رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بدء مرحلة تغيير الأنماط الفكرية الرئيسية في تركيا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بدأنا إجراء المزيد من التحليلات بدم بارد. كما بدأنا تجاوز الصدمة التي شهدنا تفاصيلها والحزن لما سقط من شهداء وجرحى. ليس لدينا متسع من الوقت. علينا أن نفعل الكثير من الأشياء في الوقت نفسه. ليلة 15 يوليو الماضي، بدأت في تركيا نقلة نوعية كبيرة تشمل الأنماط الفكرية السائدة، وتحمل في طياتها تحديًا كبيرًا، وتغييرًا جذريًا للنظام. لقد أظهر لنا تلك الليلة، كيف أن بإمكان الشعب أن يكتب مصيره، ومستقبله، ويحقق أمنه، ويحافظ على استقلاله، وحريته حيث قال أفراد الشعب "سننام تحت الدبابات، ونوقفها بأيدينا، ونقفز على متن الطائرات، ونطفئ لهيب الرصاص في صدورنا، لكننا لن نسلم وطننا لأي أحد"، فعلًا قالوا ذلك وفعلوا، لذا نجحوا، هكذا تكون الإستراتيجية السياسة الواقعية لشعب بطل مِقدَام. هل ستغير تركيا محورها؟ شرع أردوغان في الفترة الأخيرة، على توجيه الرسائل التي تشير إلى رغبة تركيا بالابتعاد عن الغرب، والتوجه نحو "خماسية شنغهاي". ومع ذلك، فإن الغرب لم يجعل من أردوغان هدفًا له، لرغبة الأخير في تغيير محوره، بل لأنه يصر على عدم تنفيذ كل ما يطلبه حلف الأطلسي ولأنه يطرح خارطة طريق من أجل تركيا، ولأنه بات يشكل بديلًا ثالثًا في المنطقة. نستطيع القول إن ذلك يشبه مرحلة "الشتاء العربي" التي جاءت لإجهاض مسيرة الشرق الأوسط نحو التحول الديمقراطي وامتلاك الإرادة الحرة، وعليه فإن تركيا باتت تمثل الآن "المعقل الأخير"، وجميع الهجمات التي تجري الآن هي من أجل إسقاط هذا المعقل. إن أردوغان لم يفكر بتغيير المحور الذي تقع فيه تركيا، ولكنه لم يكن قط عبدا يفعل ما يؤمر، هو يتصرف وفق خارطة طريق خاصة ببلده، يعترض من خلالها على ما قد يمس أمنه ومصالحه. وهو الآن يريد خلق توازن بين المحاور، ويرسم إستراتيجية خاصة لتحقيق الأمن ومواجهة الهجمات الخارجية. وهذا ما سيتطرق إليه اجتماع أردوغان مع بوتين. العلاقة مع الولايات المتحدة لا تولوا أهمية لما يقولونه حول "هناك إجراءات يجب اتباعها لإعادة غولن إلى تركيا، يجب تقديم أدلة، ويجب تأسيس لجنة لتقييم ذلك"، فإدارة الولايات المتحدة، واللاعبون الفاعلون فيها وراء هذه المحاولة الانقلابية. هم حاليًا يعانون من صدمة فشل المحاولة، ويحاولون كسب المزيد من الوقت، وحياكة مؤامرات جديدة لا أكثر. فالمجرم المختل غولن، يتم استخدامه من قبلهم ليس فقط في تركيا، بل في أكثر من 160 بلدًا. علاوة على ذلك هم قلقون من إمكانية اعترافه بكل شيء، في حال تم تسليمه إلى تركيا. لذا لن يقوموا بتسليمه أبدًا، ولن يسمحوا له بالانتقال إلى بلدان أخرى أيضًا. لا داعي لأن نكون سذّجًا، فقد ضغطوا حتى على اليونان كي لا تسلم الـ "8 انقلابيين" الذين فروا إليها، وهم أيضًا من مددوا لأولئك فترة المحاكمة شهرًا إضافيًا. ارتكبت الولايات المتحدة خطأ كبيرًا. حيث حاولت القيام بانقلابٍ في بلد قوي وحيوي ويمتلك مكانة جيوسياسية مثل تركيا. لقد قامت بهذا الفعل مع علمها أن مثل هذه المحاولة ستؤدي إلى زعزعة جميع التوازنات، والعلاقات، والنماذج الفكرية. فهي كانت أمام خيارين، إما وضع يدها على إدارة البلاد أو نشر فوضى عارمة تشلُّ بها حركتنا. وقد تكون الولايات المتحدة قد دعمت هذه المحاولة بموافقة من إدارة أوباما أو دون علمها. لا تفسير آخر لما حدث. جميع البيانات والتصريحات الرسمية الأمريكية، ستكون دائمًا تؤكد على عمق الصداقة لكن العمليات التي تجري من تحت الطاولة ستبقى مستمرة. وتركيا تنتظر مثل تلك الهجمات الجديدة. أما أردوغان لن يصدق أبدًا تصريحاتهم وبياناتهم الرسمية التي تحض على "السلم والصداقة". لذا سيجري التحول الأول في العلاقات التركية مع الولايات المتحدة، وستغير تركيا أنماطه الفكرية ووسائل التعامل الخاصة به. تغيير في النظرة تجاه روسيا لقد شن الغرب حروبًا إعلامية شعواء، ركزوا من خلالها على فرضية تقول إن "تركيا تنوي الخروج من حلف الأطلسي، وتتجه نحو الدخول بحلف روسيا / آسيا"، لهذا نفهم الآن سبب وقوف طيارين متغلغلين في الجيش التركي ويتبعون لتنظيم الكيان الموازي/ فتح الله غولن ومحور الناتو (حلف الشمال الأطلسي) بإسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية مع سوريا. عملوا على تدمير العلاقات التركية الروسية، ولم يسعوا لمنع تركيا من الانضمام إلى محور روسيا/ آسيا، بل إغراقها في الفوضى والأزمات تمهيدًا لضربها. وللعلم فإن مسألة الطائرة التركية ستكون من القضايا المطروحة على الطاولة في اجتماع أردوغان وبوتين. تركيا اليوم تناقش أكثر من أي وقت مضى، أهمية عدم التصرف كحليف للولايات المتحدة وأوروبا، وضرورة خلقها توازنًا ضد تلك القوى، وكيفية القيام بذلك. وللحقيقة، فإن تحولًا جذريًا نحو محور روسيا/ آسيا لا يعتبر أمرًا مناسبًا بالنظر إلى وضع تركيا الجيوسياسي والاجتماعي التقليدي، لكن وفي الوقت نفسه، لا يعتبر مبدأ معاداة محور روسيا/ آسيا ووضع كل البيض في سلة الوحش الأطلسي من مبادئ الحكمة السياسية. لذا سيتم التوصل إلى اتفاق مع محو روسيا/ آسيا، من أجل عقد علاقات شراكة اقتصادية قوية، بالتأكيد سيطرأ تغييرٌ كبير على النظرة تجاه العلاقات السياسية والاقتصادية وكذلك العسكري مع هذا المحور. دور دحلان في المحاولة الانقلابية من المعروف الدور النشط الذي يلعبه محمد دحلان ضد تركيا. وبالمناسبة دحلان الذي تدور إشاعات حول دوره في دعم المحاولة الانقلابية الفاشلة يعرف أيضًا أنه يقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة وتربطه علاقة وثيقة بولي عهد أبو ظبي. وقد كتب الصحفي، ديفيد هيرتس، في مقال له بموقع "عين الشرق الأوسط"، أن دحلان كان ممولًا للانقلاب في تركيا ومستشارًا إستراتيجيا له. تركيا اليوم تناقش هذا الموضوع، وفي حال تم إثبات ارتباط هذا الشخص وعلاقته بالمحاولة الانقلابية فيحتمل وقتها أن تواجه إمارة أبو ظبي أزمة دبلوماسية خطيرة. السياسة الداخلية والأيديولوجيات والجماعات بعد محاولة الانقلاب الفاشلة شهدت تركيا تناميا في روح التضامن والوحدة الوطنية والتركيز على القواسم المشتركة بين التيارات الحزبية والأيديولوجية. كأنما الإسلاميون والقوميون واليساريون والليبراليون، والقوميون الأكراد، والعلويون قد استيقظوا فجأة من كابوس رهيب، وقالوا "لولا وجود الوطن لما كان أحد منّا هنا الآن". اتحدوا وتصدوا معًا للدبابات. بدأت في تركيا مرحلة تغيير الأنماط الفكرية، وسنشعر بذلك في كافة المجالات، ولا شك في أن منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ستتأثر أيضًا. وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.

432

| 03 أغسطس 2016

ماذا حدث في تركيا.. من وراء الانقلاب؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يدخل يوم 15 يوليو الجاري التاريخ من أوسع أبوابه، لأنه شهد محاولة انقلاب فاشلة في تركيا، بل لأن الشعب بكافة أطيافه نزل إلى الشوارع وأجهض تلك المحاولة. لم يشهد تاريخنا مثل هذا الحدث، فالناس أوقفت بأيديها الدبابات وصدّت القنابل، لتنقذ البلاد من كارثة كبرى. لم تنقذ بلدنا فحسب، بل المنطقة أيضًا من فوضى عارمة. الانقلاب كان ضد العالم الإسلامي أيضًالو تحولت تركيا، إلى منطقة فوضى كتلك التي تشهدها العراق، وسوريا، ومصر، وليبيا، واليمن، لتلقى العالم الإسلامي ضربة كبيرة أخرى، لأن أكبر اقتصاد وجيش وقوة سياسية في العالم الإسلامي، كانت ستطوى وتصبح مجرد صفحة في كتب التاريخ.لهذا السبب لم تكن محاولة الانقلاب العسكري تلك موجهة فقط ضدّ تركيا، بل كانت تستهدف العالم الإسلامي كله، كانت ضربة كتلك التي وجهت إلى مصر، واليمن، وليبيا. لقد كانت تلك المحاولة الضربة الأخيرة التي تستهدف مشروع تحقيق الاستقرار في العالم الإسلامي، والحمد لله باءت المحاولة بالفشل.هذه العملية لم تنته بعد، فالجهود المبذولة لخلق حالة عدم الاستقرار لا تزال مستمرة. الآن، تبذل جهودٌ حثيثة من أجل خلق أجواء صراع بين السنة والعلويين، وبين الأتراك والأكراد.إنه لمن المثير للاهتمام، أن توقف منظمات إرهابية مثل "داعش" و"بي كا كا" و"جبهة التحرر الشعبي الثورية" اليسارية المتشددة نشاطاتها ضد تركيا خلال فترة المحاولة الانقلابية الفاشلة، وبعد فشل تلك المحاولة عاودت تلك المنظمات شن هجماتها ضد تركيا، إن هذا يعد مؤشرًا هامًا يؤكّد أن تلك المنظمات تدار من المركز نفسه.إن تركيا تبدي مقاومة كبيرة، تركيا شعبًا وحكومة في الشوارع، تستعد بحذر بعد أن قرعت جرس الإنذار، أبناء الشعب يتناوب على حراسة البلد كل ليلة، ويقولون لن نرجع إلى بيوتنا حتى يقول الرئيس أردوغان "تستطيعون العودة إلى بيوتكم بعد الآن".ما الذي يحدث إذا ما سقطت تركيا؟لقد تقسمت العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن بشكل فعلي، فيما تبذل المساعي لتشكيل عشرات الدول الجديدة في المنطقة، كما أن من أبرز أهداف المحاولة الانقلابية الفاشلة هو تقسيم تركيا وفصلها عن مناطقها الشرقية والجنوب الشرقية، في الوقت الذي ينتظر فيه آلاف المسلحين الشيعة وعناصر "داعش" في سوريا والعراق، من أجل مهاجمة تركيا، كانت النية احتلال مناطقنا الشرقية. جميع هذه المخططات كانت ستدرج على جداول الأعمال، وفي خضم حالة الفوضى تلك، كانت ستعلق عضوية تركيا في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، وسيطوى ملف انضمامها لعضوية الاتحاد الأوروبي كبلد مُرَشَّح، وسيتم عزلها وتهميش دورها، كان سيتم التخلي عنها وتركها وحيدة أمام الإرهاب وعواصف الفوضى، انظروا ماذا كانوا ينوون فعله بالاقتصاد الـ17 على مستوى العالم، بهذا البلد الذي يبغ عدد سكانه نحو 78 مليون نسمة، بأقوى دولة في العالم الإسلامي، نعم.. نحن أيضًا مازلنا نعيش على وقع الصدمة.لهذا السبب نقول دائمًا، ما لم نخلق وحدة وتعاونًا مشتركًا فسوف يتم تفتيت دولنا لتصبح في مهب الريح، لم تعد تلك الأفكار تعبر عن "نظرية مؤامرة"، بل إنها مخططات بدأ تنفيذها الآن على أرض الواقع.من وراء الانقلاب؟هل كان من الممكن لمنفذ هذه المحاولة فتح الله غولن، الذي يعاني من مرض الفصام، أن ينجح؟ ليس من الممكن أن تكون الأساليب والإستراتيجية والوسائل الاستخباراتية التي تم اتباعها عن تشكيل هذه المنظمة من بنات أفكار غولن، منذ البداية كانت هذه المنظمة تتلقى دعمًا من المخابرات الأجنبية، وتنفيذ التكتيكات التي تملى عليها، إن هذا العقل المدبر لكل هذا لم يخرج من تركيا أو العالم الإسلامي، حتى حسن الصباح لم يكن يمتلك القدرة على تنفيذ كل هذه المخططات.إن من قاد ودعم هذه المنظمة هو عقل يهودي نجح طيلة آلاف السنين في إخفاء نفسه والبقاء كأقلية، وعقل إنجليزي تمكن من خلق صلات قوية والتحكم بموازين القوى الدولي.لنقل أن كل هذا عبارة عن توقعات ونظريات، لكن علينا بالمقابل أن نذكر بأن زعيم هذه المنظمة يعيش منذ 16 عامًا في الولايات المتحدة، ويدير تلك المنظمة منها، ومنها أيضًا تمكن من افتتاح عدد كبير من المدارس والمؤسسات في أكثر من 200 بلد حول العالم، ليصبح قوة عالمية، لقد أصبح عبارة عن منظمة منضبطة ومميتة ومؤسساتية خطيرة، تعمل بمنهجية عالية.لماذا تقدم الولايات المتحدة دعمها لغولن؟اعترفت العناصر المنتمية لمنظمة غولن، والتي كانت موجودة داخل المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية، بأنها على علاقة بتلك المنظمة وأنهم من الأشخاص الذين ترعرعوا في مؤسساتها. كما أن منفذي محاولة الانقلاب وضعوا فوهات أسلحتهم على رأس رئيس أركان الجيش التركي، خلوصي أقار، وعرضوا عليه التحدث هاتفيًا مع غولن، لكن أقار رفض العرض. لا يساورنا أي شك بأن منفذ هذه المحاولة الانقلابية على الأرض هو فتح الله غولن. وبالمقابل، ماذا كان رد الولايات المتحدة التي تستضيف غولن على أراضيها (في ولاية بنسلفانيا) على طلب أردوغان بضرورة تسليم ذلك الشخص إلى تركيا فورًا؟ كان ردها أن قدموا طلبًا رسميًا من أجل إعادته، وبعد تقديم الطلب هناك إجراءات قانونية لابد من اتباعها، تعقبها إجراءات قضائية.. إلخ، إنهم أرادوا القول إنهم لا يرغبون بإعادته، لكن بطريقة غير مباشرة.عندما أعلن عن بدء محاولة الانقلاب لم يصدر عن العالم الغربي أي إدانة جادة في هذا الإطار، وبدلًا من إدانة الانقلاب كان التصريح الأول للولايات المتحدة هو "نحن نريد الاستقرار"، أي أنها ألمحت أنه على استعداد لأن تقف إلى جانب الفائز، لكن وبعد أن فشل الانقلاب، وجد الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه مجبرًا لأن يقول:"نحن ندعم الحكومة المنتخبة!"، ومجددًا لم يتمكن من القول إنه على استعداد لتسليم غولن إلى تركيا.تركيا تنتظر إجابات من هذه البلدانحسنًا، هل هذه هي الطريقة التي تتصرف بها البلدان المتحالفة معنا؟ هل هذا هو الأسلوب الذي تتصرف فيه البلدان المؤيدة للديمقراطية؟لا، لقد رأينا بأم أعيننا أن أيًا من تلك البلدان ليست صادقة تجاه الديمقراطية، وليست من بين الحلفاء الصادقين.والآن وبعناية فائقة، نترقب ما الذي ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسرائيل وبريطانيا وحلف شمال الأطلسي بفعله، وبعدها سنتخذ قرارات حول مستقبلنا. أمازال العالم الإسلامي لم يستيقظ من كبوته؟

471

| 27 يوليو 2016

لماذا طبعت تركيا علاقاتها مع إسرائيل وروسيا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عانينا خلال الأسبوع الماضي من أحداث مذهلة، فقبل الانتهاء من النقاشات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدأت تحركات جديدة على صعيد السياسات الخارجية التركية فاجأت الجميع. كان من الصعب متابعة كل هذا الزخم من الأحداث والتطورات وفهمها وكتابتها، سيما أنها تزامنت مع أيام شهر رمضان المبارك. كل هذه التطورات الجديدة التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي أجمع، خلقت تأثيرات متوقعة، وفتحت الطريق أمام نقاشات في تركيا والعالم الإسلامي والغرب على حد سواء.عندما نلقي نظرة على النقاشات الحاصلة، يمكننا أن نميز فيها ثلاثة ردود فعل رئيسية.1. أخطأت تركيا باتفاقها مع إسرائيل، فقد خانت بذلك القضية الفلسطينية.2. أصابت تركيا فقد دفعت إسرائيل نحو الرضوخ، وكانت عونًا كبيرًا للقضية الفلسطينية.3. تركيا قامت بما تمليه عليها حاجات واقع الجغرافيا السياسية. لم تهزم، ولم تنتصر، ومع ذلك، فالخطوة كانت مفيدة لقطاع غزة.إن الحساسية التي أبدتها تركيا ومنذ البداية تجاه القضية الفلسطينية معروفة من قبل الجميع. فمن ردود فعلها على إسرائيل، إلى دافوس وأسطول الحرية (ماوي مرمرة). ومنذ ذلك الحين والعلاقات التركية الإسرائيلية تشهد صراعات مباشرة وغير مباشرة. الغرب كله أيد إسرائيلوقف الغرب كله تقريبًا وجميع الدول الكبرى إلى جانب إسرائيل في هذه المعركة. سعت وسائل الإعلام، ومؤسسات التمويل، والدبلوماسية، والاستخبارات، كلها من أجل إيذاء تركيا علنًا أو في الخفاء، إضافة إلى تقديم الدعم لمنظمات إرهابية على رأسها "بي كا كا"، و"داعش"، و"جبهة التحرير الشعبي الثوري"، و"الكيان الموازي" (جماعة فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة)، ذلك الدعم الذي ما زال مستمرًا. لكن، دعوني أسألكم أعزائي القراء: هل وقف العالم الإسلامي كله إلى جانب تركيا في هذه المعركة؟ جوابي أنا كان "لا... لم يقف". بل حتى وسائل الإعلام والتمويل، والشخصيات، ورجال الأعمال الذين تربطهم علاقات صداقة مع إسرائيل في بلادنا، وقفت في مواجهة الحكومة وعملت على إفشالها، هذا فضلًا عن الضغوط التي تعرضت لها تركيا من قبل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، حقًا دفعت تركيا ثمنًا باهظًا.رغم ذلك، لم تتراجع عن الشروط التي وضعتها أثناء الاتفاق مع إسرائيل. وأصرت على مبادئ الاعتذار ودفع تعويضات ورفع الحصار عن غزة، ربما لم تنل كل ما أرادته مائة في المائة، لكن سيذكر التاريخ أن تركيا كانت البلد الوحيد الذي انتزع اعتذارًا وتعويضات من إسرائيل. وقبل التوقيع على الاتفاقية مع إسرائيل، اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل". بعد أن أخذ رضاهم وقّع على الاتفاقية. لن يضمن الاتفاق حصول غزّة على حريتها، ولكن سوف يساهم في تخفيف الأعباء الموجودة في الوضع الراهن، خاصة فيما يتعلق بمشكلة المياه والكهرباء، وبالفعل بدأت على الفور العمل لتحسين القطاعين المذكورين. الاتفاقية لم تكن نصرًا أو هزيمة لم تكن هذه الاتفاقية نصرًا أو هزيمة. بل هي عبارة عن انعكاس مؤلم للواقعية السياسية. هناك حدود لقدرات تركيا. لقد وصلنا الآن إلى تلك الحدود. لقد قاومت تركيا كثيرًا وجابهت العديد من التحديات ولكنها لم تتمكن من تحقيق أكثر من ذلك وحدها. ولو أن العالم الإسلامي وقف بكل قوة خلفها، لكان بإمكانها تقديم ما هو أكثر. وعلى العموم، فالقضية الفلسطينية ليست مشكلة يمكن لتركيا التعامل معها لوحدها، بل هي قضية العالم أجمع.ستواصل تركيا حتمًا العمل من أجل رفع الحصار عن غزة، وستواصل دون أدنى شك العمل من أجل دولة فلسطينية حرة ومستقلة عاصمتها القدس، ومع ذلك، ستسعى للتقليل من أعدائها ومضاعفة عدد أصدقائها. لم تقدم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أي دعم خلال المعركة مع روسياينبغي علينا النظر بنفس الطريقة فيما يتعلق باتفاقية تطبيع العلاقات مع روسيا. لقد أسقطنا المقاتلة الروسية التي انتهكت أجواءنا، ولكن بالمقابل تمكنت روسيا على إثر ذلك من احتلال سوريا، وقتلت في المقابل آلاف المدنيين. لم تبدي الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا الناتو أي اعتراض على تلك التصرفات العدوانية من روسيا. ورغم أنهم حلفاء لنا، فقد فضلوا التعاون مع روسيا، ودعموا منظمة "بي يي دي"، الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، شمالي سوريا.لم تتمكن الولايات المتحدة بإدارتها الفاشلة ولا الاتحاد الأوروبي من خلق تكافئ يواجه المد الروسي، ورغم الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها تركيا لم تتلقى أي دعم من حلفائها، بل على العكس إنشغل أولئك الحلفاء بإبرام تعاونات ضدها، ما جعلها تشهد أوقاتًا عصيبة.ولكل هذه الأسباب، أطلقت تركيا حملة جديدة. للخروج من دائرة القضايا الملحة التي باتت تشكل مصدر ازعاجٍ بالنسبة لها بمناورة عكسية، لذا يجب علينا النظر إلى الاتفاقيات التي جرت مع إسرائيل وروسيا ضمن هذا السياق. لقد فهمنا من التجربة الأخيرة أنه يتحتم على العالم الإسلامي التعاون من أجل خروج دولة كبرى تدافع عن الأخلاق والعدالة والمساواة، لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تضامن حقيقي بين الدول الإسلامية. لذا علينا أن نكون دولًا قوية من خلال بناء اتحادات قوية، وإلا فإن حياة العبودية بانتظارنا.

1585

| 20 يوليو 2016

لماذا يعجز العالم الإسلامي عن لملمة شتات نفسه؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد شهدنا آلامًا خلال شهر رمضان، وعشية وطيلة أيام العيد، تنوء بحملها الجبال، لم تفارقنا الحروب والهجمات الإرهابية وعمليات الاغتيال. وخاصة هجوم المدينة المنورة... أظهر لنا حقيقة هذا الإرهاب الذي وصل إلى مرحلة الإرهاب الأعمى المجنون غير القادر على أن يبصر شيئًا.لماذا لا نستطيع رؤية نوع من لملمة الشتات والوحدة والتعاون والتضامن في العالم الإسلامي، رغم تعرض أكثر البلدات قداسة لتلك التفجيرات وسراية بعض الإشاعات التي تتحدث عن أن الهدف القادم سيكون (لا سمح الله) مدينة مكة المكرمة والكعبة المشرفة.جميعا ندرك أنه من دون تضامن العالم الإسلامي، لا يمكن الخروج من حالة الفوضى التي تعترينا. فلماذا لم يستطع سكان تلك المنطقة من بنجلاديش إلى المغرب، وضع ردة فعل حيال حالة الفوضى والتخبط، لماذا لم نستطع توحيد الجهود للخلاص من تلك الحالة؟. أين الأشخاص الذين يحملون هموم الأوطان؟من الممكن مناقشة هذه المسألة على ضوء مؤثرات السياسة الدولية، كما يمكن مناقشتها في إطار كل فرد على حدة.إن مجموعات الأفراد هم الذين يشكلون دول المنطقة، وأنا على دراية بوجود أفراد يحملون هموم هذه الأوطان، من مثقفين ومفكرين وكتاب وصحفيين وسياسيين، إن أولئك الأفراد يتألمون نتيجة الفوضى والارتباك الذي تعيشه المنطقة.لا شك أن الشعور بالألم إزاء حالة الفوضى والتفكك قيمة ثمينة جدًا، لكنها وحدها لا تكفي، على تلك الشريحة من المثقفين اتخاذ خطوات ملموسة من أجل وضح حد لتلك الحالة التي تؤثر على كافة دول المنطقة.نعم، لا شك أن القضية التي نتحدث بها تهم العلاقة بين الدول. نعم، بحاجة لمزيد من الجهود الدبلوماسية، والمزيد من العمل السياسي، لكننا لم نر حتى الساعة أيضًا أي خطوة جادة على هذا الصعيد. نهم الجهود موجودة لكن دون تحقيق أي نتائج.تخيلوا، إننا أمام عالم إسلامي غير قادر حتى على الاتفاق حول موضوع توحيد يوم العيد، إن الإرادة التي لم تستطع الاتفاق على مسألة من هذا القبيل كيف لها أن تتفق لمواجهة تنظيم مرعب كتنظيم داعش؟نحن بحاجة لمبادرات ومنابر جديدةعلى الشريحة الحاملة لهموم الأوطان زيادة نشاطها ومناقشة الأسباب التي تحول دون تحقيقنا التضامن والوحدة، وتوليد الأفكار، وفتح آفاق جديدة في هذا الصدد.نحن بحاجة ماسة لمنصات دولية جديدة وقنوات اتصال جديدة تعنى بمناقشة مشكلات العالم الإسلامي، لذا يجب علينا اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق ذلك، من أجل جمع الأشخاص الحاملين لهموم الأوطان، والراغبين بوضع حد للحروب والإرهاب، والساعين لتحقيق التضامن والوحدة بين دول العالم الإسلامي، في منصة واحدة، تعنى بطرح أفكار وآفاق جديدة.لن نستطيع إيجاد حلول من خلال فقط إلقاء اللوم على "الدول الغربية التي تتلاعب بمستقبلنا وتعقد اتفاقات سرية ضدنا"، علينا الاعتراف أننا نعاني نحن أيضًا من مشاكل داخلية، مشاكل تراكمت عبر الزمن، ومشاكل في طريقة فهمنا للإسلام. نحن نمتلك داخلنا آليات تساعد على إنتاج مسلحين لصالح تنظيمات إرهابية مثل "داعش" و"بي كا كا".لذا ينبغي علينا التحرك بحكمة وعلم ودراية، ودون رومانسيات عاطفية وحماسة، كما يتعين علينا تحديد مشاكلنا بشكل واضح.وانطلاقًا من ذلك، يتعين على جميع الأفراد المشاركة في هذا المشروع، بعضنا لديه المال، والبعض الآخر يمتلك الأفكار، فيما يمتلك آخرون القدرة على التنظيم، ولا يوجد عوائق تحول دون جمع جميع تلك العناصر تحت سقف واحد.يلزمنا منصة مشتركة، وأرضية مشتركة، ومنظمة جامعة، أنا أتحدث في هذا الصدد عن جهد يجمع الأشخاص الحاملين لهموم الأوطان، ورجال العلم والفكر والمثقفين في أرجاء العالم الإسلامي.أنا شخصيًا مستعد لأن أعمل فرّاشًا في مثل هذا المشروع، فكل ما يهمني هو إرساء دعائم منظمة من هذا القبيل تمتلك القدرة على حل مشاكل العالم الإسلامي.

482

| 13 يوليو 2016

لماذا تصالحت تركيا مع إسرائيل وروسيا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عانينا من أحداث مذهلة طيلة الأسبوع الماضي. حيث تفاجأ الجميع بحملات السياسة الخارجية التركية قبل أن تكون نقاشات "بريكسيت" وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد وضعت أزوارها. نجد أنفسنا مضطرين خلال رمضان المبارك لمتابعة كل هذه التطورات، وفهمها والكتابة في مضامينها! وكما كان متوقعا، فجميع هذه التطورات الجديدة التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي، ولَّدت تأثيرات كبيرة، محركة نقاشات طويلة في تركيا والعالم الإسلامي والغرب. عندما تنظر إلى تلك النقاشات، يمكننا أن نميز ثلاثة ردود فعل.1. أخطأت تركيا، إن عقدها اتفاقية مع إسرائيل يعد بمثابة خيانة للقضية الفلسطينية.2. أصابت تركيا التي أرضخت إسرائيل، واعتبارًا من الآن ستقدم عونًا أكبر للقضية الفلسطينية.3. تركيا فعلت ما تمليه عليها حاجة الجغرافيا السياسية. لم تهزم ولم تنتصر وخطوتها ستنعكس بشكل إيجابي على قطاع غزة.إن الحساسية التي أبدتها تركيا منذ البداية تجاه القضية الفلسطينية معروفة للجميع. فحادثة دافوس (معروفة إعلاميًا بحادثة وان وينيت) وسفينة "ماوي مرمرة" (إحدى سفن أسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة) توجت لمرحلة سبقتها ردود أفعال قوية ضد إسرائيل، ومنذ ذلك الحين تشهد العلاقات الإسرائيلية التركية، بشكل مباشر أو غير مباشر، حربًا مستعرة.الغرب منح كل تأييده لإسرائيلجميع الدول الغربية تقريبًا وجميع الدول الكبرى اتخذت مواقف لصالح إسرائيل في هذه المعركة. شنت حملات في سائل الإعلام، والتمويل، والدبلوماسية، والاستخبارات بشكل مخفي أو علني لإيذاء تركيا. كل هذا إلى جانب الدعم الذي وفرته تلك الأطراف لمنظمات إرهابية مثل "بي كا كا"، و"داعش"، و"جبهة التحرر الشعبي الثوري (يسارية متطرفة)"، و"الكيان الموازي"، لقد شهدت تركيا أوقاتًا صعبة للغاية، ولا تزال. حسنًا، لدى سؤالٌ أطرحه على القراء الأعزاء من خلال هذا العمود، السؤال: هل وقفت جميع دول العالم الإسلامي وراء تركيا في هذه المعركة؟ جوابي أنا هو: "لا لم يقف". بل حتى أن الكثير من وسائل الإعلام ومراكز التمويل، وشخصيات من عالم الأعمال، الصديقة لإسرائيل، وجّهت انتقاداتٍ لاذعة للحكومة التركية وطالبتها بتغيير مواقفها. تم الضغط على الحكومة التركية، وبشكل علني، من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، ودفعوها لدفع ثمن باهظ. ورغم ما سبق، لم تتراجع الحكومة التركية عن شروطها المتعلقة بالاتفاق الذي سيتم مع إسرائيل. لقد أصرت على شروطها في الاعتذار والتعويض ورفع الحصار عن قطاع غزّة لفترة طويلة. ربما لم تحصل على ما أرادت مائة في المائة، لكن التاريخ سجل لها أنها الدولة الوحيدة في العالم، التي حصلت على اعتذار وتعويضات من إسرائيل. قبل التوقيع على الاتفاق مع إسرائيل، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل، وتبادل معهما وجهات النظر حول الاتفاق، الذي لن يؤدي إلى جعل غزّة منطقة حرَّة، لكنه سيساهم في تحسين الظروف الراهنة قليلًا. خاصة أن الأوضاع المتعلقة بالكهرباء ومياه الشرب، وصلت إلى مراحل لا تطاق. وقد بدأت على الفور مجموعة أعمال للتقليل من حجم المعاناة. الاتفاق ليس هزيمة أو انتصاراإن هذا الاتفاق ليس هزيمة أو انتصارا. بل هو عبارة عن انعكاس مؤلم لحقيقة السياسة الواقعية، فقوة تركيا أيضًا لها حدود، ويبدو أننا وصلنا الآن إلى ذلك الحد. قاومت تركيا كثيرًا وخاضت العديد من التحديات، ولكنها لم تتمكن أن تحقق لوحدها إلا ما حققته. لو أن العالم الإسلامي وقف خلف تركيا بكل قوته، لكانت صمدت أطول وبذلت أكثر. ومع ذلك، فإن القضية الفلسطينية ليست مشكلة يمكن لتركيا وحدها أن تقوم بحلها، بل هي قضية تهم العالم أجمع. ستواصل تركيا العمل من أجل رفع الحصار عن غزة. وستواصل العمل من أجل قدس ودولة فلسطينية حرة ومستقلة. وليس لأحد أن يشك في ذلك، لكن ستسعى في الوقت نفسه من أجل تقليل عدد أعدائها ومضاعفة أصدقائها. تخلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تركيا في معركتها مع روسيا.علينا أن نفكر بنفس الأسلوب حيال مسألة تطبيع العلاقات مع روسيا. صحيح أننا أسقطنا طائرة حربية روسية انتهكت مجالنا الجوي، لكن وفي المقابل، روسيا احتلت سوريا وقتلت آلاف المدنيين. لم تعترض لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا الناتو على تلك المواقف العدوانية الصادرة عن روسيا. ورغم أنهم في عداد حلفائنا، تعاونوا مع روسيا، وقاموا بتسليم الشمال السوري لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، ذراع منظمة "بي كا كا" الإرهابية في سوريا. لم يتمكن الاتحاد الأوروبي الآيل للسقوط والإدارة الفاشلة في الولايات المتحدة، من وقف روسيا أو ثنيها، انتظرت تركيا دعم حلفائها رغم الخسائر الاقتصادية الضخمة التي منيت بها، لكن لا حياة لمن تنادي، بل وعلى العكس لم تلق منهم سوى المكائد. وبالنتيجة فهي شهدت أوقاتًا صعبة على هذا الصعيد أيضًا.لكل تلك الأسباب، أطلقت تركيا حملة سياسية جديدة. حملة تتضمن مناورة سياسية تهدف للتخلص من القضايا التي باتت تؤرقها والخروج من تلك الدائرة التي بدأت تضيق عليها، لذا علينا النظر إلى الاتفاق مع إسرائيل وروسيا في هذا السياق.هل من الممكن عقد اتفاقيات مماثلة مع مصر وسوريا؟من الممكن مستقبلًا اتخاذ خطوات في موضوع مصر وسوريا، كنت كتبت في وقت سابق، أن من الممكن بناء علاقات طبيعية مع مصر، في حال تم الإفراج عن مرسي وإجراء انتخابات في مصر. وعلى صعيد الملف السوري، من الممكن التوصل إلى اتفاق مع روسيا وإيران، لضمان الدخول بفترة انتقالية من دون الأسد، سنرى ذلك مع مرور الوقت. ولكن تركيا تسعى في هذه الفترة إلى معالجة المواضيع التي تتسبب بضررٍ كبيرٍ في المنطقة. نحن فهمنا التالي، ليس من الممكن تحقيق الأخلاق والعدالة والمساواة، دون وجود دولة كبرى راعية لذلك. ومن غير الممكن أيضًا أن تصل دولة إسلامية إلى مصاف الدول الكبرى في العالم من دون وحدة الدول الإسلامية ودعمها. لذا علينا أن نشكل وحدة قوية، وأن ندعم نهوض دول قويَّة، وإلا فإن حياة ضنك وبؤس بانتظارنا على فتات موائد القوى الكبرى.

689

| 06 يوليو 2016

كيف ستؤثر "بريكسيت" على العالم الإسلامي؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يشأ الشعب الإنكليزي مغادرة الاتحاد الأوروبي، ما جعل منها (المغادرة) حدثًا وتطورًا صادمًا للجميع. في الواقع، لم يكن لأحد أن يتوقع حدوث ذلك، ما تسبب بنوع من الذعر في عالمي السياسة والأعمال. وخسر عالم التمويل العالمي نحو 2.1 تريليون دولار. بدأ تأثير الدومينوبدأ زعماء المعارضة السياسية في كل من إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، والنمسا، إطلاق تصريحات تطالب بإجراء استفتاء للخروج من الاتحاد الأوروبي. وجه رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، نداءً عاجلًا للمملكة المتحدة، يحثها على البدء بإجراءات الخروج من الاتحاد فورًا، بسبب تزايد الأضرار والتوتر الناتج عن حالة الغموض.هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها الاتحاد الأوروبي أحد أعضائه، لذا فمن المتوقع أن تؤثر تلك الصدمة على الاتحاد وأن يبدأ تأثير الدومينو، والدخول في مرحلة تفتت الاتحاد. معظم المتابعين لشؤون الاتحاد الأوروبي يتوقعون أن تسير الأمور في هذا السياق، ولا ندري إن كان من الممكن تغيير ذلك القدر عبر تدابير يتخذها قادة أوروبا. كيف سيتأثر العالم الإسلامي؟تفتت الاتحاد، يعني الفوضى في أوروبا. ليس فقط في أوروبا، بل إن العالم سيعيش تحت وطأة تأثير مضاعفات تلك الصدمة، ويمكننا أن نتوقع إعادة إنشاء توازنات جديدة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حول العالم. سوف تلجأ المملكة المتحدة نحو تغيير التوازنات السياسية والاقتصادية من أجل حماية مصالحها الخاصة.سنقف قليلًا عند القضية التي تهمنا، وهي كيفية تأثير هذا الحدث على العالم الإسلامي. وفي هذا السياق نستطيع طرح بعض الافتراضات، وإن كان الحدث لا يزال جديدًا. كيف لهذا الحدث أن يؤثر هذا الجرح النازف من العالم الإسلامي؟ التوقعات هنا مبنية على احتمالات أن تركز المملكة المتحدة جهودها للحفاظ على مصالحها ووضعها في المقدمة، وخلق بيئة تنافسية، ورغبة الاتحاد الأوروبي بمعاقبة المملكة المتحدة.لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في الملف السوري، سيما أن الدول الأوروبية ليست هي الفاعل الأساسي في القضية السورية. ونستطيع القول بزيادة التأثير الأميركي الروسي في هذا الإطار.وفي ملف اليمن والعراق، لا تعتبر أوروبا من اللاعبين الفاعلين في هذين الملفين، وبنفس الطريقة نستطيع القول أن الولايات المتحدة وروسيا، تمتلكان الكلمة الفصل في هذين الملفين. تعاظمت قوة روسيا وتعاظمت المشاكل الناتج عنها من المتوقع حدوث تحسن ما في المناطق التي تلعب فيها أوروبا دورًا أكثر فاعلية، مثل مصر، وليبيا، والجزائر، سيما مع تصاعد حدة التنافس بين فرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا. إنني صراحة متخوف من انهيار قدرة الدول الأوروبية على الوقوف في وجه روسيا، خاصة وأننا نشهد اليوم مرحلة تفكك لذلك الاتحاد، الذي أراد يومًا الإطاحة بروسيا من خلال العقوبات. تعيش روسيا في هذه الأيام أجواء احتفالية، على خلفية التطورات السياسية الأخيرة، فأوروبا لن تشكل بعد اليوم عائقًا أمامها في أوكرانيا والقرم والبحر الأسود والشرق الأوسط. ماذا تعتقد تركيا؟استقبلت تركيا التطورات الأخيرة بحذر شديد، سيما وأن المعسكر الذي دعم فكرة الانفصال عن الاتحاد في المملكة المتحدة، أظهر تركيا في حملته بمثابة عنصر تهديد على الاتحاد، ورفعت شعار "دخول تركيا الاتحاد الأوروبي يعني الاستيلاء عليه من قبلها". قالوها بكل وضوح وصراحة. في الواقع، إن العداء لتركيا ما هو إلا وجه آخر من أوجه معاداة الإسلام والمسلمين. إن انتصار السياسيين البريطانيين ذوي الميول الفاشية، منح الأمل لنظرائهم الأوروبيين، لتبدأ رياح الإسلاموفوبيا تهب في ميادين أوروبا بقوة أكبر. أما تركيا فتشعر بالقلق إزاء هذا الوضع.على العالم العالم الإسلامي جمْع قواهانفردت الولايات المتحدة وروسيا بالعالم. هذا الوضع لا يعتبرُ وضعًا صحيًا بالنسبة للعالم، فالتنافس والصراع على المصالح في أوروبا أدى إلى حربين عالميتين.ليس من المستبعد اندلاع حرب عالمية ثالثة. وفي مثل هذه الحالة، تأكدوا أن العالم الإسلامي سيكون في قلب تلك المعاناة، لأن تلك الدول ستُجري حربا بالوكالة على أراضينا، لذا كان لزامًا علينا أن نجمع قوانا وأن نسعى لإقامة نظام جديد... إن هذه المسألة باتت تشكل حاجة ملحة جدًا بالنسبة لنا.

427

| 29 يونيو 2016

يوم رمضاني على وقع القصف في حلب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القصف الذي ينهمر على حلب من السماء، يحرق جهات المدينة الأربع. تلك النار المنهمرة تشبه تمامًا تلك النار التي أحرقت غزة، فالقنابل الفسفورية أحرقت أطفال حلب. يعتقد الجميع أن ذلك قد يحدث في الخرافات، والقصص القديمة المخيفة، أو في عالم الأساطير. ولكن، نعم في حلب يوجد وحوش يصدر من فمها النار.نعم، حقًا سماء حلب تمطر نارًا. هنالك تنانين بسبعة رؤوس، لكن من الفولاذ، هنالك وحوش تأكل البشر، حقًا إن ذلك في حلب.إن ذلك المكان، ليس مكانًا من الممكن أن يعيش فيه طفل، فـ"العنقودية" هي اسم قنبلة مشهورة تهطل على حلب. و"الفوسفور" هو اسم قنابل تحرق سكان حلب لتحولهم إلى رماد، فالأطفال الذين لا يموتون بتلك القنابل لا شك أنهم يموتون من الخوف. الجميع جالس يتفرج على قصة تلك المدينة، كما لو أنه يتفرج على قصص وحكايا "أوليمبوس"، وإله النار "هيفيستوس" الذي يصب النار كالمطر عندما يغضب.لكن حلب مدينة حقيقية، النار التي تهطل فيها حقيقية، الأجساد التي تحترق حقيقية، والموت فيها حقيقي أيضًا... واسم "الإله" الذي يمطرها بالنار مختلف، لكن ناره حقيقية. عندما تنهمر النار على حلب، أقصد عندما تنهمر النار حقًّا على حلب، تحترق جميع الكلمات التي قالها البشر، وتصبح رمادًا. لم تعد البشرية والإنسانية تمتلك أيًا من المفردات لتشرح عن قلب طفل قد انفجر من الخوف، أو جسد أبٍ قد احترق بفعل القنابل. ونحن المتفرجين على النار التي تهطل على حلب، سنعيش هذا العار في كل يومٍ نبقى فيه على قيد الحياة. في يوم من الأيام، سندفع جميعًا حسابًا وخيمًا، لوقوفنا موقف المتفرج مما يحدث في حلب. أطفال حلب، شأنهم شأن أطفال غزّة، فرحوا بتلك النار، ظنًا منهم أنها ألعاب نارية، لكن تلك النار أحرقت أجسادهم الغضّة التي حولها الفوسفور إلى رماد. لقد مات الأطفال في ريف حلب، وهم يلعبون، تمامًا كما مات أطفال غزّة وهم يلعبون بالطائرات الورقية على سواحل مدينتهم. في الواقع، كانت الطريقة واحدة التي أدت لموت أولئك الأطفال، كان أولئك الأبرياء مثل الملائكة. ماتوا تاركين العار للإنسانية، إن بقي بين البشر من يشعر بالخجل. ... / ...عندما ينهمر النار من السماء على حلب، والعالم يراقب ذلك، والإنسانية تحترق متحولة إلى رماد، يشتهي المرء أن يرفع يديه إلى السماء داعيًا من أجل بدء "يوم القيامة".لو يبدأ يوم القيامة، لينتهي هذا الظلم، ومعاناة المظلومين.ما حال هذا العالم الذي نعيش فيه، حقًا بتنا نريد بدء يوم القيامة. ما حجم هذا العار؟ بتنا غير قادرين على إيجاد كلمات تروي معاناة تلك الأجساد التي احترقت وهي صائمة في رمضان. لم نعد نقوى على رؤية تلك النكبة وهذا الظلم، إن يأسنا هذا بات يصور لنا الحياة على أنها عبارة عن ذل واضطهاد. كل ما نقوله بات فارغًا، وكل ما نقوم به بات فارغًا، إن ما يحدث ليست حكايات خرافية، بل إنها حقيقة تحدث بالقرب منّا ...حلب مدينة حقيقية، والنار حقيقية، والأجساد المحترقة حقيقية، والموت حقيقي ...... / ...عندما تهطل النار على حلب في يوم رمضاني، تحترق في ذلك اليوم كل الكلمات والعبارات. اليوم الذي تتصاعد فيه صرخات النجدة إلى السماء، ولا تجد من يمد لها يد العون، هو اليوم الذي يحترق فيه الضمير والرحمة والعدل.عندما يقوم مسلم بقتل مسلم آخر في يوم رمضاني، يفترض أن يكون يوم صوم ورحمة؛ وقتئذ ينبغي علينا أن نشك في دين ذلك الشخص إيمانه ومعتقده. ... / ...عندما رآى الناس حلب، تضرعوا لكي يبدأ يوم القيامة، فهطول هذا الكم من النار على حلب كان مروعًا أكثر بالنسبة لهم. عندما رأى الناس ذلك الظلم الذي يقع على تلك المدينة، تمنوا لو تقوم الساعة، لكي يمثل الظالم والمظلوم أمام ميزان لا يظلم أمامه أحد. في هذا العالم اللا أخلاقي، لا نرى أحدًا يقوم بمحاسبة مجرم يمطر حمم النار على أجساد الأطفال.لا أحد يرأف ببكاء الأطفال والمظلومين. لا أحد يقدر على أن يقول "قف" لذلك الظلم. ما هو هذا العالم الذي نعيش فيه، حقًا بتنا نريد مجيء الساعة.

310

| 15 يونيو 2016

حللت أهلًا يا رمضان

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لكم اشتقنا إليه، بطريقة أو بأخرى شهر رمضان، يبعث رمضان الطمأنينة والسلام في نفسنا، وذاكرتنا. السلام، والصفاء، والعطف، والمحبة، والعبادة، والصداقة، والتعاون... يأتي رمضان مع كل هذه الكلمات الجميلة. يجلبها كلها معًا إلى الأذهان. تأتي كلمات مثل الأذان ومائدة الإفطار وصلاة التراويح والسحور على رأس الكلمات في قاموس رمضان. كما أن نمط حياتنا يتغير في هذا الشهر الفضيل، حيث السهر من أجل التعبد، والجوع، والعطش، وختم القرآن، وأمور رمضانية أخرى نعيشها في كل يوم طيلة الشهر. رمضان في طفولتنا، وأطعمة الأمهات، وقدوم الآباء من صلاة التراويح، والسهر حتى السحور، والقصص والذكريات الحزينة... كل تلك الأشياء رافقت ذاكرتنا طوال العمر. ما أجملها تلك المائدة التي تجمع جميع أفراد العائلة، تلك الحركات السريعة لإعداد مائدة الإفطار، وانتظار أذان المغرب من أجل بدء الإفطار...لقد اشتقنا لرمضان، بل اشتقنا له كثيرًا. ما بال هذه الحياة التي نعيشها اليوم، وما بال هذا العصر الذي نشهد تحولاته، إن جميع هذه الكلمات والذكريات واللحظات الجميلة، باتت غير قادرة على أن تلغي مشاعر الحزن التي نعيش كل تفاصيلها لحظة بلحظة. كم شهر رمضان مرَّ، ولم تخمد معاناتنا في العالم الإسلامي. كم عيدا مرّ ولم تتوقف الأحداث الدامية في العالم الإسلامي.أعتقد أن الشيء نفسه سيتكرر مرة أخرى. سيفطر المسلمون في سوريا على الدم والدموع.كذلك العراق، واليمن، والصومال، والسودان، لن يتمكن رمضان من إيقاف النزاعات، والحروب، والموت في تلك البلدان.ما هذه الحياة التي نعيش آلامها، وما هي هذه المأساة التي نقف على أعتاب فصولها. إن ما نشهده اليوم يدفع الإنسان للتفكير فيما إذا شهدت الحقب التاريخية المتعاقبة أحداثًا مؤلمة لهذه الدرجة كالتي نشهدها اليوم. بالتأكيد طبعًا. لكن أن نشهد على تلك الأحداث بأم أعيننا وأن نعيش تفاصيلها لا شك أن ذلك يبعث في النفس ألمًا من نوع مختلف. إن ذلك الألم يقوض المشاعر الإنسانية. تنسف أساسات حضارة مترامية الأطراف، وأمة عتيدة، وشعوب عريقة، أمام أعينكم.لعل المشاهدة، وعدم القدرة على تغيير ما يجري، يزيد من الألم ووطأته.إن الشعور بالعجز يحمل معه آثارًا تدميرية أكبر في النفس البشرية، ولهذا السبب، يحذرنا الله من الاستسلام لهذه المشاعر، ويقول لنا وجل من قائل في الآية 40 من سورة التوبة (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا). ذلك أن لكل إنسان بابا يلجأ إليه، ومكانا تلبى فيه طلباته، لذا فإن الإيمان بـالله، وسماته الرحمانية، وقوته، وقدرته، تبعث الارتياح في الأفئدة. الحمد لله، فإن لنا بابًا نذهب إليه وقت الكرب، والضيق، والعجز، والشعور بالحاجة.وأعتقد أن شهر رمضان هو ذلك الباب المفتوح على مصراعيه للجميع، المفتوح لأكف الضراعة، والقلوب الخاشعة، والوجوه المؤمنة، ذات الأفئدة النقية. فلنتضرع دون قنوط من رحمة الله، لأننا لا نملك بابا غير بابه، ولا ملاذًا غيره، ولا عطفًا ولا رحمةً غير عطفه ورحمته. بقلب كله أمل بأن تنتهي آلام هذه الأمة، وهذا العالم الإسلامي، أقول "حللت أهلًا يا رمضان".

1311

| 08 يونيو 2016

ما لم يفهمه الغرب.. كيف يعمل النظام البيئي للإرهاب؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعمل النظام البيئي الخاص بالإرهاب كنظيره الموجود في الطبيعة.فإذا تبخرت إحدى البحيرات هنا، تهطل كمطر على مكان آخر. وإذا هطلت الأمطار بكثافة هنا، تحولت إلى فيضانات وسيول على الجانب الآخر. إن مشكلة فهم هذا النظام على علاقة وثيقة بجينات الحداثة. فالغرب طالما تسبب بعطب الكلى لمّا أراد معالجة العيون.كل ذلك ناتج عن عدم فهمهم لآلية النظام البيئي للجسم. شجرة الزقوم التي زرعت في الشرق الأوسطإن القنابل التي زرعتها فرنسا في الجزائر وإفريقيا وسوريا، ستنمو بطبيعة الحال في باريس، لتلقي بثمارها هناك.تمامًا كما سقت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان، حتى نمت أغصان شجرة الزقوم تلك وقضت مضجع واشنطن ونيويورك معًا، في 11 سبتمبر.أمّا بلجيكا فلم تقم حتى الآن بإزالة خطيئة رواندا، فهي الآن غير مدركة لحجم منظمة "بي كا كا" الإرهابية التي نمت كالنبتة في أحضانها، سيأتي يوم ينقلب السحر فيه على الساحر. فازت أوروبا بكراهية جزء لا يمكن تجاهله سكان جميع البلدان التي احتلتها واستعمرتها. جزءٌ كبيرٌ من هؤلاء، هاجروا برفقة كراهيتهم إلى أوروبا، وعند أي أزمة نرى أن رياح تلك الكراهية القادمة من الشرق الأوسط وإفريقيا تهب في ضواحي باريس وشوارع لندن الخلفية، إلا أن أوروبا في واقع الأمر، لا تريد أن تفهم بأن سبب تلك العواصف يكمن في عدم قدرتها على فهم النظام البيئي للمنطقة، الذي أدى إلى تبخر البحر الميت، وانحسار الفرات ودجلة.الإرهاب يعيش ويتمدد ويقوى بفضل النظام البيئي الخاص به، وأوروبا الفاشلة، التي تقوم بتغذية منظمة "بي كا كا" الإرهابية في إطار محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تعلم أن كليهما عبارة عن حيوانين مفترسان، أحدهم ضبع والثاني ذئب جائع، وإن تغذية أحد أطراف الإرهاب سيشد من عزيمة الآخر، فتكون بذلك قد منحت السلاح للأول والغضب والحاضنة الشعبية للثاني. إن منطق الغرب يعمل وفق عملية حسابية بسيطة: هي "قدم الدعم للمنظمة الإرهابية سرًا، لإضعاف الدول الصاعدة وتقويضها". إن المنظمات الإرهابية لا يمكن قطعًا ترويضها، هي مثل الضباع. تجدها.. تطعمها.. تعتني بها.. لكن لا يمكنك أبدًا أن تضمن أنها لن تهجم عليك لتفترسك. تمامًا كما كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، وما حدث يوم 11 سبتمبر. الذي يريد أن يلعب بالإرهاب لا بد أن يتحمل خربشاته. كيف تمر المنظمات الإرهابية بمرحلة تغيير الأقنعة؟ لن يستطيعوا توقع المدى الذي من الممكن أن تمتد إليه جذور جميع المنظمات الإرهابية التي أرسلوها إلى الدول الإسلامية. إن منظمات إرهابية من قبيل "بي كا كا" و "جبهة - حزب التحرر الشعبي الثوري"، و "الكيان الموازي"، التي تنال دعم الغرب، قد تجذرت فيه، وستقوم يومًا ما كغيرها من المنظمات الإرهابية بإحداث طفرة، وضرب أوروبا والولايات المتحدة. نعم، إن المنظمات الإرهابية شأنها شأن الميكروبات، تقوم بإحداث طفرة وتحقق التطور لكي تتعايش مع الطبيعة وتبقى على قيد الحياة. فلننظر إلى تنظيم القاعدة، لقد أنفقت الولايات المتحدة الكثير قبل أن يحدث طفرة ويتطور، وكذلك بوكو حرام، والشباب، والنصرة، وفي نهاية المطاف بدأنا نشهد صعود نجم "داعش". كيف يعمل النظام البيئي للإرهاب؟يعمل النظام البيئي للإرهاب على النحو التالي. تقوم الأشجار بعملية الإلقاح لضمان استمراريتها، كما أن النباتات تتكاثر بالبذار وعن طريق التطعيم يظهر جيل جديد من النباتات الهجينة، وهكذا يتطور الإرهاب. أوروبا لم تفهم ذلك. لا تزال تتخذ التدابير العسكرية، والإجراءات الأمنية. وطالما تعالج هذه المشكلة على هذا النحو، فلن تنتهي مشكلة الإرهاب.

499

| 01 يونيو 2016

كيف سيكون العهد الجديد في تركيا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت تركيا تغييرًا في الحكومة. لم يكن مخاضًا عسيرًا كما توقعه البعض. وربما تحقق بهدوء وسهولة لم يشهدهما التاريخ السياسي التركي سابقًا. استقال أحمد داود أوغلو من رئاستي الوزراء وحزب العدالة والتنمية، لينتخب وزير المواصلات بن علي يلدريم، عوضًا عنه.ورغم أن تغير الزعيم في الأحزاب الأخرى يكون عسيرًا جدًّا وصاخبًا، إلا أن وجود رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، هو السبب الوحيد في عدم حصول مثل هذه الأحداث في حزب العدالة والتنمية. يمتلك أردوغان قوة ورصيدًا لدى "العدالة والتنمية" والشعب التركي، لم يكتُبا لغيره من القادة، ولهذا لم يضطرب الاقتصاد، ولم يثر جدل، أو تنشب أزمة في البلاد. تغيرت قيادة حزب العدالة والتنمية تغيرًا جذريًّا في ظل رئاسة بن علي يلدريم، وتشكلت حكومة جديدة. وكما هو معروف، فإن صداقة قديمة جدًّا تربط بين يلدريم وأردوغان، ويتمتعان بانسجام كبير فيما بينهما. ولذلك نلاحظ انعكاس هذا الانسجام على الأسماء، التي اختيرت أثناء تشكيل قيادة حزب العدالة والتنمية والحكومة الجديدتين. كيف ستكون رئاسة بن علي يلدريم للحكومة؟ أنجز بن علي يلدريم، وهو في الأصل مهندس، مشاريع ضخمة في تركيا، أثناء شغله حقيبة وزارة المواصلات. وتُعتبر المشاريع الكبيرة كالجسر المعلق الثالث على مضيق البوسفور، ونفق مرمراي، الذي يربط بين قارتي آسيا وأوروبا في إسطنبول، وأطول جسر معلق، وأكبر مطار في العالم، مجرد جزء من أعماله. يجري إنجاز هذه المشاريع الكبيرة بفضل الإرادة السياسية لأردوغان، والعمل التنفيذي في الوزارة لبن علي يلدريم. ولهذا فإننا ننتظر من الأخير، خلال رئاسته للوزراء، مشاريع تقنية على نحو أكثر، وإنجازات في مجالي الإسكان والمواصلات. ويمكننا القول إن النمو الاقتصادي لتركيا سيستمر من خلال قطاعات البناء والبنية التحتية والإنتاج الصناعي. هل سيتغير وضع أردوغان؟ في الواقع، تبدو تركيا أنها انتقلت إلى النظام الرئاسي فعليًّا. كان أردوغان يقول منذ البداية إن النظام وصل طريقًا مسدودًا في تركيا، لا يمكن تجاوزه إلا بالنظام الرئاسي. والآن سنرى التطبيق العملي لذلك. وأتوقع أن تتجه رئاسة الحكومة نحو المجال التنفيذي والتقني، والسياسة الداخلية بشكل أكبر، بينما تضطلع رئاسة الجمهورية بقضايا السياسة والدبلوماسية والاقتصاد العام. سنرى أردوغان ينشط في السياسة الدولية بشكل أكبر، وسيخصص جزءًا أوفر من جهده للأزمة السورية، وأزمة اللاجئين والقضايا العالقة مع أوروبا، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والشرق الأوسط. تطورات على الصعيد الاقتصادي والسياسة الخارجية يبدو هناك ركود في الاقتصاد التركي، ويمكننا القول إنه ناجم عن بعض الاحتقانات في السياسة الداخلية، وتقاعس كبار الموظفين، والأزمة مع روسيا والملف السوري. ستنتهي الآن الاحتقانات الداخلية. ومن المنتظر أن يشهد الاقتصاد تسارعًا وتحسنًا. ويمكننا القول إن العلاقات التجارية مع الشرق الأوسط وإفريقيا ستتنامى، على حساب السوق الروسي المغلق في الأصل. وأعتقد أيضًا أن التوتر القائم مع إسرائيل ومصر والعراق وإيران سيزول على المدى القريب، حيث بدأ التقارب مع إيران. ويمكن للمياه أن تعود إلى مجاريها إذا نفذت إسرائيل مطالب تركيا. وفي حال إخلاء سبيل مرسي، يمكن تحقيق المصالحة مع مصر، وهو ما تعوّل السعودية عليه كثيرًا. كل ما سبق تطورات مهمة من أجل حل الأزمة السورية. وفي حال حلها، ستجد مشكلة الإرهاب في تركيا طريقها إلى الحل. وهذا ما سيمهد السبيل أمام تحقيق تركيا قفزات نوعية على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي. وعليه فإنني متفائل بالعهد الجديد.

347

| 25 مايو 2016

هل ترسل تركيا المهاجرين إلى أوروبا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد بات تدفق المهاجرين التي بدأت مع اندلاع الأزمة السورية، يشكل مشكلة بالنسبة لأوروبا أيضًا، ولذلك، بات هذا الموضوع يلقي بظلاله على العالم بأسره. وعليه فإن العلاقات المتبادلة بين تركيا وأوروبا، شهدت تصاعدًا وانخفاضًا للتوتر على خلفية تلك الأزمة. ما هي أزمة المهاجرين في تركيا؟دأبت تركيا ومنذ البداية، بالقول للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يلي: "دعونا نحل المشاكل الأساسية التي تجعل الناس يجبرون على الهجرة واللجوء، وهذا يعني وضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها كل من سوريا، والعراق، وأفغانستان، تلك البلدان التي تعد بمثابة بلدان منتجة للاجئين". دعنا نقل إن الأزمة في أفغانستان باتت تشكل "أزمة مزمنة" عصية على الحل. إلا أن المشكلة في سوريا والعراق هي مشكلة مترابطة، شددت تركيا في كل مناسبة على ضرورة إيجاد حل لها. ومع ذلك، فإن أحدًا لم يقف إلى جانب إيجاد حل جذري لأصل المشكلة. لم يركز الاتحاد الأوروبي اهتمامه إلا على وضع حد لتدفق المهاجرين على الجزر اليونانية في بحر إيجه، علمًا أن قسمًا لا بأس به من المهاجرين، كانوا يعبرون باتجاه إيطاليا ومالطا وغيرها، عن طريق البحر المتوسط.لذلك، فإن نموذج الاتحاد الأوروبي لحل مشكلة المهاجرين (اللاجئين) أدى في الواقع إلى تعميق المشكلة، ورغم ذلك، لم يتخلى الاتحاد عن نموذجه. أما الآن فقد بات خائفًا من التدخل في سوريا، عقب دخول روسيا في المعادلة. ورغم ما سبق، أجرت تركيا التعديلات التي طلبها الاتحاد الأوروبي، فيما قدم الاتحاد لتركيا بعض الوعود، كمنحها مبلغا وقدره 6 ملايين يورو لدعم اللاجئين، إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول دول الاتحاد، لكن المشكلة لا تزال بعد دون حل، فلماذا؟ الاتحاد الأوروبي يظهر صعوبة في إنتاج حلول سياسية وإرادة واقعيةالاتحاد الأوروبي بات غير قادر على إيجاد حلول للمشاكل، سيما أنه عجز عن إنتاج سياسات داخلية مشتركة، فالمملكة المتحدة وهولندا تعرضان بقاءهما ضمن الاتحاد من عدمه لاستفتاء شعبي، وهذا ما يعرض الاتحاد لمشكلة التفكك، وعدم القدرة على اتخاذ موقف مشترك يمثل جميع الأعضاء، فضلًا عن المشاكل التي يعيشها اليوم على خلفية الوعود التي قدمها لتركيا. 6 مليارات دولار مشروطة بـطلب الاتحاد من تركيا تعديل قانون مكافحة الإرهاب مقابل إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة دخول "فضاء شنغن"، تم وضع هذا الطلب في وقت يتوالى فيه سقوط عشرات الشهداء من الأتراك يوميًا، جراء أعمالٍ إرهابية، وتخوض فيه البلاد معركة حامية الوطيس ضد الإرهاب.كان جواب رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، تجاه ذلك الطلب واضحًا للغاية: "فلتسيروا أنتم في طريقكم، ولنسر نحن في طريقنا، اذهبوا واعقدوا توافقات مع من شئتم".وعليه، أجل الاتحاد الأوروبي ملف الإعفاء من تأشيرة الدخول من يونيو إلى سبتمبر، مشددًا على شرطه المتعلق بإدخال تعديلات على القانون المذكور. أظهر الجميع في تركيا، ردة فعل سلبية حيال طلب للاتحاد الأوروبي، خاصة أن البلاد تقدم كل يوم قوافل من الشهداء في معركتها ضد الإرهاب، لذا فإن أحدًا من الأطراف السياسية التركية، لا يملك القدرة على تعديل ذلك القانون في مثل هذه الظروف.دعوني أُشِر إلى هذه النقطة المهمة، يعتقد الاتحاد الأوروبي، أن ملف الإعفاء من تأشيرة الدخول يشكل مسألة مصيرية بالنسبة لتركيا، ولكن الأمر ليس كذلك قط. فلا أحد يطير من السعادة ويتطوق لزيارة أوروبا من دون تأشيرة، فالأتراك يقولون "إذا تحقق ذلك فهو حسن وإن لم يتحقق فلا ضير في ذلك"، بل اسمحوا لي أن أقول لكم شيئًا أكثر وضوحًا: حتى قضية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لم تعد تشكل مصدر إثارة كما كانت من قبل. فمن يطمح بالدخول إلى منظومة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار؟ ما الذي ستفعله تركيا؟ تستضيف تركيا نحو 3 ملايين لاجئ. هذا يشكل عبئًا كبيرًا عليها. كما أن أعداد اللاجئين تتزايد كلما شنت قوات روسيا والأسد غارات جوية على مدينة حلب (شمالي سوريا). لن تتمكن تركيا من تحمل هذا الوضع أكثر من ذلك. لذا، فهي تفكر جدّيًا في فتح أبوابها، أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه نحو أوروبا.إن الفوضى التي قد تنتج عن ذلك، قد تهزّ أسس أوروبا، لهذا فإن ميركل حزمت حقيبتها قادمة إلى تركيا على عجل، فهي الوحيدة القادرة على فهم مشاكل أوروبا.

348

| 18 مايو 2016

ما الذي يجري في حزب العدالة والتنمية؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتربع حزب العدالة والتنمية في تركيا على السلطة منذ ما يقرب من 15 عامًا. طوال هذه المدة، لم يخسر أي انتخابات وكان يتنافس دومًا مع ذاته، لم يسجل أي تراجع في أي من الانتخابات التي خاض غمارها، باستثناء انتخابات 7 يونيو 2015. إن ما سبق يعتبر واحدة من التجارب النادرة في التاريخ السياسي لتركيا. إن الحقيقة التي تحظى باعتراف الجميع هي، أن رجب طيب أردوغان كان وراء جميع تلك النجاحات. فقيادته، أسلوبه السياسي، إدارته للأزمات، تحمله للمخاطرة وقراراته الشجاعة، أوصلت الحزب إلى كل تلك النجاحات.تمكن أردوغان من تغيير قواعد السياسة في تركيا، ومضمون المفاهيم السياسية، بل وحتى هيكلية المعارضة، إنه حقّا بهذا القدر من التأثير والقوة. لم ينجح على مستوى تركيا فحسب، بل تسبب بحدوث تغيير وتحوّل في العالم الإسلامي، محدثًا انفتاحًا جديدًا كليًا بين الديمقراطية والعلاقة مع الإسلام، وعلاقة الإسلام بالعلمانية، متبوئًا موقع الصدارة على هذا الصعيد في العالم الإسلامي.اعتبر حزب العدالة والتنمية التركي نموذجًا في العديد من البلدان، فتم تأسيس أحزاب جديدة، وانطلقت حركات سياسية أخرى، تستلهم من تجربته، ورُفعت صور أردوغان في الكثير من مدن العالم الإسلامي. إن حزب العدالة والتنمية هذا، يواجه قدرًا من المتاعب منذ فترة من الوقت، منذ نحو 5 سنوات، أي منذ مظاهرات ميدان تقسيم (وسط إسطنبول)، والأزمات لا تنتهي في البلاد، كما أن التوترات داخل الحزب لم تخمد منذ ذلك الوقت.واجه كل من الرئيس السابق، عبدالله غل، ورئيس البرلمان السابق بولنت أرينج، وأخيرًا رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، مجموعة من التوترات داخل الحزب، ما أدى في نهاية المطاف إلى ضعفٍ في العلاقات. لم تتمحور المناقشات الجارية داخل أروقة الحزب وبين كوادره على فشل الحزب أو أردوغان، بل تمحورت على المواقف المتخذة حيال الأزمات. دخل حزب العدالة والتنمية في خضم مناقشات داخلية خطيرة في حادثتين: 1 - أحداث ميدان تقسيم، اتخاذ موقف صارم أم لا ضد تلك الأحداث. 2 - اتخاذ مواقف صارمة أم لا تجاه الهجمات التي شنتها جماعة فتح الله غولن.في الوقت الذي فضل فيه أردوغان وفي كلتا المناسبتين اتخاذ أكثر المواقف صرامة، خالفه البعض متمسكين بضرورة الليونة، ما أدى في الحقيقة إلى تدهور العلاقات بين الزعيم وأصدقائه. وفي غضون ذلك، أظهرت الأيام قدرة أردوغان على تجاوز كلتا الحادثتين، ولعب دورا مهما في الوقاية من أحداث مشابهة، والصمود في وجه الضغوط الناجمة عن الأزمة. لم يقف أردوغان عند ذلك فقط، بل أبدى مقاومة ومتانة ملحوظة، في التعامل مع منظمة "بي كا كا" الإرهابية، والحرب في سوريا، والأزمة الروسية، واعتداءات تنظيم "داعش" الإرهابي، ومقاومة التوترات مع الاتحاد الأوروبي، مما أسهم في تعزيز تماسك البلاد. يجب على المرء الاعتراف بأن فرص شخص آخر غير أردوغان، كانت ستكون منخفضة جدًا على صعيد إنقاذ البلاد من جميع المنعطفات الخطيرة والأزمات التي مرت بها. إن القيادة الكاريزمية لأردوغان، تمنعه من تقاسم السلطة مع شخص آخر، وعلى الشخص الذي يريد العمل معه بانسجام، القبول بذلك.أردوغان نفسه، كان يمتلك تلك الميزات القيادية، عندما سلم غل رئاسة الجمهورية، وداود أوغلو رئاسة الوزراء، بكلتا يديه.إن السياسيين داخل الحزب، الذين قبلوا بتبوؤ تلك المناصب رغم علمهم بالميزات التي تميز شخصية أردوغان، ثم حاولوا بعد ذلك الإصرار على تنفيذ رؤيتهم، واجهوا أزمة خطيرة كان لا مفر منها. وهذا هو السبب الذي دفع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى الاستقالة، فإصرار داود أوغلو على تسلم زمام المبادرة، وتنفيذ رؤاه بعيدًا عن قبول أردوغان أو عدمه، ورفض بعض رؤاه، كان سببًا رئيسيا في ظهور بعض التوترات والمشاكل التي لا يمكن إصلاحها، وفي النهاية الوصول لنقطة تدفع الأول إلى التخلي عن كل شيء. لكن، وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن المواقف التي اتخذها داود أوغلو، كانت سببًا في تعزيز التوتر وتجذر المشكلة أكثر من تلك المواقف التي اتخذها أردوغان. قريبًا سيكون هنالك مؤتمر عام جديد، وحزب العدالة والتنمية، سينتخب لأمانته العامة الشخصية التي سيشير إليها أردوغان، وبالتالي ستكون تلك الشخصية رئيس وزراء تركيا الجديد. لن تستحوذ تلك الشخصية على الكثير من الأضواء مقارنة بأردوغان، وسوف تعمل بشكل منسجم مع رئيس الجمهورية، وعليه فأنا متأكد من أن تركيا ستستطيع وقتها التحرك بشكل أسرع، وتستطيع التخلص من المشاكل التي تواجهها بخطوات أكثر عملانية.

461

| 11 مايو 2016

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

9513

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

2454

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1455

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...

1344

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
عمان .. من الإمام المؤسس إلى السلطان| هيثم .. تاريخ مشرق وإنجازات خالدة

القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...

1125

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

918

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
وزيرة التربية والتعليم.. هذا ما نأمله

الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...

885

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
ارفع رأسك!

نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...

804

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

777

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
إستراتيجية توطين «صناعة البيتومين»

يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...

681

| 17 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

666

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم العالمي الضائع..

أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...

624

| 20 نوفمبر 2025

أخبار محلية