رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حارة كل من أصبعه إله!!

كل يوم يمر وأنا أشاهد عبر شاشات التليفزيون عملية استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان الشقيق أشعر بأن قطعة من كبدي تقطع وتتمزق وليتها تجري بعد عملية التخدير دائماً بدون تخدير ويزداد ألمها ونزيفها إذا علمنا أن اليد التي تمسك بالسكين التي تقطع هذه الكبد العربية هي يد عربية والسكين هي سكين عربية!! سبق أن تمت عملية جراحية قطعت جزءاً من الكبد العربية عندما أصدر بلفور وعده المشؤوم وبموجبه تم بتر جزء من الجسم العربي وهو فلسطين المحتلة لكن هذه القطع وهذا البتر وهذا الجرح تمت بيد عدو أجنبي وبسكين أجنبية ومباركة أجنبية وإرادة أجنبية، وكل هؤلاء الأجانب هم أعداء للأمة العربية لهذا قابلها الشعب العربي بالرفض والمقاومة وسيبقى هذا الشعب يكافح ويناضل لعودة هذا الجزء المغتصب إلى أهله الأصليين عاجلاً أم آجلاً. إن القلب يدمى.. والفؤاد يحزن.. والضمير يتألم.. والوجدان يحترق واليد ترتجف وعاجزة عن مسك القلم الذي ناضل وجاهد وكافح بالكلمة للحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وها هو يرى السودان يتمزق ويتناثر ويتبعثر وانفصال الجنوب ما هو إلا مقدمة لا سمح الله إلى تناثر وانقسام قادم وبعد أن نجح الصهاينة ومعهم الحليف الاستراتيجي الأمريكي والغرب عموماً في تحقيق هذا الحلم وهو انفصال جنوب السودان سيبدأ مخططهم في دارفور وبعدها الولايات السودانية الباقية ليصبح السودان نموذجاً لتنفيذ خريطة الشرق الأوسط الكبير على أرض الواقع الذي بدأ بغزو واحتلال العراق، فبعد أن عجز الصهاينة والإدارة الأمريكية ومعهم الغرب في بدء تنفيذ هذا المخطط من العراق ها هم يبدأون في تنفيذه من السودان الشقيق وسبب فشله بالبدء من العراق يعود إلى المقاومة العراقية الباسلة ووعي وإدراك ووطنية وعروبة الشعب العراقي الأصيل والسبب الثاني الذي لا يقل أهمية هو الدور التركي الرافض لأي توجه انفصالي لأكراد العراق والمعروف أن بعض الزعامات الكردية التي شجعت على غزو واحتلال العراق بل وساهمت في هذا الغزو والاحتلال كانت تحلم بالانفصال عن العراق ولا تزال تعمل على تحقيق هذا الحلم والاستفتاء الذي جرى في شمال العراق حول الانفصال والوحدة التي جاءت نتيجته 95% من الأكراد لصالح الانفصال تؤكد هذه الحقيقة، لكن تركيا كانت البوابة التي تحطم عليها هذا المشروع لبعض الزعامات الكردية والصهيونية والأمريكية لأن قيام دولة كردية في شمال العراق يشكل تهديداً للأمن القومي التركي، خاصة في علاقة هذه الدولة مع حزب العمال الكردستاني الذي يعيش الآن حرب عصابات ضد تركيا بل انه يقوم بأعمال إرهابية تستهدف الشعب التركي. وهنا من حق المواطن العربي أن يسأل ويتساءل أين الدور العربي في الحفاظ على وحدة الدول العربية وأين النظام الرسمي العربي من الأمن القومي العربي؟! إذا كانت الشقيقة تركيا منعت انفصال الشمال العراقي عن الوطن الأم العراق حفاظاً على أمنها القومي التركي فأين النظام الرسمي العربي من الحفاظ على وحدة السودان للحفاظ على أمنه القومي العربي بل أين النظام المصري من الحفاظ على أمنه الوطني والقومي العربي وهو يرى جنوب السودان ينفصل عن الوطن الأم ويشكل هذا الجنوب مصدر خطر على الأمن القومي المصري، خاصة في الأمن المائي؟! أين النظام المصري من وحدة شقيقه السودان ألا يشعر بأن هذا النظام هو المستهدف من هذا الانفصال المشؤوم لأن مصر هي "القيادة والريادة" وكل مخططات التقسيم والتفتيت للوطن العربي تستهدف مصر وتستهدف دورها مستقبلاً لأن أعداء الأمة العربية يدركون أن مصر "القيادة والريادة" فستعود لقيادة الأمة العربية عاجلاً أم آجلاً، لهذا كله يعمل هؤلاء الأعداء على تآكل أطراف الأمة العربية للوصول إلى قلب هذه الأمة مصر لأن أعداء هذه الأمة يعرفون جيداً أيضا أن معاهدة "سايكس-بيكو" التي قسمت الدول العربية إلى دويلات "حارة كل من ايده اله" تعمل الآن وفق شعار جديد وهو "حارة كل من اصبعه اله" بحيث تتناثر أصابع اليد الواحدة وتتبعثر وتتناثر إلى أصابع بدل اليد الواحدة!! وهذا هو مخطط الشرق الأوسط الجديد.

494

| 12 يناير 2011

الأحد الأسود

احترت في اختيار عنوان لمقال اليوم هل سأكتب الأحد الأسود أو الأحد الحزين أو الأحد المؤلم أو الأحد القاتل أو المخيف أو المرعب أو الجارح لأن غداً الأحد سيجري الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب السوداني ولأن النتيجة معروفة كما تشير كل الدلائل بالانفصال عن الوطن الأم، فإن هذا يعني بالنسبة لكل عربي من المحيط إلى الخليج يوماً أسود في حياة الأمة العربية لأن في هذا اليوم ستبتر أرض عربية من الجغرافيا بل ستسرق هذه الأرض بل أنها ستنتهك وتغتصب وتسلب والمؤلم والمحزن أن الأمين على وحدة تراب هذه الأرض لا يمانع في انفصالها بل إنه يقول سيفرح مع الآخرين الذين يختارون الانفصال، هذا في حال اختيارهم مثل هذا الخيار وهو يعلم جيداً أنهم انفصاليون وسوف يختارون الانفصال. هذا الموقف يدعو للدهشة والاستغراب، فكيف يحتفل من هو أمين على وحدة تراب وطنه بانفصال جزء من هذا الوطن، كيف يمكن له أن ينسى أنه رئيس كل السودان والجنوب جزء من هذا الوطن ومن يريد تجزئة وتقسيم السودان فهو لا يريد خيراً لهذا البلد وشعبه. كيف يمكن لنا أن ننسى دماء آلاف الشهداء السودانيين من الشمال والجنوب الذين سقطوا دفاعاً عن وحدة السودان ووحدة ترابه وشعبه. ونندهش ونستغرب نحن حملة الفكر والقلم وقد دافعنا بأقلامنا وأفكارنا عن وحدة السودان الشقيق ويأتي من يكسر ويحطم هذه الأقلام. ونندهش ونستغرب أيضاً أن النظام السوداني المدافع كما نعرفه عن الحقوق العربية، خاصة الحق العربي في فلسطين وتحريرها من البحر إلى النهر يوافق على ضياع قطعة من أرضه الواحدة. كيف لهذا النظام الذي صمد حتى الآن أمام الضغوط الأمريكية والمخططات الصهيونية أن يسمح بالنيل من وحدته ومن استقلاله ومن إرادته وتعرض هذا النظام لأبشع وأقذر وأعتى أساليب الحصار والتآمر وتحمل الكثير من إرهاب هؤلاء الأعداء بل إن رئيسه السيد عمر حسن البشير تعرض لأبشع أنواع الابتزاز والإرهاب من خلال محكمة الجنايات الدولية في ملاحقته وإصدار أمر بالقبض عليه ورغم ذلك صمد هذا النظام وصمد رئيسه واليوم يفرط في أرض سودانية. النظام السوداني يعرف جيداً تلك المحاولات العديدة منذ زمن طويل التي قامت بها قوى معادية للأمة العربية والسودان بالذات في محاولة سلخ الجنوب السوداني عن الوطن الأم، خاصة العدو الصهيوني والإدارات الأمريكية المتعاقبة وهذه الحقائق أصبحت معروفة لكل عربي، فكيف لهذا النظام أن يوافق على مخططات ورغبات هؤلاء الأعداء. كيف يمكن للنظام السوداني الحاكم اليوم أن يسجل التاريخ أن أرض الجنوب ضاعت في عهده وكان شاهداً على هذا الضياع بل وموافقاً عليه. كيف يمكن لنظام عربي أن يوافق على ضياع أرض عربية وشطبها من جغرافية الوطن العربي. وتزداد دهشتنا ويزداد استغرابنا أن النظام الرسمي العربي يتفرج على هذا الانفصال بل أنه "شاهد طلاق" على هذه الجريمة بحق الأمة العربية. لقد علمنا التاريخ وعلمتنا الجغرافيا أن السودان له حدود محددة وأرض واحدة وسيادة على هذه الأرض ومعترف بهذه الحدود الجغرافية دولياً وعربياً في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فكيف نغير هذه الحقائق الجغرافية والتاريخية وبإرادتنا وموافقتنا وتأييدنا. لا أستطيع القول إلا إن غداً يوم حزين ومؤلم وأسود في حياتنا العربية، و"حسبنا الله ونعم الوكيل".

702

| 08 يناير 2011

من هو عدو "القاعدة" الكنيسة أم السفارة؟!!

الجرائم الإرهابية التي تنسب لـ"القاعدة" تدعونا إلى التأمل والتفكير والسؤال عن حقيقتها، وهل فعلاً أن "القاعدة" وراء كل هذه الجرائم الإرهابية التي نسبت إليها بدءاً من تفجيرات نيويورك الإرهابية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء الأمريكان عام 2001م، مروراً بالجرائم الإرهابية في قتل المدنيين الأبرياء بالعراق الشقيق بعد الاحتلال وتلك الجرائم الإرهابية الأخرى في بعض الدول الأجنبية والعربية الأخرى ومنها تفجيرات لندن ومدريد وفي بعض الدول العربية مثل اليمن والسعودية وانتهاءً بجمهورية مصر العربية. ولأننا ندعو إلى التأمل والتفكير والبحث عن الحقيقة بشكل موضوعي وهادئ وهادف، فإن العقل والمنطق لا يمكن أن يتصورا أن "القاعدة" وراء كل هذه الجرائم الإرهابية، خاصة إذا كانت مثل هذه العمليات الإرهابية تحتاج إلى قدرة تكنولوجية فائقة وخبرة عالمية عالية كما حدث في تفجيرات نيويورك الإرهابية، وهذا العمل الإرهابي سبق أن كتبت عنه مقالاً أوضحت فيه أن القاعدة "بريئة" من هذا العمل الإرهابي الشنيع ولا أريد العودة إليه مرة أخرى، وإنما اعتقدت أن من كان وراء تفجيرات نيويورك هم عناصر المخابرات الأمريكية والصهيونية لخلق ذريعة غزو واحتلال العراق وأفغانستان من أجل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط التي بشر بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. أما في العراق الشقيق، فالجميع أصبح يعرف أن قوات الاحتلال الأمريكي بعد أن فشلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت تدعي الإدارة الأمريكية والصهيونية بوجودها في العراق أن العراق ونظام الرئيس الشهيد صدام حسين على علاقة بتنظيم "القاعدة"، وأنها غزت العراق للقضاء عليه والحقيقة أن تنظيم "القاعدة" لم يكن موجوداً بأرض الرافدين قبل الغزو والاحتلال وهذا أصبح معروفاً أيضاً، لكن الصهيونية والإدارة الأمريكية خططت لجعل هذا التنظيم "بعبعاً" ضد الشعب العراقي فقامت ومعها العملاء والخونة الذين جاءوا على ظهور دباباتها أو من تسلل خلفها بعدة عمليات إرهابية ومنها تفجير مسجد "العسكريين" في سامراء ونسبت هذا العمل الإرهابي للقاعدة وكاد هذا العمل الإرهابي أن يشعل حرباً أهلية وهو ما تخطط له الصهيونية وقوات الاحتلال لولا يقظة الشعب العراقي لكنها استمرأت هذا النهج الإرهابي وبدأت بتنفيذ عدة عمليات إرهابية وتنسبها للقاعدة حتى يومنا هذا لأنها وجدت في نفوس بعض المرضى من العراقيين أو من حلفاء العملاء والخونة تربة خصبة لتصديق ما تروج وتخطط، خاصة عناصر "الصحوة" التي تركت الاحتلال يقتل ملايين العراقيين ويهجر الملايين الأخرى وذهبت لقتال "الوهم" الذي صنعه الاحتلال وعملاء الاحتلال. وبناء على هذا الاعتقاد الذي لا أستطيع الجزم به وربما أكون مخطئاً ولكن العقل والمنطق والتحليل الموضوعي والهادف تشير إلى امكانيته، خاصة أساليب العدو الصهيوني ومخططاته ومعه الحليف الأمريكي يدفعنا إلى مثل هذا الاعتقاد ومما يعزز هذا التحليل وهذه الرؤية ذلك العمل الإرهابي الذي حدث في كنيسة "القديسين" بمحافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية منذ أيام وذهب ضحيته العديد من الأبرياء من المسيحيين العرب بين قتيل وجريح والذي يذكرنا بالعمل الإرهابي الذي استهدف كنيسة "النجاة" في بغداد وأيضاً ذهب ضحيته مئات الأبرياء من أشقائنا المسيحيين ونسب العمل الإرهابي على الكنيسة في بغداد إلى تنظيم "القاعدة" بينما العمل الإرهابي في الإسكندرية فقد أشارت الأصابع إلى تنظيم "القاعدة" حتى يومنا وقبل أن تظهر نتائج التحقيق وهنا نرجو من الحكومة المصرية أن تقوم بواجبها الوطني بمتابعة التحقيق في هذه الجريمة النكراء وأن تطلع الرأي العام المصري والعربي والعالمي على نتائج التحقيق، وهل تنظيم "القاعدة" يقف وراء هذا العمل الإرهابي القذر أم أن "الموساد" الصهيوني يقف من ورائه حتى ولو كانت أداة التنفيذ من غير الموساد أو الصهاينة الذي يدعونا إلى ضرورة التحري والدقة ومعرفة المجرم الحقيقي والإشارة إلى الموساد الصهيوني لعدة أمور واضحة وجلية ولعل من أبرزها تلك الشبكات التجسسية الإسرائيلية التي تم اكتشافها مؤخراً في مصر التي كانت تخطط لضرب الوحدة الوطنية المصرية وإشعال نار الطائفية والعرقية والمذهبية كما حدث في العراق بعد الاحتلال ولأن العدو الصهيوني يعرف أن قوة مصر هي قوة للعرب جميعاً واستقرارها هو ضمانة لاستقرار الوطن العربي، وثانيها قطع الطريق أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تم بموجبه غزو واحتلال العراق بتفتيت وتقسيم الدول العربية إلى كيانات ومذاهب وطوائف، وثالثها وهو الأهم للمشروع الصهيوني-الأمريكي هو شطب ومسح الهوية العربية الواحدة والجامعة للأمة العربية لأن استهداف المسيحيين العرب هو استهداف للهوية العربية، فالمسيحيون العرب هم من ساهم مع أشقائهم القوميين العرب بالحفاظ على الهوية العربية القومية. يبقى أن أضيف تصوراً مهماً برأيي وربما أكون مخطئاً أيضاً وهو أن بعض وسائل الإعلام فيها المصرية ذكرت قبل أسبوعين بأن تنظيم "القاعدة" أصدر من خلال ما يسمى "دولة العراق الإسلامي" أمراً باستهداف عدد من الكنائس القبطية في مصر ومن بين هذه الأهداف كنيسة "القديسين" والسؤال لماذا لم تؤمن السلطات المصرية الحماية لهذه الكنيسة وهي تعلم أنها مستهدفة، بل إن موعد الاستهداف كما يدعون كان معروفاً وهو أيام عيد الميلاد؟! والسؤال الأكثر أهمية هنا لماذا يقوم تنظيم "القاعدة" بقتل الأبرياء من المصريين المسيحيين وهم إخوة لنا في الوطن ويقفون معنا ضد العدو الصهيوني ويترك الصهاينة آمنين؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم قادراً على تنفيذ مثل هذه العمليات لا يوجه هذه العمليات نحو "السفارة" الصهيونية بالقاهرة؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم وهو يدعي الإسلام يقتل من يقف معه من المسيحيين العرب ضد العدو الصهيوني ويترك سفارة عدوه وعدو المسيحيين آمناً؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم قادراً على اجتياز كل الحواجز الأمنية والحراسات لم يفجر تلك السيارة أو هذا الانتحاري بالسفارة الصهيونية التي يرفرف علمها بالقاهرة؟! هذه الأسئلة الحائرة تدفعني إلى القول إن من قام بهذا العمل الإرهابي ضد كنيسة "القديسين" عناصر الموساد الصهيوني، أما إذا كان تنظيم "القاعدة" كما يدعون وكما يشيرون، فإن هذا التنظيم لا يفرق بين العدو والصديق ولا يفرق بين الأبيض والأسود وبين الإيمان والكفر، ونسأل هذا التنظيم إذا كان هو من يقف وراء هذه الجريمة من هو عدوه الحقيقي الكنيسة أم السفارة؟!

502

| 04 يناير 2011

هل أصبح العربي يرى .. ويسمع .. ويتكلم؟!

منذ مدة ليست بالبعيدة لو سألت إنساناً عن المواطن الذي لا يرى.. ولا يسمع.. ولا يتكلم، سيقول لك فوراً وبلا تردد انه المواطن العربي.. ليس لأنه كان بلا عيون أو بلا آذان.. أو بلا لسان ولكن لأن النظام الرسمي العربي أعماه .. وأخرسه وأطرشه، لأن هذا النظام يريد من هذا المواطن أن يرى بعين هذا النظام ويسمع بآذانه ويتكلم بلسانه فقط، وممنوع عليه أن يستخدم حواسه الخمس وإلا يمشي على أربع نحو غياهب السجون والمعتقلات، لأنه يملك كل شيء من التحكم بلقمة العيش إلى التحكم في مفاتيح أقفال السجون والمعتقلات ومفاتيح أقفال الألسنة والآذان والعيون، فهو يملك قوة قهر المواطن من مخابرات وأجهزة أمن إلى قوة الشرطة والجيش ويملك أيضاً وسائل الإعلام وغيرها من وسائل الاتصال الأخرى وبيده أيضا كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية والسلطة الرابعة وهي الصحافة والإعلام. اليوم يجد النظام الرسمي العربي نفسه قد خسر أو فقد أهم سلطة كانت بيده وهي السلطة الرابعة رغم أنه لا يزال يمسك بقوة بالسلطات الثلاث الأخرى لأن هذه السلطة استفادت من ثورة المعلومات ومن تكنولوجيا الاتصال سواء بالفاكس أو الكمبيوتر أو النت أو الفيس بوك أو اليوتيوب أو أي وسيلة حديثة الآن وأصبحت الصورة والصوت يصلان إلى العالم خلال لحظة وثانية. وهذا ما أكدته هذه الوسائل بنقل الصور عن ما جرى بسيدي زيد في تونس، وكذلك في الجزائر وفي مصر والكويت وبقية الدول العربية الأخرى. هذه الثورة في وسائل الاتصال أفقدت النظام الرسمي العربي أهم وسيلة كان يعتمد عليها في حجب الحقيقة عن الشعب وأصبح وضعه مكشوفاً أمام المواطنين وأصبحت أجهزته الإعلامية غير قادرة على تزييف الحقائق أو تضليل الشعب وخداعه من خلال أبواقه الإعلامية. ولأن هذا النظام الرسمي العربي يريد احتكار كل السلطات في قبضته ولأنه أيضاً يريد من المواطن العربي ألا يرى إلا بعينيه ولا يسمع إلا بأذنيه ولا يتكلم إلا بلسانه فقد حاول ويحاول الآن خنق أي وسيلة إعلامية حرة تحاول نقل الحقيقة، وما يحدث لقناة الجزيرة الفضائية خير شاهد على ذلك عندما لجأت بعض الدول العربية إلى مضايقتها أحياناً وإلى إغلاقها أحيانا أخرى. لقد حاول هذا النظام التحايل على السلطة الرابعة وسرقة دورها وتفريغها من مضمونها ودورها الحقيقي في نقل الحقيقة عندما لجأت بعض الأنظمة العربية إلى إعطاء وسائل الإعلام في بلادها هامشاً محدوداً من حرية التعبير لكن هذا الهامش سرعان ما تغلقه عندما يتعدى الخطوط الحمراء التي رسمتها هذه الدول مما يجعل من هذا الهامش المحدود متنفساً لإفراغ الشحنة الكامنة في نفوس الشعب. الآن وبعد هذه الثورة في الشبكة العنكبوتية وثورة المعلومات لا يستطيع أي نظام رسمي عربي أن يغلق حدوده على نفسه، فالمعلومة ستصل إلى المواطن شاء هذا النظام أم أبى، رضي أم لم يرض، كره أم أحب ولأن الحقيقة أصبحت متاحة أمام الشعوب، فلابد للنظام الرسمي العربي أن يراجع مواقفه من كل ما قام به ويقوم به سواء في دوره الوطني أو القومي، وإلا فإن هذا النظام سيجد نفسه في مواجهة شعبه لأن زمن تزييف الحقائق وتكييم الأفواه والتلاعب بعواطف ومشاعر الشعوب من خلال طبول الإعلام الرسمية قد ولى وانتهى، وكبت الحريات والتضييق على حرية الرأي وحرية الكلمة وتجاهل وإهمال القضايا المصيرية للشعوب في حياة حرة كريمة قد فات لأن هذه الثورة في المعلومات ووسائل الاتصال جعلت من المواطن العربي.. يرى.. ويسمع.. ويتكلم.

484

| 01 يناير 2011

مبروك لجريدة الشرق والإعلام القطري

كان قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر يقول: "إذا لم توجه لي الولايات المتحدة الأمريكية لوماً أو نقداً أو شتيمة يومياً، فهذا يعني أنني على خطأ"، لأنه رحمه الله كان يعمل لمشروع عربي نهضوي وحدوي يخلص الأمة العربية من الاحتلال الصهيوني ومن كافة أنواع الاستعمار وينهض بهذه الأمة للخلاص من التبعية والتخلف والفساد والقهر والاستغلال والظلم، بينما الولايات المتحدة تخطط لمشروع صهيوني وتعمل لتكريسه في الوطن العربي ليبقى هذا الوطن مشرذماً متخلفاً ضعيفاً منقسماً وتصبح اليد الصهيونية هي العليا في خدمة مصالحها ومصالح حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية لهذا اصطدم مشروع القائد عبدالناصر مع المشروع الأمريكي ولأنه كذلك جاء قول القائد إذا لم تشتمه الإدارة الأمريكية، فإنه على خطأ لأن المشروعين متناقضان مما يؤكد أن قائد الأمة العربية الراحل كان على صواب في مواقفه الوطنية والقومية. بالأمس تأكد للشعب العربي والعالم أن الإعلام القطري وجريدة الشرق القطرية على صواب في المواقف الوطنية والقومية عندما شنت رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية هجوماً لاذعاً على الإعلام القطري وجريدة الشرق القطرية لأن هذه الرابطة تعد من أبرز المؤيدين للعدو الصهيوني مادياً وسياسياً وإعلامياً في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد نشرت هذه الرابطة على موقعها الإلكتروني تقريراً يقول إن جريدة الشرق القطرية بين أبرز الصحف التي تهدد صورة إسرائيل في العالم في أخبارها ومقالاتها وتحليلاتها السياسية، كما أنها تنتقد المسؤولين الإسرائيليين وتصورهم كوحوش وحيوانات في رسوم الكاريكاتير التي تنشرها الصحيفة. هذه الحملة الصهيونية –الأمريكية ضد الإعلام القطري وجريدة الشرق بالذات، تعتبر وسام شرف لي، لأنني أحد كُتابها، ولكل الزملاء الكُتاب، ولكل من يعمل في هذه الجريدة من رئيس التحرير، إلى مدير التحرير، وسكرتير التحرير، وكل محرر، وإلى كل من يعمل بهذه المؤسسة التي نالت هذا الوسام الرفيع. لقد فزنا بهذا الوسام لأننا نكتب بموضوعية ونعمل بمهنية ونحدد العدو الحقيقي من الصديق الحقيقي ونعرف من نحن وماذا نريد وما هي أهدافنا ولا نخلط الحابل بالنابل كما تعمل اليوم أغلب وسائل الإعلام العربي ولا نخلط الخطأ بالصواب، أو نلهث وراء السراب ولأن العدو الصهيوني هو عدو لنا وللأمة العربية، فإننا نسمي المسميات بأسمائها ونقول العدو وسنبقى نحدد هذا العدو حتى التحرير وسنقول إن هذا العدو مجرم لأنه مجرم حقاً ونقول إنه إرهابي لأنه إرهابي حقاً.. ونقول إنه مغتصب لأنه مغتصب حقاً.. ونقول إنه وحش لأنه وحش حقاً. فالجرائم التي يقترفها هذا العدو واستمراره بالاحتلال والاستيطان وعدوانه المستمر على شعبنا وحصاره المجرم على قطاع غزة ومحاولات تهويده للأرض الفلسطينية المقدسة، خاصة القدس الشريف واستمراره في اعتقال وسجن الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ومجازره التي لا تتوقف حتى أنها طالت أحراراً من شعوب العالم، خاصة جريمته النكراء في قتل تسعة متضامنين ونشطاء أتراك على سفينة الحرية "مرمرة" كل ذلك يجعله مجرماً وإرهابياً ووحشاً كما نكتب ونرسم ونصور لأن واقعه يقول ذلك. إن وسام الشرف هذا الذي حازته جريدة الشرق القطرية فازت به أيضا من قبل قناة الجزيرة الفضائية عندما اعتدت عليها إدارة الرئيس السابق جورج بوش فدمرتها وقتلت بعض العاملين بها في غزوها واحتلالها للعراق الشقيق وأيضا مكتبها في أفغانستان وحصلت على هذا الوسام أيضاً بعض الصحف القطرية الأخرى مما يؤكد أن الإعلام القطري يعمل لخدمة وطنه وأمته ويدافع عن الحق وحرية الكلمة وعن المظلومين في العالم. فمبروك لجريدة الشرق ومبروك للإعلام القطري هذا الفوز بهذا الشرف العظيم.

492

| 29 ديسمبر 2010

تحية لهذا السفير

من الصعب جداً على الكاتب العربي أن يمتدح وزيراً في أي قُطر عربي لأن مثل هذا المدح سيعود عليه بعدة اتهامات، لعل أهمها هو "النفاق" للوصول إلى غاية أو هدف لهذا الكاتب من هذا الوزير أو المسؤول الحكومي لأن وضعنا العربي ونظامنا الرسمي العربي في أغلبه غابت عنه "الديمقراطية"، وغياب هذه الديمقراطية يفتح أبواب "المحسوبية" و"المنسوبية" ويفتح باب "النفاق" و"التزلف" و"الوصولية" لتحقيق بعض الرغبات والمطامح الشخصية لأن "الحق" للمواطن مرهون بـ"مزاج" المسؤول وبـ"رضاه" وبـ"راحته" وبـ"انشراحه" وليس كما هو في الدول المتقدمة والديمقراطية بأن كل مواطن يحصل على حقوقه بالطرق القانونية والدستورية من خلال الحكم الديمقراطي. لهذا خلت كل مقالاتي من مدح أي وزير عربي أو مسؤول رغم أن بعض هؤلاء المسؤولين تركوا بصمات طيبة على أدائهم وقاموا بواجبهم على أكمل وجه بل أن بعضهم تفوق في عمله وأدائه على بعض المسؤولين في الدول المتقدمة. ولكن من السهل جداً أن تمدح وتثني على أداء وعمل بعض السفراء خاصة أولئك الذين لا تربطك بهم مصلحة عمل أو علاقة وظيفية أو أنك لا ترجو منهم خدمة أو معروفاً لهذا فإن هذا المدح والثناء لن يفسر إلا بالجانب "الإيجابي" ويبعد أي "شبهة" من وراء هذا المدح لهذا اسمحوا لي اليوم أن أوجه التحية والتقدير إلى سعادة سفير دولة قطر لدى فرنسا الأستاذ محمد جهام الكواري الذي تصدرت صورته بالأمس الصفحة الأولى من جريدة الشرق وبجانبه خمسة وزراء وعشرات النواب الفرنسيين في حفل أقامه بمناسبة اليوم الوطني للدولة وقد أشاد هؤلاء الضيوف بالدور المميز وبالنهضة الشاملة التي تشهدها دولة قطر، حيث قال وزير الداخلية الفرنسي الذي حضر الاحتفال نيابة عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه صديق لقطر، وأشار إلى زيارته للدولة خلال الأشهر الماضية بطلب من رئيس الجمهورية وتمنى أن تتعمق الشراكة والصداقة التي تجمع بين البلدين. بينما أكد وزير التخطيط المدني الفرنسي موريس لوروا أن علاقات الصداقة بين البلدين قوية جداً والشعب الفرنسي يحب قطر أكثر من أي بلد آخر.. هذه الآراء والأفكار والتصورات لهؤلاء المسؤولين الفرنسيين عن دولة قطر لم تأت من فراغ وإنما لأن دولة قطر فرضت نفسها بقيادتها الحكيمة وعلاقات قائدها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى بقادة دول العالم ومنها فرنسا وكذلك تلك الدبلوماسية القطرية التي يقودها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وهذا السفير الذي كرّس كل جهده من أجل بناء أفضل العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، فلقد تناقلت لنا الأنباء أن سعادته لا يترك مناسبة ولا فرصة إلا واستثمرها خير استثمار لصالح بلده وتقوية وتمتين العلاقات القطرية-الفرنسية، وكم مرة شاهدناه وهو يتابع الأنشطة ويقيم الأمسيات الثقافية والفكرية وحتى الاقتصادية في باريس، هذا إلى جانب تعزيز العلاقات السياسية بين الدولتين ولعل من أهم إنجازات سعادته ما قاله وزير التخطيط الفرنسي إن الشعب الفرنسي يحب قطر أكثر من أي بلد آخر. إن سعادة السفير محمد جهام الكواري يستحق منا التحية والتقدير لهذا الدور المميز الذي يقوم به ليضاف إلى جهد اخوانه السفراء القطريين في دول العالم الأخرى لأن سعادته لا يترك فرصة إلا واستثمرها لصالح وطنه وآخر استثمار هو ما صرح به بالأمس لجريدة الشرق عن بدء التحضير لإطلاق جائزة التنوع الثقافي في فرنسا لتكون محور العام المقبل إضافة إلى المزيد من الفعاليات الثقافية والمنتديات والمؤتمرات، لا سيما في الدوحة عبر مشاركات على أكبر المستويات وأرفعها من قبل فرنسيين "عربي ومسلمين" ومن مقيمين، وأكد سعادته أنه يمكن الاستفادة من خبراتهم في أنحاء الوطن العربي وبالطبع في قطر، وأشار سعادته إلى أن كل ذلك هو تطبيق لرؤية صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. فلك يا سعادة السفير كل التحية والتقدير لهذا الجهد المميز وهذا الأداء الرائع والرفيع، ولك يا سعادة سفيرنا في لبنان الشقيق الأستاذ سعد بن علي المهندي كل التحية والتقدير أيضا على دورك وأدائك المميز، ولكن شهادتي بك مجروحة لأننا اخوة وزملاء دراسة عندما كنت في ولاية كولورادو أحضر للدراسات العليا وأنتم كنتم هناك، لهذا اكتفي بالتحية والتقدير لك ولكل سفراء دولة قطر.

2978

| 22 ديسمبر 2010

يوم الوطن والمواطن

منذ حوالي عشرين سنة سألني طفلي: ما هو الوطن؟ وقلت له الوطن يابني هو الهواء الذي تتنفس والأرض التي تمشي عليها وتأكل من خيرها والسماء التي ترسل أشعة شمسها لترى ومطرها لترتوي وقمرها لتستمع ونجومها التي تزيدها جمالاً وبهاء عندما يخيم الظلام وتهتدي بها إذا فقدت البوصلة، والوطن يابني هو السياج الآمن الذي يحميك من وحوش الحياة ومن الطامعين في استغلال لقمة عيشك، وهو الذي يطعمك إذا جعت ويرويك إذا ظمأت ويداويك إذا مرضت. الوطن يابني هو أمنك وأمانك.. وهو وجودك وكيانك.. وهو أرضك وسماؤك وهو نورك وضياؤك وهو وجودك ومكانك وهو عزك وافتخارك. الوطن يا ولدي هو الذي يعطيك بلا حدود.. ويستقبلك بلا سدود.. وتعيش فيه بلا قيود. الوطن هو أنت وأنا.. وهو.. وهي.. وهم.. وهن الوطن هو "نحن". الوطن هو شريان قلبك.. ووريد فؤادك.. منه تستمد الحياة.. وبه تكتمل دورة الحياة.. فأنت يا ولدي لن تتمكن من العيش بدونه.. وهو لن يعيش بدونك.. فأنت هو.. وهو أنت. الوطن يا ولدي لن يكون وطناً بدونك لأن لا وطن بلا مواطن.. ولا مواطن بلا وطن.. الوطن هو أن تحافظ عليه ويحافظ عليك وأن تحميه ويحميك.. وتصونه ويصونك.. وترعاه ويرعاك. الوطن يا ولدي أن تقول كلمتك وتمشي للحياة ولا تمشي إلى القبر.. الوطن أن تخاف عليه ولا تخاف منه.. وهو عينك التي ترى واذنك التي تسمع ولسانك الذي يتكلم. وهو الذي يبني لك جسراً تعبر فوقه نحو المستقبل.. وينزع الأشواك من طريقك نحو النجاح. الوطن هو الذي يجذبك ولا يطردك.. وهو الذي يشجعك على الإبداع والابتكار.. والإنتاج. الوطن هو قيادة شجاعة وحكيمة تنافس الكبار مهما كانت مساحة هذا الوطن الجغرافية صغيرة ومهما كان عدد سكانه وينتصر على هؤلاء الكبار. الوطن قيادة تمنحك المشاركة في صنع القرار لا أن تكون هي القرار.. وقيادة تقول "نحن" وتحارب "الأنا". قيادة تشيد المدارس والجامعات وتهدم السجون والمعتقلات، قيادة تبحث عن المعرفة والعلم وتطرد الجهل والتخلف والظلم. قيادة تحمل حلمك وحلم شعبها في حياة حرة كريمة عزيزة.. شب ولدي وكبر وتخرج وبدأ عمله في قطر. وفجأة وبدون أن أدري أدركت أنه لم ينس ما قلته عن الوطن عندما استيقظت صباحاً ووجدت سيارته أمام عيني وقد اختلف شكلها وتغيرت ملامحها. وجدت عليها علم دولة قطر.. وصورة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصورة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الأمين وصورة سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني فارس المونديال لعام 2022 بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر. عرفت من خلال هذه الصورة أن ولدي يقول لي هذا هو الوطن والمواطن ويعتز ويفتخر بهذا الوطن، كما يفتخر بوطنه لأنه من أبناء أشقاء هذا الوطن.

795

| 18 ديسمبر 2010

مفاوضون بلا أسنان!!

منذ أن بدأ المفاوض الفلسطيني يتفاوض مع العدو الصهيوني وأغلبنا من مفكرين ومثقفين عرب نقول إن هذا المفاوض لن يحرر شبراً في تفاوضه ولن يعيد حقاً مغتصباً ولن يحرر أسيراً أو معتقلاً ولن ينتزع اعترافاً بحق العودة ولن يردع العدو الصهيوني عن إرهابه وجرائمه ولن يوقف مسلسل القتل والدمار بحق الأطفال والنساء والشيوخ بل لن يتمكن هذا المفاوض من فتح معبر أو إزاحة نقطة تفتيش صهيونية أو يرفع حصاراً عن مليون ونصف المليون من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة. ورغم التحذيرات المتكررة والطلبات العديدة من هؤلاء المفكرين والمثقفين العرب بوقف مثل هذه المفاوضات والبحث عن بدائل عملية أخرى وفيها خيار المقاومة فقد أصر المفاوض الفلسطيني مدعوماً بموقف بعض الدول العربية على السير نحو التفاوض وهو يعلم جيداً أنه يلهث وراء السراب بل إن خطر التفاوض كان له تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية فقد كانت هذه المفاوضات غطاء لعدة جرائم قام بها العدو الصهيوني فقد التهم المزيد من الأرض الفلسطينية وأقام فوقها المستوطنات الصهيونية، فخلال التسعة عشر عاماً من التفاوض أقام العدو مئات بل آلاف المستوطنات على الأرض الفلسطينية المحتلة وخلال هذه السنين أيضاً حاول تهويد القدس وها هو يلتف حولها كالثعبان بهدف تهويدها أو تدميرها بالحفريات والهدم من حولها وخلال سني التفاوض أيضا قتل المئات بل الآلاف من الشعب الفلسطيني وخلال هذه السنين أيضا وهو يأسر ويعتقل المئات بل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وأيضاً يحاصر الملايين في غزة ويعرضهم للجوع والموت البطئ. الآن يتعرف هذا المفاوض الفلسطيني وبعد مرور تسعة عشر عاماً من التفاوض بأنه كان يلهث وراء سراب ويعترف بأن المفاوضة مع العدو الصهيوني لم تثمر شيئاً يذكر ويعترف أيضاً بأن آماله في الإدارة الأمريكية قد خابت وفشلت عندما تخلت الإدارة الأمريكية عن مطالبة العدو الصهيوني بوقف الاستيطان مقابل الدخول مرة أخرى بالمفاوضات المباشرة. لقد قلنا للمفاوض الفلسطيني ومعه العربي "اللي يجرب المجرب عقله مخرب" لكنهم لم يستمعوا لنا ولم يكترثوا بنا ولم يعطوا أقوالنا اهتماماً وها هم يفشلون بل يخسرون.. فقد فشل هؤلاء المفاوضون في رهانهم وخسروا بل انهزموا في حرب المفاوضات وها هم يبحثون عن "بدائل" والبدائل التي يبحثون عنها لقد قلناها لهم أيضاً وقلنا إن المفاوضات هي شكل آخر للحرب تحتاج إلى قوة فكما للحرب العسكرية قوة عسكرية أيضاً للمفاوضات قوة تحميلها ولأن المفاوض الفلسطيني لم يتسلح بهذه القوة فقد انهزم في هذه الحرب لأنه دخلها بلا أسنان وهذه القوة التي يجب أن يتسلح بها المفاوض العربي الفلسطيني هي الوحدة الوطنية أولاً ثم تسليح الشعب ثانياً واعتماد خيار المقاومة وهذه المقاومة هي حق مشروع لكل شعب احتلت أرضه. يضاف إلى هذه الأسلحة قوة الموقف العربي الداعم والمساند وهذا السلاح يعتبر من أهم الأسلحة لأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع عربي –صهيوني لهذا دأب هذا العدو على تفكيك جهات التفاوض معه فهو نجح في تفاوض وصلح صهيوني-مصري.. وأردني-صهيوني وها هو يريد من المفاوض الفلسطيني أن يبقى وحيداً وبعيداً عن "قومية الصراع"، وهنا لابد للنظام الرسمي العربي من أن يستفيق من غفوته وينهض من سباته ويفز دفاعاً عن أمنه القومي العربي وعن كرامته ومستقبله، فالعدو الصهيوني يحاصره من كل حدب وصوب والأفعى الصهيونية تلف نفسها حول عنق النظام الرسمي العربي، خاصة ما حدث من غزو واحتلال للعراق الشقيق واحتمال انفصال جنوب السودان الآن وغيرها من الدول العربية التي يحاول هذا العدو تمزيقها وتفتيتها بالآلة العسكرية الأمريكية -كما حدث في العراق -أو بالمخابرات كما يحدث الآن في جنوب السودان ودارفور. أما السلاح الأخير والمهم المفاوض الفلسطيني والعربي أيضا هو سلاح "التحالفات" الدولية وهذا السلاح لم يحمله المفاوض معه بل ذهب عارياً من أي تحالف دولي حتى ان بعض الدول التي ترغب في مد جسور التحالف معه يردمها بنفسها ويمنع التواصل بينه وبينها فعلى سبيل المثال الموقف التركي الذي سجل سابقة تاريخية عندما اختلط الدم التركي مع الدم الفلسطيني والعربي في المياه الفلسطينية عندما أقدم العدو الصهيوني على قتل تسعة أتراك كانوا في قافلة الحرية فوق سفينة مرمرة التي أرادت فك الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يضاف إلى هذه الدولة بعض الدول الإسلامية الأخرى والقوية، وكذلك بعض الدول الأوروبية التي قال بعض زعمائها "لن نكون عرباً أكثر من العرب"!!. هذه هي البدائل التي يجب أن يتسلح بها المفاوض الفلسطيني وهذه هي الأسلحة التي يجب أن يتسلح بها وإلا فإنه سيبقى يفاوض بلا أسنان.

445

| 11 ديسمبر 2010

فوز قطر.. دروس وعبر

وأخيراً وبعد صبر طويل.. وبعد آلام وجراح.. وبعد انكسارات وهزائم.. وبعد مصائب وكوارث.. وبعد غياب الانتصارات العربية.. وبعد التنازلات العربية وبعد غياب الفرح. أخيراً يأتي النصر ويأتي الفرح.. ويأتي التقدم والرخاء.. ويأتي نور الأمل في حياة أمة وكرامة شعب ويأتي نور فجر جديد لأمة عاشت طويلاً في ظلام دامس ويأتي هذا النور من رحم آلام وأوجاع هذه الأمة. أمس الأول ظهرت في سمائنا العربية شمس انتظرناها طويلاً بزغت من دولة قطر لتضيء أرض العرب من المحيط إلى الخليج. ظهرت هذه الشمس لتذيب جليد التخاذل والخوف والمذلة وتطهر بأشعتها كل الأجواء العربية التي تلوثت بأقدام الغزاة والطامعين والمحتلين هذه الشمس التي بزغت من دولة قطر كانت مفاجأة للجميع، خاصة الدول الكبرى المنافسة لهذه الدولة وأثارت دهشتهم واستغرابهم وتساءلوا كيف لدولة صغيرة في مساحتها وقليلة في عدد سكانها أن تفوز بأكبر حدث رياضي عالمي "كأس العالم لعام 2022"، وتساءلوا أيضا كيف تفوز هذه الدولة وهي من دول العالم الثالث المتخلف حسب قناعاتهم. لقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن دولة قطر صغيرة في مساحتها الجغرافية لكنها كبيرة في قيادتها وكبيرة في شعبها الذي يكبر يوماً بعد يوم لأن الله عز وجل وهبه قيادة حكيمة رشيدة وضعت الإنسان في قمة اهتمام خططها الاستراتيجية التنموية واعتبرت هذا الإنسان هدف التنمية وشاركت هذا الإنسان في صنع الحياة ورسم خطط المستقبل وبهذا الإنسان تحقق حلم قطر وتحقق حلم العرب باستضافة كأس العالم عام 2022م. ونسوا وتناسوا أن "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" وعزيمة وإرادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ورعاه كانت الدافع الحقيقي لمواجهة هذه المنافسة العالمية والفوز بهذا الإنجاز التاريخي ولعل ذلك يعتبر من أهم الدروس والعبر لنظامنا الرسمي العربي فبالإدارة والعزيمة نستطيع أن نحقق الحلم وبالإصرار والتخطيط السليم نستطيع أن نتغلب على الكبار مهما كنا صغاراً في مساحتنا الجغرافية أو في قلة عدد سكاننا. لقد كان فوز دولة قطر بهذا الحدث التاريخي محطة يجب أن يقف عندها نظامنا الرسمي العربي لأن هذا الفوز صحيح أنه يمثل جانبا رياضيا لكنه يحمل معه دروساً وعبراً تتعدى الإطار الرياضي ولعل أهم درس هو عدم الاستسلام وعدم اليأس وعدم الخوف وعدم التردد وعدم التفريط بالحقوق وعدم الاعتماد على الآخرين في البحث عن حلول لقضايانا المصيرية وعدم الخوف من الكبار وهنا لابد من التذكير بأن شجاعة دولة قطر جعلتها لا تتردد في قبول التحدي أمام دول كبرى مثل اليابان واقتصادها القوي المتين وكوريا الجنوبية كذلك والأهم من كل ذلك الدولة العظمى الآن الولايات المتحدة الأمريكية وهنا يتضاعف هذا النصر وهذا الفوز في هذا التنافس وقبول قطر أن تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية وتفوز عليها هو أبلغ درس وأقوى عبرة لنظامنا الرسمي العربي الذي تعود أغلبه ألا يقول "لا" للإدارة الأمريكية وها هي الدولة العربية الصغيرة تقول "لا" للإدارة الأمريكية.. تقول لها "لا" تحتكرين حقوق الآخرين فمن حقنا أن ننافس على حق من حقوق الشعوب مهما كانت قوته العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ولا تستصغري الآخرين فكم من دولة صغيرة وقليلة في عدد شعبها لا تغيب عنها الشمس وهذا ما نتمنى أن يسمعه الرئيس الأمريكي أوباما الذي وصف فوز دولة قطر بالمونديال بأنه "خطأ"!!! لا ندري يا فخامة الرئيس الأمريكي أين "الخطأ" ومن ارتكب هذا "الخطأ"؟!!!  لقد كنا نتوقع أن يقول العدو الصهيوني أن فوز دولة قطر هو قرار خاطئ لأن هذا العدو لعب دوراً تخريبياً وإرهابياً ضد ملف قطر فهل تطوع الرئيس الأمريكي ليقول ذلك نيابة عن هذا العدو وهو الرئيس الذي علقنا عليه آمالا في "التغيير"، بسلوك الإدارات الأمريكية السابقة بعدائها للعرب ومناصرة العدو الصهيوني وهو الذي رفع شعار التغيير وهو الذي يدعو إلى الديمقراطية فأين احترامه للديمقراطية إذا لم يحترمها في الاتحاد الدولي لكرة القدم وكيف يصف قرارهم "بالخطأ"، وهنا هل من حق هؤلاء مقاضاة الرئيس الأمريكي هذا يعود لرؤيتهم إنما ما يهمنا نحن العرب أن نفرح اليوم بهذا الإنجاز التاريخي لدولة قطر التي قالت للشعب العربي "ارفع رأسك يا أخي" وأول غيث عودة الكرامة والعزة والنصر "قطر" وبهذا نستطيع أن نقول إن فوز قطر.. دروس وعبر.

614

| 04 ديسمبر 2010

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2292

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1200

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

786

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

684

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

669

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...

597

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

582

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

543

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
معنى أن تكون مواطنا..

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...

531

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
الوطن.. حكاية شعور لا يذبل

يوم الوطن ذكرى تجدد كل عام .. معها...

504

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مسيرة تعكس قيم المؤسس ونهضة الدولة

مع دخول شهر ديسمبر، تبدأ الدوحة وكل مدن...

495

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مطار حمد.. صرح عالمي ورؤية نحو التميز

في قلب الخليج العربي، وتحديدًا في العاصمة القطرية...

465

| 09 ديسمبر 2025

أخبار محلية