رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يقوم علم السلوك على محاولة فهم طبيعة تصرفات الإنسان، ولماذا تستمر بعض السلوكيات بينما تختفي البعض منها. ويرى علماء النفس أن السلوكيات المركبة والمعقدة يمكن اختزالها إلى سلوكيات وانعكاسات بسيطة، بمعنى أن السلوك لديهم ما هو إلا مؤثر يؤدي إلى ردة فعل معينة. وهذا ما يسمونه في علم السلوك بالمنعكس، بمعنى إذا سمع الإنسان صوتا مرتفعا فإنه يشعر بالخوف، وبناء على هذا الشعور بالخوف يترجم لدى البعض على شكل هروب أو غير ذلك. ويرى العلماء أن السلوكيات المركبة والأخرى مثل التعبير عن الرأي أو الاتيان بعادات معينة مثل الأكل أو النوم أو المشاجرات أو اختيارات الإنسان في الملبس أو المشرب أو غير ذلك من سلوكيات الحياة ما هي في النهاية إلا منعكسات مترابطة ومتشابكة مع بعضها البعض. ومثل هذه النظريات قد تم دراستها منذ عشرات السنين ومازال موضوع قبولها التام عليه العديد من علامات الاستفهام، ولكن إذا نظرنا إلى فحوى هذه النظريات من المنظور الإسلامي نجدها قد تجاهلت جزءا مهما من قوة الإنسان وطاقته ألا وهي النيّة. حيث تمثل النيّة في الإنسان محورا أساسيا ينعكس في شكل الطاقة والرغبة والقدرة على الأداء، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى أعطى جزءا كبيرا من الجزاء على العمل لنية الإنسان الصادقة والإخلاص في النوايا غالبا ما يؤدي إلى حسن الإنجاز في العمل، ولكن لحكمة ما عند الله أخفى عنا نياتنا عن بعضنا البعض. فنحن لا نرى من الآخرين إلا أعمالهم فقط، بينما الله وحده هو الذي يطلع على النوايا ويجزي بها، ولذلك فإن تجاهل تحفيز النوايا وحسن توجيهها في البرامج السلوكية قد يفقدها قدرا كبيرا من قوة الدفع والتأثير.
1760
| 07 أغسطس 2013
ذكر لنا القرآن الكريم عدة نماذج من الممكن اعتبارها صورا تمثل الشخصية السيكوباتية، ومن ضمن هذه النماذج في قصة سيدنا موسى مع الخضر، حيث لقي الخضر غلاما فقتله فانزعج سيدنا موسى من هذا الموقف وعندما أتى وقت التفسير قال له الخضر: إن هذا الغلام كان له أبوان صالحان وخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، بمعنى أن كون هذا الولد من نسل هؤلاء الآباء الصالحين اللذان لابد وأنهما حاولا جهدهما تربيته على الأخلاق الفاضلة ولكن بالرغم من صلاحهما إلا أن ذلك لم يستطيع أن يقوِّم فساد طباع هذا الغلام الذي سوف تظهر علامات الشخصية السيكوباتية لديه على شكل الطغيان والكفر بكل الأعراف والمبادئ. وفي المثال الثاني في وصف القرآن الكريم عن ابن سيدنا نوح، حيث كان هذا الابن العاق لأبيه ولربه مصدر ألم شديد لسيدنا نوح وهو من الأنبياء أولى العزم، وبالتالي وبكل تأكيد فإنه لابد أن يكون قد أحسن تربية ابنه وحاول جاهدا أن يقوِّم اعوجاجه إلا أنه مع كل هذه المحاولات فإن الابن العاق لم يتعلم من الأب النبي الرسول، وظل حتى آخر لحظة لا يستطيع أن يتقبل النصيحة الصادقة حتى غرق ومات مع الطوفان. ومن خلال هذين المثالين نستطيع أن نتفهم صفات هذه الشخصية الخطيرة كما وصفها علماء النفس، حيث اتفق العلماء على أن هؤلاء المرضى يولدون ولديهم ضعف شديد في تكوين الضمير، بمعنى أنهم لا يريدون أو لا يستطيعون أو لا يتقبلون النصائح أو الانصياع للأعراف أو الضوابط الاجتماعية التي حددها المجتمع. ولذا تراهم دائما متمحورين حول أنفسهم ويدفعهم دائما مبدأ اللذة والمتعة الحالية فقط، أي أن الهدف الذي يسعون إليه في الحياة هو الحصول على ما يرغبون بغض النظر عن طبيعة هذا الذي يرغبون في امتلاكه وبغض النظر عن الوسيلة التي يحصلون بها عليه. أي أنهم دائما يعلمون كما يقال في المثل (من أين تؤكل الكتف)، ويستخدمون دائما مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولهذا فهم لا يشعرون بالندم مطلقا على أي عمل يقومون به. ولذلك فهم قادرون على فعل أي شيء أو أي سلوك عنيف أو إجرامي للحصول على ما يريدون ومهما سببت أفعالهم من إيذاء للآخرين، وللأسف الشديد تبدأ هذه السمات مبكرا في حياة الأطفال فنراهم في طفولتهم يستخدمون الكذب الدائم في الحديث بسبب وبدون سبب وتبدأ مظاهر الجنوح لديهم مبكرا من ناحية إيذاء الأطفال الذين يلعبون معهم والسرقة ومعاملة الآخرين بجفاء وقسوة، والهرب من المدرسة وإثارة المشاكل والمتاعب والخلافات مع الآخرين. وتعاطي المخدرات في سن مبكرة من الحياة في كثير من الأحيان ما يصطدم هؤلاء الأشخاص بالقواعد والقوانين في الحياة وينتهي بهم الحال إلى السجن إلا أن البعض منهم يستطيع أن ينفذ من خلال قواعد المجتمع باستخدام كافة الحيل والوسائل التي يتسلق فيها على أكتاف الآخرين حتى يصعد ويترقى في السلم الاجتماعي. وبالطبع فهؤلاء يكون لهم آثارا تدميرية على كافة المحيطين بهم وللأسف الشديد فإنه لا يستطيع احد في العالم حتى الآن يعلن أن لديه برامج علاجية أو تأهيلية لمثل هذه الفئة التي حدثنا الله عنهم بهذه النماذج في القرآن الكريم.
19868
| 04 أغسطس 2013
الإدمان مرض قديم في تاريخ الإنسانية حيث يعتقد بعض العلماء أنه بدأ منذ نشأة الإنسان على الأرض، ويرى كثير من العلماء أن أسباب المرض كثيرة ومتنوعة تختلف في شدتها من إنسان لآخر. وتلعب فيها العوامل الخاصة للمدمن مثل طبيعة شخصية ووجود بعض الأمراض النفسية المصاحبة مثل القلق والاكتئاب دورا مهما، أيضا تلعب الظروف الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والأسرية دورا كبيرا. ولذلك فان البرامج العلاجية والتأهيلية التي توضع لعلاج هؤلاء المرضى لابد وأن تكون بها أجزاء كبيرة نابعة من واقع حياة المريض وأسرته البيئية والاجتماعية بحيث بهدف العلاج إلى إعادة المريض مرة ثانية إلى مجتمعه الطبيعي. وبالطبع فان الخطوة الأولى في علاج المدمن يجب أن تكون داخل قسم مغلق بالمستشفى حيث يتم تقييم حاله المريض النفسية والجسدية على حد سواء ثم بناء على ذلك يتم التوقف الكامل والفجائي عن المواد المسكرة أو المخدرة التي كان يتعاطاها المريض. ويقرر وقتها الطبيب المعالج إعطاءها العلاجات الدوائية سواء كانت نفسية أو لعلاج أمراض أخرى جسدية مصاحبة لتخفيف الأعراض الانسحابية المحتملة وسواء فترة ما يعرف بعلاج السمومية من الجسد يتم تقييم المريض حتى إذا استقرت حالته يتم سحب هذه الأدوية ويتحول بعد ذلك إلى أقسام التأهيل النفسي المختلفة حيث يتم إشراكه في برامج علاجية نفسية فردية كانت أو جماعية بهدف خلق جو مجتمعي صحي يشعر فيه مريض الإدمان أنه يستطيع أن يشعر بالسعادة دون استخدام أدوية تؤثر على حالته المزاجية. وبالطبع فان هدف هذه البرامج بشكل عام هو التعامل مع حيل مريض الإدمان النفسية التي كان يقنع بها نفسه في الماضي بأهمية الاستخدام، وأهم هذه الحيل النفسية التبرير الإنكار.
919
| 03 أغسطس 2013
يعتبر مرض الوسواس القهري من الأمراض الشائعة التي لا تأخذ حظها الكامل من التشخيص، نظراً لأن مريض الوسواس القهري عادة ما يتمتع بملكات ذهنية مرتفعة مثل ارتفاع معدل الذكاء والصبر والإصرار على تنفيذ ما يصبو إليه والدقة في العمل والسعي إلى الكمال عند محاولة إنجازه. إلى أنه بجانب ذلك يكون غالباً إنساناً متديناً ومستوى الضمير عنده مرتفع للغاية، ويعاقب نفسه على أقل شيء يقوم به، ولذلك ونظراً لهذه الصفات النفسية والذهنية المرتفعة، فان مريض الوسواس يستمر في مقاومة فكرة المرض النفسي لفترات طويلة من حياته. وذلك بالرغم من علامات الوسواس التي غالباً ما تبدأ مبكرة في حياته.. ولكن بسبب كون مسار المريض يتراوح غالبا بين التحسن والانتكاسة أو كما نسميه ما يشبه موجات البحر التي يتخللها فترات هدوء، فكل ذلك يجعل مريض الوسواس يتأنى في فكرة الشكوى، أو الذهاب للطبيب النفسي، وإنما غالباً ما يحول مرض الوسواس القهري شكواهم في اتجاهات أخرى عديدة، غالباً ما تكون أيضا مرتبطة بالأفكار الوسواسية، وذلك أن مريض الوسواس بعد فترة من المعاناة غالباً ما يرسب ودرجة عالية من القلق أو التوتر. أو قد يظهر على شكل درجة من الاكتئاب النفسي، وصعوبة النوم والضيق والانعزال وعدم الرغبة في ممارسة وأداء واجباته الحياتية المعتادة، أو قد يظهر على شكل انخفاض في معدلاته الدراسية التي تقضي في بعض الأحيان إلى الفشل الدراسي إذا لم يتم تدارك الأمر مبكراً، وذلك لأن الوسواس كما أشرنا يؤدي إلى درجة من القلق النفسي وهذا بالطبع يضعف التركيز والانتباه مما يؤثر سلباً على عملية التذكر. وهذا يؤثر على المستوى الدراسي أو أدائه في العمل أو يسبب له إزعاجاً بشكل ما في الحياة.
18741
| 02 أغسطس 2013
مازال الكثيرون في مجتمعاتنا لديهم ثقة كبيرة في استخدام العلاجات الدينية المختلفة خصوصا في مجال الأمراض النفسية، حيث مازال الاعتقاد راسخا لدى البعض أن نقص التدين أو المشاكل المتعلقة بالجسد أو الجن أو ضعف الإرادة تعتبر لديهم من أهم الأسباب خلف حدوث الأمراض النفسية. ودون الدخول في تفاصيل ومناقشة هذه الآراء أو محاولة تفنيد الغث من السمين فيها إلا أنني أود أن أدخل إلى صلب الموضوع الحقيقي وهو كيف يمكننا استخدام مثل هذه العلاجات في مجال الطب النفسي لأننا بالطبع لا يمكن أن نتجاهل القيمة النفسية والاجتماعية التي يحدثها مثل هذه العلاجات نظرا لقبول الناس لها وتأثيرها البالغ بمن يقومك بها. وبادئ ذي بدء أحب أن أوضح أنه ليس فقط المسلمون هم الذين يستخدمون الدين في العلاجات النفسية ولكن نستطيع أن نعمم هذا المفهوم على كافة أتباع الأديان والملل المختلفة حول العالم. وذلك لما يحدثه المعالج الديني أو الروحاني من أثر عميق مرتبط بالموروث الثقافي والاجتماعي والعقائدي لدى أصحاب من يؤمنون به وهذا التأثير النفسي الذي يدخل ضمن ما يطلق عليه الأثر الإيحائي يمثل حوالي 20% من نسبة العلاج الكيميائي الذي يمكن استخدامه لعلاج مثل هذه الأمراض. وهذه المعلومة بالطبع لا تعني أنني ضد استخدام العلاج الديني أو أنني أقلل من قيمته بل على العكس فأنا أعتقد أن العلاجات الدينية خصوصا لدينا بالدين الإسلامي تستطيع أن تكون من الأنواع الجيدة والمؤثرة في شفاء بعض الأمراض النفسية لان الدين الإسلامي يتميز بأنه دين بني على العقل والتفهم وأن الله سبحانه وتعالى ورسولنا الكريم علما المسلم عقائد كثيرة سواء من الكتاب أو السنة لتعينه على كيفية إدارة حياته والتكيف مع الأزمات وعظيم الخصال والأخلاق الرائعة مثل الصبر والتسامي والتعالي على الأمور الدنيوية والصفح والتعاون والإخاء
1035
| 01 أغسطس 2013
دائما ما يستخدم الناس كلمة "طبيعي" لوصف أمور طبية كثيرة مثل ضغط الدم ومستوى السكر في الدم وغير ذلك من البحوث والعلامات الصحية المختلفة. ولكن نحن كأطباء نفس لنا دائما موقف في تحديد معنى كلمة طبيعي فالمستوى الذي يقبله البعض لتحديد الطبيعية لدى الإنسان سواء في سلوك أو فكر أو تصرفات معينة قد لا يكون مقبولا لدى طائفة أخرى من البشر فعلى سبيل المثال البعض منا يفضل نوعا معينا من الملبس ويراه الآخر سيئا. تصف بعض الأسر طريقة التعامل بين الآباء والأبناء بأنها متسيبة بينما يراها البعض أنها طريقة صحية وهكذا في كثير من التعاملات ولذا فان تحديد مستوى السلوك الطبيعي في علم النفس أمر لا يخضع إلى معيار واحد. ولكنه يتحدد وبناء على محكمات مختلفة من أهمها وجود قبول اجتماعي للعمل، كما يحدد أيضا على مدى تقبل الإنسان لهذا العمل وتفاعله الصحي معه، بمعنى أنني قد أقوم بعمل معين ولكن بسبب عدم قبولي له أشعر بالضيق والغضب مما سوف ينعكس بالطبع على سلوكياتي ومزاجي وحياتي بشكل عام. ومن هنا فان فكرة تصنيف الشخصية على أساس أن هناك شخصيات طبيعية وغير طبيعية لهو أمر غير مقبول مهنيان بل إننا في مجال الطب النفسي
4728
| 30 يوليو 2013
ما زال الخلط يؤثر كثيرا في رؤية الناس لطبيعة المشاكل النفسية حيث يفتقد الناس إلى معلومات واضحة لأسباب مثل هذه الأمراض وبالتالي فإن كثيرا منهم يتبع الخيال والأوهام والخرافات لتفسير أسباب المرض النفسي. ومن هذه الأوهام التي تؤذي المريض النفسي هي التفسيرات الخاصة باللمس والمس اختلاط الجن بالإنسان وغير ذلك من المفاهيم المغلوطة، وبالتالي فإن مثل هذه التفسيرات بكل تأكيد لابد أن يكون لها تأثير سلبي على نفسية المريض والمحيطين به في نفس الوقت، حيث تجعله مثل هذه الأفكار والمسميات في حالة من الحرج من الآخرين بل وقد تجعل الآخرين ينظرون إليه نظرة مختلفة تؤثر على علاقته بهم، وأيضا من ضمن هذه الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الوصمة الاجتماعية هي المعتقد العام لدى بعض الناس أن المرض النفسي أو العقلي عادة ما يكون ناشئا عن سوء التربية أو عدم الاهتمام من الأهل تجاه أطفالهم أو لأسباب تتعلق بترابط الأسرة أو الخلافات الأسرية أو المستوى الاجتماعي للأسرة أو غير ذلك مما يشعر بها المريض آنذاك بالإحساس بالنقص والدونية ممن حوله، خشية أن يرميه الناس ببعض من هذه الصفات بكونه مريضا نفسيا وهذا بالطبع ليس صحيحا ولا توجد أي أدلة علمية على صحتها، أيضا من المسببات التي تبعث على الإحساس بالوصمة الاجتماعية فكرة أن المرض النفسي عادة ينشأ بسبب ضعف الشخصية أو ضعف التدين، ومن هنا فإن فكرة النصائح العامة للمريض آنذاك قد تكون مربكة بل وقد تكون ذات آثار عكسية تماما، ومن تلك الأمثلة أننا قد ننصح مريض الوسواس بمزيد من محاولة الحرص والتدقيق في بعض الأمور الدينية، وهذا بالطبع قد يمثل عنصر ضغط زائد على نوعية هؤلاء المرضى الذين هم في الأصل غالبا متدينون بدرجة كبيرة وملتزمون أكثر من الآخرين. ما زال الخلط يؤثر كثيرا في رؤية الناس لطبيعة المشاكل النفسية حيث يفتقد الناس إلى معلومات واضحة لأسباب مثل هذه الأمراض وبالتالي فإن كثيرا منهم يتبع الخيال والأوهام والخرافات لتفسير أسباب المرض النفسي. ومن هذه الأوهام التي تؤذي المريض النفسي هي التفسيرات الخاصة باللمس والمس اختلاط الجن بالإنسان وغير ذلك من المفاهيم المغلوطة، وبالتالي فإن مثل هذه التفسيرات بكل تأكيد لابد أن يكون لها تأثير سلبي على نفسية المريض والمحيطين به في نفس الوقت، حيث تجعله مثل هذه الأفكار والمسميات في حالة من الحرج من الآخرين بل وقد تجعل الآخرين ينظرون إليه نظرة مختلفة تؤثر على علاقته بهم، وأيضا من ضمن هذه الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الوصمة الاجتماعية هي المعتقد العام لدى بعض الناس أن المرض النفسي أو العقلي عادة ما يكون ناشئا عن سوء التربية أو عدم الاهتمام من الأهل تجاه أطفالهم أو لأسباب تتعلق بترابط الأسرة أو الخلافات الأسرية أو المستوى الاجتماعي للأسرة أو غير ذلك مما يشعر بها المريض آنذاك بالإحساس بالنقص والدونية ممن حوله، خشية أن يرميه الناس ببعض من هذه الصفات بكونه مريضا نفسيا وهذا بالطبع ليس صحيحا ولا توجد أي أدلة علمية على صحتها، أيضا من المسببات التي تبعث على الإحساس بالوصمة الاجتماعية فكرة أن المرض النفسي عادة ينشأ بسبب ضعف الشخصية أو ضعف التدين، ومن هنا فإن فكرة النصائح العامة للمريض آنذاك قد تكون مربكة بل وقد تكون ذات آثار عكسية تماما، ومن تلك الأمثلة أننا قد ننصح مريض الوسواس بمزيد من محاولة الحرص والتدقيق في بعض الأمور الدينية، وهذا بالطبع قد يمثل عنصر ضغط زائد على نوعية هؤلاء المرضى الذين هم في الأصل غالبا متدينون بدرجة كبيرة وملتزمون أكثر من الآخرين.
7325
| 27 يوليو 2013
مازال هناك لبث قائم وعدم وضوح لدى البعض حول مجالات عمل الطب النفسي فمازال الخلط قائما لدى البعض بين الأمراض النفسية والأمراض العقلية. فالبعض يرى أن الطبيب النفسي يعالج أساسا أصحاب الأمراض العقلية مما يجعل البعض منهم يشعر بالحرج أن يُرى في أقسام الطب النفسي أو أن يعلم الناس عنه أن يعالج طرف طبيب نفسي. وهذا بالطبع ينافي حقيقة الأمر لأن الطب النفسي هو ذلك الفرع من الطب الذي يعالج كافة الأعراض التي يشتكي منها الإنسان دون أن يكون لها سبب عضوي. سواء كانت هذه الأعراض نفسية أو عضوية على حد سواء. فالطب النفسي يعالج أمراض القلق بأنواعه سواء منها الوسواس القهري أو المخاوف المرضية أو علامات القلق المختلفة والتي تشمل الإحساس بخوف غير محدد مع توقع حدود السوء. أيضا فانه يعالج أمراض اضطراب عدم التوافق وهي تمثل أعراضا مثل القلق والاكتئاب وغيرها والتي تحدث لبعض البشر بسبب تعرضهم لأزمات الحياة وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بتوازنهم وثباتهم تجاه هذه الضغوطات. أيضا من مسئولية الطب النفسي أن يعالج المشاكل الزوجية سواء الجنسية منها أو الخلافات التي تنشأ بسبب عدم التواصل أو التفاهم. كما يدخل في نطاق الطب النفسي ما يسمى مشاكل اضطرابات التغذية سواء ما يتعلق منها بانخفاض الوزن أو زيادته وكلاهما قد تكون له عواقب وخيمة على صحة المريض النفسية والعضوية. كما تندرج مشاكل الإدمان بمختلف أنواعها بدءا من الشاي والقهوة وانتهاء بالكحوليات والمواد الأخرى المؤثرة على الحالة النفسية والعقلية للإنسان وبالطبع فان مثل هذه المعالجات لابد وان تشمل العلاج الأسري بجانب العلاج الفردي. كما يقوم الطبيب النفسي بالإشراف على علاج مشاكل كبار السن النفسية وأهمها الخرف والاكتئاب.
4300
| 26 يوليو 2013
تعاني مجتمعاتنا العربية والإسلامية في وقتنا الحالي هجمة شرسة لإذابة الهوية العربية والإسلامية، وأكثر الناس تأثرا بهذه الحروب هم فئة الشباب. والهدف إضعاف الانتماء إلى جذورهم الأصيلة وبالتالي يأمل الغرب أنه مع الوقت ينشأ أجيال في المنطقة تخجل من ذكر انتمائها الأصيلة وتصبح أكثر ميلا إلى الانتماءات الغربية. والهوية بالطبع كما يعلم الجميع تشمل أمورا ومفاهيم كثيرة في حياة البشر، فالهوية تشمل الدين واللغة والجنس والملبس والمعتقدات وغير ذلك مما يتمسك به الإنسان ليحدد شكله ووضعه وانتماءاته داخل المجتمع ولذا فاننا نرى الغرب يحاول اختراق مجتمعاتنا في نقاط عديدة حتى يحدث تآكل في هذه الهوية ومن ضمن هذه المحاولات الحثيثة التي يستخدمها هي اختراق الشباب في شكل الملابس التي يرتدونها والترويج لأفكار الموضة. وبالطبع الموضة دائما تعود إلى مستوى الرقي الحضاري الذي يسبقنا فيه الغرب وبالتالي أثمرت هذه السياسة ليس فقط على مستوى اللباس ولكنها امتدت لتشمل اللغة، حيث أصبحت اللغة الأجنبية مكونا أساسيا لمفردات عديدة من الشباب ونراهم يستخدمون هذه الكلمات بكل فخر بل أن البعض منهم تراه يتحدث مع زميله العربي باللغة الانجليزية وبكل اعتزاز وكأنه يقول إن حديثه هذا هو عنوان التحضر والتطور. والذي يحاول أن يلحظ ويرصد مثل هذه السلوكيات المتعددة في الثقافة والسلوك والحديث وغيرها سوف يصيبه الخوف والانزعاج الشديد على مستقبل هؤلاء الشباب وينادي معنا ويقول ألا من وقفة لهذا الغزو والفيضان الجارف لهوية أبنائنا. وأنا أعتقد أن أيام شهر رمضان الفضيل ممكن أن تكون أحد هذه الوقفات التي تتيح للبعض منا فرصة حقيقية للتشبث بأهداب الهوية مرة ثانية، فشهر رمضان هو شهر خاص للمسلمين دون غيرهم، وهو من الأشياء التي يتميز فيها المسلم بخصال وفضائل معينة ليس الصوم بأهمها . ولكن من يعي ويتفهم حكمة هذا الشهر الفضيل يعلم أن الصيام والامتناع عن كل الشهوات أمر يميز المسلم ويجعله يشعر أنه إنسان قوي وقادر على إدارة نفسه ونوازعه. أيضا فان التحلي بصفات التسامح والتعاطف والصدق وغيرها من محاسن الخلق الذي قد يظن البعض أن الغرب قد تفوق علينا فيها بينما هي جزء أصيل من ديننا الحنيف والدليل على هذا هو ما يتحلى به كثير من المسلمين في شهر رمضان تحديدا بجزء كبير من الأخلاقيات ثم الطريقة التي يمارس بها المسلمون فرادى وجماعات شعائرهم الدينية وتماثلهم في المظهر العام وتشابههم في سلوكيات كثيرة والتفاهم حول الإفطار والسحور. كل هذه السلوكيات والمفاهيم التي تجمع المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي والعربي إذا أحسن تسليط الضوء عليها وتوضيحها للشباب فانها قد تصلح لأن تكون احدى الركائز التي نستطيع أن ندعم بها هوية الشباب العربي المسلم من جديد.
1543
| 25 يوليو 2013
الحوار بين الناس أصبح فنا وعلما يدرس للطلاب في جميع المراحل في العديد من دول العالم، وبالطبع فان الهدف من تدريس هذا العلم المهم هو تحسين طرف التعامل والتفاهم بين الناس لان تحقيق مثل هذا الهدف يعتبر من أهم مميزات الحضارة بين الأمم لأن التحاور البناء الهادف يحقق درجة عالية من العلاقات الجيدة بين البشر وينزع بذور الفرقة بين الناس ومن أهم هذه المبادئ السيكولوجية في الحوار هي أن يكون هدف الحوار إثرائه، بمعنى أن كل إنسان يزداد وعيا وعلما من وجهات نظر المتحاورين الآخرين، أي انه ليس من هدف الحوار إقناع الآخرين وهذا للأسف ما نراه كثيرا في بعض حواراتنا حينما نرى الانفعال الشديد، وارتفاع الصوت وحدة الألفاظ وسخونة الحديث وبالطبع فان مثل هذه المشاعر السلبية من المؤكد أنها سوف تفضي إلى درجة من الاختلاف أكثر مما تحدث من تقارب. ولذا فان الملاحظ لمثل هذه الحوارات سوف يكتشف أن من أشيع الكلمات التي تسيطر على الحوار هي كلمة "لا" حتى حينما يود البعض منا أن يؤكد على حدوث شيء معين أو موافقته على رأي محدد فإنه قد يقول "لا لا موافق" دون أن يدري أن كثرة استخدام هذه الكلمة في المناقشة تعني إلغاء رأي الآخر وهذا في حد ذاته قد يكون عاملا مستفزا في المناقشة. في حين أن البعض الآخر منا والذي يناقش وهو يقبل فكرة الاختلاف في الرأي ولكنه يناقش من ناحية تقريب وجهات النظر أيضا نقول لهم إن هذا المبدأ في المناقشة ليس المبدأ الأمثل في مثل هذه الأمور لان تبني مثل هذه الوجهة سوف يستنفد جهد وطاقة كبيرة من المتحاورين في النهاية عادة لا يؤدي إلى قدر كبير من التقارب، إنما الطريقة المثلى التي ننصح بها في التحاور هي أن يبدأ كلا منا كلامه وحوراه مع الآخر بكلمة "نعم أوافقك الرأي"، أو " نعم أوافق جزئيا على ما تقول في كذا وكذا"، وأعتقد أنك مصيب في هذا الرأي. ولأن هذه البداية في الحديث تلطف الجو وتبعث على التوافق وتجعل كل طرف في الحديث حريصا على أن يحافظ على هذه المساحة المشتركة من التوافق، ومن هنا وبهذه الطريقة فإننا نستطيع أن نخلق مساحة مشتركة بين المتحاورين ويستطيع كل منهم أثناء المناقشة أن يدلي بدلوه دون أن يعقب على رأي الآخر بالسلب وإنما يضيف إليه بالإيجاب ومن خلال هذا الحوار البناء يكتشف المتحاورون أن كلا منهم دخل هذا الحوار وهو يعتقد ويتفهم وجهة نظر واحدة للموضوع وخرج من المناقشة وهو لديه بناء كامل وفهم أعمق عما كان يتحاور فيه.
3007
| 24 يوليو 2013
يعيش الإنسان في حياته أوقاتا كثيرة يتعامل فيها مع الأمور بشكل روتيني وبدون تفكير، وكثير منا يقوم بأداء أعمال حياتية دون أن يعيد النظر أو يسأل نفسه هل ما أفعله هو ما يجب أن أقوم به أم لا. وحتى اذا تذكر البعض منا وتوقف لحظة ليحاسب فيها نفسه عن بعض أفعاله فان جهاز الدفاع عن النفس وهو ما يعرف بنظام الحيل الدفاعية سرعان ما يبدأ في العمل حيث يختار للإنسان الحيلة الدفاعية المناسبة التي تساعده على أن يعيد تكيفه مرة ثانية مع الواقع من أفكاره ومن أشيع هذه الحيل الدفاعية ما يعرف بحيلة الإسقاط النفسي وتتلخص هذه الحيلة الدفاعية النفسية في انها وسيلة تستخدمها النفس بشكل غير واع بمعنى أنها تستخدم على مستوى العقل الباطن حيث لا يود البعض منا أن يواجه أخطاءه أو ضعفه أو نواقصه. وهنا تلجأ النفس الى إسقاط اللوم على الآخرين والمحيطين سواء كانوا أشخاصا أو جماعات أو حتى الظروف والأحوال العامة ومنها أن حظه سيئ وأن لولا الإحداث والأمور التي صارت ما وقع هو في الخطأ. وتأكيدا لهذا المعنى فانه من النادر والقليل أن نرى شخصين تخاصما أو اختلفا على شيء ما إلا وقد حاول كل منها إلصاق التهمة بالآخر، وادعى انه هو المظلوم وان الآخر هو الظالم. وإذا سمعت الرواية من الظرف الآخر وجدت عكس الحقيقة تماما وقد يقول قائل إن أحدهم بالطبع يكذب ويقول غير الحقيقة، ولكن في علم الطب النفسي إن الاثنين يقولان الحقيقة ولكن من وجهة نظرهما، لان الفرق بين الكذب والإسقاط هو أن الكذاب يعلم تماما أين الحقيقة ولكنه يحاول أن يخفيها عمدا وطمعا في الثواب وخوفا من العقاب. ولذا يبدو على وجهه وصوته وتصرفاته انه يكذب ولا يقول الحقيقة بينما في حالة الإسقاط فإن الشخص يكون مقتنعا تماما أنه على حق وانه لم يفعل أي شيء يسيء به إلى الآخر ومن هنا فهو مقتنع تمام لاقتناع بان الطرف الآخر يتحمل كل المسئولية والخطأ وأن عليه أن يصلح ما أفسده.
1037
| 23 يوليو 2013
تعيش بعض الأسر في مجتمعاتنا في حالة من الانعزال، بمعنى أن كل شخص يعيش حياة شبه منفردة حتى وان كان الجميع يعيش تحت سقف واحد، إلا أن رفاهية الحضارة الحديثة جعلت لكل منهم استقلاليته التامة ليس فقط في حجرته أو جناحه الخاص بالمبيت ولكن أعطته أو جعلته يتعامل بخصوصية كبيرة في حياته، بحيث انه يخرج ويعود إلى المنزل دون اعتبار المواعيد والآخرين يتناول طعامه وشرابه بمفرده لا يجلس أو يتحاور مع الآخرين وكأنه يسكن مع هذه الأسرة في فندق خاص كل منهم يهتم بأموره الخاصة دون النظر إلى ما يريده الآخرون. بالطبع كلنا يعلم ونعاني أحيانا من بعض هذه السلوكيات التي انتشرت في بعض الأسر، ولكنني أقول دعونا نبدأ الحين من رمضان في وضع نظام جديد لأسرنا. ففي رمضان تستطيع الأسرة أن يلتئم شملها حول مائدة الإفطار ليس فقط بهدف تناول الطعام، ولكن بهدف خلق جو صحي تذوب فيه المشاكل والاحتكاكات، ولذا فان على رب الأسرة وعلى البالغين فيها أن يعاونوا الجميع على فهم أن هذا اللقاء هو فرصة للتحدث فيما يخصهم من أمور عامة كانت أو خاصة. عليهم أن يتحدثوا في الهموم التي تخص الأسرة أو في الأخبار السارة التي يتوقعها البعض منهم، وعلى رب الأسرة أن يشيع جوا من البهجة والمتعة داخل هذا الاجتماع واللقاء اليومي حتى يشعر كل فرد داخل هذه الأسرة باللذة والمتعة التي كان يفتقدها ببعده عن هذه اللقاءات الجماعية. وعلى رب الأسرة أيضا أن ينتهز هذه الفرصة الرمضانية بأن يضفي جوا من الحياة الدينية لكي يدعم به لذة هذه اللقاءات بدعوة أهله وأسرته إلى صلاة الجماعة ما استطاع إليها سبيلا وأسهلها وأخفها صلاة المغرب.
786
| 21 يوليو 2013
مساحة إعلانية
في عالم اليوم المتسارع، أصبحت المعرفة المالية ليست...
2160
| 22 سبتمبر 2025
في قلب الدمار، حيث تختلط أصوات الأطفال بصفير...
786
| 23 سبتمبر 2025
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى،...
726
| 22 سبتمبر 2025
من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...
699
| 18 سبتمبر 2025
منظومة دراسية منذ القرن الثامن عشر وما زالت...
675
| 18 سبتمبر 2025
يُعدّ وعي المُستثمر بالقواعد والأحكام المنصوص عليها في...
642
| 21 سبتمبر 2025
منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...
606
| 18 سبتمبر 2025
يؤكد اهتمام جيل الشباب القطري بالخط العربي؛ تزايد...
501
| 21 سبتمبر 2025
يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج...
480
| 21 سبتمبر 2025
لم يَـبْـقَ موضعٌ في القلب العرباوي لم تنل...
465
| 22 سبتمبر 2025
ليستْ مجرد صورةٍ عابرةٍ تلك التي يُنتجها الذكاء...
459
| 22 سبتمبر 2025
ها هي أنديتنا الممثلة لنا في مسابقاتها الخارجية،...
447
| 19 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية