رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

لقاء سمو الأمير بأعضاء المجلس البلدي

تابع الشعب القطري الكريم باهتمام بالغ وكل من يعيش على أرض قطر الطيبة من مواطنين ومقيمين، اللقاء والحوار الراقي والتوجيهات السامية خلال لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع رئيس المجلس البلدي المركزي ونائب الرئيس وأعضاء المجلس، حيث أكد سموّه بأن دولة قطر حققت العديد من الإنجازات وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، والتي بدأ العمل بها منذ عام 2008، وسوف تُستكمل بإطلاق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024 - 2030)، داعياً أعضاء المجلس بالاطلاع عليها. وقال سموه مخاطباً أعضاء المجلس البلدي: «الإنجازات التي تحققت ضمن أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 ربما بعضها غير ملموسة، ولكن ما تحقق حتى الآن أحدث فارقاً كبيراً، إلا أننا أمامنا تحديات في المستقبل»، مشيراً إلى أن تطور البنية التحتية في البلاد خلال السنوات الماضية جعل كل من يشاهده لا يصدق ما يرى، داعياً الحفاظ على هذه الإنجازات والاستفادة منها. وقال سمو الأمير، إن الدولة حرصت على تنويع مصادر الدخل، وتنويع الاقتصاد، لمواجهة التحديات العالمية، كما تطرق سموه خلال لقائه مع أعضاء المجلس البلدي إلى أهمية تشجيع المواطنين على العمل بالقطاع الخاص، مؤكداً أنه قد جرت العادة منذ خمسينيات القرن الماضي أن يعتمد المواطن على القطاع الحكومي لتوظيفه، ولكن الآن أصبح ضرورة أن نشجع المواطنين على العمل بالقطاع الخاص. وفي السياسة الخارجية قال سموه: « دورنا أن نكون صادقين في الدعوة للسلام، ولكن هناك خطا يجب ألا نتعداه وهو قتل وتهجير الفلسطينيين، فهذا أمر غير مقبول، ونحن نقف مع المظلومين»، موضحاً أن سياسة قطر الخارجية أيضاً تعتمد على مساعدة الدول الصديقة والشقيقة في أزماتها انطلاقا من واجبنا الإنساني والديني. وتابع الجميع حرص سمو الأمير على دور الأسرة والهوية الوطنية، حيث أكد سموه أن دولة قطر تهتم بدور الأسرة كركيزة أساسية في المجتمع، والاعتزاز بالهوية الوطنية في تربية الأبناء، وكذلك تربيتهم على الولاء والإخلاص للوطن، مضيفاً: «يجب ألا ننتظر فقط ما يقدمه لنا الوطن، ولكن نفكر دائماً ماذا قدمنا للوطن أيضاً، وهذا المفهوم يجب أن نعززه لدى الأبناء في الدراسة والعمل». واختتم سموه حديثه بالقول: «أبوابنا مفتوحة لكم، وأمامكم دور تؤدونه، وآراؤكم سوف تكون مُقدرة ومسموعة لدى جميع الجهات المعنية، فنحن دائماً نقول إن المشاركة الشعبية هي أساس ثقافة وتاريخ مجتمعنا القطري، وسوف نقدم كل ما يلزم لإنجاح مهامكم، فكلنا ثقة فيكم، وكلنا نكمل بعض، لأن مصلحة الوطن والمواطن، الآن وفي المستقبل، فوق كل اعتبار». كان لقاء سمو الأمير حفظه الله، بأعضاء المجلس البلدي رسالة راقية من قائد الوطن إلى كل مواطن ومقيم يعيش على أرض قطر الطيبة المعطاءة الكريمة والتي يجب علينا جميعاً أن نتعاون ونتكاتف معاً من أجل خدمة هذا الوطن الغالي وخدمة المواطن والمقيم بما يتناسب مع المكانة العالمية التي وصلت لها دولة قطر بفضل الله ثم بحكمة وقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.. والله الموفق وهو المستعان سبحانه.

630

| 18 يناير 2024

التشكيل الوزاري الجديد

في إطار سعي قيادتنا الرشيدة إلى التطوير والارتقاء والنهوض المستمر في الشأن الداخلي والخارجي لدولة قطر، فقد شهدت قطر الأيام الماضية تعديلا وزاريًّا موفقاً من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدَّى. ونبارك للتشكيل الوزاري الجديد برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الذى حظي معاليه بثقة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، فهنيئًا لمعاليه ولهذه النخبة من الوزراء الجدد على هذه الثقة الغالية من سمو الأمير حفظه الله، والشكر موصول للوزراء السابقين على اجتهادهم. وكلنا أمل بأن الوزراء الجدد هم امتداد لقافلة التطور والتطوير الذي يقوده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، وندرك تماما حجم المسؤوليَّة الملقاة على عاتق الوزراء والأمانة العظيمة أمام الله ثم أمام ثقة سمو الأمير وكذلك تجاه دولتنا الحبيبة والشعب القطري الوفي، ونتفاءل بمزيدٍ من التقدُّم والتطوُّر في الشأن القطري داخلياً وخارجياً في خدمة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة. وعلينا جميعاً أن نضع أيدينا بيد سمو الأمير حفظه الله وكذلك نتعاون مع جميع الوزراء والأجهزة الحكومية برئاسة معالي الأخ العزيز الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والذي نتذكر جهوده السابقة في الأزمات التي تمر بها المنطقة وكان لمعاليه دور مميز في إبراز وإنجاح الدور القطري الرائع والدبلوماسية القطرية المتميزة على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي، وكذلك نفتخر بجهوده الحالية والمستقبلية بإذن الله، وما نحن فيه من خير بفضل الله سبحانه ثم دعم سمو الأمير حفظه الله لنا جميعاً، ونحن جميعاً على استعداد تام بإذن الله لمواجهة الصعاب والتغلُّب عليها وحسن الإدارة وتوفير البدائل في أي وقت، ممَّا يجعل الشعب القطري أكثر اطمئنانًا وأمنًا بفضل الله ثم في ظل قيادته الرشيدة لتحمُّلها هذه المهام الصعبة وسعيها الدائم إلى الارتقاء بشعبها ووطنها الغالي. وهذه التشكيلة من الوزراء سوف تقود هذا التطلع القادم بمزيدٍ من الاهتمام والجهد لتحقيق نتائج سريعة وملموسة داخل المجتمع القطري، ونأمل منها تحقيق تطلعات الشعب القطري واستغلال الطاقات الشبابيَّة وحماسها في التطوير والتنمية بما يواكب عصرنا الحديث من الاختراعات الحديثة والتكنولوجيا ودورها في حياتنا اليوم. وبلا شك فإن الوزراء الجدد لديهم الشعور الكامل بالمسؤولية الكبيرة التي يحملونها ومواصلة واستكمال مسيرة الارتقاء بالوطن، ودعواتنا لهم بالتوفيق والسداد والرشاد في مهمتهم القادمة.

1503

| 11 يناير 2024

موقعك في عملك رسالة وأمانة

العمل الوظيفي في حقيقته نعمة لصاحبه، حيث يسَّر الله له أن يكون مسؤولًا في قطاع معين أو وظيفة معينة ليكون عونًا لغيره، فيلبِّي طلبات المواطنين ويقوم على خدمتهم من موقعه هذا. وإن كانت الوظيفة في الأصل تكليفًا من الدولة يتقاضى صاحبها أجرًا على تأدية عمله، فإن جوهر العمل الوظيفي هو الاجتهاد في خدمة المواطن والمقيم والتيسير على كل ذي مطلب من باب ابتغاء وجه الله أولًا، ثم إتقان العمل كما يجب أن يكون، وكذلك طلبًا للأجر والمثوبة من الله لتقديم العون لإخوانك والتيسير عليهم في قضاء أعمالهم ورفع المشقة والتعسف عنهم. فالموظف الناجح هو الذي يعلم جيدًا أنه موجود في منصبه لخدمة الناس، فيتعامل معهم بكل لطف وود، يقابلهم بالابتسامة، بل ويذلِّل لهم الصعاب ويعدهم بالسرعة والإنجاز في تلبية مطالبهم وانقضائها، فيجب على كل موظف، مهما علا منصبه، أن يحرص على تأدية رسالته في منصبه بكل أمانة وإتقان وتواضع بشكل يترك له أثرًا طيبًا بعد ترك هذا المنصب. ولا شك أن الأثر الطيب يبقى وإن غادر صاحبه المكان، وما دام الموظف في موقعه يجب عليه التواضع والتخلي عن الكبر والتعالي، فمصالح الناس واجب عليك قضاؤها وتيسيرها؛ لأن هذا من صميم عمله. وليعلم كل مسؤول أن الله مطلع عليه في موقعه ويرى صنيعه تجاه عمله، فكما حثنا ديننا الإسلامي السمح على العمل أمرنا بالإتقان فيه، والإتقان الحقيقي لا يتحقق إلا بخدمة الناس وإسعادهم، ومَن تعمد تعطيل مصالح الناس وتأجيل أعمالهم ولو كانت صغيرة لن يصل إلى الإتقان بلا شك؛ لأنه شق على الناس ولم ييسر عليهم قضاء مصالحهم، فهو على خطر عظيم.. فقد جاء في الحديث الشريف عن عائشة - رضي الله عنها – أنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يقُولُ في بيتي هَذَا: «اللهمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أمرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أمرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ» فكل شخص أُسنِدت إليه وظيفة يقوم فيها على خدمة الناس وقضاء مصالحهم، لا بُدَّ أن يضع هذا الحديث نصب عينيه ويتقي الله في عمله ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، فيجتهد في التيسير على المواطن والمقيم ؛ لما في ذلك من مكانة كبيرة عند الله تعالى.. فقد جاء في الحديث عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلًا جاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس» . فنصيحتي لكل موظف وموظفة في الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات والإدارات والأقسام التي تقوم على تيسير مطالب المواطنين والمقيمين وقضاء مصالحهم أن يحرصوا على الإتقان في أعمالهم بتذليل الصعاب وبذل الجهد والوقت لإسعاد الناس والتعامل بالرفق واللين والتحلي بالتواضع الذي يزيد الإنسان رفعة ومكانة لا تحققهما له المناصب مهما علت، والتخلي عن الكبر والتعالي لأنهما يقضيان على روح الأخوّة والألفة وينشران البغضاء والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، فلا بُدَّ أن يقوِّي بعضنا بعضًا ويحرص على قضاء مصالح الناس كأنها حاجته الشخصية، فالتعاون على النفع والخير للآخرين دلالة على صفاء القلوب ونقاء السريرة وحب الخير للآخرين.

1329

| 04 يناير 2024

النصيحة فن وذوق وأخلاق

إن النصيحة من أهم مظاهر الدين الإسلامي إيجابية تجاه الآخرين، وهي شعيرة عظيمة دعانا إليها الإسلام بالرفق واللين والموعظة الحسنة، يقول الله تعالى في محكم كتابه: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125]. وقد علَّمنا رسولنا الكريم لمن يكون النصح؛ فعن تميم بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون النصح". •فالنصح هَدْيٌ رباني، وهو خُلُق الأنبياء والصالحين، وفي الحقيقة أصبحت النصيحة هذه الأيام من المهمَلَات في حياتنا، وأصبحنا نهملها اعتمادًا على الدعاة والمشايخ، وعلى أنهم فقط مَن يقومون بالنصح للآخرين. وهذا خطأ فادح؛ لأن كل شخص منا يجب عليه النصح لمن حوله من الأهل والأصحاب والجيران والزملاء، فكل شخص صاحب مسئولية عليه أيضا تحمُّل واجب النصح للآخرين. وحتى يُقبَل منك النصح لا بد أن تراعي حال المخاطبين وظروفهم، وأي الطرق أنفع في نصحهم. •فعلينا جميعًا أن ننصح بإخلاص من منطلق الحب والخوف على الآخرين من مغبة الوقوع في الخطأ، وليس معايرةً لهم على الأخطاء، فالنصيحة بإخلاص يجعل الله لها قبولًا بإذنه تعالى. وكذلك من آداب النصيحة أن تنصح لغيرك سرًّا وليس على رؤوس الأشهاد، فتلك فضيحة لا نُصح فيها ولا نَفع والعياذ بالله. يقول أحد الدعاة: (لتكن نصيحتك لأخيك تلميحًا لا تصريحًا، وتصحيحًا لا تجريحًا). وقال الإمام الشافعي: "من وعظ أخاه سرًّا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه". وأنشد رحمه الله: تعمدني بنصحك في انفـرادي ‍ وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نـوع من التوبيخ لا أرضى استماعه •ومن جوانب النصح المهمة النصيحة لولاة الأمر، وتلك أيضًا لها آداب لا بد من التزامها، فنصيحة ولاة الأمر تكون بالسر والحكمة والهدوء وليس بأسلوب يثير الفتنة في المجتمع، وكذلك الدعاء لهم بظهر الغيب بالصلاح والاستقامة وأن يرزقهم الله البطانة الصالحة الناصحة. يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "ومن النصيحة لله ولعباده هو الدعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق والهداية والصلاح، وأن يمنحهم الله البطانة الصالحة". ويجب علينا جميعا تقبُّل النصح من غيرنا، لا سيما إذا كان نصحهم لنا على حقٍّ؛ فلا بد من التغيير للأفضل، وذلك نجاة لنا وليس للناصح، بل الناصح قد بذل ما عليه، وعلينا نحن أيضا قبول النصح منه لأن فيه الخير لنا، فالنصيحة إذا أخذتها بعين الاعتبار فهي نافعة لك بالتأكيد، وإذا قابل البعض النصح بأسلوب مُشِين كالسبِّ أو الشتم علينا تأديبه بالحلم والحكمة والأخلاق العالية، فكل إناء ينضح بما فيه، والإنسان يتعامل مع الآخرين بأخلاقه وتربيته هو وليس كل شخص سيئ نعامله بأخلاقه السيئة. •فوائد النصيحة للفرد والمجتمع أولًا: أنها من أعظم أسباب الثبات على الدين؛ لأن الذي ينصح يريد أن يطبق ما نصح به، ولا يخالف فِعْلُه قَوْلَه، قال تعالى عن نبي الله شعيب: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ﴾ [هود: ٨٨]. ثانيًا: دليل حب الخير للآخرين والحرص على صلاحهم وبغض الشر لهم كذلك. ثالثًا: صلاح المجتمع، إذ تشاع فيه الفضيلة وتُستَر فيه الرذيلة. رابعًا: القضاء على كثير من المنكرات، فكم من مُنكَر زال بسبب نصيحة صادقة. خامسًا: تنفيذ أمر الله ورسوله الذي هو غاية سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71]. سادسًا: أنها من أعظم أسباب الهداية، فكم من كافر أسلم بسبب نصيحة! وكم من عاص مرتكب لكبائر الذنوب تاب أو استقام حاله بسبب نصيحة! روى مسلم في صحيحه من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي -رضي الله عنه-: "فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ". •اللهم اجعلنا من الناصحين المخلصين، واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مُضِلّين.

17763

| 18 مايو 2023

مونديال قطر 2022.. الفكرة والإرث والاستدامة

ما زالت أصداء النجاح المتميز لمونديال قطر ٢٠٢٢ حديث العالم كله ومحل إعجاب وانبهار ملحوظ على المستويين العالمي والمحلي. وفي هذا الإطار، نظم المركز القطري للصحافة، بالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام، مساء الإثنين الماضي، ندوة بعنوان «مونديال قطر 2022.. الفكرة والإرث والاستدامة»، ولا شك أن هذه الندوة شرحت عدة محاور، ربما كانت غير واضحة للجميع؛ ففكرة استضافة المونديال لم تكُن وليدة موعد الحدث، لكنها كانت فكرة قديمة سابقة للبطولة بأعوام؛ فمنذ ٢٠١٠ وقطر تستعد وتسعى إلى الإقدام على هذه الخطوة ووضع جميع الاستعدادات وطرح جميع المشروعات التي تخدم قطر في السعي إلى استضافة هذا الحدث الكبير، فبدأت القيادة الرشيدة تكليف عدد من المؤسسات في الدولة بالاهتمام بمشروعات البنية التحتية من ملاعب وفنادق وطرق وغيرها من المشروعات الخدمية في الداخل والخارج التي تؤهل قطرنا الحبيبة لاستضافة هذه البطولة الضخمة. وقد كان لتلك المؤسسات التي عملت في الاستعداد للمونديال دور فعَّال وحيوي ومتميز في حسن التنظيم والاستعداد الأمثل، ممَّا جعل لهم الفضل - بعد الله تعالى - في هذا النجاح الذي يُشعرنا جميعًا بالفخر والاعتزاز بهذه الكفاءات التي تخدم هذا الوطن بكل حب وتفانٍ. الواجب علينا نحن الشعب القطري بعد تمام هذا الفضل والنجاح المبهر للبطولة هو كيفية الاستفادة من هذا النجاح على الصعيدين المحلي والدولي. كل نجاح يحتاج منك إلى حسن تمسك به والمحافظة عليه ببذل الجهد والمثابرة لتكون في القمة على الدوام، وهذا ما يجب عليَّ وعليك فعله وغرسه في النشء الجديد والجيل القادم من شبابنا وبناتنا، نوضح لهم: انظر إلى تقدم بلدك ونجاحه في هذه البطولة مع ضخامتها وتعدد جنسياتها ولغاتها، لكن التخطيط السليم والتنظيم المدروس بعناية واهتمام كتب الله لهما النجاح، فتجب الاستفادة من كل فكرة وكل مشروع وكل أطروحة ثبتت فاعليتها في المونديال وجاءت بثمارها المرجوة، ونحاول جاهدين تنمية هذه الأفكار والمشروعات وتطويرها، بل وتدريسها كذلك لتكون نموذجًا يقتدي به الجيل القادم ويحتذي به. بهذا نكون قد استفدنا من نجاح تجربة ضخمة فيها كثير من الدروس لا بُدَّ أن يعلمها الكبير والصغير، ثم يجب علينا بعد ذلك الحرص على استدامة هذا الإرث المشرف لقطر الحبيبة، وذلك يكون بالحرص المستمر على التقدم والتطور، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، فالتقدم الفردي أساس التقدم عمومًا. فلا بُدَّ من الاجتهاد والمثابرة في طريق التقدم العلمي والتكنولوجي، وليعلم كل قطري أن على عاتقه مسؤولية كبيرة لا بُدَّ أن يعمل لها، هي تشريف دينه ووطنه في الداخل والخارج، ولا بُدَّ أن يكون سفيرًا جيدًا لبلده يحافظ على نجاحه وعلى إرثه المبارك ويضيف له ويعزز كل نجاح وموروث حققته قطرنا في ظل قيادتنا الرشيدة وحكومتنا المخلصة. في الختام، نشكر المنظِّمين لهذه الندوة المهمة ونبارك لهم نجاحها في طرح وتوضيح جميع تفاصيل مشوار استضافة المونديال منذ الفكرة وحتى نجاح البطولة بسلام، ونسأل الله تعالى أن يكتب أجورهم ويبارك في عملهم وأن يحفظ بلدنا الحبيب قطر من كل مكروه وسوء ويجعله دومًا في الصدارة.. آمين يا رب العالمين.

2580

| 04 مايو 2023

عيدكم مبارك

عيدكم فرح وسعادة، عيدكم أجر ومثوبة، عيدكم فوز ومكافأة على التوفيق لصيام رمضان وقيامه والاجتهاد في الطاعات والتزوُّد من جميل الخصال في شهر القرآن. فيوم العيد يجب فيه الفرح والابتهاج والاحتفال بالعيد؛ فهذا من مظاهر السرور وشعيرة من شعائر ديننا الحنيف، فيجب على المسلمين إظهار السرور والفرح يوم العيد؛ فقد شرع الله لنا العيد لنفرح بتمام فريضة الصيام وإدراك رمضان والاستمتاع بصيامه وقيامه. يبدأ يوم العيد بالصلاة، ويُعدُّ حضور صلاة العيد من شعائر الإسلام المهمَّة التي يجب المحافظة عليها؛ لأنها من السنن المؤكدة عن النبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فقد كان يحافظ عليها رسولنا الكريم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وأصحابه من بعده؛ لما فيها من اجتماع المسلمين وظهور قوتهم وزيادة المحبة والود فيما بينهم؛ لذلك ينبغي لنا جميعًا الاهتمام بحضور صلاة العيد، الكبير والصغير والنساء والفتيات. فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا» (صحيح مُسلم). وكذلك من صور الاحتفال والفرح بالعيد لبس أفضل الثياب وأبهاها، والسُّنَّة أن يلبس الجديد إن أمكن له ويتعطر بأحسن الطيب اقتداءً بنبينا الكريم - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ - وسلفنا الصالح من بعده. وتُستحب التوسعة على الأهل في النفقات للاستمتاع بالعيد، وكذلك إدخال السرور على الأسرة والأولاد، وخاصَّةٍ الأطفال، وتجديد صلة الرحم ونبذ الخلاف وإنهاء الخصومات وتفقُّد الأقارب والمحتاجين في أيام العيد وزيارة المرضى منهم، فكل ذلك ممَّا يجعل العيد أجمل لتعمَّ السعادة والفرح وينتشر الود والمحبة في هذا اليوم المبارك. وكذلك رخَّص رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في إظهار السرور والمرح والغناء واللعب وسائر مظاهر الاحتفال المباحة. والدليل على ذلك ما رُوِي عن عائشة – رَضِي اللهُ عنها – أنها قالت إن أبا بكر دخل عليها والنبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - عندها في يوم فطر أو أضحى، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟ فقال النبي - صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم» (رواه البخاريُّ ومُسلمٌ). وهذا يدلُّ على يُسر هذا الدين وسماحته، فقد شرع لأتباعه الاحتفال بأعيادهم والفرح بها على طبيعتهم وسجيَّتهم دون التضييق عليهم، فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات من الأعمال، والحمد لله على نعمة التمام. عيد فطر مبارك على جميع المسلمين في كل مكان.

4770

| 20 أبريل 2023

سرعة الأيام مُخيفة

بالأمس القريب استقبلنا شهر الصيام، كنا على موعد مع شهر كامل، فلما انفلت من بين أيدينا شعرنا بأنه مضى سريعًا وكأنَّه ساعة من نهار، فمهلًا يا ضيفنا العزيز، فلم نرتوِ بعدُ من بركاتك ونفحاتك التي نتمنَّى دوامها طوال العام، ولكن ها هي الأيام وتلك هي سُنَّة الحياة، فلا شيء يدوم إلا وجه ربك ذي الجلال والإكرام. ونلاحظ جميعًا سرعة مخيفة في مرور الأيام في عصرنا الحالي، ما يجعلنا نستذكر بعض الأمور وكأنها من شهر أو اثنين فنُفاجَأ بأن العام قد انتهى وحلَّ عام جديد، فنتعجب من المرور السريع لسنوات العمر فنرى السنة تمر كالشهر، والشهر كالأسبوع، والأسبوع كاليوم، واليوم كالساعة. وقد أوضح الله تعالى لنا مدى سرعتها على الإنسان بقوله تعالى: «قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» (المؤمنون: 112 - 114). وكلنا نعلم أن المسلم يوم القيامة أول ما يُسأل عنه هو عمره فيمَ ضيَّعه، فقد رُوِي عن النبي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – أنه قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟» (رواه الترمذيُّ وصححه الألبانيُّ). فلا بُدَّ من أن نأخذ من سرعة مرور الأيام عظة وعبرة ونقدِّر قيمة الوقت في حياتنا؛ لأن الوقت باختصار ما هو إلا أعمارنا، فإذا مضى الوقت نقص العمر، فلا بُدَّ من اغتنام الأوقات في طاعة مولاك كما قال الحسن البصري: «يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك». وقال أيضًا: «أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم». رُوِي أن الفضيل بن عياض قال لرجل: كم عمرك؟ فقال الرجل: ستون سنة. قال الفضيل: إذًا أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله تُوشِكُ أن تَصِل. فقال الرجل: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون. فقال الفضيل: يا أخي، هل عرفتَ معناه؟ قال الرجل: نعم، عرفتُ أني لله عبد، وأني إليه راجع. فقال الفضيل: يا أخي، مَن عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومَن عرف أنه موقوف عرف أنه مسؤول، ومَن عرف أنه مسؤول فليُعدَّ للسؤال جوابًا. فبكى الرجل، فقال: يا فضيل، وما الحيلة؟ قال الفضيل: يسيرة. قال الرجل: وما هي يرحمك الله؟ قال الفضيل: أن تتقي الله فيما بقي، يَغفِر الله لك ما قد مضى وما قد بقي. أحبتي.. ما زالت الفرص أمامنا ومواسم الطاعات لا تنتهي، فمن تكاسل في رمضان أو قصَّر فليحسن الظن بربه ويعُد إليه مسرعًا، فالأوقات تمضي كالريح لا تنتظر أحدًا، فسارع بالعمل الصالح والمداومة على الطاعة تجد أثر عبادتك في كل أيامك وتعِش مطمئنًّا لا تخشى الموت ولا الحساب؛ لأنك أعددت لكل سؤال جوابًا.

8709

| 19 أبريل 2023

زكاة الفطر وفوائدها الاجتماعية

ها نحن على وشك الختام لفريضة الصيام، ومع الختام يجتمع مزيد من العبادات والطاعات فضلًا من الله تعالى على عباده لنجني بها مزيدًا من الأجور والحسنات، فقبل عيد الفطر بأيام تجب علينا زكاة الفطر لنكمل بها أجر الصيام والقيام في شهر رمضان. وزكاة الفطر أحد فروع الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام ويهتم بها المسلمون اهتمامًا كبيرًا، شأنها شأن سائر الأركان. وزكاة الفطر لها خصوصيَّة في الوقت لوقوعها في شهر رمضان، فلا مجال لتأخيرها إلى وقت آخر. ولها حكمة بالغة شُرعت من أجلها، هي تكملة أجر الصائم وتمام فريضة رمضان، فعن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عنهُما -: «فَرَضَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - صدقة الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ وطُعْمَةً لِلْمَساكِينِ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهي زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاة فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقَات» (رواه أبو داود). ولها فوائد تعود على الفرد والمجتمع.. ومن فوائدها التي يجنيها المسلم لذاته: تحقِّق العبوديَّة الكاملة لله وتمام الامتثال لأمره في كل ما، وفرض على عباده، وترقِّق القلوب، كما يمحو الله بها الذنوب والزلات، وتطهِّر النفوس وتزكِّيها، وتعوِّد المسلم البذل والعطاء، وتقوِّي الروابط والصلات بين أفراد المجتمع المسلم، كما إنها نوع من أنواع التكافل الاجتماعي في المناسبات المهمة كالأعياد وما يلزمها من زيادة التكاليف والمصروفات. ومقدار زكاة الفطر حدده رسولنا الكريم - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - في الحديث الشريف عن ابن عمر - رَضِيَ اللهُ تعالى عنهما - أنه قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ» (صحيح البخاريِّ). والمستحقون لزكاة الفطر هم الأصناف الثمانية الذين تُصرف لهم الزكاة؛ قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60). ويجوز أن يُعطي المسلم زكاة فطره لشخص واحد ويجوز له أن يخرجها لعدة أشخاص، والأفضل فيهما هو رؤية المزكي حالهم والحرص على تحقيق إغنائهم في هذا اليوم، فإن استغنى بها شخص واحد نعطيها إياه كاملة، وإن كانت كافية لإغناء عدة أشخاص يقسِّمها المزكِّي عليهم. وقت إخراج زكاة الفطر يجوز إخراجها من أول رمضان وخلال الشهر الكريم، وتجب من طلوع فجر يوم العيد إلى ما قبل صلاة العيد، هذا لمن صلَّى العيد، وإلّا فيمتد وقت إخراجها إلى ما قبل الزوال. ووقت دفع زكاة الفطر له اعتبارات كثيرة، فلكل بلد ظروفه، فتخرج حسب الحاجة والأنفع والأفضل لمستحقيها لتحقيق التكافل الاجتماعي في هذه المناسبة التي ننتظرها كل عام لنجتمع على الطاعة والعبادة ونسعد بالعيد ويعم الفرح والسرور أرجاء بلاد المسلمين.

1737

| 18 أبريل 2023

موجِبات القبول

توفيق الله تعالى العبد للعمل الصالح نعمة عظيمة، لكنها تفتقر إلى القبول الذي لا يعلمه إلا الله، ولا يمكن للعبد بأي حالٍ أن يجزم بأن عمله مقبول، ولكن كلنا نعمل ونرجو القبول من الله؛ لأن الأعمال مهما صلحت من دون قبول فلا وزن لها ولا نجاة بها. والحقيقة أن القبول يعتمد على شروط ينبغي توافرها لنكون أقرب إلى القبول بإذن الله تعالى؛ فأول الشروط: الإخلاص، وهو أمر خفي محله القلب، يعلمه الله ولا يطَّلع عليه أحدٌ من خلقه، فمن أخلص عمله ابتغاء وجه الله دون رياء ولا سمعة علم الله صدقه ومحبته فكان ذلك أحرى لقبول عمله. قال تعالى: «فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» (الكهف: 110). فيجب أن تكون العبادة كلها خالصة لله - تعالى - لا مكان فيها لحظوظ النفس من الرياء وحب الشهرة والظهور وثناء الناس، فيجب التخلُّص من ذلك كله ومجاهدة النفس لتحقيق الإخلاص. والأمر الثاني من شروط قبول الأعمال هو: الاتباع والبعد عن الابتداع والمحدثات؛ لأن أمرها خطير، فالخير كل الخير في اتباع الهدي الصحيح الوارد في الكتاب والسنة دون زيادة أو نقصان، وتمام التسليم لأوامر الله تعالى واتباع سنة نبيه الكريم - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. ومما يجعلنا نحقق أسباب قبول الأعمال أن يظل المسلم يقظًا حريصًا على محاسبة النفس باستمرار، وعلى تطهير القلب وإخلاص النيات لله، والحرص على صحبة أهل الصلاح والتقوى، والإكثار من حضور مجالس الذكر والعلم النافع؛ فهي تذكِّرنا بكل خير، ولا نترك المجال لوسوسة الشيطان الذي يفسد علينا أعمالنا. وممَّا ينبغي التنويه به أن نحرص كل الحرص على المداومة على الطاعة في رمضان وغيره، وليست العبرة بكثير العمل أو قليله، إنما العبرة بالاستمرار والدوام، فعن عائشة - رَضِيَ اللهُ عنها - أن رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - سُئِل: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: «أدومه وإن قل» (رواه مُسلمٌ). هل لقبول العمل علاماتٌ نستبشر بها؟.. قال ابن القيم - رحمه الله -: «وعلامةُ قبول عملك: احتقاره واستقلاله وصغره في قلبك، حتى إن العارف ليستغفر الله عُقَيب طاعته، وقد كان رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - إذا سلَّم من الصلاة استغفر الله ثلاثًا وأمر اللهُ عبادَه بالاستغفار عُقَيب الحج ومدحهم على الاستغفار عُقَيب قيام الليل، وشرع النبي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - عُقَيب الطهور التوبة والاستغفار، فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه، لم يجد بُدًّا من استغفار ربه منه واحتقاره إياه واستصغاره».

1227

| 17 أبريل 2023

خيرٌ من ألف شهر

منحة ربانيَّة عظيمة تجلَّى فيها كمال فضل الله على عباده وعظيم مَنِّه وإنعامه عليهم، فجعل لنا ليلة القدر جائزة كبرى لمن صام وقام واجتهد وصبر ونافس وتعب وتحرَّى ودعا ربه أن يجعله مِمَّن أدرك ليلة هي خير من ألف شهر. ومن نفحات العشر الأواخر ومن أهم بركاتها التي تجعل هذه العشر مميَّزة عن سائر أيام شهر رمضان المبارك: وقوع ليلة القدر فيها، ولا يخفى على مسلم فضل هذه الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ◌ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (الدخان: 3، 4). ففي هذه الليلة نزل أعظم الكتب السماويَّة على الرسول الكريم - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - وعبادة المسلم في هذه الليلة تعدل عمرًا مديدًا من الطاعات والعبادات؛ فهي تعدل ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر تقريبًا. لذا، يجب ويلزم ويتحتَّم على المسلم قيام ليلة القدر والإكثار من الطاعات والعبادات؛ لأنها تمحو الذنوب؛ فعن أَبي هُريرة – رَضِيَ اللهُ عنه - عن النَّبِي - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - أنه قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَة القَدْرِ إِيمانًا واحتسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ» (متفق عليه). وسُميت هذه الليلةُ ليلةَ القدر لأن الخالق - سبحانه - خصَّها بالأقدار؛ ففيها تُقدَّر الأرزاق وسائر أمور العباد، وصحائف الأقدار تأخذها الملائكة لمدة عام حتى تأتي ليلة القدر من العام المقبل.. وفيها نزل القرآن، وهو أعظم الكتب قدرًا، ولأن الإنسان يعظم قدره فيها إذا التمسها في العشر. وأخفاها الله تعالى ليسعى في تحريها بالطاعات والعبادات كلُّ مُوفَّق يستحق الفوز بهذه الجائزة الكبرى، فيتضح الصادق من المتكاسل عند الله؛ لأنّ الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليالٍ من أجل إدراك ليلة القدر. ويجب على المسلم القيام بما يلي في هذه الليلة الإكثار من الدعاء الجامع لكل خير في الدنيا والآخرة، وأفضل الأدعية ما ورد في السنة؛ فعن أم المؤمنين عائشة - رَضِيَ اللهُ عنها – أنها قالت: يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو؟ قال - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «تقولين: اللهم إنّك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني». فقدِّم أيها المسلم هذا الدعاء لتوافق السنة وتؤجر، ثم ادعُ الله بما تريد في دنياك وآخرتك. ادعُ لنفسك ولمن تحب وسائر المسلمين. واحرص على الصلاة في أوقاتها في المسجد وفي جماعة بخشوع وسكينة، واحرص على النوافل كذلك، ثم الذكر، ولا يزال لسانك رطبًا بذكر الله. واحرص على إخراج الصدقة يوميًّا في العشر حتى تضمن أنك تصدقت ليلة القدر. واحرص على تفطير صائم يوميًّا في العشر لتنال أجر تفطير صائم في ليلة القدر. واحرص على كثرة تلاوة القرآن والأذكار وغير ذلك من العبادات التي يمكننا القيام بها في هذه الليلة. نسألك اللهم أن توفقنا لاستغلال ليلة القدر وأن تجعلنا من أهلها، واكتب اللهم لنا فيها أجمل الأقدار وأعظم الأجور يا رب العالمين.

651

| 15 أبريل 2023

وكان فضل الله عليك عظيما

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، ففضل الله على عباده المسلمين كبير؛ فقد يسَّر الله لهم العبادات والطاعات وعظَّم لهم الأجور. ومن واسع فضل الله على عباده المسلمين هذه العشر الأواخر وما فيها من منح وهبات ومزيد من الحسنات التي تجعلنا نجتهد ونصبر على الطاعات لنفوز بالبركات. فأهل التوحيد هم الموفَّقون لكل خير وفضل والمعرَّضون لهذا الفضل. فشريعة الإسلام المبنيَّة على التوحيد الخالص لله تعالى تكافئ المسلم على عقيدته السليمة؛ لذلك يسَّرت له شتَّى الطرق وأيسرها لتحصيل الأجر والمثوبة وسهولة الوصول إلى مرضاة الله تعالى والفوز بجناته. ومن أمثلة فضل الله العظيم الذي خصَّ به المسلمين أن جعل الإكثار من الحسنات تكفيرًا للسيئات، وهذا ممَّا يشرح الصدر للتوبة وينفي اليأس من عدم القبول عند الله، قال الله تعالى: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ» (هود: 114). وقد أوضحت لنا السُّنَّة النبويَّة مزيدًا من فضل الله في بضعة أعمال وأقوال أجورها أمثال الجبال مع سهولتها على كل مسلم؛ فعن مالك الأشعري أنه قال: قال رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «الطهور شَطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايعٌ نفسه فمُعتقها أو مُوبقها» (رواه مُسلمٌ). وكذلك عن أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «مَن تطهَّرَ في بيتِه، ثم مَشَى إلى بيتٍ من بيوتِ الله؛ ليقضيَ فريضةً مِن فرائضِ الله، كانتْ خطوتاه: إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة» (رواه مُسلمٌ). وكذلك حديث: «من سمِعَ المُؤذِّنَ وقال مِثلَ قوله كان له كأجرِه، وإذا قال المُؤذِّن: أشهدُ أن محمدًا رسول الله، فقال من سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه» (رواه مُسلمٌ). بمجرد نطقك للشهادتين بعد الفراغ من الوضوء تُفتح لك أبواب الجنة كلها، ما أيسرها من عبادة وما أعلاه من أجر على الإطلاق! كم ضيعنا من أجور لا تحتاج إلى جهد أو وقت! ذِكرٌ في أقل من دقيقة يفتح لك أبواب الجنة، حقًّا سيظل فضلُ الله علينا عظيمًا. ومن الأحاديث العجيبة التي تهز القلوب: قال رفاعة بن رافع - رَضِيَ اللهُ عنه –: كنَّا يَومًا نُصلِّي وراءَ رسولِ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فلمَّا رفعَ رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - رأسَهُ منَ الرُّكوعِ قالَ: «سمِعَ اللهُ لمَن حمِدَهُ». قالَ رجلٌ وراءَ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: اللهم ربَّنا ولَكَ الحمدُ، حمدًا كثيرًا طَيِّبًا مُباركًا فيه. فلمَّا انصرفَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – قالَ: «منِ المُتكلِّمُ بِها آنفًا؟». فقالَ الرجل: أنا يا رسولَ الله. فقالَ رسولُ الله - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -: «لقَد رأيتُ بضعةً وثلاثين ملَكًا يبتدِرونَها أيُّهم يكتبُها أوَّلُ» (رواه البخاريُّ). فأكثروا من الطاعات ولا تستصغروا أي عمل أو ذكر أو خير تقدمونه، فلا ندري أي الأعمال يُكتب له القبول.

3234

| 14 أبريل 2023

مركب النجاة

غايةُ ما نطمح إليه في مسيرة الحياة هي النجاة من الافتتان بالدنيا وزخرفها وتحقيق العبوديَّة للخالق سبحانه والتوفيق إلى الثبات على الطريق الصحيح حتى الرحيل. والذي يحقق لنا ذلك هو الفهم الحقيقي للحياة الدنيا وما فيها، والغاية أو الهدف الذي خُلقنا من أجله. قال تعالى: «اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» (الحديد: 20). هذه الآية الكريمة لخَّصت لنا حقيقة الدنيا ومتاعها الزائل الذي ينبغي لنا الزهد فيه وعدم التعلق بما نملك في هذه الحياة؛ لأن الملك لله في النهاية والدنيا إلى زوال، لا يأخذ الإنسان منها إلا عمله الصالح. فعملك هو ميزان الجزاء ومركب النجاة لك. فالمسلم يتعامل مع الدنيا على أنها محطة، له فيها وقت محدد وسوف يغادرها. وقد كانت حياة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كلها دروسًا في الزهد وعدم التعلُّق بالدنيا، فعن عبد الله بن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه – أنه قَالَ: نَامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصيرٍ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لوِ اتَّخَذْنَا لكَ وِطَاءً. فقال: «مَا لي وَللدُّنْيَا؟ مَا أَنَا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» (رواه الترمذيُّ، وَقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). وليس معنى الزهد التقشف وعدم الاستمتاع بالطيبات والنعم التي رزقنا الله إياها، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أزهد الخلق وأتقاهم لله ولم يحرم نفسه من الاستمتاع بالمباح، إنما معنى الزهد هو الرضا، فلا تحزن على ما فاتك من الدنيا ولا تفرح بما تملك فيها، قال تعالى: «لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ» (الحديد: 23). والزهد له عدة أوجه، فصَّلها الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - قائلًا: «الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام، وهذا زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال، الشيء الزائد على الحد، وهذا زهد الخواص. لكن أعلى مرتبة في الزهد: ترك ما يشغل عن الله، وهو زهد العارفين». وأوضح تعريفات الزهد، في نظري، هو انشغال القلب بالآخرة والعمل لها والاستعداد للموت. وفي العشر الأواخر روحانيَّات عالية تجرِّد المسلم من التعلُّق بأمور الدنيا وملذاتها، فبادِر باغتنام الأوقات في الطاعات ومرضاة الله تعالى، واحرص كل الحرص على قلبك من التعلُّق بالدنيا مهما تغيَّرت أحوالها وزادت مفاتنها وعلا زخرفها. خذ من دنياك ما يكفيك للعيش فيها بسلام وأمان، ولا تجعلها أكبر همومك، ولتكُن الآخرة همك الأكبر تأتِك الدنيا رغمًا عنها. نسألك اللهم توفيقًا في الحياة الدنيا ونجاةً من الفتن وأن تجعل الآخرة نصب أعيننا في كل وقت وحين، ووفِّقنا اللهم للعمل لها يا رب العالمين.

642

| 13 أبريل 2023

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

13758

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

1818

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
العائلة الخليجية تختار قطر

أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...

1350

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار والتجارة

عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...

1338

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
ثقة في القرار وعدالة في الميدان

شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...

1266

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
المغرب يحطم الصعاب

في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...

1182

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
عندما تتحكم العاطفة في الميزان

في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...

1086

| 23 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

1023

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
العزلة ترميم للروح

في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...

921

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
حوكمة القيم المجتمعية

في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...

831

| 25 نوفمبر 2025

alsharq
الخيال هدية الصّحراء للعربيّ

حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...

756

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
الصداقة العالمية.. في سماء قطر

الصداقة من خلال الرياضة.. الشعار العالمي للمجلس الدولي...

708

| 24 نوفمبر 2025

أخبار محلية