رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في الوقت الذي أعلن فيه رئيسُ الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء عمليات استعادة مدينة الموصل والتي أعد لها جيشا قوامهُ قرابة 100 ألف جُندي يُمثلون الحشد الشعبي الإرهابي وكذلك تنظيم ما يُسمى الجيش الوطني والشرطة وإن اختلفت المُسميات فالمُكون واحد والهدفُ واحد والتركيبة الأيدلوجية للتنظيمين واحدة، وحسب ماذُكر فإن قوات البشمركة بالإضافة إلى مكونات آخرى داخلية وخارجية تشارك في هذهِ المعركة. الموصل بين حقيقة تهجير أهل السنُة واكذوبة محاربة "داعش" ، حسب ما ورد عن وكالة الأنباء الأمريكية (CNN) على لسان المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي فإن "تسعة آلاف مقاتل من القبائل السنُية في العراق سيشاركون في معركة الموصل ونحو خمسة آلاف من أبناء الأقليات من مسيح وتركمان وأيزيديين ضمن صفوف الحشد الشعبي "، لنقف برهه عند هذه العبارة "تسعة آلاف سني عراقي في صفوف الحشد الشعبي"!!! ؛ إذا كانَ الهدف الرئيس للحشد الشعبي الطائفي هو قتلُ وتهجير أهلِ السنُة فكيفَ يسمحونَ بمشاركة تسعة الآف مُقاتل سُني أن ينضموا إلى صُفوفهِم، وما هي المهام التي ستُوكل لهؤلاء التسعة آلاف؟ وهل سيحمِلون السلاح مثل باقي مقاتلي الحشد أم سيكونون دُروعا بشرية؟ ومن هم التسعة الآف من أهل السنُة الذين يُكنَّون كل هذا الحب والولاء لقيادات الحشد الشعبي ليكونوا تحت إمرتهم وقد رأى العراق بكافة أطيافهِ ومُكوناتهِ مدى وحشية هذا الحشد وكراهيتهُ لأهلِ السنُة تحديداً وأخّر ما رأيناهُ هو عملية إجرامية بحقِ الإنساَنية تمثلت في قتلِ إمامَ مسجدً سُني وانتزاع قلبهِ بأَيدي وحوش الحشد الشعبي الإرهابي، فكيفَ لهم أن يُشركوا تسعة آلاف ضمن صفوفهِم بهذه السهولة؟!!.تسعة آلاف مُقاتل سُني أي بنسبة 90% من قوام القوات التي ستخُوضُ معركة الموصل هُم من السنُة من خارج قوات الجيش والشرطة هذا ماصرحَ بهِ الأسدي، ولكن حيدر العبادي لديهِ رأي آخّر حيث صرحَ في كلمته التي نقلها التلفزيون العراقي الرسمي يوم الإثنين بأن عملية استعادة الموصل من تنظيم الدولة سَيقتصرُ على الجيش والشرطة فقط. إذاً هناك خُطط معلنة غير واقعية ينشُرها الإِعلام الرسمي للعبادي كمَا تعودَنا مِنهُ دائماً في التضليل والتغطية على جرائِم المليشيات الشيعية الإرهابية في العراق ، وخُطط واقعية مخفية غير معلنة يُديرُها مندوب أو ممثل الحرس الجمهوري الإيراني ببغداد، ولنا فيما ذُكِر دليل على أن تضارب التصاريح يؤكد بأن معركة الموصل ليست معركة دولة تسعى لتطهير أراضيها من التنظيم الإرهابي "داعش" وإنما هي في حقيقة الأمر حق أريد بهِ باطل؛ فظاهِرُها محاربة "داعش" وحقِيقتُها تصفية أكبر عدد من أهل السنُة وتهجِيرهِم من مُدنهِم وتدميرها وتحويلها إلى أطلال لن تقوم لها قائمة ولو بعد عقود من الزمن.
951
| 19 أكتوبر 2016
في زمنٍ كثُرت فيه خيانةُ الأوطان أذهلتني قصةً قرأتُها عن شخصٍ عراقي يهُودي الديانة اسمهُ حسقيل ساسون وكان وزيرُ المالية في عهد الملك فيصل ومؤسس النظام الاقتصادي العراقي، كان حسقيل صاحب حِس وطني من الطراز الأول وصاحب مشروع وطنيّ عظيم فكان لا يُخرجُ دينارًا واحدًا من الخزينة العراقية إلا بعد أن يتأكّد بأنه سيذهبُ إلى مكانهِ الصحيح، فكان دائما ًما يُرددُ عبارة "إنها أموالُ شعبي"، قال عنهُ ياسين الهاشمي رئيس الوزراء العراقي إبان الملكية العراقية: "إذا ما ذكر ساسون أفندي فيجيء ذكرهِ مقرونًا بالكفاح العظيم في تنظيم شُؤون دولة العراق في سنوات الانتداب العجافِ". "إنها أموال شعبي"، دعونا نقفُ برهة عند هذهِ العبارة ونتأملها ونُقارنُها بمبدأ ونزاهة قادة العراق وساستهُ في زمننا الحاليّ ونتساءل: هل لديهم الحسّ الوطنيّ كالّذي كان لدى ساسون؟! لن أجيبَ على هذا التّساؤُل فالواقعُ لَا يحتاجُ إلى عينٍ فاحصة لِترينا الحقيقة، فالكُلّ يعلمُ كيف بيْع العراق وكيف ما زالت تُباعُ ثرواتُهُ يوما تلو آخرٍ بأبخس الأثمان من قبل الخونة العُملاء الذينَ لَا ينتمُونَ لتُرابِ العراق الطاهِر، وها هم اليوم ملعُونونَ في حياتهِم وسيظلُ التّاريخُ يلعنهُم حتّى في مماتهِم، فقد حوَّلوا العراق مِن نزيفٍ إلى نزيفٍ ومن لهبٍ إلى حريق وأنهُرِ الدّماء مُستمرَّة بالجريانِ. قتلُوا الهُوية العراقية، قتلُوا كراَمة العراقِ وقتلُوا عُرُوبتهُ وذبحُوا العراقيّينَ من الوريدِ إلى الوريدِ ولا يزالونَ، وهاهم اليومَ يسعونَ بكُل مَا أوتو من قُوّة لتغييِر هُويَّة الأرض بعدَ أن جرّدُوها من انتِمائهَا العربيّ، لأنهُم أبناءُ فكِر عقِيم لم يُنجِب غيرَ الدَّم والطّائفيّة والدَّمار والانقِسام والتّآمُر. طارق عزيز مسيحيّ الدّيانة، كان نَائبُ رئيس الوُزراء ووزيرِ الخارجيَّة في عَهدِ صدَّام حُسين، كانَ حَلقة الوصلِ بينِ صدّام والعَالم استطاعَ أن يَحفظ سيَادةَ العراق ويُدافعُ عن استقلالهِ ضدَّ المُؤامراتِ التِي كَانت تُحاكُ ضدَّهُ وظَلَّ ابنُ العراق البارَّ الذِي لم يُفرّط في ذرَّةِ رَمل واحدةٍ من التّربة العراقيَّة وظلَّ يُدافعُ عن وطنهِ ولم يَتراجع عن مَبادئهِ حتَّى آخر يومٍ في حياتهِ. في لُبنان يتراوحُ عددُ المسيحيّينَ مابين 35 إِلى 45% مِن إجماليِ عددُ السُّكانِ، كَما نَعلمُ بِأن الفاتِيكانَ هُو المرجع العالميّ للمسِيحيّينَ مَع ذلكَ لم نَر أو نسمع عن تخلّي المسِيحيَينَ سواءً في لُبنانَ أو فِلسطينَ أو غيرِها من البُلدانِ العربيَّة عن عُرُوبتهِم ولم يَحدُث أن تَنازلوا عن وطنيَّتهِم ولم يحدُث قط أن أضمرُوا لمُجردِ التّفكيرِ في خيَانةِ أوطانِهم أو إِلحاقِ الضَّررِ بهَا. فِي البَحرينِ كَذلكَ تُوجدُ عَائِلة يهُوديَّة بَحرينيَّة، هذهِ العَائلة من أشرفَ وأنبلَ العوَائِل البَحرينيَّة وأكثرِها وطنيَّة وانتِماءً للأرضِ وَولاءً لقيادتِهَا بَل وتَضطلعُ بِدورٍ وطنِيّ كبيرٍ فأحدُ أفرادِها يَشغَل مَنصبِ سَفيرِ البَحرينِ لدىَ الولاياتِ المُتَّحدة الأمريكيَّة وهَذا النمُوذجُ يُبَينُ مَدى الإخلاصِ وَالولاءِ للوَطنِ بَعيدًا عَن الِانتمَاءِ الدّينِيِّ.
688
| 24 أغسطس 2016
يحكى أنه كانت هناك امرأتان، ومعهما ابنيهما الرضيعان، فجاء الذئب وأخذ ابن إحداهما، فقالت الكبرى للصغرى: "أكل الذئب ولدك وهذا ابني"، قالت الصغرى: "بل أكل الذئب ابنك أنت وهذا ولدي"، واختصمتا إلى نبي الله سليمان - عليه السلام - فقال لمن حوله من الرجال أتوني بسكين أشق الطفل إلى نصفين بينهما لتأخذ كل منهما جزء، فسكتت الكبرى راضية بذلك، بينما صرخت الصغرى مرتعبة لا لا.. لا تفعل بل هو ابنها فلتأخذه، ورضيت أن يكون ولدها للكبرى فيعيش وتراه يكبر حتى وإن لم يكن في كنفها - وهل ترضى الأمّ أن يُقتل ولدها أمام أعينها؟! فنظر سليمان إليها وقال هو ابنك فخذيه وحكم به للصغرى.حُب الشيء يعني الحفاظ عليه لا تمزيقه وتقسيمه هكذا نتعلم من القصة وتعلمنا من تجارب الحياة – بشار الأسد ومنذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011 وضع أمامه خيارا واحدا وهو البقاء في هرم السلطة، وإن كان ذلك على حساب الشعب السوري والأرض السورية، قتل الناس ودمر المدن عن بكرة أبيها بلا رحمة ولا إنسانية يظهر إستراتيجية الأسد إما هو أو كل شيء يفنى.الخارجية الروسية وعلى لسان نائب خارجيتها ألمحت إلى تقسيم سوريا وكذلك ألمح كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى ذلك الهدف، المعارضة السورية استنكرت هذه التصريحات واعتبرتها مخططا خبيثا يراد به الانقضاض على سوريا وتمزيقها إلى دويلات ودعم الأسد حتى يخرج من هذه الأزمة منتصرا ولو بأقل القليل، الغريب في الأمر أن بشار الأسد الذي يرى نفسه الرئيس الشرعي المنتخب لسوريا لم يعترض على هذه التصريحات ولم يبد أي استياء تجاهها، خاصة وأنه هو من استعان بالدب الروسي لتثبيت حكمه وبقائه في رئاسة السلطة، وجل ما يهمه أن يظل رئيس دولة حتى وإن كان على جزء من الأرض السورية وليس لديه مانع من أن تقسم دويلات، كما يحاول الغرب تنفيذه بغية توفير الأمن والحماية لإسرائيل، فتقسيم سوريا إلى ثلاث دول كردية وعلوية وسنية، وتحديداً أن تكون الدولة العلوية محاذية للبنان والجولان المحتل ليستمر توفير الحماية والأمان للكيان الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية.السؤال: لماذا يتجه الأسد لخيار تقسيم سوريا؟!من خلال المعطيات الميدانية اتضح بأن دخول روسيا بقواتها لم يغير شيئا على الأرض السورية، في الوقت نفسه لا تستطيع روسيا المغامرة بقوات أكثر خوفاً من مغبة مصير مجهول في بلد منفلت، أضف إلى ذلك التكلفة الباهظة للقوات الروسية في ظل ما تعانيه موسكو من أزمة اقتصادية حادة، من جهة أخرى جدية قوات التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية في ضرورة إنهاء الأزمة برحيل الأسد، والتي باتت تلوح بخيار تسليح المعارضة السورية المعتدلة بمضادات للطائرات التي بدورها سوف تغير موازين القوى في سوريا وبلا شك سوف تضع حداً للتدخل الروسي في دعم الأسد الذي لم يبق لديه سوى خيار تفتيت سوريا وتقسيمها ليشعل فتيل الصراع ويكون نواة لتقسيم منطقة الشرق الأوسط بأسرها، فحصول أكراد سوريا على دولة بلا شك سوف يمهد الطريق لكردستان العراق للانفصال عن العراق والانضمام إلى الدولة الكردية الديمقراطية الكبرى، يليها أكراد تركيا ليلحقوا بالركب وتشتعل المنطقة بحرب ضروس تقسم دولتي سوريا والعراق وتستنزف الدولة التركية في حرب طويلة الأجل مع الأكراد وبدعم روسي أمريكي.من جانب آخر تدرك إيران جيداً أن مواجهة التحالف الإسلامي يعتبر أمراً مستحيلاً فهي لم تستطع إنقاذ الأسد طوال خمسة أعوام بما قدمته من دعم مالي ولوجستي، واستنزفت هذه الحرب ميزانيتها وأضعفت موقفها في المنطقة، وإن كابرت وروجت لخلاف ذلك فقد أصبح أهل الشام والعراق أكثر كرهاً وحقداً على النظام الإيراني وبكل ما يرتبط به في البلاد العربية، في الوقت نفسه فقدانها لدمشق يعتبر انتكاسة كبيرة لمشروعها التوسعي ومن المحتمل أن يكون نقطة انطلاقة لاستعادة بغداد في ظل توجه عربي إسلامي لعدم السكوت على ما يحدث في أرض الرافدين من قتل طائفي ممنهج على أيدي المليشيات الإرهابية الطائفية بمباركة الحكومة العراقية الطائفية الموالية للنظام الإيراني، وفي كل الحالات تعتبر طهران تقسيم سوريا والاحتفاظ بدمشق كعاصمة موالية لها أفضل بكثير من استمرار سوريا موحدة، فقد زادت ضريبة تدخلها في سوريا وأضحت عبئا يثقل كاهل النظام الإيراني وينذر بمزيد من الخسارة لابنها المدلل حزب الله في لبنان، الذي أصبح في وضع حرج خاصة بعد وقف الدعم السعودي للبنان جراء ممارسات هذا الحزب وتصنيفه كحزب إرهابي وتجفيف منابعه وترحيل كل اللبنانيين ممن يرتبطون بهذا الحزب من دول الخليج العربية لتزداد الأعباء أكثر فأكثر على النظام الإيراني.
612
| 06 مارس 2016
استمال الحوثيون تعاطف الشعب اليمني في أثناء خروجهم في شهر سبتمبر 2014، مطالبين بتخفيض أسعار المشتقات النفطية فيما سمي لديهم بـ"الجرعة"، ما مهد لهم الطريق للقيام بعملية انقلابية ضد الحكومة الشرعية بالتحالف مع المخلوع صالح لاحتلال صنعاء والانقلاب على شرعية الدولة.وبعد أن بسطوا سيطرتهم كشروا عن أنيابهم المصفرة فنهبوا ممتلكات الدولة كافة ومقدراتها، بل تجاوز ذلك إلى اغتصاب أملاك المواطنين واستباحة دمائهم وقتل كل من يقف ضد مشروع دولتهم، لدرجة أن من يسكن صنعاء يكاد يجزم بأنها غيرت مذهبها لكثرة ساكنيها من الحوثيين، وهذا يؤكد منهجهم في السيطرة على الأرض التي تمنحهم القوة في تغيير الحكم.في سوريا يتكرر السيناريو نفسه وتحديداً في مدينة "مضايا"، حيث فرضت قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني حصارا قاتلا على المدينة لتجويع شعبها، ثم جاءت المساومة بإجبارهم على بيع منازلهم لقاء حفنة من الزاد يسدون بها جوعهم، وهذه هي سياسة التهجير وتغيير هوية الأرض.أما في مدينة "ديالي" العراقية القريبة من الحدود الإيرانية فتتكرر الاستراتيجية نفسها وبشكل أكثر بشاعة من خلال سفك الدماء وحرق الأرض، حيث أصبح القتل ممنهجا على أيدي قوات إيرانية تم إدخالها إلى عمق الأراضي العراقية، بناء على طلب من قيادات ميليشيا الحشد الشيعي الإرهابية لتصفية أهل السنة وتهجيرهم بالقوة من أجل تغيير هوية الأرض حتى تكتمل حلقة الوصل بين الأراضي الإيرانية مروراً بديالي حتى بغداد فالكوفة والنجف.حزب الله يمارس النهج نفسه في السيطرة على الأرض، فقد أقام معسكرات ومخابئا سرية في مناطق نفوذهم، وتم تطويقها بسياج حديدي ووضع لها حراسة مشددة حتى إن أعلى سلطة في الجيش اللبناني أو وزارة الداخلية يستحيل السماح لها بدخول هذه المناطق، هذه الأراضي وكثير من الأراضي اللبنانية تم تحويلها إلى مخازن ومعسكرات تدريب تحتوي على مختلف العتاد العسكري ويسكنها العديد من عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين يديرون المعارك سواء في لبنان أو سوريا، ناهيك عن سيطرة الحزب على أكثر من نصف العاصمة بيروت من خلال شراء كل ما يمكن شراؤه من عقارات، إما برغبة الملاك أو من خلال ممارسة ضغوطات عليهم تجبرهم في نهاية المطاف على بيعها، وحادثة مقتل رفيق الحريري وطريقة تتبع سير موكبه حتى تم استهدافه أثبتت تمركز عناصر الحزب في العديد من المباني، ما سهل لهم معرفة كل التحركات داخل العاصمة.وفي قرى البحرين وقرى المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية مثل "القطيف والعوامية... إلخ" التي تسكنها عناصر موالية للنظام الإيراني تسعى إيران جاهدة من خلال عملائها الإرهابيين إلى عزل هذه المناطق عن سيطرة الدولة، ومحاولة جعلها مناطق خارجة عن القانون ليسهل دعمها لتشكيل جماعات إرهابية مسلحة وتحويلها إلى "كانتونات" طائفية تتلقى أوامرها من طهران، وتنفذ أجندات تخدم المخطط الرامي لتصدير الثورة الخمينية للوطن العربي. وهذا هو نهجهم في تغيير هوية وولاء الأرض التي يوجد بها عملاء عرب يعملون بكل ما أوتوا من جهد وقوة من أجل تنفيذ مخطط الدولة الفارسية الصفوية الكبرى من إيران حتى اليمن وعاصمتها "قم"، لدرجة أن كثيرا من هؤلاء العرب السذج أصبحوا يتنكرون لعروبتهم، وكثير منهم تنكروا لأسمائهم العربية فأصبحت أسماؤهم فارسية.ومن مظاهر تغيير الهوية -بالإضافة إلى الأرض- تغيير العادات والتقاليد، سواء في اللهجة أو اللباس، فكما هو متعارف عليه بأن لباس عرب الجزيرة من دول الخليج حتى بلاد الرافدين هو الثوب العربي والغترة والعقال أو ربطة الرأس على اختلاف أشكالها، ولكن أكثر من 60% من الشيعة العرب لا يعترفون بهذا الزي خوفاً من النظام الإيراني وخوفاً من أن يقال لهم بأنهم "عـــــــرب"، فبالإضافة إلى تغيير هوية الأرض هناك تغيير هوية الإنسان للتخلي عن كل ما قد يربط المواطن الشيعي بعروبته وعاداته وتقاليده العربية، وهذا هو "فصل الشيعة العرب عن عروبتهم".مخطط تغيير هوية الأرض مخطط كبير وينفذ على المدى البعيد في منطقة الخليج العربي، بينما أصبح ينفذ بقوة السلاح في العراق وسوريا ولبنان بسبب النفوذ والسيطرة الإيرانية عليها. أما دول الخليج فالمخطط لا يقتصر على المناطق التي تم ذكرها، بل يتعدى ذلك إلى مدن كثيرة ومنها المدينة المنورة والرياض والكويت ودبي ومسقط ومدن أخرى. نأمل تدارك الأمر من قبل قادتنا قبل أن نصبح غرباء في أوطاننا على غرار العراقيين والسوريين واللبنانيين واسألوهم إن كنتم لا تعلمون.
612
| 05 فبراير 2016
عبارة حق قالها السفير السعودي في بغداد فيما يحدث من انتهاك وجرائم بشعة بحق أهل السنة في العراق على أيدي مليشيات الحشد الشعبي الطائفية الإرهابية التي تقتل العراقيين بنهج طائفي، فقد رأينا جرائمهم البشعة في حق اهل السنة في منطقة المقدادية وضواحيها والتي تنم عن حقد طائفي وكأنه ثار قديم.تصريح السبهان جاء رداً على سؤال أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معه ومن البديهي أن يقول رأيه بكل صراحة وتجرد بما يخص الجرائم التي يرتكبها الحشد الشعبي الطائفي، حيث أكد السبهان وأي إنسان يطرح عليه مثل هذا السؤال: بأنه لا يجب على هذه المليشيات الإرهابية ألا تقوم بدور الجيش الوطني صاحب السلطة القانونية في الدفاع عن العراق وحفظ الأمن فيه، وهذه المهمة لا يجب أن تناط بأي تنظيم لا يحمل صفة رسمية في الدولة وإلا لأصبحت العراق كالغاب بلا نظام، يديرها من يمتلك السلاح والقوة، ولهذا السبب جميعنا نستنكر وجود تنظيمات خارجة عن القانون مثل تنظيم داعش والقاعدة وفيلق القدس وعصائب الحق الشيعية، وفيلق بدر وحزب الله وو.. إلخ، سواء كانت شيعية أم سنية، فكل هذه التنظيمات الإرهابية إنما هي تنظيمات لا تخضع لقوانين وأعراف دولية ولا تمثل نظام دولة.الغريب في الأمر أن مجرد تصريح شخصي من قبل إنسان عربي عبر فيه عن واقع مرير في بلد عربي شقيق أثار حفيظة كثير من العراقيين "الموالين للنظام الإيراني وعملائه" وأصبحت القضية الأولى لدى الحكومة العراقية وقياداتها، بينما دخلت عشرات الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني، وملايين من الإيرانيين ممن اخترقوا الحدود العراقية الإيرانية ودخلوا بغداد ومنحوا الجنسية العراقية دون أن يشكل هذا خطرا على أمن وسيادة العراق من منظور الحكومة الراقية وقادتها، ناهيك عن نهب ثروة العراق النفطية التي تحول لتمويل حزب الله ونظام بشار الأسد في سوريا كل هذا لم يكن ذا أهمية بالنسبة للحكومة العراقية.سبحان الله، الحرس الثوري الإيراني استباح كل ما هو متاح في أرض الرافدين، غير هوية الأرض العربية وأصبحت وكأنها محافظة إيرانية تدار من مرشدها الأعلى بطهران، هذا كله لم يشكل خطرا على العراق وعلى شعبها ولا يعتبر خطرا يهدد سيادته وأمنه، بينما بضع كلمات خرجت بشكل عفوي نابعة من ضمير إنسان عربي يتألم لما يراه من قتل ممنهج بحق إخوانه العراقيين أقاموا الدنيا بسببها ولم يقعدوها.هذا الكم الهائل من ردات الفعل تجاه ما قاله السبهان يدل دلالة قاطعة على أن الحكم في العراق خرج من أيدي العراقيين وخلع جلبابه العربي، ويدل كذلك على مدى الحقد الدفين للعرب خاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي مازالت تدافع عن قضية الأمة العربية والتي تعتبر العمود الفقري للعقيد الإسلامية السمحاء التي اصطفاها ربنا عز وجل لهذه الأمة، كل هذا العداء، كل هذا التحريض، كل هذا الحقد لمجرد تصريح، بينما تطالعنا إيران ورموزها وقياداتها بين الحين والآخر بتصريحات وتهديدات مرة بأحقيتهم بالبحرين وأخرى تتوعد وتتهدد باجتياح دول الخليج العربي، وكذلك تتوعد بهدم الكعبة وبنائها بما يتوافق مع عقيدتها المبنية على الحقد على العرب والعروبة والحقد على الإسلام الذي بدد إمبراطورتيهم وكسر شوكتهم.
647
| 27 يناير 2016
بالأمس ومن خلال غارة جوية استطاعت الطائرات الأمريكية الموجهة القضاء على محسن الفضلي القيادي البارز في جماعة خراسان التابعة لتنظيم القاعدة وهو في سيارته في بلدة سرمدا في ريف إدلب في سوريا. الفضلي رغم أن القوات الأمريكية تلاحقه منذ فترة طويلة ولم تسنح لها الفرصة للقضاء عليه، تمكنت من ذلك بجهد جهيد ومن الملاحظ أن القوات الأمريكية كانت تلاحق الفضلي وتتجسس على تحركاته حتى سنحت لها الفرصة للقضاء عليه ولنا أن نتخيل مدى الجهد الذي تبذله المخابرات الأمريكية في ملاحقة رجل واحد ويتم تحديد مكانه بهذه الدقة المتناهية وتتم تصفيته.. السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا الآن رغم أن أمريكا والغرب بشكل عام يعتبرون تنظيم داعش هو الخطر الأكبر الذي يهدد الشرق الأوسط ودول الخليج العربي مع ذلك نرى أن تنظيم داعش يتحرك بأرتال كبيرة من الجنود والعتاد ويمتلكون عتادا عسكريا كبيرا، من صواريخ ومدفعية ومدرعات، ويتحركون بكل حرية ويُرون بكل وضوح للعين المجردة، فما بالنا بتقنية متطورة تستطيع أن ترى النمل في مساكنه، فكيف استطاعت القوات الأمريكية تتبع شخص واحد وتتمكن من القضاء عليه بينما عجزت عن القضاء على أرتال وجنود تقدر أعدادهم بعشرات الألوف؟! الأمر الآخر، بما أن داعش أصبح جيشا مُنظماً ولديه قائد ونعلم بأن أمريكا ودول الغرب قد شكلوا حلفاً دولياً للقضاء على هذا التنظيم، لماذا لا نرى الاستخبارات الأمريكية تتّبع قيادات هذا التنظيم وتقضي عليهم بطائراتها الموجهة كما فعلت مع عناصر تنظيم القاعدة في أفغانستان واليمن وسوريا، أم أن تنظيم داعش لا تعتبره الإدارة الأمريكية خطراً يهدد أمنها ومصالحها في منطقة الشرق الأوسط؟! التحالف العربي استطاع أن يقضي على المليشيات الحوثية وعناصر الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع علي صالح في اليمن ويقضي على الأسلحة النوعية التي كانت تهدد أمن واستقرار اليمن والدول المجاورة وأهمها المملكة العربية السعودية، فكيف استطاعت قوات التحالف العربي أن تدمر هذا الكم الهائل من مخازن الأسلحة وتشل حركة آلاف الجنود وتلحق بهم الهزيمة فيما لم تتمكن قوات التحالف الدولي من قتل بضعة ألوف من عناصر تنظيم داعش؟! فعلا هي قضية بحاجة إلى تأمل وقراءة بواطن الأمور وليس ظواهرها، فداعش رغم الغارات التي تقوم بها طائرات التحالف الدولي، يزداد ثراء وتزداد ترسانته العسكرية نماء وتتكاثر أعداد عناصره وتتمدد في العراق وسوريا بشكل متسارع وكأن الأرض تُحرق أمامهم وتُمهد لهم الطريق ليستولوا على مناطق جديدة. إذاً هل طائرات التحالف الدولي تقصف عناصر تنظيم داعش أم تقصف لهم؟! هل تقصفهم بالصواريخ أم تُرسل لهم عتادا عسكريا؟! هل التحالف العربي أقوى وأكثر دقة من التحالف الدولي الذي يستخدم تقنيات عالية جداً في تحديد المواقع وتصويرا مباشرا عبر الأقمار الصناعية؟! ربما يسأل سائل أين الخلل وهل تنظيم داعش قوي إلى هذه الدرجة التي يستحيل على تحالف دولي القضاء عليه؟! الكل بات يعي ويدرك هذا المخطط الصهيوأمريكي بنكهة فارسية الذي يهدف إلى جعل الشرق الأوسط يغرق بصراع طويل الرابح فيه خسران. وكما يقال: اعرف من المستفيد تعرف المتسبب. والمستفيدون مما يقوم به تنظيم داعش هم إيران وإسرائيل وأمريكا ولا ننسى أيضا أن تنظيم داعش يحارب بالإنابة عن النظام السوري داخل الأراضي السورية. الشاهـد: الدبلوماسي الإيراني المنشق فرزاد فرهنكيان الذي عمل مستشارا بوزارة الخارجية قال: "إن تنظيم داعش يتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في مشهد، يديرها كبار قادة المخابرات الروسية والإيرانية، بهدف "خلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة والخليج خاصة والسعودية تحديداً"..
551
| 27 يوليو 2015
ما أشبه اليوم بالأمس عندما دخلت قوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين لتدعم سيادة البحرين وتحيي مكتسباتها من عملية انقلابية قادتها قوى راديكالية تحالفت مع النظام الإيراني وبمباركة أمريكية لقلب نظام الحكم وتغيير هوية البحرين، فرح الشعب البحريني وكأنهم أمام ولادة تاريخ جديد فكان موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بمثابة قبلة الحياة للبحرين ولشعبها- وإذا ما رجعنا بالزمن إلى حرب 90 عندما قاد الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه قوات درع الجزيرة لاستعادت الهيمنة على الأراضي الكويتية التي احتلت من قبل العدوان العراقي الغاشم كانت كمن أعاد الشعب الكويتي إلى الحياة- اليوم المشهد يعيد نفسه في بلد عربي آخر في أرض اليمن السعيد التي طغت عليه الأحزان والمآسي وحولت سعادته إلى كآبة ودمار وانفلات أمني وانقلابات سياسية قادها المجرم الذي عاث في اليمن فسادا ونهب ثرواتها وجوع شعبها وجعلها بلدا يئن من كثر الظلم والتسيب والانفلات، إنه المخلوع علي صالح الذي تحالف مع قوى الشر والظلام قوى الانقلاب على الشرعية، إنها القوى الحوثية التي كانت تسعى لأن يكون اليمن عراقا آخر يعيث فيه اتباع الولي الفقيه فسادا وقتلا وإجراما ليصبح نسخة مما يحدث في بلاد الرافدين متناسين وضع اليمن الجغرافي والديموغرافي والتكوين الاجتماعي للشعب اليمني وأيدلوجيته التي لا تتوافق مع منهج ولي الفقيه ولا يمكن القياس على نجاح المخطط الإيراني في العراق ولبنان بنجاحه في اليمن.لتأتي عاصفة الحزم لتعيد الأمور إلى نصابها بكل حزم وقوة لتسطر ملحمة وبطولة جديدة قادها سلمان بن عبدالعزيز مع إخوانه قادة دول الخليج العربي ورؤساء الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية في استعادة الشرعية في اليمن وتلقين كل خائن وانقلابي درسا قاسيا مفاده بأنه لا مكان بيننا للمتآمرين على وطننا العربي ولا مكان بيننا لمن أراد أو توهم بأن يكون للدخلاء موطئ قدم في أراض السعيدة، لا مكان بيننا لمن سولت له نفسه أن يحول بلاد اليمن إلى عراق آخر يستبيح قتل شعبه من أجل البقاء في هرم السلطة فشتان من يضحي بما يملك من أجل تنمية ورخاء شعبه ومن يضحي بشعبه من أجل تنمية حساباته المصرفية وتوريث أبنائه مقعد الحكم، هذه العملية أعادت الأمل ليس إلى نفوس اليمنيين فقط وإنما كانت فرحة عربية وإسلامية جامحة استبشر بها وتنفس بعدها الوطن العربي الصعداء لدرجة أن هناك من نزلت دمعته فرحاً بهذه الحملة العربية التي أعادت الأمل العربي وإعادة ثقة الإنسان العربي بقيادته. بعيداً عن اليمن وأحداثه.. عاصفة الحزم ليست مجرد عملية عسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن بل هي أكبر بكثير من مجرد مقاتلات حربية أو دعم عسكري لنظام شرعي بل هي اتحاد عربي إسلامي لم نشهد له مثيلا منذ عقود مضت، فاتحاد إحدى عشرة دولة عربية وإسلامية يعتبر إنجازا تاريخيا يجب أن ينقش بماء الذهب فإن كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله يحلم باتحاد خليجي تنطوي تحته ست دول خليجية فقد تخطت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هذا الحلم ليتحول إلى اتحاد عربي إسلامي تنطوي تحته إحدى عشرة دولة كمرحلة أولى، هذا الاتحاد في الرأي وفي الهدف لا يجب أن يقف عند هذا الحد بل يجب أن يستثمر ويقوى ويكون انطلاقه لاتحاد إسلامي يعيد للأمة الإسلامية هيمنتها وعزتها وكرامتها والأهم من ذلك استعادة السيطرة على الأراضي العربية وعن حماية سيادتها والحفاظ على هويتها العربية من التدخلات الخارجية.نتائج مبهرة صاحبت هذا التحالف ومنها رضوخ الإدارة الأمريكية وروسيا لهذه العملية ومباركتهم لها دون اعتراض أو استنكار، في الوقت نفسه رأينا الصمت المميت الذي التزمت به إيران وأعوانها من عملاء العرب إزاء هذا الإجماع العربي الإسلامي في تنفيذ عاصفة الحزم وكأن لسان الحال يقول: "اتق شر الحليم إذا غضب" فغضب الحليم لا يرحم وهذا يذكرنا بأحد تصريحات وزير الخارجية السعودي إبان أحداث البحرين حين قال: "نتمنى من الأخوة الإيرانيين عدم اختبار قوتنا" ونحن وإن كان منهجنا عدم معاملة التدخلات الخارجية في الشأن العربي بالمثل فليس معناه أننا في وضع الرضوخ والضعف أو العاجز ولكن من منطلق حسن الجوار وتجنيب المنطقة ويلات الحرب التي تحرق الحرث والنسل، ارتأت دول الخليج ألا تلجأ إلى لغة القوة لردع التمدد الإيراني وانتهاكه للوطن العربي واستباحة الدم العربي وتماديه في زعزعة أمن واستقرار المنطقة الخليجية والعربية ومازالت الدول العربية ودول الخليج خاصة بقيادة المملكة العربية السعودية تُحكم العقل في التعامل مع الجارة إيران ومازالت تأمل أن يعيد الإيرانيون حساباتهم ويكفوا المسلمين شرهم ويوقفوا تماديهم وبربريتهم تجاه المواطن العربي، فالحرب مهلكة وعواقبها مؤلمة ولكن ما حيلة المضطر؟عاصفة الحزم أكدت لنا جميعاً بأننا أمة عظيمة ولكننا كنا نفتقر إلى قائد عظيم يتقدم الصفوف ويقود هذه الأمة لاستعادة مكانتها واستعادة عزتها وكرامتها ولتري العالم أجمع بأننا أقوياء في وحدتنا، أقوياء في اتحادنا، أقوياء ما إن آمنا بأن الله معنا فنحن أصحاب حق ولسنا معتدين.
810
| 02 أبريل 2015
قوات التحالف الدولي هل تقصف "داعش" أم تمهد لها الطريق للاستيلاء على مناطق أكثر؟!- سؤال يراود الكثيرين منا حول ما يحدث في أرض الشام فما يحدث على أرض الواقع في الأراضي السورية يخالف ما توقعناه وما نسمعه من تصريحات بخصوص الحرب التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الهادفة إلى القضاء على هذا التنظيم التكفيري، ولكن الرقعة الجغرافية التي بات يسيطر عليها عناصر "داعش" تتوسع وتتمدد بسرعة كبيرة على خلاف المتوقع الذي كان من المفترض أن تُحجم الضربات الجوية التي تشنها المقاتلات الجوية للتحالف للتمدد الداعشي في الأراضي السورية والعراق. وبين الضربات الجوية وتوسع "داعش" يكمن سر التحالف الدولي الرامي إلى تمهيد الطريق للدواعش للاستيلاء على مزيد من القرى والمدن السورية وكان لسان الحال يؤكد أمراً مهما وهو أن هناك شراكة "داعشية" دولية تهدف إلى القضاء على المعارضة السورية ووأد ثورة السوريين الذين خٌذلوا أيما خذلان وظلموا مرتين مرة من قبل النظام السوري والمرة الأخرى من قبل المجتمع الدولي الذي وقف موقف المتفرج على جرائم الحرب التي اُرتكبت بأبشع الصور بحق السوريين الذين خرجوا يبحثون عن حرية حٌرموا منها طوال عقود من الزمن في ظل حكم دكتاتوري صادر كل الحريات وخنق كل صوت ينادي بالعدالة والمساواة، واليوم يقف العالم كله يدعم هذا النظام ويوجد له الذرائع للبقاء للاستمتاع بسفك دماء السوريين وعندما اشترطت تركيا على الإدارة الأمريكية بأن يتم إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد لكي تشارك في الحرب ضد "داعش" رفضت أمريكا هذا الطلب جُمْلةً وتفصيلاً وهذا يؤكد التواطؤ الأمريكي الدولي مع نظام الأسد ودعمه للبقاء والاستمرار في حكم سوريا. بالعودة لتنظيم الدولة الإسلامية فهو يعتبر أكبر خطر يهدد أمن المنطقة ولكن نشأت هذا التنظيم وطريقة دعمه وتوسع عناصره والرقعة الجغرافية التي يبسط عليها يضع أمامنا علامات استفهام كثيرة فمع بداية الثورة العراقية في يونيو2014 ضد الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له السنة العراقيين من قبل حكومة المالكي الطائفية، حيث كان عدد عناصر "داعش" لا يتجاوز 6 آلاف مقاتل واليوم يشاع أن عدد مقاتلي هذا التنظيم بلغ 20 ألف مقاتل، فكيف لهذا التنظيم أن ينمو بهذا الحجم وبهذه السرعة الكبيرة في فترة وجيزة فكما نعلم بأن هناك تضييقا دوليا على هذا التنظيم بالإضافة إلى ما يمتلك من إمكانات مالية وعسكرية. من أهداف تنظيم "داعش" إنشاء دولة إسلامية سنية ومحاربة الطواغيت وأنصار إيران ومنهم النظام العراقي الطائفي ونظام بشار الأسد، ولكن ما نراه يخالف هذا التوجه فكما نعلم بأن بغداد ودمشق هما عواصم الحكم لإعداد "داعش" إن صحت التسمية ولكن جحافل "داعش" ومقاتليها لم يتوجهوا تجاه بغداد أو دمشق بل وجهوا قواتهم تجاه مدينة "كوباني" هذه المدينة التي تقع على الحدود السورية التركية لم تكن في يوم من الأيام ذات أهمية أو مركز لسلطة أو قيادة عسكرية فلماذا تستميت "داعش" بكل قوتها لإسقاطها وإخضاعها لسيطرتها؟! ولماذا تحيد "داعش" عن هدفها الرئيسي الذي من أجله أنشأت وهو القضاء على نظام الأسد والنظام العراقي الموالي لإيران حسب تصريحاتهم. عرقنة اليمن: بدأ اليمن السعيد الولوج إلى النفق المظلم الذي سبق وأن دخلت فيه العراق ولبنان وبدأ مصطلح العبوات المفخخة يأخذ طريقه في اليمن السعيد ليحولها إلى يمن جريح، هذا ما خلفته السياسة العمياء والنزاعات السياسية التي دفعت باليمن إلى الدخول في حمام الدم الذي إذا ما انفتح له الباب على مصراعيه لن يسلم من شره اليمنيون وحدهم بل ستمتد هذه النار إلى دول الجوار، فما يوجد من أسلحة في حوزة اليمنيين تكفي لكي تحول اليمن والدول المجاورة إلى جحيم مستعر، فاللعب في أمن وسيادة اليمن من أخطر ما يمكن القيام به أو الاستهانة بنتائجه خاصة وأن أهل اليمن ليس لديهم ما يخسروه في ظل أوضاع اقتصادية متردية، ومن جانب آخر الخبرة الواسعة والجد الذي يمتاز به اليمنيون أثناء الحروب والاقتتال ينبئ عن حرب أشرس وأعنف مما هي عليه في العراق والشام وهذا ما يراد له أن يحدث في اليمن حتى تكتمل حلقة النار في شبه الجزيرة العربية.
854
| 10 أكتوبر 2014
عندما تهيأت الفرصة للعراقيين باستعادة دولتهم من قبضة الاحتلال الإيراني المتمثل بحكومات العراق الطائفية، هب العراقيون في المحافظات "السنية" التي عانت من اضطهاد وقتل وتمييز طائفي على أيدي نظام المالكي ومن سبقه منذ سنة 2003، أُعدمت فيها مقومات الحياة ورُملت النساء واغتصبن واعُتقل الرجال وقُتلوا وعُذب الأطفال ويُتموا واُحرقت المنازل ودُمرت، وصبروا على هذا الإجرام والتعذيب على أمل أن تعود حكومة المالكي إلى رُشدها وتنهض بالعراق وتنصف شعبه ولكن أصحاب القرار فضلوا إلا أن يُدمر العراق وتُنهب ثرواتهُ ويُقتل أبناؤه وتُرمل نساؤه ولكن "للصبر حدود". عندما توسع نطاق عمليات الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لم يكن من أجل انتفاضة ضد حكم المالكي الطائفي ولا ضد نظام بشار الأسد، مع إن الثوار العراقيين استبشروا خيراً بأن وجدوا من يدعم انتفاضتهم وإخراجهم من جحيم عاشوا فيه منذ أكثر من أحد عشر عاماً عجاف، بعد أن سُلمت العراق للنظام الإيراني الذي عاث في أهل الرافدين من السنة قتلًا وتهجيراً، وتدمير مدنهم واغتصاب نسائهم، ولكن الواقع الذي سرعان ما صُدموا به من مكر تنظيم "داعش" وحقيقته بموالاته لنظام ملالي إيران والنظام السوري أضحت واضحة وليس فيها مجال للشك، ولو روج البعض خلاف ذلك، الذي كانوا متوقعين أن تزحف قوات "داعش" باتجاه بغداد لتحريرها ولكن تغييرهم لمحور القتال وتوجههم لمقاتلة الأكراد دليل على أن هذا التنظيم ما وجد إلا لتشويه صورة الإسلام وذريعة لدخول القوات الأمريكية إلى العراق مرة أخرى لحماية مصالحها وتثبيت حكم موال لإيران وتسهيل مهمة مساعدة النظام السوري للقضاء على الثورة السورية.الآن أصبح لدى الإدارة الأمريكية والغرب ذريعة للتدخل العسكري في الأراضي السورية لدعم نظام بشار الأسد بحجة القضاء على تنظيم "داعش"، هذا التحالف كانت بوادره ومقدماته هو خلق تنظيم إسلامي يحمل الفكر التكفيري بهيئة "سنية" يقتل ويبطش ويروج له بأنه تنظيم إرهابي يتوسع في المنطقة وينذر بالخطر وعلى الدول الغربية أن تتدخل لمقاتلته ووقف توسعه، تصريحات ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا التي أكد من خلالها أن بلاده على استعداد للتحالف مع إيران من أجل صد خطر "داعش" الإرهابي، صحيفة ذي جارديان نقلت عن كاميرون إنه مستعد لتجاوز الخلافات بين بريطانيا وإيران من أجل التعاون معاً في الجهد الدولي الرامي لمكافحة خطر "داعش" في العراق والشام.مستشار الأمن القومي الأعلى للرئيس الأمريكي صرح بأن الولايات المتحدة سوف تفعل ما هو ضروري بالتعاون مع النظام السوري للتدخل في سوريا لحماية المصالح الأمريكية. وضرب أماكن تواجد عناصر "داعش"، وهذا يعطي الأمريكان ذريعة للتدخل في سوريا وضرب مواقع تمركز الثوار السوريين، حيث إن الهدف ليس "داعش" وإنما "داعش" مجرد مطية ووسيلة للقضاء على الثوار السوريين.دخول القوات الأمريكية في الأراضي السوري بالتنسيق مع نظام الأسد والتعاون معه دليل على أن النظام الأمريكي لا يعترف إلا بنظام بشار الأسد على الأراضي السورية وهذا يدحض تصريحات أوباما التي قالها سابقاً: "لا يمكن للأسد أن يستعيد الشرعية بعد قتل الآلاف من شعبه" فكيف لأوباما اليوم أن يجعل قواته تنسق مع نظام هو لا يراه شرعياً؟! وبعد أن كانت إدارة الرئيس أوباما قد طالبت بشار مراراً وتكراراً بالتنحي واتهمته بتنفيذ جرائم حرب في حق الشعب السوري اليوم تضع يدها بيد نظامه لمحاربة كيان هم من أوجده.كل هذا يؤكد لنا أن ما يحدث في العراق والشام إنما هو مخطط أمريكي غربي بنكهة إسرائيلية تدرجت مراحله لكي يتم القضاء على الثورة السورية والقضاء على الثوار العراقيين بحجة محاربة "داعش"، والأهم من ذلك إجبار الدول العربية على تجريم الجهاد الإسلامي بكافة صوره واستنزاف وتدمير البنى التحتية للدول العربية لتظل سجينة الحكومات الدكتاتورية لعقود قادمة، وأهم المكاسب بقاء المصالح الأمريكية قائمة ويستمر نهب ثروات العراق والأهم من ذلك كل هو تأمين الحدود الإسرائيلية وبقاء الكيان الصهيوني آمناً مستقراً في فلسطين.
1307
| 01 سبتمبر 2014
مع بداية الاحتجاجات السورية والتي خرج على ضوئها الشعب السوري مطالباً بإصلاح البيت السوري قُوبلت بقوة السلاح من قبل نظام بشار الأسد الذي راء في نفسه أن نظامه ليس كنظام بن علي في تونس أو مبارك في مصر أو القذافي في ليبيا، فما كان منه إلا أن فرض مبدأ "القوة" لإسكات الشارع السوري بالقوة وقطع كل نفس يطالب بالإصلاح كما فعل أبيه في مجزرة حماة سنة 1982 والتي سقط فيها قرابة 40 ألف مدني قتلوا إعداماً وتمثيلاً بوحشية لم يشهدها القرن العشرين من قبل، وهذا أمر متوارث من الآباء إلى الأبناء فمن شابه أباه سار على نهجه، ولكن بشار الأسد لم يدرك أن لكل مقام مقال. قبل أن يُقدم بشار على قمع الشارع السوري بقوة سلاحه كان قد حصل على دعم معنوي من قبل حلفائه الإيرانيين والروس وهذا ما جعله غير مكترث لعواقب أفعاله ظناً منه أن لديه حلفاء لن يتخلوا عنه مهما كانت الخسائر البشرية ومهما كانت التضحيات، وربما كان واثق من ولاء حلفائه لنظامه وهذا اليقين ليس مبني على تخمينات أو مجرد حدس سياسي، وإنما مبني على مقايضة كبير وضمان لمصالح لهؤلاء الحلفاء في الأراضي السورية، ولكن ماذا جنا حلفاؤه من مكاسب على أرض الواقع منذ بدء الأزمة السورية؟!إيران رات أن تدخلها بالتعاون مع روسيا في الشأن السوري سوف تحصل من ورائه على مكاسب كبيرة على الأرض السورية كما حصلت عليها في العراق أو أقلها بقاء مصالحها مع النظام السوري كما هي عليه، ولكن حسابات النظام الإيراني لم تكن تتوقع أن الخسائر المالية والعسكرية والبشرية ستصبح بهذا الحجم المهول، وحتى الساعة ليس هناك من بوادر تنبئ بانتهاء هذا الكابوس الذي أصبح يجثم على النفس الإيراني بشكل مخيف.قبل الاحتلال الأمريكي للعراقي أو لنعود قليلاً إلى الوراء قبل الغزو العراقي للكويت كان من الاستحالة بمكان أن يتخيل النظام الإيراني إنه سوف يأتي اليوم الذي يتم التغلب فيه على أعتى قوة عربية، وبعد أن حصلت المعجزة بتحالف الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتم غزو العراق وحصلت إيران على مبتغاها في أرض الرافدين بالوصاية التامة على العراق وبسط السيطرة على ثرواته وإن اختلفت المسميات الوطنية الحالية في العراق إلا أن من يدير شئون العراق في الوقت الراهن هم الفرس شئنا أم أبينا، بعد ذلك طمع الإيرانيون كثيراً وظنوا أنه لم يعد هناك مستحيل في كسب أي معركة في بلد عربي آخر بعد أن تم القضاء على النظام العراقي ولكن قياسات السياسة الإيرانية لم تكن بالجودة التي تحيك فيها الأنامل الفارسية السجاد الإيراني الفاخر، بل امتزجت لديها الألوان وتداخلت عليها المفاهيم وتبعثرت أوراقها لتغرق في المستنقع السوري الذي حول حلمها إلى كابوس لم تعد قادرة على الخروج منه وحفظ ماء وجهها، الموقف الإيراني هو موقف المكابر الذي يعلم أنه خاسر، وأنه على خطأ، لكنه يستمر في المكابرة خوفاً من أن تنكشف حقيقة انكساره وخسارته وفشله، فالواقع المزري الذي تعيشه المليشيات الشيعية سواء كانت الإيرانية أو اللبنانية في سوريا، جراء ما تتلقاه من خسائر كبيرة جداً وبشكل يومي بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الأسرى منهم، كل هذا زاد من حالات البُئس التي تعيشها إيران في الأراضي السورية، ولكنها تأبى إلا أن تزج بالمزيد من أبنائها وتنفق المليارات من أموالها في المقبرة السورية ولا عزاء لهم في ذلك.تمنياتنا لإيران بمزيد من القتلى حتى تعي الدرس جيداً بأنه ليس كل طير يأكل لحمه، فإن حالفها الحظ في العراق فليس معناه أنها ستربح المعركة في دولة أخرى، ومازال في جعبة العرب المزيد والمزيد للنظام الإيراني فالتدخل في الشأن الداخلي العربي لن يُقابل إلا بالمثل وما تكبدتُ في سوريا إنما هو قيض من فيض مالم تلملم شتاتها وتعود إدراجها.
1192
| 03 يونيو 2014
وافق النظام السوري على التخلي عن أسلحته الكيماوية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2118» لنزع الأسلحة الكيماوية لتفادي ضربة عسكرية أمريكية كانت «محتملة» بعد ثبوت استخدام النظام السوري لهذه الأسلحة وذكر التقرير أن أسلحة كيميائية استخدمت على الأرجح أو بشكل أكيد في الغوطة قرب دمشق وخان عرسال (قرب حلب) وفي جوبر وسراقب (شمال غرب البلاد) وفي الأشرفية سحنايا، وكذلك في منطقتي بحرية والشيخ مقصود في محافظة حلب، أودت بحياة آلاف الأشخاص من الأطفال والنساء وكبار السن، وهذا ما أكدته الأمم المتحدة بأن يكون النظام السوري قد استخدم أسلحته الكيماوي في خمس مناطق.خبراء تفكيك الأسلحة الكيماوية وأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قاموا بتفكيك هذه الأسلحة ليتسنى نقلها إلى السفينة الدنماركية لكي يتم تدميرها في عرض البحر وقد تقرر بأن تنقل الأسلحة الأكثر خطورة في تاريخ 31ديسمبر من العام الماضي إلى ميناء اللاذقية ثم توضع على السفينة ثم تليها باقي الأسلحة والمركبات الكيماوية، على أن يتم الانتهاء من تدمير كافة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري في موعد أقصاه 30 يونيو2014م.الغريب في الأمر أن البحرية السورية توفر الحماية لنقل هذه الأسلحة ضمن مجموعة سفن روسية وصينية ودنماركية، وهذا يطلق العنان للعديد من التساؤلات وهي كيف للحلفاء (سوريا وروسيا والصين) أن يتخلوا عن أسلحة تكلف عشرات المليارات بل ويوفروا لها الحماية لكي تدمر في عرض البحر بهذه البساطة!؟ اقتراح تدمير الأسلحة الكيماوية طرحته روسيا، وكما نعلم بأن جميع الأسلحة الكيماوية للنظام السوري هي صناعة روسية، وهذه الأسلحة ليست مجرد أسلحة فردية يمكن الاستغناء عنها بسهولة دون التفكير في إعادة استخدامها بطريقة أو بأخرى، ونحن نعلم أن الأمم المتحدة عاجزة عن فرض أي التزامات أو قيود على القرار الروسي الصيني. وحتى تكتمل خيوط اللعبة لنعود بالذاكرة إلى الدعم اللوجستي والعسكري والتقني وحتى المالي والبشري الذي قدمه النظام السوري لحزب الله طيلة العقود الثلاثة المنصرمة والتي مكنته من أن يصبح قوة عسكري لا يستهان بها في المنطقة حتى وصل به الأمر لأن يمتلك طائرات من دون طيار وهذا ما لا تمتلكه معظم الجيوش العربية، ودعم حزب الله للنظام السوري إنما يأتي في إطار تكاملي بين الطرفين، إذاً أليس من المنطقي أن يقوم النظام السوري بمنح ولو جزء من أسلحته الكيماوية لحزب الله كونه شريكا وحليفا إقليميا أثبت وفاءه لهذا النظام؟ خاصة أن الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين لا يعلمون مسبقاً عن كميات الأسلحة التي يمتلكها النظام ولا أماكن تخزينها وقد سمعنا كثيراً وتم تأكيد ذلك من قبل الجيش السوري الحر وممن انشقوا عن النظام بأنه تم نقل كثير من هذه الأسلحة من مواقعها السابقة إلى مواقع أخرى مجهولة، وما يؤكد فرضية نقل أسلحة النظام السوري إلى مخازن حزب الله في لبنان هو قيام حزب الله بشراء أراض شاسعة في السنوات الأخيرة خاصة في مناطق "جبل صنين"، و "عيون أرغش" و "جرد اليمونة" وهذه القرى والمناطق تقع في المحيط التابع لحزب الله وتقع في مناطق مرتفعة وتضم مراكز تدريب ومختبرات للأبحاث العلمية العسكرية تابعة للحزب، هذه المناطق يحظر دخولها أو الاقتراب منها حتى الجيش اللبناني لا يستطيع الوصول إليها أو دخولها، وهذا يفسر لنا القوة التي يمتلكها حزب الله، ويفسر أهمية ما تحتويه هذه المنطقة بالنسبة لحزب الله.طالب الجيش السوري الحر الإدارة الأمريكية وأعضاء مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وجامعة الدول العربية بأن تشمل عملية التفتيش والبحث عن الأسلحة الكيماوية بالأراضي اللبنانية خاصة المناطق التي تقع في محيط حزب الله؛ نظراً لارتباط حزب الله بالنظام السوري، ولكن لم تلق هذه النداءات آذان صاغية واكتفى خبراء وأعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بما تم تزويدهم به من قبل النظام السوري عن مواقع الأسلحة الكيماوية، وهذا يدل على أن هناك تواطؤ أمريكي دولي في عملية نزع هذه الأسلحة وليس من المستبعد أن تكون عملية نقل الأسلحة لفائدة حزب الله قد تم تدبيرها مسبقاً بالتعاون مع الخارجية الأمريكية وبالتعاون مع إسرائيل حتى توفر الحماية لدولة إسرائيل خاصة وأن نظام عائلة الأسد وحزب الله قد شكلا درعاً أمنية لإسرائيل طيلة العقود المنصرمة وإن كانت تصريحاتهما تروج لغير ذلك.النظام السوري لديه دهاء وخبث كبير في إدارة الأزمة والالتفاف والمراوغة على أي اتفاقية ، كما أن لديه القدرة على توجيه الأحداث كما يشاء وهذا ما رأيناه جلياً منذ بدء الثورة، أضف إلى ذلك خبث السياسة الإيرانية التي زرعت حزب الله ومكنته من أن ينمو ويصبح قوة عسكرية تمتلك من الترسانة العسكرية ما يجعله يكسر هيبة الدولة اللبنانية ويخالف قوانينها، وقد شارك في قتل السوريين مع النظام السوري رغم محاولة الحكومة اللبنانية النأي بالنفس عن التدخل في الشأن السوري ولكنها لم تستطع أن تثني حزب الله عن توجهاته العسكرية وتبعيته الإيرانية المطلقة حيث إن حسن نصر الله يعتبر أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية هو مرجعه الأعلى، وهو وكيل شرعي لخامنئي في لبنان.إذاً فمسألة التخلي عن هذه الأسلحة لن تكون بهذه البساطة كما يراها البعض وستكشف الأيام هذه الحقائق إذا ما انفجر الوضع وتأزم بشكل أكبر وأوسع في المنطقة بكاملها، ولابد على الدول العربية أن يكون لها موقف جاد فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة.
653
| 22 أبريل 2014
طالت الأزمة السورية وتضاعفت معاناة إخواننا السوريين واشتد عليهم الكرب والقتل والتشريد، ويوم عن يوم تزداد سوريا دماراً وتعود إلى الخلف بخطوات متسارعة.تحدث المحلل السياسي الدكتور عبدالله النفيسي عن الأزمة السورية وشخَّص سبب إطالتها ومدى تمسُك إيران المستميت بإفشال الثورة السورية؛ لكي تبقى عائلة الأسد على هرم السلطة في سوريا من أجل بقاء مصالح إيران في منطقة الشرق الأوسط قائمة وحتى لا تنقطع أذرعها التي تغلغلت في الجسد العربي ابتداء من العراق عبر سوريا إلى لبنان، وأما بعض الدول العربية فأصبح للنفوذ الإيراني موطئ قدم فيها كاليمن والسودان والجزائر، ودول أخرى أصبحت مسرح للميليشيات الإيرانية التي تقتل وتفجر وتزعزع الأمن فيها كالبحرين والسعودية.مما لا شك فيه أن إيران تدفع الغالي والنفيس لحليفتها روسيا من أجل دعم النظام السوري لتوفر له الحماية الدولية وتمده بالأسلحة التي تعينه على مقاومة الجيش الحر وباقي فصائل الثورة السورية، كما تدفع بحزب الله لخوض حرب ضد الشعب السوري، وقد لا يعلم اللبنانيون المُغرر بهِم من قِبل حزب الله تبعات هذه الحرب على إخوانهم السوريين على المدى الطويل حيث إن الخاسر الأكبر فيها هم اللبنانيون وحدهم، فإن كان هناك منطق وعقلانية لمَا أقدم اللبنانيين على هذا الفعل المشين بقتل إخوانهم السوريين، فالشعب اللبناني والسوري مكملان لبعضهما وحاجتهما لبعض أكبر من أي مصالح سياسية، ولكن ما لعبه حزب الله في سبيل وضع حد لهذه العلاقة لن تجبره الأيام المقبلة مهما كانت جميلة وإيجابية. على الجانب الآخر لعب النظام السوري دور الخبث والمكر متذرعاً بمبدأ "الحرب خدعة" حيث خلق تنظيم تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وهو تنظيم إسلامي تكفيري المظهر؛ ليقنع المجتمع الدولي والسوريين ومؤيديه من مختلف الدول العربية أن الحرب ضد النظام السوري إنما هي حرب يراد بها إقامة دولة إسلامية تكفيرية متشددة وقد ثبت دعم النظام السوري لهذا التنظيم بصورة جلية وإن أنكر النظام ذلك. في المقابل هناك دول عربية مازالت تؤمن بأن نظام بشار الأسد هو الأحق سوريا ولكنها تعبر عن رأيها باستحياء وبطرق ملتوية، ولو نظرنا إلى القمة العربية التي عُقدت مؤخراً في الكويت كان هناك أربع دول عربية رفضت أن يُمنح ائتلاف المعارضة السورية مقعد سوريا في هذه القمة؛ هذا الرفض برره البعض بمبررات واهية لا تنم عن موقف عربي مساند أو منصف للشعب السوري، وهذه الدول كانت ومازالت ترفض فكرة الثورات الشعبية جملةً وتفصيلا، ولكننا نقول إن عذر هذه الدول أقبح من ذنبها وهي بهذا الفعل المخزي تستبيح قتل الشعوب وتأصل مبدأ حكم الطواغيت العرب.النظام السوري استطاع أن يمد زمن الأزمة السورية من أجل أن تفقد القضية السورية جوهرها الذي خرج الشعب السوري من أجله ألا وهي إصلاح البيت السوري الداخلي من خلال تغيير النظام الدكتاتوري الفاسد الذي أثبت فشله في إدارة سوريا بصورة تكفل العيش الكريم والحرية والديمقراطية للسوريين. إطالة الأزمة السورية وتدخل القوى الخارجية ومشاركة دول وأحزاب من الخارج جعل للأزمة في سوريا تشعبات كبيرة ليس من السهل حلُها، كما أصبح الوصول إلى حل عسكري من المستحيلات بل، قد يُطيل أمد الأزمة لسنواتٍ قادمة مالم يكن هناك تدخل عسكري قوي – وأنا أعني هنا تدخل حلف الناتو أو الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي كما حدث في ليبيا لإنهاء الأزمة.ولكن الآمال معلقة على الحل السياسي الذي يكفل انتقال السلطة إلى حكومة ائتلاف وطني تدير شؤون الدولة حتى تستقر الأوضاع وتتهيأ الأجواء المناسبة لعقد انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة يختار من خلالها الشعب السوري من يمثله في رئاسة سوريا المستقبل، ولكن السؤال: هل ترضخ إيران لحل سياسي يقصي الرئيس بشار الأسد وينتهي دورها الإقليمي في سوريا؟! بالنسبة لروسيا هي تسعى لأن تبقى مصالحها كما هي في سوريا وهي تعلم بأنها إذا وافقت على إزاحة نظام الأسد سوف تضمن بقاء مصالحها كما هي، ولكن إيران لن تبقى لها مصالح إطلاقاً وهذا ما يؤخر الحل السياسي بل ويرجح احتمالية رفضه. وبين استحالة الحل السياسي وكذلك العسكري الخارجي نلخص القول: إن المشهد السوري لن يتغير إلا من داخل سوريا والشعوب هي التي تقرر مصيرها.
745
| 14 أبريل 2014
مساحة إعلانية
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات...
4533
| 29 سبتمبر 2025
في ظهوره الأخير على منصة الأمم المتحدة، ملامحه،...
3387
| 29 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1344
| 28 سبتمبر 2025
أُنّشِئت الأمم المتحدة في العام ١٩٤٥م بعد الحرب...
1197
| 28 سبتمبر 2025
في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة يمكن وصفها بـ...
1089
| 02 أكتوبر 2025
من أخطر ما يُبتلى به التفكير البشري أن...
1059
| 29 سبتمبر 2025
منذ أكثر من مائة عام ارتُكبت واحدة من...
885
| 30 سبتمبر 2025
في لحظة صفاء مع النفس، يطلّ النسيان عليَّ...
843
| 30 سبتمبر 2025
كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في...
669
| 02 أكتوبر 2025
لسنا متشائمين ولا سلبيين في أفكارنا وتوقعاتنا ولكن...
615
| 03 أكتوبر 2025
كيف نحمي فرحنا من الحسد كثيرًا ما نسمع...
612
| 30 سبتمبر 2025
في فجرٍ قطريّ عليل، كان البحر يلمع بألوان...
609
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية