رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رغيف خبز غزة مغمس بالدماء

كنت أجهز نفسي للخروج من أجل إعداد حكايات غزية التي لازالت تكتب حروفها بالجوع والدم والقصف، وقبل ذلك كنت قد أعددت من سنوات طويلة على اكتساء فنجان من القهوة إلا أن الأمر لم يكن متاحا فسعرها للكيلو الواحد زاد على المائة والخمسين دولارا، الأمر الذي جعلني أصرف النفس عنها، حاولت إيجاد البديل بفنجان اخر من الشاي لكنه أيضا بدون سكر فسعر الكيلو منه قارب السبعين دولارا. وما هي إلا دقائق حتى طرقت قريبتي الباب حتى نخرج سويا، لنتنفس حكايات غزة بكل ما فيها. حقيقة كنت أشتهي في ذلك الوقت أن أكل رغيفا من الخبز ولو قطعة صغيرة كانت ستفي بالغرض لكنها لم تكن حاضرة. كانت ملامح الجوع ذاتها واضحة على قريبتي فهي كذلك لم تفطر ولم تجد رغيفا من الخبز لدى عائلتها. شعرت بشيء من الوجع في داخلي بأن يكون الحديث عن رغيف خبز! لم أفكر بالأمر طويلا حتى لا أتأخر عن الخروج فالأوضاع لازالت تشهد القصف، وكنت أخفف على نفسي بأن ذلك كله بأجره ولن يضيع الله غزة وأهلها. حينما وصلت لمكان لعدد من العائلات تسكن في أشبه الخيام بدون أدنى مقومات الحياة أول كلمة قالها لي احد أطفالها بأنه جائع ويشتهي رغيفا من الخبز شعرت في غصة داخل قلبي لكن لم أستطع أن أخبره بأنني أيضا جائعة. نعم يا صغيري، أنا أيضا مثلك، وليس كلانا فقط؛ بل هناك مليونا مواطن غزي جائعون! أعلم أنني مهما تكلمت مع هذا الطفل فلن يجدي نفعا فكيف سأخبره بالكثير من الأشياء والمؤامرات، التي تحاك ضد غزة وتهجير أهلها؟! كيف لي أن أحدثه بأنه من أبطال غزة الصامدين، والصابرين الذين أفشلوا الكثير من مخططات الاحتلال؟! كيف لي أن أخبره بأن هنالك الكثير من شاحنات المساعدات خلف معبر رفح من الجانب الاخر، لكن غير مسموح دخولها؟! حقيقة لم أستطع الحديث مع طفل جائع يشتهي رغيف الخبز بكل هذا! لكن أخبرته بأن رسولنا وقدوتنا النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جاع وتم حصاره سنوات، ورغم كل شيء ثبته الله- تعالى- وأيده بنصره. هذا النصر الذي نعيش على يقين بالله القادر على كل شيء بأن نشهده في غزة بإذنه- تعالى-. كثيرا ما يتم الحديث إعلاميا عن دخول مساعدات غذائية وأكياس من الطحين، لكن حقيقة الواقع غير ذلك. هذا الأمر يجعل من أسعار المواد الغذائية وخاصة الطحين أقرب من سعر شراء غرامات الذهب، وقد يفوقها!!! من الصعب؛ بل من المحال أن يقدم إنسان عاش عدوانا ظالما لأكثر من عشرين شهرا فقد فيها عائلته وبيته وماله أن يقدم على شراء كيس طحين بسعره الغالي الذي يصل إلى خمسمائة دولار أو ما يقاربها. هذا السعر الجنوني لأدنى مقومات الحياة جعل الكثير منهم يكونون أهداف «مصائد الموت» التي تأتي تحت مسمى كاذب « مساعدات غذائية». فلازال صراخ طفلة يرن في أذني وهي تتمسك بقوة بجثمان والدها بعد أن أصابته رصاصة العدو في محاولة منه أن يجلب لها كيسا من الطحين، لصنع رغيف من الخبز الذي تشتهيه منذ شهور...فكيف يمكن أخبارها بأن رغيف الخبز في غزة مغمس بالدم... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

246

| 25 يونيو 2025

"رمضان التكافل" لإغاثة غزة

جاء رمضان هذا العام وغزة محملة بالأوجاع، ورغم ذلك إلا أنها أفسحت ساحاتها ونصبت شوادرها لتعد مصليات في أنحاء قطاع غزة عوضا عن مساجدها المهدمة. كل يوم تحاول غزة النهوض، تحاول أن تنفض غبار ركامها، كل يوم تجاهد لأن تعيد الحياة رغم مرارة الظروف. فقد دقت صواريخ الحروب على قطاع غزة لأكثر من سنة وخمسة شهور هذه المدة الزمنية، وكمية الأسلحة الفتاكة، كانت كفيلة بأن تجعل غزة في وضع كارثي صعب. هذه الحرب لم تكن الأولى لكنها الأشرس، حرب ظالمة بعد حصار ما زال قائما منذ أكثر من سبعة عشر عاما. هذه الحرب لم تكن واحدة؛ بل كانت حروب جعلت من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن بنك أهداف حتى الأجنة لهم نصيب كبير من الحقد الأسود في استهدافهم قبل الولادة. عدد الشهداء الكبير من الرجال قابله عدد كبير من زوجات الشهداء، وزيادة أكبر بعدد الأيتام. الأمر الذي جعل عظم المسؤولية على النساء كبير والاحتياجات أكبر خاصة حينما تفقد فوق الفقد بيتها ولا تجد مأوى. ويصعب عليها الإنفاق في أبسط الاحتياجات الأطفال من ملبس وغيرها من الأشياء الأساسية لاغنى عنها. والحكاية ليست بعيدة عن وجع الجرحى فالكثير منهم بحاجة إلى إجراء عمليات وعلاج من الصعب إجراؤها في غزة. الأخبار تتوارد عن الحديث عن المطالبة بدخول كرفانات وعدد من الخيام، لم يدخل إلى الآن أي كرفان للعائلات المهدمة بيوتها، وما دخل من خيام كان العدد يكتب على استحياء مقارنة بحجم الحاجة. ما زال البرد قائما في غزة بالوقت الذي تكتب هذه الكلمات توفي ستة رضع من شدة البرد. أهل غزة أهل عز فكانوا يمتلكون من البيوت الواسعة الجميلة المرتبة فهم أهل خير وكرم وجود. هذه يجعل أهل غزة يترقبون باستحياء قرار دخول الكرفان أو حتى الخيمة. عدد البيوت المهدمة كبير يصعب حصرها إلى الآن بدقة والذي ما زال قائما فهو حقيقة لا يصلح إلى السكن لكن رغم ذلك وضع أصحابه الشوادر والمكوث بين ركامه فلا حيلة لهم بغير ذلك. الوضع الصحي في غزة يفتقد أبسط المقومات فكانت المؤسسات الطبية والطاقم الطبي من بنك الأهداف فكثير من الأطباء تم استهدافهم بشكل متعمد خاصة أصحاب التخصصات النادرة. ما زالت غزة تتفقد لأبسط الاحتياجات من أجهزة إضاءة حتى الكشافات اليدوية غير متوفرة، والبطاريات كذلك شح العدد فيها من الصعب إيجاده. الكهرباء ودعت غزة منذ شهور الحرب الطويلة، الأمر الذي يزيد المعاناة في شحن أجهزة الهواتف المتنقلة التي تعتمد حاليا على من يمتلك لوح طاقة شمسية. الماء أصبح تفكيرا يؤرق أفراد العائلة الأمر الذي يجعل أفرادها يصطفون في صفوف طويلة للحصول على ماء. ساعات من اليوم يقضيها لذلك، وهذا ليس الطابور الوحيد الطويل الذي يقضي به يومه؛ بل طابور آخر يقف به قبل أن يصل إلى المخبز للحصول على "ربطة خبز". أهل غزة خاضوا أشرس الحروب، بإمكانيات بسيطة لكن بإيمان وتمكين كبير من الله -تعالى- فهم لهم حقوق كثيرة وكبيرة بأن يقف معها الأمتين الإسلامية والعربية، وأن يشمروا المسلمين عن سواعدهم فالحاجات كبيرة وكثيرة وأساسية، الذي يدخل إلى غزة من مساعدات غذائية كان يدخل على استحياء، والآن منع دخوله من قبل الاحتلال. غزة؛ بل فلسطين، هي أداة من مقياس عقيدة المسلم الصحيح فهي عقيدة ودين قبل أن تكون وطن ودين. الأمر الذي يستدعي التكافل والترابط خاصة في شهر رمضان المبارك فالحاجة كبيرة والأجر أعظم عملا بقول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "مثل المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".

411

| 07 مارس 2025

انتصرت غزة وفشلت «الجنرالات»

ندرك أن الثمن لم يكن عاديا، فهو تجاوز الأموال والبيوت والمؤسسات والمستشفيات كذلك، فقد دفع فوق ذلك دماء طاهرة ذكية. كل أم شهيد، وزوجة شهيد، وابنة شهيد، وجدة شهيد وكذلك الجرحى، والأسرى؛ أنتن السد المنيع لثغور غزة؛ بل فلسطين؛ بل أكثر من ذلك فقد حملتن لواء الجهاد في سبيل الله -تعالى- نصرة للإسلام العظيم والمسلمين، الثمن غال جدا لكن الإسلام أغلى بكثير. هذا الصبر العظيم ستكون عاقبته خيرا فهذا الصبر غير معدلات القوة في العالم، هو لم يبهر العدو ويرغمه على وقف اطلاق النار، بل أبهر العالم كذلك وجعل كل المؤامرات التي حيكت تفشل فشلا ذريعا باعتراف الاحتلال ذاته. أدركت الآن كم أنت عظيمة؟ أنت بصبرك واحتسابك نصرتي غزة. الله-سبحانه وتعالى- أخبرنا حقيقة الأمر في كتابه الكريم: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 155-157]. فعاقبة الخير التي بشرك الله -تعالى- بها عظيمة جدا فصبر جميل. نوقن أن الثمن غال جدا فكثير من الأمهات فقدن أمومتهن بعد ارتقاء جميع أطفالهن، وأخريات فقدن أزواجهن، وكثيرات فقدن كافة أفراد عائلتهن وبيوتهن، واستقر بهن الحال في خيمة ممزقة أثلجت دموع الثكلى على نار قلوبهن. قد يكون من الصعب مواساتهن فإعلان وقف طبول الحرب أشعل حربا جديدة في صدورهن فكانت خطواتهن متثاقلة جدا. فهن خرجن من غزة إلى جنوبها بصحبة أزواجهن وأبنائهن واليوم سيعدن وحدهن لا تقوى أقدامهن على حمل أجسادهن المثقلة بالوجع. سيراود الكثير منهن سؤال «توقفت الحرب لكن ماذا استفدنا بعد أن فقدنا أزواجنا وأطفالنا وبيوتنا؟». السؤال عظيم لكن الإجابة أعظم، دماء الشهداء الطاهرة كانت سدا منيعا لثغور غزة!. كل شهيد لم يكن مجرد رقم؛ بل هو أعظم من ذلك فهو بقدرة الله -تعالى- أفشل مؤامرات أخذ الاحتلال وأعوانه سنوات للإعداد لها أراد من خلالها في النقطة الأولى تصفية المقاومة، بل تصفية قطاع غزة بأكمله. من خلال أسلحته الفتاكة، وحرب التجويع، وحرب النزوح والتهجير، لإبادة غزة جميعها عبر سياسة «الجنرالات». نقطة الانطلاقة كانت من خاصرة فلسطين ورأس الحربة غزة، لينطلق في الخطوة التالية ما تبقى من فلسطين. هذه الدماء الطاهرة أفشلت بفضل الله -تعالى- خطة المؤامرة الكبيرة «الجنرالات». صحيح أن الدمار خيم على غزة العزة لكنها صابرة قوية محتسبة توقن بالأجر العظيم من الله-سبحانه وتعالى-. ثمن هذا كله جاء بشرى من الله-عزوجل- نعم من الله-تعالى- فقد بشرنا كما كل صابر بأنه معه وسيكون له الأجر العظيم كما جاء في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، وقوله -تعالى-:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

423

| 20 يناير 2025

alsharq
وساطة قطر في مرمى نيران حكومة الإبادة !

انطفاء ألسنة لهب الغارات على مساكن قيادات من...

1560

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
في خاصرتي خنجر.. الأمة التي تقرأ جراحها لا تهزم

خنجر في الخاصرة قد لا يبقيك مستقيما لكنه...

1347

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
قطر والسيادة

في يوم الثلاثاء 2025/‏9/‏9 تعرضت دوحة الخير الى...

1305

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
لهذا يرفض الاحتلال حل الدولتين؟

مثّل الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية باستهداف قيادات حماس...

768

| 14 سبتمبر 2025

alsharq
الوسيط المُستهدف

شهدت الدوحة مؤخراً حدثاً خطيراً تمثل في قيام...

732

| 14 سبتمبر 2025

702

| 13 سبتمبر 2025

alsharq
انصر أخاك

ها هي القمة العربية الإسلامية تعقد في مدينة...

666

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
دعم قوي لدولة قطر في مجلس الأمن

جاء الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الهجوم...

654

| 12 سبتمبر 2025

alsharq
منصات وزارة العمل.. من الفكرة إلى الأثر

منذ تولي سعادة الدكتور علي بن سعيد بن...

576

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
عمري قطر

في أغلب الأحيان تكون المصائب والنوائب لها نتائج...

558

| 15 سبتمبر 2025

alsharq
المسرح السياسي وديكور التعليم

من يراقب المشهد السياسي اليوم يظن أنه أمام...

549

| 18 سبتمبر 2025

alsharq
الحاجة إلى نظام أمني جديد في الشرق الأوسط

لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام،...

543

| 15 سبتمبر 2025

أخبار محلية