رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مر لبنان بتحديات عدة في الآونة الأخيرة اقتصادية، حكومية وسياسية وغيرها .. بالإضافة إلى المعاناة العامة التي شملت كل بلاد العالم وهو فيروس كرونا، وما تعانيه بعض البلاد العربية من صغر سعة المستشفيات فيها وعدم قدرتهم على استيعاب المرضى. و ما نعرفه عن لبنان إنه بلد القوة والقدرة على التشافي .. فقد مر على لبنان والكثير من البلاد العربية للأسف العديد من التحديات المختلفة والحروب وغيرها.. وما يميز شعب لبنان عن غيره هو قدرته على نفض التراب من على كتفيه واسترجاع لبنان. ◄ وقفة تأمل؛ كانت حادثة الانفجار التي أصابت بيروت حادثة مروعة .. أحسسنا بها جميعًا .. وكأنها أصابت جميع عواصم بلادنا العربية.. خيم الصمت الحزين على كل البلاد .. وتحرك لمساعدتها القادة وتصافت الشعوب لهم بالدعاء.. مشهد مذهل فيه من الألم والعبرة الشيء العظيم .. كيف لحياتك أن تتغير بغمضة عين ! أن تخسر كل شيء .. مسكنك الآمن .. أسرتك .. عملك .. أصدقاءك ... كل شيء ! قد تخسر حتى حياتك .. أعضاء من جسدك .. دون إنذار أو مقدمات.. المقاطع التي انتشرت مؤلمة .. كم إنسانًا مات أو أصيب أو كاد أن يموت .. مشاهد مؤلمة عشناها خلف الشاشات منها لأطفال آمنين في منزلهم يشاهدون من خلال النوافذ النار من بعيد وما هي إلا ثوان حتى ترى الزجاج وهو يدفعهم محطماً كل شيء حولهم .. وذاك المشهد لقائد السيارة المتوجه لقضاء يومه بعاديه تشابه باقي الأيام .. حتى تتهشم سيارته ولا نعلم إن نجا منها أم لم ينج ! هذه الحادثة تصرخ بأهمية عيش يومك ، دقائقك .. ثوانيك بكل ما تملك من حياة .. حقق هذا الحلم الذي لم تتعب من تأجيله .. احتضن عائلتك أصدقاءك.. قم بفعل كل شيء ركنته للغد ! عش بما تستطيع سعيدًا.. فلا تعلم ما قد يحدث بلمح البصر يسلبك حياتك .. ◄ أستودعكم ؛ قلوبنا معك يا لبنان .. شدة وتزول [email protected]
2054
| 06 أغسطس 2020
في أغلب قضايا الرأي العام نرى عصبية الجمهور لوجهة نظر أو موضوع معين وما يصاحب هذا التعصب من استنكار قاتل لكل رأي أو شخص على خلافهم. فتعصبهم لرأيهم يمنعهم حتى من الاستماع للآخر وإن كان ذلك من خلال نقاش موضوعي بحت. ونرى تشكل الجماهير في مواضيع عدة، سياسية ودينية، اقتصادية، رياضية، فنية وأدبية.. ويختلف عدد الجمهور من قضية لأخرى وفقا لمعطيات كثيرة منها: أهمية القضية في المجتمع، مركز ووضع صاحب القضية أو الرأي الاجتماعي ومدى قبوله لدى الجمهور.. وهناك عوامل أخرى لا يقل وضعها النفسي عن سابقيها، مثل: اشتراك الجمهور وصاحب القضية بعوامل متشابهة مما يترتب من شعور بالانتماء لدى الجمهور. يثير هذا التعصب والتشكل الجماهيري تساؤلات عدة منها: كيف لجمهور "رغم اختلاف شخصيات ممثليه ومرجعياتهم الفكرية والدينية وغيرها" أن يتحدوا في قبول أو رفض رأي.. تبني أو رفض قضية؟ انتماء لفكر شخص "آخر" سواء كان قائدا أو مفكرا أو مسؤولا أو حتى مغنيا أو مشهورا..؟ أن يتبنوا حلمه وينصروا نصراءه ويعادوا أعداءه.. ما هو سر هذه الجاذبية..! وقفة تأمل: مع محاولات المفكرين لاستخلاص القوانين العامة التي تتحكم بتصرف الجماعات عن طريق الأخذ بالعوامل النفسية والاقتصادية والدينية والسياسية وغيرها من عوامل مصاحبة بعين الاعتبار، بدءا" بأفلاطون وأرسطو والمفكر العربي ابن خلدون الذي درس انحطاط الدولة الإسلامية في أسبانيا، بالإضافة لعدد من المفكرين والفلاسفة الأوربيين في عصر النهضة الذين ناقشوا بعض التأويلات لعلاقة الفرد بالمجتمع وتأثير الجماعة على الفرد والظواهر المتعلقة بالتربية والتثاقف، كالمفكر أوغست كونت وجان جاك روسو وغيرهم. وشكلت هذا الآراء والتأويلات لاحقا علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، غير أن غوستاف لوبون يعتبر من مؤسسي علم نفس الجماهير، وفي كتابه (سيكولوجية الجماهير) ناقش خصائص الجمهور النفسية والمرتكزات الشخصية للقادة. ولاتزال هناك بعض من أفكاره تناقش اليوم وفي زمننا العصري هذا في محاولاتنا لتحليل تصرفات الجمهور الواعية وما يحركها من صور ذهنية في اللاوعي. فالقوى المحركة والمشكلة للجماهير ما هي إلا صور ومشاعر، وليست أفكارا ومناهج منطقية، ففي رأي غوستاف أن الجمهور هو مجموعة من الأفراد جمعتهم العاطفة لا العقل، وشبه اجتماعهم وتراصهم كجمهور بحالة غيبوبة أو تنويم مغناطيسي مؤقت، فلا يدركون ما فعلوا إلا بعد الاستفاقة.. "إن استفاقوا".. كحال الجمهور الذي يصفق لساعات طويلة تشجيعا لمطربه المفضل وصرف مبالغ هائلة محاولة منه لإنجاحه في برنامج تلفزيوني، أو جمهور يقضي ساعات الليل والنهار انتظارا لدخول حفل أو مباراة أو فلم. فمعرفة سر تشكل الجماهير وإثارة حماسها هي محاولة لفهم تصرفاتنا كأفراد في مجموعة، وأن نكون أكثر وعيا بما يدفعنا نحو قضية معينة وما يصرفنا عن غيرها، الإدراك النفسي للشخص ومحيطه هو سلاح لحماية الشخص نفسه من الانصهار في الكم اللاعقلاني لعاطفة المجموعة وحماية لفكر الفرد العقلاني والمنطقي. أستودعكم، "اعرض المعطيات بواقعية لأي منهج أو موضوع، تخلص من العاطفة المصاحبة.. لنشكل جمهورا أكثر وعيا" [email protected]
2445
| 30 يوليو 2020
أحيانا يشعر الشخص بآلام جسدية لا مسبب عضوي لها، وعوضا” عن الكشف عن المسببات يلجأ إلى تسكين الألم الجسدي ولكن دون جدوى. سمعنا وقرأنا كثيرا عن التجارب النفسية ذات التأثير الجسدي على المريض، فحين يقوم الباحث بالتلاعب النفسي والعاطفي على المريض قد يشهد نتائج وتأثيرات عضوية مختلفة. فعلى سبيل المثال: أخبر شخص في كرسي الإعدام أنه سيموت نزفا، وبأنهم سيقطعون أوردته حتى يموت، وأنه علميا، قد يستغرق موته هكذا من الوقت.. ووضع الباحثون أنابيب دقيقة موصلة براحتيه وأخرجوا منها سائلا مماثلا لسمك وحرارة الدم.. ودون أن يقطعوا أوردته مات الشخص في الوقت المحدد له! وهناك أيضا تجارب أخرى لأشخاص مروا سلاما على تجارب حتفية، ولكن نجوا منها. فأيضا سمعنا كثيرا عن ناجين من أمراض خطرة لم ينجُ منها الكثير. وحين يسأل عن سبب نجاته يضيف إلى العلاج جانبا نفسيا كبيرا. فيؤكد أغلبهم أنه رفض أن يهزم لهذا المرض أو لم يرَ يومه قد حان وأنه قد اقتنع نفسيا بأنه سينجو بإذن الله لا محالة. وقفة تأمل: حين يتعرض الشخص لصدمة نفسية يمر أحيانا باضطرابات ما بعدها PTSD ونتائج هذه الاضطرابات تختلف من شخص إلى آخر، فأحيانا يشعر الشخص بآلام جسدية: كالصداع، الأرق، تخدير في أنحاء الجسد وغيرها. وأحيانا ينتج عنها اضطرابات عاطفية ونفسية منها: تذكر ما حدث في النهار والقلق المستمر والكوابيس بالليل، أو أخطرها برأيي إبدال ما حدث بقصص ذهنية أخرى تتبناها الذاكرة أو إلغاء ما حدث كله فيبقى الاضطراب ويحجب الحادث المسبب. هذه الاضطرابات تكون مفاجئة وغير متوقعة، مما يؤثر على شخصية المريض وتعامله مع الآخرين. "المريض الذكي خيرٌ من غيره" بمعنى إن كان صاحب المشكلة على دراية بما يحدث ويمر به فسيسهل عليه التحكم به وعلاجه (والعكس صحيح) فإن كنت جاهلا بما يحدث ستتخبط بالإجابات والحلول المطروحة. يطرح علم النفس العديد من الحلول لتخفيف الاضطربات وأحيانا حالها، ومنها البرمجة اللغوية العصبية NLP ومن الجميل في هذا العلم أنه لا يتطرق للمشكلة كمشكلة بذاتها ولكن كتجارب شخصية تقاس وتدرس ردود أفعال أصحابها معها. وحلوله عملية أكثر من كونها عاطفية (برأيي الشخصي)، فعلى سبيل المثال ليس عليك تخيل السعادة واستشعارها وتمنيها ولكن عليك تطبيقها وصنعها. ليس علينا إلا أن نبحث عن حل مناسب لكل مشكلة لا الهرب منها مهما كان قياسها فالمجتمع وآراء محيطنا بها، ففي هذا الكثير من التوكل (بمعناه الحقيقي) وإن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، والقوة هي التماسك أمام الأحداث ومواجهتها بعقلانية والعمل على حلها لا الهروب منها. أستودعكم: وحده الباحث عن الحل سيجده [email protected]
1476
| 16 يوليو 2020
بدأت المرحلة الثانية من استعادة الحياة في دولتنا الحبيبة قطر، المتمثلة في تقليل القيود الاحترازية لمواجهة كوفيد-١٩، بدأت بعض المحلات والمطاعم تفتح أبوابها. وها هي الجرائد الورقية تعود أيضًا من جديد في المحلات والمكتبات. على الرغم من وجود النسخ الإلكترونية لجميع الجرائد والصحف إلا أن النسخة الورقية لها طابع جمالي آخر خاص. وقفة تأمل؛ ارتبط تاريخ الكتابة بوسائل عدة منها الألواح الطينية وورق البردي وأقراص الشمع وغيرها، حتى وصل الى الورق وتحول بعدها الى النسخ الإلكترونية بصورها المختلفة، إلا أن النسخ المطبوعة أشد جاذبية للقارئ، وتهدي القارئ تجربة اكثر حميمية من النسخ الإلكترونية. فالورق يلامس العديد من الحواس، فرائحته تهيئ لك قراءة محتواه، وملامسته تصحي وعيك لفهم المعنى، فيتحول من كتاب على الرف أو صحيفة تباع على الأرصفة إلى عالم صغير تسكنه وقتما شئت، وملجأ يحميك من عالمك متى احتجت ذلك. أستودعكم ؛ أتساءل إن كان للوسائل القديمة للكتابة تأثير مشابه على قارئها آنذاك؟ وهل سيأتينا يوم نرتبط بالوسائل الإلكترونية بنفس الألفة؟ [email protected]
1446
| 02 يوليو 2020
بعد إعلان سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي للجنة العليا لإدارة الأزمات المراحل الاربع للوضع الحالي والمستقبلي في مواجهة جائحة كورونا انتاب الجميع الشعور بالسعادة ليس فقط لكون هذه المرحلة تدار بطريقة حكيمة من قبل دولتنا الحبيبة ولكن ايضاً لأن الامور باتت قريبة من الانفراج. ان معرفة، على الاقل، التاريخ للبدء في مزاولة الحياة اليومية كما اعتدناها تعطي شعورا بالطمأنينة وأيضًا الفرح بأن هذه الكربة زائلة بإذن الله. انتشر هذا الشعور بين الناس بعد انتهاء المؤتمر الصحفي وأصبح الكثير يشارك خططه لكل مرحلة والأكيد أن الجميع كان ينتظر تاريخ ١٥ يونيو. وقفة تأمل؛ مع كل صائبة تصيب الإنسان إن اختار معها الصبر نجده ينتظر معها الفرج ويكون محملا بكل الأماني التي ينتظر حدوثها بعد زوال المصيبة، ولذلك تجد بعض الناس يسارعون لاسترجاع حياتهم وحتى لو لم تزل المصيبة تمامًا فحبهم للحياة يدفعهم لهذا. وهذا شعور طبيعي وايجابي، ولكننا نحن اليوم لا نزال في المرحلة الأولى ولا نزال نحاول السيطرة على هذا الوباء وتأثيراته العالمية ولذلك علينا جميعًا ان نتحد لنمر بسلام المراحل الاربع جميعهاً بأقل الأضرار. كما لا زال علينا اتباع الاحترازات كلها وعدم الخروج من المنزل الا للعمل والضرورة. أستودعكم ؛ قال تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" -البقرة [email protected]
1092
| 18 يونيو 2020
أثارت حادثة مقتل رجل من اصحاب البشرة السوداء في امريكا العالم بأسره، وحدث من جرائها العديد من المظاهرات التي تعدت حدود الولايات المتحدة الامريكية الى العالم الافتراضي، واصبح الجميع يتكلم عن حقوق اصحاب البشرة السوداء، وكيف انهم يتعرضون الى التعنيف غير المبرر، واختيار عدم تطبيق القانون في كثير من الحالات عليهم، والذي يضمن سلامتهم. ولم تتوقف المظاهرات على هذه الحادثة ولكنها نشرت ايضاً العديد من الحوادث السابقة التي حدثت لمواطنين من اصحاب البشرة السوداء، وكيف ان هذا التعنيف الذي شهده التاريخ في السابق لم يتوقف بل يعاد كل يوم في اشكال مختلفة ينتهي بها المطاف الى لوم المواطن الاسود على نهايته المأساوية. وقفة تأمل؛ في خضم هذه المظاهرات وجدنا الكثير من المقارنات التي تستعرض التمييز العنصري الذي لا يتوقف عند لون البشرة "ابيض او اسود" بل يمتد ليشمل التمييز بين الجنسين، بين المرأة والرجل، بين اصل الروح كالأنفس العربية التي تقتل مقارنة بغيرها، وكذلك موطن الروح كالمقارنة بين المواطن والمقيم، بين المذاهب والجماعات وغيرها، فالتمييز لا حدود ولا لون له. وقد يضيق الخناق بين المتظاهرين حين ترى احدهم يشتم ويقذف من قتل الاسود، ولكنه لا يقبل ان تساويه بجاره من اصحاب "الاصل الاخر"، فهو يراه أقل منه ولا يساويه بالمكانة الاجتماعية او الدنيوية بشكل أعم. ولكنه لا يرى هذا تمييزا لأنه في اخر المطاف هو لا يجاهر برأيه الا اذا استدعى الامر!. ان العنصرية مرض مجتمعي قاتل، لا يراه البعض الا اذا تغلغل واحدث شقاقا في المجتمع، وقد تكون هذه مرحلة متأخرة من المرض فيصعب بعدئذ علاجها. ان تقريب الآراء بالنقاش ومحاولة فهم وقبول الآخر في ظل قانون يحمي الافراد جميعهم هو صمام أمان مجتمع مفتوح على الجميع ويشمل الجميع. أستودعكم؛ لا فرق إلا بالتقوى
4708
| 04 يونيو 2020
وضع الكثير منا في فترة الحظر هذه الكثير من الاهداف، منها اتباع حمية غذائية صحية، التمارين المنزلية، الامتنان اليومي، مزاولة أو اكتشاف هوايات جديدة فردية او مع افراد العائلة. ولكن مع الظروف النفسية المحيطة بهذا الوضع او حتى المناسبات الاجتماعية كالعيد وغيرها قد تجعل البعض منا يتوقف عن تحقيق هذه الاهداف، وهنا تكمن أهمية تذكير أنفسنا بأسباب وضعنا لهذه الأهداف وما تمثله لنا. قد تكون الأهداف وضعت لشغل حيز من الوقت أو الفراغ، وهذه الأسباب قد تبدو للبعض ليست ذات أهمية ويمكن استبدالها بالنوم مثلا!. علماً بأن حياتنا ما هي الا "وقت" نجني ما نزرعه في ساعاته. وقفة تأمل؛ هناك مقولة قرأتها لا يحضرني كاتبها تقول (كبر همك يقل همك)، بمعنى اجعل اهتمامك او ما يهمك كبيرا بقدر إيمانك بنفسك واهمية رسالتك في هذا العالم يقل معها همك او ما يشقيك حيث ان مع كبائر الهمم لا مكان لصغائر الهموم. كيف للمرء ان يكون من أصحاب الهمم الكبيرة أو العظيمة؟ انها الأفعال اليومية، ما تختار فعله كل يوم برغبة كاملة منك او مجبر عليها، مهما صغرت هذه الأفعال فهي تتراكم لتجعل منها "انت" مبادئك وقيمك، اهتماماتك وشغفك. كل هذا يحدد ما هي رسالتك، سبب وجودك الحقيقي في هذا العالم، مهما يبدو لك صغيرًا ام كبيرا. لذلك اهدافك وكل خطوة تأخذها لتحقيقها هي مهمة بأهمية حياتك بأكملها. أستودعكم لا بأس ان توقفت لأي سبب كان، لا بأس ان تعثرت أيضاً أو ضللت الطريق، فقط عليك ان تتأكد الا تكون هذه محاولتك الأخيرة. [email protected]
1060
| 28 مايو 2020
عُرف العيد كغيره من المناسبات الاجتماعية بلمة الاهل وزيارة البعيد والقريب من ذوي القربى، ولكن هذا العيد ليس كغيره فهو عيد الشخص الواحد او عيد الاسرة الصغيرة بعيداً عن زيارات الاهل والفعاليات المصاحبة ليوم العيد. لن نستطيع هذا العيد الاحتفال به كسابق عهده بنا وذلك للظروف الراهنة والتي أُلزمت بالتباعد الاجتماعي. إن هذا كله بلا شك يشكل طابعاً موحشاً في استقبالنا له، لدرجة ان كثيراً منا بات غير مهتم اي يوم يصادف العيد او ما هي مستلزماتنا له وكأنه يوم آخر سيمر كغيره من الأيام. على عكس السنوات الماضية، فكانت الشوارع تكتظ بالعائلات التي تتسابق بالتحضير له واستقباله بأجمل حلة. وقفة تأمل الظروف التي نمر بها فرضت طابعًا مختلفًا ليس فقط على حياتنا ولكن ايضاً على حياة العديد ان لم يكن جميع البشر في العالم. وها هو العالم الاسلامي والعربي بصدد استقبال مناسبة دينية واجتماعية اخرى وهي عيد الفطر المبارك ، اعاده الله علينا جميعًا بأفضل صحة وحال. قد حرص ديننا الاسلامي على تعليم الناس كيفية الاحتفال بالعيد وذلك من صلاة وزكاة وإبداء الفرح وادخال السعادة في قلوب الاطفال والمحتاجين. واذا سقط من معادلة العيد هذه السنة الزيارات الاجتماعية واللقاءات ، لم تسقط باقي مراسم العيد . فالصلاة مازالت واجبة وان لم تكن بالمساجد ، والزكاة مازالت فريضة وهناك الكثير من المواقع المعترف بها توفر الزكاة عن طريق الانترنت أو بإرسال رسالة قصيرة الى رقم معين يتم عن طريق هذه الرسالة حساب وخصم زكاتك. ومازالت اهمية ادخال الفرحة على افراد العائلة قائمة وان كان عن بعد، كما ان هناك العديد من المحلات التي توفر توصيل احتياجات العيد الى منزلك لتتمكن من الاحتفال بالعيد في جو آمن. ان من اهم ماعلينا فعله في العيد هو شكر الله وحمده على نعمه وتذكير أنفسنا وأهلنا بها. فنحن رغم صعوبة الوضع الا اننا في نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ومن اهمها نعمة الامن والامان وايضا وجود وسائل متعددة تضمن استمرارية الحياة بشكل سهل ومريح للجميع. فالحمدلله على نعمه ما ظهر منها وما بطن. أستودعكم؛ قال الله تعالى:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [email protected]
1378
| 21 مايو 2020
ارتبط عند الإنسان مفهوم العبودية بأصحاب البشرة السوداء وذلك لما اشتهر في العصور القديمة من تجارة الرق وارتباط العبودية بعلاقة المملوك بالمالك.. واشتهر بعد ذلك إسقاط هذا الوصف في التعبير السياسي الواصف للعلاقة الظالمة بين الأنظمة الاستبدادية وشعبها.. إلى أن وصل استخدام هذا التعبير في علم النفس والتطوير الذاتي وذلك في وصف الحدود التي يبنيها الإنسان لنفسه سواء من مشاعر سلبية كالخوف أو الشعور بعدم القدرة او ما يواجهه من تحديات في واقعه تجلعه يستسلم حيالها من مواصلة طريقه والاستسلام في البقاء ماكثاً مكانه. وهناك أيضاً وصف آخر للعبودية وهي مشاعر الرغبة السلبية في الحصول على شيء ما، كمنصب أو هدف مادي وغيره، طامعاً بالحصول عليه وان لم تتهيأ الظروف لذلك. وتراه أحيانا ساكنًا ينتظر حدوث معجزة وأحياناً تدفعه هذه الرغبة السلبية إلى السعي للحصول على ما يريد غير مبال بالطرق. وقفة تأمل يقول الشيخ أحمد بن عطاء الله (أنْتَ حُرٌّ مِمَّا أنْتَ عَنْهُ آيِسٌ، وَعَبْدٌ لِمَا أنْتَ لَهُ طَامِعٌ) أي أنك حر مما تركت، مما لم يشغل من نفسك وطاقتك اكثر مما يتطلب من اهتمام، وانت عبد لما وليته عكس ذلك من قيمة ذهنية وجسدية. ولكن هل يستطيع الإنسان ان يحدد لنفسه هدفًا ولا يطمع بتحقيقه؟ ولا يشغل باله ليل نهار.. أليس في نظرية الترك هذه نقيض لبعض نظريات النجاح والاداء الخارق لتحقيق الأهداف ؟ علينا ان نفرق بين النظريتين، نظرية الاداء الخارق التي تنادي بالعمل ليل نهار لتحقيق الأهداف، ونظرية الترك في هذا السياق والتي تنادي بالترك بعد تحقيق الأسباب اي بعد العمل الجاد المتطلب لتحقيق هدفك. ونتاج كلتي النظريتين متوقف على أسباب عدة منها ما هو خارج عن إرادتك. فلذلك التسليم مهم جداً لأنه سيمكننا بعد ذلك من تحليل الأسباب التي أدت إلى ما حدث بحيادية وبدون أحقاد ومشاعر سلبية تتشكل بسبب الطمع الذي يجعلك عبداً أعمى لا يستطيع حتى أن يتقبل النتيجة ويتعلم منها أو حتى أن يأخذ مسؤولية ما يحدث له ويمضي قدماً.. أستودعكم يقول الكاتب فيكتور فرانكل "كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان، ماعدا شيئا واحدا حريته في اتخاذ موقف محدد في ظروف معينة، حريته في اختيار طريقه الخاص" تحرر من العبودية والمقاومة. تعلم مما مر بك، واختر طريقك . [email protected]
1381
| 07 مايو 2020
استمعنا في الأيام الماضية لخطاب الشيخة موزا بنت ناصر حول أزمة "كوفيد - 19" وتأثيرها على قطاع التعليم والعمل في العالم. وقارنت صاحبة السمو في حديثها أزمة "كوفيد-19" والتي من المتوقع ايجاد علاج طبي لمواجهتها، وبالتالي انحسار الفيروس وانتهاء هذه الازمة، وبين الجهل الذي اثبت في السنوات العديدة الماضية صعوبة التغلب عليه وذلك لما يتطلب من قرارات سياسية ودولية لجمع الصفوف لمواجهته وأيضا لما يحتاجه من سنوات العمل للتغلب عليه. كان في حديث الشيخة موزا بنت ناصر الكثير من الواقعية فهي لم تنكر وجود الأزمات التي عاشها العالم قبل كوفيد ١٩ والتي لا تقل أهمية عن الأزمة الحالية كالجوع والفقر والبطالة والأمية والحروب وغيرها، ولكن هذه الأزمة تبدو اكثر صعوبة من غيرها لأنها لم تصب قطاعا جغرافيا او إقليميا معينا، ولكنها اصابت بلا مبالغة كل العالم!. فكل العالم اشترك بالشعور ذاته وهو شعور الخوف، الخوف من الوضع الحالي للأزمة وتأثيره على البشرية بشكل عام والخوف ايضاً من تبعات هذه الأزمة وما سيحدث بعد انتهائها من تحديات اقتصادية وتجارية وصناعية وتعليمية وغيرها من التحديات التي ستواجه جميع القطاعات التي تأثرت عالمياً بوجود هذه الأزمة. وقفة تأمل أكثر ما استوقفني في حديث الشيخة موزا بنت ناصر هي نسبة الأعداد التي أصبحت لا تستطيع مواصلة الدراسة في الظروف الحالية لهذه الازمة والتي وصلت إلى ٩٠٪ من أعداد المنتسبين دراسيًا في العالم، كما ان الكثير منهم لا يستطيع او لا تتوفر له فرصة التعليم عن بعد. بالإضافة إلى أعداد الأشخاص الذين خسروا وظائفهم والتي صرحت بها منظمة العمل الدولية، ليصل إجمالي الوظائف المتطلب تحقيقها إلى حوالي ٤٥ مليون وظيفة في العالم. مما لا شك فيه ان هذه الأزمة أوضحت للعالم أهمية الحلول الرقمية، وان الدول التي استطاعت ان تتأقلم مع هذه الأزمة هي دول تملك خططا بديلة تشمل الحلول الرقمية لضمان الاستمرارية التشغيلية لكل قطاعات الدولة. كما كشفت ايضاً هذه الأزمة الفجوة الرقمية التي يعيشها العالم وتأثيرها على مختلف القطاعات الدولية، فلا يمكن فصل الدول المتطورة رقمياً عن غيرها في ظل هذه الأزمات الدولية نظرًا لارتباط الدول جميعها في ضرورة الاستجابة للنتائج المحتملة من هذه الأزمة. أكدت صاحبة السمو على أهمية مواجهة هذه الفجوة الرقمية وتحديدها وبلوغ حلول تتعدى المبادرات المجتمعية لتمكين الجميع من ان يكون متصلا مع العالم. أستودعكم ان وجود العالم الرقمي بصورة متطورة عند الجميع يضمن تحقيق الأهداف المتصلة بكل القطاعات التشغيلية والتعليمية والاجتماعية وغيرها. وكما انه يضمن استمرارية الحياة اليومية لجميع أفراد المجتمع لما يوفره من فرص للتواصل الاجتماعي وغيرها. لذلك فإن وجود هذه الحلول مهم جداً لمواجهة اي من الأزمات الطارئة في العالم.
1592
| 30 أبريل 2020
مما لا شك فيه ان "كوفيد - 19" اثر سلباً على كل القطاعات في العالم وليس هذا فقط بل اثر ايضاً على كل البشرية. فهناك من ذهبت حياتهم في مواجهة المرض ومنهم من عانى في رحلة العلاج ومنهم من حُجر عليه بعيداً عن أهله وأقاربه وأصدقائه لحماية نفسه وحمايتهم. بعيداً عن سبب نشأة هذا الفيروس والنظريات المتداولة حوله إلا انه اصبح واقعا علينا التعايش معه وقبوله، وكلنا نعي صعوبة تقبل هذا الواقع وهذا التغير وما يصاحبه من خوف إلا اننا نرى الكثير من الدول تميزت بمرونة المعايشة لهذا الواقع وما صاحب هذا من قرارات تشمل على سبيل المثال؛ الحجر الصحي المتنوع لملاءمة الأعمار والاحتياجات، حظر التجول وتشجيع البقاء في المنزل، مزاولة العمل في المنزل، التباعد الاجتماعي وتوفير فرص التعليم المختلفة المتاحة على المواقع الإلكترونية التابعة للعديد من الجامعات المرموقة والمؤسسات التعليمية العالمية، وغيرها من قرارات من شأنها حماية المواطنين والمقيمين وتقليل الآثار الجانبية لهذا التغير المفاجئ على التنظيمات الدولية والممارسات التشغيلية. وقفة تأمل: قد تكون هذه الأيام رغم ثقلها فرصة ليس فقط لاتخاذ قرارات اكثر ليونة وموازنة للتحديات الحالية على مستوى المنظمات والهيئات، ولكن أيضاً هي فرصة على مستوى الأفراد كي يعيدوا ترتيب حياتهم، وأولوياتهم وأهدافهم. فالآن قد توفر للجميع المزيد من الوقت، هذا الوقت الذي كان بالسابق حجة عدم وصولنا لأهدافنا، حجة عدم تسجيلنا في الورش التي طالما رأينا اننا نحتاجها وهو الحجة ايضا في عدم جلوسنا في المنزل وقتا اكبر مع اهلنا. الآن وقد توفر لنا "الوقت" هذا العنصر الصعب في تركيبة حياتنا، ألا يعني ذلك انه يجدر بنا تحقيق ما كنا نؤجله إلى لحظة حصولنا عليه؟! انه الآن بين أيدينا، فلنعمل على خلق خطط ذاتية اكثر مرونة ايضا لمعايشة هذا الواقع ونحقق من خلالها أحلامنا وأهدافنا المؤجلة، لنستغل هذا الوقت لنحدث تغيرًا إيجابيًا في ذواتنا وحياتناً. قال أنايس نين: ان الثقة بالنفس معركة ضد كل مضاعفات الهزيمة. قد يبدو الوضع الآن شاحباً بعض الشيء وتجد نفسك مهزوماً أمام المشاعر السلبية التي بلا شك تراود الكثير منا، ولكن تذكر ان إيمانك بالله وايمانك بأن لما يحدث أسبابا قد نجهلها الآن، وبنفسك وبأنك قادر على مواجهة هذا التغير والمشاعر السلبية المصاحبة لها ستتمكن من النظر إلى الواقع الحالي بنظرة اكثر قبولاً او اكثر ايجابية. أستودعكم الله؛ ينشر البعض متهكماً رسائل تشكو الملل والانزعاج من البقاء في المنزل، وينسى ما في الوضع الحالي من نعم واهمها الصحة، المنزل الآمن، لفيف الأهل والأمان الذي نحظى به في دولتنا، لنستشعر هذه النعم فالفيروس كفيل بأن يخبرنا بأن الواقع قابل للتغير في أي لحظة، والنعم قابلة للزوال. (١٨) النحل (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ). [email protected]
1278
| 23 أبريل 2020
مساحة إعلانية
حين ننظر إلى المتقاعدين في قطر، لا نراهم...
8640
| 09 أكتوبر 2025
كثير من المراكز التدريبية اليوم وجدت سلعة سهلة...
6909
| 06 أكتوبر 2025
تجاذبت أطراف الحديث مؤخرًا مع أحد المستثمرين في...
4815
| 05 أكتوبر 2025
في زمن تتسابق فيه الأمم على رقمنة ذاكرتها...
2220
| 07 أكتوبر 2025
لم يكن الإنسان يوماً عنصراً مكمّلاً في معادلة...
1665
| 08 أكتوبر 2025
قبل كل شيء.. شكراً سمو الأمير المفدى وإن...
1539
| 08 أكتوبر 2025
مع دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،...
1449
| 10 أكتوبر 2025
في السنوات الأخيرة، تصاعدت التحذيرات الدولية بشأن المخاطر...
1083
| 09 أكتوبر 2025
في الوقت الذي كان العالم يترقب رد حركة...
1056
| 05 أكتوبر 2025
التوطين بحاجة لمراجعة القوانين في القطــــاع الخـــــاص.. هل...
912
| 05 أكتوبر 2025
سنغافورة بلد آسيوي وضع له تعليماً خاصاً يليق...
903
| 09 أكتوبر 2025
حين نسمع كلمة «سمعة الشركة»، يتبادر إلى الأذهان...
900
| 10 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية