رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

طاهر شلتوت

طاهر شلتوت

مساحة إعلانية

مقالات

2695

طاهر شلتوت

الشخصية التجنبية

20 مايو 2013 , 12:00ص

يرى علماء النفس ان هناك سمات تحكم شخصية الانسان تماما، كما ان هناك سمات تحكم شكل وطبيعة ولون الجسد. وبالتالي نستطيع ان نقول انه كما ان لدينا اشخاصا يتميزون بطول الجسد وعرضه ولونه وشكله، فإننا ايضا نستطيع ان نرى ان هناك انواعا واشكالا من الشخصيات التي قد تتقارب في بعض صفاتها وتجعلها مميزة عن غيرها من الشخصيات الاخرى ومن ضمن هذه الشخصيات المعروفة لدينا ما يطلق عليها الشخصية التجنبية — وهي شخصية تتميز بسمات تشبه ما يطلق عليها بالشخصية الانطوائية. حيث نرى هؤلاء الاشخاص دائما يعيشون في حالة من العزلة عن اقرانهم وزملائهم والاشخاص المحيطين، ولكنهم يتميزون بميزه مهمة جدا تفرقهم عن باقي انواع الشخصيات الانطوائية الاخرى، الا وهي انهم دائما يريدون التقرب من الآخرين — بل انهم يتحرقون شوقا الى التقرب من الاشخاص والجماعات المحيطة بهم، حيث نراهم يراقبون كل ما يدور حولهم من كلام واجتماعات يشترك فيها الآخرون وبالرغم من انهم يحاولون ان يظهروا امام الناس انهم غير مهتمين او عابئين بهذه الانشطة الاجتماعية، بل انهم حتى قد يرفضون الدعوات التي تقدم لهم لحضور اللقاءات الاجتماعية التي يشارك فيها الآخرون، الا انهم في واقع الامر يشعرون بالضيق الشديد لعدم قدرتهم على التداخل وسط هذه الجماعات او المشاركة في مثل هذه النشاطات التي كانوا يتمنون ان يكونوا بداخلها. ولكن ما يخيفهم دائما هو الشعور الدائم بانهم ليسوا بكفء للظهور وسط هذه المجتمعات او انهم يخشون عدم القدرة على التجاوب في اللقاءات الاجتماعية ويخافون ان يصبح وضعهم محرجا مع الآخرين ان هم فشلوا في التحاور، او تجاذب الحديث معهم. فهم يشعرون دائما بانهم يفتقرون الى ما نسميها المهارات الاجتماعية المكتسبة مثل القدرة على التحدث التلقائي، وعلى التعبير بوضوح عن مشاعرهم، وتحمل الرأي الآخر او تحمل الضغوط في المناقشة، وباقي مهارات ادارة الحوار مع الآخرين.

وبالتالي فهم ومنذ الصغر يخشون حضور الاجتماعيات او الاندماج مع الآخرين ومع الوقت يتكون لديهم هذا السلوك التعلمي المكتسب، ويزداد الحاجز النفسي بينهم وبين الآخرين، بالرغم من رغبتهم الشديدة والجامحة في التحدث والاندماج معهم. ومثل هؤلاء الاشخاص للاسف يعيشون حياة معذبة، يشعرون فيها بالوحدة الخانقة، ويلجأ العض منهم الى ان يعيش في خياله فيما يسمى بأحلام اليقظة اكثر مما يعيش في الواقع.

ولذا فإن النصحية التي نقدمها لهؤلاء الاشخاص هي طلب المساعدة النفسية، حيث انه في هذه الحالة غالبا ما يستطيع المعالج النفسي ان يحدث تغييرا ايجابيا في حياة الناس من خلال اسخدام برامج تعلم المهارات الاجتماعية، الذي غالبا ما يؤدي الى تغير ايجابي في سلوكياتهم تجاه الآخرين.

مساحة إعلانية