رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يأتي الينا رمضان من كل عام بأيامه الجملية وروحانياته الطيبة، وطوال هذا الشهر يعمد كثير من الناس الى تغيير حياتهم بشكل جذري خصوصا فيما يتعلق بمواعيد النوم والاسيقاظ. ويساعد على ذلك تغير نشاط العمل والمحلات التجارية بكافة أنواعها وأشكالها ولذا نرى عدد كبير من الناس تتبدل لديهم مواعيد النوم فمنهم من يسهر الليل ليقوم فيه بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حيث يود أن يستفيد بالرحمات من الله في كل أوقات هذا الشهر الفضيل. ويود أن يحمي رمضان كما ينبغي وكما نحن تعلمنا من رسولنا الكريم، ومنهم من يقضي الليل ساهرا حتى لا يفوت عليه صلاة الفجر ومنهم من يتعمد السهر لكي يتناول سحوره ثم يصلي الفجر وينام بعد ذلك حتى وقت متأخر في الصباح، ومنهم طائفة أخرى وهي التي تفضل أن تفعل العكس فهو ينام معظم ساعات الصيام والبعض منهم يصحو قرب موعد آذان المغرب لكي يتناول افطاره ويبدأ يومه بعد ذلك والذي يشمل الخروج مع الأصدقاء واللهو واللعب حتى ساعات الصباح في اليوم التالي. وهكذا يشترك كل هؤلاء في صفة واحدة ألا وهي عدم انضباط مواعيد النوم والاستيقاظ وهذا بالطبع يكون له مردود سلبي على صحتهم النفسية والجسدية على حد سواء. فمن المعلوم أن الانسان لديه ما يعرف بالساعة البيولوجية وهذه الساعة في مقياس منضبط منذ أن يخلق الله الانسان على الأرض وهذه الساعة هي التي تنظم مواعيد الوظائف الفسيولوجية جميعها بالجسد فهي التي تحدد مواعيد افراز الهرمونات وهي التي تنظم أنشطة الأعضاء حسب احتياج الجسد كما أنها مسئولة عن عملية تنظيم المزاج بشكل عام للانسان. لذا فانه من الأهمية القصوى لتمام الصحة النفسية والجسدية للانسان أن يكون لديه ساعة بيولوجية منتظمة ومن أهم أسباب انتظام أو اختلال هذه الساعة هو عدم انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ وجعلها أقرب ما يكون الى مواعيد الانسان التي كان يواظب عليها قبل الصيام حتى يحافظ على ساعته البيولوجية منضبطة لكي يعيش حياة رمضانية سعيدة.
627
| 20 يوليو 2013
أصبح الآن من المعلوم بالضرورة أن صفات الإنسان الجسدية من ناحية الطول والعرض ولون الجلد والشعر وغيرها من تلك الأمور التي تحدد شكل الإنسان، محكومة بالمورثات أو ما يعرف بالجينات التي تحكم وتتحكم إلى درجة كبيرة في هذه الأمور. بل وأصبح هناك خريطة لمثل هذه الجينات لدى العلماء عن كل من هذه المورثات وأماكن تواجدها في الجسد، وكيفية التأثير فيها، وبنفس المنطق والدرجة نستطيع أن نقول: إن شخصية الإنسان وصفاته النفسية محكومة بمثل ذلك، بحيث إن كل شخص لديه صفات تميزه عن الآخرين، بمعنى أن لكل إنسان صفات نفسية مثل طريقة الحديث والتعبير عن النفس وشكل المزاج لديه من ناحية، والحدة في المزاج أو الغضب أو الهدوء أو غير ذلك. ونبرة الصوت وطريقة تعامله مع الآخرين، بل ودرجة التركيز والذكاء وغير ذلك من الوظائف المعرفية للإنسان، ودرجة حكمه على الأمور ورغبته للاختلاط بالآخرين، وحبه أو كرهه للأشياء في الحياة بدرجة كبيرة. كل تلك وغيرها الكثير من مظاهر حياة الإنسان النفسية والاجتماعية تقع تحت مفهوم سمات الشخصية، ومازال علماء النفس وعلماء الجينات يبحثون حثيثاً حول طرق تكوين هذه السمات، وهل هي صفات تورث من الآباء والأمهات أم إن كل إنسان يولد ولديه قابلية، تزيد أو تقل على حسب تفاعل الإنسان مع بيئته، وهذا هو الرأي الأكثر قبولاً وشيوعاً حتى وقتنا الحالي، وهذا بالطبع دفع العلماء إلى محاولة وضع البرامج العلاجية السلوكية لمحاولة إحداث تغيرات في بعض السمات الشخصية غير المرغوبة.. إلا أن النتائج التي تخرج من معظم هذه الدراسات هي نتائج غير مشجعة، بمعنى أن العلماء وصلوا إلى قناعة تفيد بأن تغيير سمات الشخصية، لدى البشر أمر صعب وعسير، إلا إذا كان لدى الإنسان رغبة قوية وإرادة كبيرة على التغيير..
14628
| 19 يوليو 2013
يعتقد البعض أن مصطلح الإدمان يقصد به فقط استخدام المخدرات، وبالطبع فإن هذا المعنى هو جزء من مفهوم الإدمان الواسع الذي يحتوي إدمان المخدرات وسلوكيات أخرى كثيرة. فالإدمان بمعناه الواسع والأعم يعني أن الإنسان يقوم بسلوك معين ورغم أنه يعلم أن هذا السلوك يؤذي صحته بشكل أو بآخر إلا أنه يكتشف أنه لا يستطيع التوقف عن هذا السلوك وأنه كلما قاومه وكلما حاول التوقف عنه يشعر بالقلق والتوتر ويشعر بأن حياته ينقصها شيء مهم وهذا الشعور بالحنين إلى هذا السلوك الإدماني هو في الأغلب ما يمثل الدافع القوي والأساسي وراء فكرة الانتكاسة حيث يبدأ المدمن بعد فترة من التوقف للعودة مرة ثانية إلى السلوك السابق. وهنا يبدأ في استخدام وسائله الدفاعية النفسية المختلفة وعلى رأسها التبرير والإنكار حتى يقنع نفسه أنه لا يفعل شيئا خطأ وإنما الآخرون هم الذين لا يفهمون مقاصده ودوافعه. وشيء فشيء يبدأ المدمن في الانعزال والانطواء عن مجتمعه الأصيل ويكتشف أنه أصبح غير منسجم مع الآخرين لكثرة معاتبتهم له وهنا يزداد لديه السلوك الإدماني. وبعد هذا التوضيح أعتقد أننا إذا راجع كل منا سلوكياته وفي الحياة فإننا سوف نكتشف جميعا أن كلا منا لديه بعض من سلوكيات الإدمان فبعضنا يدمن على القهوة والآخر يدمن على استخدام الهاتف وآخر لا يستطيع أن يقلل ساعات مشاهدته للتليفزيون أو الكمبيوتر وهناك من يعلم أن أنواعا معينة من الطعام تؤذيه وتضر بصحته ولكنه ومع علمه الأكيد بهذا لا يستطيع التوقف عن هذا الفعل. إذا فإننا نستطيع الآن أن نتفهم أن الإدمان أنواع وأشكال مختلفة ولهذا فإنني أنصح الجميع أن ننتهز فرصة شهر رمضان الكريم حتى نضع حدا لهذه السلوكيات الإدمانية في حياتنا. إن أحد شروط شهر رمضان الكريم الأساسية هي مقاومة النفس والمتع الحسية، فالله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام عن طيبات الأمور خلال فترة النهار بما فيها الطعام والشراب والشهوة. وهذه المقدرة التي يتمتع بها الصائم لمدة تزيد على نصف اليوم ولمدة ثلاثين يوما كاملة من الممكن إذا أحسن استخدامها وتنميتها في نفسه وتعلم هذا السلوك الجديد في حياته فإنه بالطبع سوف يكون قادرا بعد انتهاء الشهر الفضيل بأن يقهر في نفسه مثل تلك النوازع التي كانت تحركه نحو سلوكيات غير صحيحة أو إدمانية.
1129
| 18 يوليو 2013
يعاني عدد غير قليل من الناس من مشكلة الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالمخاوف من الغرباء، ومن الملاحظ أن مثل هذه المشكلة تزداد لدينا بعض الشيء في مجتمعاتنا العربية والخليجية بشكل خاص، لما قد يرجع إلى طريقة التربية وما يوجد لدينا أحيانا من خوف شديد أو مبالغ فيه على تصرفات أبنائنا ومحاولة الحماية الزائدة التي تقوم بها بعض الأسر، ظناً منها أنها بحماية الأبناء وعدم اختلاطهم بالآخرين، فإنهم يستطيعون أن يوفروا لهم مجتمعا آمناً ينشأون فيه كما يتمنى لهم اباؤهم، ولكن شدة المبالغة والحرص والتعليمات الكثيرة للأبناء بعدم الحديث أو الاختلاط وعزل الأبناء عن الاحتكاك بالآخرين، قد يؤدي أحياناً الى درجة من المخاوف الاجتماعية التي تظهر على صورة الخوف من مقابلة الغرباء، حيث يشعر هؤلاء المرضى بقلق شديد وتوتر حال تواجدهم في مجتمع من الأشخاص الذين لا يعرفونهم، وغالبا ما يظهر هذا التوتر على شكل ضربات زائدة في القلب، ورجفة بالأطراف، وعرق غزير، وتلعثم بالكلام، ورغبة شديدة في الخروج والابتعاد عن هذا الموقف. وتستمر هذه الأعراض لمدة لا تزيد على حوالي ثلاثين دقيقة، أو تنتهي حين الخروج من هذا الموقف أو المكان، وبالطبع فإن مثل هذه الأعراض تسبب حرجاً شديداً لصاحبها مما يدفعه مع الوقت الى تجنب مثل هذه المواقف الاجتماعية، التي قد تحرمه من التواصل الاجتماعي، أو حضور المناسبات العامة التي قد تمتد الى مجال عمله فتحرمه حتى من فكرة حضور الدورات أو الترقي الى وظائف يكون مطلوباً منه فيها إلقاء كلمات أو حضور اجتماعات متتالية مع أشخاص لا يعرفهم.. كل هذه الأعراض النفسية وغيرها والتي تتكوّن بمجموعها من مرض المخاوف الاجتماعية يمكن علاجها بعدة طرق البعض منها علاج دوائي كيميائي والبعض الآخر هو العلاج السلوكي، وهذا يتلخص في امرين؛ أحدهما: هو التدرج في مواجهة هذه المواقف المثيرة للقلق أو المخاوف، والطريقة الأخرى هي طريقة الفيضان أو الغمر بمعنى أن نساعد مريض الرهاب على أن ندفعه لمواجهة أشد هذه المواقف المثيرة للقلق مرة واحدة، ولا يخرج منها الا بعد أن يعود الى حالته الطبيعية من الهدوء، وتزول عنه الأعراض التي ذكرناها من قبل، ولو تأملنا ما يمكن أن يفعله المسلم في رمضان، لوجدنا أنه يستطيع أن يستخدم الطريقتين معا وفي آن واحد؛ اذا حسن صيامه وصلاته، فهو اذا تعود في رمضان على أداء الصلوات الخمس في أقرب جامع له فإنه سوف يلتقي بأشخاص هناك بعضهم يعرفهم والبعض الآخر لا يعرفه، وبتكرار هذا السلوك خمس مرات في اليوم الواحد فإنه يمارس هنا العلاج السلوكي المتدرج، بينما اذا ألزم نفسه بحضور صلاة التراويح يومياً فإنه بذلك يكون قد استخدم أسلوب الغمر في وجود كل هذا الحشد من الأشخاص الذين لا يعرفهم، ولكن بالطبع فإن الهدوء والخشوع والاسترخاء الذهني الذي ينبغي عليه ممارسته أثناء الصلاة سوف يساعده كثيرا على الاستمرار في التواجد بداخل الصف والجامع، وبهذا يكون المسلم قد أحسن إتمام صلاته وحياته طوال هذا الشهر الفضيل، فيستطيع التغلب على سلبيات كثيرة في حياته.
1017
| 17 يوليو 2013
الكل دائما يتنادى بالصبر وحين وقوع البلاء أو الأزمات غالبا ما ينصح بعضنا بعض بالصبر حتى تزول الأزمة وعواقبها، ولكن يا ترى هل يستخدم الكل منا الصبر بمعناه الحقيقي أم أننا نأخذ المعنى الظاهري لهذا السلوك العظيم؟ إن المقصود بالصبر في الدين وأيضا ما تتوافق عليه معاني الطب النفسي هو أن يقبل الإنسان ويرضى بما قسم الله له مع الأخذ في الاعتبار استخدام كل الوسائل لمحاولة الوصول إلى ما يرضى به الإنسان أو يراه مناسبا من الحلول. ولكننا بالطبع إذا نظرنا إلى سلوك عديد من الناس تجاه تقبل نتائج الأزمات فإننا نرى أن عددا منهم يتميز سلوكه بالخوف والجزع والانزعاج أو عدم القبول بشكل عام من داخله. فينما نرى هؤلاء يصرحون بألسنتهم أنهم راضون بأمر الله وقابلون بكل ما يأتي به القدر إلا أننا نرى أنهم في أثناء الأزمة يعانون من اليأس والإحباط وعدم القدرة على التوافق مع الأزمات وإذا دققنا النظر إليهم نرى على وجوههم علامات الغضب وعدم الرضا بينما إذا استمعنا إلى كلامهم نسمع منهم أعظم العبارات في الرضا والصبر وقيمته. بالطبع فإن هذا التناقض بين القول والفعل لا يؤتي بثمار الرضا بل انه غالبا ما يرسب المشاعر السلبية ويقلل من همة الإنسان في معالجة المشكلة أو الوصول إلى نقطة للتراضي فيما بينه وبين الآخرين. وهذا بالطبع العكس تماما لما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، ولما هو موجود في الشرع الحكيم حيث أن الله قد نصحنا دائما وأبدا بتقبل أوامره وما يأتي به الدهر من نوائب أو مصائب أو أحزان نراها من جانبنا نوائب ومصائب ولكن الله يقول إننا لو أطلعنا دائما على الغيب لاخترنا الواقع. وهذا يعني إن المستقبل الذي لا نعلمه دائما يأتي إلينا بواقع يتناسب مع أحداث المستقبل التي لا نراها. ولذا فإن المؤمن الحق هذا الذي يستطيع أن يتمثل إرادة الله سبحانه وتعالى في كل موقف يمر به في حياته.
3724
| 14 يوليو 2013
يعاني بعض الناس مما نسميه علامات مرض القلق المزمن، حيث يتميز هؤلاء الأشخاص أنهم يعانون من نشاط زائد في التفكير فانهم في حالة من الفكر والنشاط المستمر بل انه أحيانا يتمنى أحدهم لو أنه يستطيع التوقف عن التفكير ولو لفترة بسيطة حيث يشعر أنه ينتقل في الأفكار من موضوع إلى موضوع والشيء الأسوأ الذي يزعجه انه دائما يكتشف أنه يتبنى دائما الاحتمال الأسوأ في كل ما يفكر فيه بمعنى أنه لا يرى إلا النصف الفارغ من الكوب كما يتميز هؤلاء الأشخاص بسهولة الانفعال والاستثارة من أقل الأشياء بل انهم قد يصدر عنهم انفعالات شديدة ومبالغ فيها قد تفقدهم بعض علاقاتهم مع الآخرين بسبب هذه الانفعالات الزائدة. ويتميز هؤلاء أيضا بضعف التركيز والانتباه كما أنهم يعانوا أحيانا من ضعف في تذكر الأمور التي مرت بهم من فترة قصيرة وهذا يسبب لهم إزعاجا شديدا. وغالبا ما يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى استخدام وسائل علاجية نفسية كثيرة ومتعددة قد تشمل الأدوية مثل مضادات القلق أو وسائل الاسترخاء المتدرجة أو العلاج النفسي المعرفي للتحكم في مثل هذه الانفعالات أو غيرها، بينما يغفل البعض منهم عن أن فترة شهر رمضان بأيامه الثلاثين هي من أخصب الفترات التي يستطيع هؤلاء الناس إذا أحسنوا فيها الاستفادة من خبرة الصوم أن يتحكموا في مثل هذه الانفعالات العصبية الشديدة والقلق المزمن. إن الإنسان المسلم إذا بدأ شهر رمضان الكريم بنية صادقة أنه سوف ينحي اهتمامات الدنيا الخاصة بالبشر جانبا وسوف يوجه عقله وذهنه إلى الله سبحانه وتعالى فانه بذلك سوف يرى أن أمور وأفعال البشر التي تصدر منهم لا تساوي كل هذا العناء والانفعالات التي كان يشعر بها. إن انفعالات الإنسان دائما ما تكون مساوية لتقييمه لأهمية الحدث وبذلك فإذا استطاع أن يوازن بين قيمة الفعل وبين رؤيته الجديدة لإخوانه من البشر وبدرجة التسامح التي علمنا الله ورسوله حيث قال الرسول الكريم ما معناه أن المسلم إذا أراد أن يغضب من أخيه المسلم فعليه أن يجد له سبعين عذرا قبل أن يغضب منه. إذا استطاع المؤمن الصائم حقا في رمضان أن يشعر أن كل عمل يقوم به هو لوجه الله سبحانه وتعالى فانه سوف يشعر بالاستحياء بأن يقوم بعمل خاطئ أو عنيف تجاه أي إنسان اخر. إن من يعيش رمضان ويمارس فيه العبادات بقلب خاشع وأمل في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فإنه كمن دخل إلى المكان المعد للصيانة الكاملة له ولنفسه وجسده وعقله بحيث انه في نهاية الشهر الكريم يعود مرة ثانية وهو مغفور له وهو في حالة من تمام الصحة النفسية والعقلية ليستعين بها على قضاء باقي العام على خير ما يكون العمل والأداء.
2141
| 13 يوليو 2013
تختلف النظريات النفسية المختلفة في تفسير وفهم مرض الاكتئاب النفسي ومن ضمن هذه النظريات الشهيرة التي حازت درجة معقولة من القبول ما تسمى بالنظرية المعرفية، والتي نشأ عنها بعد ذلك ما يسمى بالعلاج المعرفي للاكتئاب النفسي والذي أشار عديد من البحوث في العالم إلا أنه يساوي في نتائج شفائه نفس نتائج العلاج الدوائي تقريبا. وان إضافة مثل هذا العلاج المعرفي إلى العلاجات الدوائية والنفسية الأخرى يحسن كثيرا من نسب الشفاء في علاج أمراض الاكتئاب النفسي. ويرى أصحاب هذه النظرية إن من أهم أسباب مرض الاكتئاب هو ما يعرف بتكوين مفاهيم خاطئة للإنسان وتصورات سلبية غير مدعومة بأدلة حقيقية عن نفسه. حيث يرى أصحاب هذه النظرية إن البعض منا يبدأ في تبني نظرية سلبية خاطئة نحو نفسه وبناء مفاهيم مثل انه غير قادر على حل مشاكله وانه إنسان فاشل وغير محبوب وبناء على تلك الأفكار التي تترسخ في نفسه شيئا فشيئا تبدأ المشاعر السلبية في التكون وتصبح بعد ذلك صورته أمام نفسه وأحاسيسه كلها سوداء وتتكثف حوله الأفكار الاكتئابية ويرى الدنيا بعد ذلك بمنظار أسود. ولذا يحاول أصحاب هذه النظرية التعامل بطرقهم المهنية في إزالة مثل هذه المشاعر والأفكار والمفاهيم السلبية حتى يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية، أما حالة الصيام في شهر رمضان الكريم فان المسلم إذا حسن في صيامه وتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب خاشع وفكر سليم فانه يستطيع ان يعيد برمجة الأفكار والمفاهيم السلبية في ذهنه مرة ثانية، فهو في تلك الأيام أصبح من عباد الله المخلصين المقبولين وانه وان كان يشعر أنه مازال غير مقبول في ملكوت الأرض فانه أصبح الآن مقبولا في ملكوت السموات ومن رب العرش العظيم ومن حوله الملائكة المقربين الذين لا يعلم عددهم الا هو. انه يستطيع أن يرى انه وان كان قد أخفق في بعض الأمور وعاش بعض الفشل في حياته في الفترة الحالية أو السابقة فان لديه الفرصة السانحة الآن كي ينجز اكبر نجاح في حياته بأن يصبح مغفورا له ويخرج من هذا الشهر الكريم كما ولدته أمه. كما إن الله يمنيه بالعطايا والمكافآت التي لا تنتهي إن هو أحسن في الأداء، وخير هذه العطايا الفورية التي يحصل عليها هي ليلة القدر العظيمة التي يقبل فيها دعاءه ويحقق له الله فيها أمانيه. إن إحساس المكتئب بالدونية والعجز قد يعالج ويختفي تماما إذا شعر أنه عبدا لله سبحانه وتعالى وهنا فانه يستمد قوته من الله سبحانه وتعالى، وهذا الإحساس الايجابي بالطبع سوف يخلصه من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن صدود العبد إلى قبول الرب ولذا فان علينا جميعا أن نحسن الظن ونحسن العمل حتى نجدد طاقاتنا النفسية والروحانية في شهر رمضان المبارك.
813
| 12 يوليو 2013
يأتي إلينا شهر رمضان الكريم في كل عام ، وينتظره الجميع بفارغ الصبر ، حيث يرى كل منا فيه غايته التي يبحث عنها، فالبعض يرى فيه الفرصة العظيمة لكي يكثف فيه اعمال العبادة حتى يخرج منه مغفور الذنب ، والبعض الآخر يرى فيه شهر المحبة والاخوة والتلاقي والتصالح مع من يحب ومن لا يحب ، والبعض الآخر يرى فيه اهمية عظيمة للصحة، حيث يساعده هذا الشهر في الاقلاع عن كثير من العادات السيئة التي كان يمارسها طوال العام مثل كثرة الاكل وتدخين السجائر او حتى شرب الخمور . واما البعض الآخر فيرى في رمضان فرصة سانحه لكي يراجع فيها نفسه حتى يستطيع ان يقوي من ارادته تجاه مغريات الحياة بعد انتهاء شهر رمضان الكريم وحتى نهاية العام ، وهذا بالطبع امر نستطيع ان نتفهمه من خلال فهمنا لنفس وشخصية الانسان وبالطبع فاننا حين نتكلم هنا عن النفس فاننا لانقصد بها النطفة اللطيفة التي تبعث الحياة في الانسان ولكن حين الحديث هنا عن النفس فاننا نقصد تحديدا ملكات العقل العليا وهنا نستطيع ان نفهم النفس على انها ثلاثة اجزاء يتكامل بعضها مع بعض، الجزء الاول وهو الضمير وهذا بالطبع يتم شحنه منذ اليوم الاول لولادة الانسان بواسطة التعليمات التي يدخلها الآباء والامهات في نفوس ابنائهم فيما يتعلق بالصواب والخطأ والحلال والحرام والمسموح وغير المسموح وغير ذلك مما يقبله المجتمع او يرفضه وعلى النقيض لدور الضمير نجد في الاتجاه المعاكس له قوة الغرائز – وهي قوة تعمل بشكل مستمر ليلا ونهارا وهي تتغذى عن طريق الحواس الخمس للانسان حيث ان استشارة هذه الحواس تزيد عادة من قوة الغريزة لدى الانسان وبالتالي فاننا نعيش كل يوم بل وفي كل لحظة صراعات مستمرة بين قوة الضمير وشدة الغرائز وهذا بالطبع يجهد النفس التي تحاول ان تجد حلولا مستمرة لفك الاشتباك بين هاتين القوتين عن طريق الجزء الثالث من مكونات النفس الا وهو "الانا" حيث يقوم هذا الجزء من خلال استخدام ما يسمى بالحيل الدفاعية مثل الانكار او التبرير او الاسقاط او التسامي او غيرها بتقريب وجهات النظر بين هاتين القوتين واختيار احد الحلول المناسبة ولذلك ترانا غالبا تارة نميل نحو الضمير في بعض الحلول وتارة اخرى نميل نحو رغباتنا وغرائزنا لإيجاد حلول اخرى لعدد من الصراعات النفسية – ومن خلال هذا العرض البسيط نستطيع ان نتفهم الدور الايجابي والكبير الذي نستفيده ونتعلمه خلال شهر رمضان الكريم – حيث يتزود الناس فيه بروحانيات كثيرة وامور دينية مهمة ونعيد تغذية وشحن الضمير – كما انه في نفس الوقت تضعف فيه قوة الغرائز من خلال تقليل المؤثرات التي تثير هذه الغرائز ، مثل منع الطعام والشراب والامتناع عن النظر او السمع او التفكير فيما يغضب الله سبحانه وتعالى وبهذه الآلية فاننا نسهل على الذات عملها ونجعلها توفر طاقاتها ونشاطها وتعيد شحن قوتها وشحذ وسائل دفاعاتها حتى نتمكن من حسن استخدامها طوال الايام الخوالي التي تلي هذا الشهر الكريم .
556
| 11 يوليو 2013
الإدمان مرض قديم في تاريخ الإنسانية، يرجعه البعض إلى قدم وجود الإنسان على الأرض. وبالتالي يروي لنا التاريخ أنه لاتوجد حضارة لم تدون معاناتها مع مشاكل الإدمان في السابق أو في الوقت الحاضر. وهذا الوضع بالطبع يثير تساؤلات عديدة لدى العلماء وأطباء النفس، لماذا ياترى يلجأ البعض منا إلى الدخول في دائرة الإدمان في وقت ما من حياته؟ وهل كل من يدخل لايستطيع الخروج مرة ثانية كما يتصور البعض؟ أم أن هناك طرقا يستطيع أن ينفذ منها من براثن الإدمان؟ ولقد دأب العلماء على دراسة إجابات لهذه الأسئلة حيث يرى عديد من الباحثين أن سبب دخول بعض الناس إلى الإدمان يرجع إلى طبيعة شخصية هؤلاء البشر. حيث يفسر العلماء ذلك بأنهم يرون أن الإنسان عادة إذا ما واجه مشكلة أو أزمة شديدة في حياته فإنه توجد أمامه عدة اختيارات فأما أن يكون لديه من القوة والإرادة لأن يواجه ويقتحم هذه المشكلة ويخرج منها على أي حال، وإما ألا يكون لديه هذه القدرة على المواجهة وهنا يستطيع البعض أن يلجأ إلى حلول انسحابية بأن يأخذ خطوة أو خطوتين إلى الخلف أو أن يعطي ظهره إلى المشكلة ويتجاهلها تماماً. أما الجزء الأكثر عرضة وقابلية لحدوث الإدمان هم الأشخاص الذين لايستطيعون أن يواجهوا الأزمات ولا أن ينسحبوا منها، لأن هؤلاء يفتقروا إلى الوسائل التي يدافعون بها عن أنفسهم تجاه الأزمات ولذا نراهم يتعرضون لمعدلات عالية من القلق وهذا قد يدفع البعض منهم إلى محاولة تعاطي المخدرات بهدف تغيير الوعي بالواقع حتى يخفف من أحساسه بالألم النفسي المستمر ـ وهذا بالطبع يعود عليه بالأثر الإيجابي المؤقت ـ حيث يشعر بأن معدل القلق والألم النفسي قد انخفض لديه بدرجة كبيرة أثناء فترة الغياب أو التغييب العقلي الذي يعيشه ـ بالرغم من أنه لم يفعل شيئاً ليحل به المشكلة ـ بل إنه قد يكون عقّد المشاكل أكثر مما كانت عليه، إلا أنه يشعر بشكل عام بالراحة والاسترخاء لأنه ينتقل من عالم الحقيقية إلى عالم الخيال الذي صنعه لنفسه، وهنا يتعلم سلوكاً جديداً بأنه كلما شعر بالضيق أو الألم من الواقع لجأ إلى التعاطي لكي يخفف عن نفسه هذا الإحساس المؤلم، وشيئا فشيئا تأخذه هذه الرمال الناعمة التي سقط فيها إلى أعماق كبيرة قد لايستطيع أن يخرج منها بمفرده أو بسهولة، وكلما مر به الوقت كلما يشعر بالتكيف وبالاستقرار في عالمه الجديد الذي صنعه لنفسه. ولذلك فإن الطريق الذي قد يساعده على الخروج لايجب أن يكون من خلال النقد أو التوبيخ المستمر له أو التهديد والوعيد الذي يزيد من درجة القلق لديه وبالتالي يدفعه إلى مزيد من التعاطي لكي يغيِّب عقله أكثر وأكثر. وإنما الحل يكمن في قدرة المجتمع والمحيطين به على استيعاب هؤلاء الأشخاص ومحاولة الفهم العميق لطبيعة شخصياتهم واحتياجاتهم النفسية والصعوبات التي لايستطيعون أن يتغلبوا عليها في الحياة، وهنا يكمن المفتاح الحقيقي والرئيسي في حل مشاكل الإدمان.
2850
| 24 يونيو 2013
يختلف الناس كثيرا في رؤيتهم لأنواع العلاجات النفسية المختلفة وذلك طبقا لنظرتهم لطبيعة المرض النفسي ذاته، فالبعض يرى أن المرض النفسي ما هو إلا أمر بسيط نتيجة ضغوطات الحياة المختلفة وما على الإنسان إلا أن يجد الحل المناسب ويبتعد عن الضغوطات، ومادام جميع احتياجاته المادية متوافرة فلا داع للإنزعاج أو الشكوى، والبعض الآخر يرى أن اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فقط هو الأمر الواقي الشافي في كل الأمراض والأعراض النفسية ولا داع إلى اللجوء إلى أي وسائل علاجية اخرى. بينما يرى آخرون أن الأمراض النفسية هي تشبه إلى حد كبير الأمراض الطبية المختلفة وبالتالي فان اللجوء إلى الطبيب المتخصص وإستخدام العلاجات الطبية أو النفسية الموصوفة سوف يساعده على الشفاء بإذن الله. وهذه الإتجاهات المتعددة تعكس الصورة الواقعية نحو رؤية المجتمع لطبيعة المشاكل والأمراض النفسية. وما نود أن نوضحه هنا أن البحوث والدراسات الحديثة في هذا المجال أثبتت أن هناك تغيرات كيميائية مؤكدة تحدث في الخلايا العصبية بالدماغ وتؤثر في إنتقال الإشارات داخل الأعصاب وهذه الإشارات سواء كانت إشارات تتعلق بالحالة المزاجية أو التفكير أو التصرفات كلها تتأثر بهذا الخلل في تركيبة وتركيز هذه المواد الكيميائية. وبالتالي فان العلاجات النفسية بحسب النظريات المختلفة تحاول وتجتهد لكي تجد الوسيلة المناسبة لإعادة تركيز هذه المواد داخل الدماغ، فعلى سبيل المثال هناك اصحاب النظرية النفسية التحليلية الذين يرون أن مناقشة المشاكل بمنهج واسلوب معين يهدف إلى إعادة إستخدام الحيل الدفاعية النفسية مثل الأفكار أو التبرير أو غيرها بشكل ملائم ومناسب وصحي قادر على إعادة تكيف الإنسان مع مشاكله. ولكن هؤلاء لم يستطيعوا أن يقدموا حلولا ناجحة لكل المشاكل النفسية خصوصا المشاكل العقلية. وهناك أصحاب نظرية العلاج الدوائي وهم يعتقدون أن استخدام الأدوية النفسية يستطيع أن يصلح هذا الخلل ويعيد التوازن مرة ثانية إلى كيمياء الدماغ. وأيضا ما زالت هذه النظرية مثلها مثل كل أنواع العلاجات الدوائية في فروع الطب المختلفة قاصرة على علاج بعض الأنواع من الإضطرابات النفسية أو العقلية، وأيضا برامج العلاج السلوكي ما زالت غير قادرة على تقديم الخدمة الصحية المتكاملة. وهنا أيضا يأتي دور العلاج الديني من حيث قوة التأثير على قدرات الإنسان الذهنية من مشاعر أو فكر أو تصرفات. ولقد أثبتت البحوث أيضا أن درجة التدين لها أثر تثبيطي قوي على بعض من الأعراض والمظاهر للمشاكل النفسية ولكن ما أصبح يتفق عليه العلماء في علاج النفس في معظم أنحاء العالم أن العلاج المتكامل أفضل هذه الأنواع جميعا. بمعنى أن استخدام الأدوية مع الدعم النفسي والديني والترشيد السلوكي جميعهم في نفس الوقت غالبا ما يؤدي إلى أعلى درجات التحسن والثبات في علاج المشاكل النفسية والعقلية.
5101
| 03 يونيو 2013
تحكي الأسطورة الإغريقية القديمة انه كان هناك رجل شديد الجمال والاعتزاز والافتخار بالنفس. وان هذا الرجل كان ممتلئاً بالغرور والعظمة، وفي ذات يوم وهو يسير بجانب النهر نظر إلى صفحة الماء فوجد فيها وجه رجل شديد الجمال وهو لايدري أنها صورته هو، فحاول الاقتراب اكثر واكثر من هذا الرجل الجميل حتى وقع بالنهر فمات — وكان هذا المكان بجانب زهرة النرجس — ومن هنا اطلقوا هذا المسمى على شخصية هذا الرجل المعجب بنفسه والمغرور بجماله. ولقد لاحظ اطباء النفس أن سمات الشخصية النرجسية لا تبعد كثيراً عما حكته الاسطورة القديمة. فمعظم الأشخاص يتميزون بتضخم في الذات واحساس شديد بالعظمة ورؤيتهم لأنفسهم بأنهم مميزون وانهم لايخطئون. وبناء عليه تنعكس هذه الصفة الأساسية على معظم تصرفاتهم — فنراهم بشكل عام يتأنقون في ملابسهم ومظهرهم وجمالهم حتى يبدوا أمام الآخرين في احسن حلة واجمل منظر. كما نراهم دائما يحاولون جذب اهتمام الآخرين بالمظهر والكلام والحركات، حيث يشعرهم هذا الاهتمام بالسعادة والراحة الشديدة. وقد يؤدي احساسهم بالعظمة هذا إلى أن يتعدوا الخطوط الحمراء في المناقشة أحيانا بحيث يصير حديثهم مزعجاً للآخرين من حيث نبرة الصوت أو استخدام كلمات من شأنها إهانة الآخرين أحياناً ولكن المشكلة الحقيقية آنذاك انهم لا يشعرون بخطئهم تجاه الآخرين وهذا ما يدفعهم إلى إعادة ممارسة نفس السلوك بشكل متكرر في الحياة، مما يجعل الآخرين ينفرون من الحديث معهم أو من صداقتهم. ايضاً الصفات المميزه لهذه الشخصية النرجسية أن اصحابها دائماً يركزون على عيوب ونواقص الآخرين. ودائماً ما يبدأون بالنقص والهجوم على الآخر. بينما هم من نوعية البشر الذين لا يتحملون، بل لا يقبلون النقد على الإطلاق، حيث انهم كما اشرنا سابقاً يعتدون بأنفسهم بدرجة كبيرة ويرون دائماً انهم على حق — وان ما يفعلونه دائماً هو صحيح، وانهم بالطبع لا يخطئون. وبالتالي فإنهم يشعرون بالإهانة عند توجيه اللوم او النقد لهم، وغالباً ما يرتد ذلك على الآخرين حيث يعتقد غالباً اصحاب هذه الشخصية أن من يحاولون إسداء النصح لهم هم الأشخاص الذين يغيرون منهم ويحقدون عليهم لذكائهم وجمالهم وانهم يحاولون توجيه اللوم لهم من باب المؤامرات التي يحيكونها لهم. ولذا نراهم دائماً يردون بغلظة وخشونه تصل احيانا إلى درجة العنف تجاه اي شخص يحاول توجيه النصح أو اللوم لهم. وللاسف فإن الغلاف السميك الذي يعيشون خلفه لا يرون منه الا ما يريدون أن يروا فقط من حسن جمالهم وذكائهم وقدرتهم على اقناع الآخرين. ولهذا ومع مرور الزمن تتعقد مشاكلهم في الحياة ويزداد انعزالهم عن الناس وتصبح حياتهم أقل سعادة.
1090
| 27 مايو 2013
يرى علماء النفس ان هناك سمات تحكم شخصية الانسان تماما، كما ان هناك سمات تحكم شكل وطبيعة ولون الجسد. وبالتالي نستطيع ان نقول انه كما ان لدينا اشخاصا يتميزون بطول الجسد وعرضه ولونه وشكله، فإننا ايضا نستطيع ان نرى ان هناك انواعا واشكالا من الشخصيات التي قد تتقارب في بعض صفاتها وتجعلها مميزة عن غيرها من الشخصيات الاخرى ومن ضمن هذه الشخصيات المعروفة لدينا ما يطلق عليها الشخصية التجنبية — وهي شخصية تتميز بسمات تشبه ما يطلق عليها بالشخصية الانطوائية. حيث نرى هؤلاء الاشخاص دائما يعيشون في حالة من العزلة عن اقرانهم وزملائهم والاشخاص المحيطين، ولكنهم يتميزون بميزه مهمة جدا تفرقهم عن باقي انواع الشخصيات الانطوائية الاخرى، الا وهي انهم دائما يريدون التقرب من الآخرين — بل انهم يتحرقون شوقا الى التقرب من الاشخاص والجماعات المحيطة بهم، حيث نراهم يراقبون كل ما يدور حولهم من كلام واجتماعات يشترك فيها الآخرون وبالرغم من انهم يحاولون ان يظهروا امام الناس انهم غير مهتمين او عابئين بهذه الانشطة الاجتماعية، بل انهم حتى قد يرفضون الدعوات التي تقدم لهم لحضور اللقاءات الاجتماعية التي يشارك فيها الآخرون، الا انهم في واقع الامر يشعرون بالضيق الشديد لعدم قدرتهم على التداخل وسط هذه الجماعات او المشاركة في مثل هذه النشاطات التي كانوا يتمنون ان يكونوا بداخلها. ولكن ما يخيفهم دائما هو الشعور الدائم بانهم ليسوا بكفء للظهور وسط هذه المجتمعات او انهم يخشون عدم القدرة على التجاوب في اللقاءات الاجتماعية ويخافون ان يصبح وضعهم محرجا مع الآخرين ان هم فشلوا في التحاور، او تجاذب الحديث معهم. فهم يشعرون دائما بانهم يفتقرون الى ما نسميها المهارات الاجتماعية المكتسبة مثل القدرة على التحدث التلقائي، وعلى التعبير بوضوح عن مشاعرهم، وتحمل الرأي الآخر او تحمل الضغوط في المناقشة، وباقي مهارات ادارة الحوار مع الآخرين. وبالتالي فهم ومنذ الصغر يخشون حضور الاجتماعيات او الاندماج مع الآخرين ومع الوقت يتكون لديهم هذا السلوك التعلمي المكتسب، ويزداد الحاجز النفسي بينهم وبين الآخرين، بالرغم من رغبتهم الشديدة والجامحة في التحدث والاندماج معهم. ومثل هؤلاء الاشخاص للاسف يعيشون حياة معذبة، يشعرون فيها بالوحدة الخانقة، ويلجأ العض منهم الى ان يعيش في خياله فيما يسمى بأحلام اليقظة اكثر مما يعيش في الواقع. ولذا فإن النصحية التي نقدمها لهؤلاء الاشخاص هي طلب المساعدة النفسية، حيث انه في هذه الحالة غالبا ما يستطيع المعالج النفسي ان يحدث تغييرا ايجابيا في حياة الناس من خلال اسخدام برامج تعلم المهارات الاجتماعية، الذي غالبا ما يؤدي الى تغير ايجابي في سلوكياتهم تجاه الآخرين.
2695
| 20 مايو 2013
مساحة إعلانية
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو...
2571
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن...
2424
| 26 سبتمبر 2025
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2340
| 22 سبتمبر 2025
يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال...
1044
| 24 سبتمبر 2025
بعض الجراح تُنسي غيرها، ليس بالضرورة أن تكون...
1014
| 28 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
906
| 23 سبتمبر 2025
صاحب السمو أمام الأمم المتحدةخطـــــاب الثبـــــات علــى الحــــــق.....
864
| 24 سبتمبر 2025
تعكس الأجندة الحافلة بالنشاط المكثف لوفد دولة قطر...
822
| 25 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
756
| 22 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
729
| 21 سبتمبر 2025
• كلنا، مواطنين ومقيمين، والعالم يدرك مكانة قطر...
699
| 25 سبتمبر 2025
تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة،...
606
| 26 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية