رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يخطئ من يعتقد أو يظن أن العراق تحرر من الاحتلال الأمريكي رغم انسحاب القوات الأمريكية، ويخطئ أيضاً من يعتقد أو يظن أن الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي هي حكومة وطنية عراقية، ويخطئ أيضاً من يعتقد أو يظن أن المعارضة العراقية هي معارضة وطنية عراقية. فالاحتلال الأمريكي رغم انسحاب القوات العسكرية لا يزال محتلاً للعراق سياسياً، لأن الهدف من غزو واحتلال العراق كان لتحقيق هذه الأهداف السياسية والمتمثلة في تقسيم العراق إلى كيانات مذهبية وطائفية وعرقية وقومية وهذا ما حققه الاحتلال على أرض الواقع العراقي الآن وفرضه الدستور الحالي للعراق الذي رسمه وخطط له الحاكم الأمريكي – بريمر – بعد الاحتلال، فهذا الدستور هو الذي قسَّم العراق إلى سُنة وشيعة، إلى أكراد وعرب، وقسَّم العراق إلى مناطق كردية وعربية، وإلى سنية وشيعية، وهذه التقسيمات نجدها الآن في صراع مخيف ومرعب ويمكن أن يؤدي إلى تكريس تقسيم العراق، خاصة إذا تذكرنا أن الأكراد في شمال العراق الآن يرفضون دخول الجيش العراقي إلى مناطقهم، بل إنهم أطلقوا النار على طائرة تابعة للجيش العراقي عندما اقتربت من مناطق نفوذهم بالشمال وهذا يعني أن شمال العراق أصبح خارج السيطرة للحكومة العراقية المركزية مما يمهد لدولة انفصالية وهذا ما هدد به زعماء الأكراد أنفسهم ومنهم مسعود البرزاني. الآن وفي هذه الأيام نشاهد ونسمع هذا الصراع ما بين السنة والشيعة، خاصة تلك المظاهرات الحاشدة في الرمادي والفلوجة والموصل وسامراء وهي مناطق سنية وتطالب بمطالب عادلة ومحقة بالإفراج عن المعتقلين والمعتقلات ونبذ الطائفية وتحقيق المساواة بين أبناء الشعب العراقي وهذه المطالب مشروعة ويشاركهم فيها كل الشعب العراقي سنة وشيعة وأكراد وتركمان وصابئة وكل الطوائف والمذاهب العراقية، لكن هذه المظاهرات أخذت وجهاً طائفياً أيضاً واتهمت بأنها سنية رغم أن الإخوة العراقيين الشيعة يساندون هذه المظاهرات والمطالب المشروعة. وهذا يؤكد أن هناك خللاً في النظام العراقي وهذا الخلل لابد من معرفته وإيجاد الحلول له قبل أن يستفحل الأمر ويذهب العراق إلى حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس لا سمح الله. إن الخلل والعيب يكمن باعتقادي في "آثار" الاحتلال الأمريكي التي لا تزال موجودة حتى الآن رغم انسحاب القوات العسكرية الأمريكية ولعل أبرزها وأهمها إلغاء دستور –بريمر – فوراً وكتابة دستور جديد للعراق يعيده إلى حضن أمته العربية ويحقق العدالة للشعب العراقي ويرفض الطائفية والعرقية والمذهبية والقومية وهذه هي الخطوة الأولى لإزالة آثار الاحتلال للعراق. ولعل الخطوة الثانية والمهمة أيضاً المطالبة بطرد ومعاقبة ومحاسبة ومحاكمة كل العملاء والخونة الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تسللوا خلفها ومنهم حكام العراق الحاليون الذين نصبهم الاحتلال.
372
| 30 ديسمبر 2012
يحتفل الاخوة المسيحيون هذه الأيام بعيد رأس السنة الميلادية أو كما يطلقون علية "الكرسيماس" لهذا وجب القول لهم "سنة سعيدة" أو كما يحلو لهم القول بالانجليزي Happy New year ومشاركتنا لهم في فرحتهم تأتي من مشاركتهم لنا في أفراحنا وأعيادنا نحن المسلمين، لأن الروابط بيننا وبينهم في الوطن العربي، خاصة رابط "العروبة" و"الوطنية" و"القومية" تجعل منا شعبا عربيا واحدا مهما تعددت أعراقنا وطوائفنا ومذاهبنا ودياناتنا، فنحن نعيش في وطن عربي كبير من المحيط إلى الخليج، تجمعنا آمال وطموحات واحدة وأهداف قومية عروبية مشتركة ولغة واحدة، ومصير مشترك، هذه العلاقة القوية والرابطة القومية العربية بين أبناء الأمة العربية من مسلمين ومسيحيين هي التي تشغل أعداء هذه الأمة، خاصة العدو الصهيوني والغرب عموماً، لهذا فهم يخططون دائماً لإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية والدينية والقومية بين أبناء الشعب العربي.. ومشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يخطط له العدو الصهيوني وبدأ بتنفيذه الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق ما هو إلا ضرب لهذه الوحدة الوطنية والوحدة القومية لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت بالوطن العربي بعد أن أصبحت معاهدة سايكس – بيكو التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات عاجزة عن تحقيق مصالح هؤلاء الأعداء لهذا ومن أجل أن يبقى الوطن العربي هزيلاً ضعيفاً يسهل غزوه ونهبه ويسهل اغتصاب خيراته وثرواته لابد من تنفيذ هذا المخطط الجديد بالتفتيت والتقسيم وهذا تحقق في العراق الشقيق من خلال دستور الحاكم الأمريكي – بريمر – بالدستور المسخ الذي قسم العراق إلى سني وشيعي وكردي وعربي ومسلم ومسيحي ووجدنا بعد هذا التقسيم أن بعض الإخوة المسيحيين وخوفاً على حياتهم هاجروا العراق وهذا جزء من المخطط الصهيوني – الغربي. هذا المخطط الصهيوني – الأمريكي – الغربي ينفذه أحياناً بعض العملاء والخونة، خاصة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تدعمهم أمريكا ويساندهم العدو الصهيوني، لكن هناك فئة منا نحن المسلمين تنفذ هذا المخطط بدون أن تدري عندما تقسم المجتمع العربي إلى أحزاب سياسية دينية ومنها الإخوان المسلمون لهذا تسمعنا بعض أصوات الإخوة المسيحيين في مصر بعد وصول الإخوان المسلمين، إلى الحكم بأنهم يفكرون بإنشاء حزب يحمل اسم "الإخوان المسيحيون"، وهذا ما حذرت منه في مقال سابق وبعد أن سمعنا هذه الأصوات وكتبت مقالاً تحت عنوان "الإخوان المسلمون.. والإخوان المسيحيون" أشرت فيه إلى خطورة هذا التقسيم الديني على مستقبل مصر ومستقبل الأمة العربية. إن تقسيم الوطن العربي إلى مسلم ومسيحي وكردي وعربي وتركي وصابئي وشيعي وسني هو حلم العدو الصهيوني وحلم كل أعداء الأمة العربية لأن مثل هذا التقسيم هو الشرارة الأولى لانفجار هذه المنطقة العربية واشتغالها في حروب دينية طائفية عرقية ومذهبية وعندها لن تقوم للأمة العربية قائمة وسنصبح مثل مصير الهنود الحمر وهنا ندق ناقوس الخطر مرات ومرات أمام حكامنا العرب بضرورة الانتباه لهذا الخطر القادم أو الذي بدأ ينهش الجسد العربي الآن.. فهل يسمع لنا حكامنا العرب ولو لمرة واحدة؟!
366
| 27 ديسمبر 2012
يحتفل العراقيون هذه الأيام بانسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد احتلال دام ثمانية أعوام ويصفون هذا الانسحاب بالعيد الوطني أو اليوم الوطني.ورغم أن انسحاب هذه القوات الغازية المحتلة يشكل نصراً للمقاومة العراقية الباسلة التي اضطرت إلى الهزيمة أمام شجاعة وبسالة الشعب العراقي وصورته الحكومة العراقية الحالية بالانسحاب تمشياً مع رغبة الإدارة الأمريكية حفاظاً على ماء وجهها فإن هذه الهزيمة العسكرية الأمريكية من العراق تشكل للعرب جميعاً فرحة غامرة، إلا أن هذه الهزيمة العسكرية لم ترافقها هزيمة سياسية للاحتلال، فالمشروع الأمريكي الذي جاء به الاحتلال لا يزال قائماً في العراق من حيث زرع الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية بل أنه يشتد يوماً بعد يوم، خاصة ما نسمعه ونشاهده من نذر حرب بين الأكراد والعرب وبين السنة والشيعة، فبالأمس أطلق الأكراد النار على طائرة هليوكوبتر عراقية وشاهدنا كيف يتحصن الأكراد في مواقع عسكرية وأن جيشهم المعروف بقوات "البشمركة" يتخذ مواقع قتالية ضد الجيش العراقي.وبالأمس وقبلها وجدنا الحرب الكلامية ما بين السنة والشيعة عندما بدأت هذه الحرب بصدور قرار الإعدام بحق نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي بحجة أنه يدعم الإرهاب والهاشمي كما هو معروف يمثل السنة والمالكي الذي أصدر الحكم يمثل الشيعة كما قسمهم الاحتلال وكما ارتضى هؤلاء بهذا التقسيم الطائفي وهذا يعني أنهم مشاركون في رغبة الإدارة الأمريكية ويتأكد هذا الانشقاق بل هذه الانقسامات والحرب الكلامية عندما صدر أيضا بالأمس قرار قضائي يتهم مجموعة حراسة رافع العيساوي وزير المالية بالإرهاب أيضاً والعيساوي أيضاً محسوب على السنة.هذه الأحداث التي يعيشها العراق الآن تؤكد أن الاحتلال الأمريكي للعراق لم ينسحب بعد لأن مخططه لا يزال قائماً ويترحم على أرض الواقع.ومن أجل أن يحتفل العراقيون ومعهم كل العرب بانسحاب أو هزيمة القوات الأمريكية الغازية لابد من إزالة آثار هذا الاحتلال التي تعتبر أخطر من الوجود العسكري لأن الوجود العسكري والاحتلال والغزو العسكري يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية والمكاسب السياسية لا تزال قائمة على أرض العراق والتي تتمثل في تقسيم المجتمع العراقي الواحد إلى كردي وعربي وإلى سني وشيعي والأخطر من كل ذلك أن هذه الأهداف السياسية لهذا الاحتلال بتقسيم وتفتيت العراق تم إقرارها في الدستور المسخ الذي رسمه حاكم الاحتلال الأمريكي – بريمر، وصادق عليه العملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تسللوا خلف هذه الدبابات، لهذا ومن أجل أن يستكمل العراق حريته وسيادته لابد من إزالة آثار الاحتلال بدءاً من طرد عملائه وانتهاء بإلغاء دستور الاحتلال عندها يمكن أن نحتفل جميعاً بالاستقلال والحرية وطرد الاحتلال وإذا لم يتحقق ذلك، فإن العراق لا يزال تحت الاحتلال.
684
| 23 ديسمبر 2012
كنت مستعداً لإرسال مقال اليوم لجريدة الشرق تحت عنوان "يارب.. احفظ مصر 3"، لكنني وجدت نفسي مضطراً لتأجيله ليوم الأحد القادم، لأن ما شهده وشاهده العالم بأسره، خاصة الشعب القطري الكريم والمقيمين على هذه الأرض الطيبة من صورة نادرة لقائد عربي وهو يسير بين أبناء شعبه ويصافح الصغير والكبير ويقبل الأطفال، جعلتني أتوقف طويلاً عند هذا المشهد التاريخي، الذي نادراً ما نشاهده لأي حاكم عربي ما عدا قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله. أمام هذا المشهد لصورة القائد والشعب وكيف ترجم هذا القائد حبه لشعبه، وكيف ترجم هذا الشعب ولاءه لقائده، وجدت نفسي مضطراً للقول لقطر كما هو القول لمصر الشقيقة "يارب احفظ قطر.. وأميرها.. وشعبها". قرار سمو الأمير بأن يسير هذه المسافة الطويلة ويحيي شعبه ويصافحهم ويقبل أطفالهم، اسمح لنفسي بالقول إنه قرار اتخذه سموه بدون الترتيب مع الحراسة أو مع أجهزة الأمن وكان المشهد يعبر عن ذلك وهذا القرار يحمل دلالات عميقة ومهمة ومؤثرة ولعل من أبرز هذه الدلالات هو "العدل" الذي حققه سموه لشعبه لأن تحقيق العدالة الاجتماعية يجعل من الشعب يحافظ على قيادته ويحميها ويفديها بروحه ودمه. والدلالة الثانية هي "الأمن" الذي تشهده دولة قطر بفضل من الله، ثم بفضل تلك السياسة الحكيمة للقيادة القطرية التي تدرك أن الأمن والأمان لن يتحقق إلا بالقضاء على الفساد ورفع الظلم وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع وهذا ما حققته القيادة القطرية. والدلالة الثالثة هي "الحرية" ولعل كلمة القائد عبدالناصر المشهورة والتي تقول "إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية" ترجمها بالفعل سمو الأمير المفدى عندما أعطى الحرية للكلمة في وسائل الإعلام القطرية وأصبحنا نجد رأياً ورأياً آخر بعد أن كان ولا يزال الإعلام العربي يتكلم بلسان الحكام ويرى بعيونهم ويسمع بأذانهم. الدلالة الرابعة هي "الكرامة" هذه الكرامة المفقودة للمواطن العربي في أغلب الدول العربية والتي أشعل بها المواطن التونسي البوعزيزي ثورة تونس عندما اعتدى عليه رجال الأمن نجد هذه الكرامة هنا لكل مواطن قطري ولكل مقيم على أرض قطر فلم نسمع أو نشاهد من انتهك كرامة أي مواطن أو مقيم. الدلالة الخامسة هي "العزة والفخار" وهذه مرتبطة بالدور القومي العربي، فالمواطن القطري الذي يؤمن بدوره القومي العربي ويعتبر نفسه جزءاً من الأمة العربية لشعر بالعزة والفخار لأن قيادته ترجمت بالأفعال وليس بالأقوال انتماءها القومي العربي لأمتها العربية وهذه المواقف سجلها التاريخ بأحرف من نور لقيادة سمو الأمير المفدى في كسر حصار العدو الصهيوني على قطاع غزة وزيارته التاريخية لهذا القطاع والدعم القطري لبناء ما دمره العدوان، وكذلك مواقف سموه من دعم الجنوب اللبناني بعد العدوان الصهيوني عام 2006 وإعادة إعمار الجنوب ويكفي ما سجله التاريخ وسجلته مباني الجنوب على جدرانها "شكراً قطر".. يضاف إلى هذه المواقف القومية سلام دارفور بالسودان.. والكثير من المواقف القومية المشهودة. هذه الدلالات وهي غيض من فيض هي التي جعلت حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه يسير "مكشوف الصدر" بين شعبه، بينما الآخرون تحميهم "الستر الواقية من الرصاص" ويسير بدون حراسة بينما الآخرون "تجد الكلاب تسبق مواكبهم". وهذه الدلالات تذكرنا عندما ذهب القائد الفارس حاكم الأهواز الهرمزان بعد أسره لمقابلة سيدنا عمر بن الخطاب ووجده نائماً في ركن من أركان المسجد ويلبس لباساً متواضعاً وقد ظن هذا القائد الفارس الأسير أنه سوف يرى حاكماً كما يظن حال الحكام الذين يحكمهم، ولكنه لم يجد حارساً ولا حاجباً عند عمر.. فقال هذا القائد.. حكمت.. فعدلت.. فأمنت.. فنمت ياعمر.. وأسلم بعد ذلك. ونحن نقول: "حكمت.. فعدلت.. فأمنت.. فسرت يا حمد".
828
| 19 ديسمبر 2012
أثناء كتابة هذا المقال يتوجه ملايين المصريين إلى صناديق الاقتراع ليقولوا "نعم" أو "لا"، للدستور المصري بعد ثورة 25 يناير.الصورة التي نشاهدها حتى هذه اللحظات عن هذا الاقتراع صورة حضارية بكل معنى الكلمة، فلم نسمع أي أحداث شغب أو تجاوزات أو اعتداءات أو مشاجرات بين المواطنين وهذه الصورة هي التي يجب أن يرسمها الشعب المصري للحقيقة والتاريخ لأنه شعب عربي عريق وحضاري.ولعل قرار جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بالذهاب إلى الصناديق وقول "لا" لهذا الدستور يؤكد وطنية وقومية هذه الجبهة ويؤكد حرص هذه الجبهة على مصلحة مصر وشعبها لأنها بهذا القرار فوتت الفرصة على أعداء مصر وأعداء الأمة العربية وفلول النظام السابق بزرع الفوضى وعرقلة مسيرة ثورة 25 يناير.والإقبال الكثيف والمنقطع النظير وهذه الطوابير الطويلة تؤكد أن الشعب المصري الشقيق بدأ يشق طريقه نحو رسم مستقبله الوطني والقومي بعد أن شاهدناه في الماضي في حكمي السادات وحسني عازفاً ومقاطعاً لأي عملية انتخابية أو مشاركة شعبية، لأنه كان يدرك تماماً أن صوته لن يسمعه أحد أو يأخذ رأيه أحد وكان يعلم أن النتيجة ستكون لصالح النظامين بالتزوير ومن أجل أن تكتمل هذه الصورة الحضارية وهذه العملية الديمقراطية لابد من القبول بنتائج الاستفتاء من كلا الطرفين وعلى من قال "نعم" أو قال "لا" للدستور أن يحترم قرار وإرادة الشعب وألا يؤثر على ذلك تلك الأصوات غير المسؤولة والتي حاولت وتحاول تشويه النهج الديمقراطي وأن تحرف هذه العملية عن مسارها الطبيعي، خاصة تلك الأصوات التي تدعي أن هذا الدستور هو دستور "الجنة" ومن يقول "لا" فإنه سيذهب إلى "النار" أو تلك الأصوات التي تقول إن هذا الدستور هو "الشريعة" الإسلامية وتحاول أن تستغل الدين لأهدافها الخاصة لأن هذه الأصوات هي التي تزرع الفتنة وتخلق الفوضى وتدعو إلى الحرب الأهلية ولعل هذه الملايين التي خرجت ترد على هؤلاء وتقول لهم مصر لكل المصريين وهنا تبرز مهمة ودور الرئيس محمد مرسي بترجمة هذا الشعار الذي رفعه ونادى وطالب به بأن تكون مصر لكل المصريين وبأن يكون الدستور دستوراً لكل المصريين.وفي المقابل يجب على المعارضة قبول نتيجة الاستفتاء مهما كانت وأن تعمل في حال فوز الدستور بـ"نعم" بالبناء الديمقراطي لعملها مستقبلاً وفي حال نجاحها برفض هذا الدستور ونجاح "لا" التي طالبوا بها، فيجب عليهم التعامل مع الآخر تعاملاً حضارياً من أجل نجاح ثورة 25 يناير.ورغم اعتقادي بأن غالبية الشعب المصري ستقول "لا" لهذا الدستور فإن هذا لا يعني انفراد فئة أو جهة أو جماعة بالقرار واعتبار نفسها هي الممثلة الشرعية والوحيدة للشعب المصري ولابد أن تمد يدها إلى الفئة الأخرى وتتعامل معها بشكل حضاري ديمقراطي وهذا هو جوهر الوطنية لأن الوحدة الوطنية هي المفتاح نحو مستقبل مصر "القيادة والريادة".. ويارب.. احفظ مصر.
274
| 16 ديسمبر 2012
ما يجري الآن في جمهورية مصر العربية الشقيقة من مظاهرات وانقسامات حادة بعضها أدى إلى إراقة دماء بعض المصريين يتطلب من العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج أن يتوجه إلى الله عز وجل أن يحفظ مصر ويجنب شعبها مخاطر الحرب الأهلية التي يتمناها ويخطط لها أعداء مصر وأعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والغرب عموماً.لا شك أن أي ثورة من الثورات تمر بعدة مراحل ومخاض عسير حتى تحقق أهدافها، وصحيح أيضاً أن الثورة تأكل أبناءها أيضاً، وصحيح أيضاً أن لكل ثورة أعداء يحاولون عرقلتها وإجهاضها، وثورة 25 يناير المصرية تمر الآن بهذا المخاض من أجل الوصول إلى أهدافها لكن ما يحدث الآن ينذر بخطر الإجهاز والقضاء على هذه الثورة لأن من يمسك بدفة الرئاسة الدكتور محمد مرسي لم يرتق بعد إلى ترجمة أقواله إلى أفعال بل إنه متردد ومتـأرجح في قراراته التي اتخذها وتراجع عنها أمام الشعب، فنحن نعلم أن الرئيس مرسي أعلن أنه رئيس لكل المصريين بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لكنه لم يترجم هذه الأقوال إلى أفعال بل وجدناه انحاز إلى جماعته الأخوان المسلمين، خاصة عندما خاطب هذه الجماعة في الاتحادية ولم يوجه كلمته إلى شعب مصر من خلال وسيلة إعلام أو ساحة عامة للشعب، كما أنه مصر على الاستفتاء الدستوري رغم انسحاب أغلب القوى المشاركة في صياغته وبقي في اللجنة جماعة الإخوان المسلمين وهي التي رسمته وصاغت بنوده مما يفقد هذا الدستور الروح التوافقية التي تجعل من هذا الدستور دستوراً لكل الشعب.إن الحكمة تتطلب اليوم من الرئيس مرسي أن يترجم أقواله إلى أفعال، خاصة ما التزم به بأن يكون رئيساً لكل المصريين، وهذا يتطلب منه حماية الشعب المصري من الانقسام الحاد أو الذهاب لا سمح الله إلى حرب أهلية يخطط لها أعداء مصر وأعداء الأمة العربية، ويتطلب منه أيضاً تأجيل الاستفتاء على الدستور حتى يحصل التوافق عليه من قبل قوى الشعب المصري وألا يتسرع بمثل هذه الخطوة والذهاب إلى عرضه للاستفتاء يوم الخامس عشر من هذا الشهر، خاصة أن الرئيس يرى ويشاهد ملايين الشعب المصري في الميادين يرفض هذا الدستور.لقد تراجع الدكتور مرسي عن عدة قرارات اتخذها وهذا لا يعني أنه يرتكب خطأ، بل تراجعه هذا يعتبر فضيلة لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، ونتمنى أن يتخذ الرئيس مرسي فضيلة أخرى بالتراجع عن قراره حول الدستور المختلف عليه، الذي لم يحظ بالتوافق عليه وهو إن فعل ذلك، فإنه يفوِّت الفرصة على أعداء مصر وأعداء الأمة العربية، فرصة الانقضاض على ثورة 25 يناير المجيدة.إننا نتوجه إلى الله عز وجل أن تسود الحكمة في إدارة المرحلة الحالية في مصر لأن مصر هي القيادة والريادة للأمة العربية.. لهذا نقول: يارب .. احفظ مصر.
290
| 12 ديسمبر 2012
ليس صحيحاً أن ما يجري الآن في مصر الشقيقة هو صراع ما بين الإخوان المسلمين والليبراليين، كما يشاع في وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وإنما هو صراع ما بين قيادة الإخوان المسلمين وبين القوى الوطنية الأخرى، لأن الإخوان المسلمين "القاعدة" لو سألت أحدهم: هل أنت مصري.. هل أنت عربي.. هل أنت عدو للعدو الصهيوني.. هل أنت عدو لحليف العدو الصهيوني الإدارة الأمريكية.. هل أنت مع الوحدة العربية.. هل أنت مع حقوق العمال والفلاحين.. هل أنت مع الحرية والديمقراطية.. هل أنت مع حقوق المرأة.. هل أنت مع حرية الكلمة.. هل أنت ضد الفساد والديكتاتورية.. هل أنت مع نهضة مصر.. هل أنت مع العدالة الاجتماعية.. ليقول لك فوراً نعم أنني مع هذه المبادئ.. وهذا يعني أن هذا الإخواني لا يختلف أبداً مع مبادئ اخوانه الثوار الذين صنعوا ثورة 25 يناير المباركة والذين يطلق عليهم "الليبراليين" لأن هؤلاء الليبراليين هم مسلمون، كما هو الإخواني، وهم مصريون، وهم عرب، وهم أعداء للعدو الصهيوني، وهم أعداء لحليف هذا العدو الولايات المتحدة الأمريكية، وهم مع الوحدة العربية، وهم مع حقوق العمال والفلاحين، وهم مع الحرية والديمقراطية، وهم مع حقوق المرأة، وهم مع حرية الكلمة، وهم ضد الفساد والديكتاتورية، وهم مع نهضة مصر، وهم مع العدالة الاجتماعية.. إذن أين الصراع، وأين التناقض، وأين الاختلاف، وأين الخلاف، وأين المشكلة؟!المشكلة كما أعتقد وربما أكون مخطئاً تكمن في "قيادة" الإخوان المسلمين وأستطيع تلخيصها بكلمات قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، عندما طلب منه مرشد الإخوان المسلمين فرض الحجاب على النساء، فأجابه عبدالناصر لماذا لا تفرض الحجاب على ابنتك؟!"قيادة" الإخوان المسلمين لا تبحث إلا عن مصالحها الشخصية – كما أعتقد – فهي لا تمانع في مهادنة العدو الصهيوني، كما فعل الرئيس مرسي برسالته المشهورة إلى الإرهابي المجرم شيمون بيريز رئيس الكيان الصهيوني الذي وصفه مرسي بالعزيز والصديق.. ولا تمانع هذه القيادة الإخوانية بقبول معاهدة الذل والعار، معاهدة كامب ديفيد التي أخرجت مصر من محيطها العربي والتي تنازلت عن سيناء لصالح هذا العدو والتي جعلت من مصر القيادة والريادة دولة "تابعة" للإدارة الأمريكية وحامية للعدو الصهيوني."قيادة" الإخوان المسلمين وهي الآن ترفض الاستجابة لمطالب الثوار الحقيقيين بإلغاء تلك الخطوات التي اتخذها الرئيس مرسي وهي "خطايا" وليست أخطاء فقط، إنما تؤكد بذلك أنها تنفذ ما تريد وتخطط الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني لزرع الفتنة بين الشعب المصري من أجل قيام حرب أهلية تحقق لهؤلاء الأعداء تنفيذ مشروعهم الخبيث والخطير في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت في خريطة الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ بغزو واحتلال العراق وها هو ينتقل من قطر عربي إلى آخر.لهذا أرى من واجب القوى الوطنية المصرية أن تتوجه إلى "قاعدة" الإخوان المسلمين الآن وتلتحم معها لأن هناك فرقاً بين القيادة والقاعدة.
476
| 09 ديسمبر 2012
سبق أن كتبت مقالاً تحت عنوان "حكمة القنافذ" وأشرت فيه إلى ضرورة أن يستفيد النظام الرسمي العربي من هذه الحكمة بعد أن أصبح هذا النظام "حارة كل من ايده اله" كما قال الممثل السوري دريد لحام "غوار الطوشه" في إحدى مسرحياته المشهورة وحكاية هذه الحكمة كما هو معروف أن مجموعة من القنافذ شعرت بالبرد الشديد فاقتربت من بعضها لعلها تجد الدفء لكنها اقتربت كثيراً والتحمت فشعرت هذه القنافذ بوخز إبرها فاضطرت إلى الابتعاد عن بعضها لكنها شعرت أيضاً بقسوة البرد حتى جاء حكيم من بين هذه القنافذ فنصحها أن تبحث عن منطقة وسطى بحيث لا تقترب جداً فتشعر بوخز الإبر ولا تبتعد جداً فتشعر بقساوة البرد وتحقق لها ذلك عندما وجدت هذه المنطقة الوسطى.هذه الحكمة أشرت إليها بعد أن أصبح حال الأمة العربية لا يحتمل ولا يطاق من حيث الفرقة والانقسام وهذه الفرقة هي سبب ضعفنا وسبب عجزنا أمام أعداء هذه الأمة بل هي سبب تخلفنا وتقاعسنا وهي سبب غطرسة العدو الصهيوني وهي سبب احتلال العراق عام 2003 من قبل القوات الأمريكية والبريطانية وهي سبب غزو واحتلال بيروت عام 1982 وهي سبب تلك المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في جنوب لبنان وقطاع غزة وهي سبب استمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وهي سبب كل الكوارث والمآسي والويلات التي تحل بالأمة العربية وهي لا حصر لها.هذه الفرقة وهذا الانقسام سببهما معاهدة سايكس – بيكو الاستعمارية التي قسمت الوطن العربي إلى دويلات ورسمت حدوداً مصطنعة بين هذه الدول.الآن وفي هذه المرحلة من حياة هذه الأمة هناك مخططات تتعدى حدود سايكس – بيكو إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت من خلال خريطة الشرق الأوسط الكبير بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والقومية وهذا ما تأكد في العراق الشقيق بعد الاحتلال عندما انقسم المجتمع العراقي إلى شيعي وسني وكردي وصابئي وتركماني ولا يزال الخطر قائماً على العراق من هذه الفتنة.في مصر وبعد ثورة 25 يناير نجد هذه الفتنة تطل برأسها عندما بدأت بتحريك الأقباط ولا تزال.. وها هي الآن تنقسم في مظاهرات الأمس ما بين إسلام سياسي ودولة مدنية بل أن مظاهرات الأمس تحمل في طياتها خطراً داهماً حملته شعارات الإخوان المسلمين عندما رفعت شعار "الشرعية والشريعة" وهذا الشعار كاف بحد ذاته لتقسيم المجتمع المصري إلى مسلم وآخر غير مؤمن بالإسلام علما بأن المظاهرات الأخرى هم مسلمون لكن الإخوان يصفونهم بـ"الليبراليين" وكأن هؤلاء لا يؤمنون بالإسلام.هذه الشعارات كافية لصب الزيت على نار الفتنة التي تصب في النهاية في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية تنفيذاً للرغبات والمخططات الصهيونية.المطلوب الآن من عقلاء مصر ومن كل الوطنيين الشرفاء والمخلصين أن يمنعوا من يحاول أن يأخذ مصر إلى فخ الفتنة ويسارع هؤلاء فوراً إلى البحث عن المنطقة الوسطى ما بين هذه التظاهرات وهذه الجماهير وأن يأخذوا العبرة من حكمة القنافذ.
441
| 02 ديسمبر 2012
غداً سيكتب التاريخ فصلاً جديداً عن القضية الفلسطينية، فبعد أن نجح وعد بلفور بإقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين منذ عام 1948 وبعد أن قدم الشعب الفلسطيني والعربي آلاف الشهداء رفضاً لهذا الوعد المشؤوم وبعد أن خاض العرب أربع حروب ضد هذا الكيان سنجد غداً اعترافاً بالدولة الإسرائيلية من أغلب الدول عندما يطالب الرئيس محمود عباس من الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين دولة غير عضو ويحدد حدود هذه الدولة على حدود عام 1967 فقط فإن هذا يعني اعتراف الأمم المتحدة بدولة إسرائيل على بقية الأرض الفلسطينية مما يعني في القوانين الدولية أن إسرائيل ستصبح دولة معترفا بها على الأرض الفلسطينية وأن الحق الفلسطيني بعودة فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر قد انتهى وأصبح هذا الحق باطلاً ولا يحق بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على حدود 1967 لأي فلسطيني أو عربي تحرير كامل التراب الفلسطيني خاصة بعد تنازل عباس عن حق العودة.ورغم أن طلب السيد عباس بالاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 ينسجم مع المبادرة العربية التي أقرها النظام الرسمي العربي في القمة العربية ببيروت عام 2002 إلا أن هذه المبادرة احتوت بند حق العودة الذي حاول بعض الحكام العرب التنازل عنه لكن هذا الحق لا يحمله السيد عباس معه في هذا الاعتراف الدولي.النظام الرسمي العربي اعترف بإسرائيل فور موافقته على قرار 242 وأن حدود مطالب هذا النظام اقتصرت بعد هذه الموافقة على عودة الأرض المحتلة عام 1967 فقط لكن هذا لا يلبي حقوق الشعب الفلسطيني لأن حقوق الشعب الفلسطيني تتعدى هذا القرار وهذا ما أكده قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر للسيد الشهيد ياسر عرفات ورفاقه القادة الفلسطينيين عندما اجتمع بهم في القاهرة بعد قبول مصر قرار 242 وقال لهم "نحن قبلنا بهذا القرار نتيجة ظروف دولية أما أنتم فمن حقكم أن ترفضوه بل يجب أن ترفضوه لأن مطالبكم تتعدى حدود هذا القرار.. وكان القائد يقصد أن حقوق الشعب الفلسطيني تشمل كل فلسطين من البحر إلى النهر وليس فقط الأرض الفلسطينية التي احتلها العدو عام 1967.الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية التي يطالب بها عباس الآن يكرس هذا القرار الدولي بعد أن رفضته القيادات الفلسطينية سابقاً حتى جاء أوسلو ومهندسوه ومنهم السيد عباس ليذهبوا إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني على كامل الأرض المحتلة ما عدا الضفة الغربية وقطاع غزة حتى أن حدود 1967 تم التنازل عنها عندما يطالب عباس وجماعته بالقدس الشرقية فقط.. مما يعني أن العدو سيكسب القدس الغربية بتنازل السيد عباس رغم أن القدس الموحدة كانت واحدة قبل عدوان 1967.العدو الصهيوني سيكون سعيداً أكثر من سعادة السيد عباس وجماعته بالاعتراف الدولي بدولة فلسطين دولة غير عضو بالأمم المتحدة على حدود 1967 لأن مثل هذا القرار سيمنح الشرعية الدولية الكاملة لدولة إسرائيل.. وكأن عباس في هذا الموقف يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بإسرائيل!!
375
| 28 نوفمبر 2012
انتصار حرب الصواريخ ضد العدو الصهيوني التي انطلقت من قطاع غزة يجب أن نقف عنده طويلاً وأن نخرج منه بدراسة عميقة وهادفة وألا يمر علينا مرور الكرام، ولعل أهم الدروس المستفادة من هذا الانتصار الصاروخي ضد هذا العدو "أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" كما قال قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر.ثانياً: إن العدو الصيوني لا يفهم سوى هذه اللغة وهي القوة.ثالثاً: إن مسيرة المفاوضات التي استمرت حوالي عشرين عاماً لا تنفع مع هذا العدو لأنه لا يريد السلام ولا يبحث عنه ولا يريد المفاوضات إلا لكسب المزيد من الوقت لبناء المستوطنات وتهويد المقدسات، خاصة القدس الشريف.رابعاً: إن تسليح المقاومة بأسلحة الردع المطلوبة ومنها هذه الصواريخ أصبح أمراً ملحاً ومهماً ليس فقط لردع العدو وإنما لتحرير الأرض.خامساً: إن تسليح المقاومة ليس فقط لحماية الأمن الوطني الفلسطيني والردع والتحرير وإنما هو لحماية الأمن القومي العربي، لأن أمن فلسطين جزء من أمن مصر القومي والأردني والسوري والعربي بصورة عامة.سادساً: ضرورة البحث عن تسليح هذه المقاومة "عربياً" وأضع هنا مليون خط أحمر تحت "عربياً"، لأن أغلب قيادات المقاومة في قطاع غزة ومنهم حركتا الجهاد وحماس وغيرهما أعلنوا أن أغلب هذه الصواريخ "إيرانية" وهذا لا يعني أنني ضد الحصول على هذه الصواريخ من إيران التي إن صح ما يقال إنها إيرانية، فيجب أن نوجه التحية والتقدير للشقيقة إيران إنما الواجب الوطني والقومي العربي يفرض علينا أن يقوم النظام الرسمي العربي بهذا الدور لأن الصراع هو عربي – صهيوني، ولأن أي دولة غير عربية تقدم الدعم للمقاومة العربية لها مشروعها الخاص ولا نريد لهذه المشاريع أن تتمدد في الوطن العربي.سابعاً: ضرورة تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تعتبر أي اعتداء على أي قُطر عربي اعتداء على الأمة العربية وهذا يعني أن أي عدوان صهيوني قادم على قطاع غزة أو الضفة الغربية أو أي قُطر عربي يجب أن يواجه ليس بصواريخ المقاومة في قطاع غزة وإنما بالأسلحة العربية التي طال انتظارنا لرؤيتها وهي قابعة في مخابئها رغم أنها بمليارات الدولارات.ثامناً: ضرورة العمل فوراً على الوحدة الوطنية الفلسطينية التي كانت سبباً في إضعاف القوة المطلوبة لمواجهة العدو الصهيوني، لأن غياب هذه الوحدة منح هذا العدو قوة في الإعلام المعادي لنا وتصوير المقاومة في قطاع غزة على أنها إرهابية بينما السلطة الفلسطينية في رام الله معتدلة وهذا التقسيم لا يعود خطره فقط من أعداء هذه الأمة وإنما من هذه الفرقة والقطيعة ما بين ثقافتين.. ثقافة المقاومة.. وثقافة الاستسلام التي يمثلها جماعة أوسلو الذين اختاروا مسار المفاوضات سبيلاً وحيداً للتعامل مع العدو واستبعدوا خيار المقاومة أو الانتفاضة، لهذا فإن العمل على إعادة الوحدة الوطنية بعد انتصار صواريخ غزة وعلى أسس واضحة وراسخة ووطنية وعلى ثقافة المقاومة سيضيف أهم صاروخ قاهر للعدو وهو صاروخ الوحدة الوطنية.
298
| 25 نوفمبر 2012
منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة ونحن نسمع ونشاهد زيارات بعض الشخصيات العربية إلى هذا القطاع وهي تعلن أنها جاءت لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر، لكنها لم تعلن أنها جاءت لدعم الشعب المحاصر بالقوة الحقيقية التي يحتاج إليها هذا الشعب الآن والقوة الحقيقية المطلوبة هي الدعم بالسلاح وليس فقط الدعم بالعواطف والعبارات اللفظية الإنشائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تسمن ولا تغني من خوف، ولا تسمن ولا تغني من قتل ودمار وعدوان وإرهاب يقوم به العدو الصهيوني.رئيس وزراء جمهورية مصر العربية هشام قنديل كان أول الزائرين وهو رئيس وزراء القيادة والريادة وهو رئيس وزراء ثورة 25 يناير وهو مبعوث رئيس القيادة والريادة الدكتور محمد مرسي وكان المأمول من هذا الزائر أن يكون بمستوى ما يمثل من قدرة وحجم وقيادة لمصر العربية وبمستوى إرادة شعبها العظيم، لهذا كان عليه أن يعلن من قطاع غزة وهو يرى طائرات العدو وهي تغير وتقصف وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ أن ثورة 25 يناير لن تسمح لهذا العدو بالاستمرار في إرهابه وقتله لشعب فلسطين وأن هذه الطائرات الصهيونية يجب أن تغادر سماء غزة فوراً.. وعلى البوارج الصهيونية أن تغادر الشواطئ الفلسطينية فوراً وإلا فإن ثورة 25 يناير لن تقف مكتوفة الأيدي وهذا التهديد كاف لأن يدرك هذا العدو أن مصر العربية القائدة والرائدة قد تغيرت فعلاً وأن نظام المخلوع حسني الذي كان يحمي هذا العدو بل ويتحالف معه قد ولى وانتهى.. وكذلك كنا نأمل من وزير خارجية تونس الزائر الثاني لقطاع غزة أن يعلن نفس هذا الموقف وأن تونس قد تغيرت أيضاً وأن ثورة تونس أعادت الكرامة لشعبها وستدافع عن كرامة الشعب العربي.وفي هذه اللحظات وأثناء كتابة هذا المقال ها هو وفد جامعة الدول العربية برئاسة الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية يخاطب أهل غزة ومعهم وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو وبحضور السيد إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ولقد تابعت هذا المؤتمر الصحفي وما قاله السيد هنية ومحاولة رفع معنويات شعب غزة البطل ومدى لهجة التحدي والقوة والحديث عن التهدئة المطلوبة ولعل أهم ما قاله السيد هنية هو مطالبته الدول العربية بتفعيل قرار الجامعة العربية برفع الحصار عن قطاع غزة.لكن ما أوقفني هو ما قاله السيد نبيل العربي وأنه ينحني أمام أهل قطاع غزة، وهذا الانحناء يعني التقدير والاحترام لكنه غير كاف لوقف نزف الدم الفلسطيني وغير كاف لمنع إراقة دماء الأطفال والنساء وكذلك قوله إن العرب يريدون إنهاء الاحتلال لكنه لم يحدثنا عن كيفية إنهاء هذا الاحتلال هل هو بالمفاوضات العبثية أو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.أما السيد أوغلو الذي قال لشعب غزة إن 75 مليون تركي يقفون معكم ولن يتخلوا عنكم فلم يقل لنا كيف.. وما هو نوع الدعم التركي لهذا الشعب الذي يدافع عن كرامة تركيا كما قال..لم نسمع من أي زائر عربي أو مسلم لقطاع غزة حتى الآن أنهم سيدعمون المقاتلين بالسلاح.. لهذا فإنها زيارات بلا أسنان!!
312
| 21 نوفمبر 2012
في هذه اللحظات التي أكتب فيها هذا المقال يجتمع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة لمعرفة ماذا هم فاعلون لمواجهة العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة المحاصر منذ أربعة أيام وذهب ضحية هذا العدوان حتى الآن حوالي أربعين شهيداً وحوالي 250 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال.هذا الاجتماع سنعرف قراراته التي نأمل أن تخرج عن نمط وأسلوب القرارات السابقة التي عرفت بالشجب والاستنكار والإدانة فقط، دون أن نلمس قرارات عملية على أرض الواقع.هذا الاجتماع الوزاري العربي يأتي وقطاع غزة يسطر بأحرف من نور نهجاً جديداً وفصلاً جديداً من ثقافة المقاومة عندما استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة الرد على هذا العدوان الصهيوني الغاشم بوصول الصواريخ الفلسطينية إلى تل أبيب والقدس وعندما أمطرت هذه المقاومة المستوطنات الصهيونية بوابل من الصواريخ وجعلت العدو الصهيوني ينبطح على الأرض أو يختبئ بالملاجئ وهو يعيش حالة من الرعب والخوف ويتذوق المرارة التي حاول دائماً أن يسقيها لشعبنا العربي.ولعل الإنجاز البطولي للمقاومة الفلسطينية والرد على هذا العدوان هذا الرد النوعي والكمي يؤكد أن زمن الهزائم والانكسارات قد ولى وانتهى وجاء زمن الصمود والانتصار، كما يؤكد أن زمن التسول السياسي وطلب الهدنة ومهادنة هذا العدو قد انتهى وولى، وجاء زمن العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم.كما يؤكد أيضاً مقولة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".لكن الخشية من اجتماع وزراء الخارجية العرب أن يحبطوا هذه المقاومة الباسلة ويطالبوا بل ويفرضوا على الفصائل الفلسطينية قبول هدنة مع هذا العدو لأن مجرد قبول هذه الهدنة يعني أن العدو حقق ما يريد لأنه يعمل من أجل هذه الهدنة عندما فوجئ بقوة المقاومة ووصول صواريخ هذه المقاومة إلى تل أبيب والقدس.كما أن مثل هذه الهدنة ستضاف إلى باقي تلك الهدنات التي يستغلها العدو دائماً ويعلن الحرب متى شاء ومتى أراد، فالعدو يستغل هذه الهدنة دائماً لحساباته وهو الذي يحدد زمانها، لهذا علينا أن نحذر من ذلك الفخ ونستمر في المقاومة لأن استمرارها مدة طويلة يصب في صالح الفصائل الفلسطينية لأن هذا العدو لا يحتمل أن يدخل في حروب طويلة، فهو يريد الحسم بسرعة.وإذا أراد هذا الاجتماع الوزاري العربي البحث عن مثل هذه الهدنة عليه أن يقرر قرارات شجاعة وجريئة للمستقبل، بحيث لا يمكن لهذا العدو أن يكرر عدوانه وإرهابه على قطاع غزة أو الشعب الفلسطيني والشعب العربي بأسره ولعل أهم هذه القرارات العودة إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي حان الوقت لإحيائها والعمل بها وهي الكافية لردع هذا العدو.لهذا نسأل هل سيبحث وزراء الخارجية العرب إحياء هذه الاتفاقية؟ هذا هو القرار المطلوب للرد على العدو بدلاً من الإدانة والشجب والاستنكار وزيارات التعاطف وعبارات المساندة والدعم اللفظية والإنشائية.
490
| 18 نوفمبر 2012
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1605
| 24 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1113
| 22 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
687
| 21 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
660
| 19 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
609
| 25 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
597
| 19 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
594
| 24 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
588
| 24 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
582
| 23 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
531
| 23 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
480
| 23 ديسمبر 2025
عندما نرى واقع الإدارة سوف نجد انها تبدأ...
420
| 22 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية