رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حزم الحقائب

كما هي العادة السنوية في هذا الشهر يكون "السفر" هو الهاجس الذي يراود الجميع على اختلاف مشاريعهم وتفاوت ايراداتهم، ومهما اختلفت الظروف واستجدت الأحداث، وممكن أن تلحظ ذلك لو ولجت مكتب للسفريات بنفسك أو الكترونياً لوجدت تعذر حصولك على رحلة تفضلها أو مقعد تختارة أو سكن يروق لك، بالرغم من مأساة إخواننا السوريين وحيرة أهلنا المصريين بين قوانين تشرع ودساتير تخترق وحكم يتذبذب بين مرشحين متناقضين. * إن الناس في سباق مع الزمن فها هو شهر الله الحرام "رجب" يودع ويدخل شعبان مقدماً لأفضل الأزمان شهر رمضان المبارك ولسنا بصدد مناقشة عادة اعتاد الناس عليها وقد تكون حاجة للبعض بعد عناء عمل وضغوط مجتمع. * إننا نقدم هذا المداد لنتناصح فيما نحمله من حقائب نحاول بهذه الكلمات العودة بها ملأى من خيرات الدنيا والآخرة. * ولعلنا بذلك نفتح الآفاق ونساعد البصر ليكون ثاقباً والرؤى لتكون بعيدة، فها هو الرب سبحانه يخاطبنا في الكتاب المنهاج للحياه السعيدة فيقول: " وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كل شئ قدير" البقرة 147 إذ يقر الله بحاجتنا للتنقل والسفر ولكنه يذكرنا باستباق الخيرات في ذلك. * ولعلنا في هذه الكلمات القليلة أن نتدارك بعضاً منها فتكون أمام أعيننا زاداً لنا لشكرها ومفتاحاًً نتخطى به أبواباً لسعادة أخرى. * فمن صحة نتمتع بعافيتها ونتعامل من خلالها مع نعمٍ أخرى ومالاً آتانا الله إياه، به تزدان معيشتنا ويطيب سكننا ويتسهل ركوبنا، ويستلذ به مطعمنا، ووقت متاحٌ هو عونٌ لنا لنتفرغ لله في عبادتنا كما قال سبحانه في سورة الشرح "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب". * وإلى بدائع خلق الله سبحانه في أكوان نجوبها وأرض نسيح فيها، وهناك أقوامٌُُ نرى محاسنهم فنزداد منها ونرى غير ذلك فنحمد الله على عافيته لنا، واخلاق حسنة ورقي نتعامل به ندعو به ونقدم لديننا العظيم. * هذا هو ما يجب أن يحتويه مخططنا عن سياحتنا وحزم أمتعتنا مغادرين ديارنا. * وكذلك عند عودتنا لا نرجع بها فارغة من رصيد لنا في الاخرة فنحشوها بالماديات وزادنا فارغ من الصالحات. * لا بد ان نتدارك النعم فنستخدمها في صالحنا حتى نحقق تلك المعادلة التي وعدنا ربنا بها "لئن شكرتم لأزيدنكم". * فالسفر من أعظم النعم واكثرها لو تدبرنا حقيقته واستثمرنا الفرص المتاحة فيه ومن ايسرها وأبسطها واعظمها فائدة ذلك الامتياز الذي خص الله به المسافر بأن له "دعوة مستجابة". وتلك العبادة التي تسبق ما سواها من العبادات وهي عبادة "التأمل" في ملكوت الله وما أحوجنا لها عندما نرى تلك البدائع من خلقه سبحانه في تلك البلدان. * وفي الأسفار يستشعر الإنسان تلك المحبة في جلاله لأخيه المسلم عندما يلتقي به ويحمس بجهاده في التمسك بدينه في تلك المجتمعات ويعلم يقيناً كم هو محظوظ ميلاده وكل ما حوله يشجعه لعبادة ربه. * لقد أدرك الصالحون فائدة السفر وحاجة النفس له وإن كان هناك فرق شاسع بين غايتهم وغاية سفر هذا الزمان، وهممهم العالية مقارنة بهمم القوم فضلاً عما يلاقونه من مشقة وما يتمتع به مسافر هذا الزمان من رفاهية فلا أقل من الرجوع بشيء من الزاد هو قليل من الشكر لله وقليلٌ من الاعتبار والاتعاظ، وعسى أن ترتقي أسفار هذا الزمان لتكون كما صورها الإمام الجليل الشافعي رحمه الله تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج همٍ واكتساب معيشـــــــــة وعلم وآداب وصحبة مــــــاجد ونستودعكم الله وإلى لقاءٍ يجمعنا بعد إجازة في طاعته ونعمته..

1817

| 20 يونيو 2012

الآن عرفنا الطريق

• تاهت أمتنا عن الطريق عقوداً من الزمن تقاذفتها الأمواج مرة لليمين ومرة لليسار، ومن حولها دول في الغرب وأخرى في الشرق تشق طريقها ثابتة الخطى شامخة الرأس تفكر بعقلها وتتواصل بلسانها وتتفاهم بلغتها وتعمل جاهدة لتلحق بمن سبقها وتحقق إكتفاءها، إلا أمتنا العربية ومن ضمنها دولتنا الغالية "قطر" فقد أبهرها ما توصلت إليه تلك الأمم، وقد جانبها الصواب حين حسبت أن النهضة العمرانية والاقتصادية والتكنولوجية التي وصلوا إليها، وذلك الشكل المعيشي واللسان الافرنجي والنمط الأخلاقي المفتوح "الذي قد يجد له جمهوراً" هو العامل الفاعل لنهضتهم فأرادوا إدراك ذلك بنفس الطريقة التي سلكوها وحصرياً لا يتم إلا بلسانهم فانتكست الأمة وهي التي كانت تقود حيث أدى ذلك الأعوجاج اللساني الذي شوش أفكارهم وأوصل المعلومات مغلوطة لا تعيها قلوبهم، حتى حال هذا الأعوجاج بينهم وبين الأسباب الحقيقية لعزهم ونصرهم ونهضتهم، التي جاء بها كتاب ربهم ووضح أن الطريقة الوحيدة لذلك هو فهم كتابه وتدبره والعمل بما جاء فيه. • وكذلك عاشت الأمة عقوداً من الزمن كانت كفيلة بمخرجات هشة الجنان مقوضة الأركان معوجة اللسان - إلا من رحم الله - تجاهلت مقومات نهضتها وتشبثت بالسراب - كمثل الغراب عندما أضاع مشيته ليمشي كالحمام. أنبهرت هذه الأمة بتلك الأمم ولم تدرك الأسباب التي أوصلتها لتلك النهضة، رأت التطور الاقتصادي والمعماري والتكنولوجي والنووي ولم تر أن من وصلوا لذلك وصلوه وهم يتكلمون لغتهم ويحتفظون بهويتهم ويعتزون بمعتقداتهم، فهاهي إسرائيل "اللقيطة" والكوريتان "المتنازعتان" واليابان المحطمة بالقنبلة النووية وألمانيا الخارجة من العناية المركزة بعد الحرب العالمية الثانية تنافس الدول العظمى ذات الإمكانيات المادية والبشرية الهائلة والسبب هو ذلك التواصل اللغوي الموضح للفكر معتقدة وهويته، الدافع في النفس أعتزازها وفي الجسم قوتة لتحقيق نهضته. • لقد سبقونا ونحن الأمة البدوية التي سحقت امبراطوريات الشرق والغرب "فارس والروم" فتربعت على عروشهم بأخلاقها وعلومها واقتصادها، وتلك هي نتيجة النفوس الجوفاء التي تتطلع الى ماعند غيرها وهي تملك كنوز الدنيا والآخرة. لغتها سماوية نزل بها كتاب من رب العالمين (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ). ﴿١٠٣النحل) مبشراً بدين عظيم به اكتملت الديانات ومبلغه رسول وصفه ربه بأنه رؤوف رحيم اختتم به الأنبياء والمرسلين وتعهد رب العزة بحفظه وحمايته من التغيير والتبديل، وها هي التجارب الحياتية تثبت فشل انفصام اللسان عن لغة الثقافة المجتمعية والتفكير وليس أدل على ذلك ما يعاني منه الجيل من سبع سنوات عندما أبدلت لغة التعليم إلى الافرنجية فكانت النتيجة أجيال بألسنة معوجة وتفكير مشوش وهوية ضائعة وعزل عن كتاب الله، الذي هو دليلهم وموجههم للحياة الكريمة، فلا هم تكلموا لغة القوم حيث كثيراً منهم لم يتجاوز "الأيلتس" ولم يقبل بالجامعة ولا هم احتفظوا بلسانهم والخسارة الأكبر فقد ذلك الاعتزاز والفهم لكتاب الله الذي هو المعين لهم على أمور حياتهم. • ولأنها رائدة لكل خير وكل عمل إنساني علمي ناهض لأمتها وبلدها، ها هي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تدرك بثقابة فكرها أن نهضة الأمة تبدأ من داخله وفخره بذاته ودينه ولغته فإن لم تكن قوية راسخة فكل بناء عليها هش قابل للانقضاض، وهكذا كان المؤتمر الخاص باللغة العربية ورعاية سموها له ومتابعتها وحضورها لفعالياته والدعوة إلى كل ما يدعمها كلغة حياة ودين وآخره وعامل نهضة وتطوير في عدم إغفال عن تعلم اللغات الأخرى. • ليس من المبالغة اعتبار تاريخ ذلك المؤتمر يوم نهضة لقطر خاصة والعالم عامة، إنه اليوم الذي نرى الأمة تضع قدمها على سلم الرقي والارتقاء والأخذ بيد هذه الأمة لتقود نهضة العالم أجمع، فليس الأمر لساناً عربياً ينطق ولكنها أداة مؤثرة بها تفجر الطاقات الكامنة التي تبني في النفس العزة والقوة وتجدد للفكر تلك الحقبة الزاهرة من تاريخه وتبعث للفكر والجوارح لتبني مجده. • إنها الوسيلة الوحيدة لنفهم كيف نحيا الحياة السعيدة، إنها اللغة الإلهية التي إن فهمناها وتدبرناها وتكلمنا بها وقرأنا كتابه الكريم كانت نهضتنا.

1420

| 13 يونيو 2012

حريق المجتمعات

* لم تكن المنشآت في يوم من الأيام دليلاً على رقي أمة من الأمم، بل إن أصدق ميزان لذلك هو صدق أفرادها في أقوالهم وأعمالهم. ولذلك كانت رسالة الأديان جميعها، السمو بالأخلاق، كما أنه لم يحذر من خلق كما حذر من آفة الكذب لهلاكه للأفراد والجماعات، كما قال تعالى في سورة طه آية 61 (وقد خاب من افترى). * فإذا كان الحريق قد دمر جزءا من مجمع فيلاجيو وذهب ضحيته 14 طفلاً ورجلان، نحسب الأطفال فرطاً عند الله سبحانه وتعالى ينعمون في كنفه، والرجال شهداء واجب عنده سبحانه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، إلا أن هناك فريقاً آخر اقترف من السلوكيات السيئة والأخلاق المنبوذة ما تحرق أمة بأكملها وليس مجتمعاً صغيراً كمجتمعنا القطري. * هم أولئك من يستبشرون بالأحداث على مختلف أنواعها ويتربصون أخطاء غيرهم فتلوكها زيادةً ونقصاناً ألسنتهم وتلعب في صياغتها ونشرها أناملهم، هم أولئك من سخروا نعماً في ضدها واستخدموا إمكانات وتكنولوجيا على غير وجهها، إنهم ممن يفرح لكبوة اخوانهم متناسين أنهم قد يكونون يوماً في محلهم، شاهرين ألسنتهم، ومستبيحين أعراضهم. * هم أولئك ممن ترجف بتصرفاتهم المجتمعات وتروج الشائعات دون التحري من صدقها والتثبت قبل نشرها وأدنى مسؤولية من أثرها وتداعياتها، كما حدث في حادثة فيلاجيو وكذلك حوادث سبقتها أفرزت ظواهر عانت منها مجتمعاتنا هي "اللا مسؤولية الشخصية واللا مسؤولية المجتمعية "حيث يتخلى الإنسان عن مسؤوليته تجاه نفسه بحفظ جوارحه متجاهلاً التوجيه الرباني (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) في إشارة إلى عظم التبعات لكل ما يغترفه الفرد من خلال سمعه وبصره ونواياه. * وهو في حالة اللاوعي لكل ما يحدث من إرباك بكلمة لا يلقي لها بالاً قد تشترك فيها جميع جوارحه من لسان وبصر وأنامل تعبث بتلك الأجهزة المتطورة، استشراءً لفساد لا يعلم مداه إلا الله. * إننا مسؤولون وعند الله موقوفون، مسؤولون عن مجتمع علينا أن نرسي قواعد أمنه وطمأنينته ومسؤولون عن مجتمع نساهم في عافيته وسلامته من كل ما يرجفه ويزعزع الثقة بين أفراده، مسؤولون عن جوارح يجب أن نحفظ الله فيها حتى يحفظها لنا سبحانه، ومسؤولون عن نعم توافرت لنا، علينا أن نشكر الله بحسن استخدامها. * إننا مسؤولون عن اخوة لنا تأبى الأخوة الإيمانية أن نسلمهم للشائعات أو أن نستحل لحومهم، فليس من العدالة والإنصاف ترصد أخطائهم والتنقيص من أعمال طيبة ساهموا فيها والتخلي عنهم عند تعثرهم، بل من واجبات الأخوة أن نبحث عما ننصرهم به ونعينهم على القيام من كبوتهم داعين لهم ومدافعين عن عرضهم كما قال صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه "من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن عرضه يوم القيامه" فعلينا أن نتذكر تلك الإيجابيات التي تبقي على روابط الأخوة والرحمة بيننا والتي وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بها "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، فهم أبناؤنا وبناتنا وعسى أن يشفع لهم نهضة عمرانية أو علمية سعوا لها وحسن نية نوكلها الى رب عادل يحاسبهم عليها وقضاء عادل يخفف الحمل والمعاناة عنهم وآباء وأمهات من الخير والصلاح ورثوا لهم ولعلها كبوة لهم فيها من الدروس والعظة ما يطهر به صحائفهم وأموالهم ويكون رادعاً لكثير من التجاوزات والاستثناءت لآخرين أمهلوا وقد آن أن يتطهر هذا البلد منها فما جزاء الأحسان إلا الإحسان. * أخيراً يجب ألا ينسى كل فرد قبل أن يشرع بكلمته أو يرسل تغريدته أن لديه رقيبا عتيدا، يكتب كل لفظ من قول في كتاب لا يضل ربك ولا ينسى، فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه.

1423

| 06 يونيو 2012

مأساة حضانة فيلاجيو

* ليس مبالغة تشبيه مكان حضانة "جمبنزي" بمجمع فيلاجيو بالكهف، فمن قصدها ودخلها يكتشف وجه التشابه في ذلك من طول الممرات المؤدية إليها والتوائها وضيقها وانعدام قواعد السلامة فيها، ولا عجب في تشبيهها بالمذبحة، لان النتيجة والحصيلة أبرياء قضوا نحبهم معظمهم فلذات أكباد وراء كل منهم قصة معاناة وغربة وآمال تحطمت على جدران ذلك المجمع الهش وتلاشت مع ذلك الدخان. * عزاؤنا في ذلك رحمة يغمر بها الله هؤلاء وصبر يجبر به تلك الأفئدة المكلومة، عزاؤنا لصاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين حفظهما الله وحفظ بهما البلاد وجنبها كل سوء ومكروه، فلقد عملا جاهدين للارتقاء بهذا البلد وبذلا الكثير لتوفير أسباب السلام والأمان لأفراده ولا أدل على ذلك من ميزانيات ضخمة ترصد له كان آخرها ميزانية 2012 و2013 التي نسأل الله أن نراها مشاريع قائمة كلها بريالها ودرهمها، لا أرصدة بطرق ملتوية لمعدمي الضمائر تصرف، عزاؤنا في إجراءات تضرب بيد من حديد لكل من يتجرأ ويجامل على سلامة ومقدرات هذا الوطن. * عزاء قطر في مصابها أن تكون هذه الفاجعة تنبيهاً لأكبر منها واستنفاراً للجميع لمعالجة فساد ما زال مستشريا في مؤسساتها ولعب واستهتار بمقدرات وطنية لا تتناسب مع سمعة سعى لها وصنعها قادتها، إنه الفساد الذي يجعل البعض يتخطى النظم والقوانين وذلك الاستهتار في الاستعداد لمواجهة الأزمات والركون إلى ما تتمتع به البلاد من أمن ورخاء، إنها المجاملة والمحسوبية والجشع وحب المال وتلك الأخلاق التي تضاءلت عندها قيمة الانسان فاختارت للحضانة ذلك المكان في حين أفسحت "للجزم والشنط" تلك المساحات من vip. * إنها العقلية الضيقة التي تصب كل اهتمامها على الأشكال الظاهرية وتفشل في توفير أدنى أسباب السلامة للانسان، تسعة عشر فرداً قضوا نحبهم كان بالامكان أن نتجاوز الفاجعة بهم بجرس إنذار واستجابة أمنها ومباشرة الاخلاء، فاجعة ألمت بالجميع وخسارة جعلتهم ينظرون للبعيد وكيف لو كان الحريق في منطقة أخرى تعاني من ضيق المساحات وتعدد الأدوار وزحام الانسان والآلات على غرار منطقة الأبراج لا قدر الله. * جهد مشكور لوزارة الداخلية يذكر وتضحيات أقدموا عليها وتحسب لهم وعدم فاعلية أجهزة الانذار وخراطيم المياه وعدم فاعليتها يجب ألا يمر مرور الكرام. * ثغرات كثيرة وتجاوزات عدة وراء هذه الفاجعة ومما زاد الطين بلة ذلك "الخرس" الذي أصاب أجهزتنا الاعلامية فقناتنا القطرية الفضائية كانت في عالم آخر متناسية أنها وجه قطر المسموع والمرئي، فلم يحرك لها هذا المصاب ساكناً، بل ساهمت في رفع سقف الحزن لدى الجميع والغيظ من لا مبالاتها فلم تشر للحادث من قريب أو بعيد، لقد فقدت مصداقيتها وخسرت ما تبقى لها من جمهور لقد عاشت ساعات من الانفصام بمسلسلات هابطة ووجوه لمذيعاتها من الحزن والتأثر عارية وكان بالإمكان صنعه ولو بمسحة من مكياج موفر لهن. أما ابتسامات مذيعيهم ومداعباتهم لضيوفهم فقد تجاوزت حد الذوق والحس في بلادة لم يشهد لها مثيل. * لقد سدت قناة الريان ذلك الخلل للقناة الرسمية وأحسنت صنعاً، فبارك الله فيها من قناة صاعدة. عتبنا عليها في تلك النبرة التي زف فيها المذيع سلامة القطريين من هذا الحادث — بالرغم من عبارات المواساة — التي الحقها به بعد ذلك والتي لم تكن في محلها ولا تناسب الموقف ومشاعر الآخرين من الجنسيات الأخرى فمصابنا فيهم كمصابنا في أحدنا. * أما قناة الجزيرة فسامحها الله، لقد أعطت للمغرضين الحجج وأوقعت المدافعين عنها في حرج وخالفت شعارها وشككت في مصداقيتها بغيابها عن الحدث وهي المسارعة في الأخبار عن الآخرين "بعاجل" على شاشتها والمتميزة في الاستحواذ على التخصص في تغطيتها بـ "خاص بالجزيرة " فلماذا هذا الزهد في أخبار قطر؟ * محنة تتعافى منها قطر وتستخلص منها الدروس والعبر وتؤسس لبناء دولة المسؤولية والمحاسبة المطالب بها كل فرد ينعم بخيرات قطر.

2329

| 31 مايو 2012

العشاء الخيري "وقف نهضة الأمة".. مدلولاته ومؤشراته

• نهضة أمة مصطلح أطلق على المشروع الوقفي لنصرة هذا الدين بهذه الأمة، أمة اقرأ، أمة العلم والإيمان، مصطلح من تفكر فيه وتدبره اقشعر له بدنه إجلالاً وارتعدت فرائصه خوفاً من فوات المشاركة فيه، واشرأبت له الأعناق شوقاً وتطلعاً لذلك الزمان، مصطلح يلامس سويداء القلب فتترقرق له العيون وهي تتأمل ذلك اليوم الذي تسود فيه أمة السلام والاسلام ويسعد في ظلالها الانسان، انه الوقت الذي تهفو له النفوس عل الله يمهلها فتشهد بأم أعينها ما تقر به وقد مكنوا من خلافة أرضه واستصلاحها والنهوض بكل ما فيها. • "إنه وقف نهضة الأمة" الداعي له ثلة من العلماء الأجلاء وعلى رأسهم العالم الجليل شيخنا الدكتور يوسف القرضاوي والقائم عليه هيئة كبار العلماء والمكان "قطر" بلد الخير والعطاء والأمان، وأول المتبرعين هو القائد الكريم المقدام لكل عمل خير أمير البلاد رعاه الله، فلماذا هذا الإحجام وهذا الزهد الذي ظهر بادياً في المشاركة في هاتين الليلتين المباركتين للعشاء الخيري، فليس الدعاة إليه فساقاً وليس المشروع رقصاً وغناءً وليست الهيئة مجهولة مشبوهة وليس البلد المقام فيه بلد ظلم وجور يخاف على الأوقاف الاسلامية فيه من قبضتهم وتسلطهم. • فهل يعقل أن يكون ريعها لم يتجاوز الأربعين مليوناً وهي أمة كثير من أفرادها يملك المليارات، وهل يعقل أن تكون بنوك تحوي أرصدتهم أرجأ لهم من بنك إلهي تتضاعف فيه حسناتهم ويتبارك فيه حلالهم حتى يزهدوا في المعروض ويترددوا في الممدود ويتركوها لولي العهد حفظه الله سليل الكرم ومنتج التربية الحسنة ليكمل ما بدأه والده ولتستحوذ هند بنت حمد "الشيخة الناشئة بنت النشأة المباركة والغرس الحميد" على الخير كله في غياب ملحوظ لكثير من الأسماء والشخصيات ومن أحسن الظن فيهم ورصت أسماؤهم في قوائم الخيرين من هذا البلد. • ألم يدرك هؤلاء -خاصة المدعوين- الخسارة الكبرى في الغياب عن مثل هذه الأماكن التي يحب الله أن يرى عباده فيها؟ ألم يعوا أن الغياب عنها مؤشر لقصر البصيرة عن فهم حاجيات الأمة وأسباب نصرها؟ ألم يتدبروا قول الله سبحانه وتعالى (....... وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"؟ • أليست نهضة الأمة من إغاظة الكفار وهو ما يؤرقهم ويعملون على إعاقته، أليس من الأجدى أن يقف كل فرد من نفسه موقف المحاسبة والمصارحة والتأديب وكيف تضع هذه النفس العراقيل والحجج عن ريادة مثل هذه الأماكن والمشاركة في مثل هذه المناسبات في حين تسهل ما سواها وما يكون عادة إثمها أكبر من أجرها؟ • أليس من الأجدى بهم أيضاً أن يتأملوا تلك الأرصدة ويحددوا ما نصيبهم الفعلي فيها ويستأمنوها ربا كريما، فيجدوا بها سعادة في حياتهم وتيسيرا لأمورهم يحتاجها الانسان خاصة حين تبلغ الروح الحلقوم وتنصب الموازين. • ختاماً: من مؤشرات نهضة الأمة، كثرة سواد الأمة وبياضها (رجالها ونسائها) في تجمعات الخير ومحافلها كما هو الآن تجمع نسائهم في صالات الأفراح ورجالها في مدرجات الملاعب. وأن يكون حرصهم على أداء صلاة الفجر في المساجد كحرص رجالهم على اثبات دوامهم وكاهتمام نسائها بإيقاظ أبنائهن لمدارسهم، وستنهض الأمة عندما تكون مشاعر الزهو والفخر عند رميهم للدولارات والريالات على رؤوس المعاريس والراقصات لتداس بالأقدام هي مشاعرهم وهم يتسابقون بدفعها في مشاريع الخيرات لتبنى بها أبراج الأوقاف. • من مؤشرات نهضتنا أن تكون العادة واللهفة لقراءة كتاب الله كما هي عادتنا ولهفتنا لتصفحنا الصحف مع الصباح، وأن تكون تلك المجالس التي يرتادونها ذات الديكورات الراقية والمساحات الواسعة عامرة بحلق العلم ومجالس الذكر بدل اللغو وتتبع القنوات. إنها دلالات ومؤشرات لأكبر مشاريع الأمة وأنبل غايتها جعل الله للجميع نصيبا في يومها القريب المرتقب.

3468

| 24 مايو 2012

غير ثقافتك يا أبي

* نداء من تحت الثرى ينبعث إلى بقايا الأبوّة الحانية في صدور آباء ورثوا أبناءهم وعجّلوا من هلاكهم لا لأموال يطمعون فيها ولكن لثقافة تربويّة سلكوها، حصيلتها " قلوب محطّمة وأكباد مفتتة " من فقد أبناء، متعوا آباءهم بطفولتهم، وترغب في نموهم حتى إذا أستوى عودهم واكتمل شبابهم ذهبوا "مهشمي الأبدان " قد هشّمهم الحديد وبه هشموا وفتتوا أكباد أمهات وآباء. * مَن المسؤول؟ أنه ذلك الأب المكلوم مَن ظنّ خطأً أنه قد أدى مسؤوليته الأبويّة وتكاليفه الربانيّة برعايته لأهله وهو قد أهمل تربيتهم التربية الصحيحة التي تعلّمهم قيمتهم في الحياة ومسؤوليتهم بدءاً من أنفسهم وأسرهم، ثم وطنهم ومجتمعهم ثم أمتهم وعالمهم. * إنها ثقافة الأب التي جعلته يتحلّل من عناء تربية أبنائه تربية تنظّم حياتهم وترتقي بهم في آخرتهم بالصلاة في المساجد وصحبتهم إليه، إنها التربية التي لم يلتزم بها وإياهم بدروس علم وتعلّم لكتاب الله. * إنها الثقافة التربويّة التي لم يظفروا بها الأبناء بآباء يعلمونهم المجالس الصالحة العامرة بضخ العبر والحكم ودروس العلم ومجالسة الصالحين، إنها الثقافة التربويّة التي أغتر بها الوالد بتجارته وسفراته وإنها من أجل الأبناء وهو لا يدري أنها من أجل شغف لحب المال والنفس وتخلّي عن أولوياته برفقة أبنائه. * إنها ثقافة الوالد الذي يسمح لنفسه قضاء ساعات الليالي إما بصحبة الرفقاء أو خالداً للنوم والابن تتقاذفه الطرقات والصحبة الهاملة. * إنها الثقافة الأبويّة التي جعلت الأب يوكل كل الثقل التربوي للأبناء على والدتهم والتي قد تكون أحسنت لهم في فترة صغرهم، ثم إمكانياتها تعجز عن مواكبة قدراتهم في صباهم، التي تحتاج إلى رادع أبوي ومصاحبة والديه تحميهم من عنفوان شبابهم وانفلات قواهم وانفتاحهم على أقرانهم. * إنها ثقافة الإحلال والتعويض الفاشلة في التربية، التي يظن الوالد أنه بالماديات والسيارات والسفرات يمكن تعويض أبوته وإخلاله بمسؤليته أمام أهله وربّه. * غير ثقافتك أيها الوالد... في إعطاء طفلك جزءاً من وقتك ولا تعتذر بطلب الرزق؛ فالذي رزقك حيٌ دائم وسيرزقهم. * اضبط تصرفاتك وربِّ نفسك، إن لم يكن من أجلك كفرد واحد فمن أجلهم وهم قد يكونون مجموعة، يقول العالم حسان حتحوت " ضننا أن نربّي أبناءنا فإذا هم الذين يربوننا "، قاصداً أنه يخاف من الوقوع في الخطأ أمامهم. * نظّم حياتك فتنتظم حياتهم، أكرمهم بالمال وأحطهم بالرعاية التي تحميهم منه، ولا تكون المادة التي تتحطم حياتهم أو أخلاقهم بها. * علّمهم وطبق أمامهم أن الليل لباسٌ والنهار معاشٌ، وتأكّد من وجودهم وخلودهم للفراش قبلك. * كن قدوة يستقون منك حب والدتهم وبرها فكفى الأمهات ما يعانون من فلذات الأكباد — أعنتموهم أنتم على ذلك، بتخليكم عن دوركم وتوفير ما يعجّل من ذلك بشراء أداة هلاكهم، السيارات وشبيهاتها، غفلتم عن محاسبتهم وسلمتموهم إلى شبابهم الطائش. * أثقلتم كاهل الأمهات بحملهم أجنة ورعايتهم صغاراً، وهاأنتم تساهمون في حرقة أفئدتهن كبارا. * وأخيراً هذه الثقافة الأبويّة لا بد من مراجعتها، ومساهمة كل ذي لب فيها " فمَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً "، خسارة وأي خسارة أن تتحطّم القلوب "الوالدية" بفقدان شباب يموتون بالجملة الأب والقانون والطرق ثالوث تكالب على أعز ثرواتنا وأغلى مقتنياتنا "أبنائنا" فكلّ يوم يمرّ يسجّل فيه عدد منهم ليته في سبيل الله ولكنه يخشى أن يكون انتحاراً ساهم فيه الثالوث سالف الذكر وهو الذي يحمل يوم القيامة أوزاره، فاللهم حفظك ورعايتك وأجراً تضمّد به جراح كل قلب مكلوم.

1799

| 02 مايو 2012

مداد فكر للأمة قتله غير بشار وزمرته

لقد أجاد الطرح كاتبنا الفاضل أحمد غيث الكواري في مقاله يوم الأثنين الموافق 26-3-2012 في هذه الجريدة الغراء تحت عنوان " تاريخنا و ديننا و عزنا و فخرنا " حيث أصاب الهدف و أحسن القراءة لتلك الشخصيات التي تحسب على أمتنا حتى إذا كانت الأمة في أوج حاجتها لهم تساقطوا الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف بل كانوا معول هدم ينخر في عقيدتها و يجرح أئمتها و يظلل أفرادها , وأن كان كاتبنا القدير قد تعرض لنوع مهم منهم إلا إن هناك أنواع أخرى هي وجه آخر من معاول الهدم المستخدمه ضد أمتنا , أوضحها ما كان على شاكلة بشار و معمر , أهدافهم أرواح تزهق و دماء تراق و إستماتة لبقاء نظام , توعدت القوانين الألهية و السنن الكونية بأنه الى زوال مهما طال الزمان , و هانحن نشهد أحتضاره .* و النوع ألآخر نوعٌ تناوله الكاتب في مقاله و هم من جند نفسه و أشهر سيفه ووهب ضميره لآخرين محققاً آمالهم في الطعن في الأمة و الحيلولة دون قيامها بدينها و سد أي طريق ينتهي بهم إلى العزة و النصر و تضييعهم في متاهات الفتن و الظلال , يدعمهم منصب وصلوا أليه أو مصير لأمة مكنوا منه فما راعوا الله فيه و ما أستنصحوا لنصيحة عالم متجرد , و داعية مخلص و مفكر فطن . حتى أن أي متأمل لذلك يرى الأستدراج الألهي باد بهم , فما راعوا النعم و ما حصنوها بالشكر , بل جلها أستخدم في ضدها و فتح أبواب المعاصي على مصراعها , وليته ذاك , بل حرب ضروس على الدين و أهله و دعاته و علمائه .* أما النوع الأخير فهو نوع مختلف في الأسلوب و أعمق في التأثير و النتائج و هم تلك الفئة المضلله للأمة و المنجرفة بها عن القيم و الأخلاق و الصارفة لها عن رسالتها و المشوهة لجمالها أمام العالمين , أنهم من قال الله فيهم ( قل أئنبئكم بالأخسرين أعمالا اللذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) الكهف , آية 104.فهم من أسباب نكبة الأمة و الأنحطاط الأخلاقي الذي وصل له شبابها , هم من شغلوا الآفاق بقنواتهم الفضائية و سخروها لبرامج " النسخة القذرة للحياة و الأنسان " الحياة البهيمية حياة لا دين رادع لها و لا خلق , حياة التفسخ و الفحش و التضليل , حياة لآصلاة و لآقرآن و لآ ستر . يحزنك أسماء نعتوا بها "فنان" ...."عرب " .."فن " ..و هم بعيدين عن الفن و العروبة فيها , حسبوا على أمة "لاأله إلا الله " و لا يعيشون في ظلالها و لا يأتمرون بتعاليمه , حياة بدون كنترول و لا مرجعيه , دريهمات فقط هي المحرك و المبدأ و القيمة لهم .* يستدرج للعمل فيها ممن ينتسبون للخليج المحافظ ويصور ضلالهم في أرجائه يريدون أن يحولوه بغيهم من خليج آمن إ لى خليج بالفتن هادر .* أسلحة مختلفة يستخدمها كل نوع ما بين قاتل مزهق للأرواح و محطم للأجساد و آخر مدمر للدول و مزيل للنعم و آخر محطم للأخلاق و مروج للفحشاء , و مسبباً للهزائم جميعها و بأنواعها .* و يبقى الرجاء : في تلك الثلة من متقين هذه الأمة و دعاء لهم بالأحسار لزوال بشار و شاكلته و رجوع و أوبة لكل موحد بالله مؤمن بكتابه يخاف على أمن أمته ووطنه , و توبة نصوح - لمن غرروا و سموا زوراً فنانين - تجب ما مضى و تصلح ما بقى و تبين لمن أضلوا الصواب كما قال تعالى (إلا اللذين تابوا و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ) البقرة آية 160 ,يساندها عمل لكل فرد و من موقع عمله في الذود عن هذه الأمة و مايهددها من أخطار , دفاعاً عسكرياً بـتوجيه حكامها و دفاعاً أخلاقياً لمربيها و دفاعاً أجتماعياً لمصلحيها في منظومة متكاملة تدفع المنكر و تنشر المعروف , أنها المسؤلية التي سيسأل عنها كل فرد و ما دوره في كل منكر أنتشر و عيب عليه غيابه عن إ صلاح لأمته تم .د . نوره آل حنزاب[email protected]

1728

| 29 مارس 2012

"لقد أتعبت الخلفاء من بعدك ".. وأحرجت آخرين وفنَّدت أعذار المتشاغلين

* الشطر الأول من العنوان هو مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالها عندما أدهشه ما رأى من صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمير المؤمنين في ذلك الوقت، الذي لم يشغله أمور الحكم وإدارة الدولة عن خدمة عجوز من رعاياه وذلك بتنظيف بيتها وحلب شاتها. * أما عنوان مقالتي بشطريه فهو في شخص " أميرنا " أسوقه عبرة وعظة لكل قائد وحاكم يتوق للمعالي، ولكل مسؤول قد يظن أنه أكثر انشغالاً، وأفند به أدعاء كل متشاغل قد يصوغ أعذاراً لكل حق وواجب. * كنت يومها في طريقي لأشهد احتفالاً وتكريماً من سموه وحرمه حماهما الله، لمَن لهم بصمة مشاركة في صروح أنشئت على أرض الوطن وتحقيق أحلام علت وشمخت بشموخ عقول أحتوتها، منشآت عملاقة بكل ما تعني الكلمة من معنى، عملقة في الفكرة التي أوجدتها وعملقة في التطلعات التي رسمتها وعملقة في الإمكانيات التي سخرت لها أنها " مؤسسة قطر " بل في الحقيقة " إنها حمد بن خليفة " وزوجه الملهمة، نراهما في الأبنية ويتردد صدى اسميهما في كل زواياها. * وكغيري من الحضور تلاشت دهشتنا بتلك الصروح أمام إنسانيته وسعة خلقه التي أحتوى بها كل الحضور، (إنها الإنسانية بكل معانيها وعمق أثرها وتعملق صاحبها ). * تجلى ذلك في حضوره ودعمه لحرمه الطموح التي أشارت إليه في كل كلمة تفوهت بها في خطابها المؤثِّر، ثم في تلك اللفتة الكريمة والوفاء لمَن شاركهم الحلم ليصبح حقيقة والفرضية واقعاً " أعضاء مجلس إدارة هذه المؤسسة "، وصدق أحد الفلاسفة عندما قال: ليس هناك رجل يمكن أن يصبح زعيماً عظيماً إلا إذا أحس بالسعادة تملأ صدره وهو يرى هؤلاء الذين يعملون يحققون بدورهم نجاحاً. * ثم كان لهما تلك اللمسات الحانية لذلك الموظف القابع على كرسيه المتحرِّك، ولمسات التقدير والإجلال لشيخنا الفاضل الدكتور القرضاوي. * أخلاق عالية وإنسانية راقية وزعها على جميع من حوله في أجواء قطرية من عرض عسكري وخيول قطرية ولمسات وطنية من مقدم للبرنامج وموزِّع للهدايا وغيرها. * في الليلة نفسها وفي نشرتنا الإخبارية توافيك بيوم عامر بالعمل لسموه، فهناك قمة توصيل العالم العربي للمختَّصين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع رؤساء العالم العربي، وهناك لقاء مع خادم الحرمين الشريفين وآخرين من زعماء العالم، وعند الصباح ترى سموه متفقداً أحوال مواطنيه ليس كأميرهم ولكن كأحدهم، في خضم عمل ولقاءات وأحداث ومؤتمرات، تراه بعد ذلك بسويعات مع إخوانه في الإمارات، تابعت هذه الأعمال وذلك الأمير الهُمام فجال بخاطري قول الشاعر: وإذا كانت النفوس عظاما.. تعبت في مرادها الأجساد. * ذلك جعلني أتفكر في هذا العطاء لسموه وحرمه "زادهم الله من فضله " مع آخرين لا ترتقي مسؤلياتهم إلى جزء من العشرة من مسؤليته، ممن جعلوا وظائفهم وأعمالهم وأنانيتهم السلبية عذراً مانعاً لهم من تطوير ذاتهم وزيادة تعبدهم ورعاية زوجاتهم وأطفالهم وصلة أرحامهم، أضف إلى ذلك تقصيرهم في حق جارهم ومريضهم وقضاء حوائج محتاجهم، وحائلاً لهم دون المساهمة في تطوير مجتمع أو تزكية علم أو صحة أو مال. * يقول برنارد شو: يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال ولكني لا أؤمن بالظروف؛ فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها فإذا لم يجدوها وضعوها بأنفسهم. * نعم لقد فهم سموه حقيقة الوقت وأن الإنسان ما هو سوى إنجازاته كما قال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى) النجم39 - 41. وتمثل قول شوقي: وليس الخلد مرتبة تلقى.. وتؤخذ من شفاه الجاهلينا ولكن منتهى همم كبار...إذا ذهبت مصادرها بقينا وسر العبقرية حين يسري... فينتظم الصنائع والفنونا وآثار الرجال إذا تناهت... إلى التاريخ خير الحاكمينا وأخذك من فم الدنيا ثناء... وتركك في مسامعها طنينا * فهنيئاً لنا أهل قطر وجزاك الله من قائد.

8508

| 14 مارس 2012

واجهاتنا البشرية و تأهيلها

أحتجت منذ أيام أن أذهب لحاجة الى أحدى مؤسساتنا وكم كنت سعيدة و فخوره عندما وجدت على كاونتر الأستقبال أحد أبنائنا القطريين بلباسه التقليدي الشامخ و بغترته و عقاله و رقي تعامله حيث بادر بالسلام و تقديم الخدمه بكلمات راقيه و سمت جميل و زودني بخريطة تبين الطريق , تعامل جعلني أنسى طول الطريق و أزعاج الصيانة حوله , و فتح مداركي لأرى جماليات المكان من بناء و أجهزه متقدمه و أشخاص بلباسهم المميز و ما نتمتع به من نعمة و ما نعيشه من رخاء في هذا البلد حفظه الله .* و هناك في آخر الممر و على النفيض يقبع أثنتان من فتياتنا خلف الكاونتر أحدهما أكتفت عن الكلمات بما يعلو وجهها من علامات الأقتضاب و العبوس و الأخرى أكتفت بسماعة الهاتف و ما تبثه فيها من ألفاظ غير لائقه عن أن ترد على الزائر الواقف منتظر فراغها.* هذا الموقف ذكرني بموقف مشابه من سنين عندما كنت أخاطب أحدهما و هي متشاغلة عن الرد علي بتقليم أظافرها في كاونتر حيوي مزدحم .* فلك أن تتخيل أيها القاري الأثر الذي يمكن أن تعكسه هذه الواجهه البشريه على الخدمات التي تؤديها مؤسستها مهما كانت جودت خدماتها , أن تصرف كهذا لكفيل بنسف كل خدمة جميلة تعقب هذ ا التعامل .* أن من أهم الأخلاق التي يجب أن يعتني بها الفرد هي الأمانة بمعناها الشامل و ليس حصرها بما يفهمه الكثير بأنها حفظ ما يودع اليه من مال للأخرين , بل هي شاملة للقيام بجميع التكاليف و الألتزامات الأجتماعيه و الأخلاقيه و هي سر الأستقامه للمجتمع و الأقامة لدولة حضارية متقدمه قي شتى نواحي حياتها .* أنها الرضى الذي يصاحب أحدنا عندما يتعامل مع أمثال هؤلاء في البلدان الأخرى بالرغم مع فارق الأمكانيات و الكماليات أنه الواجهات البشريه و مؤهلاتهم و مؤهلاتنا في التعامل مع البشر و عدم الألمام بأهمية الأنطباع الأول و فقد مهارة حسن التواصل و الأستقبال , و لك أن تتخيل ردة الفعل لذلك الزائر خاصة أذا كان مريضاً أو مرافق له أو كبير السن أو أم خلفها بيت و أطفال أو شخص محمل بالهموم و المسؤلييات , أقلها هم الطريق و زحمته و العمل و محاسبته .* أننا كأفراد مسؤولين عن التقييم و التقويم لمثل هؤلاء و النصح و التناصح و لقد كان التجاوب من هم على ذلك الكاونتر طيباً عندما تناصحت معهم و ما ينبغي لهم أن يكونوا عليه حتى أنهم أقروا بحاجتهم ألى دورات تؤهلهم و تعينهم على حسن التعامل مع الجمهور , دورات بها يدركون عظم الأمانة و أجر الأحسان و أهمية الأتقان في العمل , دورات تؤهلهم ليعكسوا عظيم الخدمات و تميزها التي تقدمها مؤوسستهم و بذلك تتناسب فخامة وجمال واجهتناو ابنيتنا العمرانيه مع أمانة و أحسان و رقي من يخدمون.* توصية: الى القائمين على الموارد البشرية لمؤوسساتنا ,أن تأهيل العاملين في هذه الواجهات حاجة ملحه فبأمكان أبتسامة طيبه و كلمة صادقه ووجه طليق أن يمتص وطأة تقصير في خدمتكم أو يرفع جودة مطلوبة منكم.

3211

| 29 فبراير 2012

alsharq
بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...

2403

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
غياب المعرفة المالية عن الطلاب جريمة اقتصادية بحق الأجيال

في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...

2304

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
كبار في قفص الاتهام.. كلمة قطر أربكت المعادلات

في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...

2301

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...

1038

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
غزة.. حين ينهض العلم من بين الأنقاض

في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...

906

| 23 سبتمبر 2025

alsharq
الأمير يكشف للعالم حقيقة الكيان الإسرائيلي

صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....

846

| 24 سبتمبر 2025

alsharq
حضور فاعل للدبلوماسية القطرية

تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...

813

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
1960.. أمّ الانقلابات في تركيا وإرث الوصاية العسكرية

بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...

747

| 22 سبتمبر 2025

alsharq
أهمية وعي المُستثمر بالتشريعات الناظمة للتداول

يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...

729

| 21 سبتمبر 2025

alsharq
خطاب صريح أقوى من السلاح

• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...

699

| 25 سبتمبر 2025

alsharq
الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...

594

| 26 سبتمبر 2025

alsharq
عيسى الفخرو.. خطاط الإجازة

يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...

501

| 21 سبتمبر 2025

أخبار محلية