رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فإن الله قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه، والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها، وقد جعل الله له أسباباً تجلبه وتقويه، كما كان له أسباب تضعفه وتوهيه، ومن أعظم ما يقوي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله بها، قال تعالى: "وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة" أي حفظها، وفهم معانيها ومدلولها، وأثنى على الله بها، وسأله بها، واعتقدها دخل الجنة. ومعرفة الأسماء الحسنى بمراتبها الثلاث: إحصاء ألفاظها وعددها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاء الله بها؛ دعاء الثناء والعبادة، ودعاء المسألة وهي أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها؛ لأن معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات وهذه الأنواع هي روح الإيمان، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه، وقوي يقينه. فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الله بأسمائه وصفاته، وأفعاله، من غير تعطيل، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تكييف؛ بل تكون المعرفة متلقاة من القرآن والسنة وما روي عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه، وقوة يقينه، وطمأنينة في أحواله، ومحبة لربه فمن عرف الله بأسمائه، وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى محبة الله تعالى.
11608
| 14 مايو 2020
دأب أولياء الأمور على غرس القيم النبيلة ومكارم الأخلاق في نفوس أبنائهم منذ نعومة أظفارهم، مثل احترام الكبير والتعامل مع الآخرين في جو من المحبة والتقدير. إلا أن مثل هذه القيم تواجه تحديا حقيقيا في عالمنا الرقمي اليوم. ففي ظل ارتفاع معدّلات نفاذ الشباب في دولة قطر إلى شبكة الإنترنت — سواء من خلال أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو هواتفهم الذكية أو أجهزتهم اللوحية — تتعاظم المسؤولية على عاتق أولياء الأمور والمعلّمين وتزداد أهميتها في توجيه هؤلاء الشباب إلى الحفاظ على قيم الاحترام ومراعاة الآخرين في الفضاء الإلكتروني، تمامًا كما هو الحال في الواقع الحقيقي. وتحت شعار "عزز تواصلك.. واحترم الآخرين"، يحتفل العالم بالنسخة العاشرة من اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمانًا الذي يوافق الخامس من فبراير من كل عام لتشجيع الاستخدام الآمن والمسؤول لشبكة الإنترنت. وفي هذا السياق، يتخذ المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة قطر (آي سي تي قطر) من اليوم العالمي لإنترنت أكثر أماناً فرصة حقيقية للتركيز والتأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة مواطنينا من مستخدمي شبكة الإنترنت لا سيما الأطفال والشباب مع تشجيعهم على حب المعرفة والاطلاع والاستفادة من مزايا الرقمية وآفاقها الواسعة. إن مواصلة التوعية بأهمية الممارسات السليمة والاستخدام الآمن والمسؤول على شبكة الإنترنت تأتي في صميم عمل قسم السلامة على الانترنت بالمجلس الأعلى للاتصالات، وعلى رأس قائمة أولوياته. وبحكم منصبي رئيساً لقسم "السلامة على الإنترنت" بالمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فإن سلامة المواطنين على شبكة الانترنت في دولة قطر قد باتت شغفي وشاغلي الأول الذي يتسق بشكل وثيق بالتوعية اللازمة بأفضل السلوكيات التي ينبغي على كافة مستخدمي الإنترنت ممارستها والالتزام بها. ومن هذا المنطلق، فإن أهم درس ينبغي علينا غرسه في نفوس أبنائنا هو توعيتهم بأن تصرفاتهم على شبكة الإنترنت سيكون لها أثر كبير وانعكاسات مباشرة على أرض الواقع؛ إذ أن وقع الكلمات الجارحة لا يختلف باختلاف المواقف والأمكنة، سواء كان ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك أو عبر الرسائل النصية، بل قد تكون أكثر ضرراً في ساحة الفضاء الإلكتروني لأنها تُحفظ في ذاكرة الإنترنت كما هي في صورة أرشيفية بشكل يمكِّن من الرجوع إليها ومطالعتها مرة بعد مرة. ولا ينتظر منا كأولياء أمور وتربويين أن نغفل أو أن نغض الطرف عن مختلف أشكال التعدّي الإلكتروني التي غالبًا ما تتم بصورة قد لا يلاحظها أولياء الأمور، أو لا يبلغ عنها المتضررون من الشباب على عكس ما يتم في العالم الواقعي من ممارسات غير لائقة وأشكال تعد — في باحات المدارس على سبيل المثال. لقد بات فتح قنوات تواصل بين أولياء الأمور وأطفالهم أمرا في غاية الأهمية في عصرنا هذا أكثر من أي وقت مضى. فحديثنا مع أطفالنا عن ضرورة الاحتفاظ بقيم الاحترام والتقدير تجاه الآخرين في الفضاء الإلكتروني سيكون له عظيم الأثر في بناء بيئة رقمية إيجابية تساهم ليس فقط في تعزيز التعلم والاكتشاف والاستفادة من الشبكة العنكبوتية، بل أيضاً تسهام في تقليل السلبية والمحتويات غير اللائقة. فيجب على أولياء الأمور وباقي أفراد الأسرة الجلوس مع أطفالهم والحديث معهم عن جملة السلوكيات اللائقة التي لا ينبغي الحياد عنها، مع التأكيد على أهمية التفكير النقدي والانتقائي في نوعية المعلومات التي يصادفونها على الإنترنت، وتوعيتهم بكيفية الحفاظ على خصوصيتهم؛ فهذه من بين أهم الدروس التي ينبغي أن نغرسها في أطفالنا لكي تتحقق لهم الطمأنينة وعدم الحرج في الحديث مع الكبار عن أية مشكلات يواجهونها، أو أي شكل من أشكال التعدي أو الإساءة على شبكة الإنترنت. ومن واقع اهتمامه لتحقيق السلامة على الإنترنت، أطلق المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات موقعاً الكترونياً تحت عنوان "سيف سبيس" لمساعدة أولياء الأمور والمعلّمين على توعية الأطفال بممارسات السلامة على الإنترنت. ويعدّ هذا الموقع مصدراً زاخراً بالمعلومات، والمصادر، والنصائح لأولياء الأمور والمعلمين والشباب والأطفال حول كيفية الاستمتاع بمزايا الإنترنت، وآفاقها الرحبة دون الحياد عن فضائل القيم ومحاسن السلوكيات والممارسات التي تضمن لهم السلامة على الإنترنت. يعج الموقع بالمعلومات القيمة في هذا المضمار، والتي تتميز بالسهولة والوضوح. ويسرّني أن أدعو الجميع إلى زيارة الموقع — عبر الرابط: http://www.safespace.qa/ — والاطلاع على محتواه ومشاركته مع الأصدقاء والعائلة حتى تعم الفائدة. وفي إطار مواصلة جهودنا نحو إنترنت أكثر أماناً، نعمل مع كافة المدارس في دولة قطر بغية تضمين موضوعات وقضايا السلامة على الإنترنت في المناهج المدرسية على المستوى الوطني، مع تعضيد هذه الجهود من خلال ورش عمل وعدد من المبادرات التوعوية التي تهدف إلى تعزيز وعي الطلّاب وأولياء الأمور والمعلمين بأفضل ممارسات السلامة على الإنترنت والتي يحفل بها موقع "سيف سبيس". وأحب أن أؤكد أن مجتمعنا القطري يتمتع برؤية ثاقبة حول ضرورة حماية وسلامة النشء، باعتبارها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع الأطراف المعنية في سبيل تعزيز قيم المواطَنة الرقمية لدى الأطفال، والتأكيد على أهمية احترام الآخرين على شبكة الإنترنت امتداداً للعادات والتقاليد والقيم الأصيلة التي يتمسك بها الشعب القطري. وختاماً، أدعوكم جميعًا للاحتفال باليوم العالمي لإنترنت أكثر أمانًا للتأكد من أن أطفالنا يتواصلون مع الآخرين على شبكة الإنترنت في جو من الاحترام والسلامة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة.
1000
| 05 فبراير 2013
مساحة إعلانية
المشهد الغريب.. مؤتمر بلا صوت! هل تخيّلتم مؤتمرًا...
7881
| 13 أكتوبر 2025
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
6522
| 14 أكتوبر 2025
منذ صدور قانون التقاعد الجديد لسنة 2023، استبشر...
3435
| 12 أكتوبر 2025
في خطوة متقدمة تعكس رؤية قطر نحو التحديث...
2796
| 12 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2472
| 16 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1839
| 10 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
1779
| 16 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1527
| 14 أكتوبر 2025
الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...
1188
| 14 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1071
| 16 أكتوبر 2025
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...
1062
| 14 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
975
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية