رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
سؤال يتكرر علي كثيرا من مجموعة من الشباب والشابات في مقتبل أعمارهم مستنكرين لماذا أُنجبوا! يبحثون ضمن ذكرياتهم في مراحلهم الاولى الى أن وصلوا لهذا العمر عن مواقف جميلة وايجابية للأب المربي معهم فلا يجدون بها الا غيابه عن الساحة التربوية واثره المادي، ومنهم من يجدون منه التوبيخ والشك والتحقيق والتعنيف ومنهم من يجدون منه الاهمال وغيرهم الكثير الكثير. هنا نحتاج لأن نسأل أنفسنا ما السبب؟ لماذا لم يمنح هذا الأب أبناءه ما هم بحاجته من الحب والرعاية والتربية؟!. في كل مرة أبحث بها عن الأسباب أجد مجموعة من العوامل التي ساعدت المربي لأن يفشل في تربيته ويفشل في أن يعبر عن حبه لأبنائه بالشكل الذي سيفهمه ابنه منه وليس بأسلوبه هو. في وجهة نظري من الأسباب التي أدت لهذا الجفاف الأبوي ما يلي: المقولة المشهورة التي كبر عليها الكثير من المربين (زوجوه يعقل) او (متى تتزوج ونشوف أولادك) أو غيرها من المقولات التي كان نتيجتها رجلا يؤدي دورا آليا فُرض عليه من المجتمع ليجد نفسه فجأة أصبح أباً! من قبلها هو زوج لديه مجموعة من المسؤوليات التي لم يقتنع بها ولكنه أُجبر عليها. نموذج آخر لشاب نشأ في أسرة لا تعرف طرق الحب أو التعبير عنه فما كان منه إلا أنه كرر ما نشأ عليه متجاهلاً أي نصيحة تربوية تترامى على مسامعه مكرراً (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) هكذا نشأنا وكبرنا وما فينا إلا العافية هذا كله كلام فاضي التربية الحديثة او التربية الايجابية او غيرها ويتجاهل قسوته على نفسه قبل قسوته على أبنائه وتخبطه في قراراته وتذبذبه في مشاعره!. وهناك ذلك الأب الخائف من الغد فهو دائما في مرحلة سباق مع الزمن سعياً وراء تأمين مستقبل أبنائه الأحباء على قلبه فمن حبه الشديد لهم أضاعهم فظل حبيساً في طريق الخوف وفقد أبناءه على قارعة الطريق ينهلون من المال الذي جمعه لهم لتأمين المستقبل دون أن يشعروا بذلك الحب العظيم الذي يحمله ذلك الأب في صدره. ومن الصور المؤلمة التي يعتصر القلب لها الأب الذي فشل في دوره كزوج فترك الأم وترك معها الأبناء! ولم يكن في حياة أبنائه إلا مجرد شخص منبوذ من أم مجروحة لا تعرف إن كانت هي الجانية أم المجني عليها. ومنهم من منح كل الحب والعطاء لأحد أبنائه دون البقية ليزرع في قلب الآخرين الغيرة والكره والبغض له ولإخوته ولنفسه وكيف سيعرف أن يحبها إن لم يجد هذا الحب من والده؟. وتبقى هذه الدائرة في تضخم وازدياد تؤثر سلباً على أهم عمود في المجتمع وهو الأسرة التي بصحتها سيقوم المجتمع وينهض في جميع المجالات، ومن أهم الأدوار التي يجب علينا جميعا أن نتكاتف عليها هي أن يقف كل شخص راشد وواع ناصحاً ومذكراً لكل أب لا يقدس دوره في تربية أبنائه لا يعرف أنه يجب أن يكون القدوة لطفله، أن يكون هو المصدر الأول للحب لابنته، أن يكون هو المدرسة الأولى للقيم، ولا ننسى أنه من أهم الادوار التي لا بد أن تُقدم للشباب والشابات الناشئين المقبلين على الحياة في كل جوانبها هو دور المؤسسات التربوية والمدارس في تقديم برامج تأهيلية وتربوية تساعد وتدعم هذه الفئة على حسن الاختيار وعلى حسن التربية لأبنائهم في المستقبل والأهم منها هي تربية النفس وتهذيبها. فكم أرجو ان يكون للمؤسسات التعليمية وخاصة في المراحل الثانوية والجامعات دور اساسي في تقديم هذا الوعي المجتمعي والتربوي الذي لا يقل أهمية عما يقدمونه من علوم تطبيقية معرفية وفنية، فكما أن العلوم تبني العقول فالوطن يبنى بالأسر. مستشارة تربوية وأسرية [email protected] coachzainab81:
4356
| 24 فبراير 2022
عندما خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام في الجنة خلق له من نفسه زوجاً (حواء عليها السلام) ففي قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وهذا دليل على أن النفس البشرية التي خُلقت من الطين ونفخ الله بها الروح وقد كانت تسكن الجنة التي لا تخطر على قلب بشر من النعيم الذي أعده الله لنا بها إلا أن الله جل وعلا خلق لها زوجاً منها لتسكن هذه النفس وتطمئن، وانه من المؤلم جداً ما نشاهده من أفكار تنتشر بين الشباب والشابات من تحويل اصل العلاقات الزوجية لعلاقات مؤلمة وكأنها سجن مؤبد يفرض على الشخص، وعلاقات تعتمد في أصلها على المادة وينسون السعي لتحقيق الاستقرار الاسري في التَّحلُم والتَّصبر وحُسن العِشرة، كما نلاحظ آنفاً أن البعض أصبح منهجه في الحياة أن يكرر بعض الكلمات الإيجابية ولكن أثرها سلبي على مجتمعه وأسرته وعلى نفسه التي لا بُد لها أن تُهذب وخاصة لدى الكثير من القلوب والنفوس الضائعة التي لم تدرك المعنى الحقيقي منها، مثال: ( اعتزل ما يؤذيك) وهي جملة معناها صحيح في المجمل، ولكن السؤال الذي لا بد لي أن أطرحه على نفسي هل ما يؤذيني هذا لأنه حقاً يؤذيني ؟! أم أنه لا يتناسب مع قناعات مغلوطة وأهواء شخصية تجبرني على التغيير للأفضل ؟ ! هل أنا كنت الجاني أم المجني عليه ؟ ! ما هي مسطرتي التي أقيس بها الأذية ؟ ! هل أرجع لحدود الدين أم لحدود العرف أم لحدود الهوى؟!. أصبحنا نعيش في عالم مادي بكل ما تحمله الكلمة من معنى في كل شيء حتى امتد هذا الطاعون للعلاقات بين الأزواج فضاعت الهوية ما بين الواجبات الأساسية وما بين الكماليات وضاعت واجبات الزوج من أصل قوامته على الزوجة بـيـن لهث لإرضاء نفسه وارضائها في توفير الكماليات والتغاضي عن الأساسيات وتجاهلها ليشعر بالرضا عن نفسه فيقلل من شعوره بالذنب من تقصيره في الجانب الأهم !! وليتغنى بما قدمه لها من هدايا باهظة الثمن وسفرات حول العالم طالباً منها أن تتغاضى عن تقصيره في واجبه الأسري كزوج وكمربٍ، حيث إن دوره الأساسي كزوج يقوم على خدمتها بما أمره الله به وبدورها هي تقوم بخدمته والقيام بواجبها بما أمرها الله به، ومن واجبهما كزوجين أن يتحاورا معا ويخططا معا وأن يقضيا جُل وقتهما ما بين أفراد الأسرة، وفي الجهة الأخرى هناك زوجة وضعت أولوياتها المادة والتقليد والحصول على ما تراقبه كل يوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث السم بها، فتطالب الزوج بأن يكرر تلك الصورة السابقة من نموذج الرجل المتخاذل المقصر في واجباته وترفض كل ما يقدمه لها من التزام في دوره الأسري والتربوي وترمي به عرض الحائط لتصرخ متألمة من حياتها البائسة التي لم تحصل بها على ما أرادت من هدايا باهظة الثمن أو السفر حول العالم أو غيرها من المظاهر التي تُصور كل يوم بشتى الطرق … هل حقاً هكذا تُقاس جودة العلاقات ؟! هل حقاً مقدار حُب الآخر لنا يقاس بمقدار الأموال التي تُصرف ؟ أنا لا أدعو للمثالية أو تجاهل أهمية المال في حياة الفرد لتسهيل الحياة له قدر الإمكان وخاصة في عالمنا الحالي، ولكن السؤال الأهم هل مقدار الصرف هو فعلا مقدار الحب ؟ أين ذهبت المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة ؟ أين ذهب حُسن الخُلق ؟ وحُسن المعشر ؟ لماذا اصبحت أصوات من ينادون بأن العلاقات تقاس بالأموال عالية؟! وخفتت أصوات من يدركون المعنى الحقيقي لجودة العلاقة ؟! هذه مسؤوليتنا جميعا كمربين ومؤثرين بان نكون حريصين على أن يدرك أبناؤنا وبناتنا ما هي العلاقات الحقيقية وما هي العلاقات المزيفة ؟ هي واجب كل مربٍ بان يعيد ضبط اعدادات جودة العلاقات وان يحرص على أن يراقب طفله كيف يتعامل والداه معاً في مواجهة مغريات الحياة وفي خلق مساحات التواصل الايجابي بينهما، وفي تخطي عقبات الحياة المادية يجب على كل مربٍ ان يحرص على تأدية دوره المنوط به كما خلقه الله له ولا يستغل أحدهما الآخر، ان الحياة الزوجية هي هبة من الله لكل من أدرك وتمعن روعتها وحرص على أن يكمل بها نصف دينه حقاً.. فهي شريعة الله لعباده في الأرض لتسكن أنفسهم وتهدأ وتطمئن ويعتبر تقديس العلاقة الزوجية واجب كل أم وأب في تربية أبنائهما على تقديس الزواج وتقديس الواجبات الأسرية وتربيتهم على مهارات التواصل الفعالة لتساعدهم في تكوين علاقات ايجابية في المستقبل وأهمها زرع القيم والأخلاق لأنها ستكون لهم الحائط المنيع يثبتهم على أخلاقياتهم الدينية والعرفية ويؤصل علاقاتهم الأسرية ويقويها. حيث إننا بدأنا نحصد من آثار هذا الطاعون ما نرقبه بين الشباب والشابات من عزوفهم من الزواج وخوفهم منه واعتباره وكأنه مضخة للألم والحسرة وبدأوا في استمراء العلاقات المحرمة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان. هي دعوة مني للجميع، فكلنا مسؤولون على الحفاظ على هوية مجتمعاتنا من الانحدار والانزلاق لهاوية الضياع، ولا تُحفظ المجتمعات ولا تُبنى الأمم إلا بوجود الأسرة. [email protected]
5790
| 22 ديسمبر 2021
في الآونة الأخيرة أصبح المصورون محترفين بشكل مخيف، حيث انهم يتمكنون بكل احترافية من تصغير الأشياء الكبيرة الواضحة ومن تكبير الأشياء الصغيرة، كما أنهم بارعون جداً في ازاحة الأشياء من وسط الصورة لتصبح بمهارة عالية في زاوية الصورة. كم هي جميلة هذه التقنيات ان كانت في مكانها الصحيح ولكن من المؤسف والمؤلم أنها تقنيات انسانية ادارية نراقبها عن كثب في كثير من المؤسسات وجهات العمل التي برع بها بعض المسؤولين من استخدام تقنيات التصوير الاحترافية بكل جدارة، وكأن عدسته لا تلتقط الا ما أراد أن يركز عليه بضبط الاعدادات الخاصة في الكاميرا بناء على محاباته من الأشخاص أو أهوائه أو حتى طبيعة مشاعره التي يحملها للصورة لتظهر في ملامح الصورة المهنية أسوأ أنواع المشاعر السلبية المؤثرة بشكل مباشر على جودة العمل في تلك المؤسسات وعلى رغبة الموظفين في العطاء بالمقابل تضخم العدسة ببراعة الأنا لدى الموظف المحابي المتسلق وتعطيه اضاءات على محطات مختبئة في زوايا ضميره المهني فيشعر بالرضا والسعادة عن انجازاته الرائعة وادائه المتقن لينطلق بكل غطرسة. يشدو بصور وهمية من صنع العدسات الكاذبة. وتتكرر تلك الصور في مشاهد كثيرة فتراقب بعدها الكثير من المحاولات في تعديل الصورة عبر مجموعة من البرامج كالفوتوشوب أو كالقص واللصق، أو في بعض الأوقات في عمل مسح كامل للصورة ككل، والسؤال أين هي المشكلة؟ هل في المشاهد التي تُصور في بعض الأوقات فيبدع المصور في اختيار الزاوية التي تظهر جمالية المشهد وفي بعض الأوقات يتفنن في اختيار الزاوية الأسوأ ليلتقط صورته بناء على الاعدادات الخاصة في عدسته الخاصة بدون أي فلاتر؟!. نحتاج لأن يتحلى هؤلاء المصورون بأمانة المصور الاخباري الذي يبدع في نقل الخبر بكل مصداقية بدون أي تحيز في تسليط الضوء على كل زاوية في المشهد المهني وبعدها تنتقل هذه الصورة بكل شفافية وتطرح في استوديوهات تحليلية تحتوي على فلاتر الأمانة المهنية والصدق والاخلاص في العمل وتوضع في اطار العلم والمعرفة والتعلم وأخيرا تلمع بالاحترام. اذا تأملنا هذه المشاهد المصورة في الواقع المهني وكانت عدسة المصور بانورامية تلتقط المشهد المهني من الكل الزوايا سنحصل على صور مهنية جميلة مرضية لجميع الاطراف سواء كان المسؤول عن عملية التصوير او حتى الجمهور الذي سيشاهد هذه الصورة وتنتهي بمن يصنع الصورة نفسها وهو الموظف فتزيد من رغبته على التحسين المستمر وتطوير الاداء والتجدد في الأساليب ليحصل في كل مرة على صورة جميلة يعلقها بكل فخر على حائطه المهني. وقفة يحتاجها كل منا كم صورة حقيقية تُعلقها على حائطك المهني؟ وكم صورة لا تمثلك؟ وهل تشعر بالرضا من هذه الصور؟ ووقفة لك أنت أيها المصور ما هي الاعدادات الخاصة التي ضبطت عليها عدستك؟ هل تستخدم الفلاتر المهنية والمعرفة والعلم أم أنك تحمل العدسة الخاصة في قلبك؟. وقفات من زوايا مختلفة يحتاجها كل شخص يحمل أمانة مهنية سيُسأل عنها يوم القيامة!. مستشارة تربوية واخصائية تربية خاصة [email protected] @coachzainab81
3787
| 30 نوفمبر 2021
قُــمْ لِلمُـعَـلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبـْجـيـلا كادَ المُعَلِّمُ أَنْ يَكونَ رَسُـولا أكاد أجزم أن شطر هذا البيت للشاعر أحمد شوقي يحفظها الصغير والكبير وأول من يرددها هوالمعلم، ليذّكر دائماً وأبداً بالدور المهم الذي يقوم به هو كمعلم في صناعته للمجتمع، وذلك عن طريق بناء النشء والجيل القادم الذي لا بد له من إكمال مسيرة البناء والنهوض في مجتمعاتنا. ولكن السؤال الذي يجب أن نسأله لكل معلم حُمِّل هذه الأمانة.. من هوالمُعلم المقصود في هذه الأبيات؟ من هوالمعلم الذي كاد أن يصل لأن يكون رسولاً؟ ما هي أخلاق هذا المعلم؟ هل هوالمعلم المتذمر؟! أم الموبخ؟! أم الغاضب؟! أم المعلم السلبي؟! أم المتخاذل؟! بالطبع لا.. فلم يقصد الشاعر هذه الصفات بالمعلم الذي ذكره في أبياته الشعرية، بل أنه رفع قدر المعلم لقدر الرسول، وذلك لعظمة دوره الذي سيؤثر لا محالة في من يعلمهم، فالأخلاق التي لا بد لكل معلم أن يتحلى بها هي أخلاق الرسل فما هي هذه الأخلاق؟ أهمها وأعظمها تقدير أهمية الأمانة التي حملها المعلم وقبلَ أن يحملها ليؤدي أمانته على أكمل وجه، الصدق في العطاء والإصرار والعزيمة وتحدي الصعاب، الثقة بالله بأنه سيكون عوناً له بأن يكون مربياً صالحاً قدوة لمن يستقون منه الخُلق قبل العلوم. النظرة الإيجابية نحوالطلاب وعدم التذمر منهم ومما يصدر عنهم، لأن ما تواجهه من طلابك أنت أكدته في انطباعاتك السلبية المتكررة بأنهم مزعجون ومرهقون وغيرها من الرسائل السلبية التي تتكرر بشكل مباشر أوغير مباشر للطلاب عن طريق ردود الأفعال والتواصل مع الطلاب خلال المواقف المدرسية التي يمر بها المعلم مع طالبه. الصبر على قطف الثمار وعدم الاستعجال بالنتائج، وخاصة لأن تحديات الطالب في الوقت الحاضر أصبحت كبيرة جداً في ظل الإجراءات الاحترازية، وتذكر دائما أيها المعلم أن نوحاً عليه السلام دعا قومه قرابة 1000 عام دون كلل أوملل رغم كل ما واجه من نقد ولوم وتحديات، ولكنه آمن بربه وبرسالته وهذا هوالخُلق المطلوب من المعلم أن يؤمن بقدرات الطالب أن يعطيه وهوعلى يقين أن غراسه ستثمر لا محالة أن يؤمن بأن بذور الخير في أبنائنا رغم كل الغبار الذي يظهر، إلا أن معادنهم أصيلة فهي مجبولة على فطرة الله. فتذكر دوماً أنك تحمل أمانةً عظيمةً ستشهد لك يوم الدين، فلا تبخس أمانتك حقها وأدّها كما أُمرت لننهض بأمتنا ومجتمعنا، وكن أنت المعلم الإيجابي وتذكر في كل يوم أن تحمل معك داخل حصصك طاقة إيجابية مليئة بالحب والتفاؤل والرضا والإصرار تنقلها لطلابك لتنشر العلم وتؤدي الأمانة. مستشارة تربوية وأسرية [email protected] coachzainab81
7227
| 07 أكتوبر 2021
في الآونة الأخيرة، أصبحت ألاحظ كثرة شكاوي المربين من أن أبناءهم بالغي سن المراهقة لديهم سلوك اتكالي واستهتار في الأنظمة وفي القوانين، سواء كانت قوانين منزلية او قوانين المؤسسات مثل المدارس او الحدائق العامة والمرور وغيرها. وعند محاولتنا لحل المشاكل التي تراكمت وأثقلت على المربين لخوفهم على أبنائهم نلاحظ أن المربي يحتاج الكثير من الجهد حتى يجني أبناؤه ثمار التغير للأفضل، ومن هذه المشاكل التي أصبحت جزءا أساسيا من حياة المربي، أصبح لا بد لنا أن نقف وقفة تأمل على أسبابها. فكما نعلم الوقاية خير من العلاج حتى على المستوى التربوي وتنشئة المجتمعات فما هي قصة الجمل الشهيرة بين الأطفال والمراهقين (لا أعرف)، (مادري)، (صعب)، (أنا تعودت على)، والكثير الكثير من الجمل والرسائل السلبية التي يوجهها الأطفال لأنفسهم خلال المواقف الحياتية، من أهم الأسباب: •السبب الأول: الدلال الزائد للطفل والحماية المفرطة وخاصة خلال السنوات الخمس الأولى من حياته، فقد اعتاد الطفل خلال أول ثلاث سنوات من عمره أنه هو الطفل المدلل، الذي لا يستطيع أن يقوم بعمل أي شيء، وأنه إذا طلب وجد من سيلبي أمره، واذا صرخ وبكا لأن حوائجه لم تُلبَّ يُسكت على الفور، ليكبر هذا الطفل، ويصبح شاباً مستهتراً متضخم الأنا، لا يلتفت إلا لنفسه ورغباته يتكل على الآخرين، يكره المحاولة، ولا يفكر أنه من الممكن أن يقوم هو بخدمة نفسه. فهو يرى أن الجميع مسخر له ولخدمته، لأنه لا يعرف ولا يستطيع ولم يعتد على ذلك. •السبب الثاني: الرسائل السلبية التي تتكرر على مسامع اأاطفال، سواء كان من المنزل أو من المدرسة أنهم لا يستطيعون وأنهم متعبون وأنهم مشاغبون، وغيرها من الألفاظ التي تقال أمام الأبناء، ولا يدرك المربي خطورتها في تشكيل القناعات تجاه الذات، وتأثيرها على ذوات أطفالنا، وكيف أنها ستشكل شخصية مهزومة مهزوزة تخاف المبادرة ودائماً سلوكها انسحابي. •السبب الثالث: طلب الكمال والمثالية المطلقة من أحد المربين لأبنائهم ورفض أن يقع هذا الطفل في الأخطاء وعدم تقبل أخطائهم يجعل هذا الطفل يكره المحاولة والوقوع بالخطاء خوفاً من أن يخسر مكانته أمام المربي، بالإضافة إلى شعوره بالعجز لعدم قدرته على تحقيق الكمال المطلق الذي يطلبه المربي منه. ومن هذه الأسباب التي طُرحت، وجب علينا كمربين أن نتأمل ممارساتنا التربوية وطرق حوارنا مع أبنائنا وكيف حرصنا على تنشئتهم، وخاصة في أول سنوات عمرهم، لأن هذه السنوات هي المدرسة الأولى للطفل التي من ضمنها سينطلق نحو المجتمع ليقوم بإكمال بنائه والنهوض به. نحن بحاجة لطاقات شبابية عالية ومهام عالية، لا تعرف الاستسلام ولا التقاعس، لديها أهداف سامية للنهوض بأمتها، ولن يتحقق ذلك إلا إذا نهض المربي وقام برسالته وأداء أمانته على أكمل وجه. مستشارة تربوية وأسرية [email protected] coachzainab81
5129
| 23 سبتمبر 2021
العام الدراسي الجديد على الأبواب وأغلب الأُسر تستعد لاستقبال هذا العام وقد اختلطت مجموعة من المشاعر والأهداف، فالمربي حريص على أن يوفر لأبنائه البيئة التعليمية المناسبة لهم التي تضمن لهم مستقبلا مهنيا افضل وتزيد من الخبرات التعليمية عند الابناء. والطلبة منهم من هو يستعد لاستقبال هذا العام الجديد بمجموعة من الاهداف الجديدة وهمة جديدة وفرص جديدة محاولاً النهوض بنفسه وتجنب أخطاء العام الماضي، ومنهم من تجاهل أخطاءه ولم يقف عليها ليتعلم منها وها هو الآن يستعد لاستقبال العام الدراسي بحلة جديدة وأدوات مدرسية جميلة وأهداف ضائعة وبالية، ومنهم من يقف خائفاً من الفشل ومنهم من يشتعل شوقاً للقاء كتبه ومعلميه وأصدقائه. عام جديد هو بداية جديدة وانطلاقة جديدة لكل طالب يريد أن يساهم في بناء المجتمع ولكل مرب حرص على أن يؤدي الأمانة. لا شك أن هذه السنوات الدراسية تعتبر مختلفة عن السابقةِ لها قبل عدة أعوام، ولا بد لنا أن نتعلم من هذه الخبرات الجديدة ونعلم أبناءنا أهمية العلم والتعلم وأن يعتمدوا على أنفسهم في البحث عن المعلومة وتقديرها والسعي خلفها فإذا حرص المربي على زرع المسؤولية عند أبنائه منذ نعومة أظافرهم سيجني هذه الثمار في كل مراحل حياتهم وفي كل المحطات التي يتوقف عندها الابناء، سواء كان التعلم او العمل او حتى المسؤولية المجتمعية ولن يحتاج المربي أن يعيش بين شد وجذب مع أبنائه خلال العام الدراسي ليحثهم على التعلم والحرص على اكتساب المعلومة. ومن الجدير بالذكر أن يحرص المربي على أن يضع الرؤى لأبنائه وأن يزرعها في نفوسهم لتصبح هذه الرؤى هي أهداف الأبناء فيسعون لتحقيقها بكل عزيمة واصرار. عام جديد يختلط فيه التعلم داخل الصفوف الدراسية والتعلم عن بعد، عام جديد يختلط فيه جهد المعلم وجهد الطالب والمربي، عام جديد يمتلئ بالأهداف السامية التي تبني المجتمع بسواعد أبنائه. فكل عام وأنتم بألف انجاز وكل عام وأنتم على خطى العلم والعمل. مستشارة تربوية واخصائية تربية خاصة [email protected] @coachzainab81
6048
| 24 أغسطس 2021
في أحد الاجتماعات العائلية كنت جالسةً أراقب سلوك الأطفال من حولي وقد اجتمعت الأصوات من كل الزوايا والاتجاهات لفت انتباهي ابنة أختي الشابة ذات التسعة عشر عاماً تحاول جاهدةً أن تلاعب الطفلة ذات الثلاث سنوات وتدعوها للاقتراب منها ولكن الطفلة كانت ترفض الاقتراب وتحاول أن تثير غضبها بتصرفات مزعجة فنظرت الفتاة لوالدة الطفلة وسألتها بتعجب لماذا ابنتك تكرهني؟! هنا توقفت عند هذا الموقف وتساءلت هل فعلا الطفل يكره أو يعرف مشاعر الكره؟! أم أنه يتصرف بتلقائية فمن يشعره بالارتياح يبادله نفس الشعور ويتواصل معه بفاعلية وإقبال ويستجيب لكل طلباته بلا أي نوع من المقاومة؟. تدخلت بسؤالي للفتاة هل قمتِ بإزعاج الطفلة؟! فأجابت سابقاً كنت ألاعبها وأمازحها بأن أمدد يدي لها بقطعة حلوى ثم أسحبها.. ابتسمت وقلت لها (إذا عرف السبب بطل العجب). قاطعتني وقالت لي: هذا الموقف قديم جداً ليس الآن.. أطردت في كلامي الطفل لا يعرف الكره ولكن من الممكن أن تظهر عليه بعض التصرفات التي توصل رسالة للطرف الآخر أنه يكرهه ولكن في أصل الموضوع أن الطفل يريد إبداء اعتراضه على بعض التصرفات التي أزعجته وهو يرفضها بالتالي لن يتجاوب مع الشخص المزعج بالنسبة له.. قاطعتني بتعجب معقول يعني هي ما زالت تتذكر هذا الموقف؟! أجبتها: من الممكن أن الطفل لا يتذكر المواقف بحد ذاتها ولكنه يشعر بمشاعر سلبية تجاه الشخص الذي أزعجه فيختزن في العقل اللاواعي وتوضع هذه المواقف في صندوق الانزعاج والألم مرتبط بمجموعة من الصور الذهنية لمواقف سلبية مرتبطة بأشخاص اختبر معهم مواقف سلبية التأثير عليه، مثال الصراخ عليه أو ضربه أو حرمانه… وغيرها من مواقف الحياة.. بلا أن يتحاور مع الطفل بأسلوب لطيف يتناسب مع قدراته المعرفية واللغوية.. ومن المهم جدا أن أطور مهاراتي أنا كمربٍّ في تعاملي مع الطفل بقدرتي على النزول لمستواه الفكري والعقلي والإدراكي وقدرتي على استخدام مصطلحات بسيطة تتناسب مع الطفل الذي أحاور، فإن لم تكن لدى المربي هذه القدرة وهذه المهارات سيمتلئ الصندوق عند الطفل ليؤثر على سلوكه بشكل سلبي مثال ظهور عدوان أو رفض للتجاوب أو خوف وقلق ومن الممكن أيضا أن يكون بعض المشاكل الصحية. أوقفتني الفتاة بقولها يعني خلاص هي الآن ما تحبني بسبب موقف واحد؟! هل يمكنني أن أغير هذه المشاعر؟ بالطبع أكيد يمكن أن يعدل المربي هذه الخبرات السلبية لدى الطفل بأن يستبدلها بمواقف إيجابية ناجحة مع الطفل كل ما عليه فقط هو تغيير الأسلوب التربوي السلبي الذي أتُّبع سابقا وخلال مرحلة التغيير لا يستعجل النتائج الإيجابية من الطفل فالصبر جزء أساسي خلال مرحلة تغيير الخبرات السلبية في صندوق المشاعر لدى الأشخاص.. ويعتبر تطوير هذه المهارات لدى الطفل جانبا مهما جدا في تطوير مهارات الطفل الانفعالية والنمو بها كتطوير الانفعالات المختلفة؛ كالحب، والخوف، والكره، والعدوان، والفرح، وغيرها، والاختلافات التي تحدث لهذه الانفعالات والمشاعر عبر نمو الفرد وانتقاله من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ أخرى من حياته. وهو ما يسمى النمو النفسي لدى الطفل حيث يتميّز هذا النوع من النموّ بتطوُّر الشعور لديه بالمبادرة، وهذا الأمر يعتمد على التنشئة الاجتماعيّة للطفل؛ حيث إنّه إذا أُعطِيَ الحرّية لينطلق في استكشافه لما حوله دون تقييد، فإنّ ذلك من شأنه أن يساعد على تحقيق السويّة في نُموّه، أمّا إذا لم يتمكّن من ذلك، فإنّ الشعور بالذنب لديه سيتطوَّر. وفي هذه المرحلة تعتبر أبرز الخصائص الانفعاليّة لدى الطفل كالتالي: • كثرة الانفعالات، وسرعتها لدى الطفل، على الرغم من عدم استمرارها لفترة طويلة؛ وذلك نتيجة للعوامل الداخليّة، كتأثُّر الطفل في من حوله، أو العوامل الخارجيّة، كأسلوب تعامُل الوالدين معه. مشاعر الخوف التي قد تعرقل اعتماد الطفل على نفسه، أو استقلاليّته، إذا كانت غير طبيعيّة، أمّا إن كانت طبيعيّة، كالخوف من الحيوانات، فهو أمر صحّي له. ظهور مشاعر الغيرة التي تنتاب الطفل عند قدوم مولود جديد، ومشاعر الغضب، سواء باللفظ، أو بالعدوان، كما أنّ نوم الطفل يكون غير مستقرٍّ في هذه المرحلة. وأخيراً أذكرك أن الطفل يولد صفحة بيضاء لا تحمل أي نوع من أنواع المشاعر أو حتى السلوك وكل سلوك يلاحظ عليه أو طريقة في التعبير عن مشاعره هي عبارة عن مرآة لسلوك قد لاحظه الطفل من المحيط القريب منه وطريقة التعبير عن مشاعره ترتبط في الخبرات التي اختبرها الطفل … مستشارة تربوية وأخصائية تربية خاصة [email protected] @coachzainab81
15149
| 18 أغسطس 2021
اتصلت بي إحدى الأمهات تود استشارتي في وضع طفلتها ذات الثلاث سنوات العنيدة التي ترفض الانصياع لأوامرها وفي الآونة الأخيرة أصبح يظهر عليها بعض السلوكيات العدائية تجاه أمها وتجاه نفسها.. كان صوت الأم مليئاً بالألم والإرهاق، وبعد أن أنهت شكواها تنهدت وقالت بصوتٍ باكٍ: والله إني لا أقصر معها أبدًا، وكل شيء تطلبه مني يُلبى لها، حتى لو كُنت متعبة أتحامل على نفسي لألبي رغبتها.. لا أدري لماذا أصبحت معي هكذا، وكأنها تكرهني ودائما تقول لي أنا لا أحبك وانهارت بالبكاء. من هنا توقفت على السبب الذي جعل الطفلة بهذا السلوك الأناني الذي يسمونه بعض المربيين، وهو الحماية الزائدة للطفل، حيث إن المربي يعتبر هذا الطفل غير قادر على أن يتحمل مسؤولية أي أمر مهما كان صغيراً، بالإضافة لرغبة الكثير من المربين في توفير الرفاهية للأبناء من منطلق أنه يخشى على الطفل أن يشعر بالحرمان أو الدونية فتبدأ عملية الابتزاز من قبل الطفل. فسألتها ما هي الأمور التي تكلفين طفلتك بها؟ هل توكلين لها بعض المهام أو المسؤوليات؟ كان رد الأم في آنٍ واحد.. ضاحكةً وفيه من التعجب الكثير وهي تقول لي: صغيرة!! للآن أي مهام أو مسؤوليات تتحدثين عنها وكررت لي بصوتٍ مؤكد عمرها ثلاث سنوات فقط. اطردت عليها بالرد: أعلم أعلم أنها بعمر ثلاث سنوات.. هنا تعجبت أكثر من تأكدي من المعلومة وإصراري على السؤال، أجابتني وهي متعجبة: هي للآن لا تستطيع أن تعتمد على نفسها حتى في أبسط الأمور. سألتها: هل أنت متأكدة؟! فأجابت بكل تأكيد: إي، طبعا، فهي لا تعرف أن تعتمد على نفسها حتى في ارتداء ملابسها أو في أكلها. فأجبت: لهذا هي هكذا الآن عنيدة وعصبية. وقعت إجابتي على الأم بشكل قاسٍ جداً، وسألت باستنكار: يعني أنا من جعلها بهذا السلوك؟! هدأت من روعها وطمنتها بقولي كل شيء ممكن أن يتصلح لا تقلقي.. إن جهل المربي في خصائص النمو للطفل توقعه في فخ تربوي يقع فيه أغلب المربيين، وهو أنه يتعامل مع الطفل بعدم وعي وإدراك للدوافع وراء السلوك، ولماذا طفله يتصرف بهذه الطريقة، وخاصة في هذا العمر من سنتين وحتى ثلاث سنوات. دعونا نقف معاً وقفة على خصائص النمو في عمر السنتين وحتى الثلاث سنوات، وما هي أبرز السلوكيات التي تظهر على الطفل في هذا العمر. تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة اثبات الذات عند الطفل وبدء الاعتماد على نفسه والاستقلالية والرغبة في التجربة والتعلم من كل شيء حوله، ولهذا السبب يظن المربي أن طفله أصبح عنيداً يرفض الالتزام بالأوامر التي يوجهها له، ولكن هو لا يعي أن طفله بدأ يحاول أن يحقق ذاته من خلال الرغبة بالأكل لوحده، ومن الطبيعي جداً حدوث بعض الفوضى خلال التجربة، وأن الطفل سيطور هذه المهارات خلال مرحلة التعلم بالاعتماد على الذات، وأيضاً سيرفض أن يكون عبارة عن دمية يحركها المربي كيف ما يشاء، بل سيحاول أن يستكشف ويعبث من باب الفضول والتعرف على العالم من حوله، لأنه في هذه المرحلة تتطور مهارات الطفل المعرفية وتتطور مهاراته اللغوية. ومن الجدير بالذكر أنه سيحاكي سلوك الوالدين معه وسيدرس انفعالاتهم وسينتهز الفرص ليكون هو الفائز في قطعة الحلوى الكبيرة، وهي أن تلبى رغباته هو وتزداد هذه المشكلات السلوكية -إن صحت تسميتها- تحت اسم المشكلات في حال كان الطفل يعيش ضمن أسرة لا تسن قوانين وليس لديها روتين يومي يتعلم به الطفل الانضباط والالتزام واتباع أسلوب الحزم مع اللين في آن واحد. من أهم مظاهر مرحلة النمو في عمر السنتين: • اكتشاف العالم من حوله والرغبة في عمل كل شيء بنفسه مثل (الأكل لوحده، الشرب، اللبس، اللعب). • يفضل أن يكون مع الأطفال، ولكن يلعب بلعبته لوحده. • يصاب الطفل بنوبات غضب وخاصة في حال واجه صعوبة بالتعبير عن رغباته، أو لم يُفهم من قبل الآخرين من حوله. - توسع المفردات: لتصل إلى حوالي 50 مفردة. - تكوين جملة من كلمتين: مثل بابا سيارة، عصفور فوق، ماما حبيبي، أشرب ماء. - فهم الضمائر: مثل أنا وأنت وهي وهو، لكن ليس من الضروري أن يستخدمها بطريقة صحيحة. - التعرف على الأشياء وأجزاء الجسم والإشارة عليها وممكن تسميتها أيضاً. والسؤال هنا كيف أحمّل طفلي المسؤلية؟ وما أثرها على سلوك طفلي؟ • يعتبر تدريب الطفل على تحمّل مسؤوليته هو جزء مهم جداً في تحقيق الطفل لذاته، وهي حاجة أساسية وملحة تظهر في هذه الفترة، فمساعدة الطفل على الاستقلال في الاعتماد على نفسه بالأكل والشرب وغيرها مهم جدا. يجب على المربي أن يعطي الطفل المساحة اللازمة لتأدية هذا الدور وبدوره يعزز الطفل ويثني عليه بعد القيام بأي عمل إيجابي حتى يكرر الطفل السلوك ويحاول تطوير هذه المهارة. • اتباع أسلوب الحوار مع الطفل ومساعدته على التعبير عن مشاعره، كأن يحاور الوالدان الطفل ضمن أحد المواقف (أنت الآن سعيد أو فرحان لأن…..)، (أنت غضبان لأن ….)، (أنت حزين لأن ….). • تحديد بعض القوانين الأسرية مثل، وقت اللعب، وقت النوم وقت الطعام وغيرها، والاتفاق مع الطفل عليها يقلل كثيراً من حدوث تصادم بين المربي والطفل في اختيار الأوقات المناسبة لهم كأطفال بشكل عشوائي أو غير مناسب لوضع الأسرة. تهيئة الطفل في هذه الفترة مهمة جدا في تحميله المسؤولية عن طريق الانضباط والالتزام ضمن قوانين بسيطة تتناسب مع مستوى إدراكه ووعيه البسيطين ليصبح شخصاً واعياً ومسؤولاً ولديه قدرة للتعبير عن مشاعره وتحديدها بشكل واضح. وأخيرا، وليس آخراً، تعتبر التربية مرحلة مهمة جداً يجب على الوالدين الاستعداد لها لخوضها بوعي بأن يتعلموا أكثر عن خصائص النمو وطرق حل المشكلات التربوية مع الأبناء، فبعض الحلول السريعة المتعبة من المربي تزيد من المشكلة وتظهر النتائج بعد بلوغ الطفل، وليس في نفس الوقت لدى الطفل. مستشارة تربوية وأخصائية تربية خاصة [email protected] @coachzainab81
9649
| 22 يوليو 2021
في احدى قاعات الانتظار ترامى على مسامعي حديث فتاة في مقتبل العمر مع والدتها، وهي تسألها عن نفسها في مرحلة الطفولة، وقد كانت متشوقة للسماع من والدتها المواقف التي كانت لها في طفولتها. ردت الأم عليها انها لا تتذكر اي موقف وانها في تلك الفترة لم تكن تعي ما هي التربية وما هي معاييرها، فهي كانت تتعامل بشكل آلي فطري فقط بلا وعي. هنا استوقفتني هذه الكلمة (الوعي)، فكم من المواقف في حياتنا نتصرف بها بلا وعي! وهو أمر في بعض الاوقات محمود على سبيل المثال (الاستجابة لبكاء الطفل ليلاً في أيامه الأولى)، ولكن عندما يبدأ هذا الطفل في مراحله الأولى هنا لا بد لنا أن نربي بوعي، حيث إنه من فوائد التربية بوعي أنها أكثر متعة للمربي، وتضمن له الحصول على نتائج أفضل. والسؤال هنا: كيف لنا أن نكون أكثر وعياً في التربية؟! يبدأ الوعي في التربية في معرفة خصائص مراحل النمو للطفل، وهذه هي الخطوة الأولى للتربية بوعي اكبر ومتعة أكثر للمربي، حيث إنه لن يشعر بالضغط والتوتر في حال لاحظ سلوكا معينا على الطفل، وهو يعي ويدرك أنه سلوك طبيعي ضمن المرحلة العمرية للطفل، على سبيل المثال: من الطبيعي جدا أن يتقبل المربي أن الطفل في السنة الأولى من عمره لا يعتمد على نفسه في أبسط الأمور، مثل قضاء حاجته، فهو لا يشكو من هذا السلوك لدى الطفل، ولكن اذا وصل الطفل لعمر ٦ سنوات وما زال لم يعتمد على نفسه هنا من الطبيعي جدا أن يشكو المربي عن سبب عدم استقلال الطفل، ويعود سبب شكوى المربي او تساؤله في هذا العمر هو أنه يعي جيداً أن الطفل في هذا العمر يبدأ في الاستقلال والاعتماد على نفسه وخاصة في قضاء الحاجة، ومن الجدير بالذكر ان المربي في سنته الأولى من الوالدية يعتمد كثيرا على المحاولة والخطأ في التربية مع أخذه بعين الاعتبار لملاحظات الآخرين من حوله. ومن الوارد جدا أن تكون هذه الملاحظات والتوجيهات التي يتلقاها هذا المربي لا تتكافأ مع المرحلة العمرية للطفل ولا تتكافأ مع مهاراته وقدراته والفروق الفردية التي تختلف من شخص لآخر، وتصبح هنا عملية التربية عملية مرهقة يقضيها المربي في توتر وقلق مستمر بلا استمتاع في مراحل نمو هذا الطفل ومراحل تطوره. فكم هو جميل أن يتأمل المربي جميع مراحل نمو طفله ومدى تطور مهاراته الحركية واللغوية والمعرفية وغيرها. ومن هذا المنطلق أدعو كل مرب أن يستمتع في تربيته لأطفاله وأن يقضي معهم الوقت بوعي أكثر. حتى تصبح عملية التربية هي مرحلة الاكتشاف والتعلم من قبل المربي فلا يتعامل مع مراحل نمو الطفل ومظاهرها الطبيعية بتعسف وعنف او بإهمال وعدم اكتراث، فالطفل كالنبات الأخضر الذي يحتاج لرعاية واهتمام ويحتاج لمساحة حتى ينمو بصحة جسدية ونفسية. ان معرفة المربي خصائص النمو للطفل تساعده بشكل كبير على خلق علاقة ايجابية مع ابنائه في جميع المراحل العمرية وتساعده على ايجاد حلول في علاج المشكلات التي من الممكن ان تظهر على الابناء في احدى المراحل العمرية. دعونا نقف معاً وقفات على بعض المحطات في مراحل نمو الطفل منذ الولادة وحتى عمر سنة: النمو العقلي: •يبكي عندما يغادر أباه أو أمه •يفضل أشياء وأشخاصا معينين •يحاول المساعدة أثناء ارتداء الملابس •يستخدم إشارات بسيطة •يقلد الاصوات والحركات النمو الاجتماعي: •ينظر إلى الصورة الحقيقية أو الشيء عند مناداة اسمها •يبدأ في استخدام الأشياء بشكل صحيح •يتبع الإرشادات البسيطة النمو الجسدي: •يستطيع الجلوس دون مساعدة •يستند على الأشياء للوقوف •ويستعين بقطع الأثاث للمساعدة في المشي "طواف" •قد يستطيع المشي بضع خطوات •والوقوف بمفرده دون التشبث بشيء النمو اللغوي: •تمييز الأبوين بمفردات بسيطة (ماما - بابا- دادا ….) •محاولات لتقليد الكلام او الاصوات بغرض التواصل مع من حوله •الاستجابة عند مناداته وتتبع الارشادات البسيطة مستشارة تربوية وأسرية [email protected] الانستغرام: coachzainab81
7098
| 15 يوليو 2021
مساحة إعلانية
على رمالها وسواحلها الهادئة كهدوء أهلها الطيبين حيث...
1065
| 08 سبتمبر 2025
في السنوات الأخيرة، غَصَّت الساحة التدريبية بأسماء وشعارات...
885
| 04 سبتمبر 2025
تم إنشاء فكرة الإسكان الحكومي للمواطنين بهدف الدعم...
762
| 07 سبتمبر 2025
تتموضع حقوق الملكية الفكرية في قلب الاقتصاد المعرفي...
606
| 08 سبتمبر 2025
عندما تدار الوظيفة بعقلية التسلط وفرض الأمر الواقع،...
588
| 04 سبتمبر 2025
غالبية الكتب الفكرية والأدبية والاجتماعية مثل الناس، منها...
513
| 05 سبتمبر 2025
كلما وقعت كارثة طبيعية في أي مكان من...
495
| 03 سبتمبر 2025
العلاقات العامة عالم ديناميكي جميل، متكامل، بعيد عن...
489
| 04 سبتمبر 2025
أتابع دورينا لأرى النتيجة الحقيقية لما يبذل من...
483
| 05 سبتمبر 2025
لا يمكنه السيطرة على انفعالاته؛ وبنبرة تعاطف قالت...
468
| 05 سبتمبر 2025
أقام زوجان أمريكيان دعوى قضائية ضد شركة أوبن...
441
| 07 سبتمبر 2025
حين نتحدث عن حوكمة التدريب، فإننا غالبًا نركّز...
432
| 08 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية