بغض النظر عن الوضع المادي. ويجب أن أتوقف هنا على أشياء قى غاية الاهمية، نظرا لحساسية هذا الموضوع، الا وهو التفريق بين الكريم الحقيقي والكريم للمباهاة والظهور، فهناك علامات ومميزات يمكن خلالها للشخص تحديد اذا كان هذا الشخص كريما بطبعه، أم أنه للمباهاة والفخر وفى بعض الاحيان تصل الى الإذلال، فالكريم الحقيقي يكون دافعه هو الرغبة الصادقة في مساعدة الآخرين وتحسين حياتهم دون انتظار أي مقابل. نواياه نقية، وعطاؤه نابع من القلب، يظهر كرمه بشكل مستمر، متواضعاً، ولا يسعى إلى تقديم نفسه كأنها أفضل من الآخرين. أما الكريم للمباهاة يكون دافعه هو تحقيق الشهرة والظهور أمام الآخرين، وقد يسعى إلى لفت الانتباه أو كسب الإعجاب، يظهر كرمه فقط في المواقف التي يمكن أن يحصل فيها على تقدير أو إشادة من الآخرين، وعادة ما يكون عطاؤه متقطعاً، يبرز أعماله الخيرية ويحب أن يُشيد به من قبل الآخرين، وقد يكثر من الحديث عن كرمه. واختم مقالي بقصة من أبرز قصص كرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي القصة المشهورة عن ضيافة أسامة بن زيد: كان أسامة بن زيد رضي الله عنه من أقرباء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان له منزلة كبيرة لديه. في إحدى المرات، جاء أسامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأحضر معه طعاماً أهداه إليه. كان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلس مع أصحابه وكان الطعام متواضعاً، لكن في نفس الوقت كان يظهر على النبي صلى الله عليه وسلم كرمه اللامحدود في استقبال أي هدية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما نحن أناس نصيب خيراً من الله، فننفق فيه»، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الطعام وأكرم أسامة بن زيد، ولم يظهر أي تمييز بين طعام قليل أو كثير. وفي موقف آخر، ذات يومٍ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضيفٌ، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة رضي الله عنها طعامًا ليقدمه للضيف. ولكن لم يكن لديهم ما يقدمونه. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد أصحابه ليحضر له الطعام. جاء الصحابي بالطعام، وأكرم النبي صلى الله عليه وسلم ضيفه به. وعندما لم يبقَ من الطعام إلا القليل، قسم النبي صلى الله عليه وسلم ما تبقى بين الضيف وأسرته بسخاء، تاركاً لنفسه القليل، معبرًا عن كرمه العميق في تلبية حاجات الآخرين حتى في أصعب الظروف. هذه القصص تعكس مدى كرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورحابة صدره، حيث كان دائمًا يكرم الضيف ويحرص على تقديم المساعدة للآخرين، مهما كانت الظروف.
1251
| 16 سبتمبر 2024
يدور في ذهني كثيرًا تساؤل حول مدى فعالية الشدة في تربية الأطفال مقارنة بالقسوة والعنف، ورغم احترامي الكامل لكل الآراء والنظريات في هذا الشأن، أرى أن هناك فرقًا دقيقًا، يشبه «شعرة معاوية»، بين الشدة والقسوة والعنف في تربية الأبناء، يمكن أن تكون الشدة ضرورية في بعض الحالات لضبط السلوك وتعليم الانضباط، ولكنها يجب أن تُستخدم بطريقة معتدلة وموجهة، الأهم هو أن تكون التربية قائمة على التفاهم والاحترام، حيث يعزز استخدام الأساليب الإيجابية والتعليمية من سلوك الطفل بشكل أفضل من العقوبات الشديدة، التوجيه والقدوة الحسنة يلعبان دورًا كبيرًا في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال. والفرق بين الشدة والقسوة واضح تماما فالشدة، تعني وضع قواعد واضحة وحدود صارمة وهي وسيلة لضبط السلوك وتعليم المسؤولية، ويجب أن تُستخدم بأسلوب معقول ومنظم ومقبول من قبل الطفل، أما القسوة تشمل أساليب تأديبية مبالغ فيها وغير مبررة، مثل العقوبات التي تتجاوز الحدود المعقولة أو تتضمن الإهانة والإذلال، القسوة لا تسعى لتحسين سلوك الطفل بل تفرض السيطرة عبر إحداث الألم أو الخوف، مما يؤدي إلى ضرر نفسي وجسدي. وبينما كانت التربية في تسعينيات القرن الماضي تعتمد غالبًا على الأساليب التقليدية مثل الشدة والعقوبات، تركز التربية الحديثة على الأساليب الإيجابية مثل التواصل الفعّال والمكافآت، وكانت القيم الأسرية تعزز احترام الوالدين والطاعة دون الكثير من الحوار أو التفاوض، أما الجيل الحالي يكون التشجيع على الحوار والتفاهم والانضباط من خلال التوجيه بدلاً من العقوبات، كما لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا مع الجيل الحالي خاصة وانه قديما كانت وسائل الترفيه والتواصل محدودة، والتفاعل كان يتم بشكل مباشر ومعتمد على الأنشطة الاجتماعية التقليدية، أما الجيل الحالي، فان التكنولوجيا أثرت ولا تزال تلعب دوراً مركزياً في حياة الأطفال، فالأجهزة الذكية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من التربية، مما يتطلب من الأهل مراقبة استخدام التكنولوجيا وإدارتها. أما التواصل من وجهة نظري يكاد يكون مفقودا، فسابقا كانت العلاقة بين الوالدين والأبناء تقوم على الاحترام والطاعة، مع قليل من النقاش أو الحوار حول القضايا الشخصية، أما الجيل الحالي فالتواصل للأسف يتم عبر «الهاتف المحمول» و»الواتساب» وهي مشكلة كبيرة جدا تحتاح الى صفحات للكتابة. ورغم اختلاف طرق التربية بين الاجيال الا أن الهدف النهائي يظل مشتركاً، تنشئة جيل قادر على النجاح والتكيف في عالم متغير، إلا أن التطورات الاجتماعية والتكنولوجية أفرزت أساليب جديدة تركز على التفاهم والمرونة، وتواكب التغيرات في بيئة النمو والتعلم للأطفال. وفى جانب آخر نجد أن الشدة او القسوة لا تقتصر فقط على التربية والأبناء فهناك امور كثيرة فى حياتنا تحتاج الشدة أو الصرامة، فتعامل المعلم مع الطلاب وكيفية استخدامه الشدة فى تعامله مع الطلاب، والطيب مع مرضاه للالتزام بالدواء والرياضة خوفا على صحتهم ومساعدتهم على الشفاء، وهناك أيضا علاقة الوالدين بالأبناء لتقويمهم ووضعهم على الطريق الصحيح. اذاً الشدة مطلوبة بالفعل فى جميع أمور حياتنا ليس فى التربية فقط، ففى امور الدين الحنيف والقرآن والسنة نجدها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد»، فالشدة في سياق الصلاة يمكن أن تشير إلى الالتزام الجاد والانضباط في أداء العبادة بشكل صحيح، لا تعني الشدة القسوة أو التعسف، بل تعني الالتزام والجدية. وفي العمل هناك أمور كثيرة تتطلب منك استخدام الشدة لتحديد أهداف واضحة وصارمة لفريق العمل، ومتابعة تقدم العمل وضمان التزام الفريق بالمعايير المحددة، وتشجيع تحسين الأداء والابتكار، مع الحفاظ على التوازن بين الدعم والتحدي. وأيضا استخدام الشدة في إدارة الوقت من خلال تحديد الأولويات، لذا كن حازمًا في تحديد الأولويات اليومية وتجنب التأجيل، مما يساعد على إدارة الوقت بفعالية، واتبع جدولك الزمني بدقة وكن صارمًا في الالتزام بالمهام المقررة، مما يعزز الإنتاجية والتنظيم. أما العلاقات الشخصية فهي مطلوبة فاستخدم الشدة بطريقة بناءة لحل النزاعات بوضوح، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل والتواصل الفعال، وكن حازمًا في وضع حدود واضحة في العلاقات الشخصية للحفاظ على التوازن بين احتياجاتك واحتياجات الآخرين. وفي صحتك كن صارمًا في الالتزام بنظام غذائي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحقيق الأهداف الصحية، واستخدم الشدة لتجاوز التحديات والحفاظ على الدافع، حتى عندما يكون من الصعب الالتزام بالخطة، وفي تطوير شخصيتك استخدم الشدة لتحديد أهداف تعليمية واضحة والالتزام بمواعيد الدروس والمراجعة، وكن صارمًا في متابعة تقدمك وتقييم أدائك بانتظام لتجاوز نقاط الضعف وتحقيق النجاح. وفي كل هذه المجالات، من المهم أن تكون الشدة متوازنة مع التعاطف والمرونة، الشدة لا تعني القسوة، بل تتعلق بالوضوح والالتزام والتوجيه بشكل إيجابي لتحقيق الأهداف. في النهاية، نجاح التربية يعتمد على التوازن بين الشدة والقسوة، النجاح فى عملك وحياتك وصحتك وعلاقاتك الشخصية، يحتاح الى التوازن أيضا، استخدام الشدة بشكل معتدل يمكن أن يكون مفيدًا لذا يجب تجنب القسوة لأنها تؤدي إلى تأثيرات سلبية.
1572
| 10 سبتمبر 2024
تُعبر مقولة الكاتب والمفكر الراحل ابن المفقع، «صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة»، عن معنى الصداقة الحقيقية بشكل مختصر وعميق، من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن تشبيه الصداقة الحقيقية بالعلاقة بين العين واليد؛ حيث تشعر العين بالألم عندما تتألم اليد، وتقوم اليد بمسح دموع العين، مما يعكس الترابط والتكافل بين الأصدقاء. فالصداقة الحقيقية تتضمن التشارك في الأفراح والأحزان، حيث يكون الأصدقاء متعاطفين وداعمين لبعضهم البعض. فالأصدقاء هم الأشخاص الذين نرتبط بهم بعلاقات وثيقة وعاطفية، ويشاركوننا اللحظات الجيدة والصعبة في حياتنا، يمكن أن يكونوا من العائلة أو من خارجها، والصداقة تبدأ بالثقة، ويشملها الاستماع والاهتمام، والوقت والجهد، والتواصل الفعّال، بهدف بناء علاقات صداقة قوية ومستدامة. كما أنهم يلعبون دورًا حيويًا في حياتنا، ولهم أهمية كبيرة في مختلف جوانب الحياة، مثل، الدعم العاطفي، الرفقة ومشاركة اللحظات السعيدة، التشجيع والتحفيز، والتعلم لاكتساب مهارات جديدة من خلال تبادل الأفكار والخبرات، بل انهم يلعبون دورا اساسيا في الصحة النفسية، فوجود أصدقاء يدعموننا ويشاركونا حياتنا يمكن أن يحسن الصحة النفسية ويقلل من مشاعر الوحدة والاكتئاب، بالمجمل، الأصدقاء يسهمون بشكل كبير في تحسين نوعية حياتنا وتعزيز رفاهيتنا العامة. ولعل الصداقة بين النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه كانت من أبرز وأعمق العلاقات في التاريخ الإسلامي، فقد كان أبو بكر الصديق أول من آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، رافق أبو بكر الصديق النبي في رحلتهما، كان له دور حاسم في حماية النبي وتأمين طريق الهجرة، كانوا يقيمون في غار ثور، وكان أبو بكر يعتني بنظافة الغار وتجهيز الطعام للنبي. وخلال فترة اضطهاد المسلمين في مكة، كان أبو بكر الصديق من الذين تحملوا الكثير من الأذى من أجل دعم النبي، ووقف بجانبه في مواجهة الصعوبات، وفي حادثة الإسراء والمعراج، عندما واجه النبي صلى الله عليه وسلم صعوبات في إقناع قريش بالحادثة، كان أبو بكر الصديق من الذين صدقوا النبي وأظهروا دعمه، ومن هنا جاء لقبه «الصديق». وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، اجتمع الصحابة واختاروا أبو بكر الصديق ليكون خليفة النبي، وهو تعبير عن الثقة الكبيرة والتقدير الذي يكنه الصحابة لأبي بكر، هذه المواقف تظهر العلاقة العميقة والوفاء بين النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما، والتي كانت نموذجًا للصداقة الحقيقية في الإسلام. والصداقة بمعناها الواسع تتطلب منا في بعض الاحيان الحذر، لان اكتشاف الصديق الصادق الوفي يتطلب وقتًا وتجربة، فهناك ايضا للأسف الصديق المؤذي صاحب الطاقة السلبية الذي يؤثر سلبًا على حياتك من خلال تصرفاته وسلوكه والتي تكمن فى نقده المستمر لك ليؤثر على ثقتك والانانية المفرطة لتحقيق مصالح شخصية. في النهاية، يصف سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الصديق الصدوق بوضوح فى عدد من أبيات الشعر، مبينًا خلالها أن المودة الحقيقية قد تنقطع في بعض الأحيان، وأن الأصدقاء الحقيقيين يظلون بجانبنا في الأوقات الصعبة، بينما يغير البعض موقفه وفقًا للمصالح والظروف. تغيرتِ المودةُ والاخاءُ وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ ولكن لا يدومُ له وفاءُ أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ يديمونَ المودة ما رأوني و يبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ وان غنيت عن أحد قلاني وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ وَكُلُّ مَوَدَّةٍ للِه تَصْفُو وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ وكل جراحة فلها دواءٌ وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ إذا نكرتُ عهداً من حميمٍ ففي نفسي التكرُّم والحَيَاء إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
1686
| 02 سبتمبر 2024
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6429
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6390
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3840
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2955
| 23 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1854
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1650
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1575
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
993
| 24 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز...
987
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية