تهيئة نفسية، روتين منتظم، ودعم عاطفي من الأهل.. مع اقتراب موعد العودة إلى المدرسة، يتكرر المشهد السنوي في كثير من البيوت: فوضى في النوم، قلق في العيون، وتجهيزات مادية ترهق الأهالي نفسيًا وماليًا. لكن العودة إلى المدرسة يمكن أن تتحول من مصدر ضغط إلى فرصة حقيقية لإعادة التوازن النفسي والعائلي، متى ما تمت التهيئة بشكل واعٍ ومدروس. أولًا: التهيئة النفسية للطفل تهيئة الطفل نفسيًا تبدأ قبل عودته إلى الفصل الدراسي، لا يكفي أن نقول له “شد حيلك”، بل يجب أن نفتح معه حوارًا صادقًا نسأله فيه عن مخاوفه وتوقعاته، وأن نمنحه مساحة آمنة ليعبر عن مشاعره دون سخرية أو إنكار. من المفيد استخدام عبارات داعمة مثل: (أفهم أنك متوتر، وأنا هنا عشان أساعدك تتخطى الشعور هذا). كما يُنصح بقراءة قصة عن أول يوم مدرسة، أو الحديث عن تجارب سابقة بطريقة إيجابية، هذه الخطوات تزرع الأمان قبل الوصول إلى باب المدرسة. ثانيًا: الروتين الأسري طريق للاستقرار الفوضى المسائية والصباحية من أكثر ما يعكر صفو العودة الدراسية. إعادة ضبط النوم تدريجيًا، تنظيم وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتحضير الملابس والحقيبة من الليل هي تقنيات بسيطة لكنها فعالة. كذلك، تخصيص عشر دقائق للحوار الأسري كل مساء يساعد الطفل على تفريغ يومه واستقبال الغد براحة. ثالثًا: الفرق بين الدعم والضغط يلعب ولي الأمر دورًا محوريًا في توازن الطفل. الدعم لا يعني السيطرة، بل يعني المرافقة دون تحكم. عندما يُخطئ الطفل، بدل التوبيخ القاسي، يمكن استخدام عبارات مثل: (غلطت؟ عادي، كلنا نغلط، خل نحلها سوا.) الطفل الذي يشعر أن والديه يساندانه حتى في تعثره، يثق بنفسه أكثر ويقبل على التعلم بحب لا بخوف. رابعًا: تجهيز المدرسة بذكاء لا بإفراط لا يجب أن تتحول العودة للمدرسة إلى سباق ماركات. إعداد قائمة احتياجات واضحة ومشاركة الطفل في الاختيار وفق ميزانية محددة يعززان وعيه المالي. لا بأس من تجديد أغراض قديمة أو تزيين الأدوات يدويًا. الهدف ليس الكمال، بل الكفاءة. خامسًا: لا تنقل قلقك لطفلك قلق الأهل مشروع، لكن نقله إلى الطفل بصيغة توتر أو أوامر قاسية، قد يولّد لديه رفضًا داخليًا للمدرسة. من الأفضل تحويل هذا القلق إلى خطة: (أنا خايفة يتنمرون عليه؟ إذًا سأدرّبه على كيف يتعامل بثقة.) (أخشى ألا ينجح؟ سأمدح المحاولة لا النتيجة.) ختامًا: العودة للمدرسة ليست فقط بداية جديدة للطفل، بل أيضًا فرصة للأهل لمراجعة أسلوبهم، وعلاقتهم، ومشاعرهم. هي لحظة جماعية لإعادة ترتيب الحياة، بحب، وبهدوء، وبدون دموع.

في كل عام، ومع إشراقة شمس 18 ديسمبر، تحتفل دولة قطر بيومها الوطني، هذا اليوم الذي يرمز إلى الوحدة الوطنية والولاء للأرض والقيم التي أرساها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني. ينعكس هذا اليوم بوضوح على مشاعر كل من يعيش على أرض قطر أو يزورها، حيث يجد الجميع في قطر وطنًا يتجاوز الحدود الجغرافية ليحتضن القلوب ويزرع الطمأنينة. يبرز الشعور بالأمان كإحدى أعظم النعم التي تُميز قطر. لا يقتصر الأمان هنا على الأمن المادي الذي يظهر في انخفاض معدلات الجريمة والبنية التحتية المتطورة، بل يمتد ليشمل الأمان النفسي والاجتماعي. يجد المقيم والزائر في هذا البلد بيئة تُعزز الاستقرار، وتشجع على العمل والعطاء في ظل الاحترام المتبادل وسيادة القانون. أما التنوع الثقافي فهو جزء من جمال قطر، حيث تعيش على أرضها جنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم، تتشارك في بناء المستقبل، كل ذلك وسط أجواء من التسامح والتعايش السلمي. تُظهر الفعاليات الوطنية كيف تنجح قطر في أن تكون نموذجًا يُحتذى به في احتواء الجميع، حيث تشارك كافة الفئات في الاحتفالات التي تعكس مزيجًا رائعًا من التراث القطري العريق والانفتاح على العالم. كذلك، فإن رؤية قطر الوطنية 2030 تُجسد التزام الدولة بالتنمية البشرية والاجتماعية، وخلق فرص للجميع ليزدهروا ويحققوا أحلامهم. يشعر المقيم بأنه شريك في هذا البناء، والزائر بأنه موضع ترحيب واهتمام. إن روح اليوم الوطني تتجاوز الشعارات لتصبح واقعًا ملموسًا يُعاش كل يوم، يعبر عنه أهل قطر بمحبتهم وانتمائهم، ويشعر به كل من وطأت قدمه هذا الوطن الآمن. في هذا اليوم المميز، نحتفل جميعًا – مواطنين ومقيمين وزوار – بقصة نجاح قطر التي استطاعت أن تجمع بين العراقة والتطور، وبين الأمان والاحتواء. كل عام وقطر وطن المحبة والأمان في تقدم وازدهار.

الزواج ليس مجرد ارتباط بين شخصين، بل هو تأسيس لشراكة تتطلب التفاهم والانسجام لتستمر بنجاح. ومع ازدياد التحديات التي تواجه الأزواج في العصر الحديث، أصبحت الاستشارات قبل الزواج خطوة ضرورية تُساهم في بناء علاقة صحية ومستدامة. والاستشارات قبل الزواج هي جلسات إرشادية يقدمها مختصون في العلاقات الزوجية، تهدف إلى مساعدة المقبلين على الزواج في فهم أنفسهم وشركائهم بشكل أعمق. تتناول هذه الجلسات مواضيع متعددة تشمل: • فهم التوقعات من الزواج. • التعرف على الاختلافات الثقافية أو الشخصية بين الشريكين. • مناقشة القيم والمعتقدات المشتركة. وهناك أساسيات ما قبل الزواج يجب أن يستوعبها الزوجان منها : . التفاهم المتبادل: فهم احتياجات وتوقعات كل طرف لضمان الوضوح منذ البداية. . التواصل الفعّال: تعلُّم كيفية التعبير عن المشاعر والمشكلات بطريقة بناءة. .التخطيط المالي: مناقشة القضايا المالية ووضع خطط لإدارة الأموال بشكل مشترك. . التوافق العاطفي: بناء أسس قوية للتعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة. . تحديد الأهداف المشتركة: كالخطط المستقبلية، الأطفال، وتوزيع المسؤوليات. وتهدف استشارات ما قبل الزواج إلى الوعي الذاتي: بمساعدة كل طرف على فهم نقاط قوته وضعفه. و التأكد من التوافق: بتقييم مدى الانسجام بين الشريكين في مختلف الجوانب. و الوقاية من المشكلات: بتحديد التحديات المحتملة والعمل على معالجتها وتعزيز الثقة: ببناء علاقة قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل. والشريكان اللذان يخضعان للاستشارات يدخلان حياتهما الزوجية بثقة واستعداد أكبر. فهذه الجلسات تمنحهما الأدوات اللازمة للتعامل مع الخلافات وحل النزاعات بأسلوب ناضج، مما يقلل من احتمالية الطلاق أو سوء التفاهم، كما تُساهم في خلق جو من التفاهم والتقدير. الاستشارات قبل الزواج ليست ترفًا، بل هي استثمار في نجاح العلاقة الزوجية. من خلال بناء أساس متين يقوم على التفاهم والتواصل، يمكن للأزواج مواجهة تحديات الحياة بثقة وتفاهم، مما يضمن بناء أسرة متماسكة ومستقبل مشرق.

تعتبر الرضاعة الطبيعية من أهم وأفضل الطرق لتغذية الطفل حديث الولادة، حيث توفر له كافة العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها لنموه وتطوره بشكل صحي. حليب الأم غني بالبروتينات والدهون والفيتامينات التي تعزز مناعة الطفل وتساعد في حمايته من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي حليب الأم على مواد مضادة للالتهابات والجراثيم، مما يجعله بمثابة “مناعة طبيعية” تساعد في بناء جهاز مناعي قوي لدى الطفل. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية يكونون أقل عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل التهابات الأذن والجهاز التنفسي، والحساسية، وحتى الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة. كما أنها تقلل من خطر الإصابة بمتلازمة الموت المفاجئ للرضع، وذلك بفضل تأثيرها الإيجابي على نمو وتطور الجهاز العصبي والتنفس. بجانب الفوائد الصحية للطفل، تعود الرضاعة الطبيعية بفوائد صحية ونفسية على الأم. فهي تساهم في تسريع عملية الشفاء بعد الولادة، حيث تساعد في انقباض الرحم والعودة إلى حجمه الطبيعي. كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على حرق السعرات الحرارية، مما يساهم في استعادة وزنها الطبيعي بعد الولادة بشكل أسرع. من الناحية النفسية، تعزز الرضاعة الطبيعية من ارتباط الأم بطفلها، حيث يخلق هذا التواصل الجسدي الحميم شعورًا بالراحة والأمان بين الأم والطفل.ورغم أن الرضاعة الطبيعية توفر العديد من الفوائد، إلا أن هناك تحديات قد تواجه الأمهات، خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة. يمكن أن تشمل هذه التحديات الآلام في الثدي، أو قلة كمية الحليب، أو التعب والإرهاق. لذا من الضروري أن تحصل الأمهات على الدعم والتوعية اللازمة حول كيفية التعامل مع هذه التحديات، سواء من خلال زيارة استشاريي الرضاعة، أو الانضمام إلى مجموعات دعم الرضاعة الطبيعية.في الختام، تعتبر الرضاعة الطبيعية خطوة مهمة لبدء حياة صحية للطفل، وهي تجربة تعود بالنفع على كل من الأم والطفل. ومع تزايد الوعي بفوائدها، يبقى من المهم توفير الدعم والمعلومات الكافية للأمهات لمساعدتهن في تخطي أي تحديات تواجههن في هذه الرحلة المميزة.