رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من يتابع مجريات التفاوض الدولي والإقليمي حول الملف السوري منذ سنوات وحتى آخر الاجتماعات قبل أيام، يلاحظ أن عقدة التفاوض بين الأطراف المتناقضة هي بقاء أو رحيل بشار الأسد، ونسمع عن التشدد بالاتجاهين وأيضا عن الحلول التوافقية التي يقدمها البعض مثل بقائه في الفترة الانتقالية وأيضاً عن مشاركته في الانتخابات ضمن الحل إذا حظي بتأييد شعبي.كل هذا الجدل ربما يدفعنا للخيال السياسي وأن نفترض أننا استيقظنا صباح يوم ووجدنا بشار الأسد قد اختفى دون أن يعلن عن وجهته، وأصبحت سوريا بلا رئيس، فهل سنشهد بعد ذلك حلا لهذا الملف المعقد الذي قدم الشعب السوري خلال سنوات أزمته حوالي ربع مليون قتيل وملايين المشردين لجوءا ونزوحا، وتم تدمير سوريا الدولة العربية بجمالها وحضارتها وإنسانها ومؤسساتها وحق السوريين في حياة طبيعية.أقول هذا ليس انحيازا لبقاء بشار أو رحيله، فلكل طرف سياسي في هذه الأزمة حق في تبني ما يلي: مصالحة من الدعوة لرحيل الأسد أو بقائه، لكن هل الرحيل أو البقاء يضمن لسوريا أن تخرج من دوامة الموت والدم والتدمير الممنهج الذي لا يخدم إلا طرفا واحدا هو كيان الاحتلال الصهيوني، وأتحدث هنا عن الدولة السورية بغض النظر عمن يحكمها ومن يعارض فيها،لأن كل هذه الجهات التي يعرف الناس ولاءات بعضها ولا يعرفون ولاءات بعضها الآخر، وأيضاً النظام وحلفاؤه لديهم مصالحهم لكن ما هو ضائع هو مصلحة سوريا الدولة التي تغرق كل يوم.ليرحل الأسد أو يبقى لكن ماذا عن حملة البنادق وقائدي الطائرات الذين جاءوا إلى سوريا من كل مكان، ويحملون كل الجنسيات من أوروبا وروسيا والشيشان وبلاد العرب والعجم والفرس والسنة والشيعة ويتوزعون على قوى معارضة مسلحة متطرفة وإرهابية معتدلة أو على خارطة خلفاء النظام،هؤلاء كلهم من محاور التحالفات الدولية الشرقية والغربية من يتحدث عن رحيلهم وبقائهم، فهل لو اختفى بشار ستختفي معه كل هذه الجنسيات وكل أنواع التمويل والسلاح، وهل سيختفي التطرّف والإرهاب والقتل باسم الدين وخدمة للإسلام!!ليرحل بشار أو يبقى فقبله وبعده رحل زعماء كثيرون في سوريا وغيرها، لكن الأهم من رحيله هو رحيل الدمار والموت والتدمير والتطرف والإرهاب عن سوريا، ومهم أيضاً أن يرحل عن سوريا كل الممولين لنار الحرب من كل المدارس السياسية، فالجميع يرمون بالسلاح إلى سوريا، ومازالوا يرمون إليها بكل أنواع المقاتلين حتى ممن يعتقدون أن سوريا هي فلسطين يقاتلون فيها اليهود، ولا يعرفون ما هي حلب ولا حُمُّص، ومع كل قطعة سلاح تدخل سوريا يخرج منها سوري لاجئ أو نازح أو يسقط قتيل أو طفل يتباكى العالم عليه.من كل الجنسيات دخلت دول وتنظيمات وأسلحة إلى سوريا ضد النظام أو معه، وفكرة الرحيل يجب أن تبقي سوريا لأهلها، فأي حل سياسي سواء بقي فيه بشار أو رحل يخلص سوريا من أشكال التنظيمات والعصابات التي دخلت وكلها يدعي الحرص على سوريا أيا ما كانت في معسكر النظام أم ضده، هذا الحل هو المطلوب، فالقضية ليست بقاء شخص أو رحيله إذا كان الحال بعد ذلك سيبقى بتفوق تنظيمات التطرّف والإرهاب وهيمنتها على الأرض!وسواء بقي بشار أو رحل فإن المطلوب حل تقبله كل الأطراف، لأن قوى التطرّف الحاضرة ميدانيا عسكريا خارج كل الحسابات ولا تؤمن بالمبادرات المطروحة، ولهذا فإن أي إخلال بالمعادلة الحاليّة مع بقاء قوى التطرّف يعني تسليم سوريا إلى هذه القوى وتحويل الجغرافيا السورية إلى مناطق نفوذ تتنازعها هذه التنظيمات ويسيطر كل تنظيم على بعضها.المطلوب إنقاذ سوريا من الدم والفوضى والتطرف، وسواء بقي أي شخص أو رحل فإن المهم أن يرحل التطرّف والإرهاب والقتل أيا كان مصدره، وأن نفتح الباب أمام عودة سوريا إلى مسار الاستقرار بعيدا عن التقسيم السياسي أو الطائفي أو الشرذمة بين بنادق هذا الطرف أو ذاك، لأنه حتى لو رحل شخص وبقي مسار العنف أو دخلت سوريا في دوامة الانقسام والتقسيم أو الفوضى فإن المستفيد سيكون من هم في الميدان عسكريا وفي المقدمة قوى التطرّف.نفهم وجود أطراف تتمسك ببقاء بشار وأخرى ترفض بقاءه وترى فيه أنه المشكلة، ما يجب أن لا يختلف عليه أهل أي حل سياسي أن المهم إنقاذ سوريا الدولة والأرض والإنسان مما هو موجود، فسوريا الدولة هي الغاية لمن يغذي نيران الموت وهي التي يجب أن تكون الغاية من أي حل سياسي.
1139
| 29 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حكاية عصابة داعش الإرهابية في المنطقة العربية وأجزاء أخرى في العالم تصلح لأن تكون موضوع رواية ساخرة قد تتحول إلى فيلم كوميدي، وجانب السخرية فيها ليس في فكرها الظلامي الذي يضع التنظيم في خندق الإيمان والجنة ومالكي الحور العين، وبقية خلق الله تعالى، من مسلمين ومسيحيين وحتى أتباع الديانات الأرضية، في خندق الكفر الذي يستحق كل فرد فيه القتل حرقا أو رميا بالرصاص أو نحرا أو حتى رميا من سطوح الأبنية المرتفعة.لكن الجانب الفكاهي في حكاية عصابة التطرّف والإرهاب هو أنها تقف وحيدة ولو نظريا في مواجهة كل القوى المؤثرة ومن حولها من دول، فالكل يتحدث عن حرب يقوم بها على داعش، وحتى الخصوم ومنتسبي التحالفات المتناقضة يجتمعون على حرب داعش، وهناك أسراب الطيران والصواريخ والقمم الدولية والتنسيق العسكري الذي لا ينقطع، والهدف الحرب على داعش، لكن داعش ما زالت باقية وتحتل أجزاء من جغرافيا بعض الدول. المشهد اليوم فيه تحالف تقوده الولايات المتحدة يضم عددا كبيرا من الدول مخصص للحرب على داعش، فأمريكا معها بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية عديدة وإلى جانبها دول عربية هامة في المنطقة تعمل عسكريا وأمنيا للقضاء على داعش، وهناك إيران ومعها أتباعها من ميليشيات مثل حزب الله وأخرى ميليشيات عراقية إضافة إلى الجيش العراقي والقوة العسكرية الكردية، وقبل شهور قليلة انضمت تركيا بشكل واضح لهذه الحرب.وعلى المحور الآخر في الأزمة السورية هنالك النظام السوري الذي يتحدث عن حربه على داعش، واليوم انضمت روسيا عسكريا إلى هذه الحرب بطائراتها الحديثة وصواريخها العابرة للبحار، ومعها على الأرض أيضاً ميليشيات حزب الله وقوات النظام السوري وربما أيضاً قوات روسية برية، وكل هذا العدد غير المسبوق من الدول والمحاور مخصص للحرب على داعش، لكن داعش باقية وتعمل.والمفارقة أنه حتى في فترة احتلال الاتحاد السوفييتي لأفغانستان في نهاية السبعينيات من القرن الماضي فإن القوى التي دعمت المجاهدين هناك لم تكن مثل التي تقاتل داعش اليوم لكنها هزمت الاتحاد السوفييتي وأخرجته من أفغانستان، بل كانت تلك الهزيمة من عوامل تفكيك الاتحاد السوفييتي بعد هزيمته بسنوات قليلة.كلهم يقصفون داعش ويخططون لإزالتها لكن حضورها لم يختلف كثيرا عما كانت عليه في بدايتها، ونسمع من بعض الدول ومنها روسيا أنها استطاعت تدمير أكثر من ٣٠٪ من البنية التحتية، ومن قبلها تحدث عن تدمير نسبة أخرى، وفي العراق سمعنا من القوات العراقية ومن معها من ميليشيات أنها دمرت لكن مازالت داعش تمثل التهديد الأمني الأكبر في المنطقة والعالم. والسؤال هل داعش هي التنظيم الذي نراه أم هو حالة أمنية عسكرية تريدها أطراف عديدة لتحقيق الغاية المطلوبة وهي تفكيك المنطقة، سكانيا وجغرافيا وإنسانيا، ومثل هذه الحالات المتطرفة التي تسيء إلى الدين وتدخل الناس بابتكار أساليب القتل قادرة على تشكيل حالة تساهم مع اللاعبين الكبار في تمرير الهدف الأكبر. هل داعش لافتة مدعومة بآلة إعلامية متقدمة مطلوب منها أن تمثل حصان طروادة لإدخال معطيات جديدة في المنطقة، وفرض حلول لأزمتها، ثم تختفي فجأة كما ظهرت كقوة ملفتة فجأة في الموصل وقبلها في سوريا، بينما تنظيمات أخرى عديدة من ذات المدرسة تصارع للبقاء رغم أنها ليست تحت نيران كل القوى الدولية من مختلف المحاور كما هو حال داعش. رغم أن عصابة داعش تتحدث بتطرف وتمارس الإرهاب إلا أنها ليست أكثر من مستهلك ذكي لسلعة التطرّف والإرهاب، ومن يقودها ويوجهها جعل منها أداة لتعزيز الحالة السلبية من تطرف ومذهبية بين المسلم والمسيحي أو داخل صف المسلمين من سنة ومذاهب أخرى. داعش حتى اليوم ليست أكثر من مجموعة عمليات قتل وإجرام يتم تسويقها بماكينة إعلامية متقدمة ومحترفة، ومهما يكن لديها من إمكانات بشرية فإنها أقل مما نراه، وحتى تسويقها في المنطقة والعالم فإنه كان بأداء محترف جعل كل بيت يخاف أن يصحو ويجد على باب غرف نومه سيوف وبنادق عصابة داعش.مثلما هي صناعة النجوم من أهل السياسة والفن والإعلام وحتى الإجرام، فإن جزءا من حكاية داعش فيها صناعة نجم التطرّف والإرهاب في المنطقة والعالم، لكن منتج هذا العمل ومن يبيع التذاكر ويعود إليه مردود الفيلم أو ينتج منه أجزاء جديدة فهذه حكاية جديدة، ورغم إجرام فعل هذه العصابة إلا أن عدد من ماتوا في إجرامها أقل ممن ذهبوا ضحايا نتيجة سياسة دولية في إدارة أزماتنا، فدول في عالمنا العربي تفككت، وتم تدمير كل بناها ومؤسساتها، وتشريد شعوبها، وإذا كانت داعش بتطرفها تدمر آثارا في تدمر مثلا، فإن دولا كبرى دمرت في منطقتنا حضارات، وقتلت الملايين من الناس. داعش عصابة تطرف وإرهاب أو لنقل إنها عقل متطرف وبندقية إرهابية تقدم خدماتها لأطراف عديدة، بل أطراف متناقضة، لكن الخاسر الكبير هو دولنا وشعوبنا وحضارتنا والتنمية وحق الإنسان في حياة طبيعية.
953
| 22 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليس غريبا أن تشهد فلسطين والقدس عمليات عدوان وقتل من كيان الاحتلال الصهيوني، فهذه حكاية عمرها حوالي قرن من الزمان، أي منذ وعد بلفور المشؤوم عام ١٩١٧، بل قبل هذا بسنوات، أي منذ أن وضعت الحركة الصهيونية مخطط إقامة ما يسمى بالوطن القومي لليهود في فلسطين وعقدت مؤتمرها الشهير في نهاية القرن التاسع عشر.وعبر كل هذه العقود كان القتل والتهويد والتشريد نهج الصهاينة في التعامل مع الأمة وبشكل خاص مع الشعب الفلسطيني، وحتى عندما جاءت عملية السلام تعامل معها كيان الاحتلال باعتبارها أداة ووسيلة لحل المشكلة الإسرائيلية وليس باعتبار السلام غاية وهدفا لحل مشكلة المنطقة، أو من منطق التعايش وصناعة الاستقرار في المنطقة، ولهذا كان كيان الاحتلال يوقع على الاتفاقات مع الجانب الفلسطيني ثم يستخدم كل قدراته في إفشال وتعطيل هذه الاتفاقات، ولهذا فإن ما كان يجب أن يتحقق عام ١٩٩٦، أي بعد ثلاث سنوات من توقيع اتفاق أوسلو لن يتحقق حتى الآن، ولهذا لم يتحول الحكم الذاتي من المرحلة الأولى التي بدا فيها وبقيت الأمور كما هي، حيث السلطة شكلية وبلا صلاحيات، وحتى رئيس السلطة محمود عباس فإنه يحتاج إلى موافقات الاحتلال للانتقال من مكان لآخر، وقبله كان ياسر عرفات تحت الحصار وشبه الاعتقال في مقره حتى خرج للعلاج خارج الضفة وعاد إليها ميتا، وحتى اليوم تلاحق وفاته أحاديث اتهام الاحتلال بوضع السم له والتسبب بوفاته.وحتى الانسحاب من غزة فقد كان من طرف واحد ولحل مشكلة الكيان الصهيوني ولم يكن دعما لعملية السلام، وها هي غزة اليوم تحت الحصار وقد تحول المعبر إلى مشكلة مصرية، أما المعابر الأخرى فهي تحت سيطرة جيش الاحتلال يتحكم من خلالها بما يدخل لغزة من متطلبات الحياة بما فيها الكهرباء ومتطلبات إنتاجها.هي حكاية لم تبدأ في هذه المرحلة، لكن لكل مرحلة عدوانية حكاية سياسية أيضا، فاليوم السلطة ترى فيما يجري استفزازا واستدراجا صهيونيا للفلسطينيين ليدخلوا مرحلة التصعيد والانتفاضة، وربما ما لا يقال في العلن إن السلطة تخشى أن يستغل خصومها من داخل ذات التيار أي انتفاضة لأمور تخص الصراع داخل بيت السلطة وحركة فتح، أما حكومة غزة فتخشى من تصعيد يفتح الباب أمام حرب وعدوان جديدين على غزة التي لم تتعاف بعد من آثار العدوان الأخير.نتنياهو يعلم جيدا أنه يتحرك في ظروف شبه مثالية، فهو يدرك المعادلة الفلسطينية الداخلية، سواء بين فتح وحماس أو داخل حركة فتح، أو محددات حركة حماس وأوضاع غزة، ويعلم جيدا الواقع العربي الرديء، وأن كل طرف عربي غارق في مشاكله الداخلية وأزماته أو حروب أخرى، وأن الملف الفلسطيني ليس أولوية على أجندة دول العرب، فالأولويات الداخلية مسيطرة، وحتى الدول الكبرى وأهمها الولايات المتحدة ومن بعدها روسيا فلديها ما يشغلها في سوريا وإيران والعراق وأوكرانيا، فضلا عن حرصها على عدم إغضاب نتنياهو، ولم يبق في الساحة إلا الناس الذين يخرجون في الشوارع غضبا ولرد عدوان ويقدمون الشهداء والجرحى والأسرى.نتنياهو وكل معسكر التطرّف الصهيوني يمارس عدوانا يحمل في ثناياه هدفا سياسيا يخص الساحة الداخلية الصهيونية، كما أن هناك أهدافا أمنية، وفي المحصلة يعلم كيان الاحتلال أن هناك بعض الأثمان التي عليه أن يقدمها مقابل تحقيق ما يريد.الناس في عالمنا العربي غاضبة مما يجري في فلسطين، والشعب الفلسطيني في الداخل يقدم الضحايا، وهناك عمل سياسي روتيني تمارسه كل الجهات في فلسطين والعالم العربي من اجتماعات وبيانات وتنديد، لكن الجميع يعلمون أن حجم العقبات أمام الفعل الصهيوني لا تتجاوز حجم العقبات أمام بطل العالم في الكرة عندما يخوض مباراة أمام فريق مغمور.رحم الله الشهداء ووقف إلى جانب الصادقين، أما ما يجري على أرض فلسطين فهو فعل سياسي عسكري صهيوني منظم، أما الفعل الرسمي العربي والفلسطيني فهو ليس أكثر من تمرير للمراحل وإسقاط لفريضة مساندة الشعب الفلسطيني بالحد الأدنى.
1045
| 15 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رغم كل المديح الذي يمكن أن نطلقه بحق المرحلة التي تمر بها الأمة على صعيد كسر حواجز الخوف وزيادة مساحة الحرية واستهداف الظلم الآن أنها مرحلة تراجع فيها الصوت العاقل والرأي الراشد والمنطق لمصلحة الصخب والصوت المرتفع والتراشق بالاتهامات وأحيانا الشتيمة بلا منطق أو حجة أو حتى وجه حق.إنها مرحلة تحدث بها الناس بكل ما يريدون حتى ما هو منطلق من ضعف الوعي أو أحقاد أو نقص المعلومة أو حتى من حالات الحرمان الاجتماعي والسياسي، تحدثوا بأسماء حقيقية أو وهمية، هتفوا في الشوارع علنا، وكان الفضاء الإلكتروني عبر ما يسمى التواصل الاجتماعي منبرا أو أشبه بديوانيات أو مضافات حفلت بنسبة من الآراء الصادرة من العقل والتجربة وكانت أصواتا للعقل، لكنها اكتظت بنسبة أكبر من الآراء التي يغلفها التوتر وأحيانا روح الانتقام من كل شيء، واستباحة أي شخص، وكميات من الاتهامات التي تأتي بديلا عن النقاش العقلاني للمواقف والآراء. حتى من يسمون أنفسهم نخبا فكرية أو اجتماعية أو سياسية دخلوا منطقة حظر صوت العقل، فكان الفضاء الإلكتروني وغير الإلكتروني ساحة لممارسة إرهاب خاص، وسلاحه الاتهام والشتيمة ورفض أي آخر واحتكار الحقيقة والوطنية والثورية، وكل هذا على حساب صوت العقل والمنطق، ولهذا ضاقت مساحة المخلصين، لأن كل فرد أو مجموعة جعلت مساحة الإخلاص والوطنية والصدق بمساحة من خرجوا من حيّز الاتهام والشتم الذي تمارسه. بعد سنوات من فعل وقول كل شيء في عالمنا العربي حتى ما قام به أهل الإرهاب من قتل وإجرام وتكفير، نحتاج إلى ساعات صمت لنعطي صوت العقل حقه ومساحته لعل هذا يخفف عنا جميعا بعض الأثمان التي ندفعها من أمننا واستقرارنا وحريتنا وحق كل إنسان في حياة طبيعية.إنها لغة العقل التي لا غنى عنها لمجتمعات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، بل هي من مستلزماته، لأنة لا يستقيم أن يمتلك الناس حق التعبير بكل حرية مع حالة انفلات تصل إلى حدود استباحة كل شيء حتى خصوصيات الآخرين، وأن يمتلك كل فرد "حق" اتهام من يشاء دون دليل، وأن يكون الفضاء الإلكتروني وبعض الإعلام وسيلة للتطاول وبث الأحقاد وتوجيه الشتيمة بحجة أن الفضاء مفتوح ولا سيطرة لأحد عليه.الحكومات والأنظمة السياسية لديها أدوات للدفاع عن نفسها ومعاقبة من يتطاول، وهناك دول وضعت تشريعات تعاقب من يتطاول على أي فضاء أو وسيلة تعبير، لكن ماذا عن سلوكنا نحن البشر مع بَعضنَا البعض، وماذا عن الإشاعات والاتهامات التي ننشرها وتتحرك بين بيوتنا ومكاتبنا وشوارعنا، أنه زمن الصخب الذي يعبر فيه البعض عن أمراض يعاني منها تحت عنوان الحريات وحق التعبير وربما الثورة على الظلم!.وأخيرا نتذكر حكاية قديمة تقول إن إنسانا ذهب إلى حكيم يطلب منه وصفة لمعالجة آثار نشر إشاعة ظالمة، فطلب منه الحكيم أن يجمع كمية من ريش الطيور وأن يقوم في ليلة عاصفة بوضع على باب كل بيت من أهل الحي الذي نشر فيه الإشاعة ريشة، وأن يعود في الصباح ويجمع الريش، وعندما عاد في الصباح لم يجد أي ريشة في مكانها، فقال له الحكيم: كذلك الإشاعة وقول الظلم والكذب ليس من السهل إزالته بعد نشره.
1251
| 08 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العلاقة بين الأردن وكيان الاحتلال تبدو أحيانا غير مفهومة في بعض جوانبها، فالبعض يراها علاقة مستقرة مستمرة، والبعض يرى فيها حالات المد والجزر والبرود، بل التوتر السياسي في بعض المحطات، لكن فهم هذه العلاقة التي بدأت بشكل رسمي منذ توقيع معاهدة السلام بين الطرفين عام ١٩٩٤ يجب أن يكون من خلال العلم أنها علاقة بمسارين، الأول العلاقة الثنائية بين الطرفين والمسار الثاني والأهم هو القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها من تفاوض وعملية سياسية أو عمليات العدوان الصهيوني على الشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية، وهناك مسار مشترك بين المسارين الأساسيين وهو المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تخضع للرعاية الهاشمية وفق بنود معاهدة السلام بين الطرفين.ومن خلال حوالي عشرين عاما من ظهور المعاهدة وما نتج عنها من علاقات يمكن التوقف عند النقاط التالية: ١- أن الأردن يتعامل مع عملية السلام والحل السياسي بقناعة ومصداقية، فالأردن خاض المعارك والحروب العربية، لكن الدولة الأردنية تؤمن بالحل السياسي الذي يعيد الحق العربي والفلسطيني، وهذا الموقف كان الموقف الظاهر والباطن للأردن، حيث لم يتبن الأردن خطابا ثوريا شكليا لغايات استرضاء الشارع العربي وهو في الحقيقة يؤمن بالحل السياسي، وهذا الأمر منذ عقود طويلة.٢- أن الأردن ورغم قناعته بالحل السلمي لم يدخل سلاما منفردا مع كيان الاحتلال لأسباب عديدة، وعندما قامت منظمة التحرير بتوقيع اتفاق أوسلو بعد مفاوضات سرية مع كيان الاحتلال، شعر الأردن بالخذلان والخديعة وهو الذي وفر الغطاء للوفد الفلسطيني المفاوض عبر الوفد المشترك، ولم يوقع الأردن إعلان واشنطن وهو اتفاق تمهيدي إلا بعد توقيع المنظمة.٣- أن الأردن يؤمن أن علاقته مع كيان الاحتلال هي تعبير عن قناعاته السياسية وتخدم مصالحه. وأيضا تخدم الحق العربي الفلسطيني، وخاصة أن الواقع العربي تجاوز الخيار العسكري منذ عقود.٤- يدرك الأردن أن العلاقة مع كيان الاحتلال لا تعني الإيمان بأن هذا الكيان حريص على عملية السلام أو أنه حريص على إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، فالاحتلال مراوغ مماطل، ولديه معسكر متطرف لديه مخططات وأفكار تريد أن يحصل الفلسطيني على حقه الوطني والسياسي من أطراف عربية وليس منه كجهة احتلال وعدوان.ويدرك الأردن أن العلاقة مع كيان الاحتلال ليست علاقة ود وحب بل هي علاقة مصالح وموازين قوى، ويضاف إليها أن هذا الطرف مسكون بالمخاوف ويعمل بعقلية القلعة ولديه مفهوم لأمنه يقوم على رفض الآخر ورفض إعطاء الحقوق، وأن المعسكرات المتطرفة في هذا الكيان هي التي تحكم ولديها نفوذ شعبي، وهي معسكرات لا تؤمن بعملية السلام بل تسعى لتحويلها إلى أداة لتعزيز الاحتلال وليس صناعة السلام.وهذه القناعات تنعكس بشكل مباشر على علاقة الأردن بكيان الاحتلال الذي لا يرتاح للإصرار الأردني على إبقاء الملف الفلسطيني على رأس أولويات اهتمام العالم، ولا يعجبه أن يعمل الأردن وأي طرف عربي ودولي لإنتاج عملية سلام منتجة لمصلحة الحق الفلسطيني، لأنه يريد المماطلة وشراء الوقت وصناعة واقع يخدم مخططاته.٥- وخلال سنوات هذه العلاقة دخلت العلاقات الأردنية مع كيان الاحتلال محطات توتر وأزمات حقيقية كان معظمها مرتبط بعدوانية الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني، فالعدوان على غزة الذي تعدد خلال سنوات كان وراء توتر العلاقات، وأيضا محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في عمان عام ١٩٩٧، التي تعامل معها الأردن بحزم وأدى الأمر في نهايته إلى صفقة الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين رحمه الله وتأمين علاج مشعل، وفي تلك الأزمة كان الملك حسين واضحا في استعداده لإلغاء المعاهدة إذا لم يتم تأمين الدواء لمشعل.لكن المحطات الأبرز خلال العام الأخير كانت في محاولات سلطات الاحتلال والمستوطنين تهديد حرمة المسجد الأقصى، وفي المحطة السابقة كانت الرسالة الأردنية واضحة في ضرورة وقف أي تجاوزات واحترام حق الفلسطينيين في الصلاة في المسجد الأقصى، وتم استدعاء السفير الأردني في تل أبيب، ويومها جاء نتنياهو إلى عمان معلنا التزامه بالمطالب الأردنية.وخلال الأيام الأخيرة عادت التجاوزات الصهيونية في المسجد الأقصى، وعاد الاستفزاز الصهيوني الذي قابله موقف أردني واضح وقوي، لكن التعامل الصهيوني تميز بالصلف، وهذا ما صنع حالة توتر ما زالت حاضرة، وكما أشارت تسريبات شبه رسمية في عمان فإن الملك عبد الله رفض استقبال مكالمات نتنياهو، وهناك تصريحات مباشرة للملك تؤكد أن الوعود الصهيونية تم التراجع عنها.العلاقات الأردنية مع كيان الاحتلال لن تخرج من إطارات محطات التوتر والأزمات والعامل الأساسي هو السياسات الصهيونية تجاه الحق العربي والفلسطيني.
1154
| 01 أكتوبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); التطرّف والإرهاب الذي يشغل أمتنا والعالم حالة سلوكية ثقافية تتواجد في حياتنا بأشكال ومستويات مختلفة، لأن الإرهاب ليس فقط استخدام السلاح والمتفجرات والحرق بل هو رفض الآخر رفضا يجعلنا نرى الآخر إما عدوا أو خارجا عن الوطنية والدين والمصالح العليا، وانتشار الاتهامات والشتيمة بدلا من نقاش الأفكار والمواقف والذي نراه في منابر التواصل والفضاء الألكتروني بل وحياتنا العامة، كل هذا تطرف وإرهاب تكتظ به منابر الإعلام والسياسة ، ومن وصل إلى مرحلة يطلق فيها النار ويفجر حزاما ناسفا في مسجد أو سوق حالة متقدمة من تطرف لفظي كان صاحبه يعتبر من لا يتفق مع رأيه كافرا أو جاهلا أو رجسا من عمل الشيطان .وإذا عدنا إلى الإرهاب المسلح وبخاصة ما نشهده خلال العقد الأخير فإن النشاط الأكبر بل الغالب لهذا الإرهاب هو داخل بيت أمتنا وفي مجتمعاتنا ، فرغم وجود عدد من أعمال التفجير والقتل في بعض مدن الغرب إلا أن نشاط جماعات التطرّف بكل ألوانه السياسية والطائفية دفعت ثمنه شعوبنا ودولنا وحضارتنا وصورة الإسلام الذي أصبح ذكر هذه التنظيمات " الإسلامية " مرتبطا بالدم والتفجيرات والقتل وتهجير الناس واستباحة الأعراض واستهداف المسيحية العربية وابتكار أساليب همجية في قتل الأبرياء من حرق وغيره ...إنه إرهاب محلي داخل أسوار الأمة والضحايا عرب ومسلمون وحضارة هذه الأمة ، وحتى المسلمين فإن نسبة كبيرة منهم وبخاصة الذين دفعوا ثمنا للإرهاب في داخلهم خوف يكبر من الدين ، ولا أقصد الدين الحنيف الذي جاء رحمة للعالمين بل الإسلام الذي تعمل تنظيمات الإرهاب على تقديمه من خلال ممارساتها وأفكارها . واللافت أن العدو الأول للأمة وهو كيان الاحتلال الصهيوني لم يصله ولا شرارة من نيران تنظيمات التطرّف والإرهاب ، رغم أن هذا الكيان على حدود كل الدول التي دخلتها هذه التنظيمات وتركت لمسات الموت بين أطفالها وأسواقها ، وحتى الاستهداف الذي كان في بعض مدن أمريكا والغرب فلم يكن لأن هذه الدول تدعم كيان الاحتلال بل بسبب ارتباطها بالحالة العربية والإسلامية.إرهاب محلي داخلي نحن جميعا الذي ندفع ثمنه، أما النسبة القليلة من أعمال القتل في الغرب فإنها كانت بالنسبة لدول الغرب مبررا أحسنت استعماله في شن حروبها ومعاركها على أرض أمتنا، وحققت لها مصالح لم تكن قادرة على تحقيقها دون هذه الخدمات التي لا ندري إن كانت مجانية أم غير ذلك.
1293
| 24 سبتمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ليس غريبا على كيان الاحتلال الصهيوني أن يقوم بأي فعل عدواني تجاه الإنسان أو الأرض أو المقدسات العربية والفلسطينية، لأن غاية وجود هذا الكيان أن يقوم على أرض محتلة وأن يكون لهذا الفعل ضحايا وأثمان يدفعها الآخرون، وعبر حوالي قرن من الزمان أي منذ صدور وعد بلفور عام ١٩١٧ وحتى اليوم عملت الحركة الصهيونية ومن ثم كيان الاحتلال كل أشكال الإجرام بحق الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي ذاق مرارة اللجوء والنزوح والموت والاحتلال وضياع الأرض والمقدسات، ولهذا فمن الطبيعي أن نرى الاعتداءات الصهيونية المتتالية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى.وحكاية المسجد الأقصى مع الاحتلال طويلة وهي عنوان التحدي لرواية دينية صهيونية فشل هذا الكيان في إثباتها وهي حكاية الهيكل المزعوم الذي ترى فيه الحركة الصهيونية جزءا من شرعيتها في الوجود على أرض فلسطين، ومنذ الأيام الأولى لاحتلال القدس والأقصى في يونيو عام ١٩٦٧ بدأت الجهات الصهيونية في عمليات الحفر تحت الأقصى بحثا عن هذا الهيكل، وحتى اليوم أي بعد خمسين عاما لم تصل هذه الحفريات إلى نتيجة ولو وجد الصهاينة أي شيء لسعوا في كل أرجاء الدنيا للحديث والإعلان، لكنها حكاية مزعومة، ومع ذلك فإن حالة الحقد تجاه الأقصى بقيت موجودة وتعبر عنها سلطات الاحتلال بكل أشكال الاعتداءات والاقتحامات والمخططات التي يسمع عنها الجميع ومنها العمل على تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا بين المسلمين واليهود، وهو جزء من المحاولات للحصول على أي جزء من الأقصى خدمة للرواية الدينية الصهيونية التي لم تجد أي دليل مادي يؤكدها.وفي الأيام الأخيرة عادت سلطات الاحتلال إلى مزيد من الاستهداف للمسجد الأقصى، وكانت الاقتحامات والاعتداءات، وعاد ملف القدس ساخنا حاضرا على الأجندة العربية والفلسطينية، وهي عودة لن تكون الأخيرة ما دام الاحتلال موجودا ومستمرا في تنفيذ مخططاته العدوانية.ملف القدس ليس ملفا فلسطينيا فقط، بل ملف عربي إسلامي، لكننا في زمن الانكفاء على الذات عربيا، فلكل دولة أزمتها ومشاكلها الكبرى التي تغرق بها، وأتحدث هنا عن الدول العربية المعنية، فمصر غارقة في ملفات الاقتصاد والعنف وإرهاب داعش في سيناء وحالة ضعف الاستقرار السياسي، وسوريا تعيش أزمتها التي لا ندري إن كانت ستخرج منها، وكذلك الحال في كل دول الإقليم، لكن التحدي الكبير يقع على عاتق أهل فلسطين وسلطتيها في غزة ورام الله، فهذان الطرفان عليهما ألا يستمرا في عملية مساعدة عدو فلسطين عمليا بغض النظر عن النوايا، فليس معقولا أن يكون الشعب الفلسطيني يعيش تحت كل هذه التحديات والمخططات، والقوى الفلسطينية تفشل في أن تتحول من حالة الانقسام، بل استهداف كل طرف للآخر.وليس معقولا أن مناطق الضفة وغزة التي تعيش تحت هيمنة الاحتلال فيها حكومتان وأجهزة أمنية مزدوجة، وما يتبع كل هذا من حروب سياسية وإعلامية، وعمليات اعتقال من كل طرف للآخر، فأي نموذج يمكن أن يقدمه أهل القرار الفلسطيني للعالم العربي والإسلامي عندما تطالبه بالوحدة والموقف المشترك بينما تغيب الوحدة والموقف المشترك عن الطرف الفلسطيني الرسمي!!.في الأمثال الشعبية الفلسطينية "أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، لكن الحال الفلسطيني عكس هذا، لأن ما يفعله أهل القرار الفلسطيني أنهم يقدمون خدمات مجانية كبرى للاحتلال، لا أتحدث عن النوايا، بل عن محصلة الفعل والواقع، لأن كل ما تفعله الحالة الفلسطينية هو تسهيل مهمة الاحتلال عمليا حتى لو كانت النوايا غير ذلك، فالمحتل يفعل ما يريد بينما الفعل الفلسطيني داخلي وموجه من كل طرف للآخر، لا تساعدوا عدوكم، فلديه من مقومات القوة ما يكفيه، وما قيمة كل أنواع السلطة والألقاب واستعراضات الأسلحة إذا كانت عاجزة عن ردع المحتل.
837
| 17 سبتمبر 2015
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الانفعال الإيجابي من "بعض" أوروبا تجاه قضية المهاجرين السوريين يجعلنا نشعر أن اللجوء السوري بدأ خلال هذه الفترة وليس منذ حوالي خمس سنوات تدفق فيها إلى خارج سوريا عدة ملايين فضلا عن النزوح الداخلي لملايين السوريين بين مدن وقرى سوريا بحثا عن الأمان ومتطلبات الحياة.ولعلنا في زحمة العواطف والتغطية الإعلامية لما يجري في أوروبا غاب عن أذهان بَعضُنَا أن الأردن استقبل حوالي مليون ونصف شقيق سوري يقيم حوالي ٩٠٪ منهم في المدن الأردنية والبقية في المخيمات، وأن لبنان استقبل مثلهم وهناك عشرات الآلاف ذهبوا إلى دول عديدة في المنطقة تحت مسميات عديدة من لجوء أو جاليات أو للعمل، أو ينسى بَعضُنَا أن ملف الأزمة السورية لم يبدأ بصورة الطفل الغريق بل هناك حوالي ربع مليون قتيل من ضحايا هذه الأزمة فضلا عن تدمير جعل سوريا تعود إلى الوراء حوالي ٤٠ عاما من التنمية وفقا لتقارير جهات دولية. والمؤلم في قضايا أمتنا أن اللجوء والنزوح أصبح هوية لعدد من شعوب أمة العرب التي تحولت أوطانها إلى قضايا وملفات دولية وإقليمية وقرارات دولية، وأول الحكاية كانت الشعب الفلسطيني الذي يتوزع معظمه بين لاجئ ونازح يقيمون في دول العالم، وحتى من يقيم منهم داخل الضفة وغزة في المخيمات فإنهم على أرض وطنهم لاجئ ونازح، وكذلك الحال أبناء الشعب العراقي الذي عانى الملايين منهم ومازالوا مرارة اللجوء والنزوح داخل أرض العراق وخارجها ليس نتيجة الاحتلال فقط بل على أيدي ميليشيات التطرّف السني والشيعي، ونتيجة حروب عديدة.واليوم يدخل الشعب اليمني محيط خطر اللجوء والنزوح نتيجة حالة التدمير التي تتعرض لها اليمن على أيدي ميليشيات الحوثي ومن يمولها سياسيا وماليا، ونتمنى أن ينجح الجهد العربي في حفظ اليمن دولة مستقرة قبل أن يحصل الأشقاء في اليمن على بطاقات المنظمات الدولية الخاصة باللجوء وتبعاته.والمفارقة أن هذا الحماس العاطفي تجاه السوريين في بعض دول أوروبا يأتي في ذات الوقت الذي تعلن فيه الجهات الدولية المعنية بالغذاء العالمي عن توقفها عن تقديم المساعدات الغذائية للسوريين ممن يحملون صفة لاجئ، أي حرمانهم من مصدر هام كان يوفر لهم مواد حياتية هامة لملايين الأفراد من خلال أسرهم، فكيف يمكن فهم هذا التعاطف بعد استشهاد الطفل مع توقف برنامج الغذاء الدولي عن عشرات الآلاف الأسر السورية في الدول التي تستضيفهم في منطقتنا. الهوية لاجئ أو نازح ليست مشكلة الأفراد من أبناء أمتنا الذين تحولت دولهم إلى أزمات وملفات دولية، بل هي هوية لعجز العالم عن إغلاق أي ملف إغلاقا عادلا يعيد الحقوق لأهلها ويعيد بناء الدول بعد هدم مؤسساتها وتفكيكها، فالعالم وبخاصة الدول الكبرى تتقن تفكيك الدول أما إعادة البناء والتركيب فإنه يغيب لمصلحة الفوضى والضعف، ولهذا فإن أي دولة تتدخل حدود الفوضى ويتحول أبناؤها إلى حملة هوية لاجئ أو نازح فإنها تدخل نفقا مظلما يصعب معه التنبؤ بقدرتها على العودة إلى المربع الأول. قدر هذه الأمة وشعوبها أن يتم استغفالنا بأحلام وردية، لكن طريق الأحلام يكون عبر السلاح والدم والإرهاب والاحتلال والقمع، حتى إذا ما دخلت النفق فإن حلمها يصبح السعي للعودة إلى ما قبل الأحلام مهما كان الأمر صعبا ومريرا.
974
| 10 سبتمبر 2015
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2376
| 30 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1125
| 01 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
660
| 02 ديسمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
642
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
564
| 30 نوفمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
495
| 30 نوفمبر 2025
في كلمتها خلال مؤتمر WISE 2025، قدّمت سموّ...
483
| 27 نوفمبر 2025
للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...
447
| 26 نوفمبر 2025
استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...
447
| 27 نوفمبر 2025
يقول المثل الشعبي «يِبِي يكحّلها عماها» وهي عبارة...
438
| 30 نوفمبر 2025
أكدت اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، في المادّة...
429
| 28 نوفمبر 2025
شاع منذ ربع قرن تقريبا مقولة زمن الرواية....
414
| 27 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية